s1_daoud
23/01/2006, 00:36
كتب شارل أيوب
الذي استمع الى الوزير وليد جنبلاط امس، شعر ان الرجل كان يتكلم دائماً وفي كل لحظة اثناء المقابلة بتأثير كبير بحادثة اغتيال والده منذ تسع وعشرين سنة، حتى انه اضاع التركيز في لحظة ما عندما سألته مقدمة البرنامج التلفزيوني عن اتفاق الطائف، فأجاب ان اتفاق الطائف أوصل الى اغتيال والده.
والذي يركز على وليد جنبلاط يرَ أن الرجل عانى بينه وبين نفسه في تحمل اغتيال والده، واوحى بان العماد حكمت الشهابي كان ينسيه جروحاته في هذا المجال.
وكان في كل الحديث يتكلم بحقد ضد القيادة السورية وضد كل من تحالف مع سوريا في لبنان انطلاقاً من عملية اغتيال والده سنة 1977، والتي يبدو ان جنبلاط حفظها في ذاكرته الى يوم الثأر، ونفذ الثأر عام 2005، وواضح ذلك من خلال قوله انه خلال السنة الماضية وفي ذكرى استشهاد كمال جنبلاط وضع زهرة لأول مرة على قبره.
يحق للوزير جنبلاط كإنسان ان يشعر ما يشعر، وهو شعور طبيعي لرجل قرر وضع عملية اغتيال والده في ذاكرته، ولكن ليس من حق جنبلاط ان يرسم السياسة من خلال الثأر والحقد، وليس من حقه ان يجعل لبنان اسير الثأر والحقد، حتى ولو كان كمال جنبلاط قائداً كبيراً ومفكراً سياسياً بازراً.
الخطير في كلام وليد جنبلاط هو أنه يؤكد ان جنبلاط سيكون أسير الثأر والحقد خلال السنوات المقبلة، وإنه غير قادر على الخروج من هذا الثأر حتى وصل به الامر الى اطلاق اقوال خطيرة.
«هلق» اسرائيل مش عدوة وسوريا عدوتي
وعندما يطلق جنبلاط كلاماً خطيراً بهذا الشكل حيث يقول ان اسرائيل ليست عدوة الان بل ان سوريا هي عدوتي، فيعني ذلك وفي اللحظة التاريخية لمحاولة اسرائيل الهيمنة على لبنان وسوريا يأتي جنبلاط ليقول للشعب العربي واللبناني والاسلامي ان اسرائيل ليست العدو بل ان سوريا هي العدو.
لم تكن زلة لسان لدى جنبلاط، ذلك ان السيدة مقدمة البرنامج حاولت تصحيح كلام وليد جنبلاط فجاء رده تأكيداً على ان سوريا هي العدو واسرائيل ليست العدو «هلّق».
كلام خطير قاله وليد جنبلاط، ولا يستطيع سعد الحريري الحليف السني له تحمُّل هذا الكلام، ولا يستطيع ابناء طائفة الموحدين قبول هذا الكلام، ولا يستطيع اللبنانيون من مسيحيين وبقية الطوائف قبول هذا الكلام، لأن وضع عنوان ان العدو الان هي سوريا واسرائيل ليست العدو يطلق عنواناً خطيراً على الساحة اللبنانية، فلبنان ما زال بحالة حرب مع اسرائيل، وهنالك اسرى لبنانيون لدى اسرائيل، وهنالك جثامين الشهداء لدى اسرائيل، وهنالك ارض محتلة من قبل اسرائيل.
كلام جنبلاط استفزاز للشعب الفلسطيني، كلام جنبلاط استفزاز للشعب العربي، وكلام جنبلاط لا يدخل في القاموس اللبناني.
وحتى الذين دخلوا مع شارون الى بيروت من اللبنانيين، وحتى اللواء انطوان لحد لم يقل هذا الكلام بهذا الوضوح.
