michca
09/02/2006, 22:53
سلطة بشّار المهتزّة: عدد من بارونات النظام مستاؤون من الوضع وقد عقدوا لقاءات مع المعارضة
جورج مالبرونو
" العلويون يخشون من فقدان السلطة في سوريا". تحت هذا العنوان نشر الصحفي المعروف "جورج مالبرونو"، الرهينة السابق في العراق، مقالاً في جريدة "الفيغارو" يمكن للقارئ مطالعة نصّه الأصلي على صفحة "الشفّاف" الف (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)رن� �ية. وهذا نصّه، كما ترجمته فلورنس غزلان. (مع ملاحظة: حينما يستخدم الصحفي الفرنسي تعبير "العلويين"، فذلك لكي "يَصِف" وضعاً قائماً، وليس لـ"التحريض" ضد طائفة. و"الشفّاف" يعتبر العلويين، حسب تعبير محمد سلمان الوارد في المقال أدناه، "جزءاً لا يتجزأ من الشعب السوري". كما يتّفق معه في أن الديمقراطية، وليس تصفية الحسابات، هي الحّل الأمثل لسوريا.)
*
صرح الرئيس السوري بشار الأسد السبت الماضي، بأن بلاده ترحب بالتعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية في حدود السيادة الوطنية، فيما يتعلق باغتيال القائد اللبناني رفيق الحريري، متهماً بعض الأحزاب اللبنانية الرافضة للمبادرة السعودية من أجل تحسين العلاقات السورية اللبنانية.
" منذ موت كنعان لا يتحدث لأحد". هذه العبارة أطلقها فلاح مسن يلفع رأسه بكوفية، عند رؤيته، لجمال كنعان شقيق المسؤول السابق للقوة السورية في لبنان، الذي أعلن رسمياً أنه انتحر في دمشق نهاية أكتوبر. جمال يهز رأسه قبل أن يتابع طريقه بخطوات ثقيلة. التقيناه بعد مئات من الأمتار لاحقاً، وبحوار مقتضب وصريح قال، محدقاً بالأفق: "أقل من ربع الناس يصدّقون أن غازي كنعان انتحر". وأردف:"أصيب الجميع بالألم، الكل كان غاضباً بشكل مريع". وأضاف: "لماذا قتلوه؟ لماذا قتلوه؟ لا أحد يعرف". ويعمل جمال منذ ثلاثين عاماً في وزارة الدفاع في مدينة اللاذقية المجاورة. وبدون شك، فإن خوفه من عمليات التطهير التي يُقال أنها طالت أنصار وزير الداخلية السابق هي التي جعلته يفضّل الحديث عن "القّدّر".
إن"بحمرة"، مسقط رأس غازي كنعان، وهي قرية جبلية وسط منطقة مزروعة بأشجار الزيتون، تفضّل الصمت. ولكن صمت سكانها مفعم بالمرارة. نحن هنا في قلب منطقة العلويين، تلك الأقلية التي خرجت من ألف عام من التهميش الإجتماعي والسياسي وباتت تدير شؤون سوريا بيدٍ من حديد منذ العام 1969. ومن هذه الدساكر الفقيرة، التي كانت ترسل بناتها ليعملن كخادمات لدى البرجوازية السنية في المدن قبل أقل من نصف قرن، يجنّد النظام القسم الأكبر من كوادر جيشه وأجهزته الأمنية. ولكن المصاعب التي تواجهها سلطة بشّار الأسد، المتّهم بالتورّط في اغتيال رفيق الحريري، تدفع الطائفة العلوية للتساؤل عن مستقبلها.
يقول أحد المراقبين في اللاذقية: "مع الأب حافظ الأسد (توفي عام 2000)، كانت الطائفة العلوية محمية من رجل قوي. اليوم ترى الطائفة أن الابن لا يملأ مركزه. هذا ما يدفعها للخوف من فقدان السلطة. وما سيتبه من أعمال ثأرية". ويضيف: "الأب كان يعرف كيف يمتص الضغط والاحتقان الموجود دائماً بين عشائر الطائفة العلوية، كان يحميها ويشتري ولاءها. أما مع بشار الذي لا يزور المنطقة إلا نادراً، فالعلويون يدركون أنه لا يدافع عن الطائفة، بل أن ما يهمه هو أسرته وحدها". وعلى غرار غيره، فإنه يشير بذلك إلى السلطات غير المحدودة التي يتمتع بها شقيقه ماهر قائد الحرس الجمهوري، وآصف شوكت زوج شقيقته المسؤول عن المخابرات العسكرية، وأبناء أخواله من عائلة مخلوف، التي تملك موقعاً نفوذا تجارياً طاغياً.
