yass
28/03/2005, 15:08
ارتشف محمد قهوته، وأخذ بضعة أنفاس متقطعة من سيجارته، ثم مال إلى الأمام مثل من سيطلعني على سر خطير.
لديه طاقة عصبية، فهو شخص عصبي.
عندما كان مراهقا عام 1982، رأى محمد أسرته وهي تقتل في مذبحة صبرا وشاتيلا البشعة، عندما هاجمت الكتائب المسيحية اللبنانية اللاجئين الفلسطينيين.
وبعد ثلاثة وعشرين عاما، لا يزال محمد يعيش في نفس المخيم.
ويتساءل: "أنا خائف حتى الموت. إذا نزعت أسلحتنا، من سيحمينا؟"
"تم نزع أسلحتنا من قبل، وانظر ما حدث."
ثارت مخاوف محمد، أو بمعنى أكثر دقة أحيتها من جديد التطورات السياسية في شوارع بيروت.
خرج ما يصل إلى نصف مليون متظاهر للمطالبة بسحب سوريا لقواتها من لبنان تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559.
ويطالب القرار أيضا بتفكيك الميليشيات اللبنانية المسلحة، وهو ما يركز الأنظار على حزب الله الشيعي المدعوم من سوريا.
ناجون
ويجادل من يؤيدون القرار 1559 بأن لبنان بحاجة إلى أن يصبح دولة عادية لا يعيش تحت احتلال أجنبي، ودون جماعات مسلحة تعمل كدولة داخل الدولة.
لكن هذا يثير تساؤلا: ماذا سيحدث للسكان الفلسطينيين وغالبيتهم من شديدي التسلح.
هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون في لبنان. وهؤلاء هم الناجين والمنحدرين من الذين فروا بعد إقامة دولة إسرائيل عام 1948، ومرة أخرى بعد حرب عام 1967.
ويعيشون الآن في ظروف يصفها مسؤولو الأمم المتحدة بأنها مروعة، حتى بمقاييس لاجئي الشتات.
تنقص مخيماتهم وسائل الراحة الأساسية، في حين تحول قوانين الدولة المضيفة بصورة كبيرة من أن يحسنوا من أوضاعهم المعيشية.
في مخيم عين الحلوة، يجوب أعضاء الميليشيات الفلسطينية المسلحة أراضيهم المحدودة، ويخوضون أحيانا صراعا داخليا في عالمهم الفلسطيني الصغير.
وبات إطلاق النار أمرا معتادا، لكن عندما يقتل أحد الأشخاص، لا تتدخل السلطات اللبنانية، بل أنها نادرا ما تدخل المخيم على الإطلاق.
قائمة الأعداء
يتحدث السياسي المسيحي دوري شمعون باسم الكثير من اللبنانيين عندما يتحدث عن هذا الوضع.
ويقول: "إن الأمر يتعلق بأن يصبح لبنان جمهورية ديمقراطية حقا تحترم فيها القوانين، وتكون فيها الأسلحة المرخصة في أيدي الشرطة والجيش فقط."
"لا أرى أي سبب لأن يحمل الفلسطينيون السلاح."
لكن الكثير من الفلسطينيين يعرفون سبب ذلك. فقد أصبح لهم الكثير من الأعداء أثناء الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990، ومن بينهم الكتائب المسيحية والإسرائيليين وميليشيا حركة امل الشيعية.
وعلى الرغم من انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية قبل 15 عاما، فإن بعض الميليشيات المسيحية الصغيرة لديها وحدات مسلحة ومستعدة للتحرك.
وعرض أحد القادة مؤخرا مجموعته من الأسلحة على صحفيين غربيين. وأصر على أن رجاله لن يستخدموها ضد اللبنانيين لأنه لا يريد عودة الحرب الأهلية.
لكنه قال إنه إذا بدا وأن الفلسطينيين يمثلون تهديدا، فإن الوضع سيختلف.
شائعات
وليس رجال الميليشيات الذين يقطنون الجبال هم فقط من يعتقدون في هذا التهديد.
