dm3t 7zn
10/05/2006, 22:14
شهيدة العشق الالهي..رابعة العدوية.. عراقية من البصرة
في مدينة البصرة التي كانت تعاني من وباء اجتاحها وقحط اصابها ادى الى انتشار اللصوص وقطاع الطرق.. فيها ولدت رابعة العدوية في مطلع القرن الثاني للهجرة لاب فقير كان لديه ثلاث بنات.. مات الاب وهي لم تزل دون العاشرة ولم تلبث ان لحقت به الأم فوجدت الفتيات انفسهن بلا عائل يعانين من الفقر والجوع والهزال فتفرقن كل واحدة منهن تبحث عن طريقها.. وقد خطف رابعى احد هؤلاء اللصوص وباعها بستة دراهم الى احد التجار العشاة.. الذي كان يحملها فوق طاقتها كطفلة لم تشب عن الطوق بعد.. لكنها كانت تختلي بنفسها في الليل لتستريح من عناء النهار وعذابه.. لم تكن راحتها في النوم او الطعام بل كانت في الصلاة والمناجاة. ويعود اسم رابعة الى انها ولدت بعد ثلاث بنات لأبيها عاشت حياتها بلا بيت وبلا مال ولا زواج.. كانت تعزف الناي وتغني فأشتهرت بحسن صوتها واداء عزفها.. لكنها سرعان ما عاقت نفسها كل مباهج الحياة وترفها فأتجهت الى الزهد والتصوف وهي في ريعان الشباب.. ذات ليلة استيقظ سيدها من نومه فسمع صلاتها ومناجاتها فنظر من خصائص الباب فرأى رابعة ساجدة تصلي وتقول (الهي انت تعلم ان قلبـي يتمنى طاعتك ونور عيني في خدمتك.. لو كان الامر بيدي ما انقطعت لحظة عن مناجاتك لكنك تركتني تحت رحمة هذا المخلوق القاسي من عبادك) وخلال دعائها وصلاتها شاهد قنديلا فوق رأسها يحلق بسلسلة غير معلقة وله ضياء يملأ البيت كله.. فلما ابصر هذا النور العجيب فزع وظل طوال الليل ساهراً متفكرا حتى طلع النهار.. فدعا رابعة وقال لها.. لقد وهبتك الحرية فأن شئت بقيت وان شئت رحلت انى رغبت.. فما كان منها الا ان ودعته وارتحلت. جعلت رابعة المساجد دارها.. تعزف الناي في حلقات الذكر وساحات التصوف.. وكانت في تلك الفترة في الرابعة عشر من عمرها.. لكن هذه المرحلة من حياتها لم تستمر طويلا.. فقد اشتاقت نفسها للدنيا الخلاء من الناس المليئة بالله وحده.. فقد تخلص قلبها من الدنيا وكل ما فيها وخلص من الرغبات والشهوات والخوف والرجاء.. ولم يبق فيه الا شيء واحد الرضاء عن الله والعمل على الوصول الى رضا الله عنها ورفضت كل من تقدم لزواجها فليس في قلبها مكان لغير الله.. وليس لديها وقت تشغله في غير حب الله.. اقامت رابعة اول امرها في الصحراء بعد تحررها من الاسر ثم انتقلت الى البصرة حيث جمعت حولها كثيرا من المريدين والاصحاب الذين وفدوا عليها لحضور مجلسها وذكرها لله والاستماع الى اقوالها وكان من بينهم مالك بن دينار والزاهد رباح القيسي والمحدث سفيان التوري والمتصوف شقيق البلخي.. لقيت ربها وهي في الثمانين من عمرها وظلت طوال حياتها مشغولة بالله وحده.. متعبدة في رحابه.. طامحة الى حبه وكانت تدعوه دون ان ترفع رأسها الى السماء حياء منه. ان الصورة الراسخة في اذهان الكثيرين عن رابعة العدوية هي صورة الفانية التي تمرغت في حياة الغواية والشهوات حتى اذا اذن شبابها بالذهاب اتجهت الى العبادة والطاعة.. وهي صورة غير صحيحة ومشوهة بعض الذين كتبوا عنها كدراما لارضاء القارئ او المشاهد للافلام التي انتجت عنها. يقال ان الحسن البصري حاول ان يتزوجها فرفضت.. وقالت انها عابدة لله وحده.. ولاتريد ان يشغلها احد سواه.. وسئلت مرة كيف بلغت ما انت فيه من الزهد والتبتل.. قالت بترك النفس واهمال رغباتها.. كانت تصوم النهار وتقوم الليل حتى ضعفت ونصحها الناس ان ترحم نفسها وتخفف عنها.. غير انها ظلت على ما كانت عليه من الانقطاع عن الدنيا لبارئها حتى وفاتها سنة 135هجرية.. وكانت تقول.. ما ظهر من اعمالي فلا اعده شيئا.. وكانت تقول في مناجاتها.. الهي اتحرق بالنار قلبا يحبك تعد رابعة عند الباحثين في امور الولاية من اعظم الأولياء.. فقد قال مصطفى عبدالرزاق عنها.. انها السباقة الى وضع قواعد الحب والحزن في هيكل التصوف الاسلامي.. كانت تصلي الليل كله فاذا طلع الفجر هجعت في مصلاها هجعة خفيفة حتى يسكن النهار.. واتاها رجل يوما باربعين دينارا لتستعين بها على بعض حوائجها.. فبكت ثم رفعت رأسها الى السماء قائلة.. هو يعلم اني استحي منه ان اسأله وهو يملكها فكيف لي ممن لايملكها. ولما حضرتها الوفاة دعت خادمتها وقالت لها.. يا عيدة لا تؤذيني في موتي وكفنيني بجبتي هذه وهي جبة من الشعر كانت تقوم فيها اذا هدأت العيون.. فكفنتها عبده في تلك الجبة وفي خمار صوف كانت تلبسه. ثم دفنت في بيت المقدس عام135 هجرية وقبرها يزار..
في مدينة البصرة التي كانت تعاني من وباء اجتاحها وقحط اصابها ادى الى انتشار اللصوص وقطاع الطرق.. فيها ولدت رابعة العدوية في مطلع القرن الثاني للهجرة لاب فقير كان لديه ثلاث بنات.. مات الاب وهي لم تزل دون العاشرة ولم تلبث ان لحقت به الأم فوجدت الفتيات انفسهن بلا عائل يعانين من الفقر والجوع والهزال فتفرقن كل واحدة منهن تبحث عن طريقها.. وقد خطف رابعى احد هؤلاء اللصوص وباعها بستة دراهم الى احد التجار العشاة.. الذي كان يحملها فوق طاقتها كطفلة لم تشب عن الطوق بعد.. لكنها كانت تختلي بنفسها في الليل لتستريح من عناء النهار وعذابه.. لم تكن راحتها في النوم او الطعام بل كانت في الصلاة والمناجاة. ويعود اسم رابعة الى انها ولدت بعد ثلاث بنات لأبيها عاشت حياتها بلا بيت وبلا مال ولا زواج.. كانت تعزف الناي وتغني فأشتهرت بحسن صوتها واداء عزفها.. لكنها سرعان ما عاقت نفسها كل مباهج الحياة وترفها فأتجهت الى الزهد والتصوف وهي في ريعان الشباب.. ذات ليلة استيقظ سيدها من نومه فسمع صلاتها ومناجاتها فنظر من خصائص الباب فرأى رابعة ساجدة تصلي وتقول (الهي انت تعلم ان قلبـي يتمنى طاعتك ونور عيني في خدمتك.. لو كان الامر بيدي ما انقطعت لحظة عن مناجاتك لكنك تركتني تحت رحمة هذا المخلوق القاسي من عبادك) وخلال دعائها وصلاتها شاهد قنديلا فوق رأسها يحلق بسلسلة غير معلقة وله ضياء يملأ البيت كله.. فلما ابصر هذا النور العجيب فزع وظل طوال الليل ساهراً متفكرا حتى طلع النهار.. فدعا رابعة وقال لها.. لقد وهبتك الحرية فأن شئت بقيت وان شئت رحلت انى رغبت.. فما كان منها الا ان ودعته وارتحلت. جعلت رابعة المساجد دارها.. تعزف الناي في حلقات الذكر وساحات التصوف.. وكانت في تلك الفترة في الرابعة عشر من عمرها.. لكن هذه المرحلة من حياتها لم تستمر طويلا.. فقد اشتاقت نفسها للدنيا الخلاء من الناس المليئة بالله وحده.. فقد تخلص قلبها من الدنيا وكل ما فيها وخلص من الرغبات والشهوات والخوف والرجاء.. ولم يبق فيه الا شيء واحد الرضاء عن الله والعمل على الوصول الى رضا الله عنها ورفضت كل من تقدم لزواجها فليس في قلبها مكان لغير الله.. وليس لديها وقت تشغله في غير حب الله.. اقامت رابعة اول امرها في الصحراء بعد تحررها من الاسر ثم انتقلت الى البصرة حيث جمعت حولها كثيرا من المريدين والاصحاب الذين وفدوا عليها لحضور مجلسها وذكرها لله والاستماع الى اقوالها وكان من بينهم مالك بن دينار والزاهد رباح القيسي والمحدث سفيان التوري والمتصوف شقيق البلخي.. لقيت ربها وهي في الثمانين من عمرها وظلت طوال حياتها مشغولة بالله وحده.. متعبدة في رحابه.. طامحة الى حبه وكانت تدعوه دون ان ترفع رأسها الى السماء حياء منه. ان الصورة الراسخة في اذهان الكثيرين عن رابعة العدوية هي صورة الفانية التي تمرغت في حياة الغواية والشهوات حتى اذا اذن شبابها بالذهاب اتجهت الى العبادة والطاعة.. وهي صورة غير صحيحة ومشوهة بعض الذين كتبوا عنها كدراما لارضاء القارئ او المشاهد للافلام التي انتجت عنها. يقال ان الحسن البصري حاول ان يتزوجها فرفضت.. وقالت انها عابدة لله وحده.. ولاتريد ان يشغلها احد سواه.. وسئلت مرة كيف بلغت ما انت فيه من الزهد والتبتل.. قالت بترك النفس واهمال رغباتها.. كانت تصوم النهار وتقوم الليل حتى ضعفت ونصحها الناس ان ترحم نفسها وتخفف عنها.. غير انها ظلت على ما كانت عليه من الانقطاع عن الدنيا لبارئها حتى وفاتها سنة 135هجرية.. وكانت تقول.. ما ظهر من اعمالي فلا اعده شيئا.. وكانت تقول في مناجاتها.. الهي اتحرق بالنار قلبا يحبك تعد رابعة عند الباحثين في امور الولاية من اعظم الأولياء.. فقد قال مصطفى عبدالرزاق عنها.. انها السباقة الى وضع قواعد الحب والحزن في هيكل التصوف الاسلامي.. كانت تصلي الليل كله فاذا طلع الفجر هجعت في مصلاها هجعة خفيفة حتى يسكن النهار.. واتاها رجل يوما باربعين دينارا لتستعين بها على بعض حوائجها.. فبكت ثم رفعت رأسها الى السماء قائلة.. هو يعلم اني استحي منه ان اسأله وهو يملكها فكيف لي ممن لايملكها. ولما حضرتها الوفاة دعت خادمتها وقالت لها.. يا عيدة لا تؤذيني في موتي وكفنيني بجبتي هذه وهي جبة من الشعر كانت تقوم فيها اذا هدأت العيون.. فكفنتها عبده في تلك الجبة وفي خمار صوف كانت تلبسه. ثم دفنت في بيت المقدس عام135 هجرية وقبرها يزار..