-
عرض كامل الموضوع : الاستراتيجية الأمريكية في العراق خلال نصف قرن .
كتابات - صلاح التكمه جي
الحلقة الأولى
أن ملامح المشروع الأمريكي في العراق برزت بشكل واضح في أواخر السبعينات ، آنذاك نفض التراب عن الملف العراقي من قبل مراكز القرار الأمريكي ومراكز الدراسات الاستراتيجية في الجامعات الأمريكية و دوائر الأبحاث القريبة من البيت الأبيض.
أن سقوط الشاه و التغيير الذي حدث في التوازن الاستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط في أواخر السبعينات ، تلك الأحداث جعلت من ملف العراق على طاولة الرئيس كارتر في البيت الأبيض ، و استنفرت في حينها مراكز الدراسات الإستراتيجية في كيفية الاستفادة من الملف العراقي ، و بالسيطرة على تداعيات سقوط شاه إيران ، حيث كان يمثل بالنسبة لصاحب القرار الأمريكي أحد الركنين الاستراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط إضافة الى إسرائيل .
ومن ذلك الوقت اصبح الملف العراقي من الملفات المهمة في البيت الأبيض و استخدمت استراتيجيات مختلفة منذ أن سقط شاه إيران و حتى سقوط صدام ولهذا لابد دراسة الاستراتيجية الأمريكية ضد العراق لعدة مراحل، كل مرحل كانت لها أسلوبها الخاص في التعامل الأمريكي مع العراق و هي كالتالي :المرحلة الأولى ( حرب الخليج الأولى)
• المرحلة الثانية(حصار قوة توازن الرعب والاستعدادات للحرب الشاملة)
• المرحلة الثالثة: حرب الخليج الثانية و قرارات هزيمة العراق
• المرحلة الرابعة: (سياسة الاحتواء المزدوج و الحملات التأديبية )
• المرحلة الخامسة: ارتباط العراق في ملف الإرهاب
• المرحلة السادسة: 11 سبتمبر و التغيير في الإستراتيجية الأمريكية ضد العراق
• المرحلة السابعة: مقدمات حرب العراق
• المرحلة الثامنة: مرحلة استثمار سقوط العراق
• المرحلة التاسعة: مشروع الاحتلال الأمريكي
• المرحلة الأخيرة : أهداف المشروع الأمريكي
• المرحلة الأولى(مقدمات حرب الخليج الأولى)
بعد سقوط الشاه و نجاح الثورة الإسلامية في إيران و تمكنها من تشكيل الدولة الإسلامية وظهور معالم سياساتها الخارجية ،شكل هذا التغيير اختلال في التوازن الاستراتيجي ضد وجود دولة اسرائيل، أضافة أن شكل انبثاق الوجود الإسلامي في إيران و ظهور الصحوة الإسلامية عند التيار الثوري بالمنطقة بكل أشكاله السياسية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين . ولهذا سارع اللوبي اليهودي بالضغط على مركز القرار الأمريكي و دوائر الأبحاث الاستراتيجية القريبة منه في رسم سياسة جديدة للمنطقة، وبالفعل توعد بريجسنكي مستشار الأمن القومي في رئاسة كارتر لوضع ملف باسم( ملف الانتقام من ايران)، و كان افضل من يدير هذا الملف ، هو العراق لوقف تداعيات الخلل الاستراتيجي ، وكانت أهم الخطوات التي حدثت في الملف العراقي هي في تأهيل القيادة العراقية آنذاك و في وقف تدعايات انتصار الثورة الإسلامية في أيران و امتدادها إلى دول الجوار و خصوصا بالعراق .
و أهم الخطوات التي حدثت في تأهيله هي :
تغيير القيادة العراقية : بعد اشهر قليلة من سقوط الشاه ، حدث أول تغيير في المنطقة وهو تغيير القيادة العراقية في 16 تموز 1979 و استلام صدام الحكم لرئاسة العراق و لم يكتف بالتغيير فقط بالرأس الهرمي بل شمل التغيير كل أركان مؤسسات الدولة العراقية من قيادات الحزب بإقصاء 56 من قيادات الحزب آنذاك و شمل التغيير أيضا قيادات الجيش و البدء بتكوين المؤسسات الأمنية و المخابراتية و أعداده للمهمة الجديدة . وأول عمل قررته القيادة الجديدة هو بالتلميح لأهمية الشروع بإعادة العلاقات الأمريكية ،بعد إعلان من صدام في زيارة له إلى اهوار ، وفي مقابلة له إلى مجلة ( الف باء) العراقية، و في حينها شرع بتسخين ملف العلاقات العراقية الأمريكية و نشطت الحركة التجارية في أواخر 1979 و الأشهر الأولى لسنة 1980 حيث بلغت استيرادات العراق من الولايات المتحدة الأمريكية 188,2 مليون دولار و على سبيل المقارنة ، لم تكن قيمة استيراداته للفترة ذاتها ، عام 1979 سوى 99,2 مليون دولار (الأنباء الكويتية 11/7/1980) وفي نفس الوقت سخن ملف توتير العلاقات العراقية الإيرانية ،اعتداءات حدودية حيث بلغت حسب تقارير الأمم المتحدة بين الطرفين 298 اعتداء بين الطرفين ما بين نيسان 1979 إلى أيلول 1980( 234 اعتداء عراقي ضد إيران مقابل 64 اعتداء أيراني ضد العراق) ، صاحبت هذه التوتر الحدودي توتر أعلامي في الجرائد العراقية وتصعيد في لهجة الخطاب الرسمي فمثلا خطب الرئيس السابق صدام في 8 شباط 1980 حيث بدا يتحدث عن ( خطر الرياح الصفراء و السوداء) وتحدث عن تكرار القادسية وبدأ الأعلام العراقي يتحدث عن تلك المعركة وضرورة إعادة ملامحها و دشن مجمع بانوراما القادسية في تموز 1980
الحلقة الثانية
حرب الخليج الأولى
بدأت الحرب العراقية الإيرانية: في أواخر عام 1980 ،و قرر صدام إلغاء معاهدة الجزائر في عام 1973 ، و إعلانه بالبدء في دخول القوات العراقية للأراضي الإيرانية و الشروع بحرب، استمرت حتى آب عام1988 ، دخلت العلاقات العراقية الأمريكية مرحلة جديدة بعد نشوب الحرب ،و أصبحت تلك العلاقات تأخذ درجة تطورها مع تطور الحرب، و تغيير ميزان القوى في ساحات المعارك ، ولكن أول لقاء دبلوماسي تم بتاريخ 20/10/1980 ،حيث اجتمع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكي مع وزير خارجية العرق آنذاك سعدون حمادي ،وصرح الوزير الأمريكي ( بان بلاده ستبقى على اتصال مستمر بالعراقيين وشدّد في الأثناء على تصميم واشنطن في الدفاع عن الأصدقاء) (عن جريدة السياسة الكويتية بتاريخ 20/10/1980 ) و لكن رغم الاتصال المستمر بين الطرفين ألا أن العلاقات الرسمية لم تعود ألا بتاريخ في 26 /11 /1984 . وفي تشرين 1980 اشتركت لاول مرة الشركات الأمريكية و البريطانية في معرض بغداد الدولي و اصبح التعاون التجاري في ذروته عندما تغير ميزان القوى لصالح إيران في عام 1982 وذلك حين حصلت هزائم في الجيش العراقي ، حينها تم تطبيق نظرية (بريجسنكي ) مستشار الامن القومي الا وهي نظرية( انظمة الدفاعات الاقليمية) و التي هي عبارة عن اتفاقيات أمنية شاملة و تحالفات عسكرية إقليمية و أعداد قوات عسكرية للتدخل في الحالات الاضطرارية . وشهد شباط 1982 نشاط أمريكيا واضحا بالعلاقات مع العراق فقد زارها كل من وزير الدفاع الأمريكي (كاسبر واينبرغر) ووزير الخارجية السابق ( الكسندر هيغ) ورئيس لجنة العلاقات الخارجية للكونغرس الأمريكي( جارلس بيرس) . لكن اكثر مرحلة تطورت هي فيها العلاقات الامريكية العراقية هي في رئاسة ريغان و عندما تسلم ( رامسفيلد) وزارة الدفاع و كان يقول بان له الفضل في تطور العلاقات الأمريكية العراقية ،وقد نشر إبراهيم غرايبه في كتابه حرب أل بوش عن هذا الموضوع (وكان أكثر المسؤولين الأميركيين حماسا لنظام الحكم في العراق عام 1982 هو دونالد رمسفيلد الذي كان وزيرا للدفاع قبل أن يتولى الوزارة مرة أخرى في عهد بوش الابن، وقد سافر في مارس/ آذار 1983 إلى بغداد لترتيب تزويد العراق بالأسلحة الكيماوية والتجهيزات العسكرية المتطورة.وتطورت العلاقات الأميركية العراقية إيجابيا منذ عام 1982 حتى إن رمسفيلد قال في مقابلة صحفية مع شيكاغو تريبيون عام 1984 إن أكثر عمل يعتز به هو إعادة وتطوير العلاقات الأميركية العراقية.
وكشف الصحفي الأميركي بوب وودورد عام 1986 أن CIA قدمت عام 1984 للعراقيين معلومات استخبارية وصورا من الأقمار الصناعية ساعدت في تسديد عمليات القصف العراقي على إيران.وقد تدخل بوش نائب الرئيس ريغان عام 1984 لدى بنك إكسبورت إمبورت كي يمول مشروع خط أنابيب عراقي آمن للنفط يكون بديلا للخط الرئيس المهدد من إيران. وقد نفذ المشروع شركة بكتل التي كان يرأس مجلس إدارتها جورج بوش والذي عمل وزيرا للخارجية الأميركية منذ عام 1982، وكان البنك قد رفض في البداية تمويل المشروع لضخامة المبلغ (مليار دولار) ولضعف ضمانات التسديد.وقدمت الولايات المتحدة بين عام 1983 وعام 1990 قروضا لتمويل منتوجات زراعية موردة إلى العراق قيمتها خمسة مليارات دولار وبأسعار مدعومة من الدولة الأميركية وبكفالتها
و بالفعل بفضل هذه العلاقة استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تحفظ التوازن في الحرب العراقية الايرانية وتنهي تلك الحرب في 18 تموز 1988 بعد هدنة اقترحتها الأمم المتحدة و في 20 اب أعلن وقف إطلاق النار بشكل رسمي وحسب تقرير bbc (بلغت الخسائر 400 إلف قتيل750 الف شخص مصاب من الجانبين والخسائر الاقتصادية400 مليار دولار) أن الاستراتيجية الأمريكية على ضوء الحرب العراقية الإيرانية رسمت صورة جديدة للمنطقة الشرق الأوسط ساهمت بشكل كبير في الصراع للمراحل التالية مما مهد للدخول في مرحلة جديدة للاستراتيجية الأمريكية مع العراق و كان أهم ملامح تلك الصورة هي كالتالي:
1- تم و ضع حجر الأساس لنظرية بريجنسكي ( أنظمة الدفاعات الإقليمية) و التي ترتكز على توقيع تحالفات أمنية و عسكرية مع دول المنطقة. مع بوادر انتشار للقوات التدخل السريع في حسم التوترات بالمنطقة .
2- الدعم العسكري للعراق في حربه على ضوء الاستراتيجية الأمريكية في تلك المرحلة مكن بروز قوة عسكرية ضخمة للبلد من قوة بشرية و تقنيات عسكرية و خبرات و أسلحة استراتيجية مما اثر في التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل مما آثار الرعب في مراكز الدراسات الاستراتيجية و القريبة من اللوبي اليهودي الذي أطلق عليه في حينها بما يسمى (توازن الرعب).
3- التعاون وثيق للاستراتيجية العسكرية الأمريكية مع باكستان و المجاهدين في أفغانستان في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي و التمكن من هزيمته و انتصار المجاهدين الأفغان والعرب وبروز دولة طالبان في أفغانستان .
4- ولادة الحركات الإسلامية الجهادية في أفغانستان مثل حركة طالبان و حركة الأفغان العرب التي كونت بعد ذلك تشكيل القاعدة اصطلح عليها آنذاك( للجبهة العالمية لمحاربة الصهيونية .)
5- عودة المجاهدين العرب (الأفغان العرب) من أفغانستان و تحركهم في بناء قواعد لهم داخل أوطانهم و البدء بالعمل الجهادى ضد أنظمة المنطقة مثل مصر و الجزائر و غيرها من البلدان مما شكل ظهور البوادر الأولى في صراع تلك الحركات مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد ان كانت متحالفة معها في أفغانستان في حربهم ضد الاتحاد السوفيتي.