في حانات وسط بيروت الفاخرة، تسمع اناس مرة أخرى يصفون الفلسطينيين بأنهم العدو الذي يعيش في الداخل.
الجميع ينتظر ليرى المحاولات السورية لتفريق المظاهرات، وتقول إحدى النظريات إنهم سيجعلون الفلسطينيين يقومون بهذه المهمة نيابة عنهم.
لكن هذا الافتراض خيالي. فالفلسطينيون لا تربطهم علاقة جيدة بسوريا التي انقلبت عليهم أثناء الحرب الأهلية. كما أن هناك مصلحة شخصية.
إذا انسحبت القوات السورية سيغادر الكثير من العمال السوريين لبنان أيضا، ليخلوا وظائفهم التي قد يشغلها الفلسطينيون.
لكن هذا موقف من الاشتباه والاشتباه المضاد. وعلى الرغم من أن الكثير من اللبنانيين يشعرون بتعاطف عميق مع الفلسطينيين وقضيتهم، فإن البعض يعتبرهم أعداء.
عدم ثقة
وفي شاتيلا، يزن محمد الخيارات المتاحة أمامه. ويقول إنه لا يثق في الحكومة اللبنانية أو حتى في قيادات شعبه الآن.
مثل الكثير من الفلسطينيين في لبنان يشتبه محمد في ان محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قد يتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بخصوص الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، لكنه لن يهتم كثيرا بحق اللاجئين في العودة إلى وطنهم.
وفي هذا الوضع من القلق الشديد، لا يفكر محمد في إلقاء سلاحه. ويجادل قائلا: "الاستراتيجية كانت دائما محو الفلسطينيين من خريطة لبنان."
"قتلت (ميليشيا) أمل ألف مدني لأنهم كانوا غير قادرين على الدفاع عن انفسهم. وصديق اليوم قد يصبح بسهولة عدو الغد. التاريخ يكرر نفسه."
ويصر محمد على أن هدفه الرئيسي في الحياة هو العودة إلى فلسطين، الأراض التي فر منها والديه.
لكن الآن، كل ما يريده هو أن يكون في أي مكان غير المكان الذي يعيش فيه الآن.
--------------------------------------------------------------------------------------
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
لديه طاقة عصبية، فهو شخص عصبي.
عندما كان مراهقا عام 1982، رأى محمد أسرته وهي تقتل في مذبحة صبرا وشاتيلا البشعة، عندما هاجمت الكتائب المسيحية اللبنانية اللاجئين الفلسطينيين.
وبعد ثلاثة وعشرين عاما، لا يزال محمد يعيش في نفس المخيم.
ويتساءل: "أنا خائف حتى الموت. إذا نزعت أسلحتنا، من سيحمينا؟"
"تم نزع أسلحتنا من قبل، وانظر ما حدث."
ثارت مخاوف محمد، أو بمعنى أكثر دقة أحيتها من جديد التطورات السياسية في شوارع بيروت.
خرج ما يصل إلى نصف مليون متظاهر للمطالبة بسحب سوريا لقواتها من لبنان تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559.
ويطالب القرار أيضا بتفكيك الميليشيات اللبنانية المسلحة، وهو ما يركز الأنظار على حزب الله الشيعي المدعوم من سوريا.
ناجون
ويجادل من يؤيدون القرار 1559 بأن لبنان بحاجة إلى أن يصبح دولة عادية لا يعيش تحت احتلال أجنبي، ودون جماعات مسلحة تعمل كدولة داخل الدولة.
لكن هذا يثير تساؤلا: ماذا سيحدث للسكان الفلسطينيين وغالبيتهم من شديدي التسلح.
هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون في لبنان. وهؤلاء هم الناجين والمنحدرين من الذين فروا بعد إقامة دولة إسرائيل عام 1948، ومرة أخرى بعد حرب عام 1967.
ويعيشون الآن في ظروف يصفها مسؤولو الأمم المتحدة بأنها مروعة، حتى بمقاييس لاجئي الشتات.
تنقص مخيماتهم وسائل الراحة الأساسية، في حين تحول قوانين الدولة المضيفة بصورة كبيرة من أن يحسنوا من أوضاعهم المعيشية.
