eldorado12
23/02/2006, 14:30
أقدم مدينة ما زالت مسكونة في العالم
تقسم عادة مدينة دمشق القديمة التي تعتبر أقدم مدينة في العالم ما زالت مسكونة ومأهولة بالسكان، إلى منطقتين: الأولى وهي داخل السور وهي الأقدم واستوطنت منذ آلاف السنين، والثانية خارج السور وتضم حارات مثل الصالحية والميدان والشاغور وساروجة وهذه تأسست منذ عهود ليست بعيدة حيث بدأت بالظهور مع بداية العهد الأيوبي وما بعد.
وإذا كانت دمشق القديمة داخل السور لا تتعدى مساحتها الكيلومتر المربع الواحد فإنها بمعالمها الكثيرة وأزقتها وحاراتها العريقة ذات الحجارة السوداء كالعمارة والقيمرية ومئذنة الشحم وأسواقها الشهيرة كالحميدية والبزورية ومدحت باشا والعصر ونية والحرير وغيرها. وبيوتاتها وقصورها كقصر العظم والسباعي ونظام ومكتب عنبر والنعسان وغيرها. ومقاهيها كالنوفرة وجبري وع البال وموليا ومتاحفها كالبيمارستان النوري والتقاليد الشعبية والخط العربي والتاريخي وغيرها. وبجوامعها الشهيرة كالأموي الكبير وبوابات السبع وقبر صلاح الدين كلها ما زالت المقصد الأول للسياح، خاصة الأجانب القادمين من أوروبا واليابان وروسيا وغيرها، والذين يأتون غالباً ضمن مجموعات سياحية عن طريق المكاتب وتنشط سياحتهم مع بداية شهر سبتمبر (أيلول) وتستمر أشهراً. فيما يأتي السياح العرب وتحديداً الخليجيين في أشهر الصيف ويفضلون دمشق الحديثة وريف دمشق بمتنزهاتها المعروفة لسياحتهم واستجمامهم.
سور دمشق وبواباتها
* بني السور في العهد الروماني بالحجارة الضخمة المدببة وكان مستطيل الشكل، وزود بسبعة أبواب هي: باب شرقي ـ كيسان ـ الجابية ـ الصغير ـ توما ـ الجنيق ـ الفراديس. وكان الشارع الرئيسي «الديكومانوس» يخترق المدينة من باب الجابية إلى باب شرقي، وكانت تنتشر على جوانبه الأعمدة والتماثيل وتقطعه أقواس النصر. ولكن هذا الشارع أصبح على مر العصور تحت سوية الأرض بحوالي 6 أمتار، وقد حل محله أو فوقه السوق الطويل «مدحت باشا» وتتالت على السور أحداث حيث تهدم وأهمل فيما بعد، ولم يبق من السور سوى قطعة وحيدة ذات شأن تاريخي إذ حافظت على شكلها القديم وهي الممتدة من باب السلام إلى باب توما، ويبلغ طولها حوالي 500 متر أما الأبواب فلا يزال معظمها باقياً، وإن تغيرت بعض معالمها الأصلية، وزيدت عليها إضافات وكتابات على مر العصور. الأسواق المسقوفة
* من أبرز معالم دمشق القديمة أسواقها المسقوفة، التي تحجب الشمس ليتمكن المتسوقون من التجول بالأسواق بسهولة، ولهذه الأسواق نكهة خاصة وتخصصات، فكل سوق له تجارته وزبائنه، وأكبر هذه الأسواق وأشهرها «الحميدية» الذي يمتد على خط مستقيم من الغرب حيث كان باب النصر وحتى الجامع الأموي، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1863 خلال العهد العثماني وحكم السلطان عبد الحميد، الذي سمي السوق باسمه. وهو مغطى بسقف حديدي مليء بثقوب صغيرة تضيئها شمس النهار فتبدو وكأنها نجوم تلمع في عتمة السوق. وحوانيت السوق تشتهر بجميع أنواع البضائع، لا سيما الملابس والأقمشة والحلويات والصناعات التقليدية كالبروكار والموزاييك والنحاس المزخرف بالفضة.
