واحد_سوري
30/04/2006, 00:37
خلال قرون الحكم الإسلامي الأربعة الأولى، سرت بقوة الآمال المسيانية بين شعوب الخلافة. فالمسيحيون، اليهود، والزرادشتيون، الخاضعون لحكم ديانة جديدة وغريبة عليهم، تعلّقوا بتقاليدهم المتعلقة بمسيا أو ساوشيانت Saoshyant وزينوها : مسيّا من نسب مختار إلهياً، والذي يأتي أو يعود في زمن الله إلى العالم، ينهي عذابات المؤمنين وسيطرة ظالميهم، ويؤسّس ملكوت الله على الأرض. ولم يمضِ وقت طويل حتى تأثر بذلك الإسلام ذاته. بداية في هرطقات الذين اعتنقوا الدين حديثاً، والذين لم يكونوا راضين بالمكانة المعطاة لهم في ما كان قد ظلّ مملكة عربية، والذين طعّموا الدين الجديد باعتقاداتهم القديمة؛ ومن ثم في أرثوذكسية كلّ الإسلام، حيث برز الاعتقاد بالمهدي، والذي هو، بكلمات التقليد، سوف «يملأ الأرض عدلاً ومساواة بعدما ملئت ظلماً وجورا».
مع زوال الإمبراطوريات وازدهار الآمال المتعاقبة وخيبة أملها، نما التقليد المتعلق بالقادم وتطوّر. وراح ظالم بعد الآخر يضيف شيئاً من ذاته إلى صور المسيح الدجّال، في حين كان العديد من المسحاء الكاذبين، بسبب فشلهم، يضيفون تفاصيل جديدة وعلامات جديدة إلى المسيا الذي لم يأت بعد. كان لكلّ مجموعة تقاليدها الخاصة؛ مع ذلك فهم لم يكونوا منفصلين بأية حال، فالعديد من الأفكار والاعتقادات عبرت، عبر الذين كانوا يبدّلون ديانتهم وعبر قنوات أخرى، من ديانة إلى أخرى.
كان اليهود حتماً هم الأقل صبراً في انتظارهم للخلاص. فكلّما بدا تقوّض الإمبراطوريات تحت وطأة الثورات الداخلية والغزوات الخارجية وكأنه ينذر بالنهاية التي انتُظرت طويلاً، كانت عيون اليهود القلقة تتطلع إلى زمن الإضطرابات الذي كانوا يعيشون فيه كعلامة على قدوم المسيّا، وتحاول أن تجد، في الأحداث التي تدور حولهم، النبوءات والتقاليد الغامضة التي وصلت إليهم حول حروب المسيّا الأخيرة. في تلك الأزمنة كُتبت الأسفار الأبوكاليبتية. كان لمؤلفيها أهداف عديدة - مواساة المضطهدين بآمال النصر القريب، تبرير طرق الله للبشر بإظهار أن معاناتهم لم تكن اعتباطية بل جزء من مخطط مرسوم إلهياً لأشياء تتأوج في تأسيس إرادة الله على الأرض، وغالباً ما تكون، إضافة إلى ما سبق، دعم مزاعم مدعٍ فعلي للوظيفة المسيانية. عادة ما تكون طريقتهم هي ذاتها : كانوا يأخذون أو يتبنون كتابات أبوكاليبتية اكثر قدماً ذات أصل متشابه، يضيفون إليها رواية لأحداث زمنهم، ليس كقصة تاريخية صرفة، بل على الأرجح كإعادة تحرير لنبوءاتهم وتقاليدهم القديمة المدققة والموسّعة بحيث تناسب هذه الأحداث، ومن ثم يقدّمون بطريقة محببة الأسطورة المتنامية للكفاح والنصر الأخيرين. كان كلّ شيء يسكب في قالب نبوءات ويعزا إلى إحدى الشخصيات العظيمة من الماضي : إلى دانيال أو إيليا، إلى أخنوخ [ادريس] أو موسى، إلى زربابل أو الحاخام شمعون بن يوحاي.
