dimozi
25/10/2004, 16:35
كان ممددا هناك على سرير قديم في غرفة ضيقة توحي بأن ألوان العذاب قبعت فيها عصورا , كان تعبا جدا , سعال شديد و ضيق في النفس , مع وخزات متكررة ناحية القلب , جاهدت كثيرا لإيصاله إلى الغرفة , رغم تعبه الشديد أصرّ أن نعود من المطعم إلى المنزل مشيا . أعتقد أنه كان يحاول الانتحار بشتى الوسائل , حاولت أن اتحايل عليه لنستقل سيارة أجرة , لكنه رفض الصعود عندما أوقفت واحدة , لم يسمح لي بأن أتصل بطبيب أو أن أخذه إلى مستشفى .
في صباح ذاك اليوم الباكر كان متأهبا نشيطا , خطط لما سيقوله أوما سيفعله منذ أسبوع ,
جئت لأحسم الموضوع ...... قال لي بثقة , لا تهمني النتيجة أبدا , لكني أريد أن أصل إلى نهاية هذه لقصة بأي ثمن , فأنا أتعذب بلا طائل .
كانا على علاقة استمرت أربع سنين , عرفا فيها أياما رائعة , و أخرى سيئة , و أختبرا معا كل ما يمكن أن يحصل و يدور بين عاشقين , و خصوصا الشجار , كم تشاجرا , كم افترقا و تصالحا مرة أخرى , كم اقترفا من الأخطاء و كم شكيا قصتهما للأصدقاء .
لطاما كنت الناصح الذي يأخذ طرفها دائما . كنت ألومه على كل شجار و كل انفعال و في حين كان بقية الأصحاب ينصحونه بتركها دائما .
شجارهما الاخير كان بلا ذنب من كليهما , أو كان ذنب كليهما , فقد دفعا الامور إلى المستحيل و حرقا المراحل كلها ليقفزا مباشرة إلى الارتباط , كان يلح منذ البدء على الارتباط وهي تتحجج و تعاند , كانت تعرف العواقب جيدا , و لم يكن يمهلها وقتا , إلى أن وصلت القصة إلى الاهل , فثاروا عليهما و فرقوهما , القرارات التعسفية كانت جائرة بشكل يدعو إلى الإشفاق و السخرية في آن معا , تصوروا أنّا مازلنا نمارس الضرب و الحبس و الحرمان إلى يومنا هذا .
كان بعادهما إجباريا , لم يستطيعا أن يتحدثا لمدة ثلاثة أشهر .
رضخت للضغوط بسهولة , و لامها كثيرا على ذلك , فلم تعد تتصل به , و لم تعد تكلمه عندما يلتقيان صدفة , ثلاثة أشهر من العذاب لم يذق فيها طعم النوم , أو طعم الراحة و الفرح , كان فيها دائم الغم و الإنزعاج و العصبية , يحرق فيها أعصابه و أعصاب من حوله .
إلى أن قرر أن يذهب للقاءها سرا , و كنا معا , و منذ الصباح اباكر التقت عيناهما , أخذها جانبا ........ و بدأت رقصة التانغو بين أخذ و رد .
كنت قريبا منهما , و كان يتحدث بلا توقف يصرخ أحيانا و يثور أخرى , يحرق علب دخانه بشراهة , و يعاتبها كثير العتاب , ثم يعم لصمت , و لم تنبس الفتاة ببنت شفة .
طال حديثه و طال سكوتها و طال انتظاري , كانت تقتله بصمتها الرهيب .
قولي أي شيء , تحدثي إلي , أنا مستعد لان أفعل كل ما ترغبين به , تعلمين أني أحبك و أ‘لم أنك تحبينني , فلماذا نسمح لهم أن يفرقونا ؟ ألم تمسكي بصليبي ذاك اليوم و أقسمت أنك لن تتركيني مهما حدث ؟
حدثها بكلام العقل و المنطق , حدثها بكلام الحب , غضب , صرخ , بكى , ثم بكت .
كم خجلتْ حين بكت , لم أرد أن أكون شاهدا على هذه النهاية .