وهناك سوق «مدحت باشا» أو السوق الطويل وأنشأه والي دمشق مدحت باشا عام 1878 ويسير السوق بموازاة سوق الحميدية، حيث تفصل بينهما أسواق صغيرة أخرى. وتقوم على جانبي السوق حوانيت صغيرة تشتهر بالنسيج الوطني والأقمشة الحريرية «الصايات» والعباءات الصوفية والكوفيات والعقل. كما توجد على الجانبين خانات قديمة ذات أبواب وأقواس أصبحت هي الأخرى مجمعاً للعديد من الحوانيت في داخلها. وفي منتصفه يصبح سوق مدحت باشا مكشوفاً حتى باب شرقي حيث يشتهر هذا الجزء بمعامل ومحلات المصنوعات النحاسية المحفورة والمزخرفة بخيوط الفضة، ويقول بعض علماء الآثار بانه حيث يبدأ هذا الجزء المكشوف أي في مصلبة مأذنة الشحم وتلة السماكة يقع المكان الذي بدأت فيه دمشق قبل آلاف السنين. وفي أحد الأزقة المتفرعة من هذا الجزء يوجد «مكتب عنبر» وهو من أجمل البيوت الدمشقية التي أنشئت في القرن التاسع عشر وأصبح منذ عام 1887 مدرسة ثانوية في العهد العثماني والفرنسي. وقد رمم مؤخراً وأصبح قصراً للثقافة وهو يتميز بزجاجه الملون وباحاته الفسيحة وقاعاته ذات الزخارف الجصية والسقوف ذات الرسوم. كما أن في نهاية السوق وقبيل باب شرقي توجد العديد من الكنائس الجميلة والعريقة أهمها «كنيسة حنانيا»، التي تعود للعهد البيزنطي وهناك دار النعسان التي تمثل طراز البيت الشامي التقليدي.
ومن الأسواق الشهيرة هناك سوق الحرير الذي أنشأه درويش باشا عام 1574ويقع مدخله في آخر سوق الحميدية بالقرب من الجامع الأموي، وتشتهر دكاكينه ببيع الأقمشة والمطرزات والعطور ولوازم الخياطة النسائية، وهناك سوق الخياطين الذي أنشأه شمسي باشا عام 1553 والذي يقع في نهاية سوق الحرير، ويشتهر بمحلات بيع الأجواخ والأقمشة الصوفية وبين السوقين يقع جامع وقبر القائد الإسلامي نور الدين زنكي، الذي أنشئ عام 1173ويتميز بقبة فريدة المثال وبمقرنصات داخلية وخارجية رائعة. وهناك سوق البزورية الذي يصل ما بين سوق مدحت باشا وقصر العظم، ويشتهر بحوانيته الصغيرة التي تغص بأنواع البهارات والعطور واللوز والفستق والفواكه المجففة والأعشاب الطبية وحلويات الأعراس والمناسبات كالسكاكر والشوكلاته والملبس. وفي وسط السوق يقع حمام نور الدين، وهو أحد الحمامات العامة المتبقية من مائتي حمام كانت في دمشق منذ القرن الثاني عشر، وظلت قيد الاستعمال حتى وقت قريب كما أن فيه خان أسعد باشا الشهير الذي بناه صاحب قصر العظم ليكون أجمل وأكبر خان في الشرق كله. ويؤدي السوق إلى سوق صغير آخر هو سوق الصناعة، الذي تباع فيه أنواع المجوهرات والحلي الذهبية والفضية ويطل على الباب الجنوبي للجامع الأموي.
الجامع الأموي
* من أبرز معالم دمشق القديمة ويقع في قلبها في نهاية سوق الحميدية أنشأه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 705 م في أوج عصر دمشق الذهبي، حين كانت عاصمة للدولة العربية الإسلامية، استغرق بناء المسجد حوالي عشر سنوات وبلغت تكاليفه أكثر من 11 مليون دينار ذهبي، وحشد للعمل فيه عدد ضخم من مهرة المعماريين والفنانين والبنائين والنجارين والمرخمين والمصورين، حتى جاء فريداً في هندسته وأصبح لعدة قرون نموذجاً يحتذى في بناء المساجد على امتداد العالم العربي والإسلامي. ويتميز المسجد بمآذنه الباسقة الثلاث التي بنيت على طرز مختلفة وجددت أقسامها العليا في العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية. كما يتميز بمصلاه وصحنه الواسعين وبجدرانه المغطاة بلوحات الفسيفساء، التي تمثل جنات من الحدائق والقصور والأشجار والأنهار وبقبته ذات اللون الأزرق المائل للرمادي «قبة النسر».
