عاشق من فلسطين
13/03/2005, 04:15
برلين: يوسف فاضل
كشفت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن السياسات الخارجية التي تعتنقها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش فيما يتعلق بنشر الديمقراطية ودورها في "الحرب على الإرهاب" هي تطبيق لمفاهيم إيديولوجية صاغها منشق يهودي سوفيتي قضى مدة في سجون مخابرات الـ"كي جي بي" إلى أن أفرج عنه في عام 1986 فهاجر إلى إسرائيل ويشغل الآن منصب وزير شؤون القدس ويهود الشتات في حكومة رئيس الوزراء أرييل شارون, وهو أحد المتشددين تجاه الفلسطينيين.
ونفى شارانسكي في حديثه للمجلة أن يكون الرئيس بوش قد دفع له أتعابا مقابل الأفكار التي صاغها ونقلها عنه وجاء الخطاب الذي ألقاه في مناسبة بدء ولايته الثانية ترجمة لها.
وقال إن الرئيس بوش ليس مضطرا للدفع وإنما قام بالثناء على كتاب أصدره تحت عنوان "قضية نحو الديمقراطية" فنال حظا كبيرا في التوزيع مما جعله سعيدا.
وروى شارانسكي قصة لقائه بالرئيس الأمريكي بوش قائلا إنه كان في جولة أمريكية للترويج لكتابه, عندما تلقى اتصالا مفاجئا من شخصية في البيت الأبيض أبلغته أن الرئيس جورج بوش يود مقابلته وأن الرئيس معجب بالكتاب الذي أصدره وخاصة ما يتعلق بموضوع "قوة الديمقراطية" وأوصى وزير خارجيته بقراءته.
وأضاف أن اللقاء مع الرئيس تم في نوفمبر عقب الانتخابات الرئاسية مباشرة واستغرق ساعة, راح فيها الرئيس يشرح مفهومه للديمقراطية بأنها ليست اختراعا أمريكيا, وإنما منحة من الرب للناس. وقال إن الرئيس أخبره بأن ما كتبه في مؤلفه إنما رسخ تلك الفكرة. ونقل شارانسكي عن الرئيس بوش قوله له إنه قد زوده "بأسس نظرية لسياساته".
وذكر شارانسكي أن فحوى نظريته أن "الأمن والحرب على الإرهاب" يمكن فقط تحقيقهما من خلال "دمرقطة العالم", ولقد أبلغت الرئيس بوش أنه "منشق حقيقي" لأنه لا يلقي بالا لنتائج استطلاعات الرأي فقط, وإنما يظل صادقا مع معتقداته ويحارب من أجلها. لقد قلت له إن "المنشقين" يشعرون بالوحدة ولكن التاريخ في صفهم في النهاية.
ووجهت مجلة "دير شبيجل" لشارانسكي السؤال "دعنا نفترض أن الأهداف الحقيقية للرئيس بوش هي الدمقرطة وليست تأمين احتياطات النفط والقواعد العسكرية", فهل الديمقراطية الغربية مناسبة للعالم الإسلامي؟ فقال شارانسكي: ليس لدي شك في أن العرب يريدون أن يكونوا أحرارا أيضا. وإذا عدنا للحقبة التي كنا نعاني فيها تحت نير الشيوعية في الاتحاد السوفيتي, كان أصدقاؤنا في الغرب يقولون لنا إن الديمقراطية شيء عظيم, ولكنها لا تصلح لروسيا, لأنها ضد عقلية وثقافة الشعب الروسي. إن التغيير أتى فقط في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان من خلال تأسيس العلاقة بين الأمن وحقوق الإنسان.
وعما يميز الرئيس بوش عن سابقيه من رؤساء الولايات المتحدة, قال شارانسكي: لقد تحدثت مع العديد من الرؤساء الأمريكيين, بمن فيهم الرئيس بيل كلينتون الذي يعتبر أفضل من يستمع في العالم, ولكني لم أخرج منه بشيء. وبعد اعتداءات 11 سبتمبر استوعب الرئيس بوش في الحال أنه يواجه تحديا عالميا, وليس فقط الحرب على تنظيم القاعدة. غير أن المسار الذي اتبعته واشنطن لم يكن واضحا في البداية, إلى أن اجتاح الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية بعد ذلك بثلاث سنوات, "لتطهيرها من الإرهابيين", فطالب الرئيس بوش علانية بانسحاب إسرائيلي فوري, لكنه ولأول مرة قال إن الفلسطينيين في حاجة لقائد "ديمقراطي".
وفي إجابة عن سؤال حول إمكانية نشر الديمقراطية بواسطة السلاح كما حدث في العراق قال شارانسكي: "إنني لا أطالب بأن ترسل الجيوش إلى كل مكان, بل على العكس أطالب بأن تؤسس العلاقات بين الدول على "حقوق الإنسان" وإذا لم تستجب يكون التدخل العسكري هو المطلوب".