ولكي تتضح صورة فيما يسمى بتوازن الرعب للقوة العسكرية في العراق لابد من معرفة حقيقة تلك القدرة العسكرية العراقية و خرقها لتوازن الاستراتيجي بالمنطقة و التي موضح في الجدول أدناه :
مقارنة بعام 1980 1990
البيان
التعداد العام /نسمة 12.470.000 17.800.000
القوات المسلحة/افراد 212 1 مليون
نفقات الدفاع/دينار 491.5 مليون 12.9 مليون
القوات البرية/افراد 180.000 950.000
القوات البحرية/افراد 4.000 5.000
القوات الجوية/افراد 28.000 40.000
الاحتياط / افراد 250.000 750.000
دبابات / قطع 1.700 5.500
عربة مدرعة / قطع 1.500 10.000
مدافع ميدان /قطع 3.500 8.000
قاذفات صاروخية /قطع - 500
مدافع مضادة للطائرات 1.200 3000
قطع بحرية/انواع 35 55
مقاتلات وقاذفات 277 600
هليوكوبتر
صاروخ سكود بي 300 كلم 200
صاروخ الحسين كلم
صاروخ العباس 850 كلم 40
المصدر: أزمة الخليج والعوامل الموضوعية غير المباشرة للدكتور سعيد أبو علي
الحلقة الثالثة
معالجة الخلل الاستراتيجي ومحاصرة قوة الرعب العراقية
كل المؤشرات أوضحت أن العقل الاستراتيجي الأمريكي هو في مرحلة صراع جديدة مع القيادة العراقية السابقة ، على أثر خلل الذي حدث في التوازن الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط ، نتيجة نمو القوة العسكرية الهائلة للعراق ، و كانت أهم الخطوات التي أتبعت من قبل العقل الاستراتيجي الأمريكي هو كالتالي :
1. الهجوم الإعلامي و الحرب النفسية من قبل الصحافة الأمريكية و الغربية على النظام العراقي السابق و بالذات في قيادته المتمثل آنذاك في (صدام) ، و ركزت على ديكتاتورية النظام و خطورة امتلاك قوة عسكرية ضخمة تحت تصرف نظام شمولي ، إضافة تم التركيز على انتهاكات حقوق الإنسان في العراق حتى بلغت المواضيع التي نشرت على القيادة العراقية السابقة آنذاك خلال ثلاثة شهور من أواخر 1990 ما يقارب 189 مقال ، ولهذا تيقنت القيادة العراقية السابقة أنها في معركة جديدة عليها أن تستعد لها ، و بالفعل حذر صدام أعضاء الكونكرس الأمريكي من الهجوم الإعلامي الذي يشن ضده ، إضافة انه وجه الدعوة إلى عقد مؤتمر للقمة العربية يناقش فيه الهجمة الإعلامية و السياسية ضد النظام السابق ، حيث كان هذا المؤتمر القشة التي قصمت ظهر البعير ، وذلك بظهور بوادر نار تحت الرماد سوف تستعر بين صدام و دول الجوار العربية، و أتضح من خلال هذا المؤتمر مدى الرعب الذي كان ينتاب الدول العربية من قوة الرعب العراقية.
2-الحصار الاقتصادي من قبل الإدارة الأمريكية و التحالف الغربي ، و مصادرة بعض الواردات العسكرية التي تساهم في نمو قوة الرعب للنظام و التي يمكن ان يستفيد منه في تطوير قوته العسكرية ، حيث تم مصادرة شحنة بضائع من قبل المانيا ، و تم مصادرة شحنة المدفع العملاق من قبل الإدارة البريطانية، إضافة إلى هذا استخدمت الإدارة الأمريكية في منع الصادرات إلى العراق تمثلت بالضغط على الشركات التي تتعامل معه لوقف ذلك التعامل، وبنشر قوات بحرية أمريكية في المياه الخليجية.
3- تقنين قرارات دولية لحصار القيادة العراقية ، وفي هذا المجال تذكر جريدة القدس العربي بتاريخ26/4/1990 .( اتبعت الدول الأوروبية سياسات تنسجم وهذا التوجه الأمريكي وفي المجال ذاته دعا البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بتاريخ 5/ 4/1990 دول المجموعة الاقتصادية الأوروبية إلى حظر فوري لتصدير أي معدات ضرورية لإنتاج أسلحة الدمار الشامل الى العراق.كما دعا برلمان المجموعة الأوروبية أيضا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة خافيير بيريز ديكويار إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي ؛في أقرب مدة للرد على الأخطار التي يشكلها النظام العراقي على أمن العالم ) . وفي 7/11/1980 عقد مؤتمر في باريس للتخلص من الأسلحة الكيماوية و الجرثومية و التخلص نهائيا منها ، و بالتالي تمت محاصرة العراق قانونيا و اقتصاديا و سياسيا و إعلاميا ، وأدت هذه السياسة إلى أثارت حفيظة الرئيس السابق (صدام) مما استدعى منه في التفكير باستخدام وسائل جديدة لفك الحصار ضد قوة الرعب التي بناها :
1- التفكير في خطوات عملية لتقوية قوة الردع الاستراتيجي التي يمتلكها و استخدامها كورقة ضغط على صاحب القرار الأمريكي و الغربي ، و كان أهم خطوة قام بها صدام إعلان غزوه للكويت في فجر الخميس الثاني من أغسطس سنة 1990 ومن ثم محاولة السيطرة على ثرواتها النفطية.
2- تغيير خطابه السياسي و الإعلامي و جعله متناسقا للرأي العام الشعبي العربي و ذلك باستخدامه للخطاب الديني بشكل واضح مع تحالفه مع الأحزاب الإسلامية في المنطقة ودعمها له في المؤتمرات التي عقده في بغداد .
3- استخدامه للورقة النفط و توزيع الموارد بشكل عادل في المجتمع العربي وأيضا, إضافة إلى أنه اعتبر أن التلاعب بأسعار النفط هي مؤامرة عليه من قبل دول المنطقة و الإدارة الأمريكية لمحاصرته وعدم تطوير قدراته .
كل تلك الإجراءات التي قامت بها القيادة العراقية السابقة ، جعلت منها العدو رقم واحد للعقل الاستراتيجي الأمريكي ، ولهذا دخلت العراقية الأمريكية مرحلة جديدة من المواجهة في الصراع المكشوف والحرب الشاملة .
الحلقة الرابعة
حرب الخليج الثانية
في فجر الخميس الثاني من أغسطس سنة 1990 غزا صدام الكويت،وفي هذا التاريخ اشتعلت الشرارة الأولى للحرب بين الإدارة الأمريكية و النظام العراقي السابق ،والتي أدت إلى المواجهة العسكرية الشاملة في حرب الخليج الثانية بين قوة عسكرية كان تعتقد أنها رابع قوة جيش في العالم و تمتلك من المقومات بحيث تجعل القوى الغربي و بالذات الولايات المتحدة الأمريكية تمتنع من المجازفة في مواجهة العراق خصوصا بعد أن ظن صدام ،انه قد حصل على الضوء الأخضر في عدم التعرض له ،بعد مقابلته مع سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية ، عندما أكدت له أن حكومته لا ترغب في التدخل في مشاكل دول الجوار .ولكن فوجئ صدام بأنه تجاوز الخط الأحمر و أنه بمغامرته في غزوه للكويت ،اصبح العراق في دائرة الخطر للقوى الكبرى ، بتهديده مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا بعد سيطرته على ثلث نفط العالم ، و لهذا استنفرت الولايات المتحدة و القوى المتحالفة معها في جميع أنحاء العالم بتعبئة كل قواها العسكرية لهزيمة العراق و قد بلغت التكاليف الإضافية لهذه الحرب حسب تقديرات وزارت الدفاع 61.1 مليار دولار وخصص الكونجرس مبلغ 53.7 مليار دولار (المصدر: حرب الخليج الثانية : التكاليف و المساهمات- مركز الإمارات للدراسات )
وقد سارعت الولايات المتحدة إلى بناء ائتلاف يتجاوز حلفاءها في أوروبا ليشمل روسيا وبعض الدول العربية ودولا أخرى. وكانت حصيلة التحالف:
38دولة ، 750 ألف جندي ، 3600 دبابة ، 1800 طائرة ،150 قطعة بحرية.
استغرقت الحرب 40 يوما من 17 يناير/ كانون الثاني حتى نهاية فبراير/ شباط.
وتم إلقاء أكثر من مائة ألف طن من المتفجرات على العراق بما في ذلك مئات الأطنان من ذخائر اليورانيوم المنضب.
وكانت خسائر الحرب
خسر العراق:
· أربعة آلاف دبابة. 3100 قطعة مدفعية. 240 طائرة. 1856 عربة لنقل القوات.
· ما بين سبعين إلى مائة ألف قتيل في صفوف الجنود.
· 30 ألف جندي عراقي أسير.
بلغت خسائر العراق أن فقد 60 % من قوته العسكرية حسب ما ذكره اللواء وفيق السامرائي في كتابه
( القراءات الخاطئة)
ولكن الأهم من هذا ،هو الوضع جديد لصاحب القرار الأمريكي الذي أستثمره في اتجاه العراق و التي أهمها :
1- تكبيل العراق بقرارات دولية تدمر قوته العسكرية و تنهي حالة الاختلال التوازن الاستراتيجي التي نتجت عنها و اهم القرارات هي : قرار660 في 2/8/1990 الذي يدعوا العراق للخروج من الكويت,قرار 661 في 5/8/1990 الذي يمنع العراق من استيراد و تصدير او إنتاج أو تطوير قدارته العسكرية و المباشر في تدمير قوته العسكرية .و أيضا قرر الاتحاد الاوربية في 6/8/1990 في حظر الواردات النفطية من العراق. واهم قرار هو 687 في 3ابريل 1991 الذي جعل العراق بجميع إمكاناته البشرية و الاقتصادية تحت الوصاية الدولية و الأشراف المباشر من قبلها لتدمير قوة الرعب الاستراتيجي للعراق
2- بدأ الخبراء الاستراتيجيين الأمريكان يركزون على قضية الأمن الإقليمي و ارتباطه بأمن الولايات المتحدة الأمريكية و خصوصا شكلت الموارد النفطية جزء مهم في التفكير الاستراتيجي للأمن الولايات المتحدة الأمريكية ،ففي جلسة 21 فبراير 1991 لكونغرس الامريكي أكد ثلاث خبراء
( أكدوا العلاقة المتكاملة بين الترتيبات الامن الاقليمي, وحل الصراع العربي الاسرائيلي، و التنمية الاقتصادية).
3- بدا التفيذ الخطة الاستراتيجي من قبل أداره البيت الأبيض و التي أهمها سياسية الاحتواء المزدوج و القرارات التأديبية بدول الخارج عن القانون و التي تشمل العراق و إيران و سوريا.
بعد حرب الخليج الثانية دخل العراق في مرحلة جديدة للمفكر الاستراتيجي الأمريكي الا وهي مرحلة (الاحتواء المزدوج ) التي ستناول تفاصيل بالحلقة القادمة.
الحلقة الخامسة
(سياسة الاحتواء المزدوج )
أولى بوادر سياسة( الاحتواء المزدوج) للمفكر الاستراتيجي الامريكي ظهرت بعد انتفاضة آذار ، وذلك عندما سيطر الهاجس الإيراني و الغالبية الشيعية في العراق على صاحب القرار الأمريكي ، و منعته من الاستمرار بالعمليات العسكرية للإطاحة في نظام صدام السابق ، بالإضافة لإعطائه الضوء الأخضر للقيادة العراقية البائدة في قمع انتفاضة آذار 1991 .
ففي برقية أرسلها شارلز فريمان ل صحيفة (نيويورك تايمز)
( للأسباب شتى ، لا نستطيع متابعة استسلام العراق غير المشروط ، و الاحتلال من قبلنا . ليس من مصلحتنا تدمير العراق أو أضعافه لدرجة لا تعود من إيران و سوريا مكبوتة به)
و أكد الرئيس بوش( أن هدف التحالف كان إنهاء العدوان ولم يكن القضاء أو القضاء على الحرس الجمهوري )
كما عبر بوش عن غضبه لاتهامه بتحريض الشيعة في العراق على التمرد ضد صدام ثم الامتناع عن دعهم عندما تعرضوا الى القمع حيث قال(قلت انه حالما يطاح صدام سنكون مستعدين فورا لإقامة علاقات أفضل مع العراق لم يكن لدينا خلاف مع شعب العراق أو جيشه بل مع صدام حسين) (المصدر:الديكتاتورية والانتفاضة،أكرم الحكيم).
( ونقل سكوكرفت قائلا : أن العراق بحاجة الى تأديب، لقد تضخمت قوته العسكرية و أصبح كالسرطان يهدد كل أجزاء الجسم . وأضاف: لا أخفيكم أن الرئيس بوش عقد معنا ثمانية اجتماعات في الشهور الماضية لبحث موضوع محدد، هو خطر القوة العراقية على مصالحنا في المنطقة).
ونقلت صحيفة ( نيويورك تايمز) عن الرئيس كلينتون قبل انتخابه (أن صدام ليس بذلك الشخص الذي لا يمكن إصلاحه) ( المصدر :القراءات الخاطئة:وفيق السامرائي).
الواضح أن القرار الأمريكي و مراكز الأبحاث الاستراتيجي المرتبطة بالبيت الأبيض توصلت إلى مجموعة من التوصيات و الأفكار لتعامل مع الواقع العراقي بعد حرب الخليج الثاني:
1. تدمير قوة الرعب العسكرية للعراق عن طريق قرارات المجتمع الدولي.
2. العراق يشكل المركز في التهديد الأمني للولايات المتحدة الامريكي.
3. تغيير القيادة العراقية ضمن أشراف مركزي للقرار الامريكي. ولهذا شرعت مجموعة من القوانين أهمها قانون تحرير العراق في عام 1993 ، إضافة الى حشد ميزانية ضخمة في شن حرب نفسية ضد إسقاط النظام البائد
4. استخدام سياسة الاحتواء المزدوج في الحد من تأثير إيران بالتغيير المستقبلي للعراق.
5. استخدام الضربات التأديبية العسكرية في حالة تملص العراق من تدمير قوته العسكرية.
6. منع و تطوير القدرات العسكرية و البشرية وعدم الاستفادة من موارد العراق الكبيرة في تنمية أي قدرة عسكرية محتملة و ذلك من خلال قوانين وتشريعات الأمم المتحدة.
7. اهم ملاحظة ينتبه أليها المراقب لمرحلة (الاحتواء المزدوج) عند العقل الاستراتيجي الامريكي بخصوص العراق ، عدم اعتبار شيعة العراق امتداد للوجود الإيراني في أي خطة توضع للتغيير في منطقة الشرق الأوسط ، هذه الورقة التي كان يراهن عليها النظام البائد حتى لحظات الأخيرة من حياته .
ولهذا الاستراتيجي الأمريكي تحرر من العقدة الإيرانية و أ صبح ينظر للخطر العراقي بقيادة صدام كحلقة متصلة مع الخطر الكبير الذي بدأ يهدد نظام العولمة الذي هو (خطر الإرهاب الإسلامي المتطرف) ، وبدأت تظهر خطط جديده للمراكز الاستراتيجي الأمريكية و التي من أهمها (دائرة مكافحة الإرهاب) والذي كان من أهم المشرفين عليها (بول بريمر) و ( كلارك) منسق دائرة مكافحة الإرهاب ، هذه الدائرة متصله بشكل مباشر بالبيت الأبيض الأمريكي .