إن عدداً من المسؤولين العلويين لم يعد يتردّد في التنديد علناً بهذه الهيمنة السياسية والإقتصادية.ويقول محمد سلمان وزير الاعلام السابق بين (1987 ـــ 2000) الذي كان مقرّباً من حافظ الأسد: "على بشار أن يقوم بإحداث تغييرات سياسية داخلية". ويضيف:"على بشّار أن يعدّل الدستور عبر استحداث قانون للتعددية الحزبية. وعليه أن مع المجتمع الدولي"، ويستطرد قائلا: "عندما وصل بشار إلى الحكم، بدا وكأن لديه رؤيا إصلاحية لمستقبل البلد. وحتى الآن، فإنه لم ينجح بايجاد الطرق الناجعة للاصلاح. إن على أي رئيس عليه أن يملك الوسائل اللازمة لتطبيق سياساته". والمعنى الضمني لهذا الكلام هو أن على بشّار أن يرحل إذا كان عاجزاً.
أما ميشيل كيلو، وهو أحد الناطقين بلسان المعارضة في دمشق، فيقول:الخطر على بشّار ليس من انتفاضة شعبية، ولا من المعارضة. الخطر يأتي من قلب السلطة العلوية، التي تعيش صراعات مبهمة". ويُقال أن بؤرة التوتّر تشمل أعضاء عائلة الأسد من جهة، والمسؤولين الذي أبعدهم بشّار في السنوات الأخيرة من جهة أخرى. ويقول محمد سلمان أن عدداً من "بارونات" النظام، مثل مدير الإستخبارات السابق علي دوبا، والجنرالات علي حيدر، وشفيق فيّاض، وغيرهم من كبار العلويين، مستاءين من الوضع. وقد عقد بعض هؤلاء لقاءات مع معارضين. وما يزال رفعت الأسد- شقيق حافظ الأسد، الذي حاول الإنقلاب عليه قبل سنوات- يتمتّع ببعض التأييد بين علويي الجبال، بفضل الأموال التي يوزّعها إنطلاقاً من منفاه الأوروبي.
وفي ضوء هذه المناورات، ينبغي أن نفهم ما حصل قبل 6 أشهر حينما تم اقصاء بهجت سليمان الذي كان رئيساً لجهاز مخابرات مقرّب من بشّار، بسبب شكوكٍ في وجود علاقات بينه ورفعت الأسد. وكذلك، وبالأخص، موت غازي كنعان، أي الجنرال العلوي الذي كان يملك أفضل حظّ في لعب دور البديل لسلطة بشار الأسد". ويقول محمد سلمان: "هناك معارضة داخل النظام حتى ضمن حزب البعث، الذي شهد إجتماعات صاخبة في الآونة الأخيرة". لكن، ما هو حجم قدرات المعارضين العلويين؟ الجواب هو أن قدراتهم ضعيفة داخل سوريا، لأنهم حُرِموا عند إقالتهم من وظائفهم من الإمكانيات التي كانت تسمح لهم باستقطاب "أنصار" داخل الجيش وأجهزة المخابرات. ويشير معارض آخر إلى أن قدرات هؤلاء محدودة كذلك "لأنهم يخافون على عائلاتهم". وفي أي حال، فقد عمد النظام إلى فرض قيود على سفر عدد من المسؤولين إلى الخارج.
ونعود إلى محمد سلمان الذي يقول: "العلويون جزء لا يتجزّأ من الشعب السوري. وأنا أؤيد تقاسم السلطة، وأقول ذلك كسوري وليس كعلوي". ويعتقد وزير الإعلام السابق، وأصدقاؤه، أن على الطائفة العلوية، لكي تنقذ نفسها، أن تذوب في محيط ديمقراطي". ويعقّب المعلّق الذي تحدّثنا إليه في اللاذقية: "إنهم يلعبون ورقة التعددية الحزبية لكي يندمجوا في مسارٍ يمكنهم التحكّم به، الأمر الذي سيحول دون عمليات تصفيات الحساب التي سيقوم بها السنّة إذا ما وصلو إلى السلطة في دمشق".
