Tarek007
26/12/2005, 23:10
القبله في تاريخ الأسطوره :
*في تاريخ القبلة، تروي بعض الأساطير أن حواء، حين كانت وآدم في الجنَّة، استلقتْ تحت شجرة (ربما كانت الشجرة المحرمة) ونامت. فحطَّت على شفتيها نحلة كما تحط على زهرة لـ"تمتص شهد الرضاب"، كما عبَّر الخيَّام، فأفاقت حواء، وابتسمت ابتسامة رقيقة لتتيح للنحلة المزيد من المصِّ. وكان آدم يراقبها، فغار من النحلة، وكشَّها، وانحنى على حوَّاء، وحطَّ شفتيه على شفتيها كما فعلت النحلة، فارتاحت حواء لهذه الملامسة الشفاهية. وكانت تلك الملامسة القبلة البريئة الأولى في تاريخ البشرية؛ وكانت النحلة دليل آدم إلى الفم الحلو الوحيد قبل سقوط ثمرة نيوتن عليهما!
*اعتقد الإنسانُ القديم أن هواء الزفير فيه قوة سحرية ويحوي الروح. وفي الاحتفالات الدينية البدائية كان الناس يتبادلون ما يشبه القُبَل لاستنشاق زفير الآخر، كأنما هم يتقوون بأرواح بعضهم بعضًا
*التحية عند سكان الإسكيمو تكون بضغط أنف على أنف مع الشهيق، واستنشاق زفير الآخر؛ وهذا يشبه ما سبق. ؟ (بالمناسبة، أقدر الناس على التقبيل هم العازفون في آلات النفخ بسبب قوة عضلات الشفتين عندهم. وتُروى عن بوب هوب، النجم الكوميدي، نكتة: سألته زوجته مرةً بعد أن قبَّلها: "كيف تعلَّمتَ أن تقبِّل بهذه الطريقة؟" فقال: "الأمر طبيعي كما أعتقد. فأنا أنفخ كلَّ مرة عجلات دراجتي بفمي. فأصبح التقبيل عندي بهذه الطريقة عادة!")
*عند بعض القبائل يستخدمون كلمة "شُمَّني" بدلاً من "قبِّلني"؛ وهذا ينسجم مع ما قيل عن الاستنشاق، ويؤكد أن الشمَّ هو بداية التقبيل؛ ولا تقبيل بلا شمٍّ.
*منشأ القبلة عند فرويد وغيره مصُّ حلمة ثدي الأم طلبًا للغذاء والحياة عند الوليد. وحين يكبر يحنُّ المرء إلى هذا الماضي، ويحوِّل المصَّ إلى تقبيل الآخر. وهناك مَن يقول بأن أصل القبلة إطعام الأم طفلَها بفمها فمًا لفم، وهكذا
تعريف القبله :
-القبلة، في أبسط تعريف لها، هي ملامسة الشفتين للشفتين، أو لأية منطقة أخرى من الوجه، كالخدِّ والجبين والعين والأنف والذقن والشوارب. وقد تكون القبلة لليد والقدم؛ وقد تكون لبعض كائنات الطبيعة، كالوردة أو أيِّ حيوان أليف؛ وقد تكون لأشياء مصنوعة، كالهدية تُهدى، فيقبِّلها المُهدى إليه على سبيل الشكر؛ وقد تكون قبلة في الهواء تطيِّرها اليدُ لِمَن هو بعيد، أو قبلة في الهواء يُسمَع صوتُها في الأذنين كأنه الهمس حين تلتقي النساء في استقبال النسوان حتى لا تحمِّر إحداهن الأخرى بصباغ شفتيها؛ وقد تكون القبلة ملامسة أنف لأنف، أو فم لكتف، أو فم لطرف ثوب السلطان (وهو ما يدعى تقبيل "الأتك"؛ و"الأتك" كلمة تركية بمعنى "ذيل"). وبعض الناس في الأحياء الشعبية يحمد الله بتقبيل يده وجهًا وقفا مع قوله: "الحمد لله، مستورة!"
