s1_daoud
09/11/2005, 12:56
لماذا يستهدفون الأسد
مقالة مترجمة
تتساءل الإعلامية ليندا هيرد المتخصصة بالشرق الوسط عن سبب استهداف الولايات المتحدة وحلفائها لنظام الرئيس الأسد. وترد على ذلك قائلة على الغرب أن يبدأ الحوار لا الحرب مع سورية.
فالرئيس الأسد ليس صدام حسين. فهو لم يقصف شعبه بالسلاح الكيميائي ولم يقم باحتلال دولة مجاورة ولم يشن حربا استفزازية في المنطقة. وخلافا لصدام حسين قام الرئيس الأسد بسلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في سورية رغم معارضة الحرس القديم.
من جهة أخرى اتخذت سورية مجموعة من الاجراءات التي تؤكد التزامها بالشرعية الدولية. لقد حاول البعض اتهامها بإيواء المجموعات الفلسطينية والسماح للمتمردين والأسلحة بدخول العراق. فقامت سورية بإغلاق مكاتب حماس وغيرها واتخذت خطوات جدية لضبط حدودها مع العراق وطلبت المساعدة من الولايات المتحدة وبريطانيا ولكنهما لم تقدما شيئا وعندما بدأت الدول ذاتها التي تحتل العراق قرع الطبول بسبب وجود القوات السورية في لبنان وهو وجود شرعي قام الرئيس الأسد بسحب القوات وتفكيك الأجهزة الأمنية هناك وقد أكدت الأمم المتحدة أن ذلك تم تنفيذه فعلا.
سورية دولة لا تملك اسلحة التدمير الشامل ولا تحتل أراضي غيرها ولا تهدد امن أي دولة أخرى. إضافة لذلك لقد تعاونت سورية مع بوش في الحرب على الإرهاب وهي تنادي منذ زمن بالعودة إلى طاولة المفاوضات. علما انها على استعداد لتوقيع السلام مقابل استعادة الأراضي السورية المحتلة ومن ضمنها هضبة الجولان . فهل هناك مبرر واحد لاستهداف سورية بعد ذلك كله؟
الرئيس الأسد واحد من القادة العرب القلائل الذين انتقدوا الغزو الأمريكي للعراق. فهل يستهدفونه لهذا السبب؟ والأسد انتقد توني بلير علنا أمام الكاميرات اثناء زيارته لدمشق عام 2001 (عندما حدثه عن ضرورة التمييز بين الإرهاب والمقاومة الوطنية ووصف ما تمارسه إسرائيل بإرهاب الدولة وذكره بازدواجية الغرب تجاه المنطقة. هل يعتبر حديث الرئيس الأسد خطيئة كبرى في نظر بريطانيا العظمى؟ هل تريد الانتقام والقصاص خاصة ان العلاقات بين الدولتين بدأت تنهار منذ تلك الزيارة وذلك المؤتمر الصحفي؟)
هل يستهدفون سورية بسبب موت الحريري؟ وهنا تؤكد الإعلامية ليندا هيرد ان تقرير ميليس مليء بالانحياز إذ اعتمد على معلومات من لبنان ودول أخرى دون ذكر لسورية. وتستغرب كيف يصف ميليس اغتيال الحريري بالعمل الإرهابي. ميليس نفسه يقول في التقرير إن الفساد وتبييض الأموال قد يكونا وراء قيام بعض الأفراد بالعملية. لذلك يعتبر الاغتيال عملا جنائيا وليس إرهابيا. من جهة أخرى إذا كانت الأمم المتحدة في مؤتمر القمة الأخير قد فشلت في الوصول لتعريف الإرهاب كيف يتم استخدام المصطلح في تقرير خطير عائد للأمم المتحدة نفسها؟ واضح أن تورط سورية او عدم تورطها موضوع ثانوي. فموت الحريري ذريعة بل خدعة كبيرة لصرف الانتباه عن المخطط الكبير المرسوم للمنطقة.
يعلم الجميع ان الأمم المتحدة لا تكترث لموت الأفراد. فهي لم تحرك ساكنا بخصوص اغتيال كينيدي وسلفادور أليندي وانور السادات أو الموت الغامض لكل من جمال عبد الناصر وياسر عرفات.
لمعرفة الدافع الحقيقي الذي يجعل الولايات المتحدة تستهدف الأسد كما تقول ليندا هيرد لابد من العودة إلى وثيقة "كلين بريك" التي وضعت 1996 وباركها ديك تشيني وصارت دستورا للمحافظين الجدد. (تدعو هذه الوثيقة علنا للإطاحة بنظام صدام حسن وقد حدث ذلك. وتنص على إعداد البديل لعرفات ومن ثم التخلص منه وقد تم تحقيق ذلك ايضا.) وتدعو الوثيقة إلى قلب نظام الحكم في كل من سورية وإيران. والغاية أن تصير إسرائيل القوة الوحيدة المهيمنة في المنطقة كلها.
دموع الولايات المتحدة وحلفائها على الحريري هي دموع التماسيح. فهؤلاء لهم أهدافهم وخططهم ويعملون من أجلها بذهنية العصابات وعقلية المتزمتين وهم بحاجة فقط إلى مبرر – أي مبرر – للشروع بتنفيذ مخططاتهم.
(مقتطفات من "حصان طروادة آخر من الأمم المتحدة" المنشور في "كاونتر بنش" بتاريخ 1/11/2005)
ترجمة وإعداد د. أحمد العيسى
منقول...........
