-
دخول

عرض كامل الموضوع : من الصحافة الاسرائيلية : ساعة الصفر ... يديعوت - افتتاحية - 4/7/2006


dot
04/07/2006, 19:17
واشنطن - حنان البدري

أفرج أرشيف الأمن القومي الأمريكي بجامعة جورج واشنطن عن المزيد من وثائق وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر حيث أظهرت الوثائق التي تم الكشف عنها للمرة الأولى بوضوح كيف أدار الثعلب العجوز والمخضرم السياسي كيسنجر محادثات مهمة مع زعماء العالم لا سيما السوفييتي برجنيف والمصري أنور السادات والصيني ماو تسي تونج والفرنسي جورج بومبيدو والمتعلقة بالشرق الأوسط و”إسرائيل” وسياسات الوفاق مع السوفييت والصين في الفترة الحرجة ما بين 1969 وحتى عام 1977 وأيضاً محاضر لقاءاته مع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون والرئيس جيرالد فورد، ومسؤولين أمريكيين آخرين، منهم دونالد رامسفيلد والرئيس بوش الأب.
وفي الوثائق التي تستحق أن تكون درساً عن كيف تدير الولايات المتحدة محادثاتها السرية وكيف يتم تحليل ما تقوله واشنطن رسمياً لقادة بينما يتحدث مسؤولوها سراً عن العكس تماماً.
وتظهر إحدى هذه الوثائق محضر اجتماع لمجموعة العمل الخاصة في واشنطن لمناقشة أحداث سبتمبر/أيلول الأسود في العام ،1970 وكيف أن كيسنجر أراد أن تأخذ الإدارة الأمريكية في الاعتبار أن يتم استخدام الطائرات لقصف الفدائيين الفلسطينيين في حالة انهيار السلطة الملكية بالأردن وأن واشنطن ستتدخل عسكرياً إن حدث هذا، أيضاً في وثيقة أخرى هي عبارة عن محضر اجتماع كيسنجر مع السفير “الاسرائيلي” في واشنطن سمحا رينتس يظهر كيف عبر كيسنجر عن غضبه من تعديل من الكونجرس “تعديل جاكسون- فانيسك” لعرقلة التسهيلات التجارية مع السوفييت إذا لم يقوموا بتسهيل هجرة اليهود السوفييت.
وفي محضر اجتماع آخر تم في 29 مارس/آذار 74 بين كيسنجر وموشي ديان وزير الحرب “الإسرائيلي” آنذاك وبحضور السفير “الاسرائيلي” لدى واشنطن حول فض الاشتباك بين “إسرائيل” وسوريا وحول المساعدات العسكرية الأمريكية ل”إسرائيل” فإن كيسنجر الذي كان قد عاد لتوه من اجتماع مع ليونيد برجنيف في موسكو نقل ل”الاسرائيليين” مضمون هذه المحادثات مع السوفييت ووصفها لموشي ديان بأنها كانت محادثات عنيفة و”متوحشة”.
وفي وثائق أخرى أثناء وخلال حرب 1973 أكتوبر/تشرين الأول أظهرت كيف أن السوفييت كانوا غاضبين وفهموا ما تريده واشنطن وأنهم أبلغوا كيسنجر أنه قد خان وعده بإشراك موسكو في المفاوضات المتعلقة بالشرق الأوسط، وكيف أن كيسنجر سارع بإعلان أن واشنطن ليست لديها نية لإخراج السوفييت من هذه العملية، إلا أنه وفي نفس الوقت أكد ل”إسرائيل” أن واشنطن تقوم بالضغط لإخراج السوفييت من المنطقة، وفي وثيقة أخرى أبلغ كيسنجر “الإسرائيليين” بأنهم-أي واشنطن- تقوم حالياً بطرد السوفييت من الشرق الأوسط.
وفي وثيقة أخرى تظهر اجتماع كيسنجر مع موشي ديان حول محادثات فك الاشتباك بعد حرب 73 وقال كيسنجر ل”الاسرائيليين” إنه يعتقد في إمكانية نجاح المحادثات لتهدئة العرب من أجل أن يخيب مجهودات السوفييت الذين كانوا يريدون لتلك المحادثات أن تفشل لإفشال الدور الأمريكي في الشرق الأوسط.
وفي ذلك الاجتماع انتقد كيسنجر رغبة “إسرائيل” في الاحتفاظ بأجزاء من الجولان وأبلغهم أن جزءاً من مرتفعات الجولان يجب أن يتخلوا عنه والا ستنتج حرب أخرى.
وفي وثيقة أخرى عبارة عن محضر اجتماع سري بين كيسنجر وبين وزير الخارجية العراقي سعدون حمادي في باريس عام 75 ضمن المجهود الأمريكي لكسب الأصدقاء في العالم العربي، بينما كانت واشنطن تمد “إسرائيل” بمساعدات عسكرية هائلة، حاول كيسنجر اقناع حمادي الذي كان محسوباً على السوفييت عندما سأل الأخير عن إمكانية أن تعترف واشنطن بالهوية الفلسطينية وبدولة فلسطينية فإن كيسنجر كما ظهر من الوثيقة راوغ وقال الحمادي “لا أستطيع القول إن هذا الاعتراف سيحدث تواً، ولكن ليس هناك حل من دون ذلك (أي دون الاعتراف الأمريكي بدولة فلسطينية).