و حين لم تخرج عن صمتها , و لم تعطه أي جواب , جن جنونه و بدأ يخرج عن طوره , إلى أن خرجت من صمتها .
لم تستطع أن تهرب معه , لم تستطع أن تعده بشيء , فقررت أن تجعله يكرهها , فجأة لم تعد قطة خرساء خائفة , فتغيرت ملامحها و نظراتها , و أشعلت الحقد في عينيها , و أنهالت عليه بسيل من الجراح , تضرب في الأماكن الحساسة فتصيب منه مقتلا , في مواضيع ما تصور أنها ستخوضها .
سخرت منه و ضحكت عليه كما لم أسمعها تضحك في حياتي , و كأن فجور الدنيا أصابها و قائلة له أن يكف عن عن هدر كرامته أمامها لأنها تحتقره و تتقر ما يقول و يفعل .
أجفل و أرتعد , و قرر أن يرد الصاع صاعين , وفعلو قال ما لا يقال .
و رحلنا .
كانت الشمس قد غربت منذ ساعتين او ثلاث عندما رحلنا , لم يسكت مذ رآها و لم تتكلم مذ رأته , لكن عندما فعلت , أنهت ما بينهما ببضع كلمات .
مشينا و مشينا و جلسنا في مطعم , و هناك انهار و بدأ الهذيان , كانت تبدو عليه كل أعراض الأزمة القلبية , و كان يصر على أنه مرتاح .
لقد حصلت على ما أريد , أنهيت الموضوع و أسترحت . قال لي.
جررته جرا إلى المنزل , و على فراشه كان يبتلع أنفاسه بصعوبة شديدة و يبتسم رغما عنه محاولا إقناعي بأنه راض تماما .
تعلم مني - قال - لا تعطها كل شيء ولا تتعلق بها , فهي ستغدرك يوما ما , عدني ألا تسمح لإحداهن أن تفعل بك هذا , أريدك أن تكتب عن غدر النساء , استعمل كلماتي , فأنا لا اجيد استعمال الكلمات , أهجها , أهجهن جميعا , أقتل كل بنات حواء ...................
منذ ذلك اليوم , أختفى بريق كان يشع دوما في عينيه .
للقصة طرفان هذا أحدهما ...................... و قد نسمع الاخر يوما ما ............ في قصيدة .
و أسلموا
Dimozi :)
في صباح ذاك اليوم الباكر كان متأهبا نشيطا , خطط لما سيقوله أوما سيفعله منذ أسبوع ,
جئت لأحسم الموضوع ...... قال لي بثقة , لا تهمني النتيجة أبدا , لكني أريد أن أصل إلى نهاية هذه لقصة بأي ثمن , فأنا أتعذب بلا طائل .
كانا على علاقة استمرت أربع سنين , عرفا فيها أياما رائعة , و أخرى سيئة , و أختبرا معا كل ما يمكن أن يحصل و يدور بين عاشقين , و خصوصا الشجار , كم تشاجرا , كم افترقا و تصالحا مرة أخرى , كم اقترفا من الأخطاء و كم شكيا قصتهما للأصدقاء .
لطاما كنت الناصح الذي يأخذ طرفها دائما . كنت ألومه على كل شجار و كل انفعال و في حين كان بقية الأصحاب ينصحونه بتركها دائما .
شجارهما الاخير كان بلا ذنب من كليهما , أو كان ذنب كليهما , فقد دفعا الامور إلى المستحيل و حرقا المراحل كلها ليقفزا مباشرة إلى الارتباط , كان يلح منذ البدء على الارتباط وهي تتحجج و تعاند , كانت تعرف العواقب جيدا , و لم يكن يمهلها وقتا , إلى أن وصلت القصة إلى الاهل , فثاروا عليهما و فرقوهما , القرارات التعسفية كانت جائرة بشكل يدعو إلى الإشفاق و السخرية في آن معا , تصوروا أنّا مازلنا نمارس الضرب و الحبس و الحرمان إلى يومنا هذا .
