عاشق من فلسطين
13/03/2005, 04:34
من أجل سورية
ضرورة استقالة البعث من الحكم
"إن قوانين النشوء والفناء تحتم على التكوينات العضوية البشرية والسياسية الحزبية منها تحتم عليها العطب والموت مثلما حتمت عليها الولادة والعمل"
فراس سعد
السياسة 17/10/2004
موقع نوروز 18/10/2004
منذ سقوط الاتحاد السوفياتي تحت فؤوس الفساد ومناجل القمع والتسلط وسوسة التآمر مع المخابرات الأميركية اخذ أهل الحكم عندنا يلمسون على رؤوسهم.
إن العمل السياسي بين أهل الحكم ومن هم خارجه أشبه ما يكون بلعبة مسرحية يتم فيها تبادل الأدوار , فلا يجوز أن تجلس أحزاب بعينها في الحكم إلى ما شاء الله لأنها أحزاب »مختارة «- ليس من الله أو الشعب على كل حال-لاسيما إذا كانت أحزابا متهالكة فرغت من معناها أو هي أساسا وجدت من اجل الوصول إلى الحكم عن طريق الانقلاب العسكري كما لا يجوز أن تبقى أحزاب بعينها خارج الحكم إلى يوم القيامة لأنه »مغضوب« عليها - أيضا ليس من الله والشعب على كل حال ولو خير الشعب السوري عبر استفتاء حر نزيه موضوعه بقاء حزب البعث أو خروجه من السلطة و»قيادة« الدولة لاختار بالإجماع خروجه ليس لأنه حزب بلا مبادئ أو أن مبادئه ليست وطنية أو قومية لكن لان تجربته كانت فاشلة على الصعيدين القومي والوطني, قوميا حطم البعث العنفوان الفلسطيني باختراع حركات فلسطينية منشقة عن الحركة الفلسطينية الأم ومن ثم افتعل معارك جانبية ودفع الحركات المنشقة إلى مزيد من الانشقاق وهو بذلك مكن العدو الإسرائيلي من البقاء متفوقا ومنحه حرية نسبية في مواجهة الحركات الوطنية الفلسطينية ونحن لا نستبعد وجود عملاء للموساد داخل أجهزة السلطة والحزب وسواه من الأجهزة السورية أما على الصعيد الوطني سوريا فلقد فشل البعث في تحقيق أي نمو اقتصادي بل زاد التضخم في سوريا في بعض المجالات ألف بالمئة وحطم الحريات الأساسية وعمل على تحطيم الوحدة الوطنية الحقيقية الحرة البعيدة عن القسر واستخدم البعث الحذاء العسكري الذي أوصل الشعب السوري إلى حد الفقر وتفشي الأمراض الاجتماعية وأخطرها الشذوذ الجنسي بأعداد مرعبة. ولأنه الآن - وهذا هو السبب الرئيسي - متآكل من الداخل وبحاجة لنفض وتنزيل محرك لكن هذا يجب ألا يكون وهو في الحكم إنما خارجه لان قطار الحكم والدولة يحتاج دوما لمحركات قوية حديثة والانتظار ريثما يتم إصلاح محرك البعث سيوقف القطار السوري طويلا وقد يوقفه إلى الأبد فيما لو تم اكتشاف أن محرك البعث غير صالح للاستعمال وفيما كان إصرار قادته وبعض ركاب قطار الحكم على تركيب محرك البعث حصرا ورفضهم لأي محرك آخر?!!
إن قوانين النشوء والفناء تحتم على التكوينات العضوية البشرية والسياسية الحزبية منها تحتم عليها العطب والموت مثلما حتمت عليها الولادة والعمل والأحزاب التي تحترم نفسها التي وصلت عهد الشيخوخة لا تستعير أقنعة أو رموشا اصطناعية لان الجميع سيشير إليها كعجوز شمطاء متصابية مهما وضعت على وجهها من ضروب البودرة ومساحيق التجميل والمكيجة !!
