yass
21/11/2004, 14:58
بقلم: خالد الأحمد *
منذ الثمانينات انتشرت نكتة سياسية في سورية والعالم العربي خلاصتها أن نيكسون زار دمشق عام 1974، وفي طريقه من المطار إلى الضيافة مـر بدوار يصلح فيه الذهاب من اليمين أو اليسار، ولما سأله سائق سيارة الضيافة: سيدي أتحب الذهاب من اليمين أم اليسار؟ فأجاب نيكسون: غريب منك هذا السؤال! ضع غماز اليمين واذهب إلى اليمين. وبعد مدة غير طويلة زار الرئيس الروسـي دمشق وفي نفس المكان ونفس السائق ونفس السؤال، فقال الرئيس الروسي: غريب منك هذا السؤال! ضع غماز اليسار واذهب إلى اليسار. وبعد مدة كان الرئيس الراحل حافظ الأسد عائداً من رحلة خارجية، ونفس السائق والمكان والسؤال فأجاب الرئيس الأسد: غريب منك هذا السؤال؟ متى تفهم عليّ؟ ضع غماز اليسار واذهب إلى اليمين!
ونحن السوريين تأكدت لنا هذه السياسة منذ الحركة التصحيحية (1971)، وهذا لا يعني أنها لم تكن موجودة سابقاً، وإنما صارت واضحة لكل مهتم ومتابع، وكنت يومها ضابطاً مجنداً في الجيش السوري، وعايشت اللواء (كذا) الذي دخل الأردن لإنقاذ الفلسطينيين من مذبحة أيلول الأسود، لكن عاد كما دخل ولم يفعل شيئاً بعد أن كبده الجيش الأردني خسائر فادحة، وسبب ذلك أن إرادة القتال، أو قل إن شئت أوامر القتال، لم تعط لذلك اللواء، وإنما حرك على شكل مسرحية فقط لامتصاص غضب القوميين العرب الذين آلمهم قتل الفلسطينيين على يد العرب أنفسهم.
يقول النواوي في مؤامرة الدويلات الطائفية (صفحة 462): ".. ولأول مرة في تاريخ سورية يزور وزير خارجية الولايات المتحدة هنري كيسنجر دمشق 12 مرة في شهر واحد، ثم يعود السفير الأمريكي بعد أن انقطع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إثر اتهام سورية للولايات المتحدة بالتدخل العسكري إلى جانب "إسرائيل" في حرب حزيران 1967م، وفي مذكرات هنري كيسنجر الشيء الكثير عن إعجابه بشخصية حافظ الأسد، وعما كان يجري بينهما من مناقشات بنّاءة، - على حد قول كيسنجر - ويخص وزير دفاعه مصطفى طلاس بجزء من مذكراته، فيذكر اهتمامه بممثلات هوليوود، وكيف وعده بإعطائه أرقام هواتفهن". (ثم يزور نيكسون سورية عام 1974 وتقبله طالبة سورية في شوارع دمشق).
وبعد ذلك، وفي السبعينات دخلت قوات الردع العربية بأموال عربية ومباركة أمريكية وصهيونية، دخلت لبنان - وما زالت فيه - وقتلت سكان تل الزعتر من الفلسطينيين، بعد أن حاصرتهم عدة أسابيع على مرأى ومسمع من العرب جميعاً، ثم دكت الحي بكامله وقتلت من فيه من الرجال والنساء والأطفال. ومما يندى له الجبين أن الفلسطينيين الذين قتلهم العرب أكثر من الفلسطينيين الذين قتلهم اليهود.
وقليل من العرب يعرف أن البعثيين السوريين أكثر العرب تصديراً للشعارات ولنتذكر: أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة .. والمخابرات العسكرية السورية تحقق حالياً مع من عاد حياً من الشباب السوري الذي دفعته الغيرة والمروءة العربية للذهاب إلى بغداد ليقاتل الغزاة الأمريكان والبريطانيين، وما زالت تكرر التحقيق وتراقبهم حتى الآن.