واستطرد كيسنجر قائلاً لحمادي “لكن بعد التوصل لحل ستكون “إسرائيل” دولة صغيرة ودودة للغاية وصديقة وشبه كيسنجر “إسرائيل” بأنها ستكون مثلها مثل لبنان، وذلك في غضون من عشرة إلى خمسة عشرة عاماً، وأنها أي “إسرائيل” ستحاول العيش ولن يكون لها أي تأثير في العالم العربي.
وذكر في الوثيقة أن سعدون حمادي لم يبتلع مثل هذا الكلام حول “إسرائيل” التي تمتلك قدرات نووية. وجاء بمحضر الاجتماع شكوى حمادي من الدعم الأمريكي لأكراد شمال العراق وكيف أن كيسنجر دعاه لوضع الماضي وراءه.
واحتوت بقية الوثائق المهمة معلومات فائقة الأهمية ويمكن اعتبارها قاموساً حقيقياً للتعرف إلى كيفية العمل الدبلوماسي الأمريكي، لا سيما وأنها تغطي فترة حرجة في عالمنا العربي خاصة ما بين عامي 73 و75 وهي فترة الرحلات المكوكية لكيسنجر وفترة أزمة البترول العربي.

dot
05/07/2006, 14:43
بقلم: ياعيل غبيرتس

منذ بداية عملية الاختطاف لم تُحسن حكومة اسرائيل اللعب بأوراقها جيدا في لعبة الأعصاب حول اطلاق سراح الجندي جلعاد شليت. فالدولة لا يمكنها الاذعان للابتزاز، والويل لها اذا ما وافقت على اطلاق سراح سجناء كنقطة اولى في هذه العملية. ولكن من اجل أن تُبعد هذا الابتزاز عن طريق الانذار، كان عليها أن تُدخل الى هذه اللعبة أوراقا أكثر للمساومة، تكون حقيقية وأقل كذبا بالاتفاق مع نفسها.
يوجد لاسرائيل، للأسف، تجربة غنية وطويلة في المفاوضات حول اطلاق سراح سجناء موجودين لديها ومبادلتهم برهائن، ولكن ما رأيناه حتى الآن عكَس نوعا من الهواية، حتى وإن كان الحديث لا يدور حول أمر مصيري. فكل انسان سبق له وأن أجرى مفاوضات من أي نوع كانت، يعرف تماما الشروط المصيرية اللازمة للنجاح. والشرط الاول لها هو أن يصل الى المفاوضات بظهر صلب ومدعوم، أي أن يكون خلفه ائتلاف ذي قوة كبيرة. والشرط الثاني هو عدم الخروج من الغرفة إلا بعد أن يتم التوقيع على الصفقة.
ليست اسرائيل وحدها هي التي لم تعمل من اجل تقوية الجبهة الدولية، بل انها كسرت ظهرها بتلك العملية العسكرية التي أضعفت مصداقية موقفها، وأثارت حولها ردود الفعل التي لم تكن تتوقعها وتُقدرها. وعاندت اسرائيل في أن تعلن منذ البداية، وبكل طريقة سياسية، بأنها لن تدخل الى غرفة المفاوضات مع الخاطفين، بأي شرط