العراق دخل في مرحلة جديدة حين بدأت معركة الإرهاب للعقل الاستراتيجي الامريكي على الحركات الإسلامية المتطرفة بقيادة القاعدة ، والتي ستناول شرحها في المرحلة القادمة.
المرحلة السادسة
مؤشرات ارتباط العراق مع ملف الإرهاب
أن مؤشر تعامل ،قرار البيت الأبيض الأمريكي مع العراق ، كان يرتفع و ينخفض حسب ردود الفعل للقيادة العراقية ، حسب مدى انصياعها للخطة الإستراتيجية الأمريكية ، التي كان عنوانها الرئيسي في عهد الرئيس كلينتون هي القيام بحملات تأديبية للأهداف عسكرية و مدنية محددة في داخل العراق .
وكانت كلما تتمرد القيادة العراقية نلاحظ مؤشر الضربات التأديبية يرتفع ،وذلك في شدة القصف الجوي ضد النظام البائد ، إضافة إلى هذا ،تم شل قدرة الجوية العسكرية للعراق بالحظر الجوي الذي أقيم ضده على ضوء قرارات الأمم المتحدة .
إلا أن أكثر التحديات التي جعلت من العراق من أكثر الكيانات الخطرة للقرار الاستراتيجي الأمريكي حين ظهرت مجموعة من التصرفات و المستجدات جعلت منه ، الملف البرتقالي (درجة الانذار الاولى ) في دوائر الأمن القومي ،خصوصا عندما لوحظ بوادر علاقة بين الملف الإرهابي و الحكومة العراقية السابقة والتي من أهمها:
1. محاولة اغتيال بوش الأب في الكويت و تم كشف أن منفذي العملية لديهم ارتباطات بالقيادة العراقية السابقة.
2. تفجير مركز التجارة العالمية في عام 1993 في أمريكا ، حيث أعتبر هذا العمل الأكثر خطورة للأمن القومي الأمريكي باعتباره كان تهديدا أصاب مركز القرار الأمريكي ، و كان أول عمل عسكري ينفذ في ارض الولايات المتحدة الأمريكية ، ولهذا اعتبرته القيادة الأمريكية أن الحرب مع الإرهاب ،دخلت في صفحة جديدة تمثل ،نذير شؤم للمفكر الاستراتيجي الأمريكي ، وعليه أن يعيد حساباته ،ويشخص اللاعبين الرئيسين في معركة الإرهاب الإسلامي المتطرف و المتحالفين معه ، ولهذا كانت أصابع الاتهام واضحة للقرار الأمريكي ، بان الجهة الرئيسية التي تقف خلف عملية تفجير مركز التجارة العالمية القيادة العراقية السابقة للنظام البائد و بتعاون مع الحركات الإسلامية المتطرفة.
3. التغيير الذي حدث في الخطاب السياسي و الثقافي للقيادة العراقية السابقة بعد حرب الخليج الثانية و ذلك باستخدامها للخطاب الديني ودعمه المادي الكبير للترويج الفكر الديني السلفي ، حيث كشفت الوثائق بعد سقوط النظام البائد في وزارة الأوقاف السابقة ، أن ميزانية ضخمة رصدت لفتح مدارس دينية لترويج الفكر السلفي ، و إعطاء رواتب مغرية للدارسين في تلك المدارس الدينية ،والقيام بحملة ثقافية وعقائدية منظمة لنشر وترويج الفكر السلفي بالعراق آنذاك ، وتم تسخير مؤسسات الحزب والصحافة و المراكز الإعلامية للترويج للحملة الإيمانية الضخمة التي كانت يشرف عليها بشكل مباشر (عزت الدوري)، وكشفت إحدى وثائق المخابرات العراقية أن السبب الرئيسي لتلك الحملة الإيمانية لترويج الفكر السلفي ،وذلك لظهور المد الشيعي العقائدي في أنتفاضة اذار ، ولهذا كانت إحدى أهم النتائج المهمة التي تمخضت الدراسات التحليلية للمخابرات العراقية عن انتفاضة آذار ، هو الحد من التأثير العقائدي للفكر الشيعي في المدن العراقي ، وذلك بالترويج للفكر السلفي الذي يمثل الركن العقائدي الأساسي في الحركات الإسلامية المتظرفة ، ولهذا كانت تلك الحملة من المؤشرات المهمة للارتباط المؤسسات المخابراتية و الأمنية للصدام بحلقات الإرهاب العالمي ، وبنفس الوقت كانت الحملة الإيمانية فرصة مهمة لنفوذ العناصر السلفية المتطرفة و الموالية للقاعدة في المؤسسات العسكرية و الامنية للصدام ، وبزرع مواطئ قدم وخلايا نائمة في القيادة العراقية السابقة .
4. التعاون العلني و الخفي لدوائر القرار العراقي مع الأحزاب الإسلامية في المنطقة و دعمها المعلن له ،و المؤشرات الخفية التي بدأت تصل لدوائر الأمن القومي في تعاون خفي بين الحركات الموالية للقاعدة و القيادة العراقية , مما اثأر الرعب عند مراكز الأبحاث الاستراتيجي في أمريكا.
5. التلاعب و التهرب في تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقي و التمويه على خبراء التفتيش الأمم المتحدة و التي تم كشف هذا التلاعب بشكل واضح بعد هروب حسين كامل الى الأردن و إعلانه عن أسرار برنامج أسلحة الدمار الشامل للعراق.
جميع هذه العوامل و غيرها جعلت من العراق الملف الرئيسي للبيت الأبيض الأمريكي و دوائر الأبحاث القريبة منه بحيث أصبحت ملازمه ضرورية بين العراق والقاعدة في ذهن الباحث الاستراتيجي الأمريكي . ونتيجة تهديد المصالح الأمريكية في جميع إنحاء العالم من كينيا الى صومال، وكانت أكثرها تأثيرا ضرب السفارة الأمريكية في كينيا ، والبوارج الأمريكية في اليمن .
أصبح دائرة الأمن الأمريكي أوسع في ذهن الباحث الاستراتيجي فكثر الحديث في عهد الرئيس كلينتون عن خريطة جديدة للإرهاب الإسلامي المتطرف يكون مركزها العراق بشكل غير مباشر ،و أعدت و وثائق سرية في دوائر البنتاغون توضع خطط لمرحلة جديدة لكيفية تنفيذها ، ويذكر أن (هوى هو) ، السفير الصيني السابق لدى مصر ، أن الولايات المتحدة تعتبر الحرب ضد العراق مسألة ذات أهمية إستراتيجية بالغة .
وأكد أن العراق قد اختير كأول هدف لأسباب ثلاثة. –
أولا _انه بالرغم من العراق كان خاضعا لعقوبات الأمم المتحدة لمدة 12 عاما بعد حرب الخليج ، إلا انه لم يستسلم . وواصل تحدى تفوق الولايات المتحدة ، الأمر الذي اعتبرته الأخيرة امرأ غير محتمل .
ثانيا -تعتقد الولايات المتحدة أن العراق لديه على الأقل القدرة على تطوير أسلحة دمار شامل ، حيث أن بإمكانه الاستفادة من موارده البترولية الغنية في هذا الغرض . وان وجود نظام مناهض للولايات المتحدة يملك أسلحة دمار شامل سوف يشكل تهديدا كبيرا على الولايات المتحدة . وفضلا عن ذلك فانه يمكن تقديم أسلحة الدمار الشامل للجماعات الإرهابية. –
ثالثا ، أن العراق لديه موارد بترولية غنية . ويوجد حوالي 65 في المائة من بترول العالم في الشرق الأوسط ، ويملك العراق ثاني اكبر موارد البترول في العالم . أن البترول مادة إستراتيجية ، ويمكن القول بان الدولة التي تسيطر على البترول ، تسيطر أيضا على الاقتصاد العالمي . ويتعين على الولايات المتحدة السيطرة على موارد البترولية لأنها ترغب في تحقيق سيادتها على العالم .
كل تلك الدلائل جعلت من النظام العراقي البائد يمثل الخط الأول ، في حالة حدوث أي معركة شاملة مع الإرهاب الإسلامي المتطرف المتمثل بالقاعدة وخلاياه ، وتلك المؤشرات كانت هي الشرارة الأولى لمرحلة معركة الإرهاب الشاملة التي سيجري الحديث عنها في المرحلة القادمة .
المرحلة السابعة
11 سبتمبر شرارة حرب الارهاب في العراق
أن الأهمية الإستراتيجية للعراق أخذت أبعاد اكبر من حجمه في ذهن الباحث الاستراتيجي الامريكي ، وتزداد أهميته كلما كثرة العمليات التفجيرية ضد الولايات المتحدة الأمريكية ، ألا أن العراق أصبح الهدف الرئيسي بعد ضربة المدمرة الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر.
11 سبتمبر الزلزال المدمره: تفجيرات 11 سبتمبر هي ليس فقط انهيار لناطحات نيويوريك بل هو انهيار لكل الخطط الاستراتيجي ما قبل الحدث ،فبعد 11 سبتمبر ظهرت تطبيقات نظرية (الحرب الاستباقية) و بعد 11 ظهرت نطرية (الامن القومي لايتجزأ )، بمعنى ان مصالح الامن القومي في خارج الولايات المتحدة و داخل الولايات المتحدة هي على حد سواء ، بل لا يمكن الدفاع عن الامن الداخلي للولايات المتحدة الامريكية مالم يحمى نظام (العولمة) خارج الولايات المتحدة ، و اصبحت الاستراتيجية الامريكية الجديدة هي حماية نظام العولمة ، الذي اصبح جزأ لايتجزأ من الوجود الامريكي ، وكانت 11 سبتمبر هي ضربة ، لمركز نظام العولمة العالمي ، فكارثة 11 سبتمبر وقعت على ذهن الباحث الاستراتيجي الامريكي كالصاعقة ،يمكن ملاحظتها من خلال الخسائر التي نتجت عن تلك العملية ، فالخسائر البشرية تقدر مايقارب 3000 شخص فقد قال تقرير أميركي إن الكلفة الاقتصادية التي تكبدتها مدينة نيويورك نتيجة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول الماضي عليها تتراوح بين 83 و95 مليار دولا,ر وإن الرقم النهائي لايتوقف فقط على الخسائر الانية للحدث وأنما يزداد باطراد مع عملية اعادة تنظيم مراكز العولمة التي انهارت في 11 سبتمبر.
وقدر مراقب حسابات المدينة وليم تومسون في احدث تقرير له ، أن إعادة بناء المباني والبنية الأساسية وما وصفه بأنه "أصول المستأجرين" المفقودة نتيجة للهجمات التي أطاحت ببرجي مركز التجارة العالمي ستبلغ تكاليفها 21.8 مليار دولار ، وأوضح التقرير أن مساحات عقارية إدارية ممتازة تبلغ نحو 13 مليون قدم مربع دمرت أي ما يعادل مساحات المكاتب الإدارية كلها في حي الأعمال في أتلانتا أو ميامي. أما عن الخسائر من الضرائب فقد خسرت المدينة نحو ثلاثة مليارات دولار بالإضافة إلى نحو 500 مليون مصروفات أخرى. المصدر(ttp://arabic.people.com.cn/200209/06/ara20020906_57337.html).
وقد ذكر رانا فوروهار في تقريره لنيوزيويك (ان معظم خسائرها الواضحة هي خسائر مادية تزيد على 16 بليون دولار للشركات والحكومة الاميركية و11 بليون دولار اضافية في عمليات الانقاذ وتطهير المكان والكثير من البلايين التي لا تعد لزيادة الانفاق على الامن العام والخاص في الولايات المتحدة اضافة الى العديد من الدول الاخرى . ومن العسير تحليل المضامين المتوسطة والطويلة المدى) أضافة الى فقد أنخفض عدد الوظائف في مدينة نيويورك الآن 83 ألفا عما كان قبل 11 سبتمبر, وقدر تومسون أن المدينة فقدت 63 ألف وظيفة أخرى كانت ستتحقق لو تمكنت المدينة من الخروج من ركودها الذي سبق الهجمات. هذا اضافة الى الخسائر التي أصابت شركات الطيران و انهيار الذي حدث في البورصة واسعار النفط و الذهب .
أن الضربة التي حدثت للامريكا في 11 سبتمبر هي بلاشك هي الأقوى و الأعنف في تاريخ امريكا ،و الاشد على رأس القرار أمريكي في البيت الأبيض و لهذا كانت ردة فعلهم في بادئ الامر توضح مدى حالة العصبية التي انتابت البيت الأبيض ،وبما أن الملف العراقي هو الملف الساخن على طاولة الرئيس الامريكي ، بكل تفاصيله المرعبه للبيت الأبيض ،من( أمتلاكه للاسلحة دمار شامل , الىأمتلاك العراق موارد نفطية تمكنه من تطوير قدراته و احتمال انتقال تلك القدرات الى الجهات الاسلامية المتطرفة ، نتيجة للخطاب السياسيالجديد للقيادة العراقية بعد حرب الخليج الثاني والذي تميز بخطابه الديني القريب من فكر القاعدة) ، جميع هذه العوامل جعلت من العراق الهدف الاستراتيجي الأول في ذهن الرئيس الامريكي و عند مراكز القرار في البيت الأبيض الأمريكي ، و هذا ماأ كده بشكل واضح منسق دائرة مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض ( كلارك ) ، ويمكن أن نلاحظ من أقواله مدى ردة الفعل العصبية التي أنتابت البيت الابيض الامريكي و تبين مدة حساسية الملف العراقي في ذهن صاحب القرار الامريكي حيث يقول كلارك (كانوا يتحدثون عن العراق فقط بشأن 11 سبتمبر .كانوا يتحدثون عنه في 12 سبتمبر). وأضاف أنه التقى مع بوش و وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بعد الهجمات المدمرة. وقال كلارك : أن رامسفيلد قال اننا بحاجة لضرب العراق.. ، كلنا قلنا لا لا. القاعدة في أفغانستان ونقل عن رامسفيلد قوله لا توجد أي أهداف جيدة في أفغانستان وهناك أهداف جيدة كثيرة في العراق. وترك كلارك الذي عمل مستشارا لاربعة رؤساء منصبه في فبراير شباط عام 2003 بعد أن نقل البيت الابيض وظائف لجنة أمن الكمبيوتر الى وزارة الامن الداخلي. المصدر ( رويتر 20 Mar 2004 07:55:35 GMT)
ويتحدث كلارك في كتابه( في مواجهة الاعداء) (ففي مساء 12 سبتمبر، استدعاه بوش وقال له «اعرف انك منهمك في العمل، لكنني اريدك ان تدقق مجددا في المسألة برمتها في اسرع وقت ممكن. اريد ان اعرف ان كان صدام خلف ذلك».