جورج مالبرونو
" العلويون يخشون من فقدان السلطة في سوريا". تحت هذا العنوان نشر الصحفي المعروف "جورج مالبرونو"، الرهينة السابق في العراق، مقالاً في جريدة "الفيغارو" يمكن للقارئ مطالعة نصّه الأصلي على صفحة "الشفّاف" الف (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)رن� �ية. وهذا نصّه، كما ترجمته فلورنس غزلان. (مع ملاحظة: حينما يستخدم الصحفي الفرنسي تعبير "العلويين"، فذلك لكي "يَصِف" وضعاً قائماً، وليس لـ"التحريض" ضد طائفة. و"الشفّاف" يعتبر العلويين، حسب تعبير محمد سلمان الوارد في المقال أدناه، "جزءاً لا يتجزأ من الشعب السوري". كما يتّفق معه في أن الديمقراطية، وليس تصفية الحسابات، هي الحّل الأمثل لسوريا.)
*
صرح الرئيس السوري بشار الأسد السبت الماضي، بأن بلاده ترحب بالتعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية في حدود السيادة الوطنية، فيما يتعلق باغتيال القائد اللبناني رفيق الحريري، متهماً بعض الأحزاب اللبنانية الرافضة للمبادرة السعودية من أجل تحسين العلاقات السورية اللبنانية.
" منذ موت كنعان لا يتحدث لأحد". هذه العبارة أطلقها فلاح مسن يلفع رأسه بكوفية، عند رؤيته، لجمال كنعان شقيق المسؤول السابق للقوة السورية في لبنان، الذي أعلن رسمياً أنه انتحر في دمشق نهاية أكتوبر. جمال يهز رأسه قبل أن يتابع طريقه بخطوات ثقيلة. التقيناه بعد مئات من الأمتار لاحقاً، وبحوار مقتضب وصريح قال، محدقاً بالأفق: "أقل من ربع الناس يصدّقون أن غازي كنعان انتحر". وأردف:"أصيب الجميع بالألم، الكل كان غاضباً بشكل مريع". وأضاف: "لماذا قتلوه؟ لماذا قتلوه؟ لا أحد يعرف". ويعمل جمال منذ ثلاثين عاماً في وزارة الدفاع في مدينة اللاذقية المجاورة. وبدون شك، فإن خوفه من عمليات التطهير التي يُقال أنها طالت أنصار وزير الداخلية السابق هي التي جعلته يفضّل الحديث عن "القّدّر".
إن"بحمرة"، مسقط رأس غازي كنعان، وهي قرية جبلية وسط منطقة مزروعة بأشجار الزيتون، تفضّل الصمت. ولكن صمت سكانها مفعم بالمرارة. نحن هنا في قلب منطقة العلويين، تلك الأقلية التي خرجت من ألف عام من التهميش الإجتماعي والسياسي وباتت تدير شؤون سوريا بيدٍ من حديد منذ العام 1969. ومن هذه الدساكر الفقيرة، التي كانت ترسل بناتها ليعملن كخادمات لدى البرجوازية السنية في المدن قبل أقل من نصف قرن، يجنّد النظام القسم الأكبر من كوادر جيشه وأجهزته الأمنية. ولكن المصاعب التي تواجهها سلطة بشّار الأسد، المتّهم بالتورّط في اغتيال رفيق الحريري، تدفع الطائفة العلوية للتساؤل عن مستقبلها.
يقول أحد المراقبين في اللاذقية: "مع الأب حافظ الأسد (توفي عام 2000)، كانت الطائفة العلوية محمية من رجل قوي. اليوم ترى الطائفة أن الابن لا يملأ مركزه. هذا ما يدفعها للخوف من فقدان السلطة. وما سيتبه من أعمال ثأرية". ويضيف: "الأب كان يعرف كيف يمتص الضغط والاحتقان الموجود دائماً بين عشائر الطائفة العلوية، كان يحميها ويشتري ولاءها. أما مع بشار الذي لا يزور المنطقة إلا نادراً، فالعلويون يدركون أنه لا يدافع عن الطائفة، بل أن ما يهمه هو أسرته وحدها". وعلى غرار غيره، فإنه يشير بذلك إلى السلطات غير المحدودة التي يتمتع بها شقيقه ماهر قائد الحرس الجمهوري، وآصف شوكت زوج شقيقته المسؤول عن المخابرات العسكرية، وأبناء أخواله من عائلة مخلوف، التي تملك موقعاً نفوذا تجارياً طاغياً.
