-
دخول

عرض كامل الموضوع : الفخ القاتل...


dot
27/05/2006, 02:26
د. أحمد حمدان


إهــداء


أهدي هذه القصة التي استلهمت وقائعها وأحداثها من اعترافات حقيقية لعميل خطير… إلى كل إنسان في هذا العالم يحب أن يعيش بكرامة سائلا الله أن يحفظ كل الأمم من السقوط في مستنقعات الخيانة.
بين يدي القصة
تهدف هذه المحاولة القصصية بصورة محددة إلى تكوين وقاية للمجتمع العربي والإسلامي الذي يسعى الكيان الصهيوني إلى اختراقه عبر إسقاط أعداد كبيرة من شرائح المجتمع في وحل العمالة للعمل على تدمير المجتمعات العربية والإسلامية وفق خطط مرسومة وأهداف محددة .. هذه القصة التي تقع بين يديك مستوحاة من حقائق حصلت على أرض الواقع قام بذكر تفاصيلها أحد أخطر عملاء الموساد في فلسطين بعد أن كشفه أحد أجهزة الأمن التابع لإحدى حركات المقاومة في فلسطين ، والتجسس يعتبر إحدى ثلاث مهن بدائية ظهرت في بداية التجربة الإنسانية على هذا الكوكب ، الشامان، والجاسوس والعاهرة ...... والجاسوسية تكتسب السمعة السيئة الرديئة نفسها التي اكتسبتها المهنتان التاريخيتان السابقتان.
وهناك تسميات متشابهة لكلمة (جاسوس) في اللغات الأجنبية، فهي بالفرنسية (إيسبيون) وبالإنجليزية (سباي) وبالإيطالية (سيبوني) وبالإسبانية (ايسييون) وبالروسية (شبيون) وبالألمانية (سبيون) وفي اللغة العربية قد تستخدم تسمية (مخبر) أو عميل، أو رجل استخبارات، أو رجل مخابرات، وهم كلهم جواسيس، ويأتي هذا الجاسوس أو الجاسوسة من كل أوساط المجتمع بمختلف طبقاته الاجتماعية ومستوياته التعليمية والمهنية والأخلاقية، قد يكون (الجاسوس) طالبا أو بروفيسوا في جامعة ، جنديا أو ضابطا في الشرطة، مراسلا أو وزيرا في وزارة، ممرضا أو طبيبا في مستشفى، نادلا أو مديرا لمطعم، مضيفا أو قبطانا في طائرة، عاملا أو مالكا لفندق، محررا أو مالكا لصحيفة، مذيعا أو رئيسا للتلفزيون، حارسا أو سفيرا في سفارة، وقد يكون الجاسوس رئيسا لدولة وعميلا في الوقت نفسه لمخابرات أجنبية، قد يأتي من أسرة مفككة مصدعة وقد يأتي من أسرة متماسكة ومحافظة اجتماعيا، قد يكون الجاسوس بدوام كلي أو جزئي، وقد يكون عميلا مزدوجا ، جاسوسا مع بلده وجاسوسا ضد بلده في الوقت نفسه، قد تكون (الجاسوسة) سكرتيرة حسناء فائقة الجمال وقد تكون قبيحة لا تلفت الانتباه إلا بقبحها، ربما تنفع لأعمال الستر أو التغطية، وقد يكون (الجاسوس) أباك، أو أمك، أخاك أو أختك، زوجك أو زوجتك، خالك أو عمك، صديقك أو زميلك، جارك أو رئيسك، وقد تدري وقد لا تدري بأنه جاسوس أو جاسوسة، شيطانا أو ملاكا، وقد يكون (الجاسوس) أنت الذي تقرأ هذه القصة فما يميزك من الصفات أعلاه. ويا ترى لماذا أصبحت (جاسوسا)؟!.. وعلى كل حال فإن التجسس ليس مهنة يفضلها الآباء لأبنائهم.
في ثنايا هذه القصة سنسلط الأضواء على وسائل الإسقاط والتجنيد التي يستخدمها الصهاينة لتحقيق مآربهم، كما سنعيش أحداثا مرعبة ومراحل لا يتصورها العقل البشري السوي أن يصل إليها الشخص الذي يعمل في مثل هذا المجال .. يصبح من المستحيل منطقيا عقليا أن يعود إلى شخصيته السوية، أي أنه يكون قد بلغ مرحلة (اللاعودة)!..
أخيرا الوقاية خير من العلاج.
البـدايـة
في صيف عام 1978م وبينما كان صلاح هائما على وجهه في مخيم غزة للاجئين حيث يرتسم على وجوه الكبار الوجوم والحزن ..فقد ضاقت سبل الحياة وذهبت جميع الأحلام أدراج الرياح. تعثر صلاح في أحد أزقة المخيم وسقط أرضا .. فتلفت حوله، هل رآه أحد، ووقف سريعا ليطمئن على ملابسه الوحيدة هل تمزقت أم ما زالت سليمة، ولحسن الحظ كانت الإصابة خفيفة، جرح في ركبته اليمنى من دون أن يمس البنطال الأزرق أي أذى. مضى صلاح يقطع الأزقة حتى خرج إلى شواطئ غزة الساحرة .. حيث يلعب الأطفال ببراءة، وتلهو الصبايا بالرمل الذهبي راسمة خريطة فلسطين ومجسما رمليا جميلا للمسجد الأقصى.. رأى ذلك كله، هل من الممكن أن أعود فأكون صغيرا كهؤلاء؟!. ها أنا قد أكملت الجامعة، أهلي لا يجدون لقمة العيش، أنا العائل الوحيد.. يا لحظي النحس، لعنة الله على الصهاينة.
صلاح.. صلاح.. صلاح.. مَن .. رفيق العمر سعيد!
كيف أنت يا صلاح؟ أنا مشتاق لك كثيرا.
كان يبدو على وجه صلاح الإرهاق، وكأن شيئا كبيرا يشغل باله، إضافة إلى الشرود الواضح عليه.
مالك يا صلاح.. أين الوجه البشوش؟ كنت أكثر واحد تضحكنا.. إن شاء الله خيرا.لقد سئمت الحياة.. والدي ليس له هم سوى مطالبتي بالأموال، الحالة كما ترى صعبة لا وظائف ولا أعمال، تصور لقد حاولت أن أعمل حدادا عند الحاج صالح فرفض على الرغم أنه بحاجة إلى عامل يعمل لديه!
سعيد (ضاحكا):
أنت حامل هم الدنيا كلها على رأسك ، أنا سأحلها لك.
رد صلاح (بقوة):
كيف..؟!
منذ أن تخرجت ذهبت للعمل فورا في (إسرائيل).. هنالك الدولارات (زي الرز)! أنا مرتاح الآن.. والحال ميسرة..اذهب واعمل تصريحا وتعال إلى عندي وخذ هذا الكرت.
ذهب صلاح إلى حاجز (إيرز) للحصول على التصريح الخاص بالعمال الفلسطينيين وبعد جولة من التحقيقات الروتينية، وشهر من المراجعة المستمرة، حصل صلاح على التصريح وذهب لمنزل سعيد طالبا منه إعطاءه الكرت.
أخذ صلاح الكرت وحزم أمتعته مودعا والده ووالدته اللذين حثاه على ضرورة السعي الجاد للحصول على الأموال الطائلة .. واستغلال جميع الفرص لجني الثروة، فالحال صعبة، والمال وطن!
ركب صلاح الحافلة وهو يكاد يطير من الفرح، فقد مل المخيم ووساخته، ستمتلئ جيوبه بالأموال ويصبح رجلا له اعتبار .. سيتزوج من ابنة عمه التي يحبها ، سيبني منزلا جميلا في مدينة غزة على الشاطئ، كانت الأحلام تملأ رأسه، وأطلق للأحلام العنان..
اجتاز صلاح جميع المعابر والنقاط العسكرية بحرية كبيرة، حتى وصل تل أبيب، استأجر سيارة أجرة لتوصله إلى العنوان المدون على الكرت. دخل صلاح إلى فندق داود مسلما الكرت لمدير الفندق، سأله المدير (مردخاي) عن اسمه، وشهادته، وهوايته.. الخ، ثم طلب كأسا من العصير لصلاح الذي يكاد يموت من العطش.
شرب صلاح العصير، شاكرا مردخاي على حفاوة الاستقبال، ثم طلب منه العمل داخل الفندق.
ما هي أنسب وظيفة تلائمك؟
أنا مستعد للعمل في أي وظيفة.
لدي حاجة إلى فرَّاش لتنظيف الفندق.
موافق.
ستأخذ 1600 دولار أمريكي شهريا مع السكن المجان.
بهت صلاح لحجم المبلغ، فلم يكن يحلم بالنصف، وشرد قليلا، تنحنح المدير، عفوا.. أشكرك، أشكرك .. أنا موافق.
يمكنك الذهاب إلى (راحيل) مسؤولة الخدمات في الفندق لتحديد المهام، صعد صلاح إلى الطابق الثالث حيث تتواجد راحيل بجانب مقصف صغير الذي تحيطه مساحة واسعة مزينة بالأزهار الجميلة وكراسي يجلس عليها عدد من النساء اليهوديات مع الشبان في جو صاخب بالأغاني الغربية.
خواجة لو سمحت أين راحيل؟
أهلا صلاح. موظف جديد عندنا ؟!
تعجب صلاح لتعرف راحيل عليه سريعا، ثم تذكر التلفونات النقالة في الأماكن الفخمة وشرد بذهنه إلى أزقة مخيم غزة للاجئين.
بدأ صلاح يؤدي عمله في الفندق على أكمل وجه وأعجب به صاحب الفندق، كما نشأت علاقة قوية بينه وبين راحيل..!