قصر العظم
* ويقع في قلب دمشق القديمة وأسواقها إلى جنوب الجامع الأموي، ويعتبر نموذجا باهراً للبيت الدمشقي. بني القصر في منتصف القرن الثامن عشر كمقر لوالي دمشق، وتفنن البناؤون والمزخرفون في عمارته حتى جعلوه خلاصة رائعة للفن الشامي، بقاعاته وأواوينه وأقواسه ورخامه وحماماته وألوان حجارته متناوبة الألوان، ومقرنصاته وفسقياته التي تترقرق فيها موسيقى مياه نوافيرها. وفي خمسينات القرن الماضي، رمم القصر وحول إلى متحف للتقاليد الشعبية والمهن اليدوية، كما حولت باحته الواسعة إلى مكان لإقامة الحفلات الفنية، خاصة حفلات الفولكلور وعروض الأزياء الشعبية.
البيمارستان النوري
* ويقع إلى الجنوب من سوق الحميدية، وقد بناه ليكون مستشفى نور الدين زنكي في القرن الثاني عشر، بمال فدية قدرها ثلاثمائة ألف دينار، دفعها له أحد الملوك الصليبيين الإفرنج، وكان أسيراً لديه. ثم تحول في العهد العثماني إلى مدرسة للبنات، وهو الآن يضم متحف الطب والعلوم عند العرب، ويتميز بجمال هندسته وباحته الواسعة ومقرنصاته الفريدة، والكتابات النسخية المنقوشة على بابه والتي بدأ استعمالها لأول مرة في عهد نور الدين بدلاً من كتابات الخط الكوفي.
المقاهي والحمامات
* توجد في دمشق القديمة أيضاً الحمامات العربية الشهيرة بأقسامها الثلاث البراني والوسطاني والجواني، وما زال قسم منها يعمل ويستقبل السياح والراغبين بالتحمم في حمام السوق، ومنها ما يخصص أياماً في الأسبوع أو ساعات في اليوم للنساء، ومن أشهر الحمامات القائمة حمام نور الدين الشهيد في سوق البزورية وحمام الملك الظاهر بجانب المكتبة الظاهرية وغيرهما. كذلك عرفت دمشق القديمة المقاهي والتي كان الحكواتي وخيال الظل وكراكوز وعيواظ هم المسيطرون على أجوائها، وما زال الحكواتي الوحيد «أبو شادي» يعمل فقط في أشهر مقهى بدمشق القديمة «النوفرة»، الذي يستقطب السياح الأجانب، خاصة الأوروبيين ليستمتعوا بحكايا أبو شادي وقصصه عن الزير سالم والظاهر بيبرس، وليشد الجمهور بحركات عصاه ويديه مع كل مقطع حماسي من قصصه التي يرويها.
ظاهرة جديدة بدأت تنتشر في بيوتات دمشق القديمة وهي تحويل هذه البيوت إلى مقاه على النمط التقليدي والحديث، ففيها كل ما يطلبه الزبون والمشروبات الساخنة والباردة وحتى الأركيلة، كذلك انتشرت المطاعم في أجواء البيوت الشامية القديمة من خلال تحويل الأواوين والباحات في هذه البيوت إلى أمكنة لجلوس الزبائن وليتناولوا الطعام مع رقرقة مياه النوافير وفي أجواء الياسمين الدمشقي الشهير. كما حول البعض بيوتهم، خاصة الطوابق العليا منها إلى صالات عرض فنية تستضيف شهرياً فنانين تشكيليين يقيمون معارضهم فيها، وبذلك حولوا البيوت التقليدية إلى مشاريع ثقافية وفنية واقتصادية بآن واحد، حيث تشهد هذه البيوت «المقاهي والمطاعم» إقبالاً كبيراً من السياح وزوار دمشق القديمة. كما أن هناك مشروعاً تجري دراسته لدى الجهات المعنية لتحويل بعض البيوت الدمشقية القديمة الواسعة والضخمة مثل بيت السباعي ونظام إلى فنادق من طراز ممتاز مع الحفاظ على الجو الدمشقي القديم بليله الحاني وطيوره المغردة على أشجار الياسمين والنارنج في هذه البيوت الرائعة.
