abu alameer
29/06/2006, 13:17
"الوهم المُتبدّد".. عملية جهادية نوعية كسرت
نظريتي الأمن والتفوق الصهيوني
يرى محلِّل عسكري فلسطيني، أن عملية "الوهم المتبدد" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، فجر يوم الأحد الماضي (25/6)، ضد موقع عسكري صهيوني قد "مثَّلت نقلة نوعية سيكون لها ما بعدها على صعيد الصراع مع الاحتلال"، مقارنا بينها وبين العمليات التي نفذها القائد الفيتنامي الشهير الجنرال جياب، ويكشف عن معلومات لم تكن معروفة عن جمال أبو سمهدانة قائد لجان المقاومة الشعبية الذي اغتالته المروحيات الصهيونية في وقت سابق من شهر حزيران/يونيو الجاري.
ويقول العميد يوسف الشرقاوي في حديث مع مراسلنا: إن هذه العملية "نوعية، لأنها حتما ستغير قواعد اللعبة، نحو الأفضل لصالح الشعب الفلسطيني ونضاله العادل والمشروع ضد العدو، إنْ استثمرت نتائجها من قبل المستوى السياسي، وخاصة التعامل بحكمة مع قضية الجندي الأسير (جدعون شبيط)".
ويعتقد الشرقاوي بأنه قد يكون للعملية "ما بعدها كونها كسرت نظريتي الأمن والتفوق التي طالما تفاخرت بهما حكومة العدو، ولو أخذنا أبعادها بنسبة وتناسب مع عملية (ديان بيان فو) بقيادة الجنرال نغوين جياب عام 1954ضد جيش الاحتلال الفرنسي للقاعدة العسكرية المحصنة (ديان بيان فو) لأمكننا أن نشابه بينهما من حيث المفهوم وليس من حيث الحجم".
ويقول العميد الشرقاوي الذي خاض معارك عديدة مع المقاومة الفلسطينية وتلقَّى تعليماً عسكرياً في كليات مختصة "اعتمد الجنرال جياب خطة التقرب من مواقع العدو لمباغتته، وإرباكه والتسلل عبر مقاطع صخرية شديدة الانحدار بزاوية مقدارها من 30-40 درجة، كذلك اختار المخطط لعملية "كيرم شالوم" التسرب إلى موقع العدو عبر نفق طوله 1000 متر للوصول إلى الموقع الصهيوني المحصن، منها نحو 250 متر تحت الموقع العسكري الصهيوني، للالتفاف عليه من الخلف ومهاجمة العدو، لمدة سبع دقائق فقط وإطلاق النار من الخلف ليوهم العدو، أن إطلاق النار جاء من الأمام فينكفئ العدو خلفا ليقع في مرمى النار مباشرة (هذه الخطة تستعمل فقط عند مهاجمة المواقع المحصنة في الجبال)، وخلال 6 _7 دقائق تم تدمير دبابة من طراز "ميركافاة" وناقلة جند وقتل وجرح ما بين 8 أفراد وضابط وأسر أحد الجنود والعودة به وتغيير خط السير، والعودة فوق الأرض، حيث تم إسكات النار تماما؛ لأنه لو لم يتم إسكات النار لما كان أمام المقاتلين إلا النزول إلى النفق للعودة إلى نقطة الانطلاق، لأن التقدم كان عبر نفق تحت الأرض تم حفره وتجهيزه بدقة وعناية خوفاً من الانهيار نظراً لطوله البالغ1000 متر مما يشكل ضعفا في قوة سطح النفق وجهِّز كل متر منه بفتحة تهويه خوفا من الاختناق أثناء العمل والتقدم".
