MR.SAMO
18/04/2006, 18:07
يكشف الكتاب الألماني الجديد النقاب عن حقائق هامة في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري . ويشير بأصابع الاتهام إلى جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية ويتهمه بالتورط في عملية الاغتيال .
ويثبت الكتاب تورط الإدارة الأمريكية ورئيس لجنة التحقيق السابق " ميليس " في عملية تضليل التحقيق واختلاق الأدلة وتزويرها في محاولة لإثبات التهمة على سوريا وفق حسابات سياسية محددة .
عنوان الكتاب " ملف مقتل الحريري – اخفاء الأدلة في لبنان " وصدر عن دار نشرKai Homilius Verlag) مؤلف الكتاب خبير ألماني في علوم الجرائم السياسية، اسمه يورجن كاين كولبه.وقد أثار ضجة كبيرة في الأسبوع الأول من صدوره واعتبره النقاد أحد أجرأ الكتب التي تناولت وعالجت قضية مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
ويذكر أن مؤلف الكتاب قام بإجراء عملية بحث دقيقة وصبورة على مدار الأشهر الماضية ومن أبرز الملاحظات التي أفضى إليها بحث هذا الخبير علم الجريمة ما يلي:
أن أجهزة التشويش التي استخدمها موكب الحريري بشكل دائم ، تعطلت قبل ساعة واحدة من حدوث عملية الاغتيال في هذا اليوم تحديداً، وتوقف عمل الجهاز الإلكتروني الخاص بتعطيل استقبال وإرسال أية ذبذبات، ليس فقط لأجهزة التليفون المحمول، بل وأية أجهزة تحكم عن بعض يعرفها العالم وتستخدم للتفجير عن بعد، وان تلك الخاصية ، حسبما بينت الاختبارات التقنية بعد ذلك لا يمكن تعطيلها الا من الشبكة المركزية للتحكم في النظام الإليكتروني لتلك الأجهزة، والتي لا تملكها الا الشركة الموردة لها .
الأغرب من ذلك ان الشركة التي ورّدت تلك الأجهزة شركة إسرائيلية ، وهو الأمر الذي تعمد تقرير ميليتس إخفائه، واستمر بحث الخبير الألماني في تلك النقطة إلي حد تحدثه مع أحد أصحاب الشركة الإسرائيلية، ليكتشف لاحقاً انه عمل حتى سنوات مضت في جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية .
ويطرح الكتاب العديد من الاسئلة التي تثور حول عملية التحقيق في قضية الاغتيال وكيفية استغلالها من قبل القوى الدولية : فهل استخدمت واشنطن النظم العربية للترويج لفرضية تورط سوريا في اغتيال الحريري؟ ولماذا لم تعلن لجنة التحقيق كامل الحقائق عن اجهزة التشويش الاسرائيلية التي استخدمها موكب الحريري؟ وما هي الدوافع وراء تصوير سوريا أمام العالم وبشكل دائم على انها راعية للارهاب؟ وما هي العلاقة بين اللبنانيين المهاجرين ومقتل الحريري؟ ولماذا تورط ابناء الحريري في اتهام سوريا، برغم المعلومات التي وضعها امامهم جهاز مخابرات اوروبي غربي " والتي تنفي تورط سوريا ؟؟؟؟
يقول الألماني المتخصص في علم الجريمة، ان تفجير موكب الحريري في الرابع عشر من فبراير 2005 في بيروت، تحول إلي سبب استندت عليه الولايات المتحدة الأمريكية لخلخلة الأوضاع بشكل كامل في لبنان، وحصد المزايا السياسية عن ذلك في كل المنطقة، هذا إلي جانب تسخير الأمم المتحدة لتبني الرؤية الأمريكية بكامل تفاصيلها عن الحادث، وتحريك الشارع اللبناني على نحو عجل باعادة خلط الأوراق هناك ، لصالح اسرائيل بالدرجة الأولى، هذا علاوة على التهديدات التي وجهتها واشنطن والدول الغربية لسوريا، استناداً على فرضية تورطها في مقتل الحريري – وهي فرضية انتشرت فور حدوث العملية في بيروت، وحتى قبل ان تُجمع اشلاء القتلى، مع تسخير آلة الإعلام الجهنمية في شتى ارجاء العالم للترويج لتلك الفرضية، استناداً على معطيات سياسية مختلف عليها، دون برهان جنائي أو علمي حول ذلك.