dot
27/05/2006, 02:38
السقــوط
راحيل بنت وحيدة لضابط مخابرات إسرائيلي على درجة عالية من الجمال، عمرها 20 عاما، تتحدث العربية بطلاقة، أبوها عراقي صهيوني وأمها روسية، تسكن في منزل بالقرب من فندق داود وتعمل بصورة سرية لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي.
أخذت العلاقة تزداد يوما بعد يوم بين صلاح وراحيل حتى أصبح صلاح لا يطيق مفارقة راحيل وينتظرها صباحا عند محطة الحافلات لينعم برؤيتها ويصحبها إلى العمل.
ذهب صلاح إلى مدير الفندق طالبا منه إجازة لمدة شهر واحد، لزيارة أهله في غزة حيث مضى عام كامل دون أن يراهم.. فوجئت راحيل بعودته سريعا حيث لم يمض على ذهابه سوى أسبوع واحد، فذكر لها أنه لا يستطيع مفارقتها كما أن أهله أخذوا كل ما لديه من أموال طالبين منه المزيد من الأموال.
مضت الأيام، وفي مساء يوم الأربعاء، دعته راحيل إلى عشاء مع والدها في منزلهم، حيث إن والدها يسمع عنه كثيرا منها وهو معجب به.استقبل والد راحيل صلاح بحفاوة وحرارة شديدة، وبعد عشاء لذيذ استأذنت راحيل والدها أن يدخلا غرفتها الخاصة.
ما هذه الغرفة الجميلة؟
إنها جميلة بوجودك فيها.
وبعد لحظات وجد صلاح نفسه في جو لم يحلم به قط حيث إنه ولأول مرة في حياته يعاشر فيها فتاة .. ومرت الأيام وصلاح يعيش ارتباطا عاطفيا مع راحيل.
وذات مرة..
صلاح .. أريد أن أسألك سؤالا شريطة أن تجاوبني بكل صراحة.
هل تحب اليهود؟
من أجلك أحبهم كلهم!
ليس من أجلي أنا .. انس أنك تعرفني، أريد أن أعرف هل تحبهم أم لا؟
بصراحة .. لا!
لماذا؟
لأنهم أخذوا أرضنا!
ومن قال لك إنها أرضكم؟ .. إنها أرض اليهود منذ آلاف السنين..
لا بل للعرب!
أخذ النقاش يحتد بصورة سفسطائية.
هل لديك إثبات لتقنعني؟
ارتبك صلاح وسكت فهو لم يتلق طيلة حياته تعبئة في هذا الاتجاه.
أنا لدي إثبات وسأجعلك تجلس مع والدي لإقناعك.
تم تحديد موعد مع والدها وجلس صلاح مرتبكا في جو من الرهبة..
كيف أنت يا صلاح؟
بخير.
ما رأيك أن تعمل معنا؟
التقط صلاح أنفاسه وبلع ريقه فقد كان سؤالا مفاجئا، وقع عليه كالصاعقة، والمقام ليس مناسبا لهذا السؤال.
ومن أنتم؟
المخابرات الإسرائيلية!
دارت الأرض بصلاح، وانخلع قلبه، وفي وسط ذهوله:
انظر ما أجمل هذه الصور.. ما رأيك لو أوصلناها إلى والديك؟!!
أرجوك .. أتوسل إليك.. لا تفعل، ماذا تريد مني؟
الارتباط..
موافق!
لقد كانت صورا لصلاح وهو في أخزى حالاته مع راحيل، كان هنالك كاميرات صغيرة جدا في غرفة راحيل تسجل بالصوت والصورة جميع الحالات المخزية.
وابتسم والد راحيل وانشرحت أساريره كما ظهرت على وجه راحيل ابتسامة صفراء.
صلاح إن الأمر بسيط ولن يعلم أحد، لن يكون هنالك تكليفات صعبة.. ستستمتع مع راحيل وغيرها، ستعيش حياة الملوك، هنا المال الكثير والحياة الرغيدة.
هيا يا صلاح، نذهب إلى حيث كنا دائما...أخذت راحيل بيد صلاح...
رجع صلاح إلى غرفته والأفكار تملأ رأسه، أبي ليس همه سوى المال، لا تربية، ولا محاسبة، أبيع كل شيء من أجل المال، لعنة الله على الصهاينة.
بعد يومين تم تحديد موعد مع والد راحيل للذهاب إلى المكان المطلوب.. ركب صلاح سيارة والد راحيل إلى مبنى المسكوبية (الشرطة) في القدس، وفي الطابق الثالث قاعة واسعة يتوسطها طاولة كبيرة شبه دائرية، وحولها كراسي وفي وسطها مجسم للكرة الأرضية، وعلى الجدار خرائط أخرى لمدن فلسطينية بمعالم يهودية: القدس (أورشليم)، تل الربيع (تل أبيب)، حيفا، يافا، عكا، أسدود، وأم الرشراش (إيلات).
وبينما هو يتفحص المكان دخل مجموعة من الضباط اليهود.
أخذ والد راحيل يد صلاح.. تفضل بالجلوس.
من هؤلاء ولماذا هم هنا، ولماذا أنا معهم؟
- بابتسامة - ستعرف بعد قليل.
بينما صلاح يسترق النظر الخاطف إليه. قالوا جميعا بصوت غير منتظم :
أهلا وسهلا.
د. ديفيد تخصص تاريخ سيعلمك كل ما يلزمك عن تاريخ اليهود وأحقيتهم في أرض الميعاد.
الكابتن موشيه متخصص في فن الدفاع عن النفس سيكسبك خبرة قتالية جديدة.
الكابتن إسحاق سوف يعلمك على بعض الأسلحة اللازمة.
كان صلاح شارد الذهن يوزع الابتسامات دون إرادة.
صلاح يجب أن تترك العمل في الفندق.
الراتب! والدي..
(ضحك) لا تقلق سنوفر لك كل ما تحتاج وزيادة فأنت معنا الآن.
لك هدية إجازة أسبوع، بعدها تعود لمباشرة العمل ما رأيك .
شكرا لك.
صعد صلاح السيارة من طراز (مرسيدس) مع والد راحيل.
مع من ستقضي إجازتك؟
(بخجل) لا أدري.
لقد رتبت الأمر مع راحيل وستستمتعان بإجازة على شواطئ البحر في إيلات حيث استأجرت راحيل شقة هناك.
عاد صلاح من إجازته التي قضاها مع راحيل متألما من سرعة انقضائها حيث إنها كانت أياما جميلة لا تنسى؟!!!

الغســيل

في اليوم التالي جاء والد راحيل وأخذ صلاح إلى منطقة بالقرب من تل أبيب ودخل به إلى معسكر ضخم فتحت فيه الشوارع العريضة والمدارج الواسعة والأبنية الممتدة، طائرات حربية، دبابات، سيارات عسكرية، كان صلاح منهمكا في التفرج على شيء لم يره قط حتى أنه لم يشعر بطول الطريق، كانت التساؤلات تتزاحم في ذهنه: لماذا أنا هنا؟ وما هو هذا المكان؟
صلاح.. هيا أنزل.
ماذا .. ها؟
لقد نسيت نفسك.
لنبدأ العمل في هذه البناية، هنالك الكثير من المفاجآت.
وفي الطابق الثاني أمام بوفيه المبنى
هل أنت جائع ؟
نعم
نريد كولا وسندويشان
دخل ديفيد .. شالوم ... هل أنت جاهز؟
نعم
نبدأ إذن
ماشي.. نحن الآن سنقدم لك البراهين على أن هذه البلاد لنا، وقبل كل ذلك، أو قبل أن أعلمك، إنا لسنا كما تقولون علينا، هذه البلاد ملك أجدادنا، نحن عندنا الوثائق الرسمية والمسجلة والمؤرخة التي تثبت ذلك، هل عندكم ما تثبتون به ادعاءاتكم في هذه البلاد؟ طبعا لا.. نحن عندنا الأدلة، أرضنا أرض الميعاد التي وعدنا بها الرب، ومستعدون للعيش معكم بسلام ولن نقدم على قتلكم كما فعل المسلمون بنا، هذه مجموعة كتب وخرائط وعملات قديمة جدا مكتوب عليها بالعبرية تدل على أحقية اليهود في أرض الميعاد.

dot
27/05/2006, 02:49
انظر إلى هذه الصور، إنها صورة للملك فاروق وهو يسلم على هرتزل ويقدم له وثيقة جاء فيها أن الملك فاروق يشهد أن فلسطين تعود لليهود من عهد قديم وأن العرب لا حق لهم فيها.وانظر إلى هذه الخرائط الألمانية تثبت حق اليهود وملكيتهم لفلسطين لقد قام هتلر بحرق الكثير من هذه الوثائق، وللأسف هذا ما تبقى.. لقد عانى اليهود الكثير من المآسي والمحارق.. إننا شعب مضطهد.
الحقيقة إنني ما كنت أعرف هذه الحقائق، إنني مقتنع الآن بما تقوله، إنه يجب أن أنصر هذا الشعب المظلوم!
ستأخذ دورات عديدة، وتعيش بسعادة مع جميلات اليهود، إننا نشعر بالفخر لشعورك نحونا.
وبعد العديد من الدورات الثقافية ذات البعد التاريخي والحضاري، أصبح صلاح من العناصر المتشبعة بالفكر الصهيوني والأيدلوجية الإسرائيلية، لقد امتسخت ذاته، وتخلى الجسد عن العقل الفلسطيني، وحل مكانه العقل الصهيوني المتزمت.
صلاح.. أنت مدعو لحفل كبير.
لماذا .. ولمن؟
إنها حفلة على شرفك، يحضرها أكثر من ثلاثين ضابطا وجنديا ومجندة.
سأحضر الحفل.. شكرا لكم.
إنني بحاجة لمبلغ لإرساله لوالدي.
خذ هذه 1500 دولار.
شكرا لك .
أرسل صلاح لوالده 500 دولار بينما أبقى 1000 دولار للتمتع والسهر، وبعد شهر من الدورات أخبر والد راحيل صلاح بضرورة الاستعداد لحضور دورة أكثر صلابة، وسيستفيد منها كثيرا.
في إحدى المعسكرات بشمال تل أبيب أعد برنامجا مكثفا للعملاء للتدريب على الجودو والكاراتيه والدفاع عن النفس والسلاح الأبيض وجميع الأسلحة الأخرى، وكيفية إطلاق النار من داخل السيارات العسكرية وهي متحركة، وتعليمهم فنون الاغتيال والإسقاط.
وخلال ستة أشهر يمنع هؤلاء العملاء من الدخول في عملية ترفيهية أو سهرات .. ألخ ، وفي نهاية الستة الأشهر أقيم حفل مختلط لجميع العسكر والطيارين والمجندات، وسمح للعملاء بممارسة الملذات، كما أعطي لهم 500 دولار كمنحة على أتعابهم زيادة على المرتب.
صلاح.. أنت جندي مخلص، يعني أنه يحق لك التنقل في المعسكرات كما تريد. خذ هذه الإشارة وضعها على صدرك، يجب أن تلبس هذه البدلة العسكرية (لون بيج فاتح) وتضع الإشارة (88) على صدرك من اليوم فصاعدا.
دخل صلاح وهو يلبس البزة العسكرية الصهيونية على مجموعة من الضباط والعسكريين فأدوا له التحية وبادلهم إياها.
لقد تحسنت كثيرا يا صلاح.
نعم.. ذلك بفضلكم أنتم فقط.
خذ هذا النيشان وضعه على كتفك الأيسر رمزا للصداقة والمحبة.
هيا بنا لنأخذ الصور التذكارية.
والد راحيل مداعبا:
لقد أصبحت جاهزا لتنفيذ المهام التي نريدها.
نعم أنا تحت الخدمة