- لكن سيدي الرئيس، القاعدة هي التي نفذت ذلك.
- اعرف، اعرف.. لكن دقق رغم كل شيء للتحقق مما اذا كان صدام ضالعا في المسألة.
- حسنا، سنتحقق.. مرة جديدة. وردد بوش مشددا قبل ان يغادر القاعة «العراق.. صدام)
كا ن من الممكن أن يكون العراق هو الهدف الثأر للقرار البيت الابيض الامريكي لولا تدخل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا بعد سفره مباشرة بعد احداث 11 سمبتمبر و اقناع الرئيس بوش بالعدول عن خطته و مهاجمة اهداف القاعدة في افغانستان ومن ثم العراق و لكن بقي هذا البلد الاخير هو الصيد الثمين و المغري الذي يحقق كل متطلبات ساحة معركة الارهاب الشاملة ، تفجيرات نيويوريك أثارت جميع الخطط الاستراتيجي لتعلن عن مرحلة جديدة للتعامل مع العراق ، فمقال رامسفيلد (الاستراتيجية الامريكية،منع الحرب قبل أندلاعها) هو نموذج صارخ للعقل الاستراتيجي الامريكي بعد 11 سبتمبر .
فرامسفيلد يتحدث عن تلك المرحلة الجديدة بقوله (وأننا في أمسِّ الحاجة إلى إيجاد طرق جديدة في التفكير وأساليب مختلفة في القتال، أكثر من احتياجنا إلى إيجاد أسلحة أكثر تطورًا وتقدمًا. ) وويقول في نفس المقال(فكما تعلمنا من أحداث سبتمبر المؤسفة، أصبحت تحديات القرن الجديد مفتقدة لأية توقعات، بعكس القرن الماضي.)ويقول ايضا(إن التحدي الذي نواجهه في هذا القرن الجديد إنما هو تحدٍّ صعب، بل في غاية الصعوبة. إنه يستلزم منا الدفاع عن بلادنا ضد كل ما هو غير معروف؛ ضد كل ما هو غير مضمون؛ ضد كل ما هو غير مرئي؛ ضد كل ما هو غير متوقَّع) ثم يتحدث عن بيت القصيد الذي يجب العمل به في الفترة الجديدة و الفرق عن الاستراتيجيةالقديمة(قبل أحداث 11 سبتمبر، كان القادة الأمريكيون، سواء في المجال المدني أو العسكري، منخرطين في خطة "معهودة" للدفاع. ولكن في ظل مراجعة تقرير الدفاع الأمريكي الذي يتم إعداده كل أربع سنوات، بدأت نظرتنا إلى البيئة الأمنية حولنا تصير أكثر إمعانًا وتركيزًا، وهو ما أوصلنا إلى ضرورة تبني إستراتيجية جديدة.) و اخيرا ما هي القرارات التي توصل اليها العقل الاستراتيجي الامريكي في مرحلته الجديدة يتحدث رامسفيلد عن قراراتهم:
1. لقد قرَّرنا أن ننأى بأنفسنا عن منظومة "وجود قوتين أساسيتين على مسرح الحرب"؛ التي كانت تنادي إلى الحفاظ على قوتين عظميين للاحتلال، تتمكنان من اقتحام دولتين عدوتين في لحظة واحدة. ولا غبار على أن هذه الفلسفة قد نفعتنا نفعًا كبيرًا في فترة ما بعد الحرب الباردة؛ أما الآن.. فهي تشكل تهديدًا لنا؛ إذ تتركنا مستعدين استعدادًا فوق اللزوم تجاه صراعين محددين، بينما تتركنا على الوجه الآخر غير مستعدين تمامًا لأي من تحديات القرن الحادي والعشرين غير المتوقعة.
2. السيطرة على الموارد للقوة القطب الواحد : حيث يقول رامسفيلد(ومن أجل ضمان توافر الموارد التي تؤهلنا للتأقلم مع المستقبل، ومن أجل مواكبة التحديات الجديدة التي تهدد أمننا الداخلي، صرنا في أمسّ الحاجة إلى تقييم أكثر واقعية وأكثر اتزانًا لكل ما نحتاجه في حروبنا المستقبلية. فبدلاً من الحفاظ على قوتين للاحتلال، قررنا أن نركِّز أكثر على آلية الردع.
كما قررنا الاستغناء عن قوة واحدة من القوتين، حتى نوفر جهودنا ومواردنا "للآخر" الذي هو في طريقه إلى التربص بنا)3. قرَّرنا كذلك هجْر الإستراتيجية القديمة القائمة على "التهديد"، تلك الإستراتيجية التي ظلت مسيطرة على خططنا الدفاعية لأكثر من نصف قرن.. والبدء في انتهاج اقتراب جديد قائم على "القدرات"، حيث يتصف الأخير بسياسة أقل تركيزًا على من يمكن أن يهددنا، أو أين، وأكثر تركيزًا على كيف يمكن أن يهددنا، وكيف يمكن أن نصده ونردعه.
وبالختام يلخص خطة البتناغون في تظرته للامن القومي الامريكي و يعتبر تلازم الامن في داخل أمريكا مع أمن مصالح امريكا في خارجها و لاينكن الفصل فيما بينها و يسمي الخطة ( الخطة السداسية):
إستراتيجية سداسية
قبل الهجوم الإرهابي على نيويورك وواشنطن، كنا قد أخذنا في قرارة أنفسنا، أنه من أجل الحفاظ على السلام والدفاع عن الحرية يجب على وزارة دفاعنا أن تحقق ستة أهداف إلزامية:
1) حماية الداخل الأمريكي، وحماية قواعدنا في الخارج.
2) الإبقاء على مستوى قوتنا في الأماكن البعيدة.
3) إفهام أعدائنا أنه ليس لديهم مأوى يحميهم منا؛ فيتأكدون أنه ليس هناك ركن، ولا جبل، ولا كهف سيمنعهم منا.
4) حماية شبكاتنا المعلوماتية من أي اختراق.
5) استخدام التكنولوجيا المعلوماتية لربط القوات الأمريكية المختلفة، وهو ما يؤهلها للقتال معًا في صف واحد.
6) الحفاظ على اتصال سهل وسلس بالفضاء الخارجي، وحماية قدراتنا الفضائية من أي هجوم غاشم. المصدر أسلام اون لاين (* المقالة مترجمة بتصرف من مجلة: الشؤون الخارجية Foreign Affairs, Vol.81, No. 3 ، مايو 2002، وعنوانها الأصلي: Transforming the Military)
هذه الاستراتيجية لصحاب القرار الامريكي كان أفضل مجال لها لتطبيقها هو العراق ولهذا حاولت مراكز الدراسات و المفكرين أن يضعوا الاليات لتطبيق الافكار الامنية و العسكرية الاستراتيجية الجديدة ، ولهذا تناقلت شبكة المعلومات الدولية دراسة( انتوني كورزدمان) رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن التي حددت في خلاصتها الاشتراطات المطلوبة امريكيا لـ «أفغنة العراق» في مواجهة ما وصفته هذه الدراسة بالصعوبات الكبيرة التي تواجهها الادارة الامريكية الحالية في التعامل مع العراق وشن هجوم امريكي عليه ، وقد عبر كورزدمان صراحة عن مخاوفه من انفراط عقد التحالف الامريكي مع عدد من الدول العربية والاسلامية في مكافحة الارهاب الدولي، لذلك اشترط خمس حالات يمكن للادارة الامريكية ان تنطلق منها في شن مثل هذا الهجوم الواسع، وخلاصتها:
1. أن تظهر الادارة الامريكية دليلا دامغا على تورط العراق بالهجوم على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر الماضي.
2. أن تظهر الادارة الامريكية دليلا دامغا على قيام العراق بتطوير برامجه لأسلحة الدمار الشامل.
3. أن تنقل الولايات المتحدة أقوالها الى أفعال بصدد القضية الفلسطينية.
4. أن يكون لها خطة مقنعة وموثوقا وسريعة (للنظام البديل) في العراق على ألا تكون من رموز المعارضة في الخارج.
5. أن تكون الولايات المتحدة جاهزة لتحمل ما سينجم عن ذلك من خسائر مادية وبشرية.
كل تلك الدراسات و غيرها تضعنا امام حقيقة ، ان العراق هو الساحة المناسبة لمعركة الارهاب الشاملة ، ويجب ان يكون هذا البلد هو مقبرة لكل الارهابين والقوى التي تعادي نظام العولمة ، ويجب نقل المعركة من مركز العولمة العالمي في داخل الولايات المتحدة الى مكان اقل كلفة خارج الولايات المتحدة ، فكلفة عملية واحدة فقط في 11 سبتمبر التي ما بقارب (100 مليار) دولار لايمكن ان تضاهيها كلفة اي عملية تحدث مع الارهاب العالمي خارج الولايات المتحدة الامريكية ، ولهذا اصبح من اولويات المخطط الاستراتيجي الامريكي نقل معركة الارهاب خارج نظام العولمة العالمي ( الولايات المتحدة والتحالف الغربي) ، وعليه ان الاستراتيجية الامريكية في العراق دخلت في مرحلة جديدة بعد 11 سبتمبر الا وهي التخطيط لمعركة الارهاب الشاملة وسيتناول الحديث عنها في المرحلة القادمة.
الحلقة الثامنة
مقدمات حرب الارهاب في العراق
غالبية الخبراء الاستراتيجيين الامريكين اعتبروا حرب الارهاب في العراق ، هي بداية الحرب الكونية للقرن الجديد و ان 11 سبتمبر كان الشرارة لهذه الحرب وفي هذا السياق أكد الخبير الصيني في شوؤن الشرق الاوسط (هوى) هو ، (ان الولايات المتحدة تعتبر ان الحرب الارهاب في العراق مسألة ذات اهمية استراتيجية بالغة . ) و يضيف (هوى) واكد ان العراق قد اختير كاول هدف لاسباب ثلاثة
:. - اولا انه بالرغم من العراق كان خاضعا لعقوبات الامم المتحدة لمدة 12 عاما بعد حرب الخليج ، الا انه لم يستسلم. وواصل تحدى تفوق الولايات المتحدة ، الامر الذى اعتبرته الاخيرة امرا غير محتمل . –
ثانيا تعتقد الولايات المتحدة ان العراق لديه على الاقل القدرة على تطوير اسلحة دمار شامل ، حيث ان بامكانه الاستفادة من موارده البترولية الغنية فى هذا الغرض . وان وجود نظام مناهض للولايات المتحدة يملك اسلحة دمار شامل سوف يشكل تهديدا كبيرا على الولايات المتحدة . وفضلا عن ذلك فانه يمكن تقديم اسلحة الدمار الشامل للجماعات الارهابية .
- ثالثا ، ان العراق لديه موارد بترولية غنية . ويوجد حوالى 65 فى المائة من بترول العالم فى الشرق الاوسط ، ويملك العراق ثانى اكبر موارد البترول فى العالم . ان البترول مادة استراتيجية ، ويمكن القول بان الدولة التى تسيطر على البترول ، تسيطر ايضا على الاقتصاد العالمى . ويتعين على الولايات المتحدة السيطرة على موارد البترولية لانها ترغب فى تحقيق سيادتها على العالم . المصدر (لوكالة انباء شيخوا بكين 3 بريل2003).
و الخلاصة ،أن اهداف الاستراتيجية الامريكية في شروع حرب الارهاب بالعراق بعد أحداث 11 سسبتمبر هي كالتالي:-
1. العراق هو حجر الأساس في تغيير الخريطة السياسية للعالم و للقرن الحادي و العشرين ، ويذكر في هذا السياق (دانا ميلبانك ومايك آلن) ( استخدام العراق «كحجرة زاوية» لاعادة صياغة منطقة الشرق الاوسط وبالتالي خفض التهديدات الارهابية للولايات المتحدة.)
2. العراق هو جزء مهم في حفظ الأمن القومي الأمريكي الجديد بعد أن تلازم الأمن الداخلي للولايات المتحدة مع مصالح الأمريكية في العالم. وكان بول وولفويتز، مساعد وزير الدفاع الاميركي قال في مقابلة مع شبكة «ان. بي. سي» التلفزيونية الاميركية ان «معركة ضمان السلام في العراق هي الآن المعركة المركزية في الحرب العالمية ضد الارهاب، وهذه التضحيات لن تجعل فقط الشرق الاوسط اكثر استقرارا، وانما ايضاً بلادنا اكثر امنا)
3. واردات النفط سلاح استراتيجي بيد أنصار القاعدة والأنظمة القريبة من تفكيره ويجب أن يكون هناك اشراف دولي لنظام العولمة حول كيفية الاستفادة من واردات النفط ، فمبدأ السيطرة على منابع النفط ليس مهم عند مفكري نطام العولمة الجديده ، أنما المهم لديهم بعد احداث 11 سبتمبر هو أين تذهب تلك الموارد ، هل تذهب في تشكيل مدارس دينية متطرفة و جمعيات خيرية تدعم الارهاب ، ام تذهب في صناعة اسلحة دمار شامل ، تشكل خطرا استراتيجي على نظام العولمة ، فالمهم لدى الاستراتيجي الامريكي ، ان لا يظهر من واردات النفط السعودي بن لادن وايمن الظواهري ، وصالح العوفي و ابو مصعب الزرقاوي ،و المخطط الامريكي يعلم جيدا انه لا توجد لديه مشكلة من حصول النفط الايراني او العراقي و لكن المشكلة لديه ان لا يخرج من واردان النفط الايراني و العراقي ، حسن نصر الله ، ومحسن رضائي ، و رحيم صفوي ، وغيرهم, ولهذا اصبح من الضروري لدى العقل الاستراتيجي الامريكي هو في كيفية المراقبة الدقيقة للمليارت الدولارات من واردات النفط و في اي موارد يستفاد منها .
