toocoolfriend
06/05/2006, 15:09
أرجو قراءة كامل المقال
أخي القبطي .. ويوم الجمعة الحزينة:
طريق الألام .. من "الحضرة " إلى " سبورتنج "!
قال تعالى : ( ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) سورة المائدة ، من الآية ٨٢ . في أيام تجمع ما بين الأحزان والألام والاستعداد للأعياد لدى الأخوة الأقباط ، نقلت لنا الأخبار نبأ مقتل المواطن القبطي نصحي عطا جرجس وإصابة أخرين عقب هجوم بالأسلحة البيضاء على عدة كنائس ، أولها كنيسة مار جرجس بمنطقة الحضرة التابعة لقسم باب شرقي ، مرورا بكنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس بسيدي بشر التابعة لقسم المنتزه ، وكنيسة السيدة العذراء والقديس يوحنا بمنطقة جناكليس التابعة لقسم الرمل ، وأخرها كنيسة مار جرجس باسبورتنج التابع لقسم باب شرقي ، حيث قام بالهجوم مسلم قيل أنه مختل عقلياً، بعدها نشبت أعمال عنف بين مجموعتين من الأقباط والمسلمين في أثناء تشييع جثمان المتوفي نصحي، توفي فيها المواطن المسلم مصطفى السيد مشعل عقب اصابته بالرأس ، حدث ذلك في مدينة الإسكندرية .
الإسكندرية كانت حتى سنوات قليلة خلت مدينة للتسامح، مدينة مصرية شرق أوسطية، كانت الإسكندرية ميناءً إنسانياً يحتضن الآخر، كانت مدينة "كوزموبوليتان " أي تعيش فيها الجاليات الأجنبية من يونانيين وإيطاليين وفرنسيين إضافة إلى الأرمن وغيرهم بسلام مع المصريين .
كل هذا كان ، والآن صارت الإسكندرية تعاني من خلل في التركيبة السكانية بسبب موجات الهجرة من الريف والصعيد ، وبدلاً من أن تحتوي القادمين من الريف والصعيد حضارياً، فرضوا هم قيمهم عليها فصارت مسرحاً للمصادمات الطائفية وتفشت فيها ثقافة التعصب . وما حدث في كنائس المدينة ليس إلامحصلة لسلسلة من التراكمات، فالحكاية ليست فقط في ممارسات شخص مختل، فالخلل ليس في الشخص، بل في المسكوت عنه من هموم الوطن والمواطنة وإثارة القضايا التي آثر الجميع السلامة بعدم الاقتراب منها كحقوق الأقباط السياسية، والمصادمات الطائفية، والانسحاب القبطي الذي يحرج المتعاطفين معهم من المسلمين، وهم يسمعون صوتهم أعلى من صوت قطاعات عريضة من الأقباط أحياناً، لدرجة أن المتطرفون يصفون المتعاطفين مع هموم الأقباط بنعبير "المتأقبطين"، ويتهمونهم بالعمالة وإثارة الفتن.
ما يتعرض له أقباط مصر من اعتداءات يعكس مرضاً أصاب المجتمع الذي تنامى فيه نموذج التعصب وإنكار الآخر بعد أن كان نموذجاً للتآخي ، وما وصلت إليه الأمور هو نتيجة طبيعية لعوامل عدة سلبت المجتمع سلامه وسكينته، ليس بين الأقباط والمسلمين فقط ولكن بين المسلمين والمسلمين أيضاً. بدايةً من الشوارع التي أغلقت أيام الجمع، الى الميكروفونات التي علا صوتها ،مروراً بشرائط الكاسيت الصارخة في المحلات ووسائل المواصلات ، الى الملصقات في كل مكان بعضها يحرض ضد الأخر ، تراجع دور الدولة ، إسلام الاعتدال والوسطية تواري وعلا صوت التهديد والوعيد، واتسعت مساحة ضيق الأفق، مع غلبة الفهم الخاطيء للدين والدنيا، مع ضيق العيش وانعدام الأمل في المستقبل في زمن المنافقين ، وأصبح سلام المجتمع أخر الاعتبارات وتم دفع الثمن من علاقات الأديان ببعضها وفي داخلها. من علاقات الجيرة والعمل . والنتيجة أن المجتمع يتآكل وينهار .
