حسون
15/03/2005, 21:14
ملاحظة أولى :
إذا كانت صحف الدولة الثلاث . الثورة , البعث , تشرين . محكومة بمنطق ومنهج سياسي يدافع عن رأي القيادة السياسية الرسمية , فمن البديهي أن يتمثل كتاب هذه الصحف تلك النظرة ويعكسونها في كتابتهم سواء كانوا مقتنعين بذلك أو منافقين بصريح العبارة .
ليس الأمر كذلك في صحف أخرى تهتم بالشأن السوري كالحياة والنهار وصحف الخليج كافة . ولكن لكل من هذه الصحف خطة تسير عليها هيئة التحرير ولا تنشر الا ما يخدم تلك الخطة , ولما كانت مقالاتها مأجورة والكثير من الكتاب السوريين بحاجة الى هذا الأجر . فإن ذلك يترك أثرا على أقلام هؤلاء الكتاب . لا تبدو الصحف الالكترونية كذلك حتى الآن . على الأقل في صحيفتين تهتمان بالشأن السوري هما الحوار المتمدن وكلنا شركاء ( مع التحفظ على التسمية ولو كانت كلنا أجراء لقاربت الحقيقة أكثر ) أي أن ما ينشر من مقالات فيهما عن المعارضة السورية تعبر كل واحدة منها عن رأي صاحبها الى حد كبير
ملاحظة ثانية :
قال وزير خارجيتنا المحترم: إن المعرضة السورية لاتجيد إدارة مدرسة ابتدائية . وإذا كان هذا القول صحيحا , فإن المسؤول عن هذا الضعف هو سلطة وزير الخارجية بالذات ودليلنا على ذلك المثال التالي . أحيل الى المحكمة العسكرية أربعة عشر ناشطا من تلك المعارضة التي يقصدها الأستاذ الشرع, لمجرد اجتماعهم مع بعضهم من أجل الاستماع الى محاضرة , في حين أفردت مساحة لابأس بها في إعلامنا وترك هامش من الحرية في الشارع كبير لدعم سفيرتنا الى السوبر ستار – رويدا عطية - في نفس الفترة , ومادام شبح الاعتقال والتخويف والملاحقة والتضييق على الناشط المعارض وأسرته في الحصول على لقمة العيش, فمن أين له أن يتعلم فن الإدارة ؟!
نحب أن نقول للاستاذ أيضا, أن الناشطين الأربعة عشر يشاركونك نفس الدرجة من العداء لبوش وشارون وبالتالي لوسمح لهم التعبير عن وجهة نظرهم كما سمح لمؤيدي رويدا عطية لكان ذلك أ قوى لك و لموقفك ضد أي تهديد تتعرض له البلاد من الخارج .
.
رددت تلك النغمة أو تجاورت معها (سيان عندي ) أقلام كثيرة في صحف ليست سورية بعضهم يرفض تسميتها معارضة بل أفراد معترضين, أما الكاتب "المتألق" ماهر شرف الدين فقد سخر من هذه المعارضة والتي لاهم لها سوى كتابة مذكراتها عن السجون وبعضها حسب تعبيره اعتقل أربعة ساعات بعد الاعتصام الشهير أما م مجلس الشعب كتب عنها ما يحتاج الى اكثر من أربع ساعات من أجل قراءته .
ونكاية بالكاتب المذكور سنورد هذه الحادثة : في أواخر عام 1992 تكرمت لجنة من ضباط الأمن العسكري بزيارة سجن صيدنايا وزارت كثيرا من الموقوفين داخل مهاجعهم وقد توقفت عند المهجع الرابع من جناح البعث الديمقراطي وعبر كبيرها عن الدهشة والاعجاب بتلك المعلقات على الحيطان وما يبدوعليها من أناقة وترتيب وزخرفة وثبات في مواقع وكأن ذلك نوع من السحر (المهجع كله مهندسون كانوا يدرسون في الاتحاد السوفياتي منظمة موسكو ) علق أحدهم على دهشة الضابط بقوله : تعال واقعد هنا عشر سنوات وستخترع ما هو أجمل منها .
بدورنا نقول للاستاذ ماهر إذاكنت تغار من كتابه هؤلاء فادخل السجن وامكث فيه خمسة عشر عاما , وعندها ستنضج كتابتك اكثر, أنا أتحداك أن تصمد خمسة عشر يوما وليس خمسة عشر سنة . بدلا من احترام تلك الكتابة كونها نابعة من معاناة تتم السخرية منها – كل إناء ينضح بما فيه-
ملاحظة ثالثة :
دفاعي هنا لايتناول المعارضة الاسلامية والكردية السورية فهم أقدر مني على الدفاع عن أنفسهم مع ذلك لي تعليق سريع على الموضوع
بالنسبة للإخوان المسلمين في سوريا يستحقون كل تشجيع على ميثاقهم رغم ماضيهم . ونحن أحوج ما نكون في هذا الظرف الى صوت اسلامي متنور يعترف بالآخر ولا يلغيه .
بالنسبة للأكراد, حديث السيد الرئيس بشار الأسد الى قناة الجزيرة بالغ الدلالة بوصفهم جزء من النسيج السوري وما قاموا به مؤخرا يعبر عن احتقان داخلي ولم يثبت التحقيق دورا لأيادي خارجية فبه وكان كلامه متقدما عن اقلام وصفت الكرد بأنهم مدوا أيديهم الى الخارج من الأبواب والشبابيك .
الدخول في صلب الموضوع :
أريد ان أدافع هنا عن التجمع الوطني الديمقراطي وحزب العمل الشيوعي ولجان إحياء المجتمع المدني فهؤلاء يطرحون موقفا سياسيا إزاء المرحلة الراهنة يكاد يكون واحدا وجوهره المصالحة الوطنية التي تؤدي الى تفكيك الديكتاتورية والانتقال بالبلاد انتقالا سلميا هادئا متدرجا محسوبا. كل خطوة فيه تقوي الداخل بوجه الخارج . أي أن تلك القوى رفضت طريق المعارضة العراقية الاستقواء بالخارج وحذرت من مخاطره , إذا أخذنا بعين الاعتبار أن تلك القوى خريجة مدرسة ( مالعمل اللينينية ) وأحزابها البيرقراطية لقلنا أنها تتلمس طريقا جديدا في العمل السياسي ينبذ طريق العنف ويؤكد على أهمية الديمقراطية في أي تغيير , ربما يعاب عليها بحق, تعويلها على المذكرات والنداءات والمناشدات التي لم تؤدي الى شيء. ولكن تلك التجربة تمهد لطريق جديد يعتمد الضغط على السلطة من اسفل بأشكال واقعية مدروسة كالاعتصامات مثلا , واللوم كل اللوم يجب أن يوجه الى السلطة التي تحاول أن تقطع الطريق على عقلانية تلك القوى وهناك مثال واضح يقدمه حزب العمل الشيوعي الذي لم يستطع لملمة جراحه لأن الكثير من كوادره يفضلون التريث مادامت السلطة ترسل له الرسالة تلو الأخرى مهددة بالعودة الى الماضي تجاههم . كيف يمكن أن يقرأ المرء حكم ناشط من ذلك الحزب هو المهندس فاتح جاموس سنة بأكملها وحده فقط من بين رفاقه الأربعة عشر ولم تشفع له مدة ثمانية عشر عاما متواصلة قضاها في السجن , ألا يعني ذلك أن السلطة تنظر الى نشاطه بوصف تلك السنوات لم تكن كافية لتأديبه ؟؟
باختصار انكشفت تلك المعارضة في المرحلة الأخيرة فبدت وكأنها خطوة الى الأمام بالاتجاه الصحيح وليس العكس كما يتوهم بعض الكتاب .