4. توازن الرعب الاستراتيجي للعراق يجب أن يدمر بكل إمكانياته من خبرات بشرية و تقنيات و أسلحة دمار شامل ويجب ان لا تقع تلك الإمكانيات بيد الأصولية الإسلامية باي حال من الأحوال.
5. العراق منطلق للتغيير الفكري و السياسي و الثقافي بعد ان اصبح الفكر الإسلامي جزء من الإرهاب الدولي ، فالنموذج السياسي الموعود ،يأمل منه الباحث الاستراتيجي منطلق تغيير للشرق الأوسط. قال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان العراق «سيصبح مثالا للشرق الاوسط بأكمله» وبالتالي «سيساهم مباشرة في امن اميركا واصدقائنا».
6. العراق منطلق مهم لتجفيف منابع التطرف الإسلامي المتمثل في القاعدة باستدراج كوادره الى حرب الارهاب ، و استخدام العراق ساحة قتل لكوادر القاعدة و العناصر الاسلامية المتطرفة في المنطقة والعالم ، فتشير التقارير ان المخابرات الامريكية ساهمت بشكل غير مباشر بتشجيع الخلايا النائمة للقاعدة المنتشرة في اوربا وامريكا بالتوجه الى العراق ،بعنوان (محاربة القوات الصليبية الكافرة) ، هذا ما اكده عميل مخابرات الامريكية في مقابل له للفضائية العربية ، حيث ذكر انه طلب منه انه يتوجه الى البوسنة ، ويقوم بعملية حث للكوادر القاعدة بالتوجه الى العراق.
الملف العراقي أصبح هاجسا رئيسيا في البيت الابيض الامريكي للاسباب الانفة الذكر ولهذا كل التسريبات الصحفية أشارت ان حرب الارهاب في العراق ، اصبحت وشيكة الوقوع و هيئت جميع الاجواء النفسية لهذه الحرب(وتذكر صحيفة (نيويورك تايمز) انها قد نشرت تسريبات عما يقال عنه خطة عسكرية امريكية لغزو العراق تنطلق من دول مجاورة له ينفذها 250 الف مقاتل امريكي.هذه التسريبات انطلقت من تقرير ببضعة اسطر، لكنها باتت اليوم سيلاً جارفاً من الاوراق المطبوعة والمقابلات المرئية والمسموعة في ارجاء العالم كافة، تحلل وتنظر وترسم ملامح من نسيج الخيال لما يمكن ان يحدث في الشرق الاوسط. ولادامة زخم هذه الحملة الاعلامية، تتواصل عملية تغذية الاستعدادات القتالية للولايات المتحدة الامريكية، عبر صحف ووسائل اعلام محددة. ها هي صحيفة (لوس انجليس تايمز) علي موقعها في شبكة انترنت تذكر ان تقريرا سريا لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) طلب من الجيش الامريكي ان يكون علي استعداد للقيام بضربات وقائية في أي مكان في العالم وان يكون في وضع يسمح له القيام بعمليات قصف اكثر دقة. وأوضحت ان هذا التقرير السري الذي يغطي الفترة الممتدة من 2004 الي 2009 يطلب من الجيش التركيز علي مصاريفه في خمسة مجالات : مكافحة الارهاب بما في ذلك اسلحة الدمار الشامل والمخابرات والحرب الالكترونية وقدرات الضربات الجوية والانظمة العسكرية المنتشرة في الفضاء. ويحدد التقرير المنشور في صحيفة لوس انجليس تايمز ايضا اهدافا محددة مثل تطوير حتي 2012 سرب من 12 مقاتلة بدون طيار وتطوير حتي 2009 صاروخ متطور جدا بامكانه اجتياز مسافة 1300 كلم خلال 15 دقيقة وقادر علي ازالة قاذفات صواريخ متحركة قبل ان يتم تحريكها. ويشدد التقرير أيضا علي بعض القدرات مثل قصف محدد بكثافة قوية ويطلب تطوير قنابل قادرة علي إصابة أهداف مدفونة تحت الأرض مثل المجمعات المبنية حسب ما قالت الصحيفة. وأشارت إلي ان هذه الاسلحة ستتيح شن هجمات وقائية ضد بلدان مثل العراق).
المصدر: (جريدة (الزمان) العدد 1262 التاريخ 2002 - 7 – 17
بتلك التسريبات وغيرها هيئت الاجواء النفسية للشروع حرب الارهاب في العراق واصبح قضية حتمية ، وتيقن النظام العراقي السابق بهذه الحتمية ولهذا سارعت الدوائر العسكرية والمخابراتية لوضع خطط لمواجهة تلك الحرب التي من اهمها
1. تقسيم العراق الى خمس قيادات غير مركزية تكون كل منطقة لها قيادة مطلق الصلاحية في مواجهة تلك الحرب
2. استخدام ورقة الحرب الدينية لكسب التاييد العربي والاسلامي في تلك الحرب ، فالمصطلحات الاعلامية التي كان بستخدمها الصحاف في تصريحاته و البيانات الرسمية للقيادة العسكرية كلها تصب بجعل تلك الحرب حربا دينيا .
3. وضع قيادات بدبلة في مناطق امنة خارج العراق تكون مؤهلة لقيادة المعركة في حالة سقوط الدولة
4. تهريبه لكميات ضخمة من اموال العراق الى الخارج للاستسفادة منها فيما بعد .
5. اطلاق المجرمين و العصابات من السجون العراقية وهذا يدل على استخدامهم في عمليات ا لفوضى بعد انهيار النظام.
6. فتح السفارت العراقية للمتطوعين العرب والاسلاميين و تشجيعهم بالتوجه للعراق ، هذا اضافة بفتح المعسكرات في داخل العراق و تهيئتهم لتلك الحرب.
كل تلك الاستعدادات سواء من الطرف الامريكي او النظام السابق تشير الى قرب ساعة الصفر للحرب الارهاب في العراق التي سنتحدث عن تفاصيلها بالمرحلة القادمة.
المرحلة التاسعة
(الصدمة والرعب ) عنوان لحرب الارهاب في العراق
20:0021/3/2003 بهذا التوقيت الزمني اعلن بشكل رسمي للشروع حرب الارهاب في العراق والتي أطلقت عليها أسم "الصدمة والرعب". وضعت لهذه الحرب خطط و استراتيجيات عديدة فمنها عسكري،وسياسي،و غيرها.
أولاالاستراتيجية العسكرية: ويعلن البنتاغون عن وجود اكثر من 300 ألف من قواته في الخليج واكثر من 100 ألف منها داخل العراق بتلك وخلال 20 يوم و بتاريخ9/4/2004 سقط النظام العراقي ، سقطت أسطورة توازن الرعب ، سقطت رابع قوة جيش في العالم ( كما يدعون) ، خلال 20 يوما بلغت خسائر القوات حسب بيان وزارة الدفاع ان الحرب على العراق ادت الى 212 قتيلا بين الجنود الاميركيين منهم 143 في المعارك. ومن اصل هذا المجموع، قتل 74 جنديا منذ الاول من مايو (ايار) عندما أعلن الرئيس جورج بوش انتهاء الإعمال العسكرية في العراق.
وأوضحت المتحدثة باسم "البنتاغون" الكولونيل سينيتا كولن إن 29 جنديا من هؤلاء الـ74، قتلوا في معارك، و45 في اوضاع خارج المعارك منذ الاول من مايو (ايار). وعلى سبيل المقارنة، خلال حرب الخليج الاولى (1991)، قتل 147 جنديا اميركيا في المعارك و235 خارج المعارك، كما تفيد الارقام الرسمية لوزارة الدفاع. ولا تقدم وزارة الدفاع الارقام المتعلقة بالجنود الذين قتلوا عن طريق الخطأ بنيران صديقة، اي نيران القوات الاميركية.(جريدة الشرق الاوسط 10 /7/ 2003 ).
وبلغت كلفت الحرب الارهاب في العراق لأميركا 164 مليار دولار أما الفاينشال تايمز فتقدر حسارت بريطانيا في الحرب 4،3 مليار دولار ذكرت ارقام رسمية نشرت اول من امس في لندن إن بريطانيا انفقت اكثر من تسعين مليون جنيه استرليني (125 مليون يورو) على الذخائر من صواريخ وقنابل وذخيرة اخرى في الايام الـ11 الاولى من الحرب ضد العراق.ولا تشمل تفاصيل نفقات القوات البريطانية في الحرب التي اندلعت في 20 مارس (آذار) الماضي سوى الايام الـ11 الاولى من الحرب أي حتى 31 مارس وهو تاريخ انتهاء السنة المالية في بريطانيا.وبين 20 و31 مارس، بلغت كلفة الصواريخ والقنابل التي اطلقتها القوات البريطانية 61 مليون جنيه والذخائر الأخرى 32 مليون جنيه.وأوضح سكرتير الدولة البريطاني للقوات المسلحة ادم اينغرام إن هذه الأرقام تشكل جزءا من الكلفة الإجمالية للعمليات البريطانية في العراق خلال السنة المالية السابقة وهي 847 مليون جنيه. . (لندن ـ أ.ف.ب) 10/12/2004 الشرق الأوسط.
أما تقديرات دوائر الإستراتيجية الأمريكية و الغربية للقوات العراقية فقد قدر المعهد الدولي لدراسات الإستراتيجية العسكرية في لندن للقوة العسكرية في العراق فهي كالتالي:
1. القوات لأسلحةالتقليدية
قدرات العسكرية لقوات الجيش
تشير معلومات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن إلى أن الجيش العراقي يشتمل على سبع قيادات فيالق، وثلاث فرق مدرعة، وثلاث فرق ميكانيكية، و12 فرقة مشاة، وسبعة لواءات قوات خاصة. وتشير التقارير إلى أن نسبة استكمال هذه الفرق 50% من كفاءتها القتالية. وكذلك تشير التقارير إلى أن 50% من المعدات تفتقر إلى قطع غيار، وجميع المعدات متقادمة وتبذل القيادة العسكرية العراقية جهدا كبيرا للمحافظة على صلاحية المعدات وتطويرها بالقدرات الذاتية. ويقدر عدد دبابات القتال الرئيسية للجيش (بما فيها قوات الحرس الجمهوري) بحوالي 2200 دبابة من طرازات قديمة نسبيا، كما تقدر حجم عربات الاستطلاع المدرعة بنحو ألف عربة مدرعة، ونحو ألف مركبة قتال مشاة "ب م ب 1 و2"، ونحو 2400 ناقلة جنود مدرعة، و1900 قطعة مدفعية مجرورة، و150 قطعة مدفعية ذاتية الحركة، و4500قاذف صاروخي متعدد القواذف، بالإضافة إلى عدد غير معروف من المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، وهناك نحو 500 مروحية منها 120 مسلحة والباقي للنقل.
ونظرا لطول الحدود العراقية فإن حجم قوات الجيش العراقية تكاد تكفي بالكاد للدفاع عن الحدود في حال استكمال مرتباتها، وقد أصبحت قدراتها القتالية الهجومية محدودة بما تكبدته من خسائر نتيجة لحرب الخليج الثانية، كما أنها لا بد وأن تكون فقدت الكثير من الخبرات التي اكتسبتها في الحروب التي خاضتها.
كان الجيش العراقي بعد حرب الخليج الأولى وقبل حرب الخليج الثانية يتكون من 47 فرقة منها سبع فرق مدرعة وميكانيكية، وأربعين فرقة مشاة، ولواءي صواريخ أرض أرض. وقدرت معداته بنحو 5500 دبابة و2500 عربة استطلاع مدرعة و1500 مركبة قتال للمشاة وستة آلاف ناقلة جنود مدرعة وثلاثة آلاف قطعة مدفعية مجرورة و500 قطعة مدفعية ذاتية الحركة و200 عربة صواريخ متعددة القواذف وصواريخ أرض أرض و489 مروحية، مما يعني أن حجم قدرات الجيش قد تقلص إلى الربع تقريبا.
2. القدرات العسكرية لقوات الحرس الجمهوري
وفقا لمعلومات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن فإن قوات الحرس الجمهوري العراقية عبارة عن ست فرق منها ثلاث فرق مدرعة وفرقة ميكانيكية وفرقتي مشاة. وتتميز الفرق بأنها كاملة المرتب من المعدات ولها الأولوية في كفاءة معداتها، كما أنها يختار لها أفضل الضباط والقادة، بالإضافة إلى ضمان ولائهم للرئيس. وعادة ما يعتمد الجيش العراقي على هذه الفرق في تنفيذ المهام الصعبة والرئيسية ثم تقوم بتسليم ما حققته لبقية التشكيلات. ويقدر عدد دبابات فرق الحرس الجمهوري بأكثر من ألف دبابة قتال رئيسية، وتستخدم العدد الأكبر من المدفعية ذاتية الحركة الحديثة نسبيا، وكذا مركبات قتال المشاة.
شكلت قوات الحرس الجمهوري أثناء الحرب العراقية الإيرانية وقامت بدور هام في هذه الحرب حيث عادة ما جرت المناورة بها أولا في الاتجاهات التي كانت تتعرض لهجوم إيراني كاسح، ثم أصبحت القوة الرئيسية للهجوم عندما انتقلت القوات العراقية إلى الهجوم. كما كانت هذه القوات أول من دخل إلى الكويت في أغسطس/ آب عام 1990.
كانت قوات الحرس الجمهوري قبل حرب الخليج الثانية تتكون من ست فرق كل منها يضم لواءين مدرعين ولواء قوات خاصة مما يعني أن هذه القوات قد انخفضت إلى أقل من النصف نتيجة للحرب.