نعم إنه مختل عقلياً،لأن من يفقد حسه الإنساني، ويعادي أخيه في الإنسانية، ولا يرى في من يختلف عنه ومعه فكرياً ودينياً سوى مشروع للتصفية الجسدية، هو بالفعل مختل عقلياً، ولكنه ليس وحده الذي اختل عقله ، نحن بحاجة لمراجعة عقلانية ومتأنية، فمن الاختلال العقلي أن نعتبر كل من يخالفنا الرأي هو زنديق، ومن الاختلال العقلي أن ننصب من أنفسنا أوصياء على الآخر وقضاة عليه، ومن الاختلال العقلي أن نروج لاستباحة دماء الآخرين، ومن الاختلال العقلي أن نعتبر أنفسنا فوق النقد وننتقد الأخرين ليل نهار. لقد تم تحويل الصراعات والتناقضات الاقتصادية والاجتماعية باتجاه الآخر، مما يعفي المسؤولين الحقيقيين عن حالة البؤس والشقاء الذي وصلت إليها المجتمعات. وتم اختصار أسباب الوضع المأساوي في الاختلاف الديني، وأن الحل والخروج من هذا الواقع هو بالتخلص من الآخر الكافر الذي هو سبب الكوارث كلها، وأن المعركة الحقيقية التي يجب أن يخوضها المساكين المستضعفين هي مع الخارجين على الجماعة من ناحية ومع الكفار من ناحية أخرى، وليست المعركة مع اللصوص والمستبدين، هذا هو الخلل العقلي .
نريد أن يصبح في مصر مصريون فقط ، وأنه لا توجد أغلبية ولا أقلية ، وأن تصبح مصر وطنا للجميع لهم فيها حقوقا وواجبات متساوية ، وأن يكون هناك قانون موحد لدور العبادة ، وكذلك دستور يحمي الجميع بصرف النظر عن الدين والجنس واللون ، وأن يكون المسجد والكنيسة أماكن للعبادة ونشر تعاليم التسامح ومكارم الأخلاق وليس للسباب والتحريض علي الآخر ، وأن نؤمن جميعا أن الدين لله والوطن للجميع .. بدلاً من المجاملات التي تظهر ابتسامة غصباً وتبطن أشياء أسوأ بكثير .
ينبغي أن نبدأ من الآن لمواجهة تجار الكراهية، ومروجي التطرف الفكري والديني، والتوقف عن تعاطي المسكنات في مواجهة أزمات قاتلة.
أقباط مصر فيكم الصديق الوفي والجار المخلص، ما تتعرضون له لستم فيه وحدكم بل نتعرض له كلنا فأنتم منا ونحن منكم، كلنا مستهدفون ، لنتضامن كلنا من أجل هذا الوطنِ.
ولنتذكر معاً آيات الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : عن أهل الكتاب : ( قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون ) آل عمران ٦٤ ، ( ومن اهل الكتاب من ان تامنه بقنطار يؤده اليك ومنهم من ان تامنه بدينار لا يؤده اليك الا ما دمت عليه قائما ذلك بانهم قالوا ليس علينا في الاميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) آل عمران ٧٥،( ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون ) آل عمران ١١٣ ، ( وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب ) آل عمران ١٩٩.
وعن الجدال : ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ) النحل ١٢٥ ، وعن الجدال مع أهل الكتاب : ( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ) العنكبوت ٤٦.
وعن النصارى : ( ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) البقرة ٦٢ ، ( ان الذين امنوا والذين هادوا والصابؤون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) المائدة ٦٩، ( لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون ) المائدة ٨٢ ، ( ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد ) الحج ١٧.
وعن السيد المسيح : ( لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا ) النساء ١٧٢.
وعن السيدة مريم : ( واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين . يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) آل عمران ٤٢ : ٤٣ ، ( اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ) آل عمران ٤٥ ، ( وجعلنا ابن مريم وامه اية واويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين ) المؤمنون ٥٠ ، ( ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ) التحريم ١٢.
وقد ذكر القرآن الكريم السيد المسيح ٢٥ مرة تشمل ( المسيح ، والمسيح بن مريم ، والمسيح عيسى بن مريم ، وعيسى ). كما ذكر القرآن الكريم السيدة مريم ٣٤ مرة تشمل ( مريم ، ابن مريم ، والمسيح بن مريم ، والمسيح عيسى بن مريم ).
ولا ننسى أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قد صاهر الاقباط وتزوج من السيدة "ماريا" القبطية ولها علينا الحق كمسلمين في احترام الاقباط ومحبتهم ، وكما وصانا عليه الصلاة والسلام : استوصوا بأقباط مصر خيراً . ليرحم الله سبحانه وتعالى موتانا وأحياءنا، وليرحم مصر مما هو آت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
محمد زهدي
صحفي وباحث في الدراسات الإسلامية
17 - 4 - 2006
أخي القبطي .. ويوم الجمعة الحزينة:
طريق الألام .. من "الحضرة " إلى " سبورتنج "!
قال تعالى : ( ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) سورة المائدة ، من الآية ٨٢ . في أيام تجمع ما بين الأحزان والألام والاستعداد للأعياد لدى الأخوة الأقباط ، نقلت لنا الأخبار نبأ مقتل المواطن القبطي نصحي عطا جرجس وإصابة أخرين عقب هجوم بالأسلحة البيضاء على عدة كنائس ، أولها كنيسة مار جرجس بمنطقة الحضرة التابعة لقسم باب شرقي ، مرورا بكنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس بسيدي بشر التابعة لقسم المنتزه ، وكنيسة السيدة العذراء والقديس يوحنا بمنطقة جناكليس التابعة لقسم الرمل ، وأخرها كنيسة مار جرجس باسبورتنج التابع لقسم باب شرقي ، حيث قام بالهجوم مسلم قيل أنه مختل عقلياً، بعدها نشبت أعمال عنف بين مجموعتين من الأقباط والمسلمين في أثناء تشييع جثمان المتوفي نصحي، توفي فيها المواطن المسلم مصطفى السيد مشعل عقب اصابته بالرأس ، حدث ذلك في مدينة الإسكندرية .
الإسكندرية كانت حتى سنوات قليلة خلت مدينة للتسامح، مدينة مصرية شرق أوسطية، كانت الإسكندرية ميناءً إنسانياً يحتضن الآخر، كانت مدينة "كوزموبوليتان " أي تعيش فيها الجاليات الأجنبية من يونانيين وإيطاليين وفرنسيين إضافة إلى الأرمن وغيرهم بسلام مع المصريين .
كل هذا كان ، والآن صارت الإسكندرية تعاني من خلل في التركيبة السكانية بسبب موجات الهجرة من الريف والصعيد ، وبدلاً من أن تحتوي القادمين من الريف والصعيد حضارياً، فرضوا هم قيمهم عليها فصارت مسرحاً للمصادمات الطائفية وتفشت فيها ثقافة التعصب . وما حدث في كنائس المدينة ليس إلامحصلة لسلسلة من التراكمات، فالحكاية ليست فقط في ممارسات شخص مختل، فالخلل ليس في الشخص، بل في المسكوت عنه من هموم الوطن والمواطنة وإثارة القضايا التي آثر الجميع السلامة بعدم الاقتراب منها كحقوق الأقباط السياسية، والمصادمات الطائفية، والانسحاب القبطي الذي يحرج المتعاطفين معهم من المسلمين، وهم يسمعون صوتهم أعلى من صوت قطاعات عريضة من الأقباط أحياناً، لدرجة أن المتطرفون يصفون المتعاطفين مع هموم الأقباط بنعبير "المتأقبطين"، ويتهمونهم بالعمالة وإثارة الفتن.
ما يتعرض له أقباط مصر من اعتداءات يعكس مرضاً أصاب المجتمع الذي تنامى فيه نموذج التعصب وإنكار الآخر بعد أن كان نموذجاً للتآخي ، وما وصلت إليه الأمور هو نتيجة طبيعية لعوامل عدة سلبت المجتمع سلامه وسكينته، ليس بين الأقباط والمسلمين فقط ولكن بين المسلمين والمسلمين أيضاً. بدايةً من الشوارع التي أغلقت أيام الجمع، الى الميكروفونات التي علا صوتها ،مروراً بشرائط الكاسيت الصارخة في المحلات ووسائل المواصلات ، الى الملصقات في كل مكان بعضها يحرض ضد الأخر ، تراجع دور الدولة ، إسلام الاعتدال والوسطية تواري وعلا صوت التهديد والوعيد، واتسعت مساحة ضيق الأفق، مع غلبة الفهم الخاطيء للدين والدنيا، مع ضيق العيش وانعدام الأمل في المستقبل في زمن المنافقين ، وأصبح سلام المجتمع أخر الاعتبارات وتم دفع الثمن من علاقات الأديان ببعضها وفي داخلها. من علاقات الجيرة والعمل . والنتيجة أن المجتمع يتآكل وينهار .
نعم إنه مختل عقلياً،لأن من يفقد حسه الإنساني، ويعادي أخيه في الإنسانية، ولا يرى في من يختلف عنه ومعه فكرياً ودينياً سوى مشروع للتصفية الجسدية، هو بالفعل مختل عقلياً، ولكنه ليس وحده الذي اختل عقله ، نحن بحاجة لمراجعة عقلانية ومتأنية، فمن الاختلال العقلي أن نعتبر كل من يخالفنا الرأي هو زنديق، ومن الاختلال العقلي أن ننصب من أنفسنا أوصياء على الآخر وقضاة عليه، ومن الاختلال العقلي أن نروج لاستباحة دماء الآخرين، ومن الاختلال العقلي أن نعتبر أنفسنا فوق النقد وننتقد الأخرين ليل نهار. لقد تم تحويل الصراعات والتناقضات الاقتصادية والاجتماعية باتجاه الآخر، مما يعفي المسؤولين الحقيقيين عن حالة البؤس والشقاء الذي وصلت إليها المجتمعات. وتم اختصار أسباب الوضع المأساوي في الاختلاف الديني، وأن الحل والخروج من هذا الواقع هو بالتخلص من الآخر الكافر الذي هو سبب الكوارث كلها، وأن المعركة الحقيقية التي يجب أن يخوضها المساكين المستضعفين هي مع الخارجين على الجماعة من ناحية ومع الكفار من ناحية أخرى، وليست المعركة مع اللصوص والمستبدين، هذا هو الخلل العقلي .
نريد أن يصبح في مصر مصريون فقط ، وأنه لا توجد أغلبية ولا أقلية ، وأن تصبح مصر وطنا للجميع لهم فيها حقوقا وواجبات متساوية ، وأن يكون هناك قانون موحد لدور العبادة ، وكذلك دستور يحمي الجميع بصرف النظر عن الدين والجنس واللون ، وأن يكون المسجد والكنيسة أماكن للعبادة ونشر تعاليم التسامح ومكارم الأخلاق وليس للسباب والتحريض علي الآخر ، وأن نؤمن جميعا أن الدين لله والوطن للجميع .. بدلاً من المجاملات التي تظهر ابتسامة غصباً وتبطن أشياء أسوأ بكثير .
ينبغي أن نبدأ من الآن لمواجهة تجار الكراهية، ومروجي التطرف الفكري والديني، والتوقف عن تعاطي المسكنات في مواجهة أزمات قاتلة.
أقباط مصر فيكم الصديق الوفي والجار المخلص، ما تتعرضون له لستم فيه وحدكم بل نتعرض له كلنا فأنتم منا ونحن منكم، كلنا مستهدفون ، لنتضامن كلنا من أجل هذا الوطنِ.
ولنتذكر معاً آيات الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : عن أهل الكتاب : ( قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون ) آل عمران ٦٤ ، ( ومن اهل الكتاب من ان تامنه بقنطار يؤده اليك ومنهم من ان تامنه بدينار لا يؤده اليك الا ما دمت عليه قائما ذلك بانهم قالوا ليس علينا في الاميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) آل عمران ٧٥،( ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون ) آل عمران ١١٣ ، ( وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب ) آل عمران ١٩٩.
وعن الجدال : ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ) النحل ١٢٥ ، وعن الجدال مع أهل الكتاب : ( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ) العنكبوت ٤٦.
وعن النصارى : ( ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) البقرة ٦٢ ، ( ان الذين امنوا والذين هادوا والصابؤون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) المائدة ٦٩، ( لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون ) المائدة ٨٢ ، ( ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد ) الحج ١٧.
وعن السيد المسيح : ( لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا ) النساء ١٧٢.
وعن السيدة مريم : ( واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين . يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) آل عمران ٤٢ : ٤٣ ، ( اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ) آل عمران ٤٥ ، ( وجعلنا ابن مريم وامه اية واويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين ) المؤمنون ٥٠ ، ( ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ) التحريم ١٢.
وقد ذكر القرآن الكريم السيد المسيح ٢٥ مرة تشمل ( المسيح ، والمسيح بن مريم ، والمسيح عيسى بن مريم ، وعيسى ). كما ذكر القرآن الكريم السيدة مريم ٣٤ مرة تشمل ( مريم ، ابن مريم ، والمسيح بن مريم ، والمسيح عيسى بن مريم ).
ولا ننسى أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قد صاهر الاقباط وتزوج من السيدة "ماريا" القبطية ولها علينا الحق كمسلمين في احترام الاقباط ومحبتهم ، وكما وصانا عليه الصلاة والسلام : استوصوا بأقباط مصر خيراً . ليرحم الله سبحانه وتعالى موتانا وأحياءنا، وليرحم مصر مما هو آت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
محمد زهدي
صحفي وباحث في الدراسات الإسلامية
17 - 4 - 2006