يبدو واضحاً ان وليد جنبلاط يعيش حالة الثأر لوالده، ولكن السؤال رغم مكانة كمال جنبلاط التاريخية: هل ان هؤلاء اللبنانيين الذين قتلوا خلال الحرب من كل الطوائف ليسوا بشراً؟
هل ان المواطن اللبناني الذي جرى قتله من الميليشيات لم يكن انساناً؟
هل ان الفقراء الذين تم ذبحهم في الجبل من المسيحيين بأوامر من جنبلاط ليسوا من صنف البشر ولا من صنف الانسان، ولا قيمة لهم؟
والد وليد جنبلاط يجب الانتقام له، ولكن لبنان الذي جرى قتله اثناء الحرب لا يجري السؤال عنه؟
وليد جنبلاط لا يريد ان ينسى والده، وعلى اولاد الجبل ان ينسوا اباءهم واخوتهم وعائلاتهم الذين جرى ذبحهم في الجبل.
هل على اللبنانيين ان ينسوا اباءهم من الشمال الى الجنوب الى البقاع الى الجبل الذين قتلوا اثناء الحرب باوامر واضحة من الميليشيات والطوائف والمذاهب؟
اباؤنا الذين ماتوا على الطرقات غدراً وبرصاص القناصين لا قيمة لهم، ووحده وليد جنبلاط له الحق بالانتقام والثأر وقيادة البلاد الى حرب ضد سوريا وضد المقاومة وضد كل الناس، لأنه يريد الانتقام لوالده.
هنالك مشكلة شخصية ولو انها ذات طابع وطني يجب حلها، لأن لبنان ان دخل في دوامة المطالبة بالثأر والعمل وفق الاحقاد، فإن حرباً جديدة ستأتي او على الاقل لنقل ان كل هؤلاء السياسيين المذهبيين والطائفيين وخاصة قادة الميليشيات يجب ان يدخلوا السجن ويحاكموا.
إما ان نفكر باستقلال لبنان وتأكيده وفتح صفحة جديدة وإما ان تتحكم الاحقاد في لبنان وتسير به الى الخراب.
منقول
الذي استمع الى الوزير وليد جنبلاط امس، شعر ان الرجل كان يتكلم دائماً وفي كل لحظة اثناء المقابلة بتأثير كبير بحادثة اغتيال والده منذ تسع وعشرين سنة، حتى انه اضاع التركيز في لحظة ما عندما سألته مقدمة البرنامج التلفزيوني عن اتفاق الطائف، فأجاب ان اتفاق الطائف أوصل الى اغتيال والده.
والذي يركز على وليد جنبلاط يرَ أن الرجل عانى بينه وبين نفسه في تحمل اغتيال والده، واوحى بان العماد حكمت الشهابي كان ينسيه جروحاته في هذا المجال.
وكان في كل الحديث يتكلم بحقد ضد القيادة السورية وضد كل من تحالف مع سوريا في لبنان انطلاقاً من عملية اغتيال والده سنة 1977، والتي يبدو ان جنبلاط حفظها في ذاكرته الى يوم الثأر، ونفذ الثأر عام 2005، وواضح ذلك من خلال قوله انه خلال السنة الماضية وفي ذكرى استشهاد كمال جنبلاط وضع زهرة لأول مرة على قبره.
يحق للوزير جنبلاط كإنسان ان يشعر ما يشعر، وهو شعور طبيعي لرجل قرر وضع عملية اغتيال والده في ذاكرته، ولكن ليس من حق جنبلاط ان يرسم السياسة من خلال الثأر والحقد، وليس من حقه ان يجعل لبنان اسير الثأر والحقد، حتى ولو كان كمال جنبلاط قائداً كبيراً ومفكراً سياسياً بازراً.
الخطير في كلام وليد جنبلاط هو أنه يؤكد ان جنبلاط سيكون أسير الثأر والحقد خلال السنوات المقبلة، وإنه غير قادر على الخروج من هذا الثأر حتى وصل به الامر الى اطلاق اقوال خطيرة.