حاول المتخصص الألماني منذ وقوع الحادث وحتى نشر كتابه البحث عن الأدلة الجنائية التي تثبت تورط النظام السوري في ذلك الحادث، لكنه كان متشككا في الأمر وخاصة ان المحافظين الجدد في واشنطن، وضعوا نصب اعينهم هدف تغيير النظام السوري منذ ما قبل اغتيال الحريري بسنوات، ما يعني – واتساقاً مع سياساتهم - ضرورة البحث عن سبب قوى لتنفيذ ذلك التغيير، وفقما لما تعودناه منهم في بلدان أخرى. – لكن المتخصص الألماني بعد طول بحث وتنقيب ولقاءات وتحليلات توصل إلى نتائج معاكسة لتلك الفرضية تماماً .
ما لفت انتباه المتخصص الألماني في علوم الجريمة – فور مقتل الحريري ان الأمم المتحدة لم تحتاج إلى كثير من الوقت لتتبنى فرضية حكومة الرئيس جورج بوش، ومثلما يقول في كتابه – لم تكن الجثة قد بردت بعد، حتى تبنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة فرضية واشنطن، الأمر الذي دفع كثيرا من علماء الجريمة في العالم – ومنهم الألماني موضوع المقال – لاشتمام رائحة المصلحة السياسة وراء تلك الفرضية، فبالرغم من انعدام الأدلة التي تؤكد تورط سوريا في الأمر، اعتبر كوفي آنان ان فرصته الوحيدة لإنقاذ سمعته ومنصبه من الضياع - بعد الاتهامات المبرهن عليها الخاصة بتورط ابنه في فضيحة رشاوي " النفط مقابل الغذاء " - تكمن في تبنى الفرضية الأمريكية لمقتل الحريري، وبمعنى ان آنان ووفقاً لما توصل اليه الباحث الالماني جرى ابتزازه في لحظة كان من السهل ابتزازه فيها، ولم يجد امامه مخرجاً آخر سوى الموافقة الكاملة على ما تطلبه واشنطن بهذا الخصوص، ويدلل على ذلك الاتجاه الذي تطورت نحوه الأمور ، حيث طلب الأمريكيون صراحة من آنان تفويض القاضية العامة في لاهاي كارلا ديل بونتي، المسؤولة عن ملف الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش، في تحديد رئيس لجنة التحكيم، فيما لم تجد الأخيرة – برغم فرق لجان التحقيق الجنائية المتخصصة التي تملكها المحكمة الدولية سوى صديقها المدعي العام الالماني ديتليف ميليس ، لتنفيذ المرحلة الأولى من " الاعمال القذرة " حسبما وصفها الباحث الالماني ، وتماماً مثلما طُلب منه، استكمل ميليس تقريرين مؤلفين عائمين لا يصلحان حتى كسيناريو متواضع لأحد الافلام البوليسية للهواة – لم يتضمنا أية براهين حقيقية برغم التحقيقات الشكلية والاستجوابات التي قام بها هنا وهناك، مع تضمنهما " اعترافات " من اشخاص ليسوا فوق مستوى الشبهات وثبت قطعاً بعد ذلك بأدلة راسخة تعرضهما للتعذيب، أو للابتزاز، ما دفعهما لاحقاً لسحب اعترافاتهما والاقرار بكذبها ، وهو ما أجبر ميليتس الألماني على التراجع والانسحاب بعد ثبوت مشاركته في اسخف كذبة عرفتها لجان التحقيق في المحكمة الدولية. – في تكرار لسناريو رئيس لجان التفتيش في العراق - وفي التاسع والعشرين من مارس حصل ميليتس – للتخفيف من وقع الفضيحة – على وسام الصليب الألماني من الدرجة الأولى لمساهمته في مكافحة الارهاب الدولي!!؟
أكدت عمليات البحث التي قام بها الخبير الألماني في علم الجريمة، ان اجهزة التشويش التي استخدمها موكب الحريري بشكل دائم ، تعطلت قبل ساعة واحدة من حدوث عملية الاغتيال في هذا اليوم تحديداً، وتوقف عمل الجهاز الالكتروني الخاص بتعطيل استقبال وارسال اية ذبذبات، ليس فقط لاجهزة التليفون المحمول، بل واية اجهزة تحكم عن بعض يعرفها العالم وتستخدم للتفجير عن بعد، وان تلك الخاصية ، حسبما بينت الاختبارات التقنية بعد ذلك لا يمكن تعطيلها الا من الشبكة المركزية للتحكم في النظام الاليكتروني لتلك الاجهزة، والتي لا تملكها الا الشركة الموردة لها ، الأغرب من ذلك ان الشركة التي ورّدت تلك الأجهزة شركة اسرائيلية ، وهو الأمر الذي تعمد تقرير ميليتس اخفائه، واستمر بحث الخبير الألماني في تلك النقطة إلي حد تحدثه مع أحد اصحاب الشركة الاسرائيلية، ليكتشف لاحقاً انه عمل حتى سنوات مضت في جهاز المخابرات الحربية الاسرائيلية .
