مع معرفتنا لقصة علي بابا ومغارة السمسم إلا أن تاريخ السمسم أقدم من تلك القصة. إن بذور السمسم هي وأحده من أقدم البذور التي عرفها الجنس البشري. لا أحد يعرف منشأها بالتأكيد ولكن الذي وصل إلينا أن قدماء المصريين كانوا يطحنون بذور السمسم لصنع الدقيق، وطحنها الرومان مخلوطة بالكمون لصنع معجنات الخبز، واستخدم أهل الصين بذرة السمسم طوال الـــ5000سنة الماضية والسمسم نبات صيفي حوالي يرتفع ساقه ما بين المتر والمترين أو أكثر وتظهر ثمار السمسم على الساق على هئية قرون تنضج في مدة تصل إلى خمسة أشهر لا تلبث أن تنفرط ذاتياً بعد النضج لذا فأن المزارعين يلجون إلى حصاد القرون المحتوية على بذور السمسم متى ما أصبح لونها أصفر وقبل أن تفرط ذاتياً وهذا الأمر يتطلب عدداً كبيراً من العمالة اليدوية للحصاد حتى يقل الفاقد وطريقة حصاد السمسم هذه هي نفسها التي كانت متبعة منذ القدوم إلى اليوم ورغم عد يقيننا بموطن السمسم الأصلي إلا أنه اليوم من منتجات البذور الزيتية العالمية إذ تكثر زراعته في أمريكا الشمالية والوسطي وإثيوبيا والصين والسودان ونيجيريا وكثير من دول العالم الأخرى تتم نظافة بذور السمسم مباشرة بعد الحصاد ثم يتم تقشيرها فالتنظيف يسبق عملية التقشير ويتم بتمرير البذور على سيور متحركة ويسلط عليها تيار هواء تحت الضغط لإزالة الشوائب والمواد الغريبة ثم تعرض البذور لسيل من الماء تحت الضغط تصاحبه عملية احتكاك في أثناء سيرها عبر غرفة آلة التقشير وذلك لفصل القشرة عن البذور وبعد التقشير تمر البذور عبر آلة الفرز الإلكتروني والتي تقوم بطرح البذور ذات الألوان الغير مرغوب بعيداً عن الحبوب ذات الألوان الطبيعي المألوف بالإضافة إلى استخداماتها العديدة فأن بذرة السمسم لها قيمة غذائية ممتازة فلها نسبة بروتين عالية وفريدة في نوعها تجعل منها غذاء كاملا تقريباً كما أن بذرة السمسم تحتوي على كميات كبيرة من (المثيونين والتربيوفان) وهما حمضان أمينيان تفقداهما معظم مصادر البروتين النباتية الأخرى وهذان الحمضان لهما دور مهم لصحة الكبد والكلى ولتمام استفادة الجسم من فيتامين B9 المركب. أيضا تحتوي بذور السمسم على الكالسيوم والبوتاسيوم والفسفور والحديد كما أن السمسم يعتبر مصدرً غنياً بالكالسيوم والحديد إذ قد تصل نسبتة إلى أكثر من 1% وهناك آثار بسيطة من الزنك والنحاس والمغنسيوم في بذور السمسم أما الفيتامينات فإن السمسم يعتبر فقيراً بها إذ يوجد به نسبة بسيطة من مجموعة فيتامين(ب).

والسمسم يعتبر غنياً بالألياف الغذائية التي تصل إلى حوالي 6 إلى 7% .بقي أن يشار هنا إلى ملاحظة ، وهي أن بذور السمسم غنية بحامض (الإكساليك)،إذ تصل نسبته إلى حوالي 1.5$%

مما يجعله من البذور الممنوعة على مرضى الكلى الذين تتكون عندهم الحصاة من (الأوكسالات). لذا فينصحون بالابتعاد عن السمسم .كما أن هناك فئة من الناس عندها حساسية من السمسم ومنتجاته وما عدا هؤلاء فإن السمسم يعتبر مادة غذائية مفيدة ولذيذة. ومن جهة أخرى ، فإن بذور السمسم تعطي نكهة فريدة ومميزة وإحساساً لذيذاً بالقوام المقرمش إلى أنواع كثيرة من الأطعمة......