معاني القبله :
*معاني القبلة تختلف بحسب موضعها: فهي على الجبين احترام وطهارة؛ وعلى الخدِّ صداقة ومودَّة؛ وعلى الأنف تقدير وتبجيل؛ وعلى الأذن وشوشة حب؛ وعلى العين حنان؛ وعلى الشوارب (شعبيًّا) صفح؛ وعلى الفم حب ورغبة؛ وعلى العنق دغدغة؛ وعلى اليد احترام وولاء؛ وعلى القدم تذلل وخضوع
أوهام شعبية :
ومن الأوهام الشعبية السائدة في الغرب ما يلي:
- إذا عطست يوم الثلاثاء فإنك ستقبِّل شخصًا غريبًا.
- إذا تمكَّنت من تقبيل مرفقك فإن جنسك سيتغير.
- اذا أُصِبْتَ بحكَّة في الأنف فإن أحد البلهاء سيقبِّلك.
- إذا تبادل رجلٌ واقف القبلات مع امرأة جالسة فإنهما سيتشاجران.
- إذا أردت أن يذهب عنك ألمُ الأسنان فقبِّل حمارًا في خديه.
- إذا سقط من يديك كتابٌ أو قطعة خبز على الأرض فعليك رفع كلٍّ منهما وتقبيلهما احترامًا للكلمة والنعمة حتى لا تتعرض لسوء الحظ. ( وهذا الصنيع شائع في بعض البلاد العربية والإسلامية، ولاسيما حين يكون الكتاب مقدسًا
القبله في الدين :
وفي الدين المسيحي، ظهر في العصور الوسطى ما يُسمَّى بـ"القبلة المسيحية" Christian kiss؛ وهي من طقوس الكنيسة. وقد جاء في رسالة القديس بولس إلى أهل روما: "ليُسلِّم بعضُكم على بعض بقُبلة مقدَّسة." واتَّبع الناس هذا التوجيه الديني الإنساني؛ وانتشرت هذه القبلة بين الرجال والنساء على أنها قبلة مقدسة. واضطرت بعض الدول أن تضع قانونًا للسيطرة على التقبيل المنتشر: ففي فرنسا كان أحد القوانين ينصُّ على أن المرأة تكون زانية إذا قبَّلتْ رجلاً غير زوجها! وفي إيطاليا نصَّ أحد القوانين على أن الرجل الذي يقبِّل امرأة في العَلَن يُجبَر على الزواج منها! وقد أوجدت الكنيسة بعد ذلك "قبلة السلام"؛ وهي قبلة الكاهن للمرضى التي تمنح السلام للمريض. لكن هذه القبلة اختفت في عصر النهضة. والتقبيل عند اليهود والمسيحيين قديم. ولا أحد ينسى قبلة يهوذا الإسخريوطي للمسيح ليدَّل عليه الرومان حتى يقبضوا عليه ويصلبوه؛ ويهوذا هذا – وهو أحد حواريي المسيح – ندم على فعلته وانتحر.
وفي هذا العصر، أصبح التقبيل يمارَس في الغرب بين الجنسين علنًا في كثير من المناسبات، كعيد رأس السنة الميلادية في منتصف الليل وفي أعياد الميلاد العادية وفي الوداع والاستقبال لزائر أو مسافر. وأحيانًا يتم التقبيل بلا مناسبة: على الشاطئ الرملي في أثناء السباحة، وعلى مقعد حديقة عامة، وفي السيارة، وفي المصعد، وفي المطاعم والمدن الترفيهية. فالأمكنة المكشوفة والمغلقة كلها صارت صالحة للتقبيل؛ والناس يمرون بالعشاق المتعانقين بلا توقف أو اكتراث.
وفي البوذية، يقبِّل الراهب الأرضَ في أثناء حجِّه النهائي ثلاثين ألف مرة، خلال مشية ستة أميال
القبله عند الشعوب :
-اليابان: لم يكن اليابانيون يمارسون التقبيل في حياتهم اليومية، إلى أن اختلطوا بالحضارة الغربية، فتعلَّموا كيف يقبِّلون.
الصين: كان الصينيون يعدُّون التقبيل عملاً منافيًا للحشمة والأخلاق، سواء كان في السرِّ أو في العلن. ثم تغيَّرت نظرتهم إلى التقبيل بعد أن رأوا أن الغربيين يدعون إلى ممارسة التقبيل لما فيه من فوائد جنسية واجتماعية.
