yass
16/03/2005, 14:07
سؤال يبقى برسم الاجابة
قد يتوقف المرء قليلاً وهو يستعرض معظم الصحافة العربية ومقالاتها وتحليلاتها التي حفلت بالمديح والثناء على ما جاء في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب مساء يوم السبت 5/3/2005 ، فالواقع أن القاسم المشترك لمعظم هذه الصحف هو ميلها إلى القول أنه قد تم سحب الذرائع من القوى التي تتربص بسورية وتريد أن توقع بها في مصيدة تشبه مصيدة العراق في الكويت ،
مع اعتراضي على المقارنة هذه أصلاً لأنها غير جائزة بحكم انعدام أي وجه للشبه بين الحالتين .
فمع قناعتي أن الرئيس الأسد اتخذ القرار الصائب إلا أنني أمعنت النظر قليلاً في مسألة سحب الذرائع التي يروج لها الإعلام العربي . فهل فعلاً يحتاج الطرف الآخر إلى ذرائع لتبرير العدوان أم أنه يؤلفها ويلمعها متى شاء ويسوقها عن طريق ماكينة الإعلام النووي الجبارة لديه ليقدمها إلى العالم على أنها الذريعة . فالوجود العسكري السوري " الشرعي " في لبنان قائم منذ عام 1976 فلماذا ثارت الثائرة حوله الآن ليتحول إلى " ذريعة "؟ وهل أبقى العراق بالأصل أية ذريعة قبل الغزو الأنغلو أمريكي ؟ فقد كان المفتشون يصولون ويجولون في بلاد الرافدين وفي القصور الرئاسية حتى أن صحيفة ميل آند كارديان نشرت كاريكاتيراً قبل الغزو بأيام يصور أحد المفتشين يقوم بعملية تنظير لصدام حسين بالتلسكوب بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل والتي لم يعثر عليها لا المفتشون الدوليون ولا المفتشون الأمريكيون ولا رعاة البقر حتى يومنا هذا .
ما أود قوله أن سحب الذرائع ، كما أفهمه على المدى البعيد ، من المنظور الإعلامي في بعض الدول العربية ، سيؤدي على أرض الواقع إلى استسلام وركوع وتقويض لمشروعية النظام ومبررات استمراره . فالحلقة المفقودة في الإعلام العربي – بشكل غير مفهوم – هي التعامل مع الأزمة ككل من باب سد الذرائع ، وليس من باب البحث ( بجرأة وموضوعية ) عن أسباب التقهقر والضمور المتواصل في الموقف العربي . ربما لا يزال الإعلام العربي رهينة المواقف الرسمية التي يعكس صداها وخلافا" للإعلام الغربي لا يؤثر فيها . فالكل أصبح يشعر أن القضية ليست في الانسحاب العسكري السوري من لبنان , وإلا فما المعنى أن يتم الإعلان عن طرح مشروع " قانون تحرير سورية ولبنان " بالتزامن مع خطاب الرئيس الأسد الذي " سحب الذريعة " ، وفي إطار حملة إعلامية ودبلوماسية غير مسبوقة على سورية تساهم بها بعض الأقلام والفضائيات العربية التي تغمز وتلمز إلى أن سورية قد تقف وراء مقتل الحريري على الرغم من جزم معظم المحللين في مراكز الدراسات الاستراتيجية والاستخباراتية في أوروبا والولايات المتحدة نفسها بأن سورية هي أكثر المتضررين من مقتل الحريري .
لا ندري كيف ستتعامل هذه الأقلام مع المواقف السياسية لدول عربية أخرى إذا ما ساعدت الظروف والأوضاع الإدارة الأمريكية على وضع مهمة انجاز "مشروع الشرق الأوسط الكبير" ، على عاتق حلف الناتو (كانت تلك هي القضية المحورية لقمة الحلف الأخيرة في اسطنبول ) فعندها تكون قائمة المطالب ، عفواً الذرائـع ، قد أعدت لجميع الدول التي يشملها المشروع . هل ستطالب بسحب الذرائع الواحدة تلو الأخرى إلى أن يتم التسليم كما فعل حاكم غرناطة وهو يستمع إلى فاطمة تقول له : إبك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال ؟ أم أن عليها الدعوة إلى العمل على صيانة الأوطان دون تهور ولكن استنادا" إلى النسيج السياسي القائم ومن منطلق قراءة وترجمة التجارب التاريخية وليس الأحداث المرحلية.