ورغم شعار الوحدة والحرية والاشتراكية، صار من البدهيات أن البعثيين عملوا نحو التجزئة بدلاً من الوحدة، وهم أول من وقع على وثيقة الانفصال التي فصلت وحدة سورية مع مصر، ولو بقيت هذه الوحدة - على سلبياتها - لوفرت على سورية دماء الآلاف من أبنائها في الثمانينات، خسرتهم سورية شعباً ودولة.
وأما الحرية فقد شكل البعثيون في أكثر من عشرة أجهزة للأمن، كل جهاز دولة وحده، وكانت صلة مدير الجهاز مع الرئيس حافظ الأسد مباشرة، وجميعها تتسابق نحو المزيد من القتل والاعتقال ونهب الأموال وهتك الأعراض في هذا الشعب المسكين، وما زال قانون الطوارئ منذ أكثر من أربعين سنة يجثم على قلوب الشعب السوري. حتى صار عدد السوريين المغتربين خارج سورية يكاد يعادل عدد السوريين داخل سورية.
وأما الاشتراكية، فقد جعلت ثروة سورية كلها بيد أباطرة الأمن، وألغت الطبقة الوسطى تماماً، لتنضم طبقة إلى الطبقة الفقيرة، بينما تتركز الثروة بيد فئة قليلة قد لا تزيد عن 5 في المائة من الشعب السوري، معظمهم من أباطرة الأمن، ومن أولاد المسؤولين وأقاربهم.
والخلاصة، إذا أردت أن تفهم السياسة البعثية السورية فعليك إذا قالوا: غرب، أن تنظر إلى الشرق تجد ما يريدونه. ومنذ دخلنا المدرسة في سورية وحتى قبل سنة أو سنتين، ما كنت تسمع زعيماً بعثياً يتكلم على الملأ إلا ويشتم الإمبريالية عدوة الشعوب، ويخص الولايات المتحدة الأمريكية بالذات. واليوم (6/11/2004) أقرأ وأسمع أن سورية تقيم ساتراً رملياً على حدودها مع العراق، وتغلق معبرين مع العراق وهما معبر البوكمال ومعبر التنف، كما قرأنا قبل ايام قليلة عن دوريات مشتركة سورية أمريكية على الحدود السورية، لمنع المقاتلين العرب من دخول العراق. وقد دعت سورية مجموعة من الإعلاميين إلى الحدود ليشاهدوا ساتراً رملياً ارتفاعه 3 أمتار، وقال المسؤول السوري إنه سيمتد مسافة 130 كلم هناك. وقد تعهدت سورية منذ بداية أيلول 2004 بأن تشدد مراقبتها على الحدود مع العراق ..
وقد يعلل بعضنا ذلك بخوف سورية من العقوبات الأمريكية، ولكن تذكر معي أيها العربي .. تذكر حرب عاصفة الصحراء التي استطاع فيها بوش الأب أن يجند 33 دولة تقاتل العراق. ويهون ذلك كله إلا أن تجد القوات السورية "البعثية" تقاتل جنباً إلى جنب مع القوات "الإمبريالية" ضد القوات العراقية "البعثية" أيضاً.
واقرأ في كتاب "مقاتل من الصحراء" (صفحة 269) ما يلي: "وأبحرت السفن التي تحمل القوات السورية تحت الحماية الجوية الأمريكية، ولفت نظري قدرة دولتين لم تكونا على وفاق من قبل، على التعاون بشكل فعال لمواجهة خطر مشترك". والحماية الجوية الأمريكية تعني من طائرات الأسطول السادس الأمريكي الذي يسكن في البحر الأبيض المتوسط، ومن لا يعرف أن كثيراً من الطيارين الإسرائيليين هم طيارون أمريكيون، لأنهم يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية.
