-
عرض كامل الموضوع : نزار قبانى
صفحات :
1
2
3
4
[
5]
6
7
8
9
10
butterfly
25/06/2006, 16:02
أنـــا قطــار الحـــزن
.. أركب آلاف القطارات
.. وأمتطي فجيعتي
وأمتطي غيم سجاراتي
حقيبة واحدة .. أحملها
.. فيها عناوين حبيباتي
.. من كن ، بالأمس ، حبيباتي
يمضي قطاري مسرعا.. مسرعا
.. يمضغ في طريقه لحم المسافات
يفترس الحقول في طريقه
يلتهم الأشجار في طريقه
.. يلحس أقدام البحيرات
يسألني مفتش القطار عن تذكرتي
.. وموقفي آلاتي
.. وهل هناك موقف آتي ؟
فنادق العالم لا تعرفني
.. ولا عناوين حبيباتي
.. أنا قطار الحزن
.. لا رصيف لي
أقصده .. في كل رحلاتي
أرصفتي جميعها .. هاربة
.. هاربة .. مني محطاتي
شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..
- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
يا غجريَّتي الشقراءَ ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..
بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ
بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ
يتبع..............
بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..
يتبع.........ززز
لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ ..
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
يا بلقيسُ ..
يا أَحْلَى وَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟
سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
ويأكُلُونَ ..
ويَسْكَرُونَ ..
على حسابِ أبي لَهَبْ ..
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
لا رأسَ يُقْطَعُ
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..
سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..
سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
هو النَّصْرُ الوحيدُ
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...
بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْبُودَتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني
بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة
نزار قباني – بيروت في 15/12/1981
===================
وشكرا..
haedoora
25/06/2006, 17:04
الله يسلم تمك شو هالقصائد بتجنن بس في قصيدة لنزار قباني
القاها بعد حرب 67 عم دور عليها اذا عندك ياها نزليها منشان الله بمسلسل نزار قباني ما لحقت سجلها للقصيدة
butterfly
27/06/2006, 20:06
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////) الرسـْــمُ بالكلِمـَــات
عشرون عاما فوق درب الهوى
ولا يزال الدرب مجهولا
فمرة كنت قاتلا
واكثر المرات مقتولا
عشرون عاما .. يا كتاب الهوى
ولم ازل في الصفحة الاولى
مَدْخـَــل
إذا تصفحت يوما يا بنفسجتي
هذا الكتاب الذي لا يشبه الكتبا
تباركي بحروفي .. كل فاصلة
كتبتها عنك يوما .. أصبحت أدبا
كتبت بالضوء عن عينيك . هل أحد
سواي بالضوء عن عينيك قد كتبا ؟
.. وكنت مجهولة حتى أتيت أنا
أرمي على صدرك الأفلاك والشهبا
أنا .. أنا . بانفعالاتي وأخيلتي
.. تراب نهديك حولته ذهبا
لماذا يسقط متعب بن تعبان فى امتحان حقوق الانسان
1
مواطنون .. دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون اوراق
وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر .. كل حاكم
يبيعنا ، ويقبض الثمن
نحن جوارى القصر ، يرسلوننا
من حجرة لحجرة
من قبصة لقبضة
من هالك لهالك
من وثن الى وثن
تركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن عائلة تعيلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعن سكن
وحولنا اولادنا
احدودبت ظهورهم ، وشاخوا
وهم يفتشون فى المعجم القديمة
عن جنة نظيرة
عن كذبة كبيرة
تدعى الوطن
2
مواطنون نحن فى مدائن البكاء
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء
حنطتنا معجونة بلحم كربلاء
طعامنا ، شرابنا
عاداتنا ، راياتنا
صيامنا ، صلاتنا
زهورنا ، قبورنا
جلودنا مختومة بختم كربلاء
لا احد يعرفنا فى هذه الصحراء
لا نخلة ، لا ناقة
لا وتد ، لا خنجر
لاهند ، لا عفراء
اوراقنا مريبة
افكارنا غريبة
فلا الذين النفط يعرفوننا
ولا الذين يشربون الدمع والشقاء
3
معتقلون
داخل النص الذى يكتبه حكامنا
معتقلون
داخل الحزن ، واحلى ما بنا حزننا
مراقبون نحن فى المقهى .. وفى البيت
وفى ارحام امهاتنا
حيثت تلفتنا، وجدنا المخبر السرى فى انتظارنا
يشرب من قهوتنا
ينام فى فراشنا
يعبث فى بريدنا
ينكش فى اوراقنا
يدخل فى انوفنا
يخرج من سعالنا
لساننا مقطوع
وراسنا مقطوع
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
واذا تظلمنا الى حامى الحمى
قيل لنا : ممنوع
وان تضرعنا الى رب السماء
قيل لنا : ممنوع
وان هتفنا
يارسول الله ، كن فى عوننا
يعطوننا تاشيرة من غير مارجوع
وان طلبنا قلما
لنكتب القصيدة الاخيرة
او نكتب الوصية الاخيرة
قبيل ان نموت شنقا
غيروا الموضوع
4
ياوطنى المصلوب فوق حائط الكراهية
ياكرة النار التى تسير نحو الهاوية
لا احد من مضر .. او من ثقيف
اعطى لهذا الوطن الغرق بالنزيف
زجاجة من دمة
او بولة الشريف
لا احد .. على امتداد هذة العباءة المرقعة
اهداك يوما معطفا او قبعة
يا وطنى المكسور مثل عشبة الخريف
مقتلعون نحن كالاشجار من مكاننا
مهجرون من امانينا ، وذكرياتنا
عيوننا تخاف من اهدابنا
شفاهنا تخاف من اصواتنا
حكامنا الهة يجرى الدم الازرق فى عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادة الحجاز يعرفوننا
ولا رعاع البادية
ولا ابو الطيب يستضيفنا
ولا ابو العتاهية
اذا صحكنا لِِعَلِىً مرة
يقتلنا معاوية
5
مهاجرون نحن من مرافىء التعب
لا احد يريدنا
من بحر ليروت .. الى بحر العرب
لا الفاطميون ، ولا القرامطة
ولا المماليك .. ولا البرامكة
ولا الشياطين ، ولا الملائكة
ولا احد يريدنا
فى المدن التى تقايض البترول بالنساء
والتاريخ بالقروش ، والانسان بالذهب
وشعبها يأكل من نشارة الخشب
لا احد يريدنا
فى مدن المقاولين ، والمضاربين ، والمستوردين
والمصدرين ، والملمعين جزمة السلطة
والمثقفين حسب المنهج الرسمى
والمستأجرين كى يقولوا الشعر
والمقشرين اللوز ، والتفاح للملوك
والمقدمين للامير عندما يأوى الى فراشة
قائمة باجمل النساء
والموظفين فى بلاط الجنس
والمهرجين
والمخنثين
والمخوضين فى دمائنا حتى الركب
لا احد يقرؤنا
فى مدن الملح التى تذبح فى العام
ملايين الكتب
لا احد يقرؤنا
فى مدن
صارت بها مباحث الدولة
عراب الادب
6
مسافرون نحن فى سفينة الاحزان
قائدنا مرتزق
وشيخنا قرصان
مكومون داخل الاقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
لا امراة تقبلنا
كل الجوازات التى نحملها
اصدرها الشيطان
كل الكتابات التى نكتبها
لا تعجب السلطان
مسافرون خارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم
وضيعوا متاعهم ، وضيعوا ابناءهم
وضيعوا اسماءهم ، وضيعوا انتماءهم
وضيعوا الاحساس بالامان
فلا بنو هاشم يعرفوننا ، ولا بنو قحطان
ولا بنو ربيعة ، وبنو شيبان
ولا بنو (لينين)يعرفوننا .. ولا بنو (ريغان)
يا وطنى : كل العصافير لها منازل
الا العصافير التى تحترف الحرية
فهى تموت خارج الاوطان
نزار قبانى
خمسون عاماً من الشعر
سيرة ذاتية قصيرة
في مثل هذا الشهر قبل خمسين عاماً هجم علي الشعر .
لم يطرق الباب ..
ولم يستأذن ..
ولم يتكلم معي بالتلفون ..
وفجأةً وجدته في وسط الغرفة جالساً على حقيبته الجلدية
الضخمة كغجريٍ ضائع العنوان.
ثم نهض ليتعرف على خريطة بيتي.
دخل أولاً إلى غرفة الحمام وأخذ (دوشاً)..واستعمل
فرشاة أسناني ..ومناشفي ..وأدوات حلاقتي ..
ثم فتح الثلاجة وسألني :
((ماذا لديك من طعام ..إني جائع..)).