تقسم عادة مدينة دمشق القديمة التي تعتبر أقدم مدينة في العالم ما زالت مسكونة ومأهولة بالسكان، إلى منطقتين: الأولى وهي داخل السور وهي الأقدم واستوطنت منذ آلاف السنين، والثانية خارج السور وتضم حارات مثل الصالحية والميدان والشاغور وساروجة وهذه تأسست منذ عهود ليست بعيدة حيث بدأت بالظهور مع بداية العهد الأيوبي وما بعد.
وإذا كانت دمشق القديمة داخل السور لا تتعدى مساحتها الكيلومتر المربع الواحد فإنها بمعالمها الكثيرة وأزقتها وحاراتها العريقة ذات الحجارة السوداء كالعمارة والقيمرية ومئذنة الشحم وأسواقها الشهيرة كالحميدية والبزورية ومدحت باشا والعصر ونية والحرير وغيرها. وبيوتاتها وقصورها كقصر العظم والسباعي ونظام ومكتب عنبر والنعسان وغيرها. ومقاهيها كالنوفرة وجبري وع البال وموليا ومتاحفها كالبيمارستان النوري والتقاليد الشعبية والخط العربي والتاريخي وغيرها. وبجوامعها الشهيرة كالأموي الكبير وبوابات السبع وقبر صلاح الدين كلها ما زالت المقصد الأول للسياح، خاصة الأجانب القادمين من أوروبا واليابان وروسيا وغيرها، والذين يأتون غالباً ضمن مجموعات سياحية عن طريق المكاتب وتنشط سياحتهم مع بداية شهر سبتمبر (أيلول) وتستمر أشهراً. فيما يأتي السياح العرب وتحديداً الخليجيين في أشهر الصيف ويفضلون دمشق الحديثة وريف دمشق بمتنزهاتها المعروفة لسياحتهم واستجمامهم.
سور دمشق وبواباتها
* بني السور في العهد الروماني بالحجارة الضخمة المدببة وكان مستطيل الشكل، وزود بسبعة أبواب هي: باب شرقي ـ كيسان ـ الجابية ـ الصغير ـ توما ـ الجنيق ـ الفراديس. وكان الشارع الرئيسي «الديكومانوس» يخترق المدينة من باب الجابية إلى باب شرقي، وكانت تنتشر على جوانبه الأعمدة والتماثيل وتقطعه أقواس النصر. ولكن هذا الشارع أصبح على مر العصور تحت سوية الأرض بحوالي 6 أمتار، وقد حل محله أو فوقه السوق الطويل «مدحت باشا» وتتالت على السور أحداث حيث تهدم وأهمل فيما بعد، ولم يبق من السور سوى قطعة وحيدة ذات شأن تاريخي إذ حافظت على شكلها القديم وهي الممتدة من باب السلام إلى باب توما، ويبلغ طولها حوالي 500 متر أما الأبواب فلا يزال معظمها باقياً، وإن تغيرت بعض معالمها الأصلية، وزيدت عليها إضافات وكتابات على مر العصور. الأسواق المسقوفة
* من أبرز معالم دمشق القديمة أسواقها المسقوفة، التي تحجب الشمس ليتمكن المتسوقون من التجول بالأسواق بسهولة، ولهذه الأسواق نكهة خاصة وتخصصات، فكل سوق له تجارته وزبائنه، وأكبر هذه الأسواق وأشهرها «الحميدية» الذي يمتد على خط مستقيم من الغرب حيث كان باب النصر وحتى الجامع الأموي، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1863 خلال العهد العثماني وحكم السلطان عبد الحميد، الذي سمي السوق باسمه. وهو مغطى بسقف حديدي مليء بثقوب صغيرة تضيئها شمس النهار فتبدو وكأنها نجوم تلمع في عتمة السوق. وحوانيت السوق تشتهر بجميع أنواع البضائع، لا سيما الملابس والأقمشة والحلويات والصناعات التقليدية كالبروكار والموزاييك والنحاس المزخرف بالفضة.