واقرأ أيضاً (صفحة 277): "وسارت عمليات التنسيق بين أطقم السيطرة الجوية التكتيكية الأمريكية والقوات المشتركة على ما يرام .. وكانت العقبة الوحيدة أن السوريين لم يتحمسوا كثيراً للعمل مع هذه الأطقم الأمريكية .. فأرسل اللواء الركن عبد العزيز الشيخ لجس نبض السوريين، وعاد بتقرير أن السوريين ليست لديهم أية تعليمات رسمية تحظر عليهم التعامل مع الأمريكيين .. وفيما بعد قلت للواء علي حبيب قائد القوات السورية أرجو أن تخبرني إن كان لديكم أوامر تمنعكم من التعامل مع أطقم السيطرة الجوية الأمريكية؟ فأجاب: أبداً، بل بالعكس ليست لدينا أي مشكلة معها، إننا نرحب بهذه الأطقم معنا .. إلا أن المقدم طيار عايض الجعيد أكد لي فيما بعد أن السـوريين في المستويات الدنيا رفضوا قبول الأطقم الأمريكية من قبل، واستغرقت تسوية المشكلة أياماً عدة .. وافق السوريون بعد ذلك على العمل مع الأطقم الأمريكية وبدأوا التدريب معهم، كما أنهم عاملوهم معاملة طيبة، وعندما تناولت الغداء مع الضباط السوريين في حضور أعضاء هذه الأطقم الأمريكية سارت الأمور بين الجانبين على نحو أفضل مما كنت أتوقع".
والعسكريون في المستويات الدنيا هم أبناء الشعب العربي في سورية، الذي يأبى التعامل مع قوات أمريكية ضد العراق الشقيق، الجيش العراقي الذي صـد الهجوم الإسرائيلي الذي كان بإمكانه دخول دمشق عام 1973 لولا وصول الجيش العراقي ليقف في وجهه. أما العسكريون في المستويات العليا فهم من كبار البعثيين الذين قضوا عمرهم يهتفون "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة".
فهل عرفت يا أخي العربي مفهوم لغة السياسة السورية؟ اللغة الباطنية، التي "تغمز" على اليسار وتذهب إلى اليمين.
_________
* كاتب سوري يقيم في المنفى
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
منذ الثمانينات انتشرت نكتة سياسية في سورية والعالم العربي خلاصتها أن نيكسون زار دمشق عام 1974، وفي طريقه من المطار إلى الضيافة مـر بدوار يصلح فيه الذهاب من اليمين أو اليسار، ولما سأله سائق سيارة الضيافة: سيدي أتحب الذهاب من اليمين أم اليسار؟ فأجاب نيكسون: غريب منك هذا السؤال! ضع غماز اليمين واذهب إلى اليمين. وبعد مدة غير طويلة زار الرئيس الروسـي دمشق وفي نفس المكان ونفس السائق ونفس السؤال، فقال الرئيس الروسي: غريب منك هذا السؤال! ضع غماز اليسار واذهب إلى اليسار. وبعد مدة كان الرئيس الراحل حافظ الأسد عائداً من رحلة خارجية، ونفس السائق والمكان والسؤال فأجاب الرئيس الأسد: غريب منك هذا السؤال؟ متى تفهم عليّ؟ ضع غماز اليسار واذهب إلى اليمين!
ونحن السوريين تأكدت لنا هذه السياسة منذ الحركة التصحيحية (1971)، وهذا لا يعني أنها لم تكن موجودة سابقاً، وإنما صارت واضحة لكل مهتم ومتابع، وكنت يومها ضابطاً مجنداً في الجيش السوري، وعايشت اللواء (كذا) الذي دخل الأردن لإنقاذ الفلسطينيين من مذبحة أيلول الأسود، لكن عاد كما دخل ولم يفعل شيئاً بعد أن كبده الجيش الأردني خسائر فادحة، وسبب ذلك أن إرادة القتال، أو قل إن شئت أوامر القتال، لم تعط لذلك اللواء، وإنما حرك على شكل مسرحية فقط لامتصاص غضب القوميين العرب الذين آلمهم قتل الفلسطينيين على يد العرب أنفسهم.