قلت : خبز ..وجبن روكفور ..وزجاجة نبيذ (بوردو)..
قال : طعامك متحضر . رغم أن الجبن يرفع ضغطي ...
والنبيذ يشعل حرائقي ..
ثم دخل إلى غرفة نومي ..
ففتح الخزائن والجوارير وأخرج واحدةً من بيجاماتي..
وارتدها دون أن يستأذنني..
ولسوء الحظ كان مقياس جسده كمقياسي جسدي.
ثم أختار لنفسه مقعدا ًمريحاً وسكب لنفسه كأساً وبدأ
يحتسي النبيذ الفرنسي بلذة العارف الذواقة .
وبعدما أنهى زجاجة النبيذ أحتل سريري.. وسرق كل
أغطيتي وشراشفي ومخداتي .. وقال لي :00تصبح على
خير...)).
ونمت أن على الكنبة ..
ولا زلت منذ خمسين عاماً نائماً على الكنبة ...
في مثل هذا الشهر من عام 1940 دخل الشعر إلى بيتي ولم
يخرج منه حتى الآن ..
في البدء تصورت أن الزائر الغامض سوف يمكث يوماً أو
يومين ..أسبوعاً أو أسبوعين شهراً أو شهرين..
ولم أتصور أنه سيصبح صاحب البيت وأصبح أن أجيراً
عنده أصنع له قهوته وأشتري له الصحف والسجائر وأغسل له
ملابسه الداخلية والمع له أحذيته ..
لم أكن أتصور أنا الرجل الغامض سوف يأخذ مني( ورقة
الطابو )..ويسجل البيت بأسمه ويبقى جالساً فوق رأسي إلى
يوم القيامة.
يأكل عندي .. ويشرب عندي ..ويلعب الورق عندي..
ويتزوج عندي .. وينجب أولاداً أرضعهم أنا ..وأربيهم أنا ..
وآخذهم إلى المدرسة..أنا ..
السكنى مع الشعر في بيتٍ واحد لمدة خمسين عاماً كالسكنى
في العصفورية .. لا تعرف فيها طبيعة مرضك ..ومتى
سيطلقون سراحك.
كالسكنى على حافة بركان لا تعرف متى يهدأ .. ولا تعرف
متى يثور ...
كالزواج من امرأةٍ مجنونةٍ .. لا تعرف متى تعانقك ..ولا
تعرف متى تخنقك..
ليس هناك مزاحٌ مع الشعر.
فإما يعطيك المدالية الذهبية..
وإما أن يسبب لك الذبحة القلبية..
وعندما جاءتني الذبحة القلبية عام 1974ونقلوني إلى
مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت جاءني الرجل الغامض
يحمل لي أزهاراً جميلة وقال لي :
Im Sorry أنا الذي افتريت عليك . سامحني..
قلت له : ولا يهمك .إنني أدفع استحقاقات الشعر علي وأن
يموت الإنسان وهو يكتب الشعر..خيرٌ له من أن يموت وهو يلعب
الورق.. أو يدخن الشيشة .. أو يتفرج على مسلسلٍ عربيٍ في
التلفزيون!!.
الله يسلم تمك شو هالقصائد بتجنن بس في قصيدة لنزار قباني
القاها بعد حرب 67 عم دور عليها اذا عندك ياها نزليها منشان الله بمسلسل نزار قباني ما لحقت سجلها للقصيدة
لو بتذكر بيت منها او حتى اسمها بحاول الاقيها عموما راح احاول اجيب كل اللى بتحمل هالمعنى
دعوة اصطياف للخامس من حزيران في ذكرى نكسة حزيران 1967
سنةٌ خامسةٌ.. تأتي إلينا
حاملاً كيسكَ فوقَ الظهرِ، حافي القدمينْ
وعلى وجهكَ أحزانُ السماواتِ، وأوجاعُ الحسينْ
سنلاقيكَ على كلِّ المطاراتِ.. بباقاتِ الزهورْ
وسنحسو –نخبَ تشريفكَ- أنهارَ الخمورْ
سنغنّيكَ أغانينا..
ونُلقي أكذبَ الأشعارِ ما بينَ يديكْ
وستعتادُ علينا.. مثلما اعتدنا عليكْ..2
نحنُ ندعوكَ لتصطافَ لدينا
مثلَ كلِّ السائحينْ
وسنعطيكَ جناحاً ملكياً
لكَ جهزناهُ من خمسِ سنينْ
سوفَ تستمتعُ بالليلِ.. وأضواء النيونْ
وبرقصِ الجيركِ..
والجازِ..
وأفلامِ الشذوذْ..
فهُنا.. لا نعرفُ الحزنَ.. ولا من يحزنونْ
سوفَ تلقى في بلاديَ ما يسرُّكْ:
شققاً مفروشةً للعاشقينْ
وكؤوساً نُضّدت للشاربينْ
وحريماً لأميرِ المؤمنين..
فلماذا أنتَ مكسورُ الجناحْ؟
أيها الزائرُ ذو الوجهِ الحزينْ
ولدينا الماءُ.. والخضرةُ.. والبيضُ الملاحْ
ونوادي الليلِ تبقى عندنا مفتوحةً حتى الصباحْ..
فلماذا تتردّد؟
سوفَ ننسيكَ فلسطينَ..
ونستأصلُ من عينيكَ أشجارَ الدموعْ
وسنُلغي سورةَ (الرحمن).. و(الفتح)..
ونغتالُ يسوعْ..
وسنُعطيكَ جوازاً عربياً..
شُطبتْ منهُ عباراتُ الرجوعْ...
3
سنةٌ خامسةٌ..
سادسةٌ..
عاشرةٌ..
ما تهمُّ السنواتْ؟
إنَّ كلَّ المدنِ الكبرى من النيلِ.. إلى شطِّ الفراتْ
ما لها ذاكرةٌ.. أو ذكرياتْ
كلُّ من سافرَ في التيهِ نسيناهُ..
ومن قدْ ماتَ ماتْ..
ما تهمُّ السنواتْ؟
نحنُ أعددنا المناديلَ، وهيأنا الأكاليلَ،
وألفنا جميعَ الكلماتْ
ونحتنا، قبلَ أسبوعٍ، رخامَ الشاهداتْ
أيها الشرقُ الذي يأكلُ أوراقَ البلاغاتْ..
ويمشي –كخروفٍ- خلفَ كلِّ اللافتاتْ
أيها الشرقُ الذي يكتبُ أسماءَ ضحاياهْ..
على وجهِ المرايا..
وبطونِ الراقصاتْ..
ما تهمُّ السنوات؟
ما تهمُّ السنوات?
هوامش على دفتر النكسة
كتبت في أعقاب نكسة حزيران (يونيو) 1967
1
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
2
مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء
3
يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
4
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا
5
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
6
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
7
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...
8
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار
9
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
10
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ
11
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
12
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا
13
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...
14
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...
15
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
لكنهُ..
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...
16
نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ..
تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى...
17
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني..
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..
18
لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..
19
نريدُ جيلاً غاضباً..
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً..
مختلفَ الملامحْ..
لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..
لا ينحني..
لا يعرفُ النفاقْ..
نريدُ جيلاً..
رائداً..
عملاقْ..
20
يا أيُّها الأطفالْ..
من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..
ويقتلُ الخيالْ..
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...
الممثلون
(1)
حين يصيرُ الفكرُ في مدينةٍ
مُسَطَّحاً كحدوةِ الحصانْ ..
مُدوَّراً كحدوةِ الحصانْ ..
وتستطيعُ أيُّ بندقيّةٍ يرفعُها جَبانْ
أن تسحقَ الإنسانْ
حينَ تصيرُ بلدةٌ بأسرِها ..
مصيدةً .. والناسُ كالفئرانْ
وتصبحُ الجرائد الموَجَّههْ ..
أوراقَ نعيٍ تملأُ الحيطانْ
يموتُ كلُّ شيءْ
يموتُ كلُّ شيءْ
الماءُ ، والنباتُ ، والأصواتُ ، والألوانْ
تُهاجِرُ الأشجارُ من جذورِها
يهربُ من مكانِه المكانْ
وينتهي الإنسانْ
(2)
حينَ يصيرُ الحرفُ في مدينةٍ
حشيشةً يمنعُها القانونْ
ويصبحُ التفكيرُ كالبغاءِ ، واللّواطِ ، والأفيونْ
جريمةً يطالُها القانونْ
حينَ يصيرُ الناسُ في مدينةٍ
ضفادعاً مفقوءةَ العيونْ
فلا يثورونَ ولا يشكونْ
ولا يغنّونَ ولا يبكونْ
ولا يموتونَ ولا يحيونْ
تحترقُ الغاباتُ ، والأطفالُ ، والأزهارْ
تحترقُ الثمارْ
ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه
أذلَّ من صرصارْ ..