ويضيف: "العودة حسب اعتراف جنود العدو المربكين، والذين لم يتمكنوا من استعمال أسلحتهم خوفا من تبادل الرماية مع المجموعة (طبعا هم ادعوا أنهم لم يستخدموا أسلحتهم خوفا على حياة الجندي الأسير، بعضهم كانوا جرحى)، تمت فوق الأرض ومن هنا وجه الشبه بين معركة "ديان بيان فو ليس" من حيث الحجم كما قلت، بل من حيث المفهوم، وعملية رفح، حيث تم التقرب ونقل الوسائل إلى الهدف والعمل عليه بالأسلوب نفسه، بل إنَّ هناك تكتيكاً دقيقاً ومعقداً لسير العملية الفدائية أقرب إلى عمل فرق "الكوماندوس"، المعد جيدا للأعمال الخاصة، خلف خطوط العدو، حيث إنَّ كل مجموعة من المجموعات الثلاث العاملة على الهدف لم يتداخل عملها مع الأخرى لكي لا تقع المجموعات الثلاث في مرمى النيران الصديقة".
ويعتقد الشرقاوي أنه إذا كان المخطط لمعركة (ديان بيان فو) هو الجنرال جياب "فإنَّ مخطط عملية رفح هو جمال أبو سمهدانة قائد لجان المقاومة الشعبية قبل استشهاده، حيث إنَّ بصماته واضحة عليها، وهذا ليس تقليلا من شأن من تابع التخطيط والتنفيذ بعده".
ويقول الشرقاوي: "الشهيد جمال أبو سمهدانة لمن لا يعرفه خطط وهو في جنوب لبنان بعد عودته من دورة ضباط في ألمانيا الشرقية، خطط لتفجير دشم العدو في حرش النبي (طاهر) قضاء النبطية بعد أن استعصى تفجيرها على المقاومة اللبنانية، فاستعانوا به من أجل تفجيرها، كذلك وهو من خطط لاستدراج دورية راجلة للعدو في بلدة (جباع) في إقليم التفاح جنوب لبنان، وتمكن من إيقاع الدورية في حقل ألغام، كذلك هو من خطط لتفجير دبابة "الميركافاة" في حي التفاح في غزة، وكذلك دبابة أخرى في رفح بعد أن تأكد أن السيراميك الموضوع في الدبابة لامتصاص الحرارة المنبعثة من القذائف المضادة للدروع يفشل عمل القذائف، لذلك زرع عبوة مخروطية الشكل من أجل تفجيرها من الأسفل".
ويضيف: " في المستقبل سيطرح السؤال كيف استطاع هؤلاء الرجال الوصول إلى النقطة القوية للعدو في رفح "كيرم شالوم"، وكيف جرى توافق النية والإرادة والخطة والتنفيذ من أجل نجاح العملية ؟، فأي جنرال هذا الذي استطاع تقدير الموقف بدقة متناهية بعد أن درس طبيعة الأرض وكيف عصر ذهنه من أجل حفر نفق للتسرب إلى الهدف ومباغته العدو وفتح النار عليه من مأمنه ومن داخل الموقع نفسه ؟، وأي تكتيك عسكري خلاَّق نبَّهه إلى ضرورة ارتداء المجموعة المهاجمة لباس الجيش (الإسرائيلي)، واستعمال الأسلحة نفسها وشارات الوحدة العسكرية المنوي مهاجمتها؟، وكيف استطاع جسر الهوة الشاسعة بين إمكانياته وإمكانيات العدو المتفوق بقوة النار والمراقبة والاتصال لهذا الجيش (الديجيتالي) المراقبة الدائمة من طائرات الاستطلاع بدون طيار(mk super)، والذي جرى تزويدها بقناص صاروخي متطور والمناطيد المعلقة بالجو لإرسال الصور أوتوماتيكيا إلى غرفة أركان فرعية في الجبهة مربوطة بغرفة العمليات المركزية في قيادة الأركان فتجعل مسرح العمليات ممسوحا مسحا دقيقا لمدة 24 ساعة، لكن هذه هي حرب الشعب وهذه هي الإرادة القوية والمتواضعة، إنها مقاومة تفرض ولا تستجدي أحداً، وهذا هو الجنرال (أبو سمهدانة)، وهؤلاء هم الجنرالات الجدد الذين أعدَّهم".