الأحزاب المحترمة التي تريد السترة في آخرتها تحل نفسها بهدوء أو تتنحى مفسحة المجال لأحزاب وليدة أو شابة فكرا وأداء للتكون والنشوء أما الأحزاب التي لا تحترم نفسها ولا وطنها ولا أعضاءها والتي كان تاريخها كذب ونفاق وخداع وتطبيل وتزمير وصل حد شرشحة البلاد والعباد هذه الأحزاب لن تتنحًى ولن تحل نفسها لأنها في الأصل ليست سوى عصابة من بضعة أفراد انفردوا نهبا بثروات البلاد وانتقاما من الشعب الآدمي المسكين تحقيقا لنوازع مرضية في أعماقهم ا وتنفيذا لأوامر قوى وجهات داخلية وخارجية معادية للشعب السوري.
الأحزاب الوطنية حقا تتسابق لخدمة البلد وليس إلى المكاسب والمناصب الأحزاب الحقيقية تصل إلى الحكم ليس من اجل الجلوس كابي والهول في الطمأنينة الكاذبة والتستر على الأخطاء التي أورثنا تراكمها في سورية المرض والبلاء الوطني الشامل وربما تجعلنا على بعد خطوة واحدة من المثال العراقي .
تخيلوا أن بلدا عربيا شبيها بسورية يجاورها سقط بين عشية وضحاها خاف أهل الحكم عندنا لأيام واخذوا يتحدثون عن الإصلاح من شدة خوفهم على كراسيهم وما أن تورط الاميركان في العراق حتى تنفس هؤلاء الصعداء وعادوا إلى سيرتهم القديمة بل راح بعض المسؤولين الكبار مثل السيد خدام والسيد ميرو يطلقان بعض التصاريح المعرقلة للإصلاح لكنهم عادوا الآن على الأقل اولئك المقتنين بالإصلاح من مسؤولي النظام السوري عادوا ليتحدثوا عن الإصلاح بعد لقاءات مع مبعوثين أميركيين وبعد القرار 1559وبعد تصريح مسؤول فرنسي كبير بان النظام السوري لا يفهم إلا لغة العصا.
نحن لا نطالب بحل البعث أو تفكيكه ولو أن نظرة أخلاقية على تاريخ البعث في الحكم تؤدي بنا إلى المطالبة بإلغائه من الوجود فورا لان الجرائم التي ارتكبها باسم الوطن والأمة والشعب والوحدة والحرية والاشتراكية هي جرائم كبيرة وكبيرة جدا دفعت كل السوريين والعرب الواقعين تحت حكم البعث أو الذين يعرفون عن ممارساته في سورية والعراق إلى الكفر بكل ما رفعه من شعارات دفعت السوريين بالأخص للكفر بالوطن والأمة والوحدة ... مع ذلك نحن لا نطالب بتفكيك البعث لأننا ننظر إلى الأمور بواقعية ونتحسب لردود الأفعال فلطالما كان السوريون والعرب بل والشرقيون عموما اما انفعالية تعمل بقوانين ردود الفعل وهي باعتقادها أنها تقوم بالفعل أو تعبر عن مواقفها.
باختصار لا نريد إلغاء البعث كي لا نكرر تجربة إلغاء اتحاد السوفياتي بإلغاء الحزب الشيوعي السوفياتي آنذاك نريد فقط ابتعاد البعث عن الحكم لتتمكن سورية من العودة إلى الحياة وليتمكن البعث من إصلاح ذاته لكن بعيدا عن الإضرار بسورية- في حال أراد إصلاح نفسه وهو في الحكم - من يريد إصلاح مركبته لا يقوم بذلك على الطريق لأنه يعرقل بذلك السير, فلتأخذ مركبة البعث أقصى يمينها ولتقف على جانب الطريق بعد ذلك فليصلحها من شاء ولتتركوا الطريق للمركبات العابرة.
فإذا ما خيرنا يوما بين البعث وسورية فلسوف نختار سورية طبعا أي مجنون يختار الحزب-أيا كان- ويترك الوطن ?
مع ذلك لدينا الكثير من المجانين.
اي شعب نحن وماذا فعل البعث بنا ?