كان، حتى ولو بشرط نظري يمكن بواسطته أن تتمكن من معرفة ما اذا كان يمكن اطلاق سراح الجندي شليت، ولفحص مدى فعالية العملية العسكرية التي ستقوم بها لتخليصه. والقاعدة المعروفة هي أن العمل آخر خطوات التفكير، وكثيرا من هذه الامور كانت مصيرية وكانت تتطلب اجراءات وعمليات معقدة وعلى أكثر من جبهة واحدة. ففي حالات كهذه لا يجوز أن ينحصر التفكير في كيفية الوصول الى النهاية فقط، بل في كيفية إبعاد هذه النهاية بالقدر المستطاع، لأن الانذارات، سواء كانت حقيقية أم كاذبة، لا تصدر منذ البداية، بل ربما حين يشعر الشخص أنه بات مختنقا.

من الذي تبقى؟

تواجد رئيس الاركان يوم أمس في منزل عائلة شليت. هناك من رأى بذلك خطوة صحيحة، حيث يقوم القائد الأعلى للجيش بزيارة بيت عائلة هذا الجندي في لحظة مأساتها. وهناك من رأى بأن على رئيس هيئة الاركان أن يبقى في الجبهة في هذه الساعة العصيبة. في شيء واحد لا يوجد شك: زيارة رئيس هيئة الاركان لبيت العائلة في هذه اللحظات تقوي كثيرا من حدة الاحساس الذي يرافق هذه الازمة منذ بدايتها، التي يديرها الجيش وليس الحكومة. وقد فهم الجمهور بأن الجيش هو الذي دفع الحكومة الى العمليات الواسعة، وعلى عكس الاعلان عن النوايا لم تستهدف فقط اطلاق سراح الجندي المختطف، بل ربما أضرت كثيرا بالقدرة على المناورة. لقد نُظر الى الذراع في الازمة على أنها تُغير رأسها، وذلك لان عمليات عسكرية لها آثار اخلاقية وسياسية بعيدة المدى، والتي ما زالت مسؤوليتها أمامنا في الطريق، قد تمت المصادقة عليها دون اجراء نقاش حولها في الحكومة ودون الموافقة عليها من قبل المجلس الوزاري السياسي - العسكري. كل هذا، بالاضافة لكثير من التراكمات الفاشلة، زاد من حدة خطر الازمة، لذلك فان الجيش يستحق كل الاحترام عندما يحاول الحد من استمرار الحكومة بهذا السلوك، وأنه يحاول وقفها قبل ارتكاب المزيد من الخطوات التي قد تتمخض عن كوارث.
وعليه، فانه لا يفاجئنا بأن لا تحظى الحكومة الآن بما تريد من دعم. فهي قد دخلت الى هذه الازمة الحالية منذ البداية بقليل من الثقة. ولكن فقدان الدعم المتدحرج الى البساطة التي أبداها الجيش والخوف من مساهمته السلبية خلال ازمة أمنية خطيرة، كل هذا سيدفع في النهاية الى ظاهرة جديدة ومقلقة للغاية.