يقول النواوي في مؤامرة الدويلات الطائفية (صفحة 462): ".. ولأول مرة في تاريخ سورية يزور وزير خارجية الولايات المتحدة هنري كيسنجر دمشق 12 مرة في شهر واحد، ثم يعود السفير الأمريكي بعد أن انقطع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إثر اتهام سورية للولايات المتحدة بالتدخل العسكري إلى جانب "إسرائيل" في حرب حزيران 1967م، وفي مذكرات هنري كيسنجر الشيء الكثير عن إعجابه بشخصية حافظ الأسد، وعما كان يجري بينهما من مناقشات بنّاءة، - على حد قول كيسنجر - ويخص وزير دفاعه مصطفى طلاس بجزء من مذكراته، فيذكر اهتمامه بممثلات هوليوود، وكيف وعده بإعطائه أرقام هواتفهن". (ثم يزور نيكسون سورية عام 1974 وتقبله طالبة سورية في شوارع دمشق).
وبعد ذلك، وفي السبعينات دخلت قوات الردع العربية بأموال عربية ومباركة أمريكية وصهيونية، دخلت لبنان - وما زالت فيه - وقتلت سكان تل الزعتر من الفلسطينيين، بعد أن حاصرتهم عدة أسابيع على مرأى ومسمع من العرب جميعاً، ثم دكت الحي بكامله وقتلت من فيه من الرجال والنساء والأطفال. ومما يندى له الجبين أن الفلسطينيين الذين قتلهم العرب أكثر من الفلسطينيين الذين قتلهم اليهود.
وقليل من العرب يعرف أن البعثيين السوريين أكثر العرب تصديراً للشعارات ولنتذكر: أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة .. والمخابرات العسكرية السورية تحقق حالياً مع من عاد حياً من الشباب السوري الذي دفعته الغيرة والمروءة العربية للذهاب إلى بغداد ليقاتل الغزاة الأمريكان والبريطانيين، وما زالت تكرر التحقيق وتراقبهم حتى الآن.
ورغم شعار الوحدة والحرية والاشتراكية، صار من البدهيات أن البعثيين عملوا نحو التجزئة بدلاً من الوحدة، وهم أول من وقع على وثيقة الانفصال التي فصلت وحدة سورية مع مصر، ولو بقيت هذه الوحدة - على سلبياتها - لوفرت على سورية دماء الآلاف من أبنائها في الثمانينات، خسرتهم سورية شعباً ودولة.
وأما الحرية فقد شكل البعثيون في أكثر من عشرة أجهزة للأمن، كل جهاز دولة وحده، وكانت صلة مدير الجهاز مع الرئيس حافظ الأسد مباشرة، وجميعها تتسابق نحو المزيد من القتل والاعتقال ونهب الأموال وهتك الأعراض في هذا الشعب المسكين، وما زال قانون الطوارئ منذ أكثر من أربعين سنة يجثم على قلوب الشعب السوري. حتى صار عدد السوريين المغتربين خارج سورية يكاد يعادل عدد السوريين داخل سورية.
وأما الاشتراكية، فقد جعلت ثروة سورية كلها بيد أباطرة الأمن، وألغت الطبقة الوسطى تماماً، لتنضم طبقة إلى الطبقة الفقيرة، بينما تتركز الثروة بيد فئة قليلة قد لا تزيد عن 5 في المائة من الشعب السوري، معظمهم من أباطرة الأمن، ومن أولاد المسؤولين وأقاربهم.
