-
دخول

عرض كامل الموضوع : أيُ وطن صنعت أيها النظام، وأي جيل بنيت على أرصفة الشام؟؟؟


MR.SAMO
29/11/2005, 17:54
بعيداً عن التاريخ، فإن هذا الوطن، وقبل زمن قصير، كان يتصف بـ "الاستقرار"، بالطبع ليس بالمفهوم الحقيقي للكلمة، إلا أن مستقبله دوماً كان ضبابياً ولم يُرسم بعد. وإذا كان هنالك شيء ثابت في هذا الوطن، فهو بالتأكيد الظلم الاجتماعي و النظام الذي رسخ ظاهرة الخطابات التمجيدية في عقول أطفال من المفترض أنهم جيل الإنترنت والتقنيات، وتلاعب بمشاعرهم من خلال الأغاني الوطنية وشعارات القوة والانتصار، ورسم لهم أحلاماً بالبطولة والشجاعة والمكافأة في المهمة الأبدية التي خُلقوا من أجلها والمتمثلة في الدفاع عن النظام ومحاربة "العدو" من خلال بيع الصحف في الشوارع ومسح زجاج السيارات والمتاجرة بالخبز اليابس والعمل في سوق الهال ومسح وتلميع الأحذية والهتاف في المدارس، وأوهمهم أن الوطن هو السلطة.. وأن كل حبة تراب وكل شجرة وكل ياسمينة وكل غيمة قد تقمصت في مسؤول من مسؤولي السلطة الذين لابد من حمايتهم لأنهم هم الوطن..!!!
وإذا كانت السلطة في سوريا ترى بأن استنزاف عزة النفس والتدريب الجسدي قد يجعل من الشاب السوري محارباً يدافع عنها، فإنها على مايبدو مؤمنة بأن التسول وبيع "العلكة" في الشوارع وتلميع الأحذية يمكن أن يخلق طفلاً أسطورياً يلمع وجهها ببراءته المنتهكة، وتحتمي خلف تعاسته في الهروب من الضغوطات الدولية أو من خلال تقديمه كقربان وكبش فداء في حربها مع أمريكا..!!!
إذا كان أطفال البترول قد تم تغييبهم التام بسبب ديكتاتورية صدام سابقاً وتنحيتهم بسبب الاحتلال الأمريكي لاحقاًً، ناهيك عما طالهم من رصاص وقتل وبتر ومرض ومعاناة نفسية وجسدية، فما بالك بأطفال المشمش والعنب والقمح وزيت الزيتون والقطن الذين يعيشون في وطن أذلهم قبل أن يأتوا إلى هذه الحياة حينما أجبر مَنْ أنجبوهم على ممارسة الكذب على النفس وتصديق الكذبة، واحتراف الـ (نعم) وتقديم فروض الولاء والطاعة لرموز السلطة، وتقديسهم، والإنحناء لهم.

فماذا صنعت لهم يا أبي ... أنا يوسف يا أبي