3. لقدرات العسكرية لقوات حرس الحدود
تقدر قوات حرس الحدود العراقية بنحو 20 ألف جندي مسلحين بالأسلحة الخفيفة والهاونات (المورتار) فقط، ويتوقع أن تكون هذه القوات تعاني من نقص في المعدات كما أن أفرادها يعانون من ضعف الدخول ومن بعد أغلبهم عن العمران مما يحد من قدراتهم على توفير احتياجاتهم الشخصية، وينعكس هذا بالضرورة على قدراتهم على تأدية مهامهم. إلا أنه يلاحظ تحسن في أداء أفراد هذه القوات، وأنهم أصبحوا قادرين على توفير الكثير من متطلباتهم بالجهود الذاتية وتطوير قدراتهم، كما اكتسبوا خبرة في التغلب على المصاعب التي يواجهونها مما انعكس على حسن أدائهم.
4. القدرات العسكرية لفدائيي صدام
ظهرت هذه القوات لأول مرة في تقارير في نهاية عام 1998 تقريبا بنفس القوة والتقديرات الواردة حتى الآن، وتقدر قوة فدائيي صدام بما يتراوح بين 10 و15 ألف جندي، ومازالت قدراتهم غير واضحة، ولكن يتوقع أن يكونوا قادرين على القيام بأعمال ذات طابع فدائي، أي أنهم يقومون بالتسلل داخل خطوط العدو ومهاجمة الأهداف الحيوية والشخصيات الهامة المعادية، لكن كبر حجم هذه القوة حسب المعلومات المتيسرة يقلل من توقعات قدراتها حيث تصبح أقرب إلى قوات الكوماندوز أو القوات الخاصة، في حين غالبا ما يمكن القيام بالأعمال الفدائية من قبل عدد قليل من الأفراد.
5. المتطوعين الاسلاميين والعرب : هو عنصر جديد استخدممها النظام العراقي السابق وقد قدر اعدادهم لمايقارب 5000 متطوع كحد ادنى ، وهؤلاء كان لهم دور رئيسي في المراحل الاخرى من حرب الاهاب في العراق .
يصف جون ياوكي في واشنطن سقوط بغداد(* سقطت بغداد بسرعة كبيرة في الربيع الماضي لدرجة إن خطوط الإمدادات الأميركية لم تتمكن من ملاحقة التقدم السريع للقوات.وغطت صورة دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي المبتسم أغلفة المجلات الأميركية. وارتفعت شعبية الرئيس الأميركي بوش ارتفاعا كبيرا.) المصدر( خدمة «يو اس ايه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط »13/3/2004
وسارع الخبراء لتقييم إستراتيجيتهم العسكرية في حربهم على العراق فقد قال الأدميرال ادموند غيامباستياني، رئيس القيادة المشتركة للقوات المسلحة التي أعدت التقرير تحت عنوان «درس تعلمناه» إن القوات المسلحة الأميركية حققت «مستوى تاريخيا» من التنسيق بين القوات الجوية والبرية والبحرية ولكنها لم تكن على نفس المستوى في ما يتعلق بجوانب أخرى
ويذكر غيامباستياني حين أدلى بشهادته لأول مرة أمس أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب. لكنه ناقش هذا التقرير كذلك في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس»، قبل شهادته أمام اللجنة. وقد فرضت السرية على أجزاء من التقرير للاعتبارات الأمنية، وذلك بعد تقديمه إلى الرئيس بوش. وضع معدو التقرير أياديهم على جملة من الأخطاء منها ما يلي:
1ـ تقييم الدمار الذي ألحقته القوات الجوية والبرية الأميركية بالقوات العراقية: كان التقدم السريع للقوات الأميركية مخترقة الأراضي العراقية هو السبب الذي أعاق هذا التقييم، مع انه كان ذا أهمية حاسمة في شن هجوم فعال. وقال غيامباستياني: «لم نكن قادرين على مواكبة العمليات. فقد كانت القوات البرية تتحرك بسرعة خاطفة مما جعل من الصعب تقييم درجة النجاح التي حققناها».
2ـ الحرس الوطني والاحتياطي: كان أداء الجنود جيدا، ولكن على «البنتاغون» إن يحسن من الطريقة التي يستدعي بها جنود الاحتياط ويعبئهم ويدربهم. وكان هؤلاء الجنود الاحتياط يعطون فترة قصيرة جدا للاستعداد، لا تتعدى بضعة أيام في بعض الأحيان، كما أن قوات أخرى كانت تضطر إلى قضاء أسابيع طويلة من الخمول بعد إن يكون قد تم تدريبها.
(المصدر : الشرق الاوسط3/11/2003.).
أن الانتصار السريع العسكري الأمريكي رافقته أستعدادت سياسية و اقتصادية و ثقافية رغم أن بعض تلك الاستعدادات كانت في مرحلة طور النشوء أما أهم تلك الاستعدادات التي رافقت الخطة العسكرية فهي كالتالي :
1- صدرو قرار 1438 يشرع تواجد قوات التحالف و يعتبرا قوات احتلال قانوني للعراق و على ضوء هذا القرار تم تشكيل سلطة التحالف المركزية و التي هي الجهة الرئيسية في الاشراف على جميع مرافق الرئيسية في العراق
2- العمل على اعداد مجموعة من التكنوقراط العراقيين المتواجدين في اوربا وامريكا وادخالهم دورات في الولايات المتحدة الامريكية و قد وقع البنتاغون عقود معهم على العمل كمستشاريين لقادة العسكريين في قوات التحالف المتواجد في العراق .
3-خولت وكالة الامريكية للتنمية الدولية(USAID ) في أعطاء التصاريح بالاستثمارفي اعادة أعمار العراق و التي عرفت نفسها في موقعها الخاص بها ، بالتعريف التالي:(تساعد الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID الشعب العراقي في أعادة أعمار وطنهم عن طريق العمل ضمن سلطة الائتلاف المؤقتة CPA ، ويتم تنفيذ برامج الوكالة الامريكية للتنمية الدولية بالتنسيق مع الامم المتحدة UN البنك العالمي وصندوق النقد الدولي (IMF) ودول التحالف المشتركة والمنظمات غير الحكومية NGOs وشركاء القطاع الخاص . ومهمة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في العراق تتضمن توليها برامج في مجال التعليم والعناية الصحية وألامن الغذائي وأعادة أعمار البنى التحتية و إنعاش الاقتصاد و محاولات لتطوير المجتمع المدني والتنسيق بينها و بين المؤسسات الحكومية.)
وقامت بعثة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID بتنفيذ البرامج في اربع جوانب حيوية وستراتيجية في العراق وهي :
1. اعادة العمل في البنى التحتية الاساسية.
2. دعم المبادئ الاساسية للصحة والتعليم.
3. التوسع في الفرص الاقتصادية.
4. تطوير كفاءة ومسؤولية الحكم.
4- تم تعيين في بادئ الامر الجنرال غارنر ثم تم إبداله بالمسؤول عن الملف الإرهابي في أمريكا الا هو بول بريمر و تم تعينه الحاكم الامريكي في العراق و المسؤول عن سلطة التحالف الموقت في العراق (CPA-IRAQ )
5-السيطرة على منابع النفط في العراق و التاكيد على حمايتها بل اعتبر ان النفط احدى الاهداف الاستراتيجية في الخطة الامريكية بالعراق .
6-تم نعيين جميس بيكر لادارة ملف الديون في العراق.
7-تشكيل مجالس محلية للمحافظات تحت اشراف العسكريين المحليين في كل محافظة.
8-المراقبة المستمرة للعملية السياسية و التشريعية في العراق من خلال تشكيل مجلس الحكم و قانون ادارة الدولة و تنظيم عملية الانتخابات و خطة تسليم السلطة .
9-السيطرة على الملف الأمني و العسكري بعد حل جهاز وزارة الداخلية و الدفاع في العراق و حزب البعث.
10 – تعيين مستشارةالامن القومي كوندوليزا رايس المشرف ( مجموعة استقرار العراق) .
11- تعيين المستشار الخاص لوكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي إيه ( ديفيد كاي ) مسؤول عن البحث و التحقيق في أسلحة الدمار الشامل العراقية
انتهت المرحلة الاولى من حرب الارهاب في العراق بسقوط الدولة العراقية وانهيار تلك القوة العسكرية بكل مكوناتها من رأس السلطة الى انهيار مؤسساته الحزبية العسكرية والامنية و المخابراتية وحتى دوائره الخدمية ، ولكن الضفحة الثانية لمعركة الارهاب في العراق ظهرت بعد سقوط الدولة العراقية و انهيار المؤسسات الرسمية للنظام السابق ، تلك المعركة التي لم تحسم لحد الان من قبل العقل الاستراتيجي لنظام العولمة الجديد ، رغم الامكانات الكبيرة التي يمتلكها ذلك النظام من قدرات عسكرية متطورة الى انظمة تقنية عالية الى سيطرة الالكترونية في حرب لم تعهدها الانسانية من قبل ، الصفحة الثانية من حرب الارهاب في مرحلة القادمة .
المرحلة العاشرة
مشروع الاحتلال الامريكي
التواجد الامريكي في العراق بعد الاحتلال، أخذ ابعاد عديدة عند البيت الابيض و الباحث الامريكي الاستراتيجي ، و نحاول في هذه المرحلة ان نسلط الضوء على اهم افكار الباحث الاستراتيجي الامريكية ، من خلال تصريحات الرئيس بوش و بعض المسؤولين الامريكين ، و بمتابعة تقريبية لتصريحات الابيض الامريكي خلال العام الاول من الاحتلال ،نلاحظ ان امور عديدة كانت مورد اهتمام الرئيس بوش و مساعديه و التي اهمها :
1- الوضع العسكري للقوات التحالف : الحلقة الاضعف و الحساسة عند القرار الاستراتيجي الامريكي هي حالة القوات الامريكية و التحالف في العراق و المخاطر التي تواجها سواء الامنية الامنها او الدعم المادي من قبل الكونغرس او الاسناد العسكري ، من تعبئة اقصى ما يجب من دول العالم للقوات الامريكية و ان اهم المشاكل التي واجهت قوات الامريكية هي كالتالي :
• المشاكل اللوجيستية و المادية :التكاليف المادية للقوات الامريكية و تقدر 4 مليارات دولار شهريا ةتعتبر هذه الكلفة عبا على صاحب القرار الامريكي حيث يقول السناتور الاميركية جوزيف «نحن نشكل 95 في المائة من القتلى، ونتحمل 95 في المائة من التكاليف، ونشكل ما يزيد على 90 في المائة من القوات»، مضيفاً ان «التكاليف صاعقة، ونحن نشهد تصاعداً مستمراً في عدد الضحايا الاميركيين، ونحتاج الى التوجه الى الامم المتحدة طلبا للمساعدة، ومن اجل عملية عسكرية تصادق عليها الأمم المتحدة وتكون تحت قيادة اميركية». وبوجود ما يقرب من 140 ألف جندي اميركي في العراق، تصل التكاليف العسكرية وحدها الى ما يقرب من أربعة مليارات دولار شهرياً حسب ما قاله مسؤولون في الادارة)( خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» 31/8/ 3 ) كان بوش قد وقع أخيرا على قرار من الكونغرس باعتماد ستين مليار دولار اضافية للقوات الاميركية في العراق، وعشرين مليار دولار لمشاريع اعادة اعمار العراق(واشنطن: «الشرق الأوسط»7/7/3) علما انه بلغت الخسائر الأمريكية لحد إعداد التقرير 509 قتيل
• الكثافة البشرية للقوات التحالف :يقدر عدد القوات الامريكية في العراق 123 جندي امريكي وفي تقرير لمؤسسة «راند» الاستشارية الاميركية انه لا بد من زيادة حجم القوات الاميركية في العراق ليصل الى نصف مليون جندي لضمان نجاح المساعي لاعادة الاعمار وحذر التقرير الذي حمل عنوان «الدور الاميركي في بناء الأمم: من المانيا الى العراق» العسكريين الاميركيين من أنهم «ربما لن يقدروا على تحمل احتلال العراق بإمكانياتهم الحالية ومع استمرار استهدافهم من قبل جماعات عراقية». لكن ادارة الرئيس بوش تبدو مقتنعة بأنها لن تحتاج الى قوات اضافية. ويؤكد دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي انه ما من حاجة لزيادة عدد القوات، بل ويدافع عن خفضه على الرغم من انه لا يرفض زيادة قوات الاحتياطي والمتطوعين والحرس الوطني التابعين لحكومات الولايات. (واشنطن: «الشرق الأوسط»7/7/3 )
• اشراك حلف الناتو و الامم المتحدة في دعم التواجد العسكري و حل مشكلة نقص القوات في العراق (اعترفت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بأن التكاليف الباهظة للعملية، في الاطار البشري والمالي، هي من الضخامة بحيث لا يمكن للولايات المتحدة وحدها ان تتحملها.وحتى الوقت الحالي ظل «الدور الحيوي»، الذي وعد الرئيس بوش الأمم المتحدة به، محدوداً في اسهام هامشي. غير ان الحاجة الأميركية الحالية للقوات والأموال التي لا يمكن ان توفرها الا دول اخرى تحفز واشنطن على اعادة التفكير بواقعية في المشاركة الدولية.ان المهمة الاوسع التي يمكن تحديدها، بما في ذلك اشراف الأمم المتحدة على قوات متعددة في العراق تحت قيادة اميركية ـ وهو ترتيب قالت الادارة، للمرة الاولى، انها قد تكون مستعدة لقبوله ـ ان هذه المهمة مطروحة للتفاوض )( ( خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» 31/8/ 3 ) اما بالنسبة لمشاركة قوات حلف الناتو في العراق فقد صرح أحد كبار المسؤولين في ادارة الرئيس جورج بوش بأن «هناك رغبة» في تحويل المهمة الى حلف الناتو. وأضاف يقول: «اعتقد أن الرأي العام الأميركي سيكون سعيدا وهو يرى حلف الناتو يمد الينا يد المساعدة في العراق، فالأميركيون يؤمنون بالناتو وسيرون مشاركته في ادارة شؤون العراق أمرا ايجابيا جدا».و في مؤتمر صحافي عقده اواخر يونيو (حزيران) ان اللورد روبرتسون، السكرتير العام لحلف الناتو أبلغه أنهم «مستعدون للمشاركة ولكن أحدا لم يطلب منهم ذلك». وقال جنرال الجيش المتقاعد باري ماكفري، الذي قاد الفرقة 24 مشاة خلال حرب الخليج 1991 «هناك عوامل قلق واحباط اصبحت تفعل فعلها داخل الجيش. وبعد 12 شهرا سنكون كمن يمشي على منحدر صخري حاد. اننا لا نستطيع ان نحافظ على مستوى هذا الانتشار في قواتنا».«لوس أنجليس تايمز» و«واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط10/7/3)
• التهديد العسكرية و الامني للقوات الامريكية: ان اكبر معضلة تواجها القوات الامريكية هي استمرار العمليات العسكرية ضدها و اعتبر المسؤولين الامريكان ان الجهات التي تشكل خطر و تهديد امنيا و عسكريا للقواتها هي 1- رموز النظام السابق و قياداته ،2- الارهابين الاجانب ،و3- اضيف اخير ، جزء شيعي في المعادلة ،المتمثل في تيار مقتدى الصدر. فقد قال بوش في كلمته عن حالة الاتحاد التي القاها امام الكونغرس وهو يعرض برنامجه في حملة اعادة انتخابه لتولي فترة ثانية «اننا نتعامل مع هؤلاء المجرمين في العراق مثلما تعاملنا مع النظام الشرير لصدام حسين».و0 أنحى بوش بالمسؤولية في الهجمات التي تشن ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة على «فلول مؤيدي صدام الخطيرين.. الذين انضم اليهم ارهابيون اجانب». (الشرق الاوسط واشنطن ـ لندن: 22/1/4). وقد اشار الرئيس جورج بوش الى ذلك في خطابه الأسبوعي الإذاعي بتاريخ11/4/4 بالقول إن المعركة قد تستمر لعدة أسابيع. وقال الرئيس الأميركي «هذا الأسبوع في العراق واجهت قوات التحالف تحديات ونقلت القتال إلى ساحة العدو»، وأضاف «وأن إرادتنا الدفاعية ستستمر خلال الأسابيع المقبلة».وأعاد مسؤولون كبار في البنتاغون وضباط كبار التأكيد على انهم اتخذوا قرارا «بالمواجهة الاستباقية والحاق الهزيمة» بعناصر المليشيا الموالين لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر الذين يقومون بتمرد في الجنوب العراقي. جريدة الشرق الاوسط * خدمة «نيويورك تايمز12/4 / 4
• الارهاق الجسدي و النفسي للقوات الامريكية : * نقل بعض كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) إلى مجلس الشيوخ اول من امس أن القوات الأميركية مرهقة وتعاني كثيرا وهي تحاول التوفيق بين متطلبات واجبات الأمن وإعادة الاعمار التي كلفها بها الرئيس جورج بوش . وقد أثار هذا الاعلان تمديد بقاء القوات الامريكيةفي العراق بتاريخ 10/9/3 قلق المشرعين والمسؤولين العسكريين من أن الاعتماد على الاحتياط ربما يؤدي إلى تدني الروح المعنوية. و قال السناتور بيل نيلسون، الديمقراطي من ولاية فلوريدا، وهو يتحدث عن قوات الاحتياط من ولايته: «إنهم يتعرضون لضغوط وصلت حد الانهيار».