إن عدداً من المسؤولين العلويين لم يعد يتردّد في التنديد علناً بهذه الهيمنة السياسية والإقتصادية.ويقول محمد سلمان وزير الاعلام السابق بين (1987 ـــ 2000) الذي كان مقرّباً من حافظ الأسد: "على بشار أن يقوم بإحداث تغييرات سياسية داخلية". ويضيف:"على بشّار أن يعدّل الدستور عبر استحداث قانون للتعددية الحزبية. وعليه أن مع المجتمع الدولي"، ويستطرد قائلا: "عندما وصل بشار إلى الحكم، بدا وكأن لديه رؤيا إصلاحية لمستقبل البلد. وحتى الآن، فإنه لم ينجح بايجاد الطرق الناجعة للاصلاح. إن على أي رئيس عليه أن يملك الوسائل اللازمة لتطبيق سياساته". والمعنى الضمني لهذا الكلام هو أن على بشّار أن يرحل إذا كان عاجزاً.
أما ميشيل كيلو، وهو أحد الناطقين بلسان المعارضة في دمشق، فيقول:الخطر على بشّار ليس من انتفاضة شعبية، ولا من المعارضة. الخطر يأتي من قلب السلطة العلوية، التي تعيش صراعات مبهمة". ويُقال أن بؤرة التوتّر تشمل أعضاء عائلة الأسد من جهة، والمسؤولين الذي أبعدهم بشّار في السنوات الأخيرة من جهة أخرى. ويقول محمد سلمان أن عدداً من "بارونات" النظام، مثل مدير الإستخبارات السابق علي دوبا، والجنرالات علي حيدر، وشفيق فيّاض، وغيرهم من كبار العلويين، مستاءين من الوضع. وقد عقد بعض هؤلاء لقاءات مع معارضين. وما يزال رفعت الأسد- شقيق حافظ الأسد، الذي حاول الإنقلاب عليه قبل سنوات- يتمتّع ببعض التأييد بين علويي الجبال، بفضل الأموال التي يوزّعها إنطلاقاً من منفاه الأوروبي.
وفي ضوء هذه المناورات، ينبغي أن نفهم ما حصل قبل 6 أشهر حينما تم اقصاء بهجت سليمان الذي كان رئيساً لجهاز مخابرات مقرّب من بشّار، بسبب شكوكٍ في وجود علاقات بينه ورفعت الأسد. وكذلك، وبالأخص، موت غازي كنعان، أي الجنرال العلوي الذي كان يملك أفضل حظّ في لعب دور البديل لسلطة بشار الأسد". ويقول محمد سلمان: "هناك معارضة داخل النظام حتى ضمن حزب البعث، الذي شهد إجتماعات صاخبة في الآونة الأخيرة". لكن، ما هو حجم قدرات المعارضين العلويين؟ الجواب هو أن قدراتهم ضعيفة داخل سوريا، لأنهم حُرِموا عند إقالتهم من وظائفهم من الإمكانيات التي كانت تسمح لهم باستقطاب "أنصار" داخل الجيش وأجهزة المخابرات. ويشير معارض آخر إلى أن قدرات هؤلاء محدودة كذلك "لأنهم يخافون على عائلاتهم". وفي أي حال، فقد عمد النظام إلى فرض قيود على سفر عدد من المسؤولين إلى الخارج.
ونعود إلى محمد سلمان الذي يقول: "العلويون جزء لا يتجزّأ من الشعب السوري. وأنا أؤيد تقاسم السلطة، وأقول ذلك كسوري وليس كعلوي". ويعتقد وزير الإعلام السابق، وأصدقاؤه، أن على الطائفة العلوية، لكي تنقذ نفسها، أن تذوب في محيط ديمقراطي". ويعقّب المعلّق الذي تحدّثنا إليه في اللاذقية: "إنهم يلعبون ورقة التعددية الحزبية لكي يندمجوا في مسارٍ يمكنهم التحكّم به، الأمر الذي سيحول دون عمليات تصفيات الحساب التي سيقوم بها السنّة إذا ما وصلو إلى السلطة في دمشق".