مقالة مترجمة
تتساءل الإعلامية ليندا هيرد المتخصصة بالشرق الوسط عن سبب استهداف الولايات المتحدة وحلفائها لنظام الرئيس الأسد. وترد على ذلك قائلة على الغرب أن يبدأ الحوار لا الحرب مع سورية.
فالرئيس الأسد ليس صدام حسين. فهو لم يقصف شعبه بالسلاح الكيميائي ولم يقم باحتلال دولة مجاورة ولم يشن حربا استفزازية في المنطقة. وخلافا لصدام حسين قام الرئيس الأسد بسلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في سورية رغم معارضة الحرس القديم.
من جهة أخرى اتخذت سورية مجموعة من الاجراءات التي تؤكد التزامها بالشرعية الدولية. لقد حاول البعض اتهامها بإيواء المجموعات الفلسطينية والسماح للمتمردين والأسلحة بدخول العراق. فقامت سورية بإغلاق مكاتب حماس وغيرها واتخذت خطوات جدية لضبط حدودها مع العراق وطلبت المساعدة من الولايات المتحدة وبريطانيا ولكنهما لم تقدما شيئا وعندما بدأت الدول ذاتها التي تحتل العراق قرع الطبول بسبب وجود القوات السورية في لبنان وهو وجود شرعي قام الرئيس الأسد بسحب القوات وتفكيك الأجهزة الأمنية هناك وقد أكدت الأمم المتحدة أن ذلك تم تنفيذه فعلا.
سورية دولة لا تملك اسلحة التدمير الشامل ولا تحتل أراضي غيرها ولا تهدد امن أي دولة أخرى. إضافة لذلك لقد تعاونت سورية مع بوش في الحرب على الإرهاب وهي تنادي منذ زمن بالعودة إلى طاولة المفاوضات. علما انها على استعداد لتوقيع السلام مقابل استعادة الأراضي السورية المحتلة ومن ضمنها هضبة الجولان . فهل هناك مبرر واحد لاستهداف سورية بعد ذلك كله؟
الرئيس الأسد واحد من القادة العرب القلائل الذين انتقدوا الغزو الأمريكي للعراق. فهل يستهدفونه لهذا السبب؟ والأسد انتقد توني بلير علنا أمام الكاميرات اثناء زيارته لدمشق عام 2001 (عندما حدثه عن ضرورة التمييز بين الإرهاب والمقاومة الوطنية ووصف ما تمارسه إسرائيل بإرهاب الدولة وذكره بازدواجية الغرب تجاه المنطقة. هل يعتبر حديث الرئيس الأسد خطيئة كبرى في نظر بريطانيا العظمى؟ هل تريد الانتقام والقصاص خاصة ان العلاقات بين الدولتين بدأت تنهار منذ تلك الزيارة وذلك المؤتمر الصحفي؟)
هل يستهدفون سورية بسبب موت الحريري؟ وهنا تؤكد الإعلامية ليندا هيرد ان تقرير ميليس مليء بالانحياز إذ اعتمد على معلومات من لبنان ودول أخرى دون ذكر لسورية. وتستغرب كيف يصف ميليس اغتيال الحريري بالعمل الإرهابي. ميليس نفسه يقول في التقرير إن الفساد وتبييض الأموال قد يكونا وراء قيام بعض الأفراد بالعملية. لذلك يعتبر الاغتيال عملا جنائيا وليس إرهابيا. من جهة أخرى إذا كانت الأمم المتحدة في مؤتمر القمة الأخير قد فشلت في الوصول لتعريف الإرهاب كيف يتم استخدام المصطلح في تقرير خطير عائد للأمم المتحدة نفسها؟ واضح أن تورط سورية او عدم تورطها موضوع ثانوي. فموت الحريري ذريعة بل خدعة كبيرة لصرف الانتباه عن المخطط الكبير المرسوم للمنطقة.
يعلم الجميع ان الأمم المتحدة لا تكترث لموت الأفراد. فهي لم تحرك ساكنا بخصوص اغتيال كينيدي وسلفادور أليندي وانور السادات أو الموت الغامض لكل من جمال عبد الناصر وياسر عرفات.
لمعرفة الدافع الحقيقي الذي يجعل الولايات المتحدة تستهدف الأسد كما تقول ليندا هيرد لابد من العودة إلى وثيقة "كلين بريك" التي وضعت 1996 وباركها ديك تشيني وصارت دستورا للمحافظين الجدد. (تدعو هذه الوثيقة علنا للإطاحة بنظام صدام حسن وقد حدث ذلك. وتنص على إعداد البديل لعرفات ومن ثم التخلص منه وقد تم تحقيق ذلك ايضا.) وتدعو الوثيقة إلى قلب نظام الحكم في كل من سورية وإيران. والغاية أن تصير إسرائيل القوة الوحيدة المهيمنة في المنطقة كلها.
دموع الولايات المتحدة وحلفائها على الحريري هي دموع التماسيح. فهؤلاء لهم أهدافهم وخططهم ويعملون من أجلها بذهنية العصابات وعقلية المتزمتين وهم بحاجة فقط إلى مبرر – أي مبرر – للشروع بتنفيذ مخططاتهم.
(مقتطفات من "حصان طروادة آخر من الأمم المتحدة" المنشور في "كاونتر بنش" بتاريخ 1/11/2005)
ترجمة وإعداد د. أحمد العيسى
منقول...........