يشير كتاب الخبير الألماني من جهة اخرى إلي العلاقات الخفية التي جمعت بين بعض اعضاء تيارالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية، واليمين المتطرف في اسرائيل، وبعض المهاجرين اللبنانيين للولايات المتحدة من المتورطين منذ زمن في عدة محاولات – نجح بعضها وفشل البعض الآخر – لاغتيال سياسيين لبنانين، وتلبيس الأمر لسوريا.، وتحدث الخبير الألماني مع أحد هؤلاء وأجرى معه حواراً مطولاً ضمنه كتابه. . اللبناني هو رئيس اللجنة الأمريكية لتحرير لبنان المعروفة باسمUSCFL) .
وهو نفسه رجل البنوك اللبناني زياد عبد النور، والذي تضمنت قائمة السياسيين لديه، الواجب التخلص منهم رفيق الحريري، واكتشف الألماني ما يعرفه اللبنانيون والعرب منذ أمد وهو ان لعبد النور اتصالات مع الادارة الأمريكية واجهزتها المختلفة ، إلي حد انه معروف في الأوساط السياسية والمالية اللبنانية، بانه احمد الجلبي اللبناني، بل هو الصديق الصدوق للأمريكي المحافظ " كاره العرب" Daniel Pipes.
هذه هي أهم الخلاصات التي توصل إليها أحد أهم خبراء الغرب في علم الجريمة والبحث الجنائي .
والغريب في الأمر وكما يقول الخبير الألماني ان الكثير من أجهزة المخابرات في العالم – ومنها اجهزة عربية – كانت تعلم منذ البداية حقيقة اتجاه سير التحقيقات، ودوافعها واهدافها..ما يعني ان بعض انظمة المنطقة العربية كانت تعلم الحقيقة منذ البداية أيضا، لكن تلك الأنظمة فهمت على الفور الرسالة التي اراد الأمريكيون والاسرائيليون ارسالها، وخاصة وانهم يستخدمون في مواكبهم نفس أجهزة التشويش التي استخدمها الحريري، والتي يمكن تعطيل عملها في اية لحظة.
وهذا وحده يفسر المطلب السخيف الذي طلبته تلك الأنظمة من بشار الأسد، بضرورة خفض رأسه أمام الريح. ولو الى حين .
أخيراً – لم يرغب ابناء الحريري – لأسباب عاطفية وغيرها – في تصديق عدم تورط سوريا في الأمر، برغم المعلومات التي وفرها لهم جهاز مخابرات غربي، لدولة كان رجلها الأول صديق وفي لابيهم وفضلوا تصديق الرواية الفرنسية والأمريكية – الاسرائيلية ، والعوم مع التيار وتجاهل القاتل الحقيقي، على التورط في خوض طريق كشف الحقيقة، لعلمهم بأنه لن يمكّنهم من الأخذ بثار ابيهم، وسيجر عليهم عداوات دولية قد يخسرون فيها أكثر من المال
الكتاب لا يمكن اختصاره في هذا العجالة ، لكنه في حقيقته صفعة لنظم عربية كثيرة، فضلت فقدان الشرف والعفة ومجاراة الوهم والكذب والخداع الأمريكية، مع البقاء في اماكنها، على الشرف والمقاومة وكشف الزيف والكذب، ولو ادى ذلك الى الرحيل.
ويثبت الكتاب تورط الإدارة الأمريكية ورئيس لجنة التحقيق السابق " ميليس " في عملية تضليل التحقيق واختلاق الأدلة وتزويرها في محاولة لإثبات التهمة على سوريا وفق حسابات سياسية محددة .
عنوان الكتاب " ملف مقتل الحريري – اخفاء الأدلة في لبنان " وصدر عن دار نشرKai Homilius Verlag) مؤلف الكتاب خبير ألماني في علوم الجرائم السياسية، اسمه يورجن كاين كولبه.وقد أثار ضجة كبيرة في الأسبوع الأول من صدوره واعتبره النقاد أحد أجرأ الكتب التي تناولت وعالجت قضية مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
ويذكر أن مؤلف الكتاب قام بإجراء عملية بحث دقيقة وصبورة على مدار الأشهر الماضية ومن أبرز الملاحظات التي أفضى إليها بحث هذا الخبير علم الجريمة ما يلي:
أن أجهزة التشويش التي استخدمها موكب الحريري بشكل دائم ، تعطلت قبل ساعة واحدة من حدوث عملية الاغتيال في هذا اليوم تحديداً، وتوقف عمل الجهاز الإلكتروني الخاص بتعطيل استقبال وإرسال أية ذبذبات، ليس فقط لأجهزة التليفون المحمول، بل وأية أجهزة تحكم عن بعض يعرفها العالم وتستخدم للتفجير عن بعد، وان تلك الخاصية ، حسبما بينت الاختبارات التقنية بعد ذلك لا يمكن تعطيلها الا من الشبكة المركزية للتحكم في النظام الإليكتروني لتلك الأجهزة، والتي لا تملكها الا الشركة الموردة لها .
الأغرب من ذلك ان الشركة التي ورّدت تلك الأجهزة شركة إسرائيلية ، وهو الأمر الذي تعمد تقرير ميليتس إخفائه، واستمر بحث الخبير الألماني في تلك النقطة إلي حد تحدثه مع أحد أصحاب الشركة الإسرائيلية، ليكتشف لاحقاً انه عمل حتى سنوات مضت في جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية .
ويطرح الكتاب العديد من الاسئلة التي تثور حول عملية التحقيق في قضية الاغتيال وكيفية استغلالها من قبل القوى الدولية : فهل استخدمت واشنطن النظم العربية للترويج لفرضية تورط سوريا في اغتيال الحريري؟ ولماذا لم تعلن لجنة التحقيق كامل الحقائق عن اجهزة التشويش الاسرائيلية التي استخدمها موكب الحريري؟ وما هي الدوافع وراء تصوير سوريا أمام العالم وبشكل دائم على انها راعية للارهاب؟ وما هي العلاقة بين اللبنانيين المهاجرين ومقتل الحريري؟ ولماذا تورط ابناء الحريري في اتهام سوريا، برغم المعلومات التي وضعها امامهم جهاز مخابرات اوروبي غربي " والتي تنفي تورط سوريا ؟؟؟؟
يقول الألماني المتخصص في علم الجريمة، ان تفجير موكب الحريري في الرابع عشر من فبراير 2005 في بيروت، تحول إلي سبب استندت عليه الولايات المتحدة الأمريكية لخلخلة الأوضاع بشكل كامل في لبنان، وحصد المزايا السياسية عن ذلك في كل المنطقة، هذا إلي جانب تسخير الأمم المتحدة لتبني الرؤية الأمريكية بكامل تفاصيلها عن الحادث، وتحريك الشارع اللبناني على نحو عجل باعادة خلط الأوراق هناك ، لصالح اسرائيل بالدرجة الأولى، هذا علاوة على التهديدات التي وجهتها واشنطن والدول الغربية لسوريا، استناداً على فرضية تورطها في مقتل الحريري – وهي فرضية انتشرت فور حدوث العملية في بيروت، وحتى قبل ان تُجمع اشلاء القتلى، مع تسخير آلة الإعلام الجهنمية في شتى ارجاء العالم للترويج لتلك الفرضية، استناداً على معطيات سياسية مختلف عليها، دون برهان جنائي أو علمي حول ذلك.
حاول المتخصص الألماني منذ وقوع الحادث وحتى نشر كتابه البحث عن الأدلة الجنائية التي تثبت تورط النظام السوري في ذلك الحادث، لكنه كان متشككا في الأمر وخاصة ان المحافظين الجدد في واشنطن، وضعوا نصب اعينهم هدف تغيير النظام السوري منذ ما قبل اغتيال الحريري بسنوات، ما يعني – واتساقاً مع سياساتهم - ضرورة البحث عن سبب قوى لتنفيذ ذلك التغيير، وفقما لما تعودناه منهم في بلدان أخرى. – لكن المتخصص الألماني بعد طول بحث وتنقيب ولقاءات وتحليلات توصل إلى نتائج معاكسة لتلك الفرضية تماماً .
ما لفت انتباه المتخصص الألماني في علوم الجريمة – فور مقتل الحريري ان الأمم المتحدة لم تحتاج إلى كثير من الوقت لتتبنى فرضية حكومة الرئيس جورج بوش، ومثلما يقول في كتابه – لم تكن الجثة قد بردت بعد، حتى تبنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة فرضية واشنطن، الأمر الذي دفع كثيرا من علماء الجريمة في العالم – ومنهم الألماني موضوع المقال – لاشتمام رائحة المصلحة السياسة وراء تلك الفرضية، فبالرغم من انعدام الأدلة التي تؤكد تورط سوريا في الأمر، اعتبر كوفي آنان ان فرصته الوحيدة لإنقاذ سمعته ومنصبه من الضياع - بعد الاتهامات المبرهن عليها الخاصة بتورط ابنه في فضيحة رشاوي " النفط مقابل الغذاء " - تكمن في تبنى الفرضية الأمريكية لمقتل الحريري، وبمعنى ان آنان ووفقاً لما توصل اليه الباحث الالماني جرى ابتزازه في لحظة كان من السهل ابتزازه فيها، ولم يجد امامه مخرجاً آخر سوى الموافقة الكاملة على ما تطلبه واشنطن بهذا الخصوص، ويدلل على ذلك الاتجاه الذي تطورت نحوه الأمور ، حيث طلب الأمريكيون صراحة من آنان تفويض القاضية العامة في لاهاي كارلا ديل بونتي، المسؤولة عن ملف الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش، في تحديد رئيس لجنة التحكيم، فيما لم تجد الأخيرة – برغم فرق لجان التحقيق الجنائية المتخصصة التي تملكها المحكمة الدولية سوى صديقها المدعي العام الالماني ديتليف ميليس ، لتنفيذ المرحلة الأولى من " الاعمال القذرة " حسبما وصفها الباحث الالماني ، وتماماً مثلما طُلب منه، استكمل ميليس تقريرين مؤلفين عائمين لا يصلحان حتى كسيناريو متواضع لأحد الافلام البوليسية للهواة – لم يتضمنا أية براهين حقيقية برغم التحقيقات الشكلية والاستجوابات التي قام بها هنا وهناك، مع تضمنهما " اعترافات " من اشخاص ليسوا فوق مستوى الشبهات وثبت قطعاً بعد ذلك بأدلة راسخة تعرضهما للتعذيب، أو للابتزاز، ما دفعهما لاحقاً لسحب اعترافاتهما والاقرار بكذبها ، وهو ما أجبر ميليتس الألماني على التراجع والانسحاب بعد ثبوت مشاركته في اسخف كذبة عرفتها لجان التحقيق في المحكمة الدولية. – في تكرار لسناريو رئيس لجان التفتيش في العراق - وفي التاسع والعشرين من مارس حصل ميليتس – للتخفيف من وقع الفضيحة – على وسام الصليب الألماني من الدرجة الأولى لمساهمته في مكافحة الارهاب الدولي!!؟
أكدت عمليات البحث التي قام بها الخبير الألماني في علم الجريمة، ان اجهزة التشويش التي استخدمها موكب الحريري بشكل دائم ، تعطلت قبل ساعة واحدة من حدوث عملية الاغتيال في هذا اليوم تحديداً، وتوقف عمل الجهاز الالكتروني الخاص بتعطيل استقبال وارسال اية ذبذبات، ليس فقط لاجهزة التليفون المحمول، بل واية اجهزة تحكم عن بعض يعرفها العالم وتستخدم للتفجير عن بعد، وان تلك الخاصية ، حسبما بينت الاختبارات التقنية بعد ذلك لا يمكن تعطيلها الا من الشبكة المركزية للتحكم في النظام الاليكتروني لتلك الاجهزة، والتي لا تملكها الا الشركة الموردة لها ، الأغرب من ذلك ان الشركة التي ورّدت تلك الأجهزة شركة اسرائيلية ، وهو الأمر الذي تعمد تقرير ميليتس اخفائه، واستمر بحث الخبير الألماني في تلك النقطة إلي حد تحدثه مع أحد اصحاب الشركة الاسرائيلية، ليكتشف لاحقاً انه عمل حتى سنوات مضت في جهاز المخابرات الحربية الاسرائيلية .
يشير كتاب الخبير الألماني من جهة اخرى إلي العلاقات الخفية التي جمعت بين بعض اعضاء تيارالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية، واليمين المتطرف في اسرائيل، وبعض المهاجرين اللبنانيين للولايات المتحدة من المتورطين منذ زمن في عدة محاولات – نجح بعضها وفشل البعض الآخر – لاغتيال سياسيين لبنانين، وتلبيس الأمر لسوريا.، وتحدث الخبير الألماني مع أحد هؤلاء وأجرى معه حواراً مطولاً ضمنه كتابه. . اللبناني هو رئيس اللجنة الأمريكية لتحرير لبنان المعروفة باسمUSCFL) .
وهو نفسه رجل البنوك اللبناني زياد عبد النور، والذي تضمنت قائمة السياسيين لديه، الواجب التخلص منهم رفيق الحريري، واكتشف الألماني ما يعرفه اللبنانيون والعرب منذ أمد وهو ان لعبد النور اتصالات مع الادارة الأمريكية واجهزتها المختلفة ، إلي حد انه معروف في الأوساط السياسية والمالية اللبنانية، بانه احمد الجلبي اللبناني، بل هو الصديق الصدوق للأمريكي المحافظ " كاره العرب" Daniel Pipes.
هذه هي أهم الخلاصات التي توصل إليها أحد أهم خبراء الغرب في علم الجريمة والبحث الجنائي .
والغريب في الأمر وكما يقول الخبير الألماني ان الكثير من أجهزة المخابرات في العالم – ومنها اجهزة عربية – كانت تعلم منذ البداية حقيقة اتجاه سير التحقيقات، ودوافعها واهدافها..ما يعني ان بعض انظمة المنطقة العربية كانت تعلم الحقيقة منذ البداية أيضا، لكن تلك الأنظمة فهمت على الفور الرسالة التي اراد الأمريكيون والاسرائيليون ارسالها، وخاصة وانهم يستخدمون في مواكبهم نفس أجهزة التشويش التي استخدمها الحريري، والتي يمكن تعطيل عملها في اية لحظة.
وهذا وحده يفسر المطلب السخيف الذي طلبته تلك الأنظمة من بشار الأسد، بضرورة خفض رأسه أمام الريح. ولو الى حين .
أخيراً – لم يرغب ابناء الحريري – لأسباب عاطفية وغيرها – في تصديق عدم تورط سوريا في الأمر، برغم المعلومات التي وفرها لهم جهاز مخابرات غربي، لدولة كان رجلها الأول صديق وفي لابيهم وفضلوا تصديق الرواية الفرنسية والأمريكية – الاسرائيلية ، والعوم مع التيار وتجاهل القاتل الحقيقي، على التورط في خوض طريق كشف الحقيقة، لعلمهم بأنه لن يمكّنهم من الأخذ بثار ابيهم، وسيجر عليهم عداوات دولية قد يخسرون فيها أكثر من المال
الكتاب لا يمكن اختصاره في هذا العجالة ، لكنه في حقيقته صفعة لنظم عربية كثيرة، فضلت فقدان الشرف والعفة ومجاراة الوهم والكذب والخداع الأمريكية، مع البقاء في اماكنها، على الشرف والمقاومة وكشف الزيف والكذب، ولو ادى ذلك الى الرحيل.