قد يكون تسونامي الأمريكي الجديد قادم وحينها ستطال أمواجه العاتية باكستان وتركيا وبالتأكيد لن يخلف الازدهار والحرية ، كما دأب بوش على القول . فأثره واضح في جنوب شرق آسيا وفي العراق حالياً . لقد كان من الممكن تدارك أخطار تسونامي عن طريق محطات إنذار مبكر للزلازل تزرع في عرض المحيطات . وهذا ما علينا فعله من خلال التنبيه للمخاطر وتعبئة المواقف وتوحيدها بدلاً من التعامل مع خطاب تاريخي كخطاب الأسد من الباب الفقهي " لسد الذرائع " . لسنا من دعاة المواجهة ( لأننا لسنا بصددها حالياً لاعتبارات معروفة ) لكن علينا على الأقل ابداء المقاومة والممانعة واستخدام الأوراق المتاحة ، فأين نحن اليوم من مقولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان : لقد قدم أشقاؤنا الدماء فهل من الممكن أن نبخل بالنفط ؟
ها هو الشيخ حسن نصر الله يحشد ما يقرب من نصف سكان لبنان ليجهر بعزيمته على هزيمة الأساطيل إذا عادت إلى بيروت ثانية فيجعل واشنطن تعيد حساباتها وتنحو منحاً جديداً يقوم ليس على العمل على تجريد حزب الله من سلاحه ، بل العمل على اندماجه في الحياة السياسية اللبنانية باعتباره أظهر قوة سياسية لا يمكن التنكر لها بعد مسيرة يوم الثلاثاء- الثامن من آذار . أم هل يمكن التنكر ، أصلا" ، إلى حقيقة المراجعات والتغييرات الكبيرة التي فرضتها المقاومة العراقية على الإدارة الأمريكية بعد أن أنهكت قواتها.
إذاً فما بال هذه الفضائيات والأقلام وقد أدمنت على الترويج لضرورة سد باب الذرائع . أنا لست من أصحاب نظرية المؤامرة ومن أشد المتابعين والمعجبين بالقنوات الفضائية العربية ، لكنني منذ عام بدأت أضع إشارات استفهام حول توجهات احدى هذه الفضائيات وقد تخلت تدريجياً عن حياديتها وموضوعيتها وكلمتها الحرة لدرجة أنها أصبحت بوقاً انتخابياً لأحد الساسة العراقيين تبث له الدعايات الانتخابية على مدار الساعة قبيل الانتخابات العراقية الأخيرة .