إلى الشخص المذكور أخيراً، وهو واحد من أعظم الحاخامين في القرن الميلادي الثاني، تعزا واحدة من أهم الأبوكاليبتات اليهودية. نُشرت «صلاة الحاخام شمعون بن يوحاي» للمرّة الأولى على يد أدولف يلنك Adolph Jellinek عام 1855، من مخطوطة نادرة كان يمتلكها ماركو مورتارا Marco Mortara، كبير الحاخامين في مانتوا Mantua 1 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn1). وبدا وكأنها تعتمد جزئياً على عمل أقدم من نمط مشابه يحمل عنوان «أسرار الحاخام شمعون بن يوحاي».
كان «الأسرار» قد نُشِر للمرة الأولى ضمن مختارات سالونيك عام 1743، ثم أعاد يلنك طباعته 2 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn2) بعد ذلك. لقد عزا يلنك العمل إلى الحقبة الصليبية، لكن المؤرخ هاينريش غريتس Heinrich Graetz 3 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn3)، عن طريق فحص دقيق، كان قادراً على أن يُظهر أن الأحداث والحكّام المُشار إليهم في النص إنما يرجعون إلى الخلافة الراشدية وخلافة بني أميّة، وأنّ العمل، باستثناء مقطع مضاف من تاريخ أكثر تأخراً، كُتب أثناء الصراع الذي أنهى الخلافة الأموية. ورغم اعتراضات شتاينشنايدر Steinschneider 4 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn4)، الذي ما يزال يفضّل الهوية الصليبية، قُبِلَ هذا الرأي عموماً. يمكن أن نجد نسخة أخرى من «الأسرار» أيضاً في المدراش الذي يدعى الملوك العشرة، الذي نشره هورفيتس Horovitz 5 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn5). والملوك العشرة هذا يتضمّن مقطعاً يبدأ كما يلي : «هذه هي الأمور المستقبلية التي كُشِفَت للحاخام شمعون بن يوحاي» ويتوافق على نحو واسع، رغم بعض الفروقات الهامّة، مع محتويات «الأسرار». أما زعم هورفيتس بأنّ نسخته أقدم من نسخة الأسرار فيصعب القبول به، حيث أنّها تتضمن إشارات إلى أحداث بعد التاريخ المرجّح لذلك العمل. من ناحية أخرى، فالملوك العشرة يتضمّن تفاصيل هامّة غير موجودة في نص الأسرار، وربما أنه يعتمد على نسخة أخرى أكثر قدماً، لم تعد موجودة. وربما أن نسخة كهذه هي التي شكّلت نقطة الانطلاق لمؤلّف «الصلاة». حتى الآن لم يُثَر أي جدل جدي بشأن تاريخ «الصلاة». يلنك يعزوه إلى الحقبة الصليبية، ويجد فيه «إشارات واضحة وصريحة إلى الحروب الصليبية 6 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn6)». أمّا غريتس 7 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn7)، فبناءً على مقطع يزعم أنّه يجد فيه دلائل على المغول، فينسبه بالتالي إلى القرن الثالث عشر. وهو يفسّر وجود هذا المقطع في «الأسرار» الأكثر قدماً على أنه إقحام من النص اللاحق - أي، من «الصلاة» ذاته. ورغم أنّه هذا التفسير لم يُقْبَل من قبل الكتاب اللاحقين، فقد سلّم معظمهم بأن المقطع موضع التساؤل كان قد أُضيف فعلاً. يعتبر بوتنفيسر Buttenwieser 8 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn8) أن إرجاع تاريخ النص إلى الحقبة الصليبية هو فوق التساؤل. أما باير Baer 9 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn9)، والذي لحقه كاوفمان 10 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn10)، فيعيد الأبوكاليبس على نحو أكثر تحديداً إلى زمن الحملة الصليبية الثالثة، ويحاول أن يصل إلى تحديد تفصيلي للأحداث التي يشير إليها. كلّ وجهات النظر هذه تعتمد على افتراض مفاده أنّ المادة التاريخية في «الصلاة» برمتها التي تعقب المقاطع الموجودة ايضاً في «الأسرار» إنما تعود إلى مؤلف واحد، وتشير إلى أحداث زمنه. وقد عزا بعضهم، كما رأينا، جزءاً من «الأسرار» إلى مؤلّف «الصلاة». وفي التعليق الذي سيأتي لاحقاً، آمل أن أظهر أن ذلك خطأ، وأن «الصلاة» مكوّن من المقاطع التالية :
1 - إعادة تحرير للمادة الموجودة في أبوكاليبس شمعون بن يوحاي الأكثر قدماً. ولا يبدو أنها تعتمد على نحو مباشر على أيّ من النسخ التي بين أيدينا، إن في «الأسرار» أو في «الملوك العشرة». لكن ربما أنها مأخوذة عن تحرير مفقود، أقرب إلى «الأسرار» منه إلى «الملوك العشرة». وفي هذه المادة قام مؤلفنا بعدد من التبديلات. وفي حين أن بعضاً من هذه التبديلات ربما يرجع إلى تحريرات أقدم، مفقودة، فإنّ بعضها الآخر هو حتماً من عمل المؤلّف الأخير «للصلاة». وهذه التبديلات هي من ثلاثة أنماط رئيسة :
آ - أدبية - تحسين التقديم، إضافة مادة أسطورية من مصادر أخرى، الخ.