• تخبط وزارة الدفاع و عدم وجود أستراتيجية عسكرية واضحة لها : تعرضت وزارة الدفاع الامريكي و التي تشرف على قوات التحالف في العراق الى انتقاد واسعة و خصوصا وزير الدفاع (رامسفيلد) بفشل خطة ادارة وزارة الدفاع للقوات التحالف و عدم وجود خطة استراتيجية لها وقال نيوت غينغريتش المتحدث السابق باسم مجلس النواب والمستشار غير الرسمي لرامسفيلد: «كان أعلى مستوى وصل إليه رامسفيلد حينما تحقق النصر بشكل سريع لكنه الآن يتمتع بهالة أقل قليلا من تلك الفترة». لكن السناتور الديمقراطي جاك ريد العضو في لجنة القوات المسلحة والذي كان ضابطا في الفرقة 82 المحمولة جوا طرح الامر بشكل أكثر حدة: «رامسفيلد انتهى». خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»; /11/9/3. وكان النائب ديفيد اوباي عن ولاية ويسكونسن والعضو الديمقراطي البارز في مجلس النواب طالب الاسبوع الماضي ان يستقيل رامسفيلد وبول وولفويتز نائب وزير الدفاع بسبب «سوء تقديرات خطيرة» اودت بحياة عدد من الجنود الاميركيين وعزل اميركا عن حلفائها واستنزاف الاموال. جريدة الشرق الاو سط 11/9/3 . وقد لقيت ملاحظات زيني، التي ادلى بها في آرلنغتون امام لقاء مشترك ضم المنتسبين الى «معهد البحرية الاميركية» و«جمعية مقاتلي المارينز»، وهما هيئتان تضمان ضباطا محترفين، حيث اعتبر الجنرال الاميركي المتقاعد انتوني زيني سياسة ادارة الرئيس جورج بوش مع عراق ما بعد الحرب، معتبرا انها تفتقد الى استراتيجية متماسكة وخطة جادة وللموارد المطلوبة.
وتساءل زيني ايضا حول قرار ادارة بوش الذي اتخذ في يناير (كانون الثاني) الماضي بمنح وزارة الدفاع (البنتاغون) الإشراف على جهود ما بعد الحرب في العراق، قائلا: «لماذا تكون وزارة الدفاع هي هيئتنا الحكومية المسؤولة عن اعادة بناء العراق؟ انه لامر لا معنى له».كذلك انتقد (زيني ) ،ادارة بوش لعدم اعدادها خططاً مبكرة ولعدم بذلها جهودا قصوى من اجل الحصول على قرار للامم المتحدة، لمح العديد من دول العالم ان شرط مشاركتها المسبق مع قوات التحالف هو مساهمتها في عمليات حفظ السلام في العراق. وقال الجنرال المتقاعد: «لقد قمنا بالتأكيد بتجاوز الامم المتحدة. لماذا؟. لا اعرف. وها نحن الآن نعود اليها وننشد دعمها».* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» واشنطن: توماس ريكس6/9/3 ثانيا – أسلحة دمار الشامل :
من المواضيع المهمة التي اخذت حيزا واسعا بعد احتلال العارق هو البحث عن اسلحة دمارالشامل في العراق و قد شكلت هذه المعضلة نقطة ارتكاز في بادئ الامر لشرعية الحرب ويلاحظ ان هذه المسالة تم التعامل معها ومواجهة نتائجها من قبل ادارة البيت الابيض بالشكل التالي :
• الفشل في البحث عن اسلحة دمار الشامل : عمدت الادارة الامريكية الى تشكيل لجنة برئاسة المستشار الخاص لوكالة المخابرات المركزية الاميركية سي آي إيه( ديفيد كاي )وكذلك ريتشارد كير وهو نائب سابق لمدير الوكالة. وأعتبر رئيس فريق المفتشين الاميركيين السابق ديفيد كاي قد اعلن خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الاميركي «تبين بنظري اننا اخطأنا جميعا على الارجح. وهذا الامر يبعث قلقا كبيرا»، معتبرا وبصفة شخصية ان لجنة مستقلة وحدها قادرة على تسليط الضوء على الاخطاء التي ارتكبتها اجهزة الاستخبارات) وقالت رايس مستشارة الامن القومي لشبكة «ان بي سي» التلفزيونية ان المخابرات بدأت بالفعل في اجراء تحقيق خاص بها وهو «نوع من التدقيق لمراجعة ما هو معروف أنه دخل بالفعل (للعراق) وما تم العثور عليه عندما ذهبوا الى هناك».
وتابعت قائلة ان الادارة ترغب في الحصول على كل الحقائق لتقارن بين ما كان يظن البيت الابيض أنه سيتم العثور عليه في العراق وما عثر عليه بالفعل. وأضافت «ليس هناك من يريد أن يعرف أفضل وأكثر عما عثرنا عليه عندما دخلنا العراق أكثر من هذا الرئيس (بوش) وادارته».وقالت انه مهما تكن النتيجة فان الادارة لن تغير موقفها بأنه كان يتعين رحيل صدام. وأضافت «التقدير سيظل كما هو.. هذا رجل خطير جدا في موقع خطير في العالم وأن الوقت حان لعمل شيء ما ازاء هذا التهديد». واشنطن: « جريدة الشرق الأوسط»30/12/4.
• تبرير الفشل في عدم ايجاد الاسلحة : قد ذكرت تبريرات كثيرة في عدم ايجاد اسلحة الدمار الشامل و لكن اهمها :
1. تدميرها من قبل النظام السابق فقد اعرب الرئيس الاميركي جورج بوش بتاريخ 21/7/3عن اعتقاده بان مواقع اسلحة الدمار الشامل العراقية تعرضت الى النهب في الايام الاخيرة لحكم صدام حسين. وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية: «خلال اكثر من عقد من الزمن، قام صدام حسين بكل ما هو ممكن لاخفاء اسلحته عن العالم. ». وقد تكهنت دراسة استخباراتية أميركية سرية أعدت قبل ثلاثة اشهر من الحرب في العراق ديسمبر (كانون الأول) 2002 ان «تحديد برنامج اتسم بقواعد الانكار والتضليل ليس مهمة سهلة. ان غياب الأمن المديد وأعمال العنف والعصابات ما تزال الى حد كبير أسوأ حصيلة للحصول على ترسانة صدام من أسلحة الدمار الشامل». جون دياموند* 14/2/ 4 جريدة الشرق الاوسط
2. تهريبها الى منظمات ارهابية و دول الجوار : وقال الرئيس بوش في سينسناتي، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي2003.«يمكن أن يقرر العراق في أي يوم إعطاء الأسلحة البيولوجية أو الكيماوية لأية مجموعة إرهابية أو للإرهابيين كأفراد. وبالتالي فإن التحالف مع الإرهابيين يمكن أن يمكن العراق من الهجوم على أميركا دون أن يترك اية بصمات».كان بول بريمر، القائد المدني الأميركي في العراق، قد صرح بتاريخ 18/7/3في برنامج «مع الصحافة» في قناة إن بي سي، أنه يعتقد ان صدام حسين ما يزال حيا. كما صرح لوكالة فوكس نيوز، يوم الأحد، أن صدام قام بنقل الأسلحة ووضع الخطط لقيادة حرب عصابات، في حالة هزيمة قواته، كما هو متوقع، في الحرب ضد الولايات المتحدة واشنطن ـ لندن: «الشرق الاوسط» 20/7/3.
3. المعلومات الخاطئة المسربة من دوائر الاستخبارات الامريكية : اوعز بعض مسؤولي البيت الابيض ان سبب عدم ايجاد أسلحة الدمار الشامل يعود الى التسريبات الكاذبة من قبل عملاء الاستخبارات الامريكية و خصوصا من بعض افراد المعارضة العراقية و بعض التقارير الغير دقيقة لتقارير الاستخبارات وذكر ستيفان هادلي نائب مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس للمراسلين، انه تسلم مذكرتين من «سي. آي. ايه»، في اكتوبر (تشرين الاول)، تلقيان ظلالا من الشك على المزاعم القائلة ان العراق حاول الحصول على اليورانيوم من النيجر لاستخدامه في تطوير اسلحته الكيماوية. شعر البيت الابيض بوخزة قوية عندما اكتشف ان واحدة من حجج بوش لشن الحرب استندت على معلومات مشكوك فيها، ولذلك عمد الى اجراء تحقيق داخلي حول الكيفية التي اخترق فيها هذا الزعم المشبوه كل الحواجز ليصل حتى خطاب حالة الاتحاد؟ * خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط24/7/3 .
تلك كانت متابعة مختصرة لبعض افكار صاحب القرار الامريكي بعد سيطرته على العراق ، و نحتاج في المرحلة القادمة والاخيرة ، ان نعرض موجزا عن اهم الاهداف الاستراتيجية الامريكية في حربها للارهاب بالعراق .
المرحلة الاخيرة
الاهداف الرئيسية للاستراتيجية الامريكية في العراق
خلاصة البحث أن اهم أهداف المشروع الأمريكي في العراق(حرب الارهاب في العراق) في المرحلة الحالية ، يمكن إن نستقرءها من خلال تصريحات مسؤولي البيت الأبيض الأمريكي ، بالأمور التالية :
1. العراق حجر الزاوية في عملية التغيير الثقافي : اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية ، أن معركة الارهاب في العراق ،هي معركة حضارية، لترسيخ مفاهيم و قيم العولمة الجديدة ،و أن العراق هو المنطلق و حجر الزاوية في عملية التغيير الثقافي في الشرق الاوسط و العالم، ففي محاضرة لوزيرة خارجية امريكا( كوندليز رايس) في بريطانيا بالشهر السابع لسنة 2003 ، وفي مقارنة لها بين إحداث الحرب العالمية الثانية و 11 سبتمبر فقد ذكرت (مثلما تحولت ألمانيا الى حجرة الزاوية لأوروبا فيما يتعلق بضمان عدم شن حرب، فإن عراقا مختلفا سيصبح نوعا من حجر الزاوية لشرق أوسط مختلف لن تظهر فيه إيديولوجيات الكراهية».وركز مسؤول كبير في الادارة الامريكية في مقابلة له بتاريخ 31\7\03 والذي تحدث شريطة عدم الافصاح عن هويته،( ان استراتيجية طويلة المدى تنشر فيها الولايات المتحدة ،قيمها عبر العراق ومنطقة الشرق الاوسط ،بالضبط كما حولت اوروبا في النصف الثاني من القرن العشرين). وطبقا لهذه الخطة فإن الالتزام الاميركي تجاه العراق والشرق الاوسط سيكون اكثر كلفة مما ذكرته الادارة للرأي العام والعالم قبل بدء حرب العراق.