وهناك سوق «مدحت باشا» أو السوق الطويل وأنشأه والي دمشق مدحت باشا عام 1878 ويسير السوق بموازاة سوق الحميدية، حيث تفصل بينهما أسواق صغيرة أخرى. وتقوم على جانبي السوق حوانيت صغيرة تشتهر بالنسيج الوطني والأقمشة الحريرية «الصايات» والعباءات الصوفية والكوفيات والعقل. كما توجد على الجانبين خانات قديمة ذات أبواب وأقواس أصبحت هي الأخرى مجمعاً للعديد من الحوانيت في داخلها. وفي منتصفه يصبح سوق مدحت باشا مكشوفاً حتى باب شرقي حيث يشتهر هذا الجزء بمعامل ومحلات المصنوعات النحاسية المحفورة والمزخرفة بخيوط الفضة، ويقول بعض علماء الآثار بانه حيث يبدأ هذا الجزء المكشوف أي في مصلبة مأذنة الشحم وتلة السماكة يقع المكان الذي بدأت فيه دمشق قبل آلاف السنين. وفي أحد الأزقة المتفرعة من هذا الجزء يوجد «مكتب عنبر» وهو من أجمل البيوت الدمشقية التي أنشئت في القرن التاسع عشر وأصبح منذ عام 1887 مدرسة ثانوية في العهد العثماني والفرنسي. وقد رمم مؤخراً وأصبح قصراً للثقافة وهو يتميز بزجاجه الملون وباحاته الفسيحة وقاعاته ذات الزخارف الجصية والسقوف ذات الرسوم. كما أن في نهاية السوق وقبيل باب شرقي توجد العديد من الكنائس الجميلة والعريقة أهمها «كنيسة حنانيا»، التي تعود للعهد البيزنطي وهناك دار النعسان التي تمثل طراز البيت الشامي التقليدي.
ومن الأسواق الشهيرة هناك سوق الحرير الذي أنشأه درويش باشا عام 1574ويقع مدخله في آخر سوق الحميدية بالقرب من الجامع الأموي، وتشتهر دكاكينه ببيع الأقمشة والمطرزات والعطور ولوازم الخياطة النسائية، وهناك سوق الخياطين الذي أنشأه شمسي باشا عام 1553 والذي يقع في نهاية سوق الحرير، ويشتهر بمحلات بيع الأجواخ والأقمشة الصوفية وبين السوقين يقع جامع وقبر القائد الإسلامي نور الدين زنكي، الذي أنشئ عام 1173ويتميز بقبة فريدة المثال وبمقرنصات داخلية وخارجية رائعة. وهناك سوق البزورية الذي يصل ما بين سوق مدحت باشا وقصر العظم، ويشتهر بحوانيته الصغيرة التي تغص بأنواع البهارات والعطور واللوز والفستق والفواكه المجففة والأعشاب الطبية وحلويات الأعراس والمناسبات كالسكاكر والشوكلاته والملبس. وفي وسط السوق يقع حمام نور الدين، وهو أحد الحمامات العامة المتبقية من مائتي حمام كانت في دمشق منذ القرن الثاني عشر، وظلت قيد الاستعمال حتى وقت قريب كما أن فيه خان أسعد باشا الشهير الذي بناه صاحب قصر العظم ليكون أجمل وأكبر خان في الشرق كله. ويؤدي السوق إلى سوق صغير آخر هو سوق الصناعة، الذي تباع فيه أنواع المجوهرات والحلي الذهبية والفضية ويطل على الباب الجنوبي للجامع الأموي.
الجامع الأموي
* من أبرز معالم دمشق القديمة ويقع في قلبها في نهاية سوق الحميدية أنشأه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 705 م في أوج عصر دمشق الذهبي، حين كانت عاصمة للدولة العربية الإسلامية، استغرق بناء المسجد حوالي عشر سنوات وبلغت تكاليفه أكثر من 11 مليون دينار ذهبي، وحشد للعمل فيه عدد ضخم من مهرة المعماريين والفنانين والبنائين والنجارين والمرخمين والمصورين، حتى جاء فريداً في هندسته وأصبح لعدة قرون نموذجاً يحتذى في بناء المساجد على امتداد العالم العربي والإسلامي. ويتميز المسجد بمآذنه الباسقة الثلاث التي بنيت على طرز مختلفة وجددت أقسامها العليا في العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية. كما يتميز بمصلاه وصحنه الواسعين وبجدرانه المغطاة بلوحات الفسيفساء، التي تمثل جنات من الحدائق والقصور والأشجار والأنهار وبقبته ذات اللون الأزرق المائل للرمادي «قبة النسر».