كاتب وشاعر سوري ..
ضرورة استقالة البعث من الحكم
"إن قوانين النشوء والفناء تحتم على التكوينات العضوية البشرية والسياسية الحزبية منها تحتم عليها العطب والموت مثلما حتمت عليها الولادة والعمل"
فراس سعد
السياسة 17/10/2004
موقع نوروز 18/10/2004
منذ سقوط الاتحاد السوفياتي تحت فؤوس الفساد ومناجل القمع والتسلط وسوسة التآمر مع المخابرات الأميركية اخذ أهل الحكم عندنا يلمسون على رؤوسهم.
إن العمل السياسي بين أهل الحكم ومن هم خارجه أشبه ما يكون بلعبة مسرحية يتم فيها تبادل الأدوار , فلا يجوز أن تجلس أحزاب بعينها في الحكم إلى ما شاء الله لأنها أحزاب »مختارة «- ليس من الله أو الشعب على كل حال-لاسيما إذا كانت أحزابا متهالكة فرغت من معناها أو هي أساسا وجدت من اجل الوصول إلى الحكم عن طريق الانقلاب العسكري كما لا يجوز أن تبقى أحزاب بعينها خارج الحكم إلى يوم القيامة لأنه »مغضوب« عليها - أيضا ليس من الله والشعب على كل حال ولو خير الشعب السوري عبر استفتاء حر نزيه موضوعه بقاء حزب البعث أو خروجه من السلطة و»قيادة« الدولة لاختار بالإجماع خروجه ليس لأنه حزب بلا مبادئ أو أن مبادئه ليست وطنية أو قومية لكن لان تجربته كانت فاشلة على الصعيدين القومي والوطني, قوميا حطم البعث العنفوان الفلسطيني باختراع حركات فلسطينية منشقة عن الحركة الفلسطينية الأم ومن ثم افتعل معارك جانبية ودفع الحركات المنشقة إلى مزيد من الانشقاق وهو بذلك مكن العدو الإسرائيلي من البقاء متفوقا ومنحه حرية نسبية في مواجهة الحركات الوطنية الفلسطينية ونحن لا نستبعد وجود عملاء للموساد داخل أجهزة السلطة والحزب وسواه من الأجهزة السورية أما على الصعيد الوطني سوريا فلقد فشل البعث في تحقيق أي نمو اقتصادي بل زاد التضخم في سوريا في بعض المجالات ألف بالمئة وحطم الحريات الأساسية وعمل على تحطيم الوحدة الوطنية الحقيقية الحرة البعيدة عن القسر واستخدم البعث الحذاء العسكري الذي أوصل الشعب السوري إلى حد الفقر وتفشي الأمراض الاجتماعية وأخطرها الشذوذ الجنسي بأعداد مرعبة. ولأنه الآن - وهذا هو السبب الرئيسي - متآكل من الداخل وبحاجة لنفض وتنزيل محرك لكن هذا يجب ألا يكون وهو في الحكم إنما خارجه لان قطار الحكم والدولة يحتاج دوما لمحركات قوية حديثة والانتظار ريثما يتم إصلاح محرك البعث سيوقف القطار السوري طويلا وقد يوقفه إلى الأبد فيما لو تم اكتشاف أن محرك البعث غير صالح للاستعمال وفيما كان إصرار قادته وبعض ركاب قطار الحكم على تركيب محرك البعث حصرا ورفضهم لأي محرك آخر?!!
إن قوانين النشوء والفناء تحتم على التكوينات العضوية البشرية والسياسية الحزبية منها تحتم عليها العطب والموت مثلما حتمت عليها الولادة والعمل والأحزاب التي تحترم نفسها التي وصلت عهد الشيخوخة لا تستعير أقنعة أو رموشا اصطناعية لان الجميع سيشير إليها كعجوز شمطاء متصابية مهما وضعت على وجهها من ضروب البودرة ومساحيق التجميل والمكيجة !!