واوضح المستشار قائلا «ان الهدف الاعظم للولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 هو انتشار قيمنا وافكارنا، ان قيمنا وامننا متداخلة، كما كان في اوروبا، ولكنها مرتبطة بالشرق الاوسط ايضا». خدمة «واشنطن بوست خاص بـ«الشرق الاوسط»2/8/
2. العراق منطلق لسلام العالمي و امن الولايات المتحدة الأمريكية: معركة الولايات المتحدة الأمريكية مع الحركات الإسلامية ، اعتبرتها معركة ارهاب للعالم المتحضر ، يستهدف امن الولايات المتحدة الأمريكية و السلام العالمي وقد ذكر بول وولفويتز، مساعد وزير الدفاع الاميركي قال بتاريخ 27\7\03 في مقابلة مع شبكة «ان. بي. سي» التلفزيونية الأميركية أن «معركة ضمان السلام في العراق هي الآن المعركة المركزية في الحرب العالمية ضد الإرهاب، وهذه التضحيات لن تجعل فقط الشرق الاوسط أكثر استقرارا، وانما ايضاً بلادنا اكثر امنا». كذلك، قال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان العراق «سيصبح مثالا للشرق الاوسط بأكمله» وبالتالي «سيساهم مباشرة في امن اميركا واصدقائنا». وقال الرئيس بوش، ، في مؤتمر صحافي في اوغست2003 ان «ظهور عراق حر وسلمي امر هام لاستقرار الشرق الاوسط، وشرق اوسط مستقر امر هام بالنسبة لامن الشعب الاميركي».* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»2/8/3 وجدد الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي بتاريخ 5\7\3 (ان ما تقوم به بلاده هو الدفاع عن الأمن الأميركي بالاضافة الى الدور الاوسع الموكل اليها في الخارج.) وهذا يؤكد ان العراق اصبح عند القرار الأمريكي مرتبط في امن الولايات المتحدة الأمريكية
3. أسلحة دمار الشامل العراقية وأسترايجية الحرب الوقائية (الحرب الاستباقية) ضدالارهاب: اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية بعد إحداث 11 سبتمبر على سياسة مختلفة عن السابق هي أن المعلومات البسيطة حول أسلحة الدمار الشامل العراقية هي سبب كافي للاعتماد على الإستراتيجية الجديدة إلا وهي سياسة الحرب الوقائية (الحرب الاستباقية) ضد الإرهاب فقد قال الرئيس جورج بوش في خطاب «حالة الاتحاد» يتلخص على وجه التحديد في ان الولايات المتحدة «لا تحتمل الانتظار» حتى يصبح الخطر العراقي «وشيكا». فبعد حوالي 12 عاما من محاولات حمل العراق على الوفاء بوعوده بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة، صدر القرار النهائي رقم 1441 الذي نص بوضوح على منح العراق فرصة أخيرة للالتزام بهذه القرارات، عند ذلك فقط قررت الولايات المتحدة اتخاذ خطوة ضد العراق. هل توفرت معايير الخطوة الاستباقية؟ العالم صبر كثيرا على صدام حسين.
وقال الرئيس بوش في سينسناتي، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2003.«يمكن أن يقرر العراق في أي يوم إعطاء الأسلحة البيولوجية أو الكيماوية لأية مجموعة إرهابية أو للإرهابيين كأفراد. وبالتالي فإن التحالف مع الإرهابيين يمكن أن يمكن العراق من الهجوم على أميركا دون أن يترك اية بصمات».* خدمة «واشنطن بوست»، خاص بـ«الشرق الأوسط»22/7/3 .
4. نفط العراق و علاقته بنمو اقتصاد المنطقة و العالم : إحدى أهم الأهداف المهمة ،في استراتيحية الحرب الارهاب على العراق ، هي قضية النفط و النمو الاقتصادي في العالم و ارتباطه باقتصاد العراق في نظر البيت الابيض الامريكي ، فقد ذكر الرئيس الامريكي في خطاب الاتحاد بتاريخ 11\10\3 «نتبع استراتيجية واضحة قوامها اولاً قيام قوات التحالف بمطاردة الارهابيين وبقايا اتباع صدام الذين يقاومون بيأس منح الحرية للشعب العراقي. وثانياً الالتزام بتوسيع التعاون الدولي في مجال اعادة اعمار وأمن العراق. وثالثاً: العمل عن قرب مع القادة العراقيين وهم يحضرون لوضع مسودة للدستور وبناء مؤسسات المجتمع المدني والتحرك قدماً نحو انتخابات حرة».
وقد ركز على موضوع الاقتصاد بشكل مركز في هذا الخطاب حيث ذكر ان العراقيين بمساعدة الولايات المتحدة بدأوا بشق الطرق وبناء السكك الحديد والموانئ. واكد انه بالعمل مع مجلس الحكم العراقي «نقوم بوضع نظام جديد يسمح للمستثمرين الاجانب بالاستثمار من اجل مستقبل العراق». واشار الى المساعدة في اعادة استخراج النفط بنحو مليوني برميل يومياً عوائده للشعب العراقي مباشرة.وحث المجتمع الدولي على مساعدة الشعب العراقي لبناء اقتصاده واعادة اعماره.
وابلغ العراقيين بقوله: «في ظل استراتيجيتنا ستكون في العراق مراكز توظيف لمساعدة العراقيين في العثور على فرص العمل». وقال انه سيتم اقامة مراكز كومبيوتر وبرامج لتدريس اللغة الانجليزية، مما يمكن العراقيين المشاركة في الاقتصاد العالمي.
وكرر التاكيد على ان عراقاً مستقرا وديمقراطياً ومزدهراً لن يكون بعد الآن ارضاً لانطلاق الارهاب والعدوان»، وشدد على «ان عراقاً حراً سيكون مثالاً لقوة الحرية في الشرق الاوسط كافة».وحول أهمية النفط العراقي عند السياسين الامريكين فقد ذمر باول وزير خارجيةالامريكية: ان القوات الاميركية، اذا وقعت الحرب ستقوم بحماية آبار النفط العراقية، التي وصفها بانها «ملك الشعب العراقي». وأضاف ان بلاده تنظر في احتمال زيادة انتاج النفط العراقي، اكثر مما ينص عليه برنامج النفط مقابل الغذاء وذلك «لتوفير الاموال اللازمة لإعادة البناء بعد الحرب».ومضى قائلا: «ان قوات التحالف ستقوم بحماية آبار النفط لضمان انها لمصلحة الشعب العراقي، ولضمان عدم تدميرها او تخريبها من قبل النظام وهو يتهاوى ويسقط ويذكر احد المحللين الاسترتيجين دانيال يرجين، زميل معهد أبحاث الطاقة في كمبردج يقول منتقدو الاستعدادات الأمريكية لحرب على العراق إن الحرب مجرد ذريعة وإن السبب الحقيقي هو العطش الغربي للنفط. دانيال ييرجين يبحث هذه المزاعم. يمثل النفط رمزا كبيرا للنقاش الحالي بخصوص الأزمة العراقية إذ كيف يمكن استبعاده؟ لكن تمحيص تلك القضية يكشف عن وجهتي نظر مختلفتين تماما. ويرى البعض أن أزمة العراق قد افتعلت في الأساس لكي تضع الولايات المتحدة وبريطانيا وصناعة النفط الدولية أياديها على نفط العراق.
5. تدويل شان العراق : من أهم الأهداف الرئيسية للإستراتيجية الأمريكية في العراق هو تدويل العراق بكل إمكاناته المادية و البشرية الكبيرة وجعله سيادته و موارده خارج نطاق نطاق حدود التطرف الإسلامي ،حيث لوحظت مؤشرات كثيرة عند الباحث الاستراتيجي الامريكي ، بتلازم العراق و نظامه السابق و الحركات الإسلامية الأصولية ،و لهذا عبئت الإدارة الأمريكية اكثر عدد من دول العالم ضمن قوات التحالف و أخيرا اكد الرئيس الاميركي جورج بوش في خطابه الاسبوعي الذي تزامن مع الذكرى الاولى لبدء الحرب مع العراق (ان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان قرارا صائبا، وان العراق أصبح بفضلها مثالا للشرق الأوسط، واعادة بنائه أصبحت مسؤولية دولية.) وقال بوش ان «مساعدة العراق في ان يصبح امة حرة مسؤولية عالمية ودول العالم تفي بمسؤولياتها». وأكد «ان عزم تحالفنا قوي (..) لن نسلم العراق ابدا الى إرهابيين ينوون تدميرنا. لن نخذل الشعب العراقي الذي وضع ثقته فينا.
ومهما تطلب الأمر فسوف نقاتل ونعمل لضمان نجاح الحرية في العراق». وقالت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة أمس ان الضغوط الدولية على الولايات المتحدة قد تدفع واشنطن الى الموافقة على إصدار قرار جديد من مجلس الأمن يعزز مسؤوليات الأمم المتحدة.وقالت هذه المصادر ان مطالبة رئيس وزراء اسبانيا المنتخب بدور اكبر للأمم المتحدة في العراق وتهديده باعادة النظر في استمرار بقاء القوات الاسبانية في العراق بعد تسليم السلطة الى العراقيين بداية يوليو (تموز) المقبل، يعززان الاتجاه الرامي الى إصدار قرار دولي جديد يوكل للامم المتحدة مهمات إضافية في العراق يجعلها تبدو كما لو أنها المسئول الرئيسي عن ادارة المرحلة الانتقالية. ورحب نائب وزير الدفاع بول وولفويتز في حديث لمحطة (سي.ان .ان) التلفزيونية الأميركية بإمكانية بقاء القوات الاسبانية في العراق في اطار قرار دولي. وقال «اننا نشعر ان مثل هذا القرار سيساعدنا لاننا نسير في هذا الاتجاه». المصدر : واشنطن: «الشرق الأوسط»21\4\4 . وقال الرئيس المرشح للانتخابات الرئاسة الأمريكية كيري حيث ذكر برده على جواب المراسل التلفزيوني عندما ساله، كيف سيرد على الناخبين القلقين من وقوع تغير في الطاقم القيادي خلال الحرب ضد الإرهاب (إن إدارة بوش بحاجة إلى التوجه للعالم وأن تقول له نحن لن نفرض سلطتنا في تشكيل الحكومة الجديدة. نحن سيكون عندنا سلطة دولية ستساعد على تشكيل حكومة جديدة في العراق». خدمة «نيويورك تايمز» و«لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط11/4/4 . وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني الزائر توني بلير بتاريخ 3\4\4«انا ورئيس الوزراء عازمان على خيارنا: العراق سيكون حرا، العراق سيكون مستقلا، العراق سيكون بلدا مسالما، ولن نتراجع امام الخوف والترهيب».
من جهته، أكد بلير عزمه على مواصلة اعادة اعمار العراق، مشيرا الى ان للامم المتحدة «دورا محوريا» في التطور الديمقراطي في العراق.
وقال ان «الامم المتحدة ستلعب دورا مركزيا، كما تفعل الآن، في صياغة برنامج وآلية لعملية الانتقال السياسي وصولا الى ديمقراطية تامة».
واضاف ان بريطانيا والولايات المتحدة ستطلبان من مجلس الامن الدولي اصدار قرار جديد حول العراق قبل 30 يونيو (حزيران).
واشاد الرئيس الاميركي بمقترحات الموفد الخاص للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي حول نقل السلطة الى العراقيين.
على الصعيد ذاته أكد بلير، بعد اجتماع عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في مقر اقامة السفير البريطاني بنيويورك على الحاجة الى قرار جديد يصدر عن مجلس الأمن لدعم عملية الانتقال السياسي في العراق. وأوضح بلير «ان الظروف في المستقبل القريب تتطلب قرارا جديدا من مجلس الأمن يسمح لنا بطريقة ما بالتخطيط باتجاه السياسة الانتقالية في العراق». ولم يكشف بلير عن عناصر مشروع القرار الجديد. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد اكد في بداية الأسبوع الحالي أيضا على الحاجة الى قرار جديد من مجلس الأمن، وقال «أود رؤية قرار من الأمم المتحدة لمساعدة الدول الأخرى لكي تقرر مساهمتها في العراق».4/4/4نيويورك: واشنطن ـ: جريدة «الشرق الاوسط»
و في الختام نأمل من هذا البحث أن قد استعرضنا بشكل موجزملامح الاستراتيجي الأمريكي للفترة الحالية والذي كان عنوانها الرئيسي هو ( حرب الارهاب في العراق)، وبلاشك ان توجد تفاصيل كثيرة لحقيقة الصراع ،الذي يجري حاليا في العراق ، تستحق الدراسة والمتابعة والتي لم تنجر في هذا البحث ، خصوصا ان صفحات المعركة لم تنتهي والاحداث تتسارع يوميا في العراق ، و بين الحين و الاخر تظهر تطورات جديدة تتغير على ضوئها الاستراتيجية الامريكية ، ولهذا من الاهمية دراسة تفاصيل معركة الارهاب في العراق بكل صفحاتها ، ووضع حلول ناجعة لخلاص الشعب العراقي من تأثيراتها ، والتي باتت تهدد كيان المجتمع العراقي بكل طوائفه و اعراقه .
واخيرا أرجو انه قد تم تقديم جهد وثائقي بسيط للحرب التي حدثت في العراق خصوصا ونحن على اعتاب الذكرى الثانية لسقوط النطام البائد ، علما انه توجد مواضيع اخرى ستلحق بهذا البحث ولكن ستعرض بشكل مستقل . املا من اخوتي الكرام ان يزودونا بكل ملاحظاتهم عن البحث و في الختام لا يسعنا الا ان نتمنى للعراقنا الحبيب ، ان يتخلص من كارثة هذه الحرب حتى يتنعم بالامان والاستقرار .
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة