Fares
27/11/2004, 19:34
هذا المقال مأخوذ من كتاب (شكراً.. بن لادن!!) للكاتب المصري :(سيد القمني)
..... ولأننا على يقين من وهننا الثقافي أمام الثقافات العصرية المتفوقة في الغرب، نضع للثقافات الأخرى مناطق حظر استيراد جمركية تفتش فيها العقول عن أي مهربات ثقافية ونحاكمها وندينها. والحل لدينا لما آل إليه حالنا هو الانتظار، لأننا سنسود الدنيا بالتأكيد بحسباننا خير أمة أخرجت للناس، ليس بعملنا وإنجازنا لكن لأن الغرب المتقدم سينهار (انظر غاية أماني الكره لدينا.. أن ينهار المتقدم؟!) وسوف ينهار في فلسفة فلاسفتنا بسبب تخمته المادية، ومثالاً لذلك نستمع إلى الدكتور عماد الدين خليل أستاذ التاريخ بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة دبي يحيطنا علماً نافعلً يقول : "إن الحضارة الغربية بتجاوزها القيم ذات العمق الروحي الوجداني الإنساني الخلقي الديني.. ستؤول إلى نوع من التفكك والعجز والشلل" \الجزيرة 16-12-2001 . ومن ثم تعقب الدكتورة الجامعية (؟!) نوره السعد على ما قام به تنظيم القاعدة في أمريكا بقولها: " إن الإسلام هو الوحدانية التي يحتاجها العالم المعاصر ليتخلص من من متاهات الحضارة المادية المعاصرة التي لا بد لو استمرت أن تنتهي بالإنسان إلى الضياع.. وكان لا بد من هذه المواجهة.. الآن بدأت الصحوةالحقيقية" \الجزيرة 3-12-2001 . وهو الوهم المريض الذي تكبه كل الظواهر الحادثة والتي تشير إلى أن كل من يتعامى عنها هو بلا شك يعاني من خلل عقلي ولأنهم كمن يرفض الاعتراف بشروق الشمسلأنها لم تشرق من قريته..
باختصار اخترنا التخلف حرصاً على الموروث وعلى الأخلاق الحميدة وعلى الشرف الذي لا بد كي يسلم من الأذى أن يراق على حسابه الدم، فهم يعلنون توجسهم من أساليب الحضارة الحديثة لأنها حضارة مادية شريرة، هي انحراف وضلال وفجور، مع تفاؤلهم الشرير الذي يتمنى أن تقتلها حضارتها المادية وعطشها الروحي حتى يعلو الإسلام دون تعب أو مشقة أو علم ولا هم يحزنون، ويظل التمني مجرد نبوءة كاذبة لأن حضارة الغرب تملك كل عناصر الاستقرار والقوة وأهمها ذلك الذي لا نفهمه: قدرتها على نقد نفسها باستمرار. وفي سياق أحاديثنا عن الشرف والأخلاق نتغافل عن المستور في سلوكياتنا غير العلنية وأننا أكثر مادية من أهل الغرب وأوغل في الحسية. وأننا ننفق الأموال في أدنى ألوان المتع المادية واللذات الجسدية منذ فجر امبراطوريتنا تحت مظلة الشرعية الدينية العلنية وتغص به مأثوراتنا التاريخية.
ويبدو أن تشديدنا على الفارق الأخلاقي يعود إلى عدم امتلاكنا ما نتميز به من فعل أفضل أو إنتاج أو علم، لذلك نلجأ ‘لى العامل الوحيد المحايد الرجراج الذي لا يمكن تحديد مقياسه وضبطها لأنه معياري قيمي تتوقف مقاييسه على وجهة نظر كل مجتمع جسب ظروفه وثقافته ودرجة تطوره أو اختلافه عن المجتمعات الأخرى. ولو راجعنا الأمر على أصوله لوجدنا الرقي الخلقي والمسؤولية عن الفعل وهي الجانب الأهم في فلسفة الأخلاق والتي تبنى على الاختيار الحر، تترافق مع التقدم لا مع التخلف والتقييد والتحريم والمنع، وهز ما يعني تفوق المتفوقين حتى في ما نريد سلبه منهم تميزا وتلافعا. خاصة أن الدنيا تعرنا بخصائصنا التاريخية وعلاقتنا بالمال والسلطة والجنس، هذه الشهوات الثلاثة التي حارب المسلمون بعضهم بسببها عبر التاريخ..............
