أبو النسيم
26/02/2006, 17:40
هوية الجلاد واحدة, والضحية المستباحة المستضعفة، في ظل غياب القانون، هي دائما تلكالضحية التي تثير في النفس نوازع الوجع والحرقة والألم، وهي هذا الإنسان البائسالبسيط الذي شاء حظه العاثر أن يرى النور في معاقل الظلام، وبؤر الإقتتال، وساحاتالتصفيات والصراع، ولاذنب له في كل مايجري على أية حال.والسجن العربي هو سجن واحد،والجلاد هو واحد, والمنكوب هو واحد من الشام لبغدان، ومن نجد إلى يمن، إلى مصرفتطوان، فهل هناك من لا زال, بصلف،
وتكابر، يشكك بوحدة الأعراب وتآلفهم، منالناحية القمعية، على أقل تقدير؟وهل أصبح الجميع في سعار، ومباراة ماراثونية فيفنون القمع والاستبداد لإثبات الذات؟ هل هذا ما يظهر فقط على السطح لحد الآن؟ وهللكي تمارس هذه الوطنية الفريدة، وتكتسب هذه الهوية البائسة عليك التطرف والمغالاةفي إظهار العنف، والكراهية، والعداء, وادعاء العصمة، والتوحد، والتفرد،والكمال؟
والاستبداد هو الاستبداد، سواء مارسه الماركسي، أو الأصولي، أوالبعثي، أو أي قومي، وعرقي كان، وحتى ذاك المغامر واللاعب بمصير وحياة الناس. والاستبداد ومشتقاته ومفرزاته ليس محصورا بفئة دون غيرها من الناس، ولا بطائفة، أوحزب أو تيار. فحين تنفلت النفوس من العقال، فكل شيء ممكن وقابل للمساومة والجدال. وحين يغيب المنطق والقانون يستباج كل شيء في البلاد التي تعيش على صفيح النار، وفيفوهة البركان، لا سيما إذا كانت قد عاشت قرونا من الصراعات، اشتعلت فيها حمى الثأروالرغبة في الانتقام. والعلة ليست في هذا الفصيل أو ذاك ولكن في العقلية الإقصائيةالإلغائية التي تربت، ونمت، وشبت عبر قرون من الاستعباد والتهميش والصراع، وهذهالجزئية، وبكل أسف قد تشمل الجميع دون استثناء، طالما ظل العقل والحكمة والتبصرغائبا عن الناس. والعبرة، ليست فيما نراه، ولكن في التخلص من هذا الوحش الكامن فيصدور الناس والذي يتنقل وراثيا من زمن إلى آخر، ولا تعنيه كل التغيرات، والتطوراتالتي قطعتها الإنسانية في غير مكان.
إن الأحادية الفكرية، واستراتيجيةإلغاء الآخر، والتربص له، والنيل منه، التي تربت عليها هذه العقول والأدمغة العفنةالمتفسخة التي تتحرك في كل مكان يجعلها لا ترى في الآخر سوى مشروع مؤامرة، وتواطؤ،وانقضاض، ومن ثم لا بد من التهيؤ، والاستعداد الدائم لاستئصاله. والموروث الفكري،وما يحمله المرء من عقائد وأفكار هو الذي يتحكم في السلوك بشكل عام، ويوجه الناس. وهذه الأطياف المتباينة الاتجاهات التي تسبح في فراغ من التخبط والضياع يجمعها خيطواحد، ويوحدها بشكل مذهل وغريب، وهو التسلح بفكر الإلغاء والإقصاء واستعداء الآخرالوطني ومهما كان، وعدم الاطمئنان والركون إليه، وهذا ما يفسر هذ الاستعداد الفظيعللصدام، وانعدام الوفاق، والقابلية الانشطارية السريعة لهذه البلاد التي ترتع علىكف عفريت بانتظار التلاشي والزوال، ولا يغرنكم كل ذاك الكلام المنمق، الرومانسيالجميل، المحروس بجحافل الجندرما، والعسكر، والعسس القساة، فعود ثقاب واحد قادر علىإضرام النار في هذا الهشيم سريع الاشتعال، ,وإحداث العجائب بلمح البصر, ودونماإبطاء.
لقد صدمت مناظر، وصور التعذيب في سجن الجادرية جميع المراقبينوالمتابعين للشأن العراقي الذي صار هما يوميا في المنطقة بامتياز، لدرجة أن عقاربالساعة صارت تضبط على التفجيرات، وأرقام الأموات التي تتصاعد باستمرار في دوامةالموت التي لا تشبع من التهام الأجساد البريئة في كل مكان. واليوم الذي لا يموت فيهعراقيون، وتسفك دماؤهم فيه في الشوارع والطرقات، ووتتناثر أشلاؤهم على الجدران،فهو، وبكل بساطة، ليس يوما عراقيا على الإطلاق. وهل بعد كل ذاك هل يمكن القول أنصدام قد زال؟ وهل الصدامية"مذهب صدام" ما تزال باقية على قيد الحياة، وفي عقول منيفكرون بناء أوطانهم بتلك الطريقة الجهنمية، والشيطانية الرهيبة؟ إن من السابقلأوانه الإجابة بنعم على هذا السؤال، ويتمنى المرء من كل قلبه أن تكون الإجابة بلا،وهذه هي فقط الصور والحالات الوحيدة التي حصلت ،والتي سربت، وألا يكون هناك المزيدمن الحالات وراء الجدران السميكة، وألا يترحم الناس على الحقبة الصدامية برغم كلفجورها ودمويتها. وإن استمرار العمل بهذه الأساليب المجرمة والبالية يعني شيء واحدوبسيط وهو استمرار حقبة الإجرام السلطوي، وإن اختلفت الأقنعة، والوجوه،والتسميات.