وحول ما إذا كان الرئيس بوش قد اضطر للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين, بعد طول تأييد من الولايات المتحدة له, قال شارانسكي إنني أعتقد أنه لم يكن لديه خيار آخر، الأمم الحرة بصفة عامة تتطلع لوسائل للتعامل مع الحكام الديكتاتوريين. لقد قال الرئيس الأمريكي ليندون جونسون عندما سألوه "إنهم قد يكونون أوغادا, ولكنهم أوغادنا نحن!". ولسنوات طويلة اعتقد الأمريكيون أن صدام حسين هو وغدهم ولكنهم عرفوا أنهم مخطئون حتى قبل قليل من غزوه الكويت".
ووصف شارانسكي استمرار الولايات المتحدة في تأييدها لباكستان, لحاجتها لها في الحرب على تنظيم القاعدة, وقال إن هذه السياسة الواقعية بالتعامل مع النظام أفضل من الانتظار حتى يتم ترسيخ الديمقراطية لبدء التعاون. وقال شارانسكي "إنك إذا أردت أن تحارب عدوا لك في وقت حرج وكان حليفك المحتمل ديكتاتوريا, فلا يجب أن تقول لا لتنتظر حتى يتحول ذلك الحليف إلى الديمقراطية". فلنتصور مثلا أن الولايات المتحدة في حربها ضد هتلر قالت للزعيم السوفيتي ستالين: نحن لا نريد دعمك حتى تحول بلدك إلى الديمقراطية. إن الأمر يكون غير مقبول إطلاقا.
وعندما سئل شارانسكي النصيحة ماذا يتوجب عمله الآن في مشاكل العالم, قال إنه يجب ربط العلاقات الاقتصادية مع قضية حقوق الإنسان, ومن الممكن أن يبدأ الضغط مرحليا بادئا بحقوق المرأة ثم الحريات الأخرى.
وحول الجدل المتصاعد حول إيران قال الوزير الإسرائيلي إنها تمثل التهديد الأخطر, لأن الملالي هناك لا يخفون رغبتهم في "تدمير إسرائيل" اللحظة التي يمتلكون فيها القنبلة, ويجب عمل كل ما من شأنه منع ذلك, ولكن إذا كان التدخل العسكري هو الحل النهائي فإنه سينتج عنه فشل ذريع آخر يتحمله ذلك الجزء من العالم الحر.
كشفت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن السياسات الخارجية التي تعتنقها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش فيما يتعلق بنشر الديمقراطية ودورها في "الحرب على الإرهاب" هي تطبيق لمفاهيم إيديولوجية صاغها منشق يهودي سوفيتي قضى مدة في سجون مخابرات الـ"كي جي بي" إلى أن أفرج عنه في عام 1986 فهاجر إلى إسرائيل ويشغل الآن منصب وزير شؤون القدس ويهود الشتات في حكومة رئيس الوزراء أرييل شارون, وهو أحد المتشددين تجاه الفلسطينيين.
ونفى شارانسكي في حديثه للمجلة أن يكون الرئيس بوش قد دفع له أتعابا مقابل الأفكار التي صاغها ونقلها عنه وجاء الخطاب الذي ألقاه في مناسبة بدء ولايته الثانية ترجمة لها.
وقال إن الرئيس بوش ليس مضطرا للدفع وإنما قام بالثناء على كتاب أصدره تحت عنوان "قضية نحو الديمقراطية" فنال حظا كبيرا في التوزيع مما جعله سعيدا.
وروى شارانسكي قصة لقائه بالرئيس الأمريكي بوش قائلا إنه كان في جولة أمريكية للترويج لكتابه, عندما تلقى اتصالا مفاجئا من شخصية في البيت الأبيض أبلغته أن الرئيس جورج بوش يود مقابلته وأن الرئيس معجب بالكتاب الذي أصدره وخاصة ما يتعلق بموضوع "قوة الديمقراطية" وأوصى وزير خارجيته بقراءته.
وأضاف أن اللقاء مع الرئيس تم في نوفمبر عقب الانتخابات الرئاسية مباشرة واستغرق ساعة, راح فيها الرئيس يشرح مفهومه للديمقراطية بأنها ليست اختراعا أمريكيا, وإنما منحة من الرب للناس. وقال إن الرئيس أخبره بأن ما كتبه في مؤلفه إنما رسخ تلك الفكرة. ونقل شارانسكي عن الرئيس بوش قوله له إنه قد زوده "بأسس نظرية لسياساته".