الخيـانـة
صلاح ستكون ضمن الدوريات التي تعمل في غزة.
لكنني أخشى أن يعرفني أحد أو يراني أهلي أو أصدقائي.لا داعي للقلق ستكون في خارج المنطقة التي تسكن أنت فيها. ستعمل فقط على تصوير المشاركين في المظاهرات وكتابة أسماء من يقومون بإلقاء الحجارة وإشعال الأحداث، سيكون كل شيء بمقابل، كل معلومة جديدة معناه مكافأة جديدة.أصبحت المهمة الرسمية لصلاح هي ضرورة النشاط الاستخباري وجلب المعلومات، ولقد برع فيها حتى صارت هواية وعادة متأصلة في نفسه، بل يتلذذ في جلب المعلومات والتجسس خاصة على المنظمات السرية المقاومة للاحتلال الصهيوني.
مرحلة صلاح (أ)
ذهب صلاح إلى منطقته في زيه الطبيعي كأنه مواطن فلسطيني عامل عاد من إسرائيل، وبدأ يمارس نشاطه داخل أوساط الشعب الفلسطيني مستمعا للآراء وجاسا للرأي العام، وذات مرة سمع جاره عمار يتحدث مع مجموعة من زملائه سرا عن نيتهم لحرق مبنى الحاكم العسكري اليهودي، كانوا أربعة بينهم عمار، وكان يعرفهم جميعا، عرف صلاح كل شيء، وسجل كل كلمة دون علمهم، ثم بدأ بالاتصال
- هناك مجموعة تريد تفجير مبنى الحاكم العسكري وحرقه.
- اعمل على متابعتهم، معرفة موعد التنفيذ، مخططهم، تفرغ لهذه المهمة، حوّل.
اجتمع عمار مع نفس المجموعة في نفس المكان السابق وبدأ التخطيط لنسف المقر بواسطة تفجير سيارة حيث ستصل السيارة في الساعة الثامنة مساء إلى أمام دكان الحاج صالح ومن ثم يستلمها أحدهم لأنه يسكن بالقرب من منزل الحاكم فلا يثير ذلك شكوك الآخرين، وكانت خطة محكمة وجريئة مع ثقتهم من أنفسهم واستعدادهم للتضحية.
قام صلاح بتبليغ كل الخطة بأقصى سرعة وبلغهم عن ذلك كله.
صلاح.. حرق المبنى لا يهم، يجب مراقبة السيارة التي تحمل المتفجرات هذا هو هدفك خذ منظارا وراقبهم عن بعد، نريد أن نقبض عليهم متلبسين.
أخذ صلاح يراقب المكان المحدد في الزمان المحدد، وترصد لهم عن بعد، فجأة جاءت تاكسي قديمة وبدأت عملية تفريغها بسرعة متناهية، مواسير نحاسية، خراطيم مواد شمعية بيضاء، وأسلاك كبيرة وصغيرة، ساعات من الحجم الكبير، اسطوانات غاز.
بكل سرعة...
آلو.. كابتن إلياس، وقع الصيد، لقد رأيت كذا .. وكذا .
إن المواد ناقصة هل رأيت أكياسا فيها ملح أسود؟
لا .
إذن عد مرة ثانية وراقب جيدا، فلا بد من إحضارها، فالمادة غير مكتملة.
إنهم يجتمعون، لا بد من التنصت عليهم..إنهم يتحدثون عن البضاعة، وإن البقية ستصل في نفس المكان يوم كذا.
كابتن إلياس، لقد سمعت كذا .. وكذا.
راقب جيدا.
السيد إلياس.. وصلت البضاعة.
اقتحم الجيش المنزل الذي كان لأحد أفراد المجموعة، وقامت باعتقاله ومصادرة المواد، ومن ثم اعتقال بقية المجموعة من بينها عمار ومع التعذيب الشديد اعترفوا بما قاموا به وما بيتوه في أذهانهم، وقد حكم عليهم ما بين 5 سنوات إلى 15 سنة.
آلو صلاح.. أتسمعني؟
نعم
أنت مدعو لحضور حفلة في معسكر (ص) تقام على شرف نجاحك.
شكرا لكم.
كان حفلا مهيبا، أعطى نيشانا جديدا، وقدم له مبلغ من المال أنفقه على السهرات والحفلات، وأعطوه بنطالا به جيبا سريا ليخبئ نقوده، حيث أخبرهم أن والده يفتش جيوبه ويأخذ ما بها من أموال.
بقي صلاح ثلاثة أيام في تل أبيب وفي مساء اليوم الثالث اتصل بوالد راحيل، مستأذنا للذهاب إلى غزة للقيام بمهامه.
نريد أن نصنع منك بطلا.
كيف؟!
ستدخل دورة أجهزة الاتصالات، وسيكون أستاذك هو الدكتور ديفيد.
بلع ريقه.. وشرب كأسا من النبيذ أمامه، اذهب إلى مبنى الاستخبارات العسكرية شرق تل أبيب، وأعطهم كلمة السر.
وصل صلاح إلى مبنى المخابرات الإسرائيلية، ذلك المبنى الكبير الذي يتكون من ثلاثة طوابق على شكل دائري يوجد في الوسط بركة سباحة تتوفر فيه جميع سبل الراحة والاستجمام والتسوق، على يمين المبنى يوجد سوق صغير يباع فيه كل ما تريد بأسعار مخفضة عن السوق الخارجي، كل شيء مراقب ومحسوب على صاحبه، تشعر أنك في جو من العمل المتواصل الجاد الذي لا يخلو من النكات والضحكات التي تسمع من هنا وهناك، تضفي على الجو المزيد من الاطمئنان والراحة.
دق صلاح الجرس على الغرفة رقم (88)
أدخل
مساء الخير
كيف أنت يا صلاح؟
إني مشتاق لرؤيتك د. ديفيد
هناك برنامج من العمل يجب أن تستفيد منه كل شيء، يجب أن تمتنع من شرب الكحول وحاول أن لا تتعود على البيرة والإكثار منها.
وقف ديفيد وقال:
أنت إنسان ذكي، إياك والحشيش البني، والمخدر الأبيض، ولا بأس من المراغوانة.ربت ديفيد على كتف صلاح وضحك .. ويجب أن تخفف من ممارسة شهواتك.بدأ صلاح يتلقى تدريبا عاليا.
هذا جهاز ساعة إرسال واستقبال، تجعلها على يدك لها شفرة خاصة مرتبة على الأحرف الأبجدية العبرية، مقابل كل حرف هناك رقم استخدمه كشيفرة. يوجد في الساعة آلة حاسبة.
هذه سماعة صغيرة تبث وتستقبل.. إليك كلمة تجريبية مثلا "تم تصوير السفارة"
ت م ت ص و ي ر ا ل س ف ا ر ة
92 13 22 106 120 12 1715 520

dot
27/05/2006, 02:55
توجد هنا أجهزة استقبال ضخمة تستقبل هذه الشيفرة وتقوم بترجمتها ونقلها إلينا للاستخدام.أخذ صلاح قسطا من الراحة بعد هذا الدرس، حيث يتم إجراء امتحانا تجريبيا بعد كل درس ..تعلم صلاح طرق الاتصال الحديثة والسريعة ، كما تدرب على الكتابة بالحبر السري، وهو عبارة عن زجاجتين فيهما مادة سائلة شفافة إحدى الزجاجتين عليها علامة صفراء، وهي التي تستخدم مادتها للكتابة، والزجاجة الأخرى عليها علامة زرقاء وتستخدم مادتها للمسح على مكان الكتابة فتظهر باللون الأصفر المائل إلى البرتقالي، كما تدرب على استخدام المخدر وهو نوعان:
الأول: يوضع في كأس لشرب الشاي، بيبسي .. ألخ ، فيشعر الضحية بالشلل مع بقاء وعيه وعيونه مفتوحة.
الثاني: منشط للرغبة الجنسية، إذا شربه الضحية لا يستطيع ضبط شهوته، ويتحول إلى حيوان في سبيل إشباع رغبته.
كما تعلم طرق شراء الذمم بالأموال واستغلال الفرص عن طريق الحاجة المالية الماسة.
صلاح.. يجب أن تأخذ إجازة لمدة أسبوع.
د. ديفيد هل أسأت إليكم، أنا لا أطيق الجلوس بدون عمل.
لا .. يجب أن تأخذ قسطا من الراحة لتبدأ حياة جديدة.
لقد دخل صلاح مرحلة اللاعودة في عمالته وأصبحت الخيانة والعمل الخياني هدفه الذي يعيش من أجله، ولا غرابة أن يصل إلى هذا المستوى من الدناءة، فقد استمرأت نفسه الذل والخيانة حتى وصل إلى الحضيض، لقد استعظم صلاح أن يعطى إجازة لا يطلب منه شيء خلالها، وبدأ يفكر ويتساءل: هل أساء لأسياده حتى قدروا إعفاءه؟ هل أخطأ؟!ذهب صلاح إلى بيته في غزة واستقبله والده وأهل حارته بالترحاب، فلقد أرسل إليهم الكثير من الأموال، إنه يعمل في وظيفة محترمة بتل أبيب، تدر عليه المال الوفير.. وعلى غير عادة والد صلاح جلس مع ولده، وبدأ يخاطبه في حوار هادئ:
صلاح .. أريد أن أحدثك في حديث خاص.
تفضل يا والدي، أنا رهن إشارتك.اعتقد صلاح أن هناك أمرا كبيرا أو طلبا ملحا سيطرحه والده حيث أنه لم يتعود من والده أن يحدثه بهدوء ويطلب رأيه.
أريدك يا بني أن تسافر إلى المملكة للعمل مع عمك في محله، أرجو أن لا تخيب ظني فيك.والدي.. لدي عمل في إسرائيل يدر علي المال الوفير.
لقد أخبرني عمك أن العمل عندهم كثير وأحسن من إسرائيل ويكفيك غربة هناك؟
أرجو أن تترك لي فرصة للتفكير.
خذ راحتك.لم يجرؤ صلاح على رد طلب والده، وفي نفس الوقت لا يمكنه مخالفة أسياده الصهاينة، خرج صلاح إلى الحديقة، أخذ تلفونه الخاص واتصل بضابط المخابرات الصهيونية.والدي يريد مني الاستقرار في المملكة.
لماذا؟أخبر صلاح الضابط بكل شيء، وبعد أن فكر الضابط هتف:
ممتاز.. ممتاز، هذا ما كنا سنطلبه منك، فنحن نريد أن تسافر إلى المملكة لإكمال العمل هناك.فرح صلاح كثيرا ، لأنه لو رفضت المخابرات بالتأكيد كان سيحتال لتنفيذ رغبة المخابرات..وبدأت الرحلة .. وزودت المخابرات الصهيونية صلاح بالكثير من المعلومات، ونوعية العمل المطلوب منه ، حيث أعطوه مفتاح شقة مع اسم الشخص الذي سيعمل بالتنسيق معه لتنفيذ المهام المطلوبة.حزم صلاح أمتعته وسافر حيث العنوان الذي أعطاه عمه للعمل فيه، كان مطعما جميلا يرتاده كبار القوم وخاصتهم.. وبعد أن استقرت وظيفته في المطعم (مطعم هاي فاي) ذهب إلى الشقة التي يتواجد فيها عاصم.
دق الجرس بحذر، وانفتح الباب على رجل ذو لحية خفيفة ووجه عربي أصيل.
مرحبا دكتور صلاح.
أهلا (عصيم). وكانت هذه هي كلمة السر.. ودخل صلاح الشقة المكونة من ثلاث غرف فاخرة التجهيز، كما كانت هناك ثلاث سيارات (BMW) حديثة الصنع داخل حديقة المبنى تحت الطلب.
صلاح .. أنت إنسان عظيم.
شكرا لك.
هذه رخصة قيادة جاهزة لك، أنا متأكد أنك محترف سواقة.
لقد تعلمت قيادة السيارات في إسرائيل.. كانت أمنيتي . عاصم إن وظيفتي الصباحية في المطعم لا تكفي لمصروفي حيث أن معظم الراتب يذهب إلى أبي، لا بد من عمل آخر.
لقد رتبنا لك كل شيء . ستعمل في صالون تجميل في الفترة المسائية بمبلغ محترم .كان صالونا مشهورا، في الظاهر صالون تجميل (كوافير)، وفي الحقيقة هو مركز للمخابرات الصهيونية، ومكانا آمنا للإسقاط.عقد اجتماع مصغر ضم كلا من عاصم، وصلاح ، وزينة حيث عرض عاصم (ضابط المخابرات الصهيونية) صورا لشخصيات ونساء طالباً العمل على إسقاطهم بأي وسيلة، كما وعدهم بتزويدهم بشابة شقراء في القريب العاجل للعمل معهم في عملية الإسقاط.رن هاتف منزل صلاح .
آلو.. من معي
ديفيد .. أنسيتني؟
أهلا وسهلا .. أين أنت؟
كيف العمل معك.. أعتقد أنك تلتهم كل موائد المطعم، لا تدع شيئا للزبائن.
ها .. ها .. ها
الأمور تحتاج إلى جلسة.. شكرا.
فهم صلاح كل شيء، وذهب إلى عاصم حيث استلم منه كاميرات تصوير تثبت بالسيارات الثلاثة لغرض التجسس على السفارات ومقرات حركة المقاومة الفلسطينية.قام صلاح بوضع سيارة أمام كل هدف بعد أن ثبت الكاميرا الصغيرة في مقدمة السيارة على بعد 30 مترا من بوابة كل هدف، وكان يقوم بتبديل السيارة كل فترة حتى لا تثير أي اشتباه أو شك .. كما قام عاصم بنفس العمل مع العديد من السفارات والمكاتب الأخرى ، كان يتم جلب هذه الصور ووضعها داخل الصالون للعمل على إسقاط الدبلوماسيين والموظفين ونسائهم ضمن هذه السفارات والمكاتب.
كانت الغرفة الخاصة بالانتظار في الصالون مجهزة بأربع كاميرات صغيرة على جوانب الغرفة جاهزة للعمل، وكذا كاميرا فيديو تعمل بمفتاح يشغل من الخارج.كان صلاح يأخذ الصور الملتقطة لأعضاء السفارات والمكاتب المستهدفة رجالا ونساء ومن ثم يرتبها حسب الأولوية لذوي الأهمية وكان يعلقها في مكان منعزل داخل الصالون حتى إذا دخل الهدف وقارنه بالصور دون أن يشعر بدأت عملية الإسقاط، يجلس الزائر المحترم في غرفة الانتظار ليأخذ دوره في تصفيف شعره، وإزالة العوالق من وجهه، ويقدم له كأسا من العصير المليء بالمنشط الجنسي.دقائق قليلة يأخذ المنشط مفعوله ويتجه برأسه وعيونه نحو الصور الخليعة التي تملأ الغرفة، يستدعي الزبون ليأخذ دوره، وهناك في الغرفة الثانية تظهر له فتاة جميلة عارية، فلا يستطيع الزبون كبح شهواته، فيقوم بممارسة الجنس مع الفتاة ويتم التصوير الكامل للزبون، بعد الانتهاء يعرض صلاح فيلم الفيديو على الزبون فينضغط ويقبل بالارتباط، وكذلك الحال مع السيدات حيث كان صلاح يمارس الجنس معهن.ولقد استطاع صلاح من خلال هذه الطريقة وهذا الصالون المشهور أن يسقط عددا من الدبلوماسيين ونسائهم وعددا من العاملين والعاملات في مكاتب المنظمات الفلسطينية ومن مختلف الجنسيات، ولقد تم ربط النساء مع زينة لمتابعتهن وجلب المعلومات إضافة إلى ضرورة مشاركتهن الفاعلة في إسقاط غيرهن.
أما الرجال فكانوا على اتصال كامل مع صلاح، حيث قام بتدريبهم على أجهزة الاتصال ليرسلوا المعلومات مباشرة إلى إسرائيل.استطاع صلاح أن يجند عددا كبيرا لصالح الكيان الصهيوني، ومن خلالهم حصل على كم هائل من المعلومات واستطاع من خلالهم وضع أجهزة تنصت في جميع الأماكن التي تم استهدافها.
وسام خيـانـة
لظروف غير معروفة أعلن المطعم الذي يعمل فيه صلاح عن إغلاقه ، كما قرر عم صلاح السفر إلى خارج المملكة لظروف قاهرة، كان يعني ذلك عودة صلاح لفلسطين.اتصل صلاح بالضابط المسئول عنه وأبلغه بالأمر.
فرصة نراك ونتفق على صفقات أخرى وبقية الأعمال تكملها المجموعة؟!
عاد صلاح إلى فلسطين والتقى بضابط المخابرات وقدم له التقرير المفصل عن عمله خلال الفترة الماضية.
ها..ها..ها.. بإمكانك أن تخرب كل الشعوب .. أنت إنسان ذكي .. أنا فخور بك.. لقد قدمت خدمة جليلة أخرى لأرض إسرائيل.
لدي فكرة جميلة لإسقاط كل الشعوب
كيف؟الدول العربية ننشر فيها لبان مسك فيه مثير جنسي.. وانظر بعد ذلك ما سيحدث بها.
ها .. ها .. ها سيبقى الوطن العربي في فيلم جنسي.
لم لا تعمل ذلك.
للأسف الظروف الآن غير مواتية.. وهذه القضايا وغيرها يلزمها جو انفتاحي وأجواء سلام حتى نتمكن من نشر ذلك.على كل حال هيئ أهلك ونفسك إنك ستعمل في دولة أخرى.
أين ؟
في الجزيرة العربية.يا صلاح الجزيرة العربية أرض مليئة بالخيرات وهي كذلك مصدر قلق لنا إنها مصدر للأموال التي تدعم الحركات الإرهابية .. كما أنها مليئة بالشباب والرجال الذين يشكلون خطرا في المستقبل علينا.لا بد لنا من إنشاء مجتمع ليس همه سوى النساء وجمع الأموال.