(3)
حينَ يصيرُ العدلُ في مدينةٍ
سفينةً يركبُها قُرصانْ
ويصبحُ الإنسانُ في سريرِه
محاصَراً بالخوفِ والأحزانْ
حينَ يصيرُ الدمعُ في مدينةٍ
أكبرَ من مساحةِ الأجفانْ
يسقطُ كلُّ شيءْ
الشمسُ ، والنجومُ ، والجبالُ ، والوديانْ
والليلُ ، والنهارُ ، والبحارُ ، والشطآنْ
واللهُ .. والإنسانْ
(4)
حينَ تصيرُ خوذةٌ .. كالربِّ في السّماءْ
تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ
تمعسُهمْ .. تهرسُهمْ ..
تميتُهمْ .. تبعثُهمْ ..
تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ
حينَ يصيرُ الحكمُ في مدينةٍ نوعاً من البغاءْ
ويصيرُ التاريخُ في مدينةٍ ..
مِمسَحَةً .. والفكرُ كالحذاءْ
حينَ تصيرُ نسمةُ الهواءْ
تأتي بمرسومٍ من السلطانْ
وحبّةُ القمحِ التي نأكلُها ..
تأتي بمرسومٍ من السلطانْ
وقطرةُ الماءِ التي نشربُها
تأتي بمرسومٍ من السلطانْ
حينَ تصيرُ أمّةٌ بأسرِها
ماشيةً تعلفُ في زريبةِ السلطانْ
يختنقُ الأطفالُ في أرحامِهمْ
وتُجهَضُ النساءْ ..
وتسقطُ الشمسُ على ساحاتِنا ..
مشنقةً سوداءْ
(5)
متى سترحلونْ ؟
المسرحُ انهارَ على رؤوسِكمْ ..
متى سترحلونْ ؟
والناسُ في القاعةِ يشتمونَ .. يبصقونْ
كانتْ فلسطينُ لكمْ ..
دجاجةً من بيضِها الثمينِ تأكلونْ
كانتْ فلسطينُ لكمْ ..
قميصَ عثمانَ الذي بهِ تُتاجِرونْ
طوبى لكمْ ..
على يديكمْ أصبحتْ حدودُنا من وَرَقٍ
فألفُ تُشكَرونْ ..
على يديكمْ أصبحتْ بلادُنا
إمرأةً مباحةً .. فألفُ تُشكَرونْ
..
(6)
حربُ حُزيرانَ انتهتْ ..
فكلُّ حربٍ بعدَها ، ونحنُ طيّبونْ
أخبارُنا جيّدةٌ
وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ
جمرُ النراجيلِ ، على أحسنِ ما يكونْ
وطاولاتُ الزّهرِ .. ما زالتْ على أحسنِ ما يكونْ
والقمرُ المزروعُ في سمائِنا
مدَوَّرُ الوجهِ على أحسنِ ما يكونْ
وصوتُ فيروزَ ، من الفردوسِ يأتي : " نحنُ راجعونْ "
تغَلْغَلَ اليهودُ في ثيابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ "
صاروا على مِترَينْ من أبوابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ "
ناموا على فراشِنا ، و "نحنُ راجِعونْ "
وكلُّ ما نملكُ أن نقولَهُ :
" إنّا إلى الله لَراجعونْ " ...
(7)
حربُ حزيرانَ انتهتْ
وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ
كُتّابُنا على رصيفِ الفكرِ عاطلونْ
من مطبخِ السلطانِ يأكلونْ
بسيفهِ الطويلِ يضربونْ
كُتّابُنا ما مارسوا التفكيرَ من قرونْ
لم يُقتَلوا .. لم يُصلَبوا ..
لم يقِفوا على حدودِ الموتِ والجنونْ
كُتّابُنا يحيونَ في إجازةٍ ..
وخارجَ التاريخِ .. يسكنونْ ..
حربُ حزيرانَ انتهتْ
جرائدُ الصباحِ ما تغيّرتْ
الأحرفُ الكبيرةُ الحمراءُ .. ما تغيّرتْ
الصورُ العاريةُ النكراءُ .. ما تغيّرتْ
والناسُ يلهثونْ .. تحتَ سياطِ الجنسِ يلهثونْ
تحتَ سياطِ الأحرفِ الكبيرةِ الحمراءِ .. يسقطونْ
الناسُ كالثيرانِ في بلادِنا ، بالأحمرِ الفاقعِ يُؤخَذونْ ...
(8)
حربُ حزيرانَ انتهتْ ...
وضاعَ كلُّ شيءْ ..
الشّرفُ الرّفيعُ ، والقلاعُ ، والحصونْ
والمالُ والبنونْ
لكنّنا .. باقونَ في محطّةِ الإذاعهْ ..
" فاطمةٌ تُهدي إلى والدِها سلامَها .. "
" وخالدٌ يسألُ عن أعمامِه في غَزَّةَ .. وأينَ يقطنونْ ؟ "
" نفيسةٌ قد وضعتْ مولودَها .. "
" وسامرٌ حازَ على شهادةِ الكفاءهْ .. "
" فطمئنونا عنكُمُ ..
" عنوانُنا المخيّمُ التسعونْ .. "
(9)
حربُ حزيرانَ انتهتْ ..
كأنَّ شيئاً لم يكنْ ..
لم تختلفْ أمامَنا الوجوهُ والعيونْ
محاكمُ التفتيشِ عادتْ .. والمفتّشونْ
والدونكشوتيّونَ .. ما زالوا يُشَخِّصونْ
والناسُ من صعوبةِ البُكاءِ يضحكونْ
ونحنُ قانِعونْ ..
بالحربِ قانعونْ .. والسلمِ قانعونْ
بالحرِّ قانعونْ .. والبردِ قانعونْ
بالعقمِ قانعونْ .. والنسلِ قانعونْ
بكلِّ ما في لوحِنا المحفوظِ في السماءِ قانعونْ ..
وكل ما نملكُ أن نقولَهُ :
" إنّا إلى اللهِ لَراجعونْ " ...
(10)
إحترقَ المسرحُ مِن أركانِهِ
ولم يَمُتْ ـ بعدُ ـ الممثِّلونْ ..
مقتطفات
بدون تنقيط
" أُحِبُّكِ"
ولا أضعُ نقطةً في آخرِ السَطْرْ
صمت
هل تسمعينَ أشواقي
عندما أكونُ صامتاً؟
إنَّ الصمتَ، يا سَيِّدتي،
هو أقوى أسلحتي
ثقافة
لأننَّي أُحِبُّكِ..
أريدُ أن تكُوني
الحرفَ التاسعَ والعشرينْ
من أبْجَديَّتي
طموحُ الوردة
لو كانَ لدى الوردةْ،
مطبعةٌ...
وناشرْ..
لأصْدَرَتْ ديوانَ
عطر
عِطْرُ المرأةْ
فضيحةٌ علنيةْ
لا تَهْتَمُّ بتكذيبها
لكي أتذكَّر باقي النساءْ...
حَرامٌ عليكِ..
حَرامٌ عليكِ..
أخذْتِ ألوفَ العصافير منّي
ولونَ السماءْ..
وصادرْتِ من رئتيَّ الهواءْ
أريدُكِ..
أن تمنحيني قليلاً من الوقتِ،
كَيْْ أتذكّر باقي النساءْ
المُعَلِّم
لَشَعْرِكِ
فضْلٌ عظيمٌ عليَّ
يشابهُ فَضْلَ السَحَابهْ
فمنهُ تعلّمتُ عِلْمَ الكلامْ
وعنهُ أخذتُ أصولَ الكِتابهْ
إذا ...
إذا قالت امرأةٌ
إنها ستُحبُّكَ حتى الأبدْ..
وإنكَ زَيْنُ الرجالِ
فلا قبلكَ كانَ أحدْ
ولا بعدَك..
سوفَ يكونُ أحدْ.
فلا تطمئنَّ كثيراً إليها،
لأنَّ الدقيقةَ عند النساءِ،
أَبَدْ
مشنقة
هو شاعر جماهيرى
إذنْ..
لا بُدَّ من شنقِهِ
على أهداب مُحبِّيهْ
إستراحةُ المحارب
في الشعر..
لا يوجدُ شيءٌ اسمهُ استراحةُ المحاربْ
ولا يوجد إجازاتٌ صيفيةْ
ولا إجازاتٌ مرضيةْ
ولا إجازاتٌ إداريةْ
فإما أن تكون متورطاً
حتى آخر نقطةٍ من دمِكْ
وإما أن تخرجَ من اللُّعْبَةْ..
محاكم التفتيش
لا يستطيعُ أحدٌ أن يستجوبَ قصيدةً..