الأحزاب المحترمة التي تريد السترة في آخرتها تحل نفسها بهدوء أو تتنحى مفسحة المجال لأحزاب وليدة أو شابة فكرا وأداء للتكون والنشوء أما الأحزاب التي لا تحترم نفسها ولا وطنها ولا أعضاءها والتي كان تاريخها كذب ونفاق وخداع وتطبيل وتزمير وصل حد شرشحة البلاد والعباد هذه الأحزاب لن تتنحًى ولن تحل نفسها لأنها في الأصل ليست سوى عصابة من بضعة أفراد انفردوا نهبا بثروات البلاد وانتقاما من الشعب الآدمي المسكين تحقيقا لنوازع مرضية في أعماقهم ا وتنفيذا لأوامر قوى وجهات داخلية وخارجية معادية للشعب السوري.
الأحزاب الوطنية حقا تتسابق لخدمة البلد وليس إلى المكاسب والمناصب الأحزاب الحقيقية تصل إلى الحكم ليس من اجل الجلوس كابي والهول في الطمأنينة الكاذبة والتستر على الأخطاء التي أورثنا تراكمها في سورية المرض والبلاء الوطني الشامل وربما تجعلنا على بعد خطوة واحدة من المثال العراقي .
تخيلوا أن بلدا عربيا شبيها بسورية يجاورها سقط بين عشية وضحاها خاف أهل الحكم عندنا لأيام واخذوا يتحدثون عن الإصلاح من شدة خوفهم على كراسيهم وما أن تورط الاميركان في العراق حتى تنفس هؤلاء الصعداء وعادوا إلى سيرتهم القديمة بل راح بعض المسؤولين الكبار مثل السيد خدام والسيد ميرو يطلقان بعض التصاريح المعرقلة للإصلاح لكنهم عادوا الآن على الأقل اولئك المقتنين بالإصلاح من مسؤولي النظام السوري عادوا ليتحدثوا عن الإصلاح بعد لقاءات مع مبعوثين أميركيين وبعد القرار 1559وبعد تصريح مسؤول فرنسي كبير بان النظام السوري لا يفهم إلا لغة العصا.
نحن لا نطالب بحل البعث أو تفكيكه ولو أن نظرة أخلاقية على تاريخ البعث في الحكم تؤدي بنا إلى المطالبة بإلغائه من الوجود فورا لان الجرائم التي ارتكبها باسم الوطن والأمة والشعب والوحدة والحرية والاشتراكية هي جرائم كبيرة وكبيرة جدا دفعت كل السوريين والعرب الواقعين تحت حكم البعث أو الذين يعرفون عن ممارساته في سورية والعراق إلى الكفر بكل ما رفعه من شعارات دفعت السوريين بالأخص للكفر بالوطن والأمة والوحدة ... مع ذلك نحن لا نطالب بتفكيك البعث لأننا ننظر إلى الأمور بواقعية ونتحسب لردود الأفعال فلطالما كان السوريون والعرب بل والشرقيون عموما اما انفعالية تعمل بقوانين ردود الفعل وهي باعتقادها أنها تقوم بالفعل أو تعبر عن مواقفها.
باختصار لا نريد إلغاء البعث كي لا نكرر تجربة إلغاء اتحاد السوفياتي بإلغاء الحزب الشيوعي السوفياتي آنذاك نريد فقط ابتعاد البعث عن الحكم لتتمكن سورية من العودة إلى الحياة وليتمكن البعث من إصلاح ذاته لكن بعيدا عن الإضرار بسورية- في حال أراد إصلاح نفسه وهو في الحكم - من يريد إصلاح مركبته لا يقوم بذلك على الطريق لأنه يعرقل بذلك السير, فلتأخذ مركبة البعث أقصى يمينها ولتقف على جانب الطريق بعد ذلك فليصلحها من شاء ولتتركوا الطريق للمركبات العابرة.
فإذا ما خيرنا يوما بين البعث وسورية فلسوف نختار سورية طبعا أي مجنون يختار الحزب-أيا كان- ويترك الوطن ?
مع ذلك لدينا الكثير من المجانين.
اي شعب نحن وماذا فعل البعث بنا ?
كاتب وشاعر سوري ..