yass
03/11/2004, 18:02
ما تم التقصير به لأعوام لا يصح بعام أو عامين.
سامح الله من اعتبر السينما مؤسسة اقتصادية!
هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ هذا هو السؤال الذي ينطبق على وضع السينما السورية.. ربما نسينا عبر سنين من الانقطاع السينمائي أن لدينا سينما!
لأعوام طويلة انحسرت السينما، ولدينا مهرجان يقام كل عامين، وتظاهرات موزعة بعشوائية على مدار العام، أما السينما بمعنى الطقس اليومي، فهي غائبة منذ أعوام كثيرة.
وإن جربنا طرح السؤال: ما الذي نملكه من مقومات السينما؟ نقول بأننا نملك أولاً كادراً فنياً من مخرجين وممثلين وفنيين أثبت جدارة كبيرة.. نملك أيضاً مؤسسة قادرة على إنتاج أفلام ذات نوعية عالية، نملك أيضاً جمهوراً محباً للسينما، لم يبرد حبه لها رغم ابتعاده عن طقس المشاهدة، والدليل الجمهور الغفير الذي نجده أيام المهرجان.
هناك مراسيم وقوانين صدرت أيضاً الهدف منها تفعيل استيراد الأفلام، وتحسين أوضاع السينما في سوريا.
وللسينما في سوريا مهرجان سيتحول إلى مهرجان دولي.. ولكن لحظة قبل أن يكون لدينا مهرجان نفخر به، أليس من الأجدر أن يكون لدينا سينما أولاً؟!
لدينا كل المقومات السابقة، فما الذي ينقصنا إذاً؟
نستغرب إن عرفنا أن ما يعيق السينما في سوريا هو مسألة ربما بغاية البساطة: الصالات، فالسينما كأي منتج آخر، يخرج من المصنع ولكنه يحتاج إلى ترويج، فأين سيتم هذا الترويج؟
غفت مؤسسة السينما لأعوام طويلة عن تحسين صالاتها وترميمها أو عن اقتناء صالات جديدة، أما السبب فمجهول! ربما يكون كسلاً أو نسياناً أو استسهالاً، والاستسهال في موضوع الثقافة جريمة لا تغتفر، مازلنا ندفع ثمنها عدم وجود سينما، أما النقص المادي فحجة غير مقبولة.. فمن غير المعقول ألا يتوفر في مؤسسة السينما خلال أكثر من ثلاثين عاماً ثمن صالة أو متطلبات ترميم الصالات، أما الأزمة الثانية فهي المخصصات المالية التي تعاني منها معظم مؤسساتنا.
عن واقع السينما في سوريا التقينا السيد محمد الأحمد مدير المؤسسة، وقد قال:
تسلمت إدارة المؤسسة العامة للسينما منذ أربعة أعوام، طرحت مشروعي السينمائي وهو يشتمل على خمسة محاور:
الأول: يتناول تفصيل الإنتاج السينمائي وزيادة الكم بالنسبة للفيلم الروائي الطويل والفيلم القصير.
الثاني: تحديث المعمل، أي البنية التقنية التحتية.
الثالث: مهرجان دمشق السينمائي، ثم الثقافة السينمائية أي الكتب والمجلات، وأخيراً الصالات..
وخلال أربع سنوات استطعت إلى حد كبير وليس كاملاً أن أطور بالمحاور الأربعة الأولى، أما الخامس فلم يكن بالسهولة نفسها، فبالنسبة لصالة الكندي بدمشق كان هناك مشكلة مع وزارة الأوقاف حيث أعلمتنا أن المنطقة آيلة لمشروع عمراني حديث، ولكن وبتدخل من وزير الثقافة تمكن من إقناعهم بضرورة الإبقاء على الصالة، واستدرجنا عروضاً لتحديثها خلال الفترة المقبلة، كما حدثنا كندي حمص وكندي اللاذقية.
وفي عام 2005 سيكون لدينا ثلاث صالات: كندي دير الزور وطرطوس إلى جانب شراء صالة في حلب.
صدر مرسوم من الرئيس يقضي بمنع حصر استيراد الأفلام بالمؤسسة، وكان من المفروض أن ينعكس ذلك إيجاباً على وضع السينما في سوريا، فما الذي حدث؟
نعم، وقد نصت المراسيم الصادرة أيضاً على السماح باستحداث صالات جديدة كما تضمنت إعفاءات كثيرة، لكن للأسف لم يكن هناك استجابة من قبل القطاع الخاص، الذي كان له متطلبات كثيرة منها قروض ميسرة وطويلة الأمد وتسهيلات أخرى، وقد خاطبنا وزارة المالية بهذا الشأن أكثر من مرة، إلا أنها لم ترد، كما حاولنا مخاطبة محافظة دمشق دون فائدة، وهنا المشكلة إذ إن عمل الدائرة السينمائية ليس محصوراً بوزارة الثقافة فقط.