إندونيسيا: القبلة عند الإندونيسيين مقتصرة على تقبيل الخدِّ فقط.
الهند: الهنود هم الذين جعلوا للقبلة معنى رومانسيًّا. وكتاب الحب عندهم (كاما سوترا Kama Sutra) هو رسالة تضمَّنتْ قواعد الوصول إلى المتعة الروحية والجسدية. والقبلة ركن أساسي في الوصول إلى المتعتين؛ وتُسمَّى القبلة عندهم Chummi.
مصر القديمة: لم تكن القبلة معروفة في مصر القديمة. وليس في أوراق البردي أو الصور الحائطية ما يشير إلى ذلك. ولم يؤثَر عن كليوباترا أنها قبَّلتْ يوليوس قيصر أو ماركوس أنطونيوس (في هذا تقصير فادح لا يتناسب مع ملكة العشق!). وعدم ذكر القبلة في علاقاتها لا يدلُّ دلالة قاطعة على أنها لم تمارس التقبيل. وذلك – إن حَدَثَ – يتعارض مع ما كان يجري في روما.
روما القديمة: كانت القبلة في روما القديمة ظاهرة اجتماعية شاعت بين الناس في الأسرة الواحدة وبين الأصدقاء وفي الأسواق على أنها تحية. وتحوَّلتْ في عهد الإمبراطورية الرومانية إلى تعبير رومانسي، بدءًا من القبلة الزوجية التي كانت تتم في المذبح، وبها يبدأ الزواج؛ وهي تعبِّر عن تبادل "نَفَس الحياة" للوصول إلى الاتحاد الروحي. وهناك قوانين بحثت في أمر القبلة بين الخطيبين. وعند الرومان ثلاث كلمات للقبلة: oscula، وهي قبلة الصداقة؛ وbacio (تلفَظ "باتشو") وهي قبلة الحب، وتشبه كلمة بوسة الفارسية المعرَّبة؛ أما suavia عند الرومان فتعني القبلة الشهوانية. وأعتقد أن كلاً من يوليوس قيصر وماركوس أنطونيوس كانا خبيرين بهذه الأنواع الثلاثة للقبلة.
أوروبا: كان التقبيل في أوروبا إبان العصور الوسطى مستخدَمًا، ولكن في حذر، وفي الخفاء معظمه. وكان موضع القبلة يحدِّد مكانةَ كلٍّ من المقبِّل والمقبَّل: فالقبلة على الخدِّ أو الفم تكون بين المتماثلين في المرتبة الاجتماعية؛ والقبلة على اليد، ثم على الركبة، ثم على الأرض، تعني التفاوت في المرتبة الاجتماعية بالترتيب نحو الأدنى (ومن هنا جاء قولهم: "قبَّل الأرض تحت قدمي السلطان").
فرنسا: في العصور الوسطى كان التقبيل ذا صفة اجتماعية. وكان الملك لويس الثالث عشر يقبِّل كلَّ امرأة في نورماندي بحجة منحها البركة الملكية! وقد اشتهرت "القبلة الفرنسية" French kiss بعد ذلك، وهي قبلة اللسان أو "قبلة الروح"، كما تُسمَّى أيضًا؛ وكان يُنظَر إلى فرنسا من خلالها على أنها بلد الجنس. ومن المعلوم أن العرب كانوا يمارسون هذا النوع من التقبيل منذ العصر الجاهلي؛ لكن هذا لم يصل خبرُه، على ما يبدو، إلى الباحثين المختصين بالقبلة!
إنكلترا: في العصور الوسطى كان الفرسان يقبِّل بعضُهم بعضًا قبل البدء بدورات القتال التنافسية. والقبلة كانت تعني الثقة بالآخر: فالاقتراب والعناق دليل ثقة بأن الآخر لن يعضَّك أو يطعنك. وكانت القبلة كذلك تعادل البصمة في العقود القانونية، يبصمها المتعاقد في أسفل العقد عند إشارة X. وفي عصر النهضة بقيت قبلة الصداقة. وكان المضيف يشجع ضيفه على تقبيل أفراد أسرته من الشفتين. وفي العام 1665، حصل الطاعون الكبير في لندن واستمر عامًا كاملاً. فتراجع التقبيل خوفًا من العدوى، وحلَّ محلَّه الانحناء ورفع القبعة والتلويح باليد والمصافحة. وفي العام 1837، رفع توماس سافرلاند دعوى على امرأة تدعى كارولاين نيوتن لأنها عضَّت أنفه بوحشية حين حاول تقبيلها. لكن القاضي ردَّ الدعوى، ونصَّ حكمُه على أن للمرأة أن تعضَّ أنف من يحاول تقبيلها دون إرادتها إن رغبت في ذلك!
