عاشق من فلسطين
18/02/2005, 15:52
رسالة عاجلة إلى الرئيــس بشـــار
* راشــد خالد الأحمــد
الاربعاء 16 شباط 2005
طباعة المقال
سيدي الرئـيس : السلام عليكم و رحمة الله وبعد :
سمعت أنكم تقفون مع المواطن المظلـوم ، وترددت أخبار تقول أنكم تسـعون لخير البلد ومصلحتـه ، ومصلحـة المواطنين جميـعاً دون تفرقة ، بين طائفة وحـزب ، فأنت رئيـس سـوريا كلها ، رئيسـاً لجميع طوائفها ، وقبائلها ، وأحزابها ، ولست رئيساً لحزب البعث فقط ، لذلك تشجعت على عرض حالي وأحوال الألوف أمثالي من الشـباب السـوريين ، خارج سـوريا ، راجياً من الله أن تصلكم هذه الرسـالـة ، وأن لايخفيها عنك بعض أفراد البطانـة ، التي نـظن أنهم ســبب تأخير الإصلاحات التي وعدت الشعب بها في خطاب القسـم ، وكلي أمل بالله عزوجل أن أجـد علاجاً لمشـكلتنا ، نحن أبناء الجيل الثاني في ديار الغربة ، ألوف الشباب السوريين خارج سوريا .
سـيادة الرئيس : أنا مواطن سوري ، ولدت عام (1980م) ، وفي ذلك العام هاجر والدي كما هاجر معه عشرات الألوف إلى دول الخليج ، هؤلاء هم الجيل الأول في ديار الغربة ، وأخرجني والدي مع أسرتي بعد ولادتي بأربعة شـهور ، عرفت فيما بعد أن والدي وألوفاً أمثاله تركوا بلدهم ووظائفهم خوفاً من بطش المخابرات العسكرية ، التي كانت تعتقل أقارب المتهم ، وتزجهم في السجون ، وتقتل دون محاكمة ، ومكث بعضهم اثنتي عشرة سـنة ، فلم يخرجوا حتى عام (1992م) وهم أقارب المتهمين ، لذلك كله قدر الله أن يصحبني والدي معـه إلى بلدان الخليج وأنا رضيـع ، كبرت وسمعت عن بلدي ، وتمنيت لو زرتـه ودرسـت المرحلة الجامعية فيه ، وقـد حرمت من الجامعة لأنني لا أملك جواز سـفر ، بعد أن حصلت على (95%) في ا! لشهادة الثانوية ، واضطرت أن أعمل بعد الثانوية براتب لايزيد عن (400) دولار ؛ كي أجمع خمسة آلاف دولار أدفعها بدلاً عن الخدمة العسكرية .
راجعت السفارة مرات ومرات يقولون لي : نعطيك ورقة ( وليس جواز سفر ) تذهب بها إلى سوريا ، وحكومة البلد حيث أقيم لاتمنح خروج وعودة على هذه الورقة ، ومعنى أن أسافر بمثل هذه الورقة أن أخسر إقامتي وأحرم من رؤية أمي وأبي وأخوتي ، وزد على ذلك فأنا أعرف شـباباً سوريين مثلي نزلوا إلى سوريا فوضعتهم المخابرات العسكرية في السجن ، ومازالوا فيه منذ مايزيد على خمس سنوات ، وأعرف آخرين كثر نزلوا فلم يسجنوا ولكنهم منعوا من العودة وحرموا من رؤية والديهم وأخوتهم في ديار الغربـة .
هذا هو واقعـي المـر يا سيادة الرئيس ، أخرجني والدي من سوريا وأنا رضيع ، وعشت مع أسرتي في ديار الغربـة ، وتفوقت في درجات الثانوية لكني حرمت من الدراسة الجامعية لأنني لا املك جواز سـفر ، وأخاف من النزول إلى سوريا لأننى رأيت ما حل بغيري لما نزل ، ومع هذا كله فأنا ( ابن متهم ) لست مجرماً ، حتى والدي رجل مسالم ويهمه أن يربي أولاده وأن يعبد ربـه وحده لاشريك لـه ، خرج من سوريا خوفاً على دينـه ودمـه وعـرضه وأطفاله ، وهو متهم لأنه لايعود إلى سوريا ، هذه جريمته الآن ، لماذا لايعود إلى سوريا ، لذلك صار مجرماً هو وأولاده وزوجته ، هكذا ! تقول المخابرات العسكرية ، التي تركت مهمتها في حراسـة الوطن من أعدائه الخارجيين ، وانشغلت بأبناء الوطن .