..... ولأننا على يقين من وهننا الثقافي أمام الثقافات العصرية المتفوقة في الغرب، نضع للثقافات الأخرى مناطق حظر استيراد جمركية تفتش فيها العقول عن أي مهربات ثقافية ونحاكمها وندينها. والحل لدينا لما آل إليه حالنا هو الانتظار، لأننا سنسود الدنيا بالتأكيد بحسباننا خير أمة أخرجت للناس، ليس بعملنا وإنجازنا لكن لأن الغرب المتقدم سينهار (انظر غاية أماني الكره لدينا.. أن ينهار المتقدم؟!) وسوف ينهار في فلسفة فلاسفتنا بسبب تخمته المادية، ومثالاً لذلك نستمع إلى الدكتور عماد الدين خليل أستاذ التاريخ بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة دبي يحيطنا علماً نافعلً يقول : "إن الحضارة الغربية بتجاوزها القيم ذات العمق الروحي الوجداني الإنساني الخلقي الديني.. ستؤول إلى نوع من التفكك والعجز والشلل" \الجزيرة 16-12-2001 . ومن ثم تعقب الدكتورة الجامعية (؟!) نوره السعد على ما قام به تنظيم القاعدة في أمريكا بقولها: " إن الإسلام هو الوحدانية التي يحتاجها العالم المعاصر ليتخلص من من متاهات الحضارة المادية المعاصرة التي لا بد لو استمرت أن تنتهي بالإنسان إلى الضياع.. وكان لا بد من هذه المواجهة.. الآن بدأت الصحوةالحقيقية" \الجزيرة 3-12-2001 . وهو الوهم المريض الذي تكبه كل الظواهر الحادثة والتي تشير إلى أن كل من يتعامى عنها هو بلا شك يعاني من خلل عقلي ولأنهم كمن يرفض الاعتراف بشروق الشمسلأنها لم تشرق من قريته..
باختصار اخترنا التخلف حرصاً على الموروث وعلى الأخلاق الحميدة وعلى الشرف الذي لا بد كي يسلم من الأذى أن يراق على حسابه الدم، فهم يعلنون توجسهم من أساليب الحضارة الحديثة لأنها حضارة مادية شريرة، هي انحراف وضلال وفجور، مع تفاؤلهم الشرير الذي يتمنى أن تقتلها حضارتها المادية وعطشها الروحي حتى يعلو الإسلام دون تعب أو مشقة أو علم ولا هم يحزنون، ويظل التمني مجرد نبوءة كاذبة لأن حضارة الغرب تملك كل عناصر الاستقرار والقوة وأهمها ذلك الذي لا نفهمه: قدرتها على نقد نفسها باستمرار. وفي سياق أحاديثنا عن الشرف والأخلاق نتغافل عن المستور في سلوكياتنا غير العلنية وأننا أكثر مادية من أهل الغرب وأوغل في الحسية. وأننا ننفق الأموال في أدنى ألوان المتع المادية واللذات الجسدية منذ فجر امبراطوريتنا تحت مظلة الشرعية الدينية العلنية وتغص به مأثوراتنا التاريخية.
ويبدو أن تشديدنا على الفارق الأخلاقي يعود إلى عدم امتلاكنا ما نتميز به من فعل أفضل أو إنتاج أو علم، لذلك نلجأ ‘لى العامل الوحيد المحايد الرجراج الذي لا يمكن تحديد مقياسه وضبطها لأنه معياري قيمي تتوقف مقاييسه على وجهة نظر كل مجتمع جسب ظروفه وثقافته ودرجة تطوره أو اختلافه عن المجتمعات الأخرى. ولو راجعنا الأمر على أصوله لوجدنا الرقي الخلقي والمسؤولية عن الفعل وهي الجانب الأهم في فلسفة الأخلاق والتي تبنى على الاختيار الحر، تترافق مع التقدم لا مع التخلف والتقييد والتحريم والمنع، وهز ما يعني تفوق المتفوقين حتى في ما نريد سلبه منهم تميزا وتلافعا. خاصة أن الدنيا تعرنا بخصائصنا التاريخية وعلاقتنا بالمال والسلطة والجنس، هذه الشهوات الثلاثة التي حارب المسلمون بعضهم بسببها عبر التاريخ..............