ويسألها: أين كانتْ؟
ومعَ منْ كانتْ؟
وفي أيَّ ساعةٍ رجعتْ إلى البيتْ؟
القصيدةُ، هي التي تطرحُ أسئلتها
وتستجوبُ مُستجوبيها
صَيْدُ العصافير
الشاعرْ
يتمنى أن يكونَ عُصْفُوراً.
أمّا العُصْفورْ
فيرفُضُ أن يكونَ شاعراً
حتى لا تصطادَهُ...
الأنظمةُ العربيهْ..
إستجواب
سألني ضابطُ الحدودْ:
كمْ عمرُكْ؟
قلتُ: خَمْسٌ وستُّونَ قصيدةْ..
قال: يا الله.. كم أنت طاعنٌ في السنّْ..
قلتُ: تقصدُ.. كم أنا طاعنٌ في الحُريَّة...
الديكُ يشربُ القهوة
صوتُ الديكْ.
مليءٌ بالرجولةْ..
ولذلكَ، فإن كل صبايا القريةْ
يترُكْْن فراشهنَّ المبللَ بالأحلامْْ
ليصنعنَ لهُ، قهوتهُ الصباحيةْ...
الشمس
الشعر والديك
مصابان بجُنُون العَظَمَةْ
فهما مقتنعانْ
أن شَمْسَ الصباحْ
تطلعُ من حُنْجُرَتَيْهِمَا
إحباط
أردتُ..
أن أكونَ سفيرَ الكلمات الجميلةْ
فَغَلبني القُبح..
وأردت تشجيرَ الصحراءْْ
فأكَلَني المِلْحْ
ليبراليَّة
لا أسمحُ لكِ..
أن تُمارسي سُلُطَاتِكِ عليْ
باسْم الحُبْ
أو باسمِ الأمومَةْ..
أو تحتَ أيَّ شعارٍ عاطفيّ آخرْ
فأنا منذُ أن خلقني اللهْ..
في حرْبٍ دائمةٍ مع السُلْطَةْ...
الأقنعة
ليسَ عندي قصائدُ سِريَّةْ
أحتفظُ بها في جواريري.
إن القصيدةَ التي لا أنْشُرُها
هي زائدةٌ شعريةْ..
مهدَّدةٌ بالإنفجار كلَّ لحظةْ...
فولكلور
أسْمَعُ بخشوعْ
موسيقى برامزْ.
وبيتهوفنْ.
وشُوبانْ.
ورحمانينوفْ.
لكنَّ البدويَّ في داخلي
يظلُّ يشتاقُ إلى صوت الربَابَهْ....
ذهبتْ.. ولم تَعُدْ..
في تعاملي مع النساءْ..
كنتُ دائماً
من أنصار المدرسة الإنطباعيَّةْ.
كلُّ امرأةٍ..
حدَّثتُها عن جمال الفِكْر الصوفيّْ
وتجلياتِ جلال الدين الرُوميّْ.
وفريد الدين العطّارْ.
ومحي الدين بن عربيّْ.
ذَهَبتْ... ولم تَعُدْ
الثُقُوب
يسقُطُ الرجُلُ
في أولِ حفرةٍ نسائيَّةٍ تصادفُهْ
إنّ تاريخَ الرجُلْ
هو تاريخ السُقوط في الثُقُوبْ...
بدنا تثبيت للموضوووووووووووووووووووووووووووع
بانتظار غودو
1
ننتظرُ القطارْ
ننتظرُ المسافرَ الخفيَّ كالأقدارْ
يخرجُ من عباءةِ السنينْ
يخرجُ من بدرٍ ، من اليرموكِ ،
من حطّينْ ..
يخرجُ ..
من سيفِ صلاحِ الدّينْ ..
من سنةِ العشرينْ
ونحنُ مرصوصونَ ..
في محطّةِ التاريخِ ، كالسّردينْ ..
يا سيّداتي سادتي :
هل تعرفونَ ما حُريّةُ السّردينْ ؟
حينَ يكونُ المرءُ مضطرّاً
لأن يقولَ رغمَ أنفهِ : (آمينْ)
حينَ يكونُ الجرحُ مضطرّاً
لأن يُقبّلَ السكّينْ ..
يا سيّداتي سادتي :
من سنةِ العشرينْ
ونحنُ كالدجاجِ في أقفاصنا
ننظرُ في بلاهةٍ
إلى خطوطِ سكّةِ الحديدْ
أفقيّةٌ حياتُنا ..
مثلَ خطوطِ سكّةِ الحديدْ
ضيّقةٌ .. ضيّقةٌ
مثلَ خطوطِ السكّةِ الحديدْ
ساعاتُنا واقفةٌ
لا اللهُ يأتينا .. ولا موزّعُ البريدْ
من سنةِ العشرينْ ، حتى سنةِ السبعينْ
نجلسُ في انتظارِ وجهِ الملكِ السعيدْ
كلُّ الملوكِ يشبهونَ بعضَهمْ
والملكُ القديمُ ، مثلُ الملكِ الجديدْ
2
ننتظرُ القطارْ
ونحملُ البيارقَ الحمراءَ ، والأزهارْ
تمضغُنا مكبّراتُ الصوتِ في الليلِ
وفي النهارْ
تنشرُنا إذاعةُ الدولةِ بالمنشارْ
إنتبهوا !
إنتبهوا !
خمسينَ يوماً - ربّما - تأخّرَ القطارْ
خمسينَ عاماً - ربّما - تأخّرَ القطارْ
تقيّحتْ أفخاذُنا من كثرةِ الجلوسْ
تقيّحَتْ ..
في رأسنا الأفكارْ
وصارَ لحمُ ظهرِنا
جزءاً من الجدارْ
جاؤوا بنا عشرينَ ألفَ مرّةً
تحتَ عويلِ الريحِ والأمطارْ
واستأجروا الباصاتِ كي تنقلنا
ووزّعوا الأدوار ..
وعلّمونا .. كالقرودِ الرقصَ
والعزفَ على المزمارْ
ودرّبونا ..
- ككلابِ الصيد - كيفَ ننحني
للقادمِ المسكونِ بالدهشةِ والأسرارْ
إذا أتى القطارْ ..
3
لم نَرَهُ ..
لكنَّ مَن رأوهُ فوقَ الشاشةِ الصغيرهْ
يبتلعُ الزجاجَ ..
أو يسيرُ كالهنودِ فوقَ النارْ
ويُخرجُ الأرانبَ البيضاءَ من جيوبهِ
ويقلبُ الفحمَ إلى نُضارْ
يؤكّدونَ أنّهُ ..
من أولياءِ اللهِ .. جلَّ شأنُهُ
وأنَّ نورَ وجههِ يحيِّرُ الأبصارْ ..
وأنّهُ سيحملُ القمحَ إلى بيوتنا
والسمنَ .. والطحينَ .. بالقنطارْ
ويجعلُ العميانَ يبصرونْ
ويجعلُ الأمواتَ ينهضونْ
ويزرعُ الحنطةَ في البحارْ
وأنّهُ - في سنواتِ حكمهِ -
يُدخلنا لجنّةٍ ..
من تحتها تنسكبُ الأنهارْ
لم نرَهُ ..
ولم نقبّلْ يدهُ
لكنَّ مَن تبرّكوا يوماً بهِ ..
قالوا بأنَّ صوتَهُ
يُحرّكُ الأحجارْ ..
وأنّهُ ..
وأنّهُ ..
هوَ العزيزُ الواحدُ القهّارْ ..
4
ننتظرُ القطارْ
مكسورةٌ - منذُ أتَينا - ساعةُ الزمانْ
والوقتُ لا يمرُّ ..
والثواني ما لها سيقانْ
تعلكُنا ..
تنهشُنا ..
مكبّراتُ الصوتِ بالأسنانْ ..
إنتبهوا !
إنتبهوا !
لا أحدٌ يقدرُ أن يغادرَ المكانْ
ليشتري جريدةً ..
أو كعكةً ..
أو قطعةً صُغرى من اللبانْ
لربّه ، لا أحدٌ ، يقدرُ أن يقولَ :
(يا ربّاه)
لا أحدٌ ..
يقدرُ أن يدخلَ ، حتّى ، دورةَ المياهْ ..
تعالَ يا غودو ..
وخلّصنا من الطغاةِ والطغيانْ
ومن أبي جهلٍ ، ومن ظُلمِ أبي سُفيانْ
فنحنُ محبوسونَ في محطّةِ التاريخِ كالخرفانْ
أولادُنا ناموا على أكتافِنا ..
رئاتُنا .. تسمّمَتْ بالفحمِ والدخانْ
والعَرْضَحَالاتُ التي نحملُها
عن قلَّةِ الدواءْ ..
