hacker
27/11/2004, 00:22
اللامبالاة
لا أدري إن كان في اللغة العربية الذاخرة بالمفردات مرادف لكلمة اللامبالاة, فالكلمة كما تلاحظون مركبة,
و أساسها المبالاة, فالأصل إذا أن الإنسان يبالي بما يحل بغيره من مصائب أو محن.
و لكن هاهي بغداد مدينة السلام و مدينة العلوم و حاضرة العرب الثانية خارج الحجاز تسقط و للمرة الثانية.
و لكن ماذا فعلنا لبغداد؟ هل الصلاة و الدعاء هي جل ما نستطيع القيام به؟
لماذا سقطت و كيف و ما الدافع الحقيقي لسقوطها؟ إذا أردنا أن ننهض علينا أن نحلل,
و إذا حللنا بشكل صحيح و موضوعي ربما نضع أيدينا على موضع الخلل فنصلحه و نسير بحثا عن غيره حتى النصر المنشود.
و عنوان هذه المقالة اللامبالاة و أراني قد شططت بعيدا عن الموضوع قليلا, يا سادتي قلائل هم الذين أضناهم سقوط بغداد,
إذ أننا جميعا و اشدد على كلمة جميعا, لم نقم بأي رد فعل على الفعل الكبير, فالوصف المناسب هو ليس قلة الحيلة أو عدم توافر الإمكانيات و لكن هو اللامبالاة.
عندما سقطت بغداد للمرة الأولى جاء أعرابي إلى أخيه و قد آلمه الخبر فقال له: وا مصيبتاه وا مصيبتاه, فاعتدل الأعرابي الآخر في جلسته و ارتعدت أوصاله و قال له ماذا جرى يا أخي فقال له: سقطت بغداد, فما كان من ذلك الأعرابي إلا أن قال: قبح الله وجهك, لقد ظننت أن شاة من البعير قد هلكت, ثم عاد إلى ما كان عليه.
و أنا صراحة لا ألوم هذا الأعرابي فهو لم يرى في التلفاز أطنان الكتب ترمى في دجلة و الفرات و لم يرى بقر بطون النساء الحوامل و لا اغتصابهن و لا ذبح الشيوخ أو حرق الأطفال على يد المغول, و لا اعتقد انه قرأ صحف الصباح و لا تحليلات المحللين.
و ما أشبه الأمس باليوم فالمتاحف تسرق و العلماء يغتالون و العزل يقتلون.
و لكن الفرق أننا نرى و نشاهد ونسمع و نحلل, فماذا فعلنا؟ جلسنا نشاهد الأخبار و لامبالاتنا حاضرة.
فهل أدمنا رؤية الدماء وهل أشلاء إخواننا أصبحت جزء من فيلم أمريكي طويل؟
أنا انصح الجميع بإغلاق التلفاز و الاكتفاء بالقراءة و السماع. علنا بعد مدة إذا رأينا مشهد دم لأحد من أخوتنا ننتخي و تتحرك تلك العضلة الميتة التي اسمها قلب!!!!
أنا أتخيل ذلك الأعرابي وقد أتى إلى زماننا و رأى ما نرى و سمع ما نسمع, أتخيله و هو يصيح: أفيكم أحياء أيها العرب؟ :(
لا أدري إن كان في اللغة العربية الذاخرة بالمفردات مرادف لكلمة اللامبالاة, فالكلمة كما تلاحظون مركبة,
و أساسها المبالاة, فالأصل إذا أن الإنسان يبالي بما يحل بغيره من مصائب أو محن.
و لكن هاهي بغداد مدينة السلام و مدينة العلوم و حاضرة العرب الثانية خارج الحجاز تسقط و للمرة الثانية.
و لكن ماذا فعلنا لبغداد؟ هل الصلاة و الدعاء هي جل ما نستطيع القيام به؟
لماذا سقطت و كيف و ما الدافع الحقيقي لسقوطها؟ إذا أردنا أن ننهض علينا أن نحلل,
و إذا حللنا بشكل صحيح و موضوعي ربما نضع أيدينا على موضع الخلل فنصلحه و نسير بحثا عن غيره حتى النصر المنشود.
و عنوان هذه المقالة اللامبالاة و أراني قد شططت بعيدا عن الموضوع قليلا, يا سادتي قلائل هم الذين أضناهم سقوط بغداد,
إذ أننا جميعا و اشدد على كلمة جميعا, لم نقم بأي رد فعل على الفعل الكبير, فالوصف المناسب هو ليس قلة الحيلة أو عدم توافر الإمكانيات و لكن هو اللامبالاة.
عندما سقطت بغداد للمرة الأولى جاء أعرابي إلى أخيه و قد آلمه الخبر فقال له: وا مصيبتاه وا مصيبتاه, فاعتدل الأعرابي الآخر في جلسته و ارتعدت أوصاله و قال له ماذا جرى يا أخي فقال له: سقطت بغداد, فما كان من ذلك الأعرابي إلا أن قال: قبح الله وجهك, لقد ظننت أن شاة من البعير قد هلكت, ثم عاد إلى ما كان عليه.
و أنا صراحة لا ألوم هذا الأعرابي فهو لم يرى في التلفاز أطنان الكتب ترمى في دجلة و الفرات و لم يرى بقر بطون النساء الحوامل و لا اغتصابهن و لا ذبح الشيوخ أو حرق الأطفال على يد المغول, و لا اعتقد انه قرأ صحف الصباح و لا تحليلات المحللين.
و ما أشبه الأمس باليوم فالمتاحف تسرق و العلماء يغتالون و العزل يقتلون.
و لكن الفرق أننا نرى و نشاهد ونسمع و نحلل, فماذا فعلنا؟ جلسنا نشاهد الأخبار و لامبالاتنا حاضرة.
فهل أدمنا رؤية الدماء وهل أشلاء إخواننا أصبحت جزء من فيلم أمريكي طويل؟
أنا انصح الجميع بإغلاق التلفاز و الاكتفاء بالقراءة و السماع. علنا بعد مدة إذا رأينا مشهد دم لأحد من أخوتنا ننتخي و تتحرك تلك العضلة الميتة التي اسمها قلب!!!!
أنا أتخيل ذلك الأعرابي وقد أتى إلى زماننا و رأى ما نرى و سمع ما نسمع, أتخيله و هو يصيح: أفيكم أحياء أيها العرب؟ :(