ب - حذف مقاطع بعينها لم تعد أهميتها التاريخية مفهومة بوضوح.
ج - إضافة تلميحات إلى زمن المؤلّف الأخير.
أما مادة القسم الأول فمكوّنة على النحو التالي :
* مقدمة الرؤيا وإطارها. وهذا مرتبط على نحو وثيق بنسخة «الأسرار»، لكن مع إضافات معتبرة.
** رؤيا أبوكاليبتية عن ظهور الإسلام والخلافة حتى سقوط الأمويين. وهذا الجزء مرتبط بنسختي «الأسرار» و«الملوك العشرة» . في الزمن الذي شهد تدوين «الصلاة» كانت هذه الأحداث قد عبرت منذ زمن طويل وتذكرها لم يكن كاملاً، وهكذا فنسخة «الصلاة» تحتوي حذوفات هامة. مع ذلك، يمكن إعادة بنائها بمساعدة النسختين الأقدم منها. لقد كتبت هذه الأبوكاليبس خلال موجة من الآمال المسيانية المرتبطة بسقوط السلالة الأموية. وكما يقترح كاوفمان 11 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn11)، فمن المحتمل تماماً أن هذه النسخة ذاتها ليست رؤيا واحدة، بل تضم كسرات من أبوكاليبس أقدم منها، تعود إلى زمن الغزوات الإسلامية.
*** رؤيا أبوكاليبتية حول ظهور العباسيين وحكم كلّ من السفاح والمنصور. ويمكن أن نجد نسخاً عن هذه الرؤيا في «الأسرار» و «الملوك العشرة». وقد كان غريتس على حق في مجادلته بأن هذا الجزء من أصل مختلف وقد أضيف إلى المادّة السابقة، لكنه أخطأ في نسبها إلى القرن الثالث عشر. لقد كتب أثناء حكم المنصور، وكان نتيجة الآمال المسيانية في ذلك الوقت، وربما أنه يتعلّق بالثورة الشيعية التي قادها محمد النفس الزكية.
2 - نسخة أبوكاليبس ذات أصل سوري أو فلسطيني، تعتمد على حوادث الأعوام 969 - 976 - أي، الغزو الفاطمي لمصر، الغارات القرمطية في سوريا، فلسطين، ومصر، مجيء ألب تكين وأتباعه من الأتراك، والغزو البيزنطي لسوريا تحت قيادة يوحنا شمشقيق John Tzimisces. وربما أنها كُتبت قبل هزيمة ألب تكين عام 978. ورغم أنني لا أعرف أبوكاليبس سابقة من هذا النوع، فإنه يمكن أن نجد اصداءها في «الملوك العشرة» وفي أعمال أخرى.
3 - إضافات كاتب «الصلاة» الأخير والتي تصف وصول الحملة الصليبية الأولى إلى فلسطين، وهو حدث قد يكون شهده بنفسه.
4 - تتطوّر عن هذا، خاصية الرؤيا - حروب روما، اسمعيل، اسرائيل، المسيح الدجال، والأمور الباقية، لتنتهي بانتصار المسيا.