والخلاصة، إذا أردت أن تفهم السياسة البعثية السورية فعليك إذا قالوا: غرب، أن تنظر إلى الشرق تجد ما يريدونه. ومنذ دخلنا المدرسة في سورية وحتى قبل سنة أو سنتين، ما كنت تسمع زعيماً بعثياً يتكلم على الملأ إلا ويشتم الإمبريالية عدوة الشعوب، ويخص الولايات المتحدة الأمريكية بالذات. واليوم (6/11/2004) أقرأ وأسمع أن سورية تقيم ساتراً رملياً على حدودها مع العراق، وتغلق معبرين مع العراق وهما معبر البوكمال ومعبر التنف، كما قرأنا قبل ايام قليلة عن دوريات مشتركة سورية أمريكية على الحدود السورية، لمنع المقاتلين العرب من دخول العراق. وقد دعت سورية مجموعة من الإعلاميين إلى الحدود ليشاهدوا ساتراً رملياً ارتفاعه 3 أمتار، وقال المسؤول السوري إنه سيمتد مسافة 130 كلم هناك. وقد تعهدت سورية منذ بداية أيلول 2004 بأن تشدد مراقبتها على الحدود مع العراق ..
وقد يعلل بعضنا ذلك بخوف سورية من العقوبات الأمريكية، ولكن تذكر معي أيها العربي .. تذكر حرب عاصفة الصحراء التي استطاع فيها بوش الأب أن يجند 33 دولة تقاتل العراق. ويهون ذلك كله إلا أن تجد القوات السورية "البعثية" تقاتل جنباً إلى جنب مع القوات "الإمبريالية" ضد القوات العراقية "البعثية" أيضاً.
واقرأ في كتاب "مقاتل من الصحراء" (صفحة 269) ما يلي: "وأبحرت السفن التي تحمل القوات السورية تحت الحماية الجوية الأمريكية، ولفت نظري قدرة دولتين لم تكونا على وفاق من قبل، على التعاون بشكل فعال لمواجهة خطر مشترك". والحماية الجوية الأمريكية تعني من طائرات الأسطول السادس الأمريكي الذي يسكن في البحر الأبيض المتوسط، ومن لا يعرف أن كثيراً من الطيارين الإسرائيليين هم طيارون أمريكيون، لأنهم يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية.
واقرأ أيضاً (صفحة 277): "وسارت عمليات التنسيق بين أطقم السيطرة الجوية التكتيكية الأمريكية والقوات المشتركة على ما يرام .. وكانت العقبة الوحيدة أن السوريين لم يتحمسوا كثيراً للعمل مع هذه الأطقم الأمريكية .. فأرسل اللواء الركن عبد العزيز الشيخ لجس نبض السوريين، وعاد بتقرير أن السوريين ليست لديهم أية تعليمات رسمية تحظر عليهم التعامل مع الأمريكيين .. وفيما بعد قلت للواء علي حبيب قائد القوات السورية أرجو أن تخبرني إن كان لديكم أوامر تمنعكم من التعامل مع أطقم السيطرة الجوية الأمريكية؟ فأجاب: أبداً، بل بالعكس ليست لدينا أي مشكلة معها، إننا نرحب بهذه الأطقم معنا .. إلا أن المقدم طيار عايض الجعيد أكد لي فيما بعد أن السـوريين في المستويات الدنيا رفضوا قبول الأطقم الأمريكية من قبل، واستغرقت تسوية المشكلة أياماً عدة .. وافق السوريون بعد ذلك على العمل مع الأطقم الأمريكية وبدأوا التدريب معهم، كما أنهم عاملوهم معاملة طيبة، وعندما تناولت الغداء مع الضباط السوريين في حضور أعضاء هذه الأطقم الأمريكية سارت الأمور بين الجانبين على نحو أفضل مما كنت أتوقع".
والعسكريون في المستويات الدنيا هم أبناء الشعب العربي في سورية، الذي يأبى التعامل مع قوات أمريكية ضد العراق الشقيق، الجيش العراقي الذي صـد الهجوم الإسرائيلي الذي كان بإمكانه دخول دمشق عام 1973 لولا وصول الجيش العراقي ليقف في وجهه. أما العسكريون في المستويات العليا فهم من كبار البعثيين الذين قضوا عمرهم يهتفون "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة".
فهل عرفت يا أخي العربي مفهوم لغة السياسة السورية؟ اللغة الباطنية، التي "تغمز" على اليسار وتذهب إلى اليمين.
_________
* كاتب سوري يقيم في المنفى
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////