إنني أعلم أن ما أقوله قد يصبح موضع تهكم من بعض هذه الأقلام التي ستعتبره دعوة لعنترية الزير سالم في عصر ولى فيه دور السيف والرمح . لكنني أقول لهم لا تبتعدوا كثيراً وانظروا ليس أبعد من المواقف في أفريقيا . زيمبابوي تواجه الغرب مواجهة مكلفة للغاية اقتصادياً في سبيل استقلالية قرارها السياسي ولخدمة غالبية شعب زيمبابوي الذي كان مستعبدا" في مزارع البيض من أصل بريطاني والذين يملكون 70% من الأراضي الصالحة للزراعة في ذلك البلد . عليكم مراجعة مواقف وسياسات حتى دول أمريكا الجنوبية مثل فنزويلا والمكسيك والبرازيل وجميع هذه الدول لا تملك الموارد البشرية والمادية التي تملكها البلدان العربية . لقد نزعت هذه البلدان ، ليس إلى سد الذرائع الأمريكية ، بل إلى استقلالية قراراتها السياسية بما ينسجم مع مصالح شعوبها. أم أن هذه البلدان ، كما يحلو لكم القول ، تجهل أيضاً حجم القوة الأمريكية ولا تعلم بعد بزوال الاتحاد السوفياتي وهيمنة القطب الواحد ؟ وللحقيقة وللواقع لا بد من الإيضاح بأن زيمبابوي لم تقف لوحدها بل تقف خلفها كافة دول جنوب الصحراء الإفريقية الأربعة عشر المؤلفة للجماعة المعروفة بـ SADC . الأغرب من ذلك أن تتخذ قمة الدول الأفريقية قرارها بعدم الالتزام - من جانب واحد - بالعقوبات التي كانت مفروضة على ليبيا فيما فشلت القمم العربية المتتالية باتخاذ مثل هذا القرار الجريء ، وربما كان ذلك القرار الأفريقي وراء الموقف الدرامي الليبي في التأكيد على "أفريقية" ليبيا . كما أن مواقف دول أمريكا الجنوبية لا تنبع من حالات فردية، بل تستند إلى تنسيق سياسي جريء بين دولها على مستوى القمم التي تعقدها . فبالأمس كان الرئيس الفنزويلي يهدد الولايات المتحدة بقطع الصادرات النفطية عنها إذا ما تمادت في سياستها العدائية تجاه فنزويلا . وهذا هو لب المشكلة : التنسيق والجرأة التي تتميز بها علاقات دول جنوب الصحراء الإفريقية وعلاقات دول أمريكا الجنوبية غائبة عن العلاقات العربية بل يتـم اسـتبدالـهـا بالدعـوات " لسد باب الذرائع " وتلبية دفتر الشروط الأمريكية حتى وإن كان ذلك يتناقض مع مصالح الشعوب ويزيل كلياً مفهوم السيادة.
لماذا تجرأ شافيز ولا يتجرأ غيره ولماذا تغيب الجرأة ويغيب التنسيق عن المواقف العربية ، سؤال يبقى برسم الاجابة .
عبد المنعم عنان
-------------------------------------------------------------------------------------
سيريا نيوز ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
قد يتوقف المرء قليلاً وهو يستعرض معظم الصحافة العربية ومقالاتها وتحليلاتها التي حفلت بالمديح والثناء على ما جاء في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب مساء يوم السبت 5/3/2005 ، فالواقع أن القاسم المشترك لمعظم هذه الصحف هو ميلها إلى القول أنه قد تم سحب الذرائع من القوى التي تتربص بسورية وتريد أن توقع بها في مصيدة تشبه مصيدة العراق في الكويت ،
مع اعتراضي على المقارنة هذه أصلاً لأنها غير جائزة بحكم انعدام أي وجه للشبه بين الحالتين .
فمع قناعتي أن الرئيس الأسد اتخذ القرار الصائب إلا أنني أمعنت النظر قليلاً في مسألة سحب الذرائع التي يروج لها الإعلام العربي . فهل فعلاً يحتاج الطرف الآخر إلى ذرائع لتبرير العدوان أم أنه يؤلفها ويلمعها متى شاء ويسوقها عن طريق ماكينة الإعلام النووي الجبارة لديه ليقدمها إلى العالم على أنها الذريعة . فالوجود العسكري السوري " الشرعي " في لبنان قائم منذ عام 1976 فلماذا ثارت الثائرة حوله الآن ليتحول إلى " ذريعة "؟ وهل أبقى العراق بالأصل أية ذريعة قبل الغزو الأنغلو أمريكي ؟ فقد كان المفتشون يصولون ويجولون في بلاد الرافدين وفي القصور الرئاسية حتى أن صحيفة ميل آند كارديان نشرت كاريكاتيراً قبل الغزو بأيام يصور أحد المفتشين يقوم بعملية تنظير لصدام حسين بالتلسكوب بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل والتي لم يعثر عليها لا المفتشون الدوليون ولا المفتشون الأمريكيون ولا رعاة البقر حتى يومنا هذا .