dot
27/05/2006, 03:07
ستذهب يا صلاح إلى هناك لتزويدنا بالمعلومات عن مراكز التمويل الحقيقية للإرهابيين بالإضافة للأعمال السابقة، سنرتب لك أمر الفيزا وستعمل كرجل أعمال .. عليك أن ترتب الأمر مع والدك سيكون بصحبتك زوجتك الجديدة سارة؟! وكذلك نسرين وزوجها سامر.رتب صلاح الأمر مع والده وأفهمه بوجود عمل مناسب في الجزيرة .. فوافق والده ثم ذهب إلى الضابط المسئول وأوضح له ما وصل إليه.
آلو ... سارة تعالي فورا.صلاح سنزوجك بفتاة يهودية من أصل فرنسي جميلة جدا وتتقن العربية ستساعدك على أداء مهامك.ودق الباب
أهلا سارة .. هذا زوجك صلاح إنه رجل عملاق يجب أن تساعديه جيدا.
ذهب صلاح مع زوجته؟! وكذلك سامر وزوجته ؟! إلى الجزيرة، كان مطلوبا منهم اقتحام مقرات المنظمات الفلسطينية ، ومن ثم وضع جهاز تنصت فيه ـ إضافة إلى إسقاط من يمكن إسقاطه من الشخصيات العربية خاصة الدبلوماسيين المرموقين إضافة إلى رفع تقارير عن الجمعيات الخيرية التي تدعم القضية الفلسطينية .استأجر صلاح وسامر شقتين فاخرتين متجاورتين وكانت تحت تصرفهما سيارتين وبدأ العمل والتحرك على المعارض والندوات العامة والمناسبات الهامة التي تقيمها تلك المنظمات الفلسطينية وكانا حريصين على اصطحاب زوجتيهما معهما.
أهلا .. صلاح منذ متى أنت هنا؟
مَن حسان يا للصدفة الرائعة ...كيف أنت .. كم أنا مشتاق لكم.كيف أخاك وزوجتك سعاد..كم أنا مشتاق لرؤية أختي سعاد.. لقد كانت بنتا مثالية في الخلق والدين... إنني سعيد الحظ أن أجد صهرا لي هنا ماذا تعمل أنت في الجزيرة؟تلعثم حسان قليلا .. أنا أعمل ممثلا لمنظمة فلسطينية هنا.هذا جميل .. نعم لا بد من العمل لتحرير فلسطين.. إنني أحيي فيك هذه الروح النضالية وأنا رجل أعمال على استعداد لدعمكم بالمال.. كلنا فداء فلسطين.
على أية حال ..أنت مدعو لحضور احتفال خيري لدعم القدس والشعب الفلسطيني.حضر صلاح وزوجته سارة الاحتفال الخيري لدعم الشعب الفلسطيني وقامت بالتبرع بمبلغ (3000) دينار وكان مبلغا كبيرا جدا حيث أن أدنى مبلغ يليه (700) دينار، ومن هذه اللفتة تكونت علاقة جيدة مع صهره وكذلك مع عدد من الدبلوماسيين في المنطقة .صلاح أنت مدعو للغداء عند صهرك في المنزل.سارة.. لا بد من أن تعملي علاقة قوية مع حسان.حضر صلاح وسارة حفل الغداء على شرفهما ... وبدأت العلاقة بينهما تكبر أكثر، كما بدأت سارة بالتردد على منزل حسان لوحدها وأحيانا معها نسرين زوجة سامر.في إحدى المرات ذهبت سارة ونسرين لزيارة حسان في المنزل وكان حسان لوحده هنالك، أصرت سارة أن تعطيه كأسا من العصير وذهبت إلى المطبخ وجاءت بالكأس المليء بالمنشط الجنسي.
شرب حسان الكأس .. بينما تظاهرت نسرين بأن لديها موعد هام ويجب عليها أن تخرج.بعد خروج نسرين .. بدأت سارة بإغرائه فلم يتمالك نفسه وبدأ ممارسة الزنا معها...فيما كانت نسرين تقوم بالتصوير "فيديو" وكاميرا عادية .. وبعد يومين عرضت سارة على حسان الصورة وهددته بالفضيحة فاضطر للموافقة على الارتباط بالموساد ومن ثم قام صلاح بطمأنتة أنه يعمل قبله في الموساد.جند صلاح حسانا صهره في الموساد ودربه على كيفية وضع أجهزة التنصت في مكاتب قيادته وقد قام حسان بالمهمة حيث وضع أجهزة بحجم رأس الذبابة حساسة تلتقط من مسافة (5-6) متر ويرسل لمسافة (40 كم ) وكانت هناك أجهزة استقبال موضوعة في شقة قريبة تبعد 30 كم عن مراكز أجهزة التنصت المزروعة.كان يتم وضع هذه الأجهزة في مفتاح الكهرباء الذي في الغرفة .. فتم تسجيل العديد من الاجتماعات الهامة التي كانت تجري أهمها ـ تهريب صفقات أسلحة لعدة دول عربية وكان هذا الأمر يتم بين قيادتين كبيرتين وأحاديث عن سياسات معينة في العمل العسكري مثل ضرورة القيام بعمليات مكثفة عن طريق لبنان.كما سجل أحاديث لهم عن نيتهم عمل مخازن كبيرة في صيدا وبيروت وعين الحلوة تحت الأرض تخزن فيها الأسلحة ويمكن للسيارات الحركة داخلها ولا تتأثر بالقصف الجوي، إضافة إلى الكثير من الاجتماعات الهامة التي كان يوصلها أولا بأول إلى قيادته في تل أبيب ولقد حرص صلاح على أن يعطي حسان جهاز اتصال لكي يقوم بالاتصال مباشرة مع تل أبيب.لم يكتف صلاح بقيادة المنظمة الفلسطينية بل تم إسقاط أحد كبار الدبلوماسيين في إحدى سفارات الدول العربية، كان مدخل الحديث معه عن قطعة أرض كبيرة كان صلاح ينوي بيعها فطلب حينها أن يشتريها هو لأن العرض كان مغريا وقد أمّن لصلاح ثم توثقت العلاقة مع صلاح وزراه في البيت وهنا قام صلاح بإسقاطه بنفس الطريقة السابقة فقبل الارتباط وسلمه جهاز اتصال ليتصل بنفسه إلى تل أبيب.ومن الأعمال التي قام بها صلاح في الجزيرة أنه عمل بشكل غير مباشر على دعم حركات المعارضة في تلك الدول ومدها بالأموال والأسلحة عبر المنافذ الحدودية الواسعة لتعمل على قلقلة الأمن وإشعال المنطقة داخليا حتى تتمكن إسرائيل من تقوية كيانها جيدا، كما أنشأ شبكات ترويج المخدرات وخاصة للطلبة في الجامعات والثانويات بأسعار مغرية وتحت ذرائع متعددة .. خدمة للأهداف الصهيونية بتدمير الأجيال العربية الناشئة التي تسبب خطرا مستقبليا على كيانهم.وبعد تلك النجاحات المتعددة التي حققها صلاح ...طلبت المخابرات في تل أبيب نقل صلاح وتوجيهه للعمل بشكل أوسع في لبنان.قام حسان بتجهيز جواز سفر مزور لصلاح عن طريق مكتب تلك المنظمة وتم ترتيب عملية السفر حيث انتقل صلاح عبر البر في حافلة تحوي (50) شخصا من مختلف الجنسيات العربية إلى دولة عربية قريبة من لبنان حيث مكث ثلاثة أسابيع تدرب فيها على بعض الأسلحة تدريبا جيدا كما واستُقبِل استقبالا حافلا فقد كان موصى عليه من قبل القيادة التي أرسلته؟!تولى صلاح مهامه قائدا للدوريات الفلسطينية بلبنان وذلك لبراعته في قيادة السيارات الأمر الذي أتاح له فيما بعد إمكانية التحرك والتنقل في مختلف المعسكرات الفلسطينية.بعد عشرة أيام التقى مع الضابط (آفي) كما كان مقررا سابقا قبل مجيئه للبنان وأفهمه دوره تماما وعرفه على مكتب المجد للسياحة في بيروت كمكان للاتصال والتواصل فضلا عن الاتصال الدائم معه عن طريق الساعة التي تم استبدالها بواحدة جديدة أحدث وأصغر من الأولى وذلك في الجزيرة قبل مجيئه إلى لبنان كما زوده الضابط بـ (85)نسخة من مفاتيح الأبواب وأجهزة بث لزرع كاميرا صغيرة خاصة بتصوير الوثائق وكذلك نظارة ترى بالأشعة تحت الحمراء للعمل بالليل.وبعدها قام صلاح بإرسال التقارير بشكل يومي عن مراكز التدريب والمعسكرات والمعدات والآليات وصفقات الأسلحة حتى أنه في إحدى المرات أبلغ عن وجود صفقة أسلحة ستصل عبر البحر لأحد المعسكرات وطلب منه مراقبة الطريق والاتصال بالضابط (آفي) أثناء مرور الشاحنة وتحديد موقعها .. وقد تم قصف القافلة بعد نصف ساعة من اتصاله.
آلو ..صلاح.. أتسمعني؟ أجب ... هل تم الأمر؟
لم تصب بأي أذى.. لقد كانت الصواريخ منخفضة جدا ووقعت قريبة من الهدف.حدد أماكن المخازن.
سأعمل جاهدا لتحقيق ذلك.
استطاع صلاح بعد بحث متأن وحثيث لتحديد موقع بعض مخازن أسلحة المقاومة وأرسل برقية مدعومة بالخريطة عن المواقع المعروفة لديه.. وقامت القوات الصهيونية على ضوء ذلك بقصف المركز وبأسلحة انشطارية .. ولكن بسبب تحصينات المخازن العالية لم تتأثر المخازن.اتصل الضابط (آفي) ضابط الاستخبارات الصهيونية بصلاح طالبا منه الاتصال بماجد (أحد الضباط في صيدا) والترتيب معه على ضرورة إسقاط عدد كبير من الجنود والضباط الفلسطينيين واللبنانيين وكذلك وضع أجهزة تنصت في بعض المعسكرات .اتصل صلاح بماجد ورتبا لقاء سريا في إحدى المواقع القريبة من مخيم عين الحلوة في لبنان أهلا ماجد.. إنني سعيد بلقائك والتعرف عليك.
شكرا .. لقد سمعت عنك الكثير لولا فضائحك الأخيرة.
ماذا تعني؟
قافلة كاملة مجهزة بالمعدات العسكرية ولا تستطيع تحديد مواطن الضعف والقوة فيها ..عيب عليك.. وأنت خريج معسكر تل أبيب.
أخذ صلاح نفسا طويلا وأخرجها على هيئة زفرة سريعة تدل على عدم تحمله أكثر لما يقال..ثم نظر إلى ماجد بنظرات صارمة.
ماجد..سأستعين بالشيطان لتحطيم هؤلاء.
ماذا تقصد؟ستعرف الآن.اتفق صلاح وماجد على فتح كازينو " بوفيه " أمام كل معسكر ويعمل في كل بوفيه عدد من الجميلات .. حيث يتم إسقاط عدد كبير من الضباط والجنود.
نجحت خطة صلاح واستعان بهؤلاء الجنود المسقطين لوضع أجهزة تنصت حساسة في المعسكرات حيث كانت تعتبر أصعب مهمة لصلاح من السابق حيث كان الجنود والضباط يملأون المعسكرات فيلجأ أحيانا إلى استخدام المخدر لتنويم بعض الحراس " وهو تنويم يستمر لنصف ساعة" لحين إتمام المهمة .