وأخيراً ماهو الذنب الذي ارتكتبته أنا والآلاف من الشباب السوريين أمثالي أبناء الجيل الثاني ، ومعظمنا ولدوا في دول المهجر ، في ديار الغربة ، لم نتنسم من وطننا نسـمة هواء ولم نشرب منه شربة مـاء ، ومع ذلك نحن مجرمين كما ترى المخابرات العسكرية ، لأننا ولدنا أبناء لهؤلاء الآباء المساكين .
وحتى لو سلمنا جدلاً بأن آباءنا ارتكبوا جرماً ما ، فأنت ياسيدي طبيب وتعرف أن الجريمة لاتنتقل بالوراثة ، ولايمكن أن تنتقل إلينا من آبائنا عن طريق الصبغيات ، فلماذا صنفتنا المخابرات العسكرية مجرمين !!؟
لقد تابعت مقابلتكم مع فضائية العربية حيث قلتم في صدد إجابتكم عن السوريين القابعين على الحدود مع العراق الجريح الفارين من قاذفات (ب52) وصواريخ ( توماهوك ) ، والذين أرادوا اللجوء إلى بلدهم !! ، وانتظروا هناك أملاً في السماح لهم : قلتم كلفنا الجهات المختصة بدراسة حالة كل فرد منهم ، فأما الذين لم يرتكبوا جرائم نسمح لهم بالدخول العادي ، وأما المجرمون يدخلون إلى المحاكمة ، ثم سمحتم للعوائل بالدخول ، واعتقلت المخابرات العسكرية بعض النسا! ء ، اللاتي مكث بعضهن من نيسان حتى تمـوز ، أي أربعة شـهور ، فماذا حل بأطفالها المساكين ، الذين عاشوا مائة وعشرين يوماً ينتظرون عودة أمهم إليهم !! وقد دخلت بلدها مستجيرة من أهوال الموت والقصف في العراق الجريح .
وهانحن ياسيادة الرئيس الذين خرجنا من سوريا مع أسرنا أطفالاً ، ورضعاً ، وأجنة ، ونطفاً في أصلاب آبائنا ، هل ارتكبنا جرائم !!! لماذا لا تصدر أوامركم السامية إلى السفارات السورية في كل مكان بمنحنا جوازات سـفر ، والسماح لنا بزيارة سوريا والعودة منها بسلام وآمان ، كما هو الدستور الذي يسمح للمواطن باختيار مكان إقامته ، وسفره ، ولايحرم من ذلك الحق إلا إذا ارتكب جرماً يقتضي حبسـه ومنعـه من ذلك . فأي جـرم ارتكبنـاه ســـيدي الرئيـس !!؟ نحن آلاف الشباب السوريين ، نحن أبناء الجيل الثاني في المنفـى ، نطلب القليل ، نطلب جوازات سـفر فقط ، نتمكن فيها من متابعة الدراسة الجامعية ، في سوريا أو غيرها ، وكثير منا دفع خمسة آلاف دولار بدلاً عن الخدمة العسكرية ؛ ومع ذلك لم يمنح جواز السـفر !!؟ فنحن مواطنون علينا واجبات ، ولاحقوق لنا ، هكذا تفهم المخابرات العسكرية حقوق المواطنة، اللهم وفق رئيس البجمهورية إلى رفع ظلم المخابرات العسكرية عنا ، إنك على كل شيء قدير .
والآن بعد أربـع سنوات من الانتظار والأمل ، بعد أن سمعنا منكم خطاب القسم ، مازلنا ننتظر ، ونعدكم أن نكون جنداً ندافع عن سوريا الحبيبة ضد أمريكا والصهيونية ، ونحن آلاف الشباب ، وبعضنا جامعيون ، ومهندسون وأطباء ، نحن أبناء الجيل الثاني في ديار الغربـة ، نحن مع بلدنا دائماً ، حتى ونحن مظلومين من المخابرات العسكرية ، نحن مع بلدنا ، مع سوريا التي قرأنا عنها وسمعنا من آبائنا وأمهاتنا أنها قلب العروبة النابض ، وقلعة الصمود ضد أطماع الصهيونية والامبريالية .