في مخيم عين الحلوة، يجوب أعضاء الميليشيات الفلسطينية المسلحة أراضيهم المحدودة، ويخوضون أحيانا صراعا داخليا في عالمهم الفلسطيني الصغير.
وبات إطلاق النار أمرا معتادا، لكن عندما يقتل أحد الأشخاص، لا تتدخل السلطات اللبنانية، بل أنها نادرا ما تدخل المخيم على الإطلاق.
قائمة الأعداء
يتحدث السياسي المسيحي دوري شمعون باسم الكثير من اللبنانيين عندما يتحدث عن هذا الوضع.
ويقول: "إن الأمر يتعلق بأن يصبح لبنان جمهورية ديمقراطية حقا تحترم فيها القوانين، وتكون فيها الأسلحة المرخصة في أيدي الشرطة والجيش فقط."
"لا أرى أي سبب لأن يحمل الفلسطينيون السلاح."
لكن الكثير من الفلسطينيين يعرفون سبب ذلك. فقد أصبح لهم الكثير من الأعداء أثناء الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990، ومن بينهم الكتائب المسيحية والإسرائيليين وميليشيا حركة امل الشيعية.
وعلى الرغم من انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية قبل 15 عاما، فإن بعض الميليشيات المسيحية الصغيرة لديها وحدات مسلحة ومستعدة للتحرك.
وعرض أحد القادة مؤخرا مجموعته من الأسلحة على صحفيين غربيين. وأصر على أن رجاله لن يستخدموها ضد اللبنانيين لأنه لا يريد عودة الحرب الأهلية.
لكنه قال إنه إذا بدا وأن الفلسطينيين يمثلون تهديدا، فإن الوضع سيختلف.
شائعات
وليس رجال الميليشيات الذين يقطنون الجبال هم فقط من يعتقدون في هذا التهديد.
في حانات وسط بيروت الفاخرة، تسمع اناس مرة أخرى يصفون الفلسطينيين بأنهم العدو الذي يعيش في الداخل.
الجميع ينتظر ليرى المحاولات السورية لتفريق المظاهرات، وتقول إحدى النظريات إنهم سيجعلون الفلسطينيين يقومون بهذه المهمة نيابة عنهم.
لكن هذا الافتراض خيالي. فالفلسطينيون لا تربطهم علاقة جيدة بسوريا التي انقلبت عليهم أثناء الحرب الأهلية. كما أن هناك مصلحة شخصية.
إذا انسحبت القوات السورية سيغادر الكثير من العمال السوريين لبنان أيضا، ليخلوا وظائفهم التي قد يشغلها الفلسطينيون.
لكن هذا موقف من الاشتباه والاشتباه المضاد. وعلى الرغم من أن الكثير من اللبنانيين يشعرون بتعاطف عميق مع الفلسطينيين وقضيتهم، فإن البعض يعتبرهم أعداء.
عدم ثقة
وفي شاتيلا، يزن محمد الخيارات المتاحة أمامه. ويقول إنه لا يثق في الحكومة اللبنانية أو حتى في قيادات شعبه الآن.
مثل الكثير من الفلسطينيين في لبنان يشتبه محمد في ان محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قد يتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بخصوص الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، لكنه لن يهتم كثيرا بحق اللاجئين في العودة إلى وطنهم.
وفي هذا الوضع من القلق الشديد، لا يفكر محمد في إلقاء سلاحه. ويجادل قائلا: "الاستراتيجية كانت دائما محو الفلسطينيين من خريطة لبنان."
"قتلت (ميليشيا) أمل ألف مدني لأنهم كانوا غير قادرين على الدفاع عن انفسهم. وصديق اليوم قد يصبح بسهولة عدو الغد. التاريخ يكرر نفسه."
ويصر محمد على أن هدفه الرئيسي في الحياة هو العودة إلى فلسطين، الأراض التي فر منها والديه.
لكن الآن، كل ما يريده هو أن يكون في أي مكان غير المكان الذي يعيش فيه الآن.
--------------------------------------------------------------------------------------
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////