لقاء عمل
عريف سامي .. ما أجمل هذا المساء.
نعم إنه مساء جميل وانظر إلى ذلك القمر الذي يملأ السماء ضياء.
كيف العمل عندك ..كل شيء على ما يرام ؟
كل شيء كويس. تصور أنا فلسطيني شردني اليهود أنا وأهلي أكثر من ثلاث مرات وهدموا بيتي وأخي شهيد في جيش المقاومة في الجنوب.. أهلي في تونس. نادرا ما أستطيع رؤيتهم..

dot
27/05/2006, 03:13
الوثيقة المصرية دمرت الشعب الفلسطيني "دفتر مخالفات"..ها .. ها.. هاشو رأيك نشرب حاجة .. على حسابي.. إيش تحب تشرب؟
كاس ليمون..وقلل السكر.شرب سامي كأس الليمون ونام فورا فلقد وضع صلاح له منوما ثقيلا..حتى يتم مهمته في تصوير الوثائق التي تملأ مقر قيادة المقاومة حيث كان العريف سامي هو أمين السر والرجل الوحيد الذي يسمح له بالنوم داخل المقر وكان في نفس الوقت الحارس الأمين لغرفة القيادة.
لقد تعرف صلاح على سامي أثناء مهمة استطلاعية لجيش الاحتلال وتمكن صلاح من تحقيق هدف مزيف باكتشافه لموقع عسكري سري صهيوني واطلاع المقاومة عليه ومن ثم تم تدميره.. فتوثقت العلاقة بشكل كبير بينهما وكانا يسهران الليالي الطويلة.تحقق صلاح من نوم العريف فوضع على عينيه النظارة التي تمكنه من الرؤية في الظلام ودخل مقر القيادة .. وبدأ بتصوير الوثائق والمستندات وبعض المفاتيح التي تم الحصول عليها وذلك بواسطة كاميرا صغيرة خاصة لتصوير المستندات عند إمرارها عليها ثم أغلق باب الغرفة وخرج.سامي ..سامي .. سامي.. وهزه حتى استيقظ جزعا.
أتتركني وتنام؟!والله ما أحسست.. كأن واحد نومني.
على كل حال.. شكلك تعبان.. أدخل إلى الداخل وأغلق الغرفة عليك جيدا ونم.
تصبح على خير.كان صلاح صاحب علاقات واسعة بين صفوف المقاومة مظهرا الخلق الجميل، يحرص على توديع الجنود الذين يذهبون لتنفيذ العمليات حيث كانت القيادة تحرص على إقامة احتفالات صغيرة ليلة خروجهم لتوديعهم، وكانت تعمل على نطاق ضيق جدا لكن كان صلاح يعلم بكل هذه الاحتفالات ويحرص على حضورها ومعرفة وجهة أصحابها ومن ثم توديعهم..ثم التبليغ عن هذه العمليات للصهاينة لإفشالها فيقتل المنفذون أو يعود أصحابها دون تحقيق الهدف المرسوم وكان يشعر بالفخر عند وصوله أنباء تلك النتائج.نجح صلاح نجاحا مميزا في لبنان حيث استطاع توصيل آلاف المعلومات عن تحركات المقاومة ومن ثم ضربها قبل تحقيق الهدف وكذلك روج للمخدرات بشكل كبير في لبنان وإن كان نجاحه في ترويج المخدرات بين صفوف المقاومة ضعيفا إلا أنه بنى سوقا كبيرا في بيروت وصيدا وعين الحلوة تديرها شبكة مخدرات كبيرة تعمل على تدمير البنية التحتية للشباب الصاعد.
مرحلة جديدة
استيقظ ديفيد على جرس الهاتف يرن بشكل مزعج.
آلو .. آلو
ماذا هناك؟!
تفجير انتحاري في تل أبيب.هب ديفيد مذعورا واعتدل في جلسته بعد أن طرد الخبر النوم عن جفنيه المثقلتين بالنوم الشديد .
ردد بغضب .. وما هي النتائج؟مقتل عشرة جنود وجرح ما يقارب 50 شخصا .. لقد كان هجوما غير متوقع.
لا..لا بد أنك تبالغ ..بل تمزح.إنني أتكلم الحقيقة
كيف؟بحسب التقارير الأولية أن شخصا مجهولا اعتلى حافلة مليئة بالجنود وهو يلبس الزي العسكري وقام بتفجير نفسه بعد أن وقف في وسط الحافلة وصاح بصوت عال "الله أكبر" ثم انفجر ... وتعود الحافلة لسلاح البحرية الإسرائيلية وذلك عند مفرق المدينة حيث محطة تجمع الجنود وذلك عند الساعة الرابعة فجرا
لا بد أن يدا خفية فلسطينية متشددة وراء الحادث.
لحظة .. هذا بيان موقع باسم كتائب القسام - حماس - تعلن مسئوليتها عن الحادث.سآتي حالا.
وضع ديفيد سماعة الهاتف بعنف.. وكأن السماعة هي سبب المأساة .قام ولبس ملابسه الرسمية وذهب إلى مبنى المخابرات الإسرائيلية الذي يقع بالقرب من تل أبيب.
شالوم.
أطلب اجتماعا طارئا بقادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل.في ظرف نصف ساعة تجمع قادة الأجهزة الأمنية حول طاولة مستديرة في مبنى المخابرات الإسرائيلية برئاسة ديفيد رئيس لجنة الأمن بالكنيست الإسرائيلي والمسؤول المباشر عن دائرة المخابرات الإسرائيلية (الشين بيت).الجميع على علم بالحادث... يعتبر هذا الحادث فريدا من نوعه ويعني دخولنا في مرحلة جديدة لنمط جديد من المقاومة.. هل نتخيل إنسانا يفجر نفسه..شي مستحيل..
السؤال هنا:-مَن صنع المتفجرات وجهزها؟؟..كيف استطاع اختراق أجهزتنا الأمنية وراقب واختار الهدف المناسب؟؟..أين أنتم عندما جاء هذا المجرم إلى تل أبيب وكيف دخل ؟؟..هل حماس لها مقر داخل تل أبيب؟!!!
هكذا بدأ ديفيد يهذي بعد أن استعرض التقارير المخيفة عن حجم الخسائر والانفجار الذي هز مدينة تل أبيب وجعل كل أهلها يفيقون هلعا في أجمل ساعات النوم.الحقيقة أن هؤلاء المتشددين نوعية صعبة الاختراق نظرا لتدينهم..لقد وجهت دائرة المتعاونين أن يوجهوا كل نشاطاتهم لأسر قيادات حركة حماس ونشاطاتهم وأعضائها وإخوانهم وأخواتهم ونسائهم وبناتهم وأبنائهم وأبناء عمومتهم.. ويتم البحث عن أي وسيلة لاختراق صفهم وتدميرهم من الداخل كما فعلنا مع باقي الفصائل.نحن نركز الآن على عناصر الأشبال حديثي التربية لديهم.كل هذا جيد..لكن ما أود طرحه أن أهم شيء هو القضاء على المنابع والأماكن التي يستخدمها لنشاطه. . لا بد من محاربة المساجد والعمل على إغلاقها هناك وسائل كثيرة، وضع مواد تحريضية فيه لإغلاقه، اعتقال الشباب أو أي شخص لمجرد الصلاة أو أن ابنه يذهب إلى دار القرآن فيعمل والده على منعه.كذلك اعتقال أئمة المساجد وتوجيه التهم إليهم وحكمهم أحكاما عالية لتخويف الأشبال الناشئة من ارتياد المساجد.. وأهم من ذلك كله هو العمل على الذهاب بقدسية المساجد عن طريق الإيعاز للعملاء بالقيام بأعمال اللواط داخل هذه المساجد .
هذه بداية طيبة للعمل على تجفيف المنابع ..لكن ماذا عن منع مثل هذه العمليات العسكرية وتأمين أمن إسرائيل ..لا بد من دراسة أمنية متعددة المصادر لتقويض هذا الجهاز العسكري والقضاء عليه.
ديفيد..يتم متابعة الإجراءات المذكورة آنفا ثم تكوين شبكة من العملاء المتميزين لمتابعة خلايا الكتائب وتدميرها وكذلك حماية الطرق الرئيسة (المستعربين) والعمل على إسقاط قيادات حماس.فض الجنرال ديفيد الاجتماع بشكل ودي مشددا على ضرورة الحيطة والحذر من الجميع والعمل الجاد لحماية إسرائيل من الخطر ومتابعة المتسببين في الحادث الأخير والضرب بيد من حديد....كما يجب منع الصحفيين من الاقتراب من الحادث ...اعملوا على تقليل الخسائر وتضليل الحقائق...لا بد من ممارسة حرب إعلامية ضدهم.