ماذا عن صالات وزارة الثقافة؟
نحن نحدّث الصالات التابعة للوزارة علها تكون حافزاً للقطاع الخاص، كما طلبنا من وزارات الدولة الأخرى كالسياحة مثلاً أن تلحظ بناء صالات سينمائية في الفنادق والأبنية الأخرى، ولكن الاستجابات حتى الآن غير موجودة.
ماذا عن الأفلام السورية التي لم تعرض إلا في المهرجانات؟
الأفلام لا يمكن عرضها كون وضع الصالات لا يسمح بذلك، وسينما الشام هي الوحيدة المجهزة ولكنها مرتبطة بعقود مع أفلام أمريكية، وفيما يخص الأفلام السورية التي لم تعرض إلى الآن فسيتم عرضها مع مطلع الشتاء.
في حديثك عن وضع السينما نشعر بأن الأمور على مايرام، ولكن على أرض الواقع ليس هناك سينما، فما السبب؟
نحن عانينا طويلاً من مشاكل عديدة مما أدى إلى انحسار السينما، ثم صدرت مراسيم تسمح للناس بشراء صالات السينما واستيراد الأفلام مع الاحتفاظ بدور المؤسسة، ولكن ما تم التقصير به لأعوام لا يصحّح بعام أو عامين، هناك توارث في تراكم عدم تحسين الصالات وغيرها من الأمور.
البوادر بدأت وهناك عروض من جهات ومستثمرين، وهناك أيضاً صالة سينما سنجهزها في دمر بحسب وعد المكتب الهندسي للوزارة، إضافة إلى تحديث كندي دمشق، هذا فيما يخص وضع الصالات وهو ليس منتهى الطموح، فمشروعي كان بافتتاح ثلاثة أفلام سنوياً ولكن هذا الأمر محكوم بظروف كثيرة، فبعد إزالة مرسوم الحصر كان لابد أن نتلقى معونة سنوية ونتمنى أن تكون أكثر كي تسير عجلة السينما، فلدينا إنتاج الأفلام الطويلة والقصيرة ونشاطات الأسابيع الثقافية ورواتب، والميزانية لا تسمح بتفعيل إنتاجي كما نشتهي، سامح الله من اعتبر مؤسسة السينما مؤسسة اقتصادية، إنها مؤسسة ثقافية والثقافة يُصرف عليها، فالفيلم الثقافي لا يعود بالمال وللمؤسسة دور ثقافي وقومي.
مجلة أبيض وأسود
سامح الله من اعتبر السينما مؤسسة اقتصادية!
هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ هذا هو السؤال الذي ينطبق على وضع السينما السورية.. ربما نسينا عبر سنين من الانقطاع السينمائي أن لدينا سينما!
لأعوام طويلة انحسرت السينما، ولدينا مهرجان يقام كل عامين، وتظاهرات موزعة بعشوائية على مدار العام، أما السينما بمعنى الطقس اليومي، فهي غائبة منذ أعوام كثيرة.
وإن جربنا طرح السؤال: ما الذي نملكه من مقومات السينما؟ نقول بأننا نملك أولاً كادراً فنياً من مخرجين وممثلين وفنيين أثبت جدارة كبيرة.. نملك أيضاً مؤسسة قادرة على إنتاج أفلام ذات نوعية عالية، نملك أيضاً جمهوراً محباً للسينما، لم يبرد حبه لها رغم ابتعاده عن طقس المشاهدة، والدليل الجمهور الغفير الذي نجده أيام المهرجان.
هناك مراسيم وقوانين صدرت أيضاً الهدف منها تفعيل استيراد الأفلام، وتحسين أوضاع السينما في سوريا.
وللسينما في سوريا مهرجان سيتحول إلى مهرجان دولي.. ولكن لحظة قبل أن يكون لدينا مهرجان نفخر به، أليس من الأجدر أن يكون لدينا سينما أولاً؟!
لدينا كل المقومات السابقة، فما الذي ينقصنا إذاً؟
نستغرب إن عرفنا أن ما يعيق السينما في سوريا هو مسألة ربما بغاية البساطة: الصالات، فالسينما كأي منتج آخر، يخرج من المصنع ولكنه يحتاج إلى ترويج، فأين سيتم هذا الترويج؟
غفت مؤسسة السينما لأعوام طويلة عن تحسين صالاتها وترميمها أو عن اقتناء صالات جديدة، أما السبب فمجهول! ربما يكون كسلاً أو نسياناً أو استسهالاً، والاستسهال في موضوع الثقافة جريمة لا تغتفر، مازلنا ندفع ثمنها عدم وجود سينما، أما النقص المادي فحجة غير مقبولة.. فمن غير المعقول ألا يتوفر في مؤسسة السينما خلال أكثر من ثلاثين عاماً ثمن صالة أو متطلبات ترميم الصالات، أما الأزمة الثانية فهي المخصصات المالية التي تعاني منها معظم مؤسساتنا.