إذ لا يجوز وتحت أية ذريعة وأسباب أن يتم التعامل مع أي إنسانبهذه الوحشية والفلتان، وإن الاحتكام للأساليب القانونية المتبعة في كل دول العالمفي إدانة أي كان والقائمة على الأدلة والقرائن والاعتراف دون تعذيب نفسي أو جسدي هوما يقوي، ويوطد من أسس وبنيان أي نظام في العالم، ويجعله منيعا أمام كل الأخطار،وأما التعويل على هذه الأساليب الدموية الهمجية البالية فيعني شيئا واحد أن صدام مازال هناك في أعماق كل واحد من أولئك الذين سهّلوا، ومارسوا، وتغاضوا عن هذا الفتكالوحشي بإنسانية الإنسان. وعندما يكون الإنسان مدانا، ومجرما، وخارجا عن القانون،وبالإثبات، فإن إدانته، والحكم عليه ستكون موضع ترحيب من الجميع، أما الاعتداءالجسدي الصارخ، وتنفيذ الأحكام المسبقة على الناس فهي جريمة تعادل التعذيب، والسجن،والاختطاف في كل المواثيق والأعراف. واستمرار هذا النهج الفاشي يعني أن هذه الهياكلالصورية ما تزال بعيدة تماما عن حلم الدولة المنيعة أمل الإنسان الكبير في العيشبوطن تسوده الحرية والكرامة والقانون للجميع, ويعني عودة للجميع إلى الوراء إلى تلكالمرحلة التي دفع الجميع من أجلها الغالي والنفيس للتخلص من شرورها.وإذا كانالعراقيون قد ناضلوا من أجل أن يأتيهم جلاد بثوب جديد، فلا يملك المرء سوى الأسفعلى ذاك النضال العقيم الذي ذهب الآن أدراج الرياح مع هذه الصور الصادمة للروح،والمشاعر، والإحساس، وأيا تكون التهم، والأسباب التي تم بموجبها اعتقال هؤلاء،فدولة الحق والقانون مازالت غائبة، وحلما بعيد المنال.
وتكابر، يشكك بوحدة الأعراب وتآلفهم، منالناحية القمعية، على أقل تقدير؟وهل أصبح الجميع في سعار، ومباراة ماراثونية فيفنون القمع والاستبداد لإثبات الذات؟ هل هذا ما يظهر فقط على السطح لحد الآن؟ وهللكي تمارس هذه الوطنية الفريدة، وتكتسب هذه الهوية البائسة عليك التطرف والمغالاةفي إظهار العنف، والكراهية، والعداء, وادعاء العصمة، والتوحد، والتفرد،والكمال؟
والاستبداد هو الاستبداد، سواء مارسه الماركسي، أو الأصولي، أوالبعثي، أو أي قومي، وعرقي كان، وحتى ذاك المغامر واللاعب بمصير وحياة الناس. والاستبداد ومشتقاته ومفرزاته ليس محصورا بفئة دون غيرها من الناس، ولا بطائفة، أوحزب أو تيار. فحين تنفلت النفوس من العقال، فكل شيء ممكن وقابل للمساومة والجدال. وحين يغيب المنطق والقانون يستباج كل شيء في البلاد التي تعيش على صفيح النار، وفيفوهة البركان، لا سيما إذا كانت قد عاشت قرونا من الصراعات، اشتعلت فيها حمى الثأروالرغبة في الانتقام. والعلة ليست في هذا الفصيل أو ذاك ولكن في العقلية الإقصائيةالإلغائية التي تربت، ونمت، وشبت عبر قرون من الاستعباد والتهميش والصراع، وهذهالجزئية، وبكل أسف قد تشمل الجميع دون استثناء، طالما ظل العقل والحكمة والتبصرغائبا عن الناس. والعبرة، ليست فيما نراه، ولكن في التخلص من هذا الوحش الكامن فيصدور الناس والذي يتنقل وراثيا من زمن إلى آخر، ولا تعنيه كل التغيرات، والتطوراتالتي قطعتها الإنسانية في غير مكان.