أمريكا: في مدينة ديرفيلد بولاية إلِّينويْ، كان المرور يتعطَّل في محطات القطار من جرَّاء تقبيل الزوجات أزواجهم المغادرين. فخصَّصت الجهات المسؤولة منطقتين في المحطة: منطقة يُسمَح فيها بالتقبيل، ومنطقة لا يُسمَح فيها بالتقبيل. وفي مطار نيوأورليانز كُتِبَتْ لافتة بهذا الشأن تقول: "يرجى البدء بقبلات الوداع قبل وقت كافٍ من موعد مغادرة الطائرة"! وفي واشنطن، المشهورة بقبلاتها الاجتماعية، كان الرئيس كارتر يقبِّل النساء اللاتي يحطن به، علمًا بأن كارتر ينتمي إلى الطائفة المعمدانية الأكثر محافَظة في أمريكا. ومعظم القبلات في أمريكا لا تستمر أكثر من دقيقة واحدة. وقد أُجرِيَتْ دراسة مؤخرًا انتهت إلى أن 96% من الفتيات الأمريكيات يفضِّلن تقبيلهن على العنق والأذنين، وأن 10% منهن لا يرين غضاضة في تقبيل شخص آخر غير الـboy friend الذي تصادقنه، وليس في هذا خيانة له!
الدانمرك: كانت النساء في الدانمرك يرتدين قديمًا قبعات لها حافة علوية ممتدة نحو الأمام؛ وكان يُطلَق على هذه القبعة آنذاك "قبِّلني إن استطعت"! وكان الرجل يجد صعوبة في تقبيل المرأة التي تضع هذه القبعة لبروز الحافة.
*في تاريخ القبلة، تروي بعض الأساطير أن حواء، حين كانت وآدم في الجنَّة، استلقتْ تحت شجرة (ربما كانت الشجرة المحرمة) ونامت. فحطَّت على شفتيها نحلة كما تحط على زهرة لـ"تمتص شهد الرضاب"، كما عبَّر الخيَّام، فأفاقت حواء، وابتسمت ابتسامة رقيقة لتتيح للنحلة المزيد من المصِّ. وكان آدم يراقبها، فغار من النحلة، وكشَّها، وانحنى على حوَّاء، وحطَّ شفتيه على شفتيها كما فعلت النحلة، فارتاحت حواء لهذه الملامسة الشفاهية. وكانت تلك الملامسة القبلة البريئة الأولى في تاريخ البشرية؛ وكانت النحلة دليل آدم إلى الفم الحلو الوحيد قبل سقوط ثمرة نيوتن عليهما!
*اعتقد الإنسانُ القديم أن هواء الزفير فيه قوة سحرية ويحوي الروح. وفي الاحتفالات الدينية البدائية كان الناس يتبادلون ما يشبه القُبَل لاستنشاق زفير الآخر، كأنما هم يتقوون بأرواح بعضهم بعضًا
*التحية عند سكان الإسكيمو تكون بضغط أنف على أنف مع الشهيق، واستنشاق زفير الآخر؛ وهذا يشبه ما سبق. ؟ (بالمناسبة، أقدر الناس على التقبيل هم العازفون في آلات النفخ بسبب قوة عضلات الشفتين عندهم. وتُروى عن بوب هوب، النجم الكوميدي، نكتة: سألته زوجته مرةً بعد أن قبَّلها: "كيف تعلَّمتَ أن تقبِّل بهذه الطريقة؟" فقال: "الأمر طبيعي كما أعتقد. فأنا أنفخ كلَّ مرة عجلات دراجتي بفمي. فأصبح التقبيل عندي بهذه الطريقة عادة!")