مرحلة صلاح (ب)
ي صيف عام 93 استدعى صلاح إلى إسرائيل لتلقي دورة تدريب متطورة خاصة بالقوات الخاصة لتنفيذ مهام أكثر تقدما في العمل المخابراتي الاغتيالي الصهيوني حيث تدرب على أسلحة متطورة جدا منها مسدس يتسع (33) طلقة حجمها أكبر من الرصاص في مسدس 9ملم وهو نوعان: نوع يعمل باليد اليمنى وأخرى باليسرى، لأن به قبضة للتثبيت باليد حتى لا يتحرك أو يهتز أثناء استعماله لأن له ردة فعل قوية جدا يعمل على هز اليد التي تطلق ويطلق الرصاص كالرشاش رصاصة ...رصاصة أو بشكل متواصل (سريع) حسب الرغبة.. كما تدرب على بندقية (M16) المطورة والمزودة بقاذف للقنابل.
صلاح .. لعلك استفدت استفادة كبيرة في هذه الدورة.
نعم أشياء ما كنت أحلم بها .. أرجو أن أحقق أهداف إسرائيل المرجوة.
هل أنت فعلا مخلص لهذه الدرجة؟
أبش مالك يا رجل كل هذا ولسة بتشك.. أنا زعلان منك جنرال ديفيد.
أنا أمزح معك..لولا ثقتي بك لما اتصلت بك اتصال مباشر... أنت تدوخ أمة..نادر أمثالك من الرجال.على كل حال.. اذهب إلى راحيل في شقة 15 عمارة سيدتي شارع شاحوم في تل أبيب لتقضي وقتا ممتعا لأسبوع فقط.. ستذهب في مهمة الأحد القادم.عاش صلاح أياما مليئة بالفجور مع راحيل بعد فراق طويل وكانت راحيل قد استقبلته استقبالا حافلا حيث كانت تسمع عنه الكثير من والدها الذي يروي لها باستمرار منجزات صلاح لإسرائيل التي لم تكن لتتحقق لولا راحيل التي عملت على إسقاطه وتنظيمه.
ذهب صلاح لمبنى المخابرات الإسرائيلية وبعد همسه بكلمة السر لضابط الاتصال بالبوابة الخارجية للمبنى الفخم دخل إلى مدير المخابرات الإسرائيلية.
شالوم.. جنرال ديفيد.
أهلا .. صلاح أرجو أن تكون جاهزا لتنفيذ المهمة.
أنا جاهز.هذا جواز السفر والتذاكر + 5 آلاف دولار.. ستذهب مع الطاقم الذي سيخبرك به حاييم "ضابط الاتصال" إلى تركيا هناك يسكن دبلوماسي بريطاني يحب العرب ويدعمهم.. إنه خطر على إسرائيل.. لقتله والقضاء عليه .. يجب أن تنجح الخطة وبكل سرية.. يجب أن تأخذ الحذر الكامل والخطة كاملة عند حاييم.
ودع قائد المخابرات صلاح وشد على يده راجيا له ولخليته التوفيق.توجه صلاح مع خليته إلى مدينة استنبول في تركيا عبر طائرة الركاب البريطانية بجوازات سفر بريطانية مزيفة واستأجرا شقة مفروشة لمدة عشرة أيام تطل على مسجد محمد الفاتح الشهير حيث الحدائق الجميلة والأجواء الساحرة والمدينة التي تقع بين تراث الماضي وحضارة القرن الحادي والعشرين.
استيقظ صلاح وخليته وقد بدا الإرهاق على وجوههم من سفر مرهق وسهر طويل وبعد إفطار شهي في مطعم كردي يقع في الطابق الأول من شقتهم الفاخرة اجتمعت الخلية لدراسة تحديد الموقع على الخريطة للهدف وكذلك الخطط الموضوعة لمراقبة ومتابعة الهدف استعدادا للخطة المناسبة لقتله والقضاء عليه بدون أي ضوضاء أو تعرضهم للخطر.

dot
27/05/2006, 03:24
قام الجميع بعملية المراقبة بخطة محكمة وفي مساء اليوم العاشر رجع إدوارد الدبلوماسي البريطاني من حفلة عشاء أقيمت على شرفه في مطعم (جميلة) الذي يشرف عليه حاخام يهودي.. وأثناء نزوله من سيارته البيضاء الفاخرة من نوع volvo على باب منزله وبينما كان يهم بإحكام إغلاق سيارته اقترب صلاح منه بثبات وأفرغ 30 رصاصة من مسدسه الرشاش الكاتم للصوت على رأس إدوارد.. وسقط إدوارد صريعا بينما كانت هناك سيارة سوداء بدون رقم تنتظره حيث ذهب إليها مسرعا وذهبت السيارة وبينما كانت هنالك سيارة زرقاء أخرى تراقب المكان للإسناد والطوارئ في حالة حدوث أي طارئ، بعد 5 دقائق غادرت السيارة الزرقاء المكان.وفي اليوم الثاني للحادث .. استنكرت جميع الصحف الإسرائيلية الحادثة الشنعاء وأنها تمثل انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والحرية في العالم وأن بريطانيا دولة صديقة للكيان الصهيوني وستضرب إسرائيل بيد من حديد كل من تسول له نفسه انتهاك حرمات الآخرين طالبة من الرأي العام الإقليمي والدولي الوقوف بحزم والتصدي للإرهاب الدولي المنظم.. داعية لإنزال أقصى العقوبات لمن تحوم حولهم الشبهات خاصة الإرهابيين الإسلاميين مصدر الإرهاب العالمي وستعمل إسرائيل بكل جهدها للقبض على المجرمين وتسليمهم لمحكمة العدل الدولية.رجع صلاح مع خليته واستقبل استقبالا حافلا - كما دعي لحضور حفلة كبيرة جدا في مقر الموساد الإسرائيلي احتفاء على نجاح العملية - وقد تم تكريم صلاح وترقيته وإعطائه وسام الصداقة الرزينة.صلاح .. كيف تشعر وأنت تحمل وسام الصداقة؟أشعر بالفخر .. هذا ما كنت أحلم به.هذا الكارت يمكنك الدخول إلى الخمارات والملاهي والتمتع دون مقابل..أظن هذا ما تحلم به حقا.. ها .. ها .. ها .. خذه...صلاح.. نحن هنا نواجه خطرا حقيقيا.. أتدري ما هو ؟ إنها حماس هذه الحركة اللعينة التي أفسدت علينا كل شيء.. إنها طراز جديد.إنني أنتدبك للعمل على ملاحقة كتائب القسام وقتلهم وتدميرهم.. يجب القضاء عليهم ..إنهم يهددون أمن إسرائيل.. يجب إسقاطهم...الاستعانة بالشيطان بكل الوسائل للقضاء عليهم.. إنني أشعر بالأسى لهذا الواقع.جنرال ديفيد..لا تقل هذا سأريك ما يقر عينك.أريد فقط تصريح لمقابلة واحد منهم والتحقيق معه في أي سجن من سجون إسرائيل.لماذا ؟ أريد التعرف عن قرب على طبيعتهم - كيف يفكرون - نقاط الضعف والقوة عندهم..أشياء كثيرة.
لك ذلك .. اذهب إلى سجن عسقلان هناك قائد مسجون من قادتهم.