dot
05/07/2006, 14:47
بقلم: عكيفا الدار


ايهود اولمرت وحاييم رامون خططا وفقا لنظرية تآمرية (تنسب لهما الذكاء والدهاء الذي لا يستحقانه) مسبقا للقضاء على السلطة الفلسطينية وانتظرا اللحظة المواتية بصبر وأناه. النظرية تقول أنهما استغلا الاختطاف لازالة خطر الشريك الفلسطيني نهائيا من أجل شق الطريق نحو الانسحاب احادي الجانب حتى الجدار الفاصل. ولكن ما يقوله اعضاء الكنيست الذين ستمر الخطة وفقا لاصواتهم تشير الى ان المادة اللاصقة الوحيدة التي تربط العمل بكديما (ان لم تأخذ بالحسبان المادة التي تربط الوزراء بالكراسي) آخذة في التفكك والانحلال. في مقالة نشرت في عدد هذا الشهر من مجلة "اوفاكيم حدشيم" الصادرة عن بيت بيرل صب افرايم سنيه من حزب العمل جام غضبه على استراتيجية فك الارتباط عن غزة حيث يكرس قوة حماس وسيطرتها على المنطقة التي تنسحب منها اسرائيل ويفتح المجال امام توطيد مواقع القاعدة التي ستشن من هناك عمليات استعراضية ضد اسرائيل. عدا عن ذلك يعتقد سنيه ان الحدود الجديدة ستصطدم بمعارضة الاسرة الدولية ودول المنطقة. المقالة كتبت قبل ان جسدت الازمة الحالية المخاطر التي كان سنيه قد حذر منها.
عضوة الكنيست كوليت ابيطال من العمل دعت حزبها صراحة الى الترحيب "بوثيقة الاسرى" لان ذلك يفتح المجال امام التفاوض بين الطرفين بالالتفاف على حماس. هذه الامور ايضا قيلت من قبل ان يصادق رئيس حزبها عمير بيرتس على اقتحام منازل النواب الفلسطينيين الذين يفترض فيهم ان يصادقوا على وثيقة الاسرى. ايضا عضو الكنيست عامي ايالون كان بحاجة للمجابهة الحالية حتى يعلن عن معارضته لكل خطوة احادية الجانب ان لم تسبقها محاولة حقيقية لتحويل وثيقة الاسرى بكل مساوئها الى قاعدة للتفاوض مع السلطة.
في ميرتس يقولون انهم لو كانوا يؤمنون بالله لشكروه على بقائهم في صفوف المعارضة. عضو الكنيست حاييم اورون يشكك في أن حزبه سيوافق على الزواج المتأخر مع الحكومة بعد العقاب الجماعي لقطاع غزة.
ران كوهين هو الوحيد من ميرتس الذي ايد دعوة زهافا غالؤون (شبهت اعتقال الوزراء الفلسطينيين بعمل العصابات الذي لا يليق بالدولة الطبيعية) بالشروع في مفاوضات لاطلاق سراح شليت. اما عضو الكنيست أبشالوم فيلان فقد أرسل للصحافة بيانا يعبر عن موقف معاكس. رئيس الحزب يوسي بيلين طالب الحكومة بالسعي لوقف اطلاق النار وشجب اعتقال قادة حماس "الذي يحولهم الى ابطال الشارع الفلسطيني بعد فشلهم في نظر شعبهم". البيان الصادر عن ديوانه لم يتطرق بكلمة الى تبادل الاسرى.
في ميرتس ينسبون ذلك الى التزام بيلين واورون العميق بابو مازن ووثيقة الاسرى ولخوفهم من ان يؤدي التبادل الى تعزيز مكانة حماس على حساب ابو مازن. في كل الاحوال ميرتس مستعدة لتأييد النهج احادي الجانب في مسألة واحدة فقط وهي تفكيك المستوطنات.



رئيس هيئة الاركان يؤيد
وان لم تكن الضغوط الممارسة على بيرتس لضرب حماس كافية فهو يواجه في الايام الاