yass
26/10/2004, 22:56
في أكتوبر 1924 جرى اول اجتماع لتأسيس الحزب الشيوعي السوري في بلدة الحدث في منطقة بكفيا في لبنان وقد تم انتخاب يوسف ابراهيم يزبك امينا عاما له وفي عام 1925 شارك الحزب في الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي وعمد الى توزيع بياناته بين الجنود المغاربة الذين كانوا في الجيش الفرنسي وحثهم على ترك الجيش والتعاون مع الثائرين السوريين‚بعد يزبك استلم الامانة العامة ناصر حدة وبقي حتى عام 1935 حيث استلم خالد بكداش رئاسة الحزب ودخل الحزب الشيوعي لأول مرة البرلمان السوري في عام 1954 وتزايد نفوذه في سوريا بشكل كبير في السنوات التي سبقت الوحدة مع مصر عام 1958 كما عارض الحزب هذه الوحدة فتعرض اعضاؤه للسجن والملاحقة‚شهد الحزب الشيوعي السوري انقساما داخليا عام 1972 وانقسم الى جناحين جناح خالد بكداش الذي احتفظ باسم الحزب وجناح رياض الترك المعروف باسم «المكتب السياسي» كما تعرض الجناح البكداشي عام 1983 الى انشقاق آخر فأصبح الحزب الشيوعي المنتمي الى الجبهة الوطنية التقدمية بجناحين ظلا عضوين في الجبهة وهما: جناح وصال فرحة أرملة خالد بكداش وجناح يوسف فيصل الذي اضاف على التسمية عبارة «اللجنة المركزية» ولكل فصيل صحيفته حيث اصدر «جناح يوسف فيصل» صحيفة «النور» الاسبوعية التي تمتاز بالمتابعة والنقد للشأن الداخلي في حين اصدر جناح وصال فرحة صحيفة «صوت الشعب» نصف الشهرية الموغلة في القدم اخراجا وفكرا بينما اصدر المنشقون عن جناح وصال فرحة صحيفة بعنوان «قاسيون» وهي من الصحف الناقدة والمقروءة‚حول الوضع الحالي للشيوعيين السوريين وبمناسبة احتفالهم بالذكرى الثمانين لتأسيس حزبهم كان لنا هذا اللقاء مع السيد يوسف فيصل رئيس الحزب الشيوعي السوري عضو اللجنة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية‚
{ احتفلتم بالذكرى الثمانين لتأسيس حزبكم كيف تقيمون هذه المرحلة الطويلة من حياة الحزب؟
- موضوع جدي وهام جدا اريد ان ابدأ من الفكرة التالية: نحن نعتبر انطلاقا من نظريتنا ان الحزب هو عضو فيه خلايا تموت وفيه خلايا تنشأ وفي سوريا نشأت احزاب واندثرت كحزب الكتلة الوطنية وحزب الشعب والحزب الوطني وهناك حركات ايديولوجية هامة لم تستمر مثل حركة القوميين العرب لذلك لا بد من ان نتوقف لحظة امام حزب عاش ثمانين عاما ووضع برامج وخططا للمستقبل ويحتفل بذكراه الثمانين وهو شيء هام بحد ذاته وأي حزب اذا لم تكن لديه جماهير واذا لم يكن يعطي اجوبة على متطلبات الحالة التي يعيشها لا يمكن ان يعيش‚ من هنا نستطيع القول ان الحزب الشيوعي السوري عاش ثمانين عاما مليئة بالنضال والانتاج وكان يعطي رأيه في كل منعطف ويضع برامجه في كل مرحلة‚
{ البعض يقول ان الحزب الشيوعي السوري ترهل ولم يعد يقوم بدور فاعل على الساحة السياسية السورية خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وهذا في حد ذاته ينطبق على جميع الاحزاب الشيوعية في العالم؟
- هم يستطيعون ان يقولوا ما يشاؤون اما نحن فنقول ان الحزب الشيوعي السوري يمثل ضرورة موضوعية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سوريا ويعطي اجوبة على هذه الضرورة والحزب الشيوعي لم ينهار بانهيار الاتحاد السوفياتي لانه كان يمثل دائما مصالح المستضعفين المضطهدين وكان يضع أفقا لتحقيق العدالة وتحقيق مطالب العمال والفلاحين لقد استمر هذا الحزب لأنه رفع شعار الوطنية كحلقة أولى وأساسية في نضال سوريا رفع علم الاستقلال الوطني ايام الاحتلال وناضل في سبيل الجلاء الكامل عن البلد ثم رفع شعار حماية الاستقلال ضد كل المؤامرات التي كانت موجهة ضد سوريا ودورها في الخمسينيات مثل حلف بغداد وغيره من اشكال التدخل الاميركي والانجليزي وقدم الحزب شكلا واقعيا لعملية الوحدة ووقف ضد الدكتاتوريات العسكرية وهو حاليا يقف ضد مشاريع الهيمنة الاميركية والعدوان الاسرائيلي وكان باستمرار الى جانب القضية الفلسطينية وأرسل اعضاءه للمشاركة في النضال الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني وهو يقف اليوم لحماية سوريا من الضغط الاميركي كما كان الحزب لصيقا بالعمال والفلاحين والمثقفين وقد قدم مساهمات كبيرة جدا منذ سنواته الاولى في تأسيس النقابات العمالية وفي تنظيم الحركات الفلاحية وكان مبادرا لتكوين رابطة الكتاب السوريين التي تحولت الى رابطة الكتاب العرب ثم الى اتحاد الكتاب العرب‚
{ قلت ان الحزب الشيوعي يطرح قضية الديمقراطية كوسيلة لتعبئة جماهير الشعب وتنشيط العمل السياسي؟
- عندما أتحدث عن الديمقراطية اتحدث عنها كمفهوم سياسي في حياة الناس وليس كمفهوم حزبي داخلي ينظم حياة الحزب الداخلية فيما يتعلق بهذا الجانب نحن كحزب شيوعي «اللجنة المركزية» قد طورنا مفاهيمنا فيما يتعلق بالديمقراطية الداخلية نحن لم نعلن مبدأنا الاساسي «المركزية الديمقراطية» ولكننا اعلنا احترام الرأي والرأي الآخر في الحزب واحترام التعددية ورفض عبادة الفرد وأعلنا ان هذا هو فهمنا للمركزية الديمقراطية‚
{ قلت ان الحزب ما يزال يعتبر الفكر الماركسي مرشدا له هل تعتقدون ان هذا المفهوم ما زال مناسبا لهذا العصر؟
- فيما يتعلق بقضية الماركسية اللينينية هذه النظرية نظرية واسعة جوهرها هو مفهوم المادية الجدلية والمادية التاريخية ولكن في هذه النظرية مقولات ومفاهيم يمكن القول ان الحياة قد تخطتها ولم يعد لها مفعولها مثلا المفهوم اللينيني حول الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية هذا المفهوم تخطته الحياة وقد انتقلت الامبريالية الى مراحل اعلى هي العولمة والسوق العالمية‚ مثلا الفكرة التي تحدث عنها ماركس كثيرا وهي ان الثورة هي قاطرة التاريخ في حياتنا الراهنة لم تعد هذه الفكرة لها مفعولها كما كانت سابقا‚‚الآن مفاهيم‚ النضال السياسي الاجتماعي‚ تداول السلطة‚ الحرية‚ الديمقراطية‚ هي التي تسود عملنا راهنا‚
{ كيف تستطيعون المواءمة بين المفهوم القطري الضيق وبين المفهوم الأممي الذي تتبناه الشيوعية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي؟
- نحن كحزب خرجنا من وضع كنا نعيشه سابقا اننا جزء من حركة عالمية لها مركز واحد يقود هذه الحركة فكريا وتنظيميا هذا كان يسود كل تفكيرنا وعملنا هذا الوضع انتهى في العالم حاليا واستطعنا ان نحول حزبنا نتيجة جهد فكري مستمر الى حزب يعتبر نفسه جزءا من الوطن وأنه مسؤول امام شعبه وطبقته العاملة وأن مرجعيته الاساسية هي الشعب والوطن ولكننا لم نتخل عن شعار الأممية بمعنى تعاوننا مع الاحزاب الشيوعية في العالم ونضالنا المشترك معها في سبيل رفض الهيمنة الاميركية والعولمة الرأسمالية المتوحشة وهكذا نوفق بين شعار الأممية وكوننا حزبا مسؤولا أمام شعبه ووطنه وطبقته العاملة‚
{ قلت ان حزبكم يوفق بين شعار الأممية ومسؤوليته امام شعبه ووطنه وهنا اريد ان اسألك كيف تفسر وقوفكم ضد الوحدة مع مصر في وقت كان فيه كل الشعب السوري ينشد الوحدة وقلت قبل قليل ان الحزب الشيوعي وقف ضد التدخل المصري؟
- عمليا لم يقف الحزب ضد الوحدة لكن وقعت اخطاء في السلوك مثلا غياب خالد بكداش عن جلسة البرلمان التي اقرت الوحدة مع مصر وهذا موقف اتخذه شخصيا دون موافقة الحزب لكن الحزب كان يقول ان عليه ان يحضر هذا خطأ ووقعت اخطاء اخرى مثلا في المقالات وفي الشعارات السياسية مثل نعت حكم عبدالناصر لسوريا بالاستعمار المصري وهذا خطأ لكن موقفنا من جوهر الوحدة كان صحيحا فقد كنا نرغب في ان تأخذ شكل اتحاد يأخذ بعين الاعتبار الوضع الملموس السياسي والاقتصادي والنفسي في البلدين وأن يكون في كل بلد حكومة ومجلس الى جانب حكومة مركزية ومجلس مركزي وان تحترم الديمقراطية وحرية الآخرين هذا كان موقفنا وهو الموقف الذي أقرته فيما بعد الكثير من القوى السياسية والذي تبين نتيجة الانفصال انه الموقف الصحيح‚
{ أنت من الذين وضعوا ميثاق الجبهة في عام 1971 كيف تفسر تسليمكم بهيمنة حزب البعث على الجبهة في ذلك الوقت؟
- نحن حزب شيوعي كنا من المؤسسين للجبهة وأنا شخصيا كنت ممثلا للحزب في اللجنة التي وضعت ميثاق الجبهة عام 1971 والذي أقر في مارس 1972 ووقع من قبل الامناء العامين الخمسة وهم حافظ الاسد‚ خالد بكداش‚ جمال الاتاسي‚ عبدالغني قنوت‚ فايز اسماعيل‚ وطبعا نحن كنا في اللجنة المركزية التي صاغت المشروع الذي استغرق سنة كاملة وافقنا وأقررنا المشروع ووقعه خالد بكداش الامين العام للحزب وكنا فاعلين في الجبهة باستمرار‚
الجبهة الوطنية التقدمية اقرت الدستور وأقرت المادة «8» من الدستور التي تقول ان حزب البعث يقود الدولة والمجتمع ويقود الجبهة الوطنية هذه الصيغة كانت ضرورية في حينها لأن حزب البعث كان هو القوة الاساسية التي اجرت التحول الجذري في البلاد فهو الذي قام بثورة مارس وحركة 23 فبراير وهو من فجر الحركة التصحيحية عام 1970 والذي ما يزال يلعب دورا أساسيا في حياة البلاد‚
{ هل تؤيدون صدور قانون أحزاب في سوريا؟
- فيما يتعلق بموضوع قانون الاحزاب نحن كحزب وانا كعضو في القيادة المركزية للجبهة الوطنية طرحت هذا الموضوع اكثر من مرة وأكدت ان قانون الاحزاب ضرورة للحياة السياسية السورية وهو اسلوب ديمقراطي في العمل السياسي وهو ينظم الحياة الداخلية للأحزاب وقيل لنا ان القيادة القطرية لحزب البعث ستبحث الموضوع في مؤتمر حزب البعث القادم‚
{ هل هناك لقاءات عمل مع كل من رياض الترك ووصال فرحة بشأن توحيد صفوف الشيوعيين في سوريا؟
- نحن نقر ونناضل في سبيل وحدة الشيوعيين السوريين ولكننا نطرح هذا الشعار على اساس صحيح الوحدة تتطلب الاتفاق على برنامج سياسي واقتصادي وعلى نظام داخلي ينظم الحياة الداخلية وعلى توافق فكري وحتى الآن لا توجد لقاءات ذات طابع حزبي مع رياض الترك والاتجاه العملي لرياض الترك هو التخلي عن الماركسية اللينينية والتخلي عن اسم الحزب الشيوعي واختيار اسماء اخرى وايديولوجية ديمقراطية عامة لذلك رياض الترك عمليا يخرج من اطار الحركة الشيوعية في سوريا وهذه النقاط قد طرحها في الموضوعات التي تتم تحضيرا لمؤتمر الحزب الشيوعي للمكتب السياسي الذي يرأسه رياض الترك‚
اما فيما يتعلق بالرفيقة وصال فرحة فقد طرحت قضية وحدة الشيوعيين معهم في عدة ظروف وجرى نوع من تبادل الرأي عبر البيانات الصادرة من كلا الحزبين وعمليا لم تتقدم فكرة الوحدة في هذا الميدان لسبب جوهري وهو ان وصال فرحة تعتبر ان حزبها هو الحزب الأم ومن يرغب في العودة الى حزبها فأهلا وسهلا‚ أما توحيد حزبين قائمين بكل مقومات الحزب من قيادات وبرامج وفروع وتمثيل فهي ترفضه وهذا ما يعطل الوحدة‚
{ كيف تنظرون الى مستقبل الاحزاب الشيوعية العربية؟
- انا برأيي ان مستقبل الاحزاب الشيوعية مرتبط بسياستها وبرامجها وصلتها بالجماهير واذا استطاعت هذه الاحزاب ان تبقي حياتها الجماهيرية مستمرة ونضالها في سبيل مصالح الشعب فهي ستستمر والمراقب الجيد يرى ان التطور الراهن للوضع الدولي ولدور الولايات المتحدة يعيد الى اذهان الناس فكرة البديل ويرى في الحركة الشعبية العالمية ومن ضمنها الاحزاب الشيوعية هذا البديل فالحياة الدولية الراهنة الولايات المتحدة الاميركية الى جانب سياسة الهيمنة الاقتصادية والاحتلال كما جرى في العراق والسيطرة على الثروة البترولية ومحاولة تطويق روسيا والصين تسلك ايضا سلوك تجزئة البلدان المختلفة كما جرى في يوغسلافيا وكما تحاول الآن في السودان وكما تحاول في العراق وكما يجري في الهند لذلك السياسية الاميركية الحالية تتجه لتجزئة الدول فان شعار حق تقرير المصير يجب ان يدرس في هذه المرحلة بشكل عميق لانه يمكن ان يتحـــــول الى عملية تجزئة للدول والشــعوب والأمم‚
{ جرت في سوريا احداث شغب قام بها بعض الاكراد ومن المعروف ان حزبكم يضم العديد من الاكراد في صفوفه كيف تنظرون الى مطالب الأكراد في سوريا؟
- نحن في سوريا لا نعتبر ان هناك قضية قومية كردية بمعنى حق الانفصال ولكننا نرى أن هناك قضية حقوق كردية بمعنى حقوق المواطنة والمساواة والثقافة ونعتبرها جزءا من الحركة الشعبية الوطنية المعادية للهيمنة الاميركية في العالم‚
{ احتفلتم بالذكرى الثمانين لتأسيس حزبكم كيف تقيمون هذه المرحلة الطويلة من حياة الحزب؟
- موضوع جدي وهام جدا اريد ان ابدأ من الفكرة التالية: نحن نعتبر انطلاقا من نظريتنا ان الحزب هو عضو فيه خلايا تموت وفيه خلايا تنشأ وفي سوريا نشأت احزاب واندثرت كحزب الكتلة الوطنية وحزب الشعب والحزب الوطني وهناك حركات ايديولوجية هامة لم تستمر مثل حركة القوميين العرب لذلك لا بد من ان نتوقف لحظة امام حزب عاش ثمانين عاما ووضع برامج وخططا للمستقبل ويحتفل بذكراه الثمانين وهو شيء هام بحد ذاته وأي حزب اذا لم تكن لديه جماهير واذا لم يكن يعطي اجوبة على متطلبات الحالة التي يعيشها لا يمكن ان يعيش‚ من هنا نستطيع القول ان الحزب الشيوعي السوري عاش ثمانين عاما مليئة بالنضال والانتاج وكان يعطي رأيه في كل منعطف ويضع برامجه في كل مرحلة‚
{ البعض يقول ان الحزب الشيوعي السوري ترهل ولم يعد يقوم بدور فاعل على الساحة السياسية السورية خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وهذا في حد ذاته ينطبق على جميع الاحزاب الشيوعية في العالم؟
- هم يستطيعون ان يقولوا ما يشاؤون اما نحن فنقول ان الحزب الشيوعي السوري يمثل ضرورة موضوعية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سوريا ويعطي اجوبة على هذه الضرورة والحزب الشيوعي لم ينهار بانهيار الاتحاد السوفياتي لانه كان يمثل دائما مصالح المستضعفين المضطهدين وكان يضع أفقا لتحقيق العدالة وتحقيق مطالب العمال والفلاحين لقد استمر هذا الحزب لأنه رفع شعار الوطنية كحلقة أولى وأساسية في نضال سوريا رفع علم الاستقلال الوطني ايام الاحتلال وناضل في سبيل الجلاء الكامل عن البلد ثم رفع شعار حماية الاستقلال ضد كل المؤامرات التي كانت موجهة ضد سوريا ودورها في الخمسينيات مثل حلف بغداد وغيره من اشكال التدخل الاميركي والانجليزي وقدم الحزب شكلا واقعيا لعملية الوحدة ووقف ضد الدكتاتوريات العسكرية وهو حاليا يقف ضد مشاريع الهيمنة الاميركية والعدوان الاسرائيلي وكان باستمرار الى جانب القضية الفلسطينية وأرسل اعضاءه للمشاركة في النضال الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني وهو يقف اليوم لحماية سوريا من الضغط الاميركي كما كان الحزب لصيقا بالعمال والفلاحين والمثقفين وقد قدم مساهمات كبيرة جدا منذ سنواته الاولى في تأسيس النقابات العمالية وفي تنظيم الحركات الفلاحية وكان مبادرا لتكوين رابطة الكتاب السوريين التي تحولت الى رابطة الكتاب العرب ثم الى اتحاد الكتاب العرب‚
{ قلت ان الحزب الشيوعي يطرح قضية الديمقراطية كوسيلة لتعبئة جماهير الشعب وتنشيط العمل السياسي؟
- عندما أتحدث عن الديمقراطية اتحدث عنها كمفهوم سياسي في حياة الناس وليس كمفهوم حزبي داخلي ينظم حياة الحزب الداخلية فيما يتعلق بهذا الجانب نحن كحزب شيوعي «اللجنة المركزية» قد طورنا مفاهيمنا فيما يتعلق بالديمقراطية الداخلية نحن لم نعلن مبدأنا الاساسي «المركزية الديمقراطية» ولكننا اعلنا احترام الرأي والرأي الآخر في الحزب واحترام التعددية ورفض عبادة الفرد وأعلنا ان هذا هو فهمنا للمركزية الديمقراطية‚
{ قلت ان الحزب ما يزال يعتبر الفكر الماركسي مرشدا له هل تعتقدون ان هذا المفهوم ما زال مناسبا لهذا العصر؟
- فيما يتعلق بقضية الماركسية اللينينية هذه النظرية نظرية واسعة جوهرها هو مفهوم المادية الجدلية والمادية التاريخية ولكن في هذه النظرية مقولات ومفاهيم يمكن القول ان الحياة قد تخطتها ولم يعد لها مفعولها مثلا المفهوم اللينيني حول الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية هذا المفهوم تخطته الحياة وقد انتقلت الامبريالية الى مراحل اعلى هي العولمة والسوق العالمية‚ مثلا الفكرة التي تحدث عنها ماركس كثيرا وهي ان الثورة هي قاطرة التاريخ في حياتنا الراهنة لم تعد هذه الفكرة لها مفعولها كما كانت سابقا‚‚الآن مفاهيم‚ النضال السياسي الاجتماعي‚ تداول السلطة‚ الحرية‚ الديمقراطية‚ هي التي تسود عملنا راهنا‚
{ كيف تستطيعون المواءمة بين المفهوم القطري الضيق وبين المفهوم الأممي الذي تتبناه الشيوعية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي؟
- نحن كحزب خرجنا من وضع كنا نعيشه سابقا اننا جزء من حركة عالمية لها مركز واحد يقود هذه الحركة فكريا وتنظيميا هذا كان يسود كل تفكيرنا وعملنا هذا الوضع انتهى في العالم حاليا واستطعنا ان نحول حزبنا نتيجة جهد فكري مستمر الى حزب يعتبر نفسه جزءا من الوطن وأنه مسؤول امام شعبه وطبقته العاملة وأن مرجعيته الاساسية هي الشعب والوطن ولكننا لم نتخل عن شعار الأممية بمعنى تعاوننا مع الاحزاب الشيوعية في العالم ونضالنا المشترك معها في سبيل رفض الهيمنة الاميركية والعولمة الرأسمالية المتوحشة وهكذا نوفق بين شعار الأممية وكوننا حزبا مسؤولا أمام شعبه ووطنه وطبقته العاملة‚
{ قلت ان حزبكم يوفق بين شعار الأممية ومسؤوليته امام شعبه ووطنه وهنا اريد ان اسألك كيف تفسر وقوفكم ضد الوحدة مع مصر في وقت كان فيه كل الشعب السوري ينشد الوحدة وقلت قبل قليل ان الحزب الشيوعي وقف ضد التدخل المصري؟
- عمليا لم يقف الحزب ضد الوحدة لكن وقعت اخطاء في السلوك مثلا غياب خالد بكداش عن جلسة البرلمان التي اقرت الوحدة مع مصر وهذا موقف اتخذه شخصيا دون موافقة الحزب لكن الحزب كان يقول ان عليه ان يحضر هذا خطأ ووقعت اخطاء اخرى مثلا في المقالات وفي الشعارات السياسية مثل نعت حكم عبدالناصر لسوريا بالاستعمار المصري وهذا خطأ لكن موقفنا من جوهر الوحدة كان صحيحا فقد كنا نرغب في ان تأخذ شكل اتحاد يأخذ بعين الاعتبار الوضع الملموس السياسي والاقتصادي والنفسي في البلدين وأن يكون في كل بلد حكومة ومجلس الى جانب حكومة مركزية ومجلس مركزي وان تحترم الديمقراطية وحرية الآخرين هذا كان موقفنا وهو الموقف الذي أقرته فيما بعد الكثير من القوى السياسية والذي تبين نتيجة الانفصال انه الموقف الصحيح‚
{ أنت من الذين وضعوا ميثاق الجبهة في عام 1971 كيف تفسر تسليمكم بهيمنة حزب البعث على الجبهة في ذلك الوقت؟
- نحن حزب شيوعي كنا من المؤسسين للجبهة وأنا شخصيا كنت ممثلا للحزب في اللجنة التي وضعت ميثاق الجبهة عام 1971 والذي أقر في مارس 1972 ووقع من قبل الامناء العامين الخمسة وهم حافظ الاسد‚ خالد بكداش‚ جمال الاتاسي‚ عبدالغني قنوت‚ فايز اسماعيل‚ وطبعا نحن كنا في اللجنة المركزية التي صاغت المشروع الذي استغرق سنة كاملة وافقنا وأقررنا المشروع ووقعه خالد بكداش الامين العام للحزب وكنا فاعلين في الجبهة باستمرار‚
الجبهة الوطنية التقدمية اقرت الدستور وأقرت المادة «8» من الدستور التي تقول ان حزب البعث يقود الدولة والمجتمع ويقود الجبهة الوطنية هذه الصيغة كانت ضرورية في حينها لأن حزب البعث كان هو القوة الاساسية التي اجرت التحول الجذري في البلاد فهو الذي قام بثورة مارس وحركة 23 فبراير وهو من فجر الحركة التصحيحية عام 1970 والذي ما يزال يلعب دورا أساسيا في حياة البلاد‚
{ هل تؤيدون صدور قانون أحزاب في سوريا؟
- فيما يتعلق بموضوع قانون الاحزاب نحن كحزب وانا كعضو في القيادة المركزية للجبهة الوطنية طرحت هذا الموضوع اكثر من مرة وأكدت ان قانون الاحزاب ضرورة للحياة السياسية السورية وهو اسلوب ديمقراطي في العمل السياسي وهو ينظم الحياة الداخلية للأحزاب وقيل لنا ان القيادة القطرية لحزب البعث ستبحث الموضوع في مؤتمر حزب البعث القادم‚
{ هل هناك لقاءات عمل مع كل من رياض الترك ووصال فرحة بشأن توحيد صفوف الشيوعيين في سوريا؟
- نحن نقر ونناضل في سبيل وحدة الشيوعيين السوريين ولكننا نطرح هذا الشعار على اساس صحيح الوحدة تتطلب الاتفاق على برنامج سياسي واقتصادي وعلى نظام داخلي ينظم الحياة الداخلية وعلى توافق فكري وحتى الآن لا توجد لقاءات ذات طابع حزبي مع رياض الترك والاتجاه العملي لرياض الترك هو التخلي عن الماركسية اللينينية والتخلي عن اسم الحزب الشيوعي واختيار اسماء اخرى وايديولوجية ديمقراطية عامة لذلك رياض الترك عمليا يخرج من اطار الحركة الشيوعية في سوريا وهذه النقاط قد طرحها في الموضوعات التي تتم تحضيرا لمؤتمر الحزب الشيوعي للمكتب السياسي الذي يرأسه رياض الترك‚
اما فيما يتعلق بالرفيقة وصال فرحة فقد طرحت قضية وحدة الشيوعيين معهم في عدة ظروف وجرى نوع من تبادل الرأي عبر البيانات الصادرة من كلا الحزبين وعمليا لم تتقدم فكرة الوحدة في هذا الميدان لسبب جوهري وهو ان وصال فرحة تعتبر ان حزبها هو الحزب الأم ومن يرغب في العودة الى حزبها فأهلا وسهلا‚ أما توحيد حزبين قائمين بكل مقومات الحزب من قيادات وبرامج وفروع وتمثيل فهي ترفضه وهذا ما يعطل الوحدة‚
{ كيف تنظرون الى مستقبل الاحزاب الشيوعية العربية؟
- انا برأيي ان مستقبل الاحزاب الشيوعية مرتبط بسياستها وبرامجها وصلتها بالجماهير واذا استطاعت هذه الاحزاب ان تبقي حياتها الجماهيرية مستمرة ونضالها في سبيل مصالح الشعب فهي ستستمر والمراقب الجيد يرى ان التطور الراهن للوضع الدولي ولدور الولايات المتحدة يعيد الى اذهان الناس فكرة البديل ويرى في الحركة الشعبية العالمية ومن ضمنها الاحزاب الشيوعية هذا البديل فالحياة الدولية الراهنة الولايات المتحدة الاميركية الى جانب سياسة الهيمنة الاقتصادية والاحتلال كما جرى في العراق والسيطرة على الثروة البترولية ومحاولة تطويق روسيا والصين تسلك ايضا سلوك تجزئة البلدان المختلفة كما جرى في يوغسلافيا وكما تحاول الآن في السودان وكما تحاول في العراق وكما يجري في الهند لذلك السياسية الاميركية الحالية تتجه لتجزئة الدول فان شعار حق تقرير المصير يجب ان يدرس في هذه المرحلة بشكل عميق لانه يمكن ان يتحـــــول الى عملية تجزئة للدول والشــعوب والأمم‚
{ جرت في سوريا احداث شغب قام بها بعض الاكراد ومن المعروف ان حزبكم يضم العديد من الاكراد في صفوفه كيف تنظرون الى مطالب الأكراد في سوريا؟
- نحن في سوريا لا نعتبر ان هناك قضية قومية كردية بمعنى حق الانفصال ولكننا نرى أن هناك قضية حقوق كردية بمعنى حقوق المواطنة والمساواة والثقافة ونعتبرها جزءا من الحركة الشعبية الوطنية المعادية للهيمنة الاميركية في العالم‚