نظريتي الأمن والتفوق الصهيوني
يرى محلِّل عسكري فلسطيني، أن عملية "الوهم المتبدد" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، فجر يوم الأحد الماضي (25/6)، ضد موقع عسكري صهيوني قد "مثَّلت نقلة نوعية سيكون لها ما بعدها على صعيد الصراع مع الاحتلال"، مقارنا بينها وبين العمليات التي نفذها القائد الفيتنامي الشهير الجنرال جياب، ويكشف عن معلومات لم تكن معروفة عن جمال أبو سمهدانة قائد لجان المقاومة الشعبية الذي اغتالته المروحيات الصهيونية في وقت سابق من شهر حزيران/يونيو الجاري.
ويقول العميد يوسف الشرقاوي في حديث مع مراسلنا: إن هذه العملية "نوعية، لأنها حتما ستغير قواعد اللعبة، نحو الأفضل لصالح الشعب الفلسطيني ونضاله العادل والمشروع ضد العدو، إنْ استثمرت نتائجها من قبل المستوى السياسي، وخاصة التعامل بحكمة مع قضية الجندي الأسير (جدعون شبيط)".
ويعتقد الشرقاوي بأنه قد يكون للعملية "ما بعدها كونها كسرت نظريتي الأمن والتفوق التي طالما تفاخرت بهما حكومة العدو، ولو أخذنا أبعادها بنسبة وتناسب مع عملية (ديان بيان فو) بقيادة الجنرال نغوين جياب عام 1954ضد جيش الاحتلال الفرنسي للقاعدة العسكرية المحصنة (ديان بيان فو) لأمكننا أن نشابه بينهما من حيث المفهوم وليس من حيث الحجم".
ويقول العميد الشرقاوي الذي خاض معارك عديدة مع المقاومة الفلسطينية وتلقَّى تعليماً عسكرياً في كليات مختصة "اعتمد الجنرال جياب خطة التقرب من مواقع العدو لمباغتته، وإرباكه والتسلل عبر مقاطع صخرية شديدة الانحدار بزاوية مقدارها من 30-40 درجة، كذلك اختار المخطط لعملية "كيرم شالوم" التسرب إلى موقع العدو عبر نفق طوله 1000 متر للوصول إلى الموقع الصهيوني المحصن، منها نحو 250 متر تحت الموقع العسكري الصهيوني، للالتفاف عليه من الخلف ومهاجمة العدو، لمدة سبع دقائق فقط وإطلاق النار من الخلف ليوهم العدو، أن إطلاق النار جاء من الأمام فينكفئ العدو خلفا ليقع في مرمى النار مباشرة (هذه الخطة تستعمل فقط عند مهاجمة المواقع المحصنة في الجبال)، وخلال 6 _7 دقائق تم تدمير دبابة من طراز "ميركافاة" وناقلة جند وقتل وجرح ما بين 8 أفراد وضابط وأسر أحد الجنود والعودة به وتغيير خط السير، والعودة فوق الأرض، حيث تم إسكات النار تماما؛ لأنه لو لم يتم إسكات النار لما كان أمام المقاتلين إلا النزول إلى النفق للعودة إلى نقطة الانطلاق، لأن التقدم كان عبر نفق تحت الأرض تم حفره وتجهيزه بدقة وعناية خوفاً من الانهيار نظراً لطوله البالغ1000 متر مما يشكل ضعفا في قوة سطح النفق وجهِّز كل متر منه بفتحة تهويه خوفا من الاختناق أثناء العمل والتقدم".