*عند بعض القبائل يستخدمون كلمة "شُمَّني" بدلاً من "قبِّلني"؛ وهذا ينسجم مع ما قيل عن الاستنشاق، ويؤكد أن الشمَّ هو بداية التقبيل؛ ولا تقبيل بلا شمٍّ.
*منشأ القبلة عند فرويد وغيره مصُّ حلمة ثدي الأم طلبًا للغذاء والحياة عند الوليد. وحين يكبر يحنُّ المرء إلى هذا الماضي، ويحوِّل المصَّ إلى تقبيل الآخر. وهناك مَن يقول بأن أصل القبلة إطعام الأم طفلَها بفمها فمًا لفم، وهكذا
تعريف القبله :
-القبلة، في أبسط تعريف لها، هي ملامسة الشفتين للشفتين، أو لأية منطقة أخرى من الوجه، كالخدِّ والجبين والعين والأنف والذقن والشوارب. وقد تكون القبلة لليد والقدم؛ وقد تكون لبعض كائنات الطبيعة، كالوردة أو أيِّ حيوان أليف؛ وقد تكون لأشياء مصنوعة، كالهدية تُهدى، فيقبِّلها المُهدى إليه على سبيل الشكر؛ وقد تكون قبلة في الهواء تطيِّرها اليدُ لِمَن هو بعيد، أو قبلة في الهواء يُسمَع صوتُها في الأذنين كأنه الهمس حين تلتقي النساء في استقبال النسوان حتى لا تحمِّر إحداهن الأخرى بصباغ شفتيها؛ وقد تكون القبلة ملامسة أنف لأنف، أو فم لكتف، أو فم لطرف ثوب السلطان (وهو ما يدعى تقبيل "الأتك"؛ و"الأتك" كلمة تركية بمعنى "ذيل"). وبعض الناس في الأحياء الشعبية يحمد الله بتقبيل يده وجهًا وقفا مع قوله: "الحمد لله، مستورة!"
معاني القبله :
*معاني القبلة تختلف بحسب موضعها: فهي على الجبين احترام وطهارة؛ وعلى الخدِّ صداقة ومودَّة؛ وعلى الأنف تقدير وتبجيل؛ وعلى الأذن وشوشة حب؛ وعلى العين حنان؛ وعلى الشوارب (شعبيًّا) صفح؛ وعلى الفم حب ورغبة؛ وعلى العنق دغدغة؛ وعلى اليد احترام وولاء؛ وعلى القدم تذلل وخضوع
أوهام شعبية :
ومن الأوهام الشعبية السائدة في الغرب ما يلي:
- إذا عطست يوم الثلاثاء فإنك ستقبِّل شخصًا غريبًا.
- إذا تمكَّنت من تقبيل مرفقك فإن جنسك سيتغير.
- اذا أُصِبْتَ بحكَّة في الأنف فإن أحد البلهاء سيقبِّلك.
- إذا تبادل رجلٌ واقف القبلات مع امرأة جالسة فإنهما سيتشاجران.
- إذا أردت أن يذهب عنك ألمُ الأسنان فقبِّل حمارًا في خديه.
- إذا سقط من يديك كتابٌ أو قطعة خبز على الأرض فعليك رفع كلٍّ منهما وتقبيلهما احترامًا للكلمة والنعمة حتى لا تتعرض لسوء الحظ. ( وهذا الصنيع شائع في بعض البلاد العربية والإسلامية، ولاسيما حين يكون الكتاب مقدسًا
القبله في الدين :
وفي الدين المسيحي، ظهر في العصور الوسطى ما يُسمَّى بـ"القبلة المسيحية" Christian kiss؛ وهي من طقوس الكنيسة. وقد جاء في رسالة القديس بولس إلى أهل روما: "ليُسلِّم بعضُكم على بعض بقُبلة مقدَّسة." واتَّبع الناس هذا التوجيه الديني الإنساني؛ وانتشرت هذه القبلة بين الرجال والنساء على أنها قبلة مقدسة. واضطرت بعض الدول أن تضع قانونًا للسيطرة على التقبيل المنتشر: ففي فرنسا كان أحد القوانين ينصُّ على أن المرأة تكون زانية إذا قبَّلتْ رجلاً غير زوجها! وفي إيطاليا نصَّ أحد القوانين على أن الرجل الذي يقبِّل امرأة في العَلَن يُجبَر على الزواج منها! وقد أوجدت الكنيسة بعد ذلك "قبلة السلام"؛ وهي قبلة الكاهن للمرضى التي تمنح السلام للمريض. لكن هذه القبلة اختفت في عصر النهضة. والتقبيل عند اليهود والمسيحيين قديم. ولا أحد ينسى قبلة يهوذا الإسخريوطي للمسيح ليدَّل عليه الرومان حتى يقبضوا عليه ويصلبوه؛ ويهوذا هذا – وهو أحد حواريي المسيح – ندم على فعلته وانتحر.