تعتمد الترجمة التالية على نص يلنك. وحيثما أتبنى إصلاحاً للنص أشير إليه في الحواشي. في بعض الحالات كان ممكناً تصحيح النص بالرجوع إلى «الأسرار». وقد استخدمت نسخة منقّحة لأجل كل الشواهد الكتابية، وأيضاً لأجل التلميحات الكتابية وقد عملت ما بوسعي أن لا أؤذي المعنى.
تقسيم الأقسام والمقاطع مضاف، باستثناء حين تتم الإشارة إلى ذلك.
مع زوال الإمبراطوريات وازدهار الآمال المتعاقبة وخيبة أملها، نما التقليد المتعلق بالقادم وتطوّر. وراح ظالم بعد الآخر يضيف شيئاً من ذاته إلى صور المسيح الدجّال، في حين كان العديد من المسحاء الكاذبين، بسبب فشلهم، يضيفون تفاصيل جديدة وعلامات جديدة إلى المسيا الذي لم يأت بعد. كان لكلّ مجموعة تقاليدها الخاصة؛ مع ذلك فهم لم يكونوا منفصلين بأية حال، فالعديد من الأفكار والاعتقادات عبرت، عبر الذين كانوا يبدّلون ديانتهم وعبر قنوات أخرى، من ديانة إلى أخرى.
كان اليهود حتماً هم الأقل صبراً في انتظارهم للخلاص. فكلّما بدا تقوّض الإمبراطوريات تحت وطأة الثورات الداخلية والغزوات الخارجية وكأنه ينذر بالنهاية التي انتُظرت طويلاً، كانت عيون اليهود القلقة تتطلع إلى زمن الإضطرابات الذي كانوا يعيشون فيه كعلامة على قدوم المسيّا، وتحاول أن تجد، في الأحداث التي تدور حولهم، النبوءات والتقاليد الغامضة التي وصلت إليهم حول حروب المسيّا الأخيرة. في تلك الأزمنة كُتبت الأسفار الأبوكاليبتية. كان لمؤلفيها أهداف عديدة - مواساة المضطهدين بآمال النصر القريب، تبرير طرق الله للبشر بإظهار أن معاناتهم لم تكن اعتباطية بل جزء من مخطط مرسوم إلهياً لأشياء تتأوج في تأسيس إرادة الله على الأرض، وغالباً ما تكون، إضافة إلى ما سبق، دعم مزاعم مدعٍ فعلي للوظيفة المسيانية. عادة ما تكون طريقتهم هي ذاتها : كانوا يأخذون أو يتبنون كتابات أبوكاليبتية اكثر قدماً ذات أصل متشابه، يضيفون إليها رواية لأحداث زمنهم، ليس كقصة تاريخية صرفة، بل على الأرجح كإعادة تحرير لنبوءاتهم وتقاليدهم القديمة المدققة والموسّعة بحيث تناسب هذه الأحداث، ومن ثم يقدّمون بطريقة محببة الأسطورة المتنامية للكفاح والنصر الأخيرين. كان كلّ شيء يسكب في قالب نبوءات ويعزا إلى إحدى الشخصيات العظيمة من الماضي : إلى دانيال أو إيليا، إلى أخنوخ [ادريس] أو موسى، إلى زربابل أو الحاخام شمعون بن يوحاي.
إلى الشخص المذكور أخيراً، وهو واحد من أعظم الحاخامين في القرن الميلادي الثاني، تعزا واحدة من أهم الأبوكاليبتات اليهودية. نُشرت «صلاة الحاخام شمعون بن يوحاي» للمرّة الأولى على يد أدولف يلنك Adolph Jellinek عام 1855، من مخطوطة نادرة كان يمتلكها ماركو مورتارا Marco Mortara، كبير الحاخامين في مانتوا Mantua 1 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn1). وبدا وكأنها تعتمد جزئياً على عمل أقدم من نمط مشابه يحمل عنوان «أسرار الحاخام شمعون بن يوحاي».