كامل عباس
اللاذقية 15 / 6/ 2004
إذا كانت صحف الدولة الثلاث . الثورة , البعث , تشرين . محكومة بمنطق ومنهج سياسي يدافع عن رأي القيادة السياسية الرسمية , فمن البديهي أن يتمثل كتاب هذه الصحف تلك النظرة ويعكسونها في كتابتهم سواء كانوا مقتنعين بذلك أو منافقين بصريح العبارة .
ليس الأمر كذلك في صحف أخرى تهتم بالشأن السوري كالحياة والنهار وصحف الخليج كافة . ولكن لكل من هذه الصحف خطة تسير عليها هيئة التحرير ولا تنشر الا ما يخدم تلك الخطة , ولما كانت مقالاتها مأجورة والكثير من الكتاب السوريين بحاجة الى هذا الأجر . فإن ذلك يترك أثرا على أقلام هؤلاء الكتاب . لا تبدو الصحف الالكترونية كذلك حتى الآن . على الأقل في صحيفتين تهتمان بالشأن السوري هما الحوار المتمدن وكلنا شركاء ( مع التحفظ على التسمية ولو كانت كلنا أجراء لقاربت الحقيقة أكثر ) أي أن ما ينشر من مقالات فيهما عن المعارضة السورية تعبر كل واحدة منها عن رأي صاحبها الى حد كبير
ملاحظة ثانية :
قال وزير خارجيتنا المحترم: إن المعرضة السورية لاتجيد إدارة مدرسة ابتدائية . وإذا كان هذا القول صحيحا , فإن المسؤول عن هذا الضعف هو سلطة وزير الخارجية بالذات ودليلنا على ذلك المثال التالي . أحيل الى المحكمة العسكرية أربعة عشر ناشطا من تلك المعارضة التي يقصدها الأستاذ الشرع, لمجرد اجتماعهم مع بعضهم من أجل الاستماع الى محاضرة , في حين أفردت مساحة لابأس بها في إعلامنا وترك هامش من الحرية في الشارع كبير لدعم سفيرتنا الى السوبر ستار – رويدا عطية - في نفس الفترة , ومادام شبح الاعتقال والتخويف والملاحقة والتضييق على الناشط المعارض وأسرته في الحصول على لقمة العيش, فمن أين له أن يتعلم فن الإدارة ؟!
نحب أن نقول للاستاذ أيضا, أن الناشطين الأربعة عشر يشاركونك نفس الدرجة من العداء لبوش وشارون وبالتالي لوسمح لهم التعبير عن وجهة نظرهم كما سمح لمؤيدي رويدا عطية لكان ذلك أ قوى لك و لموقفك ضد أي تهديد تتعرض له البلاد من الخارج .
.
رددت تلك النغمة أو تجاورت معها (سيان عندي ) أقلام كثيرة في صحف ليست سورية بعضهم يرفض تسميتها معارضة بل أفراد معترضين, أما الكاتب "المتألق" ماهر شرف الدين فقد سخر من هذه المعارضة والتي لاهم لها سوى كتابة مذكراتها عن السجون وبعضها حسب تعبيره اعتقل أربعة ساعات بعد الاعتصام الشهير أما م مجلس الشعب كتب عنها ما يحتاج الى اكثر من أربع ساعات من أجل قراءته .
ونكاية بالكاتب المذكور سنورد هذه الحادثة : في أواخر عام 1992 تكرمت لجنة من ضباط الأمن العسكري بزيارة سجن صيدنايا وزارت كثيرا من الموقوفين داخل مهاجعهم وقد توقفت عند المهجع الرابع من جناح البعث الديمقراطي وعبر كبيرها عن الدهشة والاعجاب بتلك المعلقات على الحيطان وما يبدوعليها من أناقة وترتيب وزخرفة وثبات في مواقع وكأن ذلك نوع من السحر (المهجع كله مهندسون كانوا يدرسون في الاتحاد السوفياتي منظمة موسكو ) علق أحدهم على دهشة الضابط بقوله : تعال واقعد هنا عشر سنوات وستخترع ما هو أجمل منها .