والغلاء ..
والحِرمان ..
صادَرَها مرافقو السلطانْ
تعالَ يا غودو .. وجفِّفْ دمعَنا
وأنقذِ الإنسانَ من مخالبِ الإنسانْ
5
تعالَ يا غودو ..
فقد تخشَّبتْ أقدامُنا انتظارْ
وصارَ جلدُ وجهِنا ..
كقطعةِ الآثارْ ..
تبخّرتْ أنهارُنا
وهاجَرَتْ جبالُنا
وجَفّتِ البحارْ
وأصبحتْ أعمارُنا ليسَ لها أعمارْ
تعالَ يا غودو .. فإنَّ أرضَنا
ترفضُ أن تزورَها الأمطارْ
ترفضُ أن تكُبرَ في ترابِنا الأشجارْ
تعالَ .. فالنساءُ لا يحبلنَ ..
والحليبُ لا يدرُّ في الأبقارْ
إن لم تجئْ من أجلنا نحنُ ..
فمن أجلِ الملايينِ من الصّغارْ
من أجلِ شعبٍ طيّبٍ ..
ما زالَ في أحلامهِ
يُقرقشُ الأحجارْ
يقرقشُ المعلّقاتِ العشرَ ..
والجرائدَ القديمهْ
ونشرةَ الأخبارْ
رجــــــــــــــــأء
لا تقبلني بعنف...
زهرة الرمان ليست تتحمل...
لا تقبلني...
فلو ذاب فمي..
ماذا ستفعل؟؟
ربـــــــــــــــــما
أنا لم اعشق حتى الآن ...لكن ربما ..
تحدث المعجزة الكبرى ...وتكشف السماء ..
عن مشاعر غريبة ..
وتصيرين الحبيبة ..
وتصير الشمس يا سيدتي
خاتما بين يدي...
****
وارى في حلمي وجه النبي
وارى الجنة من نافذتي والانجما..
ربما..
****
أنا لم أعشقك حتى الآن ..لكن ربما..
يضرب الطوفان شطان حياتي
ويجئ البحر من كل الجهات..
ربما يحتاجني الإعصار في يوم غدٍ
ربما بعد غدٍ..
ربما في اشهر أو سنوات ..
****
فاعذريني أن تريثت قليلاً..
فأنا اختار في شكل دقيق ٍكلماتي..
معجب فيك أنا ..
غير أن الحب ما بلل بالدمع سريري ..
أو رمى إزهاره في شرفاتي..
****
أنا لم أعشقك حتى ألان ..لكن..
سوف تأتى ساعة الحب التي لا ريب فيها ..
وسيرمي البحر أسماكا ذهبية لم تنتظريها.
وسيهديك كنوزا ,قبل ,لم تكشفيها ...
سيجيء القمح في موعده ..
****
ويجيء الورد في موعده ..
وستناب الينابيع , تحضر الحقول
فاتركي الأشجار تنمو وحدها ...
واتركي الأنهار تجري وحدها ...
فمن الصعب على الإنسان تغيير الفصول ..
****
ربما كنت ارق امرأة ..
وجدت في الكون , أو أحلى عروس ..
ربما كنت برأي الآخرين
قمر الأقمار , أو شمس الشموس
ربما كنت جميلة..
مثل لون البحر , أو لون الطفولة
****
غير أن الحب – مثل الشعر عندي –
لا يلبيني بيسر وسهوله..
فاعذريني أن ترددت ببوحي..
وتجاهلتك صدرا , وقوما , وجمالا ..
أن حبي لك مازال احتمالا..
فاتركي الأمر إلى أن يأذن الله تعالى ...
****
فحاول أن تهدئي يا سيدتي ..
ربما ياتي الهوى كالمسيح المنتظر ..
ليس عندي الان ما اعلنه ..
فلقد ياتي ..ولا ياتي الهوى
****
ولقد يلغي مواعيد السفر..
ربما اكتب شعرا جيدا ..
غير أني لم أحاول أبدا من قبل إسقاط المطر
لا ولا حاولت أن اخرج من جيبي القمر...
أن للحب قوانيين فلا ..
تستبقي وقت الثمر ...
****
فحاولي أن تهدئي يا سيدتي ..
فالجميلات قضاء وقدر..
والعيون الخضر والسود..
قضاء وقدر ..
****
هل أنا أهواك ؟..لاشيء أكيد..
هل أنا مضطرب الرؤية والتفكير ..لاشيء أكيد..
هل أنا منشطر النفس إلى نفسين..لا شيء أكيد
هل حياتي شبت النار بها ؟
هل ثيابي اشتعلت ؟ هل حروفي اشتعلت؟
هل دموعي اشتعلت؟
****
هل أنا ضوء سماوي .. وإنسان جديد ؟
لا تسمي ذلك الإعجاب يا سيدتي حبا..
فان الحب لا ياتي إذا نحن أردناه ..
ويأتي كغزال شارد حين يريد.. ...
****
فتنتظري حبي القادم , يا مائية الصوت ,
ومجهولة العيون
فعلى خارطة الأشواق لا اعرف في أي مكان ساكون ..
ومتى يذبحني سيف الجنون ؟..
ولماذا أنت , يا سيدتي , مستعجلة .؟
أنا لا أنكر إعجابي بعينيك , فإعجابي بعينيك قديم ..
****
لا ولا أنكر تاريخي مع العطر الفرنسي الحميم
ومع الشعر الذي كسر أبواب الحريم ..
غير أنى لم أزل افتقد الحب العظيم ...
آه ما أروع أن ينسحق الإنسان في حب عظيم ..
فامنحيني فرصة أخرى .. فقد
يكتب الله علي الحب .. والله كريم ..
****
أنا لم أعشقك حتى الآن .. لكن من سيدري ؟
ما الذي يحدث في يوم وليله ..
من سيدري ؟
ربما تنمو ازاهير المانوليا فوق ثغري
ربما تأوي ملايين الفراشات إلى غابات صدري..
****
ربما تمنحني عيناك عمرا فوق عمري ..
من سيدري ؟
ما الذي يحدث للعالم لو أنى عشقت ..
هل يجيء الخير والرزق , ويزداد الرخاء ؟
هل ستزداد قناديل السماء ..
هل سيمضي زمن القبح .. ويأتي الشعراء
ثم هل يبداء تاريخ جديد للنساء ..؟
من سيدري ...؟
****
فلا لا تستعجليني الحب سيدتي ..
فأنا اجهل أوقات العصافير , كما اجهل وقت الياسمين...
****
فاعذريني ...
أن أنا قصرت في التعبير عما يعتريني..
فأنا اجهل في أي نهار سوف اعشق..
ومتى يضربني البرق , وفي أي بحار سوف اغرق
وعلى أي شفاه سوف أرسو..
وعلى أي صليب سأعلق ..
آه لو اعرف ما يحدث في الداخل قلبي ..
أن أمر الحب يا سيدتي من علم ربي
فاتركي الأمر لتقدير السما ..
ربما ندخل في مملكة العشق قريبا ..
ربما..
يسعد الله :D :D
نيزار قباني ملك الشعر
لك يسعدلي ربك يا مارو
كل قصيدة بتحطيا احلى من التانية
تحياتي الحارة الحارة
وحشتينا:D
لك يسعدلي ربك يا مارو
كل قصيدة بتحطيا احلى من التانية
تحياتي الحارة الحارة
وحشتينا:D
كيفك امين
ميرسى كتير الك و لذوقك الجميل
المستحيل
22/07/2006, 18:09
الله يسعدك يا مارو :D
ميرسى الك مستحيل وتوقيعك كتير عجبنى
من روعة شعر نزار اشتركت بالموقع
يعطيكم الف عافية
عن جد رووووووووووووووووووووعة
من روعة شعر نزار اشتركت بالموقع
يعطيكم الف عافية
عن جد رووووووووووووووووووووعة
اهلا وسهلا فيكى نورتينا
المستحيل
26/07/2006, 20:50
ميرسى الك مستحيل وتوقيعك كتير عجبنى
كللك زوق مقم اذا بدك ياه :D
افتتاحية ديوان الحب لا يقف على الضوء الأحمر
هذا كتابي الأربعـون .. ولم أزل
أحبو كـتلميـذٍ صغيـرٍ .. في هواكِ
هذا كتابي الأربعـون ..
ورغم كل شطارتي .. ومهارتي
لم يرض عني ناهـداك ...
كل اللغات قديمة جدا ..
وأضـيَـق من رؤاي ومن رؤاك ..
لا بد من لغة أفصلها عليك.. حبيبتي
لا بد من لغة تليق بمستواك ..