ودمتم سيدي الرئيس
*المواطن : راشــد خالد الأحمــد ، مواطن سـوري من الجيل الثاني من المنفيين القسريين
* راشــد خالد الأحمــد
الاربعاء 16 شباط 2005
طباعة المقال
سيدي الرئـيس : السلام عليكم و رحمة الله وبعد :
سمعت أنكم تقفون مع المواطن المظلـوم ، وترددت أخبار تقول أنكم تسـعون لخير البلد ومصلحتـه ، ومصلحـة المواطنين جميـعاً دون تفرقة ، بين طائفة وحـزب ، فأنت رئيـس سـوريا كلها ، رئيسـاً لجميع طوائفها ، وقبائلها ، وأحزابها ، ولست رئيساً لحزب البعث فقط ، لذلك تشجعت على عرض حالي وأحوال الألوف أمثالي من الشـباب السـوريين ، خارج سـوريا ، راجياً من الله أن تصلكم هذه الرسـالـة ، وأن لايخفيها عنك بعض أفراد البطانـة ، التي نـظن أنهم ســبب تأخير الإصلاحات التي وعدت الشعب بها في خطاب القسـم ، وكلي أمل بالله عزوجل أن أجـد علاجاً لمشـكلتنا ، نحن أبناء الجيل الثاني في ديار الغربة ، ألوف الشباب السوريين خارج سوريا .
سـيادة الرئيس : أنا مواطن سوري ، ولدت عام (1980م) ، وفي ذلك العام هاجر والدي كما هاجر معه عشرات الألوف إلى دول الخليج ، هؤلاء هم الجيل الأول في ديار الغربة ، وأخرجني والدي مع أسرتي بعد ولادتي بأربعة شـهور ، عرفت فيما بعد أن والدي وألوفاً أمثاله تركوا بلدهم ووظائفهم خوفاً من بطش المخابرات العسكرية ، التي كانت تعتقل أقارب المتهم ، وتزجهم في السجون ، وتقتل دون محاكمة ، ومكث بعضهم اثنتي عشرة سـنة ، فلم يخرجوا حتى عام (1992م) وهم أقارب المتهمين ، لذلك كله قدر الله أن يصحبني والدي معـه إلى بلدان الخليج وأنا رضيـع ، كبرت وسمعت عن بلدي ، وتمنيت لو زرتـه ودرسـت المرحلة الجامعية فيه ، وقـد حرمت من الجامعة لأنني لا أملك جواز سـفر ، بعد أن حصلت على (95%) في ا! لشهادة الثانوية ، واضطرت أن أعمل بعد الثانوية براتب لايزيد عن (400) دولار ؛ كي أجمع خمسة آلاف دولار أدفعها بدلاً عن الخدمة العسكرية .
راجعت السفارة مرات ومرات يقولون لي : نعطيك ورقة ( وليس جواز سفر ) تذهب بها إلى سوريا ، وحكومة البلد حيث أقيم لاتمنح خروج وعودة على هذه الورقة ، ومعنى أن أسافر بمثل هذه الورقة أن أخسر إقامتي وأحرم من رؤية أمي وأبي وأخوتي ، وزد على ذلك فأنا أعرف شـباباً سوريين مثلي نزلوا إلى سوريا فوضعتهم المخابرات العسكرية في السجن ، ومازالوا فيه منذ مايزيد على خمس سنوات ، وأعرف آخرين كثر نزلوا فلم يسجنوا ولكنهم منعوا من العودة وحرموا من رؤية والديهم وأخوتهم في ديار الغربـة .
هذا هو واقعـي المـر يا سيادة الرئيس ، أخرجني والدي من سوريا وأنا رضيع ، وعشت مع أسرتي في ديار الغربـة ، وتفوقت في درجات الثانوية لكني حرمت من الدراسة الجامعية لأنني لا املك جواز سـفر ، وأخاف من النزول إلى سوريا لأننى رأيت ما حل بغيري لما نزل ، ومع هذا كله فأنا ( ابن متهم ) لست مجرماً ، حتى والدي رجل مسالم ويهمه أن يربي أولاده وأن يعبد ربـه وحده لاشريك لـه ، خرج من سوريا خوفاً على دينـه ودمـه وعـرضه وأطفاله ، وهو متهم لأنه لايعود إلى سوريا ، هذه جريمته الآن ، لماذا لايعود إلى سوريا ، لذلك صار مجرماً هو وأولاده وزوجته ، هكذا ! تقول المخابرات العسكرية ، التي تركت مهمتها في حراسـة الوطن من أعدائه الخارجيين ، وانشغلت بأبناء الوطن .