ويضيف: "العودة حسب اعتراف جنود العدو المربكين، والذين لم يتمكنوا من استعمال أسلحتهم خوفا من تبادل الرماية مع المجموعة (طبعا هم ادعوا أنهم لم يستخدموا أسلحتهم خوفا على حياة الجندي الأسير، بعضهم كانوا جرحى)، تمت فوق الأرض ومن هنا وجه الشبه بين معركة "ديان بيان فو ليس" من حيث الحجم كما قلت، بل من حيث المفهوم، وعملية رفح، حيث تم التقرب ونقل الوسائل إلى الهدف والعمل عليه بالأسلوب نفسه، بل إنَّ هناك تكتيكاً دقيقاً ومعقداً لسير العملية الفدائية أقرب إلى عمل فرق "الكوماندوس"، المعد جيدا للأعمال الخاصة، خلف خطوط العدو، حيث إنَّ كل مجموعة من المجموعات الثلاث العاملة على الهدف لم يتداخل عملها مع الأخرى لكي لا تقع المجموعات الثلاث في مرمى النيران الصديقة".
ويعتقد الشرقاوي أنه إذا كان المخطط لمعركة (ديان بيان فو) هو الجنرال جياب "فإنَّ مخطط عملية رفح هو جمال أبو سمهدانة قائد لجان المقاومة الشعبية قبل استشهاده، حيث إنَّ بصماته واضحة عليها، وهذا ليس تقليلا من شأن من تابع التخطيط والتنفيذ بعده".
ويقول الشرقاوي: "الشهيد جمال أبو سمهدانة لمن لا يعرفه خطط وهو في جنوب لبنان بعد عودته من دورة ضباط في ألمانيا الشرقية، خطط لتفجير دشم العدو في حرش النبي (طاهر) قضاء النبطية بعد أن استعصى تفجيرها على المقاومة اللبنانية، فاستعانوا به من أجل تفجيرها، كذلك وهو من خطط لاستدراج دورية راجلة للعدو في بلدة (جباع) في إقليم التفاح جنوب لبنان، وتمكن من إيقاع الدورية في حقل ألغام، كذلك هو من خطط لتفجير دبابة "الميركافاة" في حي التفاح في غزة، وكذلك دبابة أخرى في رفح بعد أن تأكد أن السيراميك الموضوع في الدبابة لامتصاص الحرارة المنبعثة من القذائف المضادة للدروع يفشل عمل القذائف، لذلك زرع عبوة مخروطية الشكل من أجل تفجيرها من الأسفل".
ويضيف: " في المستقبل سيطرح السؤال كيف استطاع هؤلاء الرجال الوصول إلى النقطة القوية للعدو في رفح "كيرم شالوم"، وكيف جرى توافق النية والإرادة والخطة والتنفيذ من أجل نجاح العملية ؟، فأي جنرال هذا الذي استطاع تقدير الموقف بدقة متناهية بعد أن درس طبيعة الأرض وكيف عصر ذهنه من أجل حفر نفق للتسرب إلى الهدف ومباغته العدو وفتح النار عليه من مأمنه ومن داخل الموقع نفسه ؟، وأي تكتيك عسكري خلاَّق نبَّهه إلى ضرورة ارتداء المجموعة المهاجمة لباس الجيش (الإسرائيلي)، واستعمال الأسلحة نفسها وشارات الوحدة العسكرية المنوي مهاجمتها؟، وكيف استطاع جسر الهوة الشاسعة بين إمكانياته وإمكانيات العدو المتفوق بقوة النار والمراقبة والاتصال لهذا الجيش (الديجيتالي) المراقبة الدائمة من طائرات الاستطلاع بدون طيار(mk super)، والذي جرى تزويدها بقناص صاروخي متطور والمناطيد المعلقة بالجو لإرسال الصور أوتوماتيكيا إلى غرفة أركان فرعية في الجبهة مربوطة بغرفة العمليات المركزية في قيادة الأركان فتجعل مسرح العمليات ممسوحا مسحا دقيقا لمدة 24 ساعة، لكن هذه هي حرب الشعب وهذه هي الإرادة القوية والمتواضعة، إنها مقاومة تفرض ولا تستجدي أحداً، وهذا هو الجنرال (أبو سمهدانة)، وهؤلاء هم الجنرالات الجدد الذين أعدَّهم".