* * *
حلـّـقت آلاف السنين .. وما وصلت إلى ذراك
وجلبت تيجان الملوك .. وما حصلت على رضاك ..
وصعدت فوق الأبجدية كي أراك ..
يامن تخيط قصائدي ثوبا لها ..
هل ممكن بين القصيدة ,, والقصيدة
أن أراك ؟؟...
أمامكِ اختياران
دعيني أقبلكِ
كما يقبل العصفور عصفوره
دعيني أحبكِ
كما تعشق الألوان ألصوره
أنا إن رايتكِ مقبله
علي كأميرة الأسطورة
أخرج من معطفي الشتوي
غيماً ومطراً
وأبني من الأمطار جسورا
عيناكِ بحر من الأخطار
ما لذة العيون إن خلت من ألخطوره
أجراس ألكنائس تعشق صوتكِ
وعسل شفتاكِ يسكرني أكثر من ألخمورَ
أنا نظرت بأعين النساء جميعاًُ
ولم أرى إلا بعيناكِ بحورا
قداح الشاي يسألني متى ستزورنا
والفناجين تسأل عن شفتاكِ المأثورة
وأنوار البيت اشتاقت
لتلتف حول رقبتكِ
كشالٍ ملئ زهورا
أنا أكتب على نهداكِ قصائدي
فان تركتني غدوتي وهي
نثورا
من ديوان قالت لى السمراء
زيتية العينين
زيتية العينين .. لا تغلقي
يسلم هذا الشفق الفستقي
رحلتنا في نصف فيروزة
أغرقت الدنيا ولم تغرق
في أبد . يبدأ ولا ينتهي
في ألف دنيا ، بعد ، لم تخلق
في جزر تبحث عن نفسها
ومطلق يولد من مطلق
وتنتهي الدنيا ولا ينتهي
تشردي في غابة الفستق
قميصك الأخضر.. من يا تري
باعك هذا اللون .. قولي .. اصدقي
امن ضفاف ( السين) خيطانه
و اللون من دانوبه الأزرق
أم من صغير العشب لملمته
في سلة بيضاء من زنبق
بحيرة خضراء في شطها
نامت صبايا النور لم تتقي
كأنما عينك وسط الضيا
صفصافة تحت الضحي الزنبقي
عريشة كسلي علي سفحنا
عنقودها بالشمس لم يحرق
شباكي الصغير .. يفضي الي
فسقية .. يفضي الي المشرق
الي نـوافـيـر رمـاديــة
تبكي بصوت أزرق .. أزرق
يفضي الي لا حيث .. شباكنا
يفضي الي لا منتهي شيق
من ألف عام و أنا مبحر
ولم أصل ولم يصل زورقي
أمضي علي زمرد دافئ
يرهقني فديت يا مرهقي
وشوشة البحرات مسموعة
من خلف خلف الهدب المطرق
قطرات فيروز علي جبهتي
منك ،علي شعري ، علي مفرقي
يا مطر العينين .. لا تنقطع
أنا حنين الطيب للدورق
لا تنقطع ثانية .. إنني
جوع الربي للأخضر المورق
يا مرفأ الفيروز .. يا متعبا
سفينتي . لا بد أن نلتق
من ديوان قالت لى السمراء
خاتم الخطبة
ويحـكِ ! . في إصبعـــكِ المخملي
حملـتِ جثــمـانَ الهـــوى الآوَّلِ
تهنئتي .. يــا مـن طعنتِ الهــوى
في الخلفِ .. في جانبه الأعــزلِ
قـــد تخجلُ اللبــوةُ من صيدهـــا
يومـاً ، فهل حاولتِ أن تخجلــي
بائعتي بـــزائفــاتِ الحـلــى
بخــاتـــمٍ في طـــرفِ الأنمُـــــــلِ
بوهْـــج أطـــواقٍ خرافيــــــةٍ
وبالفراء ، البـــــاذخ ، الأهـــدلِ
أعِقـْـــدُ مــاسٍ وانتهى حبـُّنــا ؟
فــــلا أنـــا منـــكِ ولا انــــتِ لي
وكلُّ ما قلنا . ومــا لـــم نقــُـــلْ
وبَوحُنـــا في جـانــب المنقــــــلِ
تساقــطتْ صرعى على خــــاتمٍ
كالليل ، كاللعنـــةِ ، كالمنــجلِ
كيف تآمـــرتِ علـى حبِّـــــنــا
وعامَــهُ الأولَ لـــم يـــُـكـــمـِــــلِ
جذلى .. وفي مأتـــم أشـــواقنـا
جذلى .. ونعشُ الحبِّ لــــم يُقفـلِ
والخاتـــمُ الزاهي خريفُ المنـــى
يرصدني كالقدرِ المنـــــــزلِ
يخبرني أن زمــــانَ الشــــــــــذا
راحَ وغاصـــت صيحةُ الــبلبـــلِ
بائعـــتي .. بائعـــــةً نفســـــها
مــــاذا تمنيــــتِ ولـــم أفعــلِ ؟
نصبتُ فــــوق النجم أرجــوحتي
وبالدما رسمـــتُ مستــقبلـــي
وبيتُنا المـــــوعودُ .. عمَّرتُـــهُ
مــــن زهرات اللــوز كي تنزلــي
قلعــــتُ أهــــدابي .. وســوّرتُهُ
ورداً على الشـــرفة والمــدخــلِ
أرقـبُ أن تـــأتي كمــا يرقـــبُ
الراعـي طلــوعَ الأخضر المقبلِ
صدفتِ عني ... حينَ ألفـيتــني
تجارتي الفــكرُ .. ولا مـــالَ لي
أبني بيوتي في السحاب القصي
فيكتسي الصبــــاحُ من مغزلــي
جواهرٌ تكمُـــن فـي جبـهتــــــي
أثمـــــنُ مــــن لؤلؤكِ المُرْســــلِ
سبــيّــَةَ الدينـــارِ سيري إلى
شاريكِ بالنقـــــود والمخمـلِ
لم أتصــــور أن يكـــــــونَ علـى
اليــــــدِ التي عبدتُــــها .. مقتلي
راشيل... وأخواتها!
بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قانا بجنوب لبنان في نيسان (أبريل) 1996
وجهُ قانا..
شاحبٌ كما وجهُ يسوع
وهواءُ البحرِ في نيسانَ،
أمطارُ دماءٍ ودموع...
دخلوا قانا على أجسادِنا
يرفعونَ العلمَ النازيَّ في أرضِ الجنوب ْ
ويعيدونَ فصولَ المحرقة..
هتلرٌ أحرقهم في غرفِ الغاز ِ
وجاؤوا بعدهُ كي يحرقونا
هتلرٌ هجّرهم من شرقِ أوروبا
وهم من أرضِنا هجّرونا
هتلرٌ لم يجدِ الوقتَ لكي يمحقَهمْ
ويريحَ الأرضَ منهم..
فأتوا من بعدهِ كي يمحقونا!!
دخلوا قانا كأفواجِ ذئابٍ جائعة..
يشعلونَ النّار في بيتِ المسيح
ويدوسونَ على ثوبِ الحسين
وعلى أرضِ الجنوب الغالية..
قصفوا الحنطةَ والزيتونَ والتبغَ،
وأصواتَ البلابل...
قصفوا قدموسَ في مركبهِ..
قصفوا البحرَ وأسرابَ النوارس..
قصفوا حتى المشافي والنساءَ المرضعات
وتلاميذَ المدارس.
قصفوا سحرَ الجنوبيّات
واغتالوا بساتينَ العيونِ العسلية!
... ورأينا الدمعَ في جفنِ عليٍّ
وسمعنا صوتهُ وهوَ يصلّي
تحت أمطارِ سماءٍ دامية..
كشفت قانا الستائر...
ورأينا أمريكا ترتدي معطفَ حاخامٍ يهوديٍّ عتيق
وتقودُ المجزرة..
تطلقُ النارَ على أطفالنا دونَ سبب..
وعلى زوجاتنا دونَ سبب
وعلى أشجارنا دونَ سبب
وعلى أفكارنا دونَ سبب
فهل الدستورُ في سيّدة العالم..
بالعبريِّ مكتوبٌ لإذلالِ العرب؟؟
هل على كلِّ رئيسٍ حاكمٍ في أمريكا..
إذا أرادَ الفوزَ في حلمِ الرئاسةِ
قتلَنا، نحنُ العرب؟؟
انتظرنا عربياً واحداً
يسحبُ الخنجرَ من رقبتنا..
انتظرنا هاشمياً واحداً..
انتظرنا قُرشياًَ واحداً..
دونكشوتاًَ واحداً..
قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربهُ..
انتظرنا خالداً أو طارقاً أو عنتره..