المواجهة
ذهب صلاح إلى سجن عسقلان وبدأ بالتحقيق مع مجموعة من أفراد الكتائب وقادتهم.. استخدم كل الأساليب ....التعذيب .. الترغيب ...الترهيب.."حتى أنه حاول إسقاط أحدهم بإدخال امرأة جميلة جدا وعارية إلى زنزانته لتنام معه وقد كان شابا في العشرين من عمره.. حاولت بكل وسائلها وإغراءاتها الشيطانية لكنه جمع البصاق ملء فيه وبصق في وجهها وطردها بشدة وهو يبكي طالبا من الله الثبات...فوجئ صلاح بهذه النوعية من البشر...لم يكن يخطر بباله أن شابا في عز شبابه يتمنع عن صبية جميلة عمرها 16 عاما لا بد أن هؤلاء يتلقون تدريبا خاصا.. ودراسة معمقة لمقاومة كل وسائل الإسقاط والاختراق.
لم ييأس صلاح وبدأ يعد خططا ويعرضها على رؤسائه للعمل على الحد من العمليات العسكرية.. فكان من ضمن ما خططه القيام بدوريات بسيارات عربية والجنود بداخلها بكامل عتادهم وسلاحهم وأجهزة الاتصال معهم ويلبسون الزي العربي ومن ثم التحرك ساعات طويلة في الليل والنهار والتنقل لمراقبة الخطوط الطويلة والتي تربط كذلك بين المستوطنات مع تأمين الطريق والسير خلف السيارات الإسرائيلية حتى تصل إلى هدفها حيث كان المستوطنون من الأهداف السهلة لإطلاق النار عليهم.وكانت هذه الدوريات تدخل المدن العربية وتلاحق المهاجمين وتقتلهم من دون أن ينتبه لها أحد.كما استغل صلاح النقاط الميتة لصالحه حيث كانت الكتائب تتصل مع بعضها عن طريق وضع إشارة معينة أو رسالة تحت حجر أو داخل شجرة وذلك لتوجيه أعضائها وتجنيد عناصر جديدة فعمل على مراقبتها واستغلهم لصالح المخابرات وهم يحسبون أنهم يعملون مع الكتائب ويرسلهم في عمليات وهمية يتم تصفيتهم أو إلقاء القبض عليهم.كان صلاح يتناول طعاما شهيا في بير نبالا قرب رام الله في مطعم على الطريق المؤدي إلى المدينة وهو يستعرض في مخيلته الإنجازات التي حققها واحد من العمليات العسكرية لحماس...قطع تفكيره جرس التلفون السيار (الخلوي).آلو..صلاح.نعم.
احضر حالا إلى مركز ( 2 ) .مركز (2) يعني مقر القوات الخاصة للعمليات الخطرة في قضاء رام الله.دفع صلاح الحساب...وخرج مسرعا راكبا دراجته النارية.. متوجها إلى مطعم الشابورة حيث يقع تحته المركز.دق صلاح الجرس دقتين ثم انتظر دقيقة ونصف ودق مرة واحدة وفتح الباب دخل صلاح والجلسة منعقدة للجنة العمليات الخاصة وقد بدأ على وجوههم القلق.
مساء الخير.. ما الأمر؟!مقاتلو حماس اختطفوا جنديا إسرائيليا يدعى "نحشون فاكسمان"...إنهم يعطوننا مهلة 24 ساعة لنفرج عن جميع السجناء الفلسطينيين..إنها كارثة..أتدرون ماذا يعني ذلك ؟ يعني أن سيادة إسرائيل ستهتز.تدخل صلاح قاطعا الكلام..سيدي هل تم تحديد المكان؟
لا للأسف..لا ندري قد يكونون هنا..في غزة..لا ندري.يجب أن تستنفر القوات والمستعربون وجميع الأجهزة الأمنية.يجب الآن وخلال 5 ساعات تحديد المكان.. ومن ثم عقد اجتماع طارئ لتحديد الطريقة المثلى لاقتحام المكان دون خسائر أو قتل الجندي.بدأت عمليات البحث المضني في جميع المناطق والمدن العربية.. وانتهت المهلة المحددة بخمس ساعات.اتصل صلاح بقائد القوات الخاصة.. وأخبره أنه وبمعاونة أحد رجاله راقبا بيتا مكونا من طابقين جنوب رام الله جوار محطة بنزين القاهرة ويتردد عليه رجالٌ غرباء عن المنطقة ويحملون طعاما جاهزا. يجب مراقبة المنزل جيدا.المنزل محصن جدا.. أرسل فريق لتقصي الحقائق.خرجت قوة صغيرة من القوات الخاصة على رأسهم صلاح وطلب فتح المنزل لتفتيشه تفتيشا عاديا "إجراء روتيني"
لم يرد أحد..حاولت المجموعة كسر الباب والاقتحام..
بواسطة مكبر صوت.أنتم في خطر.. ابتعدوا مائة متر عن المنزل..المنزل كله مفخخ..شروطنا معروفة.. أي محاولة معناها قتل الجندي.. ونسف المنزل على رؤوسكم.يجب الاستسلام فورا..سنمنحكم مهلة نصف ساعة وإلا..حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يستدرك الأمر ويستغل الوقت بالتفاوض لكنه لم يوفق..وحاول ثلاثة جنود صهاينة دخول المنزل من الخلف لكن لغما مربوطا بالشرفة انفجر أدى إلى مصرعهم الثلاثة.وبدأت عملية التراشق بالرصاص.. والأسلحة الثقيلة..قتل أفراد حماس الجندي المختطف وتفرغوا لقتال الصهاينة وعملائهم... وبعد عشر ساعات من القتال الشديد قام الصهاينة بقصف المبنى بالصواريخ وقذائف الدبابات مما أدى إلى استشهاد ثلاثة من قادة الكتائب بينما قتل ستة جنود صهاينة وجرح ما لا يقل عن 15 آخرين.بعد ساعة من الصمت المطبق على المنطقة وإعلان حالة الطوارئ في المنطقة مع منع التجوال لأهالي المدينة جاءت مجنزرة كبيرة وتحت حراسة كبيرة خوفا من ظهور أي مقاوم من حماس وبدأت بالجرف للركام الكبير لكي تتمكن من استخراج جثة الجندي المقتول.كانت الغرفة الموجود فيها الجندي قد لغمت تلغيما شديدا وكثيفا مما أدى إلى انفجار أحد الألغام وجرح جنديين كما أصيب صلاح بشظايا بسيطة نقل على إثرها إلى المستشفى هو والجنديان.أحس صلاح بدوار شديد وإعياء كبير بعد خروجه من غرفة العمليات وانتزاع عشرة شظايا من أماكن متفرقة من جسمه..ثم بدأ يفكر في طريقة لا يعرف أهله عن الحادث حيث أن الجروح واضحة وخاصة على جزء من وجهه في المنطقة اليمنى.سلامات صلاح..لقد كنت بطل المعركة.بصوت منخفض...يوحي بالخوف والوجل.شكرا ديفيد ..لقد مرت العملية بسلام.مالي أراك ممتقع اللون..شارد الذهن.الحقيقة أنني أخشى معرفة أهلي بالحادث..الأمر مفزع..أخاف أن ينكشف أمري.ها..ها..ها لا تقلق لدينا جراح تجميل ماهر سيحل لك المشكلة وماذا يعني حادث انفجار أنبوبة غاز في بيت زميلك.. والتقرير موجود بذلك.يالك من داهية..فكرة جميلة لقد أنقذتني.
هل سمعت عن اتفاقيات أوسلو..لقد تضمنت الاتفاقيات حظرا على السلطة اعتقال أشخاص يحملون الهويات الإسرائيلية مثلك وكذلك عدم التحقيق مع العملاء أو اعتقالهم أو محاكمتهم بشكل عام بتهمة التعامل معنا..إنني أحمل لك نبأ سارا.ما هو..؟!
ستكون أحد المسؤولين الرئيسيين عن متابعة المنطقة (أ).ماذا تعني المنطقة (أ)؟هي مناطق السلطة الفلسطينية ..بمعنى متابعة عملاءنا والاتصال بهم وتنسيق أعمالهم ..سيكون مقرك في القدس.ستعود إلى أورشليم التراث..الحضارة..نبع الحياة.




االنهاية
قامت خلية تابعة لجهاز الأمن السري في حماس باعتقال أحد المتورطين في اغتيال أحد نشطاء حماس ..وعملت على التحقيق معه حتى أدلى بمعلومات فريدة وهامة..كان ذلك العميل عميلا دسما مليء بالمعلومات وتم تسجيل كل اعترافاته على شريط كاسيت وفيديو..ثم شكلت لجنة قضائية حكمت عليه بالإعدام لتورطه في القتل العمد أولا والخيانة ثانيا.لم يكن يعلم صلاح أنه أصبح مطلوبا لجهاز الأمن السري لحماس..