عن واقع السينما في سوريا التقينا السيد محمد الأحمد مدير المؤسسة، وقد قال:
تسلمت إدارة المؤسسة العامة للسينما منذ أربعة أعوام، طرحت مشروعي السينمائي وهو يشتمل على خمسة محاور:
الأول: يتناول تفصيل الإنتاج السينمائي وزيادة الكم بالنسبة للفيلم الروائي الطويل والفيلم القصير.
الثاني: تحديث المعمل، أي البنية التقنية التحتية.
الثالث: مهرجان دمشق السينمائي، ثم الثقافة السينمائية أي الكتب والمجلات، وأخيراً الصالات..
وخلال أربع سنوات استطعت إلى حد كبير وليس كاملاً أن أطور بالمحاور الأربعة الأولى، أما الخامس فلم يكن بالسهولة نفسها، فبالنسبة لصالة الكندي بدمشق كان هناك مشكلة مع وزارة الأوقاف حيث أعلمتنا أن المنطقة آيلة لمشروع عمراني حديث، ولكن وبتدخل من وزير الثقافة تمكن من إقناعهم بضرورة الإبقاء على الصالة، واستدرجنا عروضاً لتحديثها خلال الفترة المقبلة، كما حدثنا كندي حمص وكندي اللاذقية.
وفي عام 2005 سيكون لدينا ثلاث صالات: كندي دير الزور وطرطوس إلى جانب شراء صالة في حلب.
صدر مرسوم من الرئيس يقضي بمنع حصر استيراد الأفلام بالمؤسسة، وكان من المفروض أن ينعكس ذلك إيجاباً على وضع السينما في سوريا، فما الذي حدث؟
نعم، وقد نصت المراسيم الصادرة أيضاً على السماح باستحداث صالات جديدة كما تضمنت إعفاءات كثيرة، لكن للأسف لم يكن هناك استجابة من قبل القطاع الخاص، الذي كان له متطلبات كثيرة منها قروض ميسرة وطويلة الأمد وتسهيلات أخرى، وقد خاطبنا وزارة المالية بهذا الشأن أكثر من مرة، إلا أنها لم ترد، كما حاولنا مخاطبة محافظة دمشق دون فائدة، وهنا المشكلة إذ إن عمل الدائرة السينمائية ليس محصوراً بوزارة الثقافة فقط.
ماذا عن صالات وزارة الثقافة؟
نحن نحدّث الصالات التابعة للوزارة علها تكون حافزاً للقطاع الخاص، كما طلبنا من وزارات الدولة الأخرى كالسياحة مثلاً أن تلحظ بناء صالات سينمائية في الفنادق والأبنية الأخرى، ولكن الاستجابات حتى الآن غير موجودة.
ماذا عن الأفلام السورية التي لم تعرض إلا في المهرجانات؟
الأفلام لا يمكن عرضها كون وضع الصالات لا يسمح بذلك، وسينما الشام هي الوحيدة المجهزة ولكنها مرتبطة بعقود مع أفلام أمريكية، وفيما يخص الأفلام السورية التي لم تعرض إلى الآن فسيتم عرضها مع مطلع الشتاء.
في حديثك عن وضع السينما نشعر بأن الأمور على مايرام، ولكن على أرض الواقع ليس هناك سينما، فما السبب؟
نحن عانينا طويلاً من مشاكل عديدة مما أدى إلى انحسار السينما، ثم صدرت مراسيم تسمح للناس بشراء صالات السينما واستيراد الأفلام مع الاحتفاظ بدور المؤسسة، ولكن ما تم التقصير به لأعوام لا يصحّح بعام أو عامين، هناك توارث في تراكم عدم تحسين الصالات وغيرها من الأمور.
البوادر بدأت وهناك عروض من جهات ومستثمرين، وهناك أيضاً صالة سينما سنجهزها في دمر بحسب وعد المكتب الهندسي للوزارة، إضافة إلى تحديث كندي دمشق، هذا فيما يخص وضع الصالات وهو ليس منتهى الطموح، فمشروعي كان بافتتاح ثلاثة أفلام سنوياً ولكن هذا الأمر محكوم بظروف كثيرة، فبعد إزالة مرسوم الحصر كان لابد أن نتلقى معونة سنوية ونتمنى أن تكون أكثر كي تسير عجلة السينما، فلدينا إنتاج الأفلام الطويلة والقصيرة ونشاطات الأسابيع الثقافية ورواتب، والميزانية لا تسمح بتفعيل إنتاجي كما نشتهي، سامح الله من اعتبر مؤسسة السينما مؤسسة اقتصادية، إنها مؤسسة ثقافية والثقافة يُصرف عليها، فالفيلم الثقافي لا يعود بالمال وللمؤسسة دور ثقافي وقومي.
مجلة أبيض وأسود