mhmary
18/02/2006, 06:09
أذكر أنه عندما كنت صغيرا تعودت الذهاب إلى الفرن القريب من بيتنا كل صباح يوم جمعة لجلب الخبز الساخن اللذيذ وهو فرن قديم يدوي وليس ألي, وهناك وكما جرت العادة يجب أن تقف وتنتظر دورك ولذلك لقد مرت علي أيام انتظرت فيها أكثر من ساعة خصوصا أني كنت صغيرا وكان يجب علي احترام المسنات في العمر وإعطائهم دوري بعد أن يسألوني عن عائلتي ويعطوني الشهادة بأنها عائلة جيدة مع عدم معرفتهم بها أحياناً. في الحقيقة كان هذا الوقت يقضي بسرعة أغلب الأحيان لأني كنت أقضيه بمشاهدة مراحل صنع الخبز وكيف يكون بالبداية صغيراً طريا قابلاًً لتغير شكله بسهولة, ومن ثم كيف أن الفران الذي كان دائماً يرينا جسمه القوي عندما يبقى فقط بقميصه الداخلي بالإضافة إلى سرعته و مهارته بتحويل قطع العجين إلى شرائح مدورة وتحضيرها للدخول في الفرن الكبير الضخم. كنت أحب مشاهدة هذه الأشياء والتفاصيل الصغيرة ومن أهمها كان أن الفران أعتاد أن يضع الخبز المحروق على الجانب لأنه من غير ألائق رمي الخبز ومع مرور الأيام أزداد عدد الناس القادمين إلى الفرن وعدم تتطور الفرن أدى إلى ازدياد عدد هذا الخبز المحروق وهنا وضع الفران هذا الخبز على طاولة في الخارج ليأكله المتسولون من غير مقابل وبعد فترة خلق شيء جديد بالفرن اسمه النصف محروق وهو يباع بنصف السعر وقد أحبه الناس ولكن ليس لطعمته الجيدة وإنما فقط لأنه رخيص ومن السهل جلبه وبكل بساطة لقد كذبوا على أنفسهم وقالو أن هذا الخبز جيد ومن ثم تأقلموا معه وانخرطوا فيه.......... .
عندما كبرت و قدمت إلى (هنا) رأيت كثيراً من الناس المتأقلمة على نمط حياتها هذه التسمية أنا ابتكرتها لأنه على حسب قولهم أنهم سيعيدون بحياتهم ولكن هذا لم يجعلني مقتنعاً هم ببساطة أختاروا الخبز النصف محروق لسهولة جلبه وهذه قمة الخطأ لقد قدموا إلى هنا وعملوا في أتفه الأعمال حتى استطاعوا تحويل هذا الرغيف إلى نصف محروق بمتلاك بيت وسيارة وأشياء دنيوية وحياة خالية من كل المظاهر التي تميز الأنسان عن بيقة الكائنات وعن الأنسان البدائي الذي كل ما كان لديه هو العمل من أجل البقاء ومن ثم التأقلم على هذا النوع من العمل فقط للأستمرار في هذه الحياة . و هنا في هذه الغابة وقد أسميتها غابة لأن شريعة الغاب تحكمها سوف تلقى ابشع مظاهر تخلي الأنسان عن أنسانيته وهذا لا يتمثل فقط بحب الذات وانعدام الأخلاق وأنما يتمثل بانعدام كل أنواع الحياة المميزة التي تعطي الأنسان سعادته في هذه الحياة.
هنا تأتي قمة التحدي اما التأقلم مع هذا الرغيف المحروق أم مواجهة التحدي الكبير بالخروج منتصراً حائزاً على الرغيف الجيد في هذه الغابة والعيش كأنسان حقيقي بكل معنى الكلمة وليس كاذباً على نفسي بحياة خالية من أسمى معاني الأنسانية..........
عندما كبرت و قدمت إلى (هنا) رأيت كثيراً من الناس المتأقلمة على نمط حياتها هذه التسمية أنا ابتكرتها لأنه على حسب قولهم أنهم سيعيدون بحياتهم ولكن هذا لم يجعلني مقتنعاً هم ببساطة أختاروا الخبز النصف محروق لسهولة جلبه وهذه قمة الخطأ لقد قدموا إلى هنا وعملوا في أتفه الأعمال حتى استطاعوا تحويل هذا الرغيف إلى نصف محروق بمتلاك بيت وسيارة وأشياء دنيوية وحياة خالية من كل المظاهر التي تميز الأنسان عن بيقة الكائنات وعن الأنسان البدائي الذي كل ما كان لديه هو العمل من أجل البقاء ومن ثم التأقلم على هذا النوع من العمل فقط للأستمرار في هذه الحياة . و هنا في هذه الغابة وقد أسميتها غابة لأن شريعة الغاب تحكمها سوف تلقى ابشع مظاهر تخلي الأنسان عن أنسانيته وهذا لا يتمثل فقط بحب الذات وانعدام الأخلاق وأنما يتمثل بانعدام كل أنواع الحياة المميزة التي تعطي الأنسان سعادته في هذه الحياة.
هنا تأتي قمة التحدي اما التأقلم مع هذا الرغيف المحروق أم مواجهة التحدي الكبير بالخروج منتصراً حائزاً على الرغيف الجيد في هذه الغابة والعيش كأنسان حقيقي بكل معنى الكلمة وليس كاذباً على نفسي بحياة خالية من أسمى معاني الأنسانية..........