إن الأحادية الفكرية، واستراتيجيةإلغاء الآخر، والتربص له، والنيل منه، التي تربت عليها هذه العقول والأدمغة العفنةالمتفسخة التي تتحرك في كل مكان يجعلها لا ترى في الآخر سوى مشروع مؤامرة، وتواطؤ،وانقضاض، ومن ثم لا بد من التهيؤ، والاستعداد الدائم لاستئصاله. والموروث الفكري،وما يحمله المرء من عقائد وأفكار هو الذي يتحكم في السلوك بشكل عام، ويوجه الناس. وهذه الأطياف المتباينة الاتجاهات التي تسبح في فراغ من التخبط والضياع يجمعها خيطواحد، ويوحدها بشكل مذهل وغريب، وهو التسلح بفكر الإلغاء والإقصاء واستعداء الآخرالوطني ومهما كان، وعدم الاطمئنان والركون إليه، وهذا ما يفسر هذ الاستعداد الفظيعللصدام، وانعدام الوفاق، والقابلية الانشطارية السريعة لهذه البلاد التي ترتع علىكف عفريت بانتظار التلاشي والزوال، ولا يغرنكم كل ذاك الكلام المنمق، الرومانسيالجميل، المحروس بجحافل الجندرما، والعسكر، والعسس القساة، فعود ثقاب واحد قادر علىإضرام النار في هذا الهشيم سريع الاشتعال، ,وإحداث العجائب بلمح البصر, ودونماإبطاء.
لقد صدمت مناظر، وصور التعذيب في سجن الجادرية جميع المراقبينوالمتابعين للشأن العراقي الذي صار هما يوميا في المنطقة بامتياز، لدرجة أن عقاربالساعة صارت تضبط على التفجيرات، وأرقام الأموات التي تتصاعد باستمرار في دوامةالموت التي لا تشبع من التهام الأجساد البريئة في كل مكان. واليوم الذي لا يموت فيهعراقيون، وتسفك دماؤهم فيه في الشوارع والطرقات، ووتتناثر أشلاؤهم على الجدران،فهو، وبكل بساطة، ليس يوما عراقيا على الإطلاق. وهل بعد كل ذاك هل يمكن القول أنصدام قد زال؟ وهل الصدامية"مذهب صدام" ما تزال باقية على قيد الحياة، وفي عقول منيفكرون بناء أوطانهم بتلك الطريقة الجهنمية، والشيطانية الرهيبة؟ إن من السابقلأوانه الإجابة بنعم على هذا السؤال، ويتمنى المرء من كل قلبه أن تكون الإجابة بلا،وهذه هي فقط الصور والحالات الوحيدة التي حصلت ،والتي سربت، وألا يكون هناك المزيدمن الحالات وراء الجدران السميكة، وألا يترحم الناس على الحقبة الصدامية برغم كلفجورها ودمويتها. وإن استمرار العمل بهذه الأساليب المجرمة والبالية يعني شيء واحدوبسيط وهو استمرار حقبة الإجرام السلطوي، وإن اختلفت الأقنعة، والوجوه،والتسميات.
إذ لا يجوز وتحت أية ذريعة وأسباب أن يتم التعامل مع أي إنسانبهذه الوحشية والفلتان، وإن الاحتكام للأساليب القانونية المتبعة في كل دول العالمفي إدانة أي كان والقائمة على الأدلة والقرائن والاعتراف دون تعذيب نفسي أو جسدي هوما يقوي، ويوطد من أسس وبنيان أي نظام في العالم، ويجعله منيعا أمام كل الأخطار،وأما التعويل على هذه الأساليب الدموية الهمجية البالية فيعني شيئا واحد أن صدام مازال هناك في أعماق كل واحد من أولئك الذين سهّلوا، ومارسوا، وتغاضوا عن هذا الفتكالوحشي بإنسانية الإنسان. وعندما يكون الإنسان مدانا، ومجرما، وخارجا عن القانون،وبالإثبات، فإن إدانته، والحكم عليه ستكون موضع ترحيب من الجميع، أما الاعتداءالجسدي الصارخ، وتنفيذ الأحكام المسبقة على الناس فهي جريمة تعادل التعذيب، والسجن،والاختطاف في كل المواثيق والأعراف. واستمرار هذا النهج الفاشي يعني أن هذه الهياكلالصورية ما تزال بعيدة تماما عن حلم الدولة المنيعة أمل الإنسان الكبير في العيشبوطن تسوده الحرية والكرامة والقانون للجميع, ويعني عودة للجميع إلى الوراء إلى تلكالمرحلة التي دفع الجميع من أجلها الغالي والنفيس للتخلص من شرورها.وإذا كانالعراقيون قد ناضلوا من أجل أن يأتيهم جلاد بثوب جديد، فلا يملك المرء سوى الأسفعلى ذاك النضال العقيم الذي ذهب الآن أدراج الرياح مع هذه الصور الصادمة للروح،والمشاعر، والإحساس، وأيا تكون التهم، والأسباب التي تم بموجبها اعتقال هؤلاء،فدولة الحق والقانون مازالت غائبة، وحلما بعيد المنال.