بدورنا نقول للاستاذ ماهر إذاكنت تغار من كتابه هؤلاء فادخل السجن وامكث فيه خمسة عشر عاما , وعندها ستنضج كتابتك اكثر, أنا أتحداك أن تصمد خمسة عشر يوما وليس خمسة عشر سنة . بدلا من احترام تلك الكتابة كونها نابعة من معاناة تتم السخرية منها – كل إناء ينضح بما فيه-
ملاحظة ثالثة :
دفاعي هنا لايتناول المعارضة الاسلامية والكردية السورية فهم أقدر مني على الدفاع عن أنفسهم مع ذلك لي تعليق سريع على الموضوع
بالنسبة للإخوان المسلمين في سوريا يستحقون كل تشجيع على ميثاقهم رغم ماضيهم . ونحن أحوج ما نكون في هذا الظرف الى صوت اسلامي متنور يعترف بالآخر ولا يلغيه .
بالنسبة للأكراد, حديث السيد الرئيس بشار الأسد الى قناة الجزيرة بالغ الدلالة بوصفهم جزء من النسيج السوري وما قاموا به مؤخرا يعبر عن احتقان داخلي ولم يثبت التحقيق دورا لأيادي خارجية فبه وكان كلامه متقدما عن اقلام وصفت الكرد بأنهم مدوا أيديهم الى الخارج من الأبواب والشبابيك .
الدخول في صلب الموضوع :
أريد ان أدافع هنا عن التجمع الوطني الديمقراطي وحزب العمل الشيوعي ولجان إحياء المجتمع المدني فهؤلاء يطرحون موقفا سياسيا إزاء المرحلة الراهنة يكاد يكون واحدا وجوهره المصالحة الوطنية التي تؤدي الى تفكيك الديكتاتورية والانتقال بالبلاد انتقالا سلميا هادئا متدرجا محسوبا. كل خطوة فيه تقوي الداخل بوجه الخارج . أي أن تلك القوى رفضت طريق المعارضة العراقية الاستقواء بالخارج وحذرت من مخاطره , إذا أخذنا بعين الاعتبار أن تلك القوى خريجة مدرسة ( مالعمل اللينينية ) وأحزابها البيرقراطية لقلنا أنها تتلمس طريقا جديدا في العمل السياسي ينبذ طريق العنف ويؤكد على أهمية الديمقراطية في أي تغيير , ربما يعاب عليها بحق, تعويلها على المذكرات والنداءات والمناشدات التي لم تؤدي الى شيء. ولكن تلك التجربة تمهد لطريق جديد يعتمد الضغط على السلطة من اسفل بأشكال واقعية مدروسة كالاعتصامات مثلا , واللوم كل اللوم يجب أن يوجه الى السلطة التي تحاول أن تقطع الطريق على عقلانية تلك القوى وهناك مثال واضح يقدمه حزب العمل الشيوعي الذي لم يستطع لملمة جراحه لأن الكثير من كوادره يفضلون التريث مادامت السلطة ترسل له الرسالة تلو الأخرى مهددة بالعودة الى الماضي تجاههم . كيف يمكن أن يقرأ المرء حكم ناشط من ذلك الحزب هو المهندس فاتح جاموس سنة بأكملها وحده فقط من بين رفاقه الأربعة عشر ولم تشفع له مدة ثمانية عشر عاما متواصلة قضاها في السجن , ألا يعني ذلك أن السلطة تنظر الى نشاطه بوصف تلك السنوات لم تكن كافية لتأديبه ؟؟
باختصار انكشفت تلك المعارضة في المرحلة الأخيرة فبدت وكأنها خطوة الى الأمام بالاتجاه الصحيح وليس العكس كما يتوهم بعض الكتاب .
كامل عباس
اللاذقية 15 / 6/ 2004