الحرية

حين وعيتُ على النور
.. وجدت نفسي... مقيداً باالأف
من قيودي
قيد في مولدي
آخر في موتي
في طعامي
في شرابي
في تنفسي
حتى في حبي
أردتُ القيام بثورةٍ على الكونِ لأعلن حريتي
لأبرهن على وجودي
أردت أن أصبح فيلسوفاً يختلف عن كل الناسْ
أنقدُ السماء والأرض..... أنقدُ الأعرافْ
والتقاليد الأرضيةْ
أتكلم لغة أخرى حتى أصل إلى ذاتي

ففشلــت

أردتُ أن أصبحَ
شاعراً
يُحس بما لا يحُسه الناسْ
أشعر بما لا يخطر على بالِ إنسانْ

ففـشلـــتْ

أردتُ الإبتعادْ
فأصبحت ُرّبان سفينة يسافر يبتعدُ
لا يفهم إلاّ لغة َالبحر والموجْ
لغة الحيتان
حيثُ لا بشرٌ غير الأشرعة والرياح والأعاصيرْ
لا صوت آدمٍ.... لا صراخُ حواء..... لا بكاء ُ
طفلْ
لا فلاسفة ولا شعراءْ

ففشلـــتْ

حين أردت أن أصبحَ
عاشقاً
عشقتُ وكفرتُ
جَرحتُ وجُرِحتُ
رَميتُ ورُميِتُ
سَهَّرتُ وسُهِّرتُ
لم أصلْ إلى الحياة.... لم أصل إلى الحبْ
وحين داهمتني عيناكِ
أصبحتُ الشاعر فولدتُ من جديدْ
وقتلت أشعارَ الموج والفلاسفة والعشاقْ
أصبحتِ أنتِ الشعرَ والقصيدة الفصحى
والربان لأنكِ البحر وموجهْ
لأنك سمكٌ لكن من البشرِ
حواء لكن لا تخونْ
حينها.... صرتُ بطلَ البحر والجوّ والبرْ
لأنَّ لعيناكِ معناً آخر للحرية
أبدي سرمدي حقيقي

رسيتُ على شواطئ لم أحلم أبداً أن أراها
حيث يعشقني الموج
ويعبدني البحر
والغرق ينعشني
وتعرفني بوجود حياة.... الحياة
أصبحت
الفيلسوف:
حين عشتُ بدنياكِ دنيا خالدة لا أرضية غير ملموسة
سماوية إلهية موجودة
أنا حرٌ يرزق... كل الشعوب عبيد
أنا إنسانٌ آخر أنا موجود
آمنت بوجود حرية على الأرض
آمنت بوجودكَِ يا إلهي
آمنت بكِ... وبحريتي..
-----------------------------
بولس جنورة