ما أود قوله أن سحب الذرائع ، كما أفهمه على المدى البعيد ، من المنظور الإعلامي في بعض الدول العربية ، سيؤدي على أرض الواقع إلى استسلام وركوع وتقويض لمشروعية النظام ومبررات استمراره . فالحلقة المفقودة في الإعلام العربي – بشكل غير مفهوم – هي التعامل مع الأزمة ككل من باب سد الذرائع ، وليس من باب البحث ( بجرأة وموضوعية ) عن أسباب التقهقر والضمور المتواصل في الموقف العربي . ربما لا يزال الإعلام العربي رهينة المواقف الرسمية التي يعكس صداها وخلافا" للإعلام الغربي لا يؤثر فيها . فالكل أصبح يشعر أن القضية ليست في الانسحاب العسكري السوري من لبنان , وإلا فما المعنى أن يتم الإعلان عن طرح مشروع " قانون تحرير سورية ولبنان " بالتزامن مع خطاب الرئيس الأسد الذي " سحب الذريعة " ، وفي إطار حملة إعلامية ودبلوماسية غير مسبوقة على سورية تساهم بها بعض الأقلام والفضائيات العربية التي تغمز وتلمز إلى أن سورية قد تقف وراء مقتل الحريري على الرغم من جزم معظم المحللين في مراكز الدراسات الاستراتيجية والاستخباراتية في أوروبا والولايات المتحدة نفسها بأن سورية هي أكثر المتضررين من مقتل الحريري .
لا ندري كيف ستتعامل هذه الأقلام مع المواقف السياسية لدول عربية أخرى إذا ما ساعدت الظروف والأوضاع الإدارة الأمريكية على وضع مهمة انجاز "مشروع الشرق الأوسط الكبير" ، على عاتق حلف الناتو (كانت تلك هي القضية المحورية لقمة الحلف الأخيرة في اسطنبول ) فعندها تكون قائمة المطالب ، عفواً الذرائـع ، قد أعدت لجميع الدول التي يشملها المشروع . هل ستطالب بسحب الذرائع الواحدة تلو الأخرى إلى أن يتم التسليم كما فعل حاكم غرناطة وهو يستمع إلى فاطمة تقول له : إبك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال ؟ أم أن عليها الدعوة إلى العمل على صيانة الأوطان دون تهور ولكن استنادا" إلى النسيج السياسي القائم ومن منطلق قراءة وترجمة التجارب التاريخية وليس الأحداث المرحلية.
قد يكون تسونامي الأمريكي الجديد قادم وحينها ستطال أمواجه العاتية باكستان وتركيا وبالتأكيد لن يخلف الازدهار والحرية ، كما دأب بوش على القول . فأثره واضح في جنوب شرق آسيا وفي العراق حالياً . لقد كان من الممكن تدارك أخطار تسونامي عن طريق محطات إنذار مبكر للزلازل تزرع في عرض المحيطات . وهذا ما علينا فعله من خلال التنبيه للمخاطر وتعبئة المواقف وتوحيدها بدلاً من التعامل مع خطاب تاريخي كخطاب الأسد من الباب الفقهي " لسد الذرائع " . لسنا من دعاة المواجهة ( لأننا لسنا بصددها حالياً لاعتبارات معروفة ) لكن علينا على الأقل ابداء المقاومة والممانعة واستخدام الأوراق المتاحة ، فأين نحن اليوم من مقولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان : لقد قدم أشقاؤنا الدماء فهل من الممكن أن نبخل بالنفط ؟
ها هو الشيخ حسن نصر الله يحشد ما يقرب من نصف سكان لبنان ليجهر بعزيمته على هزيمة الأساطيل إذا عادت إلى بيروت ثانية فيجعل واشنطن تعيد حساباتها وتنحو منحاً جديداً يقوم ليس على العمل على تجريد حزب الله من سلاحه ، بل العمل على اندماجه في الحياة السياسية اللبنانية باعتباره أظهر قوة سياسية لا يمكن التنكر لها بعد مسيرة يوم الثلاثاء- الثامن من آذار . أم هل يمكن التنكر ، أصلا" ، إلى حقيقة المراجعات والتغييرات الكبيرة التي فرضتها المقاومة العراقية على الإدارة الأمريكية بعد أن أنهكت قواتها.