فأكلنا ثرثره... وشربنا ثرثره..
أرسلوا فاكساً إلينا.. استلمنا نصَّهُ
بعدَ تقديمِ التعازي.. وانتهاءِ المجزرة!
ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من صرخاتنا؟
ما الذي تخشاهُ من "فاكساتنا"؟
فجهادُ "الفاكسِ" من أبسطِ أنواعِ الجهاد..
هوَ نصٌّ واحدٌ نكتبهُ
لجميعِ الشهداءِ الراحلين
وجميع الشهداءِ القادمين..!
ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من ابن المقفّع؟
وجريرٍ.. والفرزدق..؟
ومن الخنساءِ تلقي شعرها عند بابِ المقبره..
ما الذي تخشاهُ من حرقِ الإطارات..؟
وتوقيعِ البيانات؟ وتحطيمِ المتاجر؟
وهي تدري أننا لم نكُن يوماً ملوكَ الحربِ..
بل كنّا ملوكَ الثرثرة..
ما الذي تخشاهُ من قرقعةِ الطبلِ..
ومن شقِّ الملاءات.. ومن لطمِ الخدود؟
ما الذي تخشاهُ من أخبارِ عادٍ وثمود؟؟
نحنُ في غيبوبةٍ قوميةٍ
ما استلمنا منذُ أيامِ الفتوحاتِ بريداً..
نحنُ شعبٌ من عجين
كلّما تزدادُ إسرائيلُ إرهاباً وقتلاً
نحنُ نزدادُ ارتخاءً.. وبرودا..
وطنٌ يزدادُ ضيقاً
لغةٌ قطريةٌ تزدادُ قبحاً
وحدةٌ خضراءُ تزداد انفصالاً
شجرٌ يزدادُ في الصّيف قعوداً..
وحدودٌ كلّما شاءَ الهوى تمحو حدودا..!
كيفَ إسرائيلُ لا تذبحنا؟
كيفَ لا تلغي هشاماً، وزياداً، والرشيدا؟
وبنو تغلبَ مشغولون في نسوانهم...
وبنو مازنَ مشغولونَ في غلمانهم..
وبنو هاشمَ يرمونَ السّراويلَ على أقدامها..
ويبيحونَ شِفاهاً ونهودا؟؟!
ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من بعضِ العربْ...
بعدما صاروا يهودا؟
المستحيل
01/08/2006, 21:30
مشكورة يا مارو على هل المجهود :D
الشكر الك انت
ميرسسسسسسسسسسسسسسسى
oliver68
04/08/2006, 12:51
شكرا كتير مارو على هالقصائد الرائعة لنزار، بس يحرق حريشك سبقتيني و حطيتي قصيدة راشيل و أخواتها، كنت ناوي حطها بموضوع أصهار الله، بس سبقتيني، يللا حلال عليكي، و ضللي عمتكتبي قصائد، لأن نحنا بهالفترة لازمنا شعر نزار متل الهوى و المي.و هي أحلى وردة:D
شكرا كتير مارو على هالقصائد الرائعة لنزار، بس يحرق حريشك سبقتيني و حطيتي قصيدة راشيل و أخواتها، كنت ناوي حطها بموضوع أصهار الله، بس سبقتيني، يللا حلال عليكي، و ضللي عمتكتبي قصائد، لأن نحنا بهالفترة لازمنا شعر نزار متل الهوى و المي.و هي أحلى وردة:D
مشكور كتير لمرورك واذا بدك اى قصيدة بتطلبها وميرسى على الوردة:D :D :D
وماتزعل انى سبقتك لو بعرف انك ناوى ماكنت حطيتها
السيد نــــــــــــــــــام
السيّدُ نامْ
السيّدُ نام
السيّدُ نامَ كنومِ السيفِ العائدِ من إحدى الغزواتْ
السيّدُ يرقدُ مثلَ الطفلِ الغافي.. في حُضنِ الغاباتْ
السيّدُ نامَ..
وكيفَ أصدِّقُ أنَّ الهرمَ الرابعَ ماتْ؟
القائدُ لم يذهبْ أبداً
بل دخلَ الغرفةَ كي يرتاحْ
وسيصحو حينَ تطلُّ الشمسُ..
كما يصحو عطرُ التفاحْ..
الخبزُ سيأكلهُ معنا..
وسيشربُ قهوتهُ معنا..
ونقولُ لهُ..
ويقولُ لنا..
القائدُ يشعرُ بالإرهاقِ..
فخلّوهُ يغفو ساعاتْ..
يا مَن تبكونَ على ناصرْ..
السيّدُ كانَ صديقَ الشمس..
فكفّوا عن سكبِ العبراتْ..
السيّد ما زالَ هُنا..
يتمشّى فوقَ جسورِ النيلِ..
ويجلسُ في ظلِّ النخلاتْ..
ويزورُ الجيزةَ عندَ الفجرِ..
ليلثمَ حجرَ الأهراماتْ.
يسألُ عن مصرَ.. ومَن في مصرَ..
ويسقي أزهارَ الشرفاتْ..
ويصلّي الجمعةَ والعيدينِ..
ويقضي للناسِ الحاجاتْ
ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..
في طميِ النيلِ، وزهرِ القطنِ..
وفي أطواقِ الفلاحاتْ..
في فرحِ الشعبِ..
وحزنِ الشعب..
وفي الأمثالِ وفي الكلماتْ
ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..
من قالَ الهرمُ الرابعُ ماتْ؟
يا مَن يتساءلُ: أينَ مضى عبدُ الناصرْ؟
يا مَن يتساءلُ:
هلْ يأتي عبدُ الناصرْ..
السيّدُ موجودٌ فينا..
موجودٌ في أرغفةِ الخُبزِ..
وفي أزهارِ أوانينا..
مرسومٌ فوقَ نجومِ الصيفِ،
وفوقَ رمالِ شواطينا..
موجودٌ في أوراقِ المصحفِ
في صلواتِ مُصلّينا..
موجودٌ في كلماتِ الحبِّ..
وفي أصواتِ مُغنّينا..
موجودٌ في عرقِ العمّالِ..
وفي أسوانَ.. وفي سينا..
مكتوبٌ فوقَ بنادقنا..
مكتوبٌ فوقَ تحدينا..
السيّدُ نامَ.. وإن رجعتْ
أسرابُ الطيرِ.. سيأتينا..
دى مش لنزار ولكنها موجهه الية فحبيت انقلها لكم لان دة كل شىء يخص نزار سواء كان لية او عنه
من غازي القصيبي إلى نزار قباني . .
نزارٌ ! أزفُ اليك الخَبَرْ!
لقد أعلنوها.. وفاَة العربْ..
وقد نشروا النعْيَ..فوق السطورِ..
وبين السطورِ..وتحت السطورِ
وعبْرَ الصُوَرْ!!
وقد صدَرَ النعيُ..
بعد اجتماعٍ يضمُّ القبائلَ...
جاءته حمْيَرُ تحدو مُضَرْ
وشارون يرقص بين التهاني
تَتَابُعِ من مَدَرٍ أو وَبَرْ
و"سامُ الصغيرُ"..على ثورِهِ
عظيمُ الحُبورِ..شديدُ الطَرَبُ
***
نزار! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
هناك مليونَ دولار..
جادَ بها زعماءُ الفصاحةِ..
للنعْي في مُدنِ القاتلينْ
أتبتسمُ الآن؟!
هذي الحضارةُ!
ندفعُ من قوتنا..
لجرائد سادتنا الذابحينْ
ذكاءٌ يحيّرُ كلَّ البَشرْ!
***
نزارُ! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
وإيَّاكَ ان تتشرَّب روحُك
بعضَ الكدَرْ
فنحن نموتُ..نموتُ..نموتُ..
ولكننا لا نموتُ...نظلُّ...
غرائبَ من معجزات القَدَرْ
إذاعاتُنا لا تزال تغنّي...
ونحن نهيمُ بصوت الوترُ
وتلفازنا مرتع الراقَصاتِ...
فكَفْلٌ تَثَنّى..ونهدٌ نَفَرْ
وفي كل عاصمةٍ مُؤتمرْ
يباهي بعولمة الذُّلِ..
يفخر بين الشُعوبِ
بداء الجرب
ولَيْلاتُنا...مشرقاتٌ ملاحُ
تزيّنها الفاتناتُ المِلاحُ
الى الفجرِ...
حين يجيء الخَدَرْ
وفي "دزني لاند" جموعُ الأعاريبِ...
تهزجُ...مأخوذة باللُعَب
ولندن ـ مربط أفراسنا!
مزادُ الجواري...وسوقُ الذَهَبْ
وفي "الشانزليزيه"..سَددنا المرورَ
منعنا العبورَ...