وأخيراً ماهو الذنب الذي ارتكتبته أنا والآلاف من الشباب السوريين أمثالي أبناء الجيل الثاني ، ومعظمنا ولدوا في دول المهجر ، في ديار الغربة ، لم نتنسم من وطننا نسـمة هواء ولم نشرب منه شربة مـاء ، ومع ذلك نحن مجرمين كما ترى المخابرات العسكرية ، لأننا ولدنا أبناء لهؤلاء الآباء المساكين .
وحتى لو سلمنا جدلاً بأن آباءنا ارتكبوا جرماً ما ، فأنت ياسيدي طبيب وتعرف أن الجريمة لاتنتقل بالوراثة ، ولايمكن أن تنتقل إلينا من آبائنا عن طريق الصبغيات ، فلماذا صنفتنا المخابرات العسكرية مجرمين !!؟
لقد تابعت مقابلتكم مع فضائية العربية حيث قلتم في صدد إجابتكم عن السوريين القابعين على الحدود مع العراق الجريح الفارين من قاذفات (ب52) وصواريخ ( توماهوك ) ، والذين أرادوا اللجوء إلى بلدهم !! ، وانتظروا هناك أملاً في السماح لهم : قلتم كلفنا الجهات المختصة بدراسة حالة كل فرد منهم ، فأما الذين لم يرتكبوا جرائم نسمح لهم بالدخول العادي ، وأما المجرمون يدخلون إلى المحاكمة ، ثم سمحتم للعوائل بالدخول ، واعتقلت المخابرات العسكرية بعض النسا! ء ، اللاتي مكث بعضهن من نيسان حتى تمـوز ، أي أربعة شـهور ، فماذا حل بأطفالها المساكين ، الذين عاشوا مائة وعشرين يوماً ينتظرون عودة أمهم إليهم !! وقد دخلت بلدها مستجيرة من أهوال الموت والقصف في العراق الجريح .
وهانحن ياسيادة الرئيس الذين خرجنا من سوريا مع أسرنا أطفالاً ، ورضعاً ، وأجنة ، ونطفاً في أصلاب آبائنا ، هل ارتكبنا جرائم !!! لماذا لا تصدر أوامركم السامية إلى السفارات السورية في كل مكان بمنحنا جوازات سـفر ، والسماح لنا بزيارة سوريا والعودة منها بسلام وآمان ، كما هو الدستور الذي يسمح للمواطن باختيار مكان إقامته ، وسفره ، ولايحرم من ذلك الحق إلا إذا ارتكب جرماً يقتضي حبسـه ومنعـه من ذلك . فأي جـرم ارتكبنـاه ســـيدي الرئيـس !!؟ نحن آلاف الشباب السوريين ، نحن أبناء الجيل الثاني في المنفـى ، نطلب القليل ، نطلب جوازات سـفر فقط ، نتمكن فيها من متابعة الدراسة الجامعية ، في سوريا أو غيرها ، وكثير منا دفع خمسة آلاف دولار بدلاً عن الخدمة العسكرية ؛ ومع ذلك لم يمنح جواز السـفر !!؟ فنحن مواطنون علينا واجبات ، ولاحقوق لنا ، هكذا تفهم المخابرات العسكرية حقوق المواطنة، اللهم وفق رئيس البجمهورية إلى رفع ظلم المخابرات العسكرية عنا ، إنك على كل شيء قدير .
والآن بعد أربـع سنوات من الانتظار والأمل ، بعد أن سمعنا منكم خطاب القسم ، مازلنا ننتظر ، ونعدكم أن نكون جنداً ندافع عن سوريا الحبيبة ضد أمريكا والصهيونية ، ونحن آلاف الشباب ، وبعضنا جامعيون ، ومهندسون وأطباء ، نحن أبناء الجيل الثاني في ديار الغربـة ، نحن مع بلدنا دائماً ، حتى ونحن مظلومين من المخابرات العسكرية ، نحن مع بلدنا ، مع سوريا التي قرأنا عنها وسمعنا من آبائنا وأمهاتنا أنها قلب العروبة النابض ، وقلعة الصمود ضد أطماع الصهيونية والامبريالية .
ودمتم سيدي الرئيس
*المواطن : راشــد خالد الأحمــد ، مواطن سـوري من الجيل الثاني من المنفيين القسريين