كان «الأسرار» قد نُشِر للمرة الأولى ضمن مختارات سالونيك عام 1743، ثم أعاد يلنك طباعته 2 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn2) بعد ذلك. لقد عزا يلنك العمل إلى الحقبة الصليبية، لكن المؤرخ هاينريش غريتس Heinrich Graetz 3 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn3)، عن طريق فحص دقيق، كان قادراً على أن يُظهر أن الأحداث والحكّام المُشار إليهم في النص إنما يرجعون إلى الخلافة الراشدية وخلافة بني أميّة، وأنّ العمل، باستثناء مقطع مضاف من تاريخ أكثر تأخراً، كُتب أثناء الصراع الذي أنهى الخلافة الأموية. ورغم اعتراضات شتاينشنايدر Steinschneider 4 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn4)، الذي ما يزال يفضّل الهوية الصليبية، قُبِلَ هذا الرأي عموماً. يمكن أن نجد نسخة أخرى من «الأسرار» أيضاً في المدراش الذي يدعى الملوك العشرة، الذي نشره هورفيتس Horovitz 5 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn5). والملوك العشرة هذا يتضمّن مقطعاً يبدأ كما يلي : «هذه هي الأمور المستقبلية التي كُشِفَت للحاخام شمعون بن يوحاي» ويتوافق على نحو واسع، رغم بعض الفروقات الهامّة، مع محتويات «الأسرار». أما زعم هورفيتس بأنّ نسخته أقدم من نسخة الأسرار فيصعب القبول به، حيث أنّها تتضمن إشارات إلى أحداث بعد التاريخ المرجّح لذلك العمل. من ناحية أخرى، فالملوك العشرة يتضمّن تفاصيل هامّة غير موجودة في نص الأسرار، وربما أنه يعتمد على نسخة أخرى أكثر قدماً، لم تعد موجودة. وربما أن نسخة كهذه هي التي شكّلت نقطة الانطلاق لمؤلّف «الصلاة». حتى الآن لم يُثَر أي جدل جدي بشأن تاريخ «الصلاة». يلنك يعزوه إلى الحقبة الصليبية، ويجد فيه «إشارات واضحة وصريحة إلى الحروب الصليبية 6 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn6)». أمّا غريتس 7 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn7)، فبناءً على مقطع يزعم أنّه يجد فيه دلائل على المغول، فينسبه بالتالي إلى القرن الثالث عشر. وهو يفسّر وجود هذا المقطع في «الأسرار» الأكثر قدماً على أنه إقحام من النص اللاحق - أي، من «الصلاة» ذاته. ورغم أنّه هذا التفسير لم يُقْبَل من قبل الكتاب اللاحقين، فقد سلّم معظمهم بأن المقطع موضع التساؤل كان قد أُضيف فعلاً. يعتبر بوتنفيسر Buttenwieser 8 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn8) أن إرجاع تاريخ النص إلى الحقبة الصليبية هو فوق التساؤل. أما باير Baer 9 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn9)، والذي لحقه كاوفمان 10 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn10)، فيعيد الأبوكاليبس على نحو أكثر تحديداً إلى زمن الحملة الصليبية الثالثة، ويحاول أن يصل إلى تحديد تفصيلي للأحداث التي يشير إليها. كلّ وجهات النظر هذه تعتمد على افتراض مفاده أنّ المادة التاريخية في «الصلاة» برمتها التي تعقب المقاطع الموجودة ايضاً في «الأسرار» إنما تعود إلى مؤلف واحد، وتشير إلى أحداث زمنه. وقد عزا بعضهم، كما رأينا، جزءاً من «الأسرار» إلى مؤلّف «الصلاة». وفي التعليق الذي سيأتي لاحقاً، آمل أن أظهر أن ذلك خطأ، وأن «الصلاة» مكوّن من المقاطع التالية :
1 - إعادة تحرير للمادة الموجودة في أبوكاليبس شمعون بن يوحاي الأكثر قدماً. ولا يبدو أنها تعتمد على نحو مباشر على أيّ من النسخ التي بين أيدينا، إن في «الأسرار» أو في «الملوك العشرة». لكن ربما أنها مأخوذة عن تحرير مفقود، أقرب إلى «الأسرار» منه إلى «الملوك العشرة». وفي هذه المادة قام مؤلفنا بعدد من التبديلات. وفي حين أن بعضاً من هذه التبديلات ربما يرجع إلى تحريرات أقدم، مفقودة، فإنّ بعضها الآخر هو حتماً من عمل المؤلّف الأخير «للصلاة». وهذه التبديلات هي من ثلاثة أنماط رئيسة :
آ - أدبية - تحسين التقديم، إضافة مادة أسطورية من مصادر أخرى، الخ.
ب - حذف مقاطع بعينها لم تعد أهميتها التاريخية مفهومة بوضوح.
ج - إضافة تلميحات إلى زمن المؤلّف الأخير.
أما مادة القسم الأول فمكوّنة على النحو التالي :
* مقدمة الرؤيا وإطارها. وهذا مرتبط على نحو وثيق بنسخة «الأسرار»، لكن مع إضافات معتبرة.
** رؤيا أبوكاليبتية عن ظهور الإسلام والخلافة حتى سقوط الأمويين. وهذا الجزء مرتبط بنسختي «الأسرار» و«الملوك العشرة» . في الزمن الذي شهد تدوين «الصلاة» كانت هذه الأحداث قد عبرت منذ زمن طويل وتذكرها لم يكن كاملاً، وهكذا فنسخة «الصلاة» تحتوي حذوفات هامة. مع ذلك، يمكن إعادة بنائها بمساعدة النسختين الأقدم منها. لقد كتبت هذه الأبوكاليبس خلال موجة من الآمال المسيانية المرتبطة بسقوط السلالة الأموية. وكما يقترح كاوفمان 11 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////_ftn11)، فمن المحتمل تماماً أن هذه النسخة ذاتها ليست رؤيا واحدة، بل تضم كسرات من أبوكاليبس أقدم منها، تعود إلى زمن الغزوات الإسلامية.
*** رؤيا أبوكاليبتية حول ظهور العباسيين وحكم كلّ من السفاح والمنصور. ويمكن أن نجد نسخاً عن هذه الرؤيا في «الأسرار» و «الملوك العشرة». وقد كان غريتس على حق في مجادلته بأن هذا الجزء من أصل مختلف وقد أضيف إلى المادّة السابقة، لكنه أخطأ في نسبها إلى القرن الثالث عشر. لقد كتب أثناء حكم المنصور، وكان نتيجة الآمال المسيانية في ذلك الوقت، وربما أنه يتعلّق بالثورة الشيعية التي قادها محمد النفس الزكية.
2 - نسخة أبوكاليبس ذات أصل سوري أو فلسطيني، تعتمد على حوادث الأعوام 969 - 976 - أي، الغزو الفاطمي لمصر، الغارات القرمطية في سوريا، فلسطين، ومصر، مجيء ألب تكين وأتباعه من الأتراك، والغزو البيزنطي لسوريا تحت قيادة يوحنا شمشقيق John Tzimisces. وربما أنها كُتبت قبل هزيمة ألب تكين عام 978. ورغم أنني لا أعرف أبوكاليبس سابقة من هذا النوع، فإنه يمكن أن نجد اصداءها في «الملوك العشرة» وفي أعمال أخرى.
3 - إضافات كاتب «الصلاة» الأخير والتي تصف وصول الحملة الصليبية الأولى إلى فلسطين، وهو حدث قد يكون شهده بنفسه.
4 - تتطوّر عن هذا، خاصية الرؤيا - حروب روما، اسمعيل، اسرائيل، المسيح الدجال، والأمور الباقية، لتنتهي بانتصار المسيا.
تعتمد الترجمة التالية على نص يلنك. وحيثما أتبنى إصلاحاً للنص أشير إليه في الحواشي. في بعض الحالات كان ممكناً تصحيح النص بالرجوع إلى «الأسرار». وقد استخدمت نسخة منقّحة لأجل كل الشواهد الكتابية، وأيضاً لأجل التلميحات الكتابية وقد عملت ما بوسعي أن لا أؤذي المعنى.
تقسيم الأقسام والمقاطع مضاف، باستثناء حين تتم الإشارة إلى ذلك.