yass
18/10/2004, 10:49
في كل مرة تُنتقد فيها "إسرائيل" تخرج أصوات للتحدث عن "معاداة السامية" أو معاداة "اليهود"، في لازمة باتت تشير بوضوح إلى أن "إسرائيل" تعتبر نفسها راعية اليهود في العالم، حتى لو كانوا يقيمون في بلدانهم الأصلية.
ولعل المثال الذي شهدته تركيا ما زال ماثلاً. فحين تعرضت كُنُس يهودية في إسطنبول لاعتداءات، تصرفت "إسرائيل" على أن القضية تستهدفها، وما تبع ذلك من إرسال وفود أمنية للتنسيق مع الأتراك ومتابعة القضية التي استهدفت في المقام الأول أتراكاً، بغض النظر عن كونهم يهوداً.
وعندما أطلق رئيس الوزراء الماليزي السابق تصريحات لامست طرفاً من الشأن اليهودي .. وعندما تعرضت بعض المصالح اليهودية في فرنسا لاعتداءات .. خرجت دعوات إسرائيلية للهجرة، رغم معارضة اليهود الفرنسيين للتدخل الإسرائيلي.
الواضح أن هناك سعياً من "إسرائيل"، وفي سبيل منع إدانتها بسبب ممارساتها في الأراضي المحتلة، التي هي جرائم حرب لا لبس فيها؛ إلى جعل نفسها الوجه الآخر لعملة تشكل اليهودية وجهها الأول، مع أن كثيراً من اليهود في العالم يرفضون السياسات الإسرائيلية، وثمة قسم لا بأس به منهم يرفض فكرة دولة "إسرائيل" أصلاً.
وبعيداً عن الجدل الدائر في هذا الاتجاه، يمكننا أن نلحظ ببساطة وجود خشية لدى الدول الغربية من السماح بتعالي العداء "لإسرائيل" في مجتمعاتها، بسبب هذا الربط المتعمد من جانب الإسرائيليين، وهو في كثير من الأحيان يتم عبر استغلال ما تعرض له اليهود في السابق وبعض الحوادث التي قد يتعرضون لها في الحاضر.
إن أول خطوة لجعل "إسرائيل" تحت سقف المحاسبة تتمثل في إبعاد الجانب "العاطفي"، وهذا يتطلب أساساً التعامل مع "اليهود" و"إسرائيل" على أنهما شيئان مختلفان تماماً. وهذه المقاربة تشوهت بفعل الصراع العربي الإسرائيلي، وجرائم "إسرائيل" التي نصبت نفسها مدافعاً عن اليهود وناطقاً باسمهم.
رأي أخبار الشرق - 17 تشرين الأول 2004
ولعل المثال الذي شهدته تركيا ما زال ماثلاً. فحين تعرضت كُنُس يهودية في إسطنبول لاعتداءات، تصرفت "إسرائيل" على أن القضية تستهدفها، وما تبع ذلك من إرسال وفود أمنية للتنسيق مع الأتراك ومتابعة القضية التي استهدفت في المقام الأول أتراكاً، بغض النظر عن كونهم يهوداً.
وعندما أطلق رئيس الوزراء الماليزي السابق تصريحات لامست طرفاً من الشأن اليهودي .. وعندما تعرضت بعض المصالح اليهودية في فرنسا لاعتداءات .. خرجت دعوات إسرائيلية للهجرة، رغم معارضة اليهود الفرنسيين للتدخل الإسرائيلي.
الواضح أن هناك سعياً من "إسرائيل"، وفي سبيل منع إدانتها بسبب ممارساتها في الأراضي المحتلة، التي هي جرائم حرب لا لبس فيها؛ إلى جعل نفسها الوجه الآخر لعملة تشكل اليهودية وجهها الأول، مع أن كثيراً من اليهود في العالم يرفضون السياسات الإسرائيلية، وثمة قسم لا بأس به منهم يرفض فكرة دولة "إسرائيل" أصلاً.
وبعيداً عن الجدل الدائر في هذا الاتجاه، يمكننا أن نلحظ ببساطة وجود خشية لدى الدول الغربية من السماح بتعالي العداء "لإسرائيل" في مجتمعاتها، بسبب هذا الربط المتعمد من جانب الإسرائيليين، وهو في كثير من الأحيان يتم عبر استغلال ما تعرض له اليهود في السابق وبعض الحوادث التي قد يتعرضون لها في الحاضر.
إن أول خطوة لجعل "إسرائيل" تحت سقف المحاسبة تتمثل في إبعاد الجانب "العاطفي"، وهذا يتطلب أساساً التعامل مع "اليهود" و"إسرائيل" على أنهما شيئان مختلفان تماماً. وهذه المقاربة تشوهت بفعل الصراع العربي الإسرائيلي، وجرائم "إسرائيل" التي نصبت نفسها مدافعاً عن اليهود وناطقاً باسمهم.
رأي أخبار الشرق - 17 تشرين الأول 2004