حسون
20/03/2005, 14:05
"نساء سورية"
إنها أم لثلاثة بنات وولد. زوجة وأم ومدبرة منزل قبل مرضها. وأسوأ من ذلك بكثير بعد مرضها!
كانت موظفة في مشفى حكومي. تذهب صباحاً إلى عملها كممرضة. ثم تعود ظهراً إلى البيت. وكعادة كل أم عاملة في مجتمعنا تبدأ عملاً جديداً في البيت! عمل خاص بأفراد أسرتها وزوجها المتأثر بعمله كعنصر في جهاز أمني! وطفلتها البالغة من العمر أقل من سنتين!
يساعدها في عملها أختي زوجها مع تدخلاتهما وسيطرتهما شبه التامة على حياتها. مستغلات صلة القرابة وسوء العلاقة بينهم رغم تجاورهم في السكن. عدا عن ضعف شخصيتها أمامهم وإدراك زوجها أنه لا يجب أن يستغني عن أهله مهما تدخلوا. فهو سيحتاجهم في الكثير من الأمور التي يصعب شرحها وإن كان يمكن تخيلها! خاصة أن زوجته تعاني من مرض، يدرك جيداً أنه سينتهي بها إلى حال سيئة للغاية!
بعد الكثير من العناء والسنين والتفاصيل القاصية والصمت والخوف، تفاقم مرضها وصارت غير قادرة على فعل شيء. وغير قادرة على رفض أي أمر مادياً أو معنوياً. فقد فقدت القدرة على النطق. وفقدت السيطرة على حاجياتها. ولم يعد أحد يعرف كيف تشعر وماذا تريد؟ ولم يكن أحد مهتماً أصلاً بمعرفة ذلك!
ماذا تحاول أن تقول؟ كيف تشعر نحو أولادها وهي تراقبهم بصمت؟ طفلتها الصغرى.. هل ترغب بضمها إليها الآن؟! هل تحن إلى أهلها؟! لماذا تبكي الآن..؟! ولماذا.. الكثير من التساؤلات المتعبة التي لا تجد جواباً..
الغريب أن الطبيب، أو أي شكل من العلاج لم يكن هاجساً لدى أحد حولها! وكل من زوجها وأقاربه وأقاربها يتكل على الآخر. ويقول فقط بما يصون ماء وجهه أمام الآخرين دون أي اهتمام جدي أو سعي لتأمين علاجها! حتى زوجها الذي صار يقبض راتبها بعض أن سرحوها من عملها بسبب وضعها الصحي، لم يبد أي اهتمام ملائم!
ذات يوم استيقظ أهلها والجيران على صوت سيارة الإسعاف تنقلها وهي في غيبوبة إلى المستشفى! وعندما استيقظت رأت على وجوه الأطباء دهشة واشمئزازاً وهم يسألون عن زوجها الذي لم ير أحد منهم وجهه! أين هو؟! لا أحد يدري! لكنه كان موجوداً حين عادت، بعد خمسة أيام قضتها في المشفى، ينتظر في البيت وصولها فاقدة للجنين الذي كانت حاملاً به! فقدته بسبب تلك الحالة الصحية التي لم تجد من يهتم بها!
لكنها عادت إلى.. إلى أين؟! إلى البيت: بيت الزوجية.. أم إلى ثكنة ما..؟!
2/2005
إنها أم لثلاثة بنات وولد. زوجة وأم ومدبرة منزل قبل مرضها. وأسوأ من ذلك بكثير بعد مرضها!
كانت موظفة في مشفى حكومي. تذهب صباحاً إلى عملها كممرضة. ثم تعود ظهراً إلى البيت. وكعادة كل أم عاملة في مجتمعنا تبدأ عملاً جديداً في البيت! عمل خاص بأفراد أسرتها وزوجها المتأثر بعمله كعنصر في جهاز أمني! وطفلتها البالغة من العمر أقل من سنتين!
يساعدها في عملها أختي زوجها مع تدخلاتهما وسيطرتهما شبه التامة على حياتها. مستغلات صلة القرابة وسوء العلاقة بينهم رغم تجاورهم في السكن. عدا عن ضعف شخصيتها أمامهم وإدراك زوجها أنه لا يجب أن يستغني عن أهله مهما تدخلوا. فهو سيحتاجهم في الكثير من الأمور التي يصعب شرحها وإن كان يمكن تخيلها! خاصة أن زوجته تعاني من مرض، يدرك جيداً أنه سينتهي بها إلى حال سيئة للغاية!
بعد الكثير من العناء والسنين والتفاصيل القاصية والصمت والخوف، تفاقم مرضها وصارت غير قادرة على فعل شيء. وغير قادرة على رفض أي أمر مادياً أو معنوياً. فقد فقدت القدرة على النطق. وفقدت السيطرة على حاجياتها. ولم يعد أحد يعرف كيف تشعر وماذا تريد؟ ولم يكن أحد مهتماً أصلاً بمعرفة ذلك!
ماذا تحاول أن تقول؟ كيف تشعر نحو أولادها وهي تراقبهم بصمت؟ طفلتها الصغرى.. هل ترغب بضمها إليها الآن؟! هل تحن إلى أهلها؟! لماذا تبكي الآن..؟! ولماذا.. الكثير من التساؤلات المتعبة التي لا تجد جواباً..
الغريب أن الطبيب، أو أي شكل من العلاج لم يكن هاجساً لدى أحد حولها! وكل من زوجها وأقاربه وأقاربها يتكل على الآخر. ويقول فقط بما يصون ماء وجهه أمام الآخرين دون أي اهتمام جدي أو سعي لتأمين علاجها! حتى زوجها الذي صار يقبض راتبها بعض أن سرحوها من عملها بسبب وضعها الصحي، لم يبد أي اهتمام ملائم!
ذات يوم استيقظ أهلها والجيران على صوت سيارة الإسعاف تنقلها وهي في غيبوبة إلى المستشفى! وعندما استيقظت رأت على وجوه الأطباء دهشة واشمئزازاً وهم يسألون عن زوجها الذي لم ير أحد منهم وجهه! أين هو؟! لا أحد يدري! لكنه كان موجوداً حين عادت، بعد خمسة أيام قضتها في المشفى، ينتظر في البيت وصولها فاقدة للجنين الذي كانت حاملاً به! فقدته بسبب تلك الحالة الصحية التي لم تجد من يهتم بها!
لكنها عادت إلى.. إلى أين؟! إلى البيت: بيت الزوجية.. أم إلى ثكنة ما..؟!
2/2005