حسون
25/03/2005, 12:48
فلورنس غزلان
في البلاد العربية، والتي تحمل مجتمعاتها معارف مختلطة بين ماهو ديني، وماهو عرف اجتماعي شعبي...يتخذ طابعا قبليا، وبمجيء الاسلام لم تندثر هذه العادات، ولم تلغ... هناك القليل منها ماساهم الاسلام بالحد منه أو الغائه... لكن البعض الآخر جاء الاسلام ليتبناه، ويصبح دينيا بالاضافة لكونه عرفا اجتماعيا، وبهذا صار بمثابة القانون الاجتماعي... له المرجعية والفصل... علما أنه مجرد علاقات دنيوية، والمرأة فيه تشكل الجزء الصعب... خاصة في ما يسمى جرائم الشرف، فالمرأة فيه هي موضوع الحرام، وموضوع العار في الوقت نفسه... الحرام من منظور ديني، والعار من منظور قبلي... وبطبيعة الحال لايمكن غسل العار الا باراقة الدماء... أي قتل موضوع العار، وهو(المرأة)، والرجل هنا هو موضوع الشرف... وكوننا نعيش في مجتمعات بطرياركية (أبوية) فالشرف فيها للرجل، وعليه يقع عاتق حماية هذا الشرف، ولا يمكنه أن يحميه عندما يتلطخ بالعار وموضوعه المرأة... فهي ليس فقط رمزا للعار بل وللشيطان والعورة الغواية الاغراء الشر وفي أحسن الحالات القوارير الهشة سهلة الانكسار.... الخ مما يطلق عليها من مسميات تصب جميعها في نوعية العلاقة القائمة بين الرجل، والمرأة.... ورابطها الجنسي أساسا، ورغم أن هذا العمل يقوم به اثنان... لذا وجب علينا فصلهما أي اقامة الموانع، والحواجز بينهما.... بين العار، والشرف... والا أدى لقاءهما للغواية، والانحراف... وبغسل العار يسلم الشرف الرفيع من الأذى عملا بقول الشاعر:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
هذا الميراث القبلي، والذي لايزال قائما... جاء الاسلام ليحل قتل الزانية... ورغم أنه يجيز قتل الزاني أيضا، أو رجمهما.... اذا ثبتت التهمة عليهم معا.... علما أنه في معظم الحالات تختفي صورة الزاني....لتبرز صورة الزانية فقط !!!! وحتى لو لم تزن، ولمجرد أقاويل أو أحاديث تدور هنا، وهناك... وتضر بسمعة القبيلة، أو بسمعة الشرف المتمثل ب (الأب الأخ الزوج ابن العم...) ولحماية هذا الشرف من العار....يضحى دائما بالمرأة.... فكم من النساء قتلت غدرا؟؟؟، وكم من النساء كان الجاني...أحد أبناء الأسرة نفسها؟..... لكنها لابد أن تدفع الثمن...كونها الحلقة الأضعف في التوازن الشرفي... فيضحى بها على مذبح شرف العائلة ويحتفظ بالفاعل كونه الأقوى ورمزا لهذا الشرف...، وفي كثير من الحالات التي تحصل في مشرقنا... لاتعدو جريمتها أكثر من رسالة الى حبيبها... أو شوهدت تقف معه وتبادله الحديث.... أو اغتصبت من أحد أبناء الأسرة.... فأغلق فمها للأبد كي يتم التستر على الجاني.... وينقذ شرفه المستباح من قبلها هي (الضحية) ثم يأتي الاسلام، ويبيح زواجها من مغتصبها !!!! فأي حياة سوية ستقوم بعد الاغتصاب ؟؟؟...
ان كافة القوانين في البلدان العربية تعتمد على الشرع، وتستمد حدودها الدنيا منه.... لهذا... لايعاقب مرتكب جريمة الشرف الا بعقوبة مخففة... كونه يحمي شرفه من المرأة (العار)، ولا تدينه ان كان زوجا، أو أخا، أو أبا..... الا بأخف العقوبات، والتي تتراوح في أحسن حالاتها بين سنة الى ثلاث سنوات في أٌقصاها.... فقانون العقوبات السوري في مادته (548)، والأردني في مادته (340) ينصان على العذر المخفف، والمحلل لمن يفاجأ زوجته، أو احدى محارمه بجرم الزنا... على العقوبة المخففة كما ذكرت سابقا أما في مصر فترتبط العقوبة بالزوج فقط.... بينما تأتي الامارات العربية المتحدة لتعطي للزوجة نفس الحق المخفف لو قتلت زوجها في حال فاجأته يرتكب واقعة الزنا....