وصِحْنا:"تعيشُ الوجوهُ الصِباحُ!"..
***
نزارُ! أزفُّ إليك الخَبَرْ!
يموتُ الصغارُ...ومَا منْ أحدْ
تُهدُّ الديارُ...ومَا مِنْ أحدْ
يُداس الذمار..ومَا مِنْ أحدْ
"فمعتصمُ" اليْوم باعِ السيوفَ
"لِبيريز"...
عَادَ وأعلَنَ أنَ السلامَ الشُجَاع
انتصرْ
وجيشُ "ابن أيوبَ"...مُرتَهنٌ
في بنوكِ رُعاةِ البَقَرْ
و"بيبرْس" يقضي إجازتهُ...
في زنود نساء التترْ
ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ...
مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْ� �َظَرْ
***
نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ
سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات
فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!!
فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر.
oliver68
04/08/2006, 20:09
مشكور كتير لمرورك واذا بدك اى قصيدة بتطلبها وميرسى على الوردة:D :D :D
وماتزعل انى سبقتك لو بعرف انك ناوى ماكنت حطيتها
له ولو ماني زعلان بنوب، بالعكس كتير مبسوط لأن في حدا بقدر نزار متلك، و إذا بدي أي قصيدة أكيد رح اطلبها منك، و إنتي إذا بدك كمان أي قصيدة قليلي.
بالمناسبة عجبتني كتير الرسالة من غازي القصيبي لنزار، كتييييير حلوة.يسلمو إيديك.
المستحيل
07/08/2006, 21:26
شكرا على جهودك ومتابعتك الكامللة لنزار :D
من يوميات تلميذ راسب
-1-
ما هو المطلوب مني ؟
ما هو المطلوب بالتحديد مني ؟
إنني أنفقت في مدرسة الحب حياتي
وطوال الليل .. طالعت .. وذاكرت ..
وأنهيت جميع الواجبات ...
كل ما يمكن أن أفعله في مخدع الحب ، فعلته ..
كل ما يمكن أن أحفره في خشب الورد ، حفرته ..
كل ما يمكن أن أرسمه ..
من حروف .. ونقاط .. ودوائر ..
قد رسمته ..
فلماذا امتلأت كراستي بالعلامات الرديئة ؟.
ولماذا تستهيـنـيـن بـتاريخي ..
وقدراتي .. وفـني ..
أنا لا أفهم حتى الآن ، يا سيدتي
ما هو المطلوب مني ؟
-2-
ما هو المطلوب مني ؟
يشهد الله بأني ..
قد تفرغت لنهديك تماماً ..
وتصرفت كفنان بدائي ..
فأنهكت وأوجعت الرخاما
إنني منذ عصور الرق .. ما نلت إجازة
فأنا أعمل نحاتا بلا أجر لدى نهديك
مذ كنت غلاما ..
أحمل الرمل على ظهري ..
وألقيه ببحر اللانهاية
أنا منذ السنة الألـفـين قبل الـنهد ..
ـ يا سيدتي ـ أفعل هذا ..
فلماذا ؟
تطلـبـين الآن أن أبدأ ـ يا سيدتي ـ منذ البداية
ولماذا أطعن اليوم بإبداعي ..
وتشكيلات فـني ؟
ليـتـني أعرف ماذا ..
يبتغي النهدان مني ؟؟
-3-
ما هو المطلوب مني ؟
كي أكون الرجل الأول ما بين رجالك
وأكون الرائد الأول ..
والمكتشف الأول ..
والمستوطن الأول ..
في شعرك .. أو طيات شالك ..
ما هو المطلوب حتى أدخل البحر ..
وأستلقي على دفء رمالك ؟
إنني نفذت حتى الآن
آلاف الحماقـات لإرضاء خيالك
وأنا استشهدت آلاف من المرات
من أجل وصالك ..
يا التي داخت على أقـدامها
أقـوى المـمــالـك ..
حرريني ..
من جنوني .. وجمالك ..
-4-
ما هو المطلوب مني ؟
ما هو المطلوب حتى قطتي تصفح عني ؟
إنني أطعمتها ..
قمحا .. ولوزا .. وزبيبا ..
وأنا قدمت للنهدين ..
تفاحاً ..
وخمراً ..
وحليباً ..
وأنا علقت في رقبتها ..
خرزا أزرق يحميها من العين ،
وياقوتاً عجيباً ..
ما الذي تطلبه القطة ذات الوبر الناعم مني ؟
وأنا أجلستها سلطانة في مقعدي ..
وأنا رافـقـتـها للبحر يوم الأحد ...
وأنا حممتها كل مساء بيدي ..
فلماذا ؟
بعد كل الحب .. والتكريم ..
قد عضت يدي ؟.
ولماذا هي تدعوني حبـيـباً ..
وأنا لست الحـبـيـبـا ..
ولماذا هي لا تمحو ذنوبي ؟
أبداً .. والله في عليائه يمحو الذنوبا ..
-5-
ما هو المطلوب أن أفعل كي أعلن للعشق ولائي .
ما هو المطلوب أن أفعل كي أدفن بين الشهداء؟
أدخلوني في سبيل العشق مستشفى المجاذيب..
وحتى الآن ـ يا سيدتي ـ ما أطلقـوني ..
شنقوني ـ في سبيل الشعر ـ مرات .. ومرات..
ويبدو أنهم ما قـتـلوني ..
حاولوا أن يقلعوا الثورة من قلبي .. وأوراقي .. ويبدو أنهم ..
في داخل الثورة ـ يا سيدتي ـ قد زرعوني ...
-6-
يا التي حبي لها ..
يدخل في باب الخرافات ..
ويستـنزف عمري .. ودمايا ..
لم يعد عندي هوايات سوى أن أجمع الكحل الحجازي الذي بعثرتِ في كل الزوايا ..
لم يعد عندي اهتمامات سوى ..
أن أطفىء النار التي أشعلها نهداك في قلب المرايا ..
لم يعد عندي جواب مقنع ..
عندما تسألني عنك دموعي .. ويدايا
-7-
اشربي قهوتك الآن .. وقولي
ما هو المطلوب مني ؟
أنا منذ السنة الألفين قبل الثغر ..
فكرت بثغرك ..
أنا منذ السنة الألـفين قبل الخيل ..
أجري كحصان حول خصرك ..
وإذا ما ذكروا النيل ..
تباهيت أنا في طول شعرك
يا التي يأخذني قـفطانها المشغول بالزهر ..
إلى أرض العجائب ..
يا التي تنتشر الشامات في أطرافها مثل الكواكب ..
إنني أصرخ كالمجنون من شدة عشقي ..
فلماذا أنت ، يا سيدتي ، ضد المواهب ؟
إنني أرجوك أن تبـتسمي ..
إنني أرجوك أن تـنسجمي ..
أنت تدرين تماما ..
أن خبراتي جميعا تحت أمرك
ومهاراتي جميعا تحت أمرك
وأصابيعي التي عمـّـرتُ أكوانا بها
هي أيضا ..
هي أيضا ..
هي أيضا تحت أمرك ..
ويليك تسلملي ايدكي يا مارو على هشعر ومننتظرمنيك كمان قصائد لحبيب ألبي نزار مشكوره :D :D
تصوير
اضطجعي دقيقة واحدة ..
كي أكمل التصوير ..
اضـطجعي مثل كتاب الشعر في السرير
أريد أن أصور الغابات في ألوانها
أريد أن أصور الشامات في اطمئنانها
أريد أن أفاجئ الحلمة في مكانها
والناهد الأحمق ـ يا سيدتي ـ
قبيل أن يطير ..
فساعديني ...
ـ إن تكرمت ـ لكي أصالح الحرير
وساعديني ..
ـ إن تكرمت ـ لكي أفوز في صداقة الكشمير .
لعله يسمح لي برسم هذا الكوكب المثير ..
ولتقبلي تحيتي ..
مقرونة بالحب والتقدير .
من غير يدين
لم أكن منتظرا ..
أن تـثـقبينـي مثل رمحٍ وثـني
لم أكن منـتظرا ..
أن تدخلي في لغتي .. وكلامي ..
وإشارات يدي
لم أكن منتظرا ..
أن أخسر التاج .. وحقي بالخلافه ..
فـلـقد كنت قـوياً .. وشهيراً
وجنودي يملأون البر والبحر ..
وراياتي تغطي المشرقـين
لم أكن منتظرا أن يحدث الزلزال .. أن ينشطر البحر ..
وأن تكسرني عيناك ، يوماً ، قطعتيـن ..
* * *
لم أكن منتظراً ..
حين قـبـّـلتك أن أنسى لديك الشفـتين لم أكن منتظراً ..
حين عانقتك .. أن أرجع من غير يدين ...
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة