keko
16/10/2004, 12:22
دخل مالك بن دينار على حاكم البصرة بلال بن أبي بردة الأشعري فقال له بلال: ادعُ اللهَ لي. فقال: ما ينفعُكَ دعائي وعلى بابِك أكثر من مئتين يدعونَ عليك!
******************
سيدي الحاكم.. إني أعتذر.
خُلقتُ في سماء بلادي كنجمٍ تحرّر لتـوّه من مدارِكَ.
أحسستُ بالانعتـاقِ ونشــوة الانتصار..
لم تدُم فرحتي طويلاً يا ســيدي، فلقد اكتشفتُ بعد أن خرقتُ الكرةَ الأرضيـةَ من قطبهـا إلى قطبهـا الآخر أنني ما زلتُ مربوطةً برجلِ كرسـيّكَ. وما زلتَ أنتَ ســيّدَ الموقفِ بلا منازِع!!
أكتبُ إليــك الآن كي أعتـذرَ بعد أن أجرمتُ يومـاً في الكتابة عنك قبلَ أن أكتشفَ أنكَ أفضلنــا على الإطلاق..
في أعماقِ كلٍ منّــا حاكـمُ عربيُ ديكتاتوري. الفرق بيننا وبينك أنك وصلت إلى الكرسي وفرّغتَ بعضاً من سمومك، أما نحنُ فما زال هذا البغيضُ اللعينُ يقبعُ في أعماقنــا، يحرّكنــا، يحكمُ تصرفاتِنا وسلوكَنـا، ويُجسـّـد أنانيتنا..
"يا هاربــاً من قضاي ما لك ربٌّ ســواي"، تلك هي الحقيقةُ المرّةُ يا ســيّدي!.. رحلتُ عن وطني الذي أحببتُ هرباً منكَ لأراك في كل عقلٍ عربيٍّ مهاجر.
اطمئن.. نحن هنــا بخيــر، نؤدّي رســالتَكَ على أتمِّ وجه!
الجوعُ ما زال يشـرش في بطوننا وعقولنـا ولن يســدَّ رمقـَهُ كلُّ ما في هذا العـالمِ من خير. سـعيد ينتف ريش أحمد. وأحمد يسلخ جلد جوزيف. وجوزيف يغرز السكين في رقبتي، وأنا أبحث عن حاكمٍ طاغٍ كي يوحّد بعصاه شملنا بعد أن تحوّلنا في الغربةِ إلى شراذمَ بشــريّة يأكلُ بعضُها البعضَ الآخر.
ربّنــا ولِّ علينــا أخيارَنـا ولا تولِّ أشرارَنـا. لم أكن أدري يا ســيدي أنّ الله سـبحانه استجاب لصلواتنا وكنت أنت عصا الرحمة التي لمّت شــملنا، وحمت قبائلنا من أن تغزو بعضها وتعيش على أشــلائها. لم أكن أدرك ذلك إلاّ بعد أن انعتقنــا من مدار عصاك لنفـاجأ بأننا لم نتحرر إلا من كوابح غرائزنا!
أدامكَ الله في الكرسي يا ســيدي كي لا نستفيقَ على اصطكاك أسنانِ الفرزدق يقضمُ عظامَ جرير، ولا على صليل سيوفِ داحس تؤدّبُ عرب الغبـراء.
أقســم لك يا سيــدي لن أكتبَ عنكَ حرفاً بعد اليوم إلا كمـا أكتب عن وفاء سلطان. ســأغيّرها قبل أن أغيّرك. وســأرحلُ عنها بعيداً، علّني أستطيع أن أرحلَ عنك!
أنت موحّدنــا يا ســيّدي فلك جلّ احترامنا. إننا أحوج ما نكون في غربتنا إلى أن نلمَّ أشلاءنا ونعود إليك متضرّعين إلى الله سبحانه أن يحميك من الإيدز والجذام والطاعون. ففي صحتكَ تكمن سلامتنا وتحت ظلال عصاك نرقد آمنين!