كان بعادهما إجباريا , لم يستطيعا أن يتحدثا لمدة ثلاثة أشهر .
رضخت للضغوط بسهولة , و لامها كثيرا على ذلك , فلم تعد تتصل به , و لم تعد تكلمه عندما يلتقيان صدفة , ثلاثة أشهر من العذاب لم يذق فيها طعم النوم , أو طعم الراحة و الفرح , كان فيها دائم الغم و الإنزعاج و العصبية , يحرق فيها أعصابه و أعصاب من حوله .
إلى أن قرر أن يذهب للقاءها سرا , و كنا معا , و منذ الصباح اباكر التقت عيناهما , أخذها جانبا ........ و بدأت رقصة التانغو بين أخذ و رد .
كنت قريبا منهما , و كان يتحدث بلا توقف يصرخ أحيانا و يثور أخرى , يحرق علب دخانه بشراهة , و يعاتبها كثير العتاب , ثم يعم لصمت , و لم تنبس الفتاة ببنت شفة .
طال حديثه و طال سكوتها و طال انتظاري , كانت تقتله بصمتها الرهيب .
قولي أي شيء , تحدثي إلي , أنا مستعد لان أفعل كل ما ترغبين به , تعلمين أني أحبك و أ‘لم أنك تحبينني , فلماذا نسمح لهم أن يفرقونا ؟ ألم تمسكي بصليبي ذاك اليوم و أقسمت أنك لن تتركيني مهما حدث ؟
حدثها بكلام العقل و المنطق , حدثها بكلام الحب , غضب , صرخ , بكى , ثم بكت .
كم خجلتْ حين بكت , لم أرد أن أكون شاهدا على هذه النهاية .
و حين لم تخرج عن صمتها , و لم تعطه أي جواب , جن جنونه و بدأ يخرج عن طوره , إلى أن خرجت من صمتها .
لم تستطع أن تهرب معه , لم تستطع أن تعده بشيء , فقررت أن تجعله يكرهها , فجأة لم تعد قطة خرساء خائفة , فتغيرت ملامحها و نظراتها , و أشعلت الحقد في عينيها , و أنهالت عليه بسيل من الجراح , تضرب في الأماكن الحساسة فتصيب منه مقتلا , في مواضيع ما تصور أنها ستخوضها .
سخرت منه و ضحكت عليه كما لم أسمعها تضحك في حياتي , و كأن فجور الدنيا أصابها و قائلة له أن يكف عن عن هدر كرامته أمامها لأنها تحتقره و تتقر ما يقول و يفعل .
أجفل و أرتعد , و قرر أن يرد الصاع صاعين , وفعلو قال ما لا يقال .
و رحلنا .
كانت الشمس قد غربت منذ ساعتين او ثلاث عندما رحلنا , لم يسكت مذ رآها و لم تتكلم مذ رأته , لكن عندما فعلت , أنهت ما بينهما ببضع كلمات .
مشينا و مشينا و جلسنا في مطعم , و هناك انهار و بدأ الهذيان , كانت تبدو عليه كل أعراض الأزمة القلبية , و كان يصر على أنه مرتاح .
لقد حصلت على ما أريد , أنهيت الموضوع و أسترحت . قال لي.
جررته جرا إلى المنزل , و على فراشه كان يبتلع أنفاسه بصعوبة شديدة و يبتسم رغما عنه محاولا إقناعي بأنه راض تماما .
تعلم مني - قال - لا تعطها كل شيء ولا تتعلق بها , فهي ستغدرك يوما ما , عدني ألا تسمح لإحداهن أن تفعل بك هذا , أريدك أن تكتب عن غدر النساء , استعمل كلماتي , فأنا لا اجيد استعمال الكلمات , أهجها , أهجهن جميعا , أقتل كل بنات حواء ...................
منذ ذلك اليوم , أختفى بريق كان يشع دوما في عينيه .
للقصة طرفان هذا أحدهما ...................... و قد نسمع الاخر يوما ما ............ في قصيدة .
و أسلموا
Dimozi :)