-
دخول

عرض كامل الموضوع : الابراج بين مصدقٍ ومكذِّبِ


attempt
11/11/2005, 19:55
جلست ذات يوم مع مجموعة من الشباب في لبنان ودار حوار طويل , كان الموضوع عن الابراج, ظننتهم يمزحون في بادئ الامر لانهم يبالغون في حديثهم , وإذ بي اكتشف (و يا للهول)، أن الجميع تقريباً يؤمنون بذلك، بل ويجزمون عليه. وحينما حاولت التدخل بالموضوع لأسفّه اعتقاداتهم، سفّهوني هم جميعهم. ولولا (الخوف) مني، كانوا شتموني وطردوني. ورغبة مني في حفظ ماء الوجه واستنشاق الكثير من الهواء النقي وغير الملوث بالخرافات، قررت الخروج بطوعي لصون كرامتي ولسماع بعض الأغاني الشجية في سيارتي الموقرة , واقسمت اني اذا اشرت لاحدهم باصبعي لاقطعه وارميه للكلاب.
وفي ثاني يوم بعد أن صحوت من نومي، وجدت على الباب مظروفاً كبيراً مكتوبا عليه اسمي، مع كلمة «سري ويفتح بيده»، والواقع أنني ارتبت والفأر لعب بعبّي، وانتابني شيء، بل والكثير، من الخوف، وجزمت أن المظروف به متفجرات، لأن هناك بعضا من (الماعز والتيوس)، يتربصون بي، طبعا هذه الخيالات كلها من أحلامي ـ أي أحلام العصافير ـ وصحت بالصبي الغلبان الذي يشتغل على الباب، وعندما حضر أمرته أن يفتح المظروف وخرجت إلى الشارع على عجل، وبعد أن مرّت خمس دقائق ولم اسمع أي انفجار، ولم أشاهد المنزل يتهدم، ووجدت في داخل المظروف المفتوح كتابا (للأبراج)، بعث به احد من كان بالمجلس في الليلة البارحة على أمل أن اقتنع بما يؤمن به.
وأخذت أتصفحه مبتسماً وأنا أدندن بيني وبين نفسي بأغنية عبد الحليم: (عقبالك يوم ميلادك).. واقرأ معي ما قرأته باختصار: أولاً برج (الحمل): هذا الإنسان بشوش وبسيط ووديع.. (الثور): هادئ وساكن ومرح.. (الجوزاء): مزاجه وهاج وقوي وهو صديق ومحب.. (السرطان): ضحوك وعواطفه عميقة.. (الأسد): عواطفه جياشة ومحب للخير.. (العذراء): هادئ وبريء وابتسامته ساحرة.. (الميزان): ذكي (رومانسي) ويحب كل ما هو جميل.. (العقرب): في عيونه جاذبية مغناطيسية وضحكته صادقة.. (القوس): يتصف بالبشاشة والمرح والكرم والتفاؤل.. (الجدي): هادئ مسالم رقيق (رومانتيكي) متفائل.. (الدلو): محب يكره العنف يهتم بالموسيقى والشعر.. (الحوت): قنوع وصبور ويحب اللعب وبارز في مجال الفنون والآدب.. وفوق ذلك يشرب يوميا ما بين 10 ـ 12 فنجانا من القهوة.
طبعاً هناك كلام عن تلك الأبراج مناقض تماما لما أوردته، وإذا قلت لمن يؤمن بهذه الخرافات إن فلانا وفلانا مولودان في نفس البرج وبينهما ما بين النهار والليل من اختلاف، قال لك: هل هما مولودان في نفس الشهر؟! وقلت له: نعم، قال لك: في نفس اليوم؟!، نعم، في نفس الساعة؟!، نعم، هل الولادة طبيعية أم قيصرية؟! إنها طبيعية، كيف كانت ولادتهما؟!، الواقع أن أحدهما أول ما خرج منه رأسه، أما الآخر فأول ما خرج منه قفاه.. عندها سوف يصيح ذلك (الأهبل) مثلما صاح (أرشميدس) عندما قال وجدتها، ويقول إن هذا هو سبب الاختلاف، فلو أنهما ولدا بنفس الطريقة لما كان هناك أي اختلاف!. أتذكر قبل سنة كنت اتصرمح (بالسولدير) في بيروت، ووصلت إلى مول A.B.C في الاشرفية، وعندما دخلته، وجدت في احد الأركان ما يشبه الخيمة، وكانت بداخلها فتاة جميلة، أخذت تشير لي وتبتسم، فاعتقدت أنها تعاكسني فجفلت منها وابتعدت، وكدت أقول لها خبي نفسك يا بنت، غير أنني بعد عشر خطوات غيرت رأيي من اجل ألاّ تأخذ المسكينة على خاطرها فقط لا غير، وعدت لها بعد أن عدلت من هندامي قليلاً.. واكتشفت أنها تريد أن تقرأ بختي وطالعي من خلال (برجي)، فقلت لها لا شعوريا: الله يكسفك يا بعيدة، وأنا كنت اعتقد أنني خليفة (توم كروز).