أرجوك يا ســيّدي أن تقبلَ اعتذاري وجل احترامي.
عبدك المطيع!
د. وفاء سلطان
******************
سيدي الحاكم.. إني أعتذر.
خُلقتُ في سماء بلادي كنجمٍ تحرّر لتـوّه من مدارِكَ.
أحسستُ بالانعتـاقِ ونشــوة الانتصار..
لم تدُم فرحتي طويلاً يا ســيدي، فلقد اكتشفتُ بعد أن خرقتُ الكرةَ الأرضيـةَ من قطبهـا إلى قطبهـا الآخر أنني ما زلتُ مربوطةً برجلِ كرسـيّكَ. وما زلتَ أنتَ ســيّدَ الموقفِ بلا منازِع!!
أكتبُ إليــك الآن كي أعتـذرَ بعد أن أجرمتُ يومـاً في الكتابة عنك قبلَ أن أكتشفَ أنكَ أفضلنــا على الإطلاق..
في أعماقِ كلٍ منّــا حاكـمُ عربيُ ديكتاتوري. الفرق بيننا وبينك أنك وصلت إلى الكرسي وفرّغتَ بعضاً من سمومك، أما نحنُ فما زال هذا البغيضُ اللعينُ يقبعُ في أعماقنــا، يحرّكنــا، يحكمُ تصرفاتِنا وسلوكَنـا، ويُجسـّـد أنانيتنا..
"يا هاربــاً من قضاي ما لك ربٌّ ســواي"، تلك هي الحقيقةُ المرّةُ يا ســيّدي!.. رحلتُ عن وطني الذي أحببتُ هرباً منكَ لأراك في كل عقلٍ عربيٍّ مهاجر.
اطمئن.. نحن هنــا بخيــر، نؤدّي رســالتَكَ على أتمِّ وجه!
الجوعُ ما زال يشـرش في بطوننا وعقولنـا ولن يســدَّ رمقـَهُ كلُّ ما في هذا العـالمِ من خير. سـعيد ينتف ريش أحمد. وأحمد يسلخ جلد جوزيف. وجوزيف يغرز السكين في رقبتي، وأنا أبحث عن حاكمٍ طاغٍ كي يوحّد بعصاه شملنا بعد أن تحوّلنا في الغربةِ إلى شراذمَ بشــريّة يأكلُ بعضُها البعضَ الآخر.
ربّنــا ولِّ علينــا أخيارَنـا ولا تولِّ أشرارَنـا. لم أكن أدري يا ســيدي أنّ الله سـبحانه استجاب لصلواتنا وكنت أنت عصا الرحمة التي لمّت شــملنا، وحمت قبائلنا من أن تغزو بعضها وتعيش على أشــلائها. لم أكن أدرك ذلك إلاّ بعد أن انعتقنــا من مدار عصاك لنفـاجأ بأننا لم نتحرر إلا من كوابح غرائزنا!
أدامكَ الله في الكرسي يا ســيدي كي لا نستفيقَ على اصطكاك أسنانِ الفرزدق يقضمُ عظامَ جرير، ولا على صليل سيوفِ داحس تؤدّبُ عرب الغبـراء.
أقســم لك يا سيــدي لن أكتبَ عنكَ حرفاً بعد اليوم إلا كمـا أكتب عن وفاء سلطان. ســأغيّرها قبل أن أغيّرك. وســأرحلُ عنها بعيداً، علّني أستطيع أن أرحلَ عنك!
أنت موحّدنــا يا ســيّدي فلك جلّ احترامنا. إننا أحوج ما نكون في غربتنا إلى أن نلمَّ أشلاءنا ونعود إليك متضرّعين إلى الله سبحانه أن يحميك من الإيدز والجذام والطاعون. ففي صحتكَ تكمن سلامتنا وتحت ظلال عصاك نرقد آمنين!
أرجوك يا ســيّدي أن تقبلَ اعتذاري وجل احترامي.
عبدك المطيع!
د. وفاء سلطان