قصر العظم
* ويقع في قلب دمشق القديمة وأسواقها إلى جنوب الجامع الأموي، ويعتبر نموذجا باهراً للبيت الدمشقي. بني القصر في منتصف القرن الثامن عشر كمقر لوالي دمشق، وتفنن البناؤون والمزخرفون في عمارته حتى جعلوه خلاصة رائعة للفن الشامي، بقاعاته وأواوينه وأقواسه ورخامه وحماماته وألوان حجارته متناوبة الألوان، ومقرنصاته وفسقياته التي تترقرق فيها موسيقى مياه نوافيرها. وفي خمسينات القرن الماضي، رمم القصر وحول إلى متحف للتقاليد الشعبية والمهن اليدوية، كما حولت باحته الواسعة إلى مكان لإقامة الحفلات الفنية، خاصة حفلات الفولكلور وعروض الأزياء الشعبية.
البيمارستان النوري
* ويقع إلى الجنوب من سوق الحميدية، وقد بناه ليكون مستشفى نور الدين زنكي في القرن الثاني عشر، بمال فدية قدرها ثلاثمائة ألف دينار، دفعها له أحد الملوك الصليبيين الإفرنج، وكان أسيراً لديه. ثم تحول في العهد العثماني إلى مدرسة للبنات، وهو الآن يضم متحف الطب والعلوم عند العرب، ويتميز بجمال هندسته وباحته الواسعة ومقرنصاته الفريدة، والكتابات النسخية المنقوشة على بابه والتي بدأ استعمالها لأول مرة في عهد نور الدين بدلاً من كتابات الخط الكوفي.
المقاهي والحمامات
* توجد في دمشق القديمة أيضاً الحمامات العربية الشهيرة بأقسامها الثلاث البراني والوسطاني والجواني، وما زال قسم منها يعمل ويستقبل السياح والراغبين بالتحمم في حمام السوق، ومنها ما يخصص أياماً في الأسبوع أو ساعات في اليوم للنساء، ومن أشهر الحمامات القائمة حمام نور الدين الشهيد في سوق البزورية وحمام الملك الظاهر بجانب المكتبة الظاهرية وغيرهما. كذلك عرفت دمشق القديمة المقاهي والتي كان الحكواتي وخيال الظل وكراكوز وعيواظ هم المسيطرون على أجوائها، وما زال الحكواتي الوحيد «أبو شادي» يعمل فقط في أشهر مقهى بدمشق القديمة «النوفرة»، الذي يستقطب السياح الأجانب، خاصة الأوروبيين ليستمتعوا بحكايا أبو شادي وقصصه عن الزير سالم والظاهر بيبرس، وليشد الجمهور بحركات عصاه ويديه مع كل مقطع حماسي من قصصه التي يرويها.
ظاهرة جديدة بدأت تنتشر في بيوتات دمشق القديمة وهي تحويل هذه البيوت إلى مقاه على النمط التقليدي والحديث، ففيها كل ما يطلبه الزبون والمشروبات الساخنة والباردة وحتى الأركيلة، كذلك انتشرت المطاعم في أجواء البيوت الشامية القديمة من خلال تحويل الأواوين والباحات في هذه البيوت إلى أمكنة لجلوس الزبائن وليتناولوا الطعام مع رقرقة مياه النوافير وفي أجواء الياسمين الدمشقي الشهير. كما حول البعض بيوتهم، خاصة الطوابق العليا منها إلى صالات عرض فنية تستضيف شهرياً فنانين تشكيليين يقيمون معارضهم فيها، وبذلك حولوا البيوت التقليدية إلى مشاريع ثقافية وفنية واقتصادية بآن واحد، حيث تشهد هذه البيوت «المقاهي والمطاعم» إقبالاً كبيراً من السياح وزوار دمشق القديمة. كما أن هناك مشروعاً تجري دراسته لدى الجهات المعنية لتحويل بعض البيوت الدمشقية القديمة الواسعة والضخمة مثل بيت السباعي ونظام إلى فنادق من طراز ممتاز مع الحفاظ على الجو الدمشقي القديم بليله الحاني وطيوره المغردة على أشجار الياسمين والنارنج في هذه البيوت الرائعة.