«هلق» اسرائيل مش عدوة وسوريا عدوتي
وعندما يطلق جنبلاط كلاماً خطيراً بهذا الشكل حيث يقول ان اسرائيل ليست عدوة الان بل ان سوريا هي عدوتي، فيعني ذلك وفي اللحظة التاريخية لمحاولة اسرائيل الهيمنة على لبنان وسوريا يأتي جنبلاط ليقول للشعب العربي واللبناني والاسلامي ان اسرائيل ليست العدو بل ان سوريا هي العدو.
لم تكن زلة لسان لدى جنبلاط، ذلك ان السيدة مقدمة البرنامج حاولت تصحيح كلام وليد جنبلاط فجاء رده تأكيداً على ان سوريا هي العدو واسرائيل ليست العدو «هلّق».
كلام خطير قاله وليد جنبلاط، ولا يستطيع سعد الحريري الحليف السني له تحمُّل هذا الكلام، ولا يستطيع ابناء طائفة الموحدين قبول هذا الكلام، ولا يستطيع اللبنانيون من مسيحيين وبقية الطوائف قبول هذا الكلام، لأن وضع عنوان ان العدو الان هي سوريا واسرائيل ليست العدو يطلق عنواناً خطيراً على الساحة اللبنانية، فلبنان ما زال بحالة حرب مع اسرائيل، وهنالك اسرى لبنانيون لدى اسرائيل، وهنالك جثامين الشهداء لدى اسرائيل، وهنالك ارض محتلة من قبل اسرائيل.
كلام جنبلاط استفزاز للشعب الفلسطيني، كلام جنبلاط استفزاز للشعب العربي، وكلام جنبلاط لا يدخل في القاموس اللبناني.
وحتى الذين دخلوا مع شارون الى بيروت من اللبنانيين، وحتى اللواء انطوان لحد لم يقل هذا الكلام بهذا الوضوح.
يبدو واضحاً ان وليد جنبلاط يعيش حالة الثأر لوالده، ولكن السؤال رغم مكانة كمال جنبلاط التاريخية: هل ان هؤلاء اللبنانيين الذين قتلوا خلال الحرب من كل الطوائف ليسوا بشراً؟
هل ان المواطن اللبناني الذي جرى قتله من الميليشيات لم يكن انساناً؟
هل ان الفقراء الذين تم ذبحهم في الجبل من المسيحيين بأوامر من جنبلاط ليسوا من صنف البشر ولا من صنف الانسان، ولا قيمة لهم؟
والد وليد جنبلاط يجب الانتقام له، ولكن لبنان الذي جرى قتله اثناء الحرب لا يجري السؤال عنه؟
وليد جنبلاط لا يريد ان ينسى والده، وعلى اولاد الجبل ان ينسوا اباءهم واخوتهم وعائلاتهم الذين جرى ذبحهم في الجبل.
هل على اللبنانيين ان ينسوا اباءهم من الشمال الى الجنوب الى البقاع الى الجبل الذين قتلوا اثناء الحرب باوامر واضحة من الميليشيات والطوائف والمذاهب؟
اباؤنا الذين ماتوا على الطرقات غدراً وبرصاص القناصين لا قيمة لهم، ووحده وليد جنبلاط له الحق بالانتقام والثأر وقيادة البلاد الى حرب ضد سوريا وضد المقاومة وضد كل الناس، لأنه يريد الانتقام لوالده.
هنالك مشكلة شخصية ولو انها ذات طابع وطني يجب حلها، لأن لبنان ان دخل في دوامة المطالبة بالثأر والعمل وفق الاحقاد، فإن حرباً جديدة ستأتي او على الاقل لنقل ان كل هؤلاء السياسيين المذهبيين والطائفيين وخاصة قادة الميليشيات يجب ان يدخلوا السجن ويحاكموا.
إما ان نفكر باستقلال لبنان وتأكيده وفتح صفحة جديدة وإما ان تتحكم الاحقاد في لبنان وتسير به الى الخراب.
منقول