dot
27/05/2006, 03:34
لقد اعترف العميل المقتول بكل شيء ...صلاح هو القائد العام للعملاء والموجه لعمليات التخريب والتدمير والقتل للمجتمع الفلسطيني.توجه صلاح لزيارة والده في مخيم غزة بعد سنة من الغياب..ودخل من ذلك المكان الذي خرج منه قبل عشرين سنة إلى البحر هائما على وجهه..تذكر صلاح كل ذلك وبينما صلاح في ذكرياته.. إذا بمجموعة ملثمة تحكم فمه...وتلقى ضربة على مؤخرة رأسه فيسقط مغمى عليه..وتحمله المجموعة إلى مكان مجهول.أين أنا؟أنت هنا...عند من حاربتهم عشرين عاما.انهار صلاح بشكل كبير وبدأ يبكي كالنساء..أنا بريء...اتركوني لأمي وأبي ..أنا عامل مسكين في إسرائيل..أرجوكم.ها..ها..ها..م� � من تلعب..القضية معروفة.أريد كأسا من الماء...أرجوكم أكاد أموت من العطش.افتحوا الفيديو ...وأعطوه كأسا من الماء.صلاح ..نحن لا نريد شيئا منك...اعترف بكل شيء ونحن نقرر مصيرك..وإلا ...شاهد صلاح الشريط وهو يعتصر ألما ويحاول أن يظهر الاستغراب والاستياء.ما زلت تحاول اللعب بالنار.من لاحق وقتل أسعد الفرا في شارع غزة عند محلات أبو منصور؟مَن أسقط نور ومحمد وعائلة أبو شماغة في العمالة؟..من ...من؟؟!!على كل حال هذه أوراق وقلم والمطلوب أن تملأها بكل شيء..إذا كنت حريصا على حياتك..لن ينفعك ديفيد ولا راحيل ولا العالم كله..أنت هنا...في حصون حماس العملاقة..لن ترى الشمس إذا لم تملا الورق.بحلق صلاح بعينيه في الوجه الملثم الذي أمامه وعقدت الدهشة لسانه فلم يستطع أن ينطق بأي كلمة..ورنت في أذنيه..لن ينفعك ديفيد ولا راحيل ولا العالم كله...لن ينفعك ديفيد ولا راحيل ولا العالم كله..لن ينفعك ديفيد ولا راحيل ولا العالم كله...ودارت الأرض بصلاح فسقط مغشيا عليه.
لم يكن صلاح يتخيل أن حماس تعلم عنه كل هذا..حتى بالاسم..تذكر اللحظات الجميلة مع راحيل ..تذكر الكلمات المعسولة من ديفيد..أحس بالضياع..بالحقارة..لم يستطع أن يتحمل ..لقد فقد صيته وشهرته ومجده في لحظة.أفاق صلاح على يد حانية تطلب منه أن يملأ الأوراق..فالوقت ليس في صالحه والوطن لا يستطيع الانتظار أكثر ..إننا نريد معرفة عدونا وأعداءنا.
أمسك صلاح الأوراق بيد مرتعشة وتناول القلم وبدأ يكتب.أنا صلاح محمد طفشه من سكان مخيم غزة للاجئين..سقط القلم من يده لم يستطع أن يكمل..فوجئ بسوط ثقيل ينزل على ظهره كأنه الجبل...فصاح صيحة كبيرة...وطلب الرحمة..سأكتب كل شيء..ولكن باختصار.بدأ صلاح يكتب...سأقسم مراحل عملي على ستة مراحل..لكل مرحلة سمتها الخاصة.
1 - من عام 79 - 88 2 - من عام 88 - 90 3 - من عام 90 - 92 4 - من عام 92 - 93 5 - من عام 93-95 6- من عام 95 - 96
بدأ عملي التنفيذي فعليا داخل فلسطين بعد أن تم إسقاطي في عام 79 أنا ومجموعة أخرى من العمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل حيث تميزت هذه الفترة بأن أعمالنا خفيفة ومقتصرة على التخريب وجمع المعلومات والسرقات وبعض الإسقاطات وتجنبت المخابرات الطلب مني إسقاط أي من أفراد عائلتي خوفا من أن أكشف وهم لا يريدون الفضيحة بي وخلال هذه الفترة تعرفنا على العديد من الشبكات ومجموعات العملاء وقمنا بتدريب بعضهم على الأسلحة وقد توليت رئاسة وتوجيه عدة مجموعات من العملاء كانت تعمل في المناطق " غزة، القدس، بيت لحم، رام الله، الخليل" ولم يكن لي في هذه الفترة أعمال مميزة سوى دخولي في دورة تدريبية مكثفة ومتطورة على السلاح حيث أمضيت ثلاثة أشهر في إحدى المعسكرات القريبة من تل أبيب باتجاه يافا على شاطئ البحر وبالمناسبة مرسوم على بابه "قطف العنب" وكان محاطا بالأشجار والورود ولا يبدو أنه معسكر من الخارج أبدا وتدربت على البنادق المتطورة "M16" "جاليلو" إضافة إلى القنابل اليدوية وتدربت على التصويب والإصابة باليد اليمنى واليسرى وبأوضاع مختلفة ثابته ومتحركة حيث كان التدريب على الإصابة ودقتها يتم على مجسمات لأجسام بشرية سوداء عليها نقاط حمراء على الأماكن القاتلة "القلب - الرأس - الرقبة...ألخ"
من عام 88 - 90، كانت تلك الأيام بداية الانتفاضة كان كل يوم رشق حجارة على سيارات الجيش وعلى اليهود أصبحنا لا نعرف كيف نرد على هؤلاء الأطفال كل يوم نقتل واحدا منهم والحجارة لا يزال رشقها علينا يزداد لا أعرف هل هذا ذكاء أم هبل منهم؟ لا يكتفون بالحجارة بل ويلقون علينا "المولوتوف" ويحرقون سيارات رجالنا الذين يعملون معنا يجب أن تنتهي هذه المهزلة نحن لن نسمح لأطفال أن يتلاعبوا بمستقبل دولة إسرائيل ...كان هذا الكلام جزءا من افتتاحية الضابط ديفيد أثناء لقاءه معنا في مكتبه وكنا مجموعة من كبار العملاء مسئولي الشبكات والمجموعات وبدأ الضابط بتوزيع الأوامر علينا والتعليمات للبدء بتنفيذها وبدأنا التنفيذ فورا ...التحرك في سيارة الشرطة ..لبس لباسهم والتحرك بسياراتهم..وبلباسهم واعتقال كل من نشاهده يلقي ا لحجارة وكانت أحيانا تتم مطاردة طويلة نتبعهم فيها ركضا وبين الأزقة حتى نمسكهم حتى لا نكشف قمنا بتكسير السيارات العربية وتخريب الدكاكين والمحلات المضربة وكنا حين نتمكن نحرق بعض السيارات بواسطة مادة سريعة الاشتعال كانت معنا وكنا أحيانا نشارك في طلعات الجيش لقمع المظاهرات ونقوم بإطلاق النار وقد أصبت العشرات وقتلت البعض في هذه المظاهرات وكنا نسرق المحلات والدكاكين والبيوت ونخطط وننفذ جيدا وحققنا نجاحا طيبا في ذلك وكنا نتقاسم الأموال بيننا وكثيرا ما كنا نوزع البيانات الكاذبة والمدسوسة التي تسبب النزاع بين الفصائل وكذلك كتابة الشعارات بأسماء التنظيمات والتي تتهجم على التنظيمات الأخرى وتعلن عن الإضرابات الوهمية وكانت هذه طبيعة عملنا وذلك في العامين الأوليين للانتفاضة لكن بعد ذلك بدأنا نأخذ طابعا آخر وكان عنوان هذه المرحلة اشتغال الناس بأنفسهم بدل اشتغالهم بالجيش اليهودي.طلب صلاح رشفة ماء من الواقف على رأسه فأعطاه الماء في كأس غليظ ودفعه إليه بعنف.شرب صلاح رشفة بسيطة..لم يستطع استساغة الماء نظرا لعدم برودته حيث الجو حار وهو في شوق كبير لرشفة من ماء بارد يروي ظمأه أريد ماء باردا.عندما تكمل كل شيء.. ستشرب ماء باردا رفع صلاح رأسه ونظر بعينين والهتين نحو الحارس المكلف به.الرحمة.الرحمة لمن قتلتهم ويتمت أبناءهم وهدمت منازلهم!؟امسك القلم وواصل...أحسن ما أجعل جلدك نار عليك.بدأ صلاح يكتب.
من عام 90 - 92عملت بشكل واسع في قضية الإسقاط ..حيث تم تسمية هذه المرحلة بمرحلة الإسقاط حيث تيقنت المخابرات الإسرائيلية أن إسقاط الشعب وتخريبه هو الكفيل بأن يقضي على الانتفاضة وطلب منا عمل منظم مرسوم لذلك فطلبت من الجنرال ديفيد شرح معنى كلمة "عمل جديد منظم مرسوم" فقال: إنها عملية غسل دماغ العميل ليصبح عقائديا وبالتالي ليرتبط بدولة إسرائيل حبا وتفانيا. كانت هذه العملية صعبة وشاقة ولا تصلح مع كل الناس وبدأ التفكير بطرق أنجح وأسهل لقد استطاعت المخابرات أن تجعل العمالة إدمانا كإدمان المخدرات فأصبح الارتباط عادة ارتبطت بشهوة فصارت إدمانا كإدمان التدخين مثلا عادة ترتبط بشهوة فيصبح مستحيلا تركها، أستطيع أن أكتب أن المخابرات بسهولة تصنع عملاء لو ذهب الاحتلال يظلون عملاء.قمنا بإسقاط فداء وكان عمره 14 عاما ووصل مرحلة اللاعودة منذ الأيام الأولى لإسقاطه كان أعمامه يأتون لزيارتهم ويغلقون على أنفسهم إحدى الغرف ويحضرون الفيديو..حاول الدخول عليهم فمنعوه، في إحدى المرات سمحوا له ..فوجدهم يشاهدون أفلاما خلاعية وبعد يومين شاهد مع أهله فلما غراميا...

dot
30/05/2006, 01:19
ثم قامت أخته بإسقاطه وكانت هي ووالدته ووالده مسقطين جميعا خلال أسبوع واحد. تم تدمير هذا الفتى وأفقدناه إنسانيته..كان ممكنا أن يتم تصويره مع أي فتاة...لكن لتدمير أي معنى للقيم في نفسه قمنا بعمل الخطة التي ذكرتها فهذا الفتى حسمناه عميلا دون غسل دماغ أو أي جهد مضاعف.
غلام آخر أسقطه خاله رغما عنه وكان هنالك من يصور تصويرا فوريا فأراه إياها وهدده بها، هذا الفتى من أول يوم دمرناه..من أجل ذلك كان أنشط الفتيان في الإسقاط حتى أصبح يمتهن مهنة الإسقاط بالجملة..كنا نستغل نزهات الشباب إلى الخلاء لإسقاطهم حيث نعمل أن يخرج معهم أحد العملاء الصغار ومعه مجلات جنسية فاضحة فيخرجها لهم أثناء الرحلة ويقبل الشباب عليها بلهف..وعندما يصلون إلى المنطقة التي يريدونها يجدون شابة جميلة تأتي إليهم وتجلس إليهم دون سابق إنذار وتبدأ بفتح أزرار قميصها بدعوى أن الجو حار إضافة إلى ما تلبس من لباس الكابوي..وتبدأ بعمل حركات إغراء فلا يتمالك الشباب المراهق نفسه فيمارسون الجنس معها بينما صاحبهم يصور كل شيء بدقة.
بعد أسبوع يبدأ ضابط الاستدعاء الإسرائيلي باستدعائهم واحدا واحدا ومن ثم عرض الصور عليهم وحملهم على الارتباط بالمخابرات الإسرائيلية..
شعر صلاح بألم شديد مفاجئ في فكه الأيسر وبدأ يصرخ من الألم ولم يستطع مواصلة الكتابة.
أرجوكم أن ضرسي يؤلمني جدا.
أنت إنسان ذكي..تريد أن تهرب..أحضروا طبيب الأسنان إلى هنا، قامت لجنة التحقيق بالجهاز الأمني لحماس باستقدام طبيب أسنان مع كامل عدته وكان هذا الطبيب يعمل في وحدة مكافحة التجسس ...قام الطبيب بعملية حفر للسن الذي يبدو عليه التسوس وفيه حشوة قديمة.
فوجئ الطبيب بشريحة صغيرة تخرج مع الحشوة كانت أسفل الحشوة...تفحصها جيدا...وجدها شريحة تجسس صغيرة جدا تعمل على إرسال الأصوات التي يطلقها الإنسان من فمه.
انظر يا صلاح..أصحابك يتجسسون عليك؟‍
بدهشة..كيف؟‍
هل قمت بعمل حشوة في سنك قديما؟
لا أذكر..لكن ذات مرة أصبت بحادث حيث سقطت في إحدى التدريبات وأغمي علي وشعرت بعدها بزيادة في سني هذا الذي أخرجت منه الحشوة..لكنني لم أرع ذلك انتباهي.
لقد زرعوا فيك هذه الشريحة للتأكد من ولائك لهم..أنت ضحية بمعنى الكلمة...سيطر الوجوم على وجه صلاح..وتذكر كم زرع من أجهزة التنصت حتى هو لم ينجو منها.. كان صلاح كالأبله لم يتوقع في يوم من الأيام أن يكون مصيره هكذا..فلقد عمل بجد على أن لا ينكشف أمره وأن يكون في مكان رفيع لا تصل إليه الأيدي...
حاول صلاح خداع المحققين معه وتضليلهم...لكنه لم يستطع فلقد فوجئ بالحنكة العالية والإدارة المهدفة للأسئلة الموجهة له...
اضطر صلاح للاعتراف بكل شيء ....بنشاطه في اختراق المنظمات المقاومة في الدول العربية وإسقاط الطلاب والمسئولين العائدين من أسفارهم عند المعابر، واعترف بتعذيبه للكثير من السجناء والقادة الفلسطينيين المقاومين وقتله لعدد منهم..اعترف بكل شيء ثم طلب الرحمة..والعفو؟؟‍‍‍‍‍!!!
تشكلت لجنة للفتاوى والبت في قضية صلاح..وقبل النطق بالحكم:
صلاح هل أخذت منك هذه الاعترافات بالقوة..أم محض إرادتك؟
بل بإرادتي ومعترف بها...راجيا الرحمة..
نحن هنا ليس للقتل أو الاختطاف..نحن هنا لمحاربة المشروع الصهيوني وأذنابه الذين يعملون على تدمير المجتمع الفلسطيني الأعزل..ندمر أدواته ونقطع أذياله..لا مكان في مجتمعنا للخونة..لا مكان لمن نسوا دماء آبائهم وإخوانهم وأعراض أهلهم.
محكمة....وساد صمت مطبق.
بعد الاطلاع على قضية صلاح رقم 2005 المرتبطة بقضايا قتل عمد وإسقاط وخيانة للوطن..قررت اللجنة إعدام المذكور رميا بالرصاص.
هدوء شامل...وبعد..
بدأت عينا صلاح تذرفان ...وهو مطرق إلى الأرض تذكر أباه..لا يدري لماذا الآن بالذات..ودارت الأرض بصلاح ينتظر الرصاصات تخترق رأسه.
اسمع يا صلاح...رفع صلاح رأسه...
يسقط الحكم في حالة قيامك بقتل عشرة جنود وقائدك ديفيد..تحت إشرافنا.
لا أستطيع ذلك.
ينفذ الحكم.
وفي ظهر يوم الجمعة وبينما إمام مسجد غزة الكبير يسجد السجدة الأخيرة في صلاة الجمعة سمع المصلون صوت قريب جدا لثلاثة طلقات من رشاش صغير ...وعند خروجهم من المسجد فوجئ المصلون بجثة تنزف دما وهي تلفظ الأنفاس الأخيرة..مكتوب على صدرها: هذا جزاء العملاء...مع قائمة لمن كان سببا في قتلهم أو قتلهم بيده..نظر المصلون إلى صلاح بازدراء ..بل قام البعض بالبصق عليه..كما تبرأ أهله منه ثم جاءت الشرطة وقامت بدفنه في مكان لا يعرفه أحد حتى لا تنبش عظامه.