yass
17/03/2005, 16:04
- رأيتك البارحة مع وجه غريب.
- صحيح، مصادفة لقيته في المقهى.
- ما وظيفته؟
- مترجم.
- ماذا يترجم؟
- لغة الأفق.
- وهل للأفق لغة؟
- انه نادر الكلام، لمحة يبرق، لمحة يختفي، وحده الساهر على حافة الوجود يرى ويسمع.
- لكن السهر على حافة الوجود يعني السهر على حافة الخطر.
- بل في الخطر، خطر الاحتراق لحظة البريق الساطع: نيتشه، هولدرلن، امبوديقليس...
- اذا كان المصير هكذا، فلِمَََ يختار هذا المترجم هذه المهنة؟
- ما من خيار هنا انه مصيري الدرب والاتجاه.
- لماذا؟
- لأنه شاعر.
- وهل الشاعر مترجم؟
- انه ابدا ودائما في الطريق الى الترجمة.
- ترجمة الافق؟
ترجمة الافق.
- غريب، انك خارج هذا العصر، قصيدة هذا العصر تتحرك في الاتجاه المعاكس.
- لذا هي دائمة الشحوب والمرض والارهاق، كما لو انها في العناية الفائقة.
- والعلاج؟
- بالرجوع الى معابد الأولم.
- وماذا في هذه المعابد؟
- كاهنات الترجمة.
- انك تحلم.
- لماذا؟
- لأن هذا الرجوع مستحيل.
- ومع هذا، علينا ان نتذكر كلمات شاعر الشعر هولدرلن.
- ماذا يقول هذا الشاعر؟
- في قصيدة عنوانها باتموس يقول هذا الشاعر:
"ولكن حيث الخطر
ينمو المنقذ ايضاً".
...واخيرا انتهت الالعاب الاولمبية في مسقط رأسها اثينا. في هذه المناسبة التاريخية جرت دموع الانتصار قريبة من دموع الانكسار، ومع هذا لم يكن هناك ساحق ولا مسحوق. بدت شعوب الارض في هذه الالعاب عائلة تضيئها الغبطة التي تعرفها الاجنحة وقت الربيع. في هذه الالعاب ايقظت اثينا في ضمير العالم المعاصر رسالتها الحضارية القديمة، وفي الوقت عينه دلت على اتجاه العولمة الحقيقية.
من سنين رأى الفيلسوف وايتهيد هذه الحقيقة الساطعة فقال ما معناه ان الفلسفة الغربية في مسارها عبارة عن تعليقات في اسفل الصفحة حول فلسفة افلاطون.
ايتها الصبية المتوسطية، ايتها الاثينية الجدائل، يا ابنة الاولم، متى في المعابد من جديد يبرق الكهّان، وعلى سلاسل الجبال يحمر الشفق؟
فؤاد رفقة
--------------------------------------------------------------------------------------
النهار اللبنانية ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
- صحيح، مصادفة لقيته في المقهى.
- ما وظيفته؟
- مترجم.
- ماذا يترجم؟
- لغة الأفق.
- وهل للأفق لغة؟
- انه نادر الكلام، لمحة يبرق، لمحة يختفي، وحده الساهر على حافة الوجود يرى ويسمع.
- لكن السهر على حافة الوجود يعني السهر على حافة الخطر.
- بل في الخطر، خطر الاحتراق لحظة البريق الساطع: نيتشه، هولدرلن، امبوديقليس...
- اذا كان المصير هكذا، فلِمَََ يختار هذا المترجم هذه المهنة؟
- ما من خيار هنا انه مصيري الدرب والاتجاه.
- لماذا؟
- لأنه شاعر.
- وهل الشاعر مترجم؟
- انه ابدا ودائما في الطريق الى الترجمة.
- ترجمة الافق؟
ترجمة الافق.
- غريب، انك خارج هذا العصر، قصيدة هذا العصر تتحرك في الاتجاه المعاكس.
- لذا هي دائمة الشحوب والمرض والارهاق، كما لو انها في العناية الفائقة.
- والعلاج؟
- بالرجوع الى معابد الأولم.
- وماذا في هذه المعابد؟
- كاهنات الترجمة.
- انك تحلم.
- لماذا؟
- لأن هذا الرجوع مستحيل.
- ومع هذا، علينا ان نتذكر كلمات شاعر الشعر هولدرلن.
- ماذا يقول هذا الشاعر؟
- في قصيدة عنوانها باتموس يقول هذا الشاعر:
"ولكن حيث الخطر
ينمو المنقذ ايضاً".
...واخيرا انتهت الالعاب الاولمبية في مسقط رأسها اثينا. في هذه المناسبة التاريخية جرت دموع الانتصار قريبة من دموع الانكسار، ومع هذا لم يكن هناك ساحق ولا مسحوق. بدت شعوب الارض في هذه الالعاب عائلة تضيئها الغبطة التي تعرفها الاجنحة وقت الربيع. في هذه الالعاب ايقظت اثينا في ضمير العالم المعاصر رسالتها الحضارية القديمة، وفي الوقت عينه دلت على اتجاه العولمة الحقيقية.
من سنين رأى الفيلسوف وايتهيد هذه الحقيقة الساطعة فقال ما معناه ان الفلسفة الغربية في مسارها عبارة عن تعليقات في اسفل الصفحة حول فلسفة افلاطون.
ايتها الصبية المتوسطية، ايتها الاثينية الجدائل، يا ابنة الاولم، متى في المعابد من جديد يبرق الكهّان، وعلى سلاسل الجبال يحمر الشفق؟
فؤاد رفقة
--------------------------------------------------------------------------------------
النهار اللبنانية ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////