وفي هذا العصر، أصبح التقبيل يمارَس في الغرب بين الجنسين علنًا في كثير من المناسبات، كعيد رأس السنة الميلادية في منتصف الليل وفي أعياد الميلاد العادية وفي الوداع والاستقبال لزائر أو مسافر. وأحيانًا يتم التقبيل بلا مناسبة: على الشاطئ الرملي في أثناء السباحة، وعلى مقعد حديقة عامة، وفي السيارة، وفي المصعد، وفي المطاعم والمدن الترفيهية. فالأمكنة المكشوفة والمغلقة كلها صارت صالحة للتقبيل؛ والناس يمرون بالعشاق المتعانقين بلا توقف أو اكتراث.
وفي البوذية، يقبِّل الراهب الأرضَ في أثناء حجِّه النهائي ثلاثين ألف مرة، خلال مشية ستة أميال
القبله عند الشعوب :
-اليابان: لم يكن اليابانيون يمارسون التقبيل في حياتهم اليومية، إلى أن اختلطوا بالحضارة الغربية، فتعلَّموا كيف يقبِّلون.
الصين: كان الصينيون يعدُّون التقبيل عملاً منافيًا للحشمة والأخلاق، سواء كان في السرِّ أو في العلن. ثم تغيَّرت نظرتهم إلى التقبيل بعد أن رأوا أن الغربيين يدعون إلى ممارسة التقبيل لما فيه من فوائد جنسية واجتماعية.
إندونيسيا: القبلة عند الإندونيسيين مقتصرة على تقبيل الخدِّ فقط.
الهند: الهنود هم الذين جعلوا للقبلة معنى رومانسيًّا. وكتاب الحب عندهم (كاما سوترا Kama Sutra) هو رسالة تضمَّنتْ قواعد الوصول إلى المتعة الروحية والجسدية. والقبلة ركن أساسي في الوصول إلى المتعتين؛ وتُسمَّى القبلة عندهم Chummi.
مصر القديمة: لم تكن القبلة معروفة في مصر القديمة. وليس في أوراق البردي أو الصور الحائطية ما يشير إلى ذلك. ولم يؤثَر عن كليوباترا أنها قبَّلتْ يوليوس قيصر أو ماركوس أنطونيوس (في هذا تقصير فادح لا يتناسب مع ملكة العشق!). وعدم ذكر القبلة في علاقاتها لا يدلُّ دلالة قاطعة على أنها لم تمارس التقبيل. وذلك – إن حَدَثَ – يتعارض مع ما كان يجري في روما.
روما القديمة: كانت القبلة في روما القديمة ظاهرة اجتماعية شاعت بين الناس في الأسرة الواحدة وبين الأصدقاء وفي الأسواق على أنها تحية. وتحوَّلتْ في عهد الإمبراطورية الرومانية إلى تعبير رومانسي، بدءًا من القبلة الزوجية التي كانت تتم في المذبح، وبها يبدأ الزواج؛ وهي تعبِّر عن تبادل "نَفَس الحياة" للوصول إلى الاتحاد الروحي. وهناك قوانين بحثت في أمر القبلة بين الخطيبين. وعند الرومان ثلاث كلمات للقبلة: oscula، وهي قبلة الصداقة؛ وbacio (تلفَظ "باتشو") وهي قبلة الحب، وتشبه كلمة بوسة الفارسية المعرَّبة؛ أما suavia عند الرومان فتعني القبلة الشهوانية. وأعتقد أن كلاً من يوليوس قيصر وماركوس أنطونيوس كانا خبيرين بهذه الأنواع الثلاثة للقبلة.