فقط دولة تونس... الدولة العربية الوحيدة، التي ألغت هذا القانون، واعتبرته جريمة يعاقب عليها القاتل بالاعدام، كائنا من كان امرأة، أم رجل... وذلك بنص القانون رقم 72 لعام 1993 فالى متى ياوطني تبيح دم المرأة، والى متى يبقى موقعها بهذه الدونية؟؟؟
2005 / 2 / 27
في البلاد العربية، والتي تحمل مجتمعاتها معارف مختلطة بين ماهو ديني، وماهو عرف اجتماعي شعبي...يتخذ طابعا قبليا، وبمجيء الاسلام لم تندثر هذه العادات، ولم تلغ... هناك القليل منها ماساهم الاسلام بالحد منه أو الغائه... لكن البعض الآخر جاء الاسلام ليتبناه، ويصبح دينيا بالاضافة لكونه عرفا اجتماعيا، وبهذا صار بمثابة القانون الاجتماعي... له المرجعية والفصل... علما أنه مجرد علاقات دنيوية، والمرأة فيه تشكل الجزء الصعب... خاصة في ما يسمى جرائم الشرف، فالمرأة فيه هي موضوع الحرام، وموضوع العار في الوقت نفسه... الحرام من منظور ديني، والعار من منظور قبلي... وبطبيعة الحال لايمكن غسل العار الا باراقة الدماء... أي قتل موضوع العار، وهو(المرأة)، والرجل هنا هو موضوع الشرف... وكوننا نعيش في مجتمعات بطرياركية (أبوية) فالشرف فيها للرجل، وعليه يقع عاتق حماية هذا الشرف، ولا يمكنه أن يحميه عندما يتلطخ بالعار وموضوعه المرأة... فهي ليس فقط رمزا للعار بل وللشيطان والعورة الغواية الاغراء الشر وفي أحسن الحالات القوارير الهشة سهلة الانكسار.... الخ مما يطلق عليها من مسميات تصب جميعها في نوعية العلاقة القائمة بين الرجل، والمرأة.... ورابطها الجنسي أساسا، ورغم أن هذا العمل يقوم به اثنان... لذا وجب علينا فصلهما أي اقامة الموانع، والحواجز بينهما.... بين العار، والشرف... والا أدى لقاءهما للغواية، والانحراف... وبغسل العار يسلم الشرف الرفيع من الأذى عملا بقول الشاعر:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
هذا الميراث القبلي، والذي لايزال قائما... جاء الاسلام ليحل قتل الزانية... ورغم أنه يجيز قتل الزاني أيضا، أو رجمهما.... اذا ثبتت التهمة عليهم معا.... علما أنه في معظم الحالات تختفي صورة الزاني....لتبرز صورة الزانية فقط !!!! وحتى لو لم تزن، ولمجرد أقاويل أو أحاديث تدور هنا، وهناك... وتضر بسمعة القبيلة، أو بسمعة الشرف المتمثل ب (الأب الأخ الزوج ابن العم...) ولحماية هذا الشرف من العار....يضحى دائما بالمرأة.... فكم من النساء قتلت غدرا؟؟؟، وكم من النساء كان الجاني...أحد أبناء الأسرة نفسها؟..... لكنها لابد أن تدفع الثمن...كونها الحلقة الأضعف في التوازن الشرفي... فيضحى بها على مذبح شرف العائلة ويحتفظ بالفاعل كونه الأقوى ورمزا لهذا الشرف...، وفي كثير من الحالات التي تحصل في مشرقنا... لاتعدو جريمتها أكثر من رسالة الى حبيبها... أو شوهدت تقف معه وتبادله الحديث.... أو اغتصبت من أحد أبناء الأسرة.... فأغلق فمها للأبد كي يتم التستر على الجاني.... وينقذ شرفه المستباح من قبلها هي (الضحية) ثم يأتي الاسلام، ويبيح زواجها من مغتصبها !!!! فأي حياة سوية ستقوم بعد الاغتصاب ؟؟؟...
ان كافة القوانين في البلدان العربية تعتمد على الشرع، وتستمد حدودها الدنيا منه.... لهذا... لايعاقب مرتكب جريمة الشرف الا بعقوبة مخففة... كونه يحمي شرفه من المرأة (العار)، ولا تدينه ان كان زوجا، أو أخا، أو أبا..... الا بأخف العقوبات، والتي تتراوح في أحسن حالاتها بين سنة الى ثلاث سنوات في أٌقصاها.... فقانون العقوبات السوري في مادته (548)، والأردني في مادته (340) ينصان على العذر المخفف، والمحلل لمن يفاجأ زوجته، أو احدى محارمه بجرم الزنا... على العقوبة المخففة كما ذكرت سابقا أما في مصر فترتبط العقوبة بالزوج فقط.... بينما تأتي الامارات العربية المتحدة لتعطي للزوجة نفس الحق المخفف لو قتلت زوجها في حال فاجأته يرتكب واقعة الزنا....
فقط دولة تونس... الدولة العربية الوحيدة، التي ألغت هذا القانون، واعتبرته جريمة يعاقب عليها القاتل بالاعدام، كائنا من كان امرأة، أم رجل... وذلك بنص القانون رقم 72 لعام 1993 فالى متى ياوطني تبيح دم المرأة، والى متى يبقى موقعها بهذه الدونية؟؟؟
2005 / 2 / 27