وذكر شارانسكي أن فحوى نظريته أن "الأمن والحرب على الإرهاب" يمكن فقط تحقيقهما من خلال "دمرقطة العالم", ولقد أبلغت الرئيس بوش أنه "منشق حقيقي" لأنه لا يلقي بالا لنتائج استطلاعات الرأي فقط, وإنما يظل صادقا مع معتقداته ويحارب من أجلها. لقد قلت له إن "المنشقين" يشعرون بالوحدة ولكن التاريخ في صفهم في النهاية.
ووجهت مجلة "دير شبيجل" لشارانسكي السؤال "دعنا نفترض أن الأهداف الحقيقية للرئيس بوش هي الدمقرطة وليست تأمين احتياطات النفط والقواعد العسكرية", فهل الديمقراطية الغربية مناسبة للعالم الإسلامي؟ فقال شارانسكي: ليس لدي شك في أن العرب يريدون أن يكونوا أحرارا أيضا. وإذا عدنا للحقبة التي كنا نعاني فيها تحت نير الشيوعية في الاتحاد السوفيتي, كان أصدقاؤنا في الغرب يقولون لنا إن الديمقراطية شيء عظيم, ولكنها لا تصلح لروسيا, لأنها ضد عقلية وثقافة الشعب الروسي. إن التغيير أتى فقط في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان من خلال تأسيس العلاقة بين الأمن وحقوق الإنسان.
وعما يميز الرئيس بوش عن سابقيه من رؤساء الولايات المتحدة, قال شارانسكي: لقد تحدثت مع العديد من الرؤساء الأمريكيين, بمن فيهم الرئيس بيل كلينتون الذي يعتبر أفضل من يستمع في العالم, ولكني لم أخرج منه بشيء. وبعد اعتداءات 11 سبتمبر استوعب الرئيس بوش في الحال أنه يواجه تحديا عالميا, وليس فقط الحرب على تنظيم القاعدة. غير أن المسار الذي اتبعته واشنطن لم يكن واضحا في البداية, إلى أن اجتاح الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية بعد ذلك بثلاث سنوات, "لتطهيرها من الإرهابيين", فطالب الرئيس بوش علانية بانسحاب إسرائيلي فوري, لكنه ولأول مرة قال إن الفلسطينيين في حاجة لقائد "ديمقراطي".
وفي إجابة عن سؤال حول إمكانية نشر الديمقراطية بواسطة السلاح كما حدث في العراق قال شارانسكي: "إنني لا أطالب بأن ترسل الجيوش إلى كل مكان, بل على العكس أطالب بأن تؤسس العلاقات بين الدول على "حقوق الإنسان" وإذا لم تستجب يكون التدخل العسكري هو المطلوب".
وحول ما إذا كان الرئيس بوش قد اضطر للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين, بعد طول تأييد من الولايات المتحدة له, قال شارانسكي إنني أعتقد أنه لم يكن لديه خيار آخر، الأمم الحرة بصفة عامة تتطلع لوسائل للتعامل مع الحكام الديكتاتوريين. لقد قال الرئيس الأمريكي ليندون جونسون عندما سألوه "إنهم قد يكونون أوغادا, ولكنهم أوغادنا نحن!". ولسنوات طويلة اعتقد الأمريكيون أن صدام حسين هو وغدهم ولكنهم عرفوا أنهم مخطئون حتى قبل قليل من غزوه الكويت".
ووصف شارانسكي استمرار الولايات المتحدة في تأييدها لباكستان, لحاجتها لها في الحرب على تنظيم القاعدة, وقال إن هذه السياسة الواقعية بالتعامل مع النظام أفضل من الانتظار حتى يتم ترسيخ الديمقراطية لبدء التعاون. وقال شارانسكي "إنك إذا أردت أن تحارب عدوا لك في وقت حرج وكان حليفك المحتمل ديكتاتوريا, فلا يجب أن تقول لا لتنتظر حتى يتحول ذلك الحليف إلى الديمقراطية". فلنتصور مثلا أن الولايات المتحدة في حربها ضد هتلر قالت للزعيم السوفيتي ستالين: نحن لا نريد دعمك حتى تحول بلدك إلى الديمقراطية. إن الأمر يكون غير مقبول إطلاقا.
وعندما سئل شارانسكي النصيحة ماذا يتوجب عمله الآن في مشاكل العالم, قال إنه يجب ربط العلاقات الاقتصادية مع قضية حقوق الإنسان, ومن الممكن أن يبدأ الضغط مرحليا بادئا بحقوق المرأة ثم الحريات الأخرى.
وحول الجدل المتصاعد حول إيران قال الوزير الإسرائيلي إنها تمثل التهديد الأخطر, لأن الملالي هناك لا يخفون رغبتهم في "تدمير إسرائيل" اللحظة التي يمتلكون فيها القنبلة, ويجب عمل كل ما من شأنه منع ذلك, ولكن إذا كان التدخل العسكري هو الحل النهائي فإنه سينتج عنه فشل ذريع آخر يتحمله ذلك الجزء من العالم الحر.