أوروبا: كان التقبيل في أوروبا إبان العصور الوسطى مستخدَمًا، ولكن في حذر، وفي الخفاء معظمه. وكان موضع القبلة يحدِّد مكانةَ كلٍّ من المقبِّل والمقبَّل: فالقبلة على الخدِّ أو الفم تكون بين المتماثلين في المرتبة الاجتماعية؛ والقبلة على اليد، ثم على الركبة، ثم على الأرض، تعني التفاوت في المرتبة الاجتماعية بالترتيب نحو الأدنى (ومن هنا جاء قولهم: "قبَّل الأرض تحت قدمي السلطان").
فرنسا: في العصور الوسطى كان التقبيل ذا صفة اجتماعية. وكان الملك لويس الثالث عشر يقبِّل كلَّ امرأة في نورماندي بحجة منحها البركة الملكية! وقد اشتهرت "القبلة الفرنسية" French kiss بعد ذلك، وهي قبلة اللسان أو "قبلة الروح"، كما تُسمَّى أيضًا؛ وكان يُنظَر إلى فرنسا من خلالها على أنها بلد الجنس. ومن المعلوم أن العرب كانوا يمارسون هذا النوع من التقبيل منذ العصر الجاهلي؛ لكن هذا لم يصل خبرُه، على ما يبدو، إلى الباحثين المختصين بالقبلة!
إنكلترا: في العصور الوسطى كان الفرسان يقبِّل بعضُهم بعضًا قبل البدء بدورات القتال التنافسية. والقبلة كانت تعني الثقة بالآخر: فالاقتراب والعناق دليل ثقة بأن الآخر لن يعضَّك أو يطعنك. وكانت القبلة كذلك تعادل البصمة في العقود القانونية، يبصمها المتعاقد في أسفل العقد عند إشارة X. وفي عصر النهضة بقيت قبلة الصداقة. وكان المضيف يشجع ضيفه على تقبيل أفراد أسرته من الشفتين. وفي العام 1665، حصل الطاعون الكبير في لندن واستمر عامًا كاملاً. فتراجع التقبيل خوفًا من العدوى، وحلَّ محلَّه الانحناء ورفع القبعة والتلويح باليد والمصافحة. وفي العام 1837، رفع توماس سافرلاند دعوى على امرأة تدعى كارولاين نيوتن لأنها عضَّت أنفه بوحشية حين حاول تقبيلها. لكن القاضي ردَّ الدعوى، ونصَّ حكمُه على أن للمرأة أن تعضَّ أنف من يحاول تقبيلها دون إرادتها إن رغبت في ذلك!
أمريكا: في مدينة ديرفيلد بولاية إلِّينويْ، كان المرور يتعطَّل في محطات القطار من جرَّاء تقبيل الزوجات أزواجهم المغادرين. فخصَّصت الجهات المسؤولة منطقتين في المحطة: منطقة يُسمَح فيها بالتقبيل، ومنطقة لا يُسمَح فيها بالتقبيل. وفي مطار نيوأورليانز كُتِبَتْ لافتة بهذا الشأن تقول: "يرجى البدء بقبلات الوداع قبل وقت كافٍ من موعد مغادرة الطائرة"! وفي واشنطن، المشهورة بقبلاتها الاجتماعية، كان الرئيس كارتر يقبِّل النساء اللاتي يحطن به، علمًا بأن كارتر ينتمي إلى الطائفة المعمدانية الأكثر محافَظة في أمريكا. ومعظم القبلات في أمريكا لا تستمر أكثر من دقيقة واحدة. وقد أُجرِيَتْ دراسة مؤخرًا انتهت إلى أن 96% من الفتيات الأمريكيات يفضِّلن تقبيلهن على العنق والأذنين، وأن 10% منهن لا يرين غضاضة في تقبيل شخص آخر غير الـboy friend الذي تصادقنه، وليس في هذا خيانة له!
الدانمرك: كانت النساء في الدانمرك يرتدين قديمًا قبعات لها حافة علوية ممتدة نحو الأمام؛ وكان يُطلَق على هذه القبعة آنذاك "قبِّلني إن استطعت"! وكان الرجل يجد صعوبة في تقبيل المرأة التي تضع هذه القبعة لبروز الحافة.