إذاً فما بال هذه الفضائيات والأقلام وقد أدمنت على الترويج لضرورة سد باب الذرائع . أنا لست من أصحاب نظرية المؤامرة ومن أشد المتابعين والمعجبين بالقنوات الفضائية العربية ، لكنني منذ عام بدأت أضع إشارات استفهام حول توجهات احدى هذه الفضائيات وقد تخلت تدريجياً عن حياديتها وموضوعيتها وكلمتها الحرة لدرجة أنها أصبحت بوقاً انتخابياً لأحد الساسة العراقيين تبث له الدعايات الانتخابية على مدار الساعة قبيل الانتخابات العراقية الأخيرة .
إنني أعلم أن ما أقوله قد يصبح موضع تهكم من بعض هذه الأقلام التي ستعتبره دعوة لعنترية الزير سالم في عصر ولى فيه دور السيف والرمح . لكنني أقول لهم لا تبتعدوا كثيراً وانظروا ليس أبعد من المواقف في أفريقيا . زيمبابوي تواجه الغرب مواجهة مكلفة للغاية اقتصادياً في سبيل استقلالية قرارها السياسي ولخدمة غالبية شعب زيمبابوي الذي كان مستعبدا" في مزارع البيض من أصل بريطاني والذين يملكون 70% من الأراضي الصالحة للزراعة في ذلك البلد . عليكم مراجعة مواقف وسياسات حتى دول أمريكا الجنوبية مثل فنزويلا والمكسيك والبرازيل وجميع هذه الدول لا تملك الموارد البشرية والمادية التي تملكها البلدان العربية . لقد نزعت هذه البلدان ، ليس إلى سد الذرائع الأمريكية ، بل إلى استقلالية قراراتها السياسية بما ينسجم مع مصالح شعوبها. أم أن هذه البلدان ، كما يحلو لكم القول ، تجهل أيضاً حجم القوة الأمريكية ولا تعلم بعد بزوال الاتحاد السوفياتي وهيمنة القطب الواحد ؟ وللحقيقة وللواقع لا بد من الإيضاح بأن زيمبابوي لم تقف لوحدها بل تقف خلفها كافة دول جنوب الصحراء الإفريقية الأربعة عشر المؤلفة للجماعة المعروفة بـ SADC . الأغرب من ذلك أن تتخذ قمة الدول الأفريقية قرارها بعدم الالتزام - من جانب واحد - بالعقوبات التي كانت مفروضة على ليبيا فيما فشلت القمم العربية المتتالية باتخاذ مثل هذا القرار الجريء ، وربما كان ذلك القرار الأفريقي وراء الموقف الدرامي الليبي في التأكيد على "أفريقية" ليبيا . كما أن مواقف دول أمريكا الجنوبية لا تنبع من حالات فردية، بل تستند إلى تنسيق سياسي جريء بين دولها على مستوى القمم التي تعقدها . فبالأمس كان الرئيس الفنزويلي يهدد الولايات المتحدة بقطع الصادرات النفطية عنها إذا ما تمادت في سياستها العدائية تجاه فنزويلا . وهذا هو لب المشكلة : التنسيق والجرأة التي تتميز بها علاقات دول جنوب الصحراء الإفريقية وعلاقات دول أمريكا الجنوبية غائبة عن العلاقات العربية بل يتـم اسـتبدالـهـا بالدعـوات " لسد باب الذرائع " وتلبية دفتر الشروط الأمريكية حتى وإن كان ذلك يتناقض مع مصالح الشعوب ويزيل كلياً مفهوم السيادة.
لماذا تجرأ شافيز ولا يتجرأ غيره ولماذا تغيب الجرأة ويغيب التنسيق عن المواقف العربية ، سؤال يبقى برسم الاجابة .
عبد المنعم عنان
-------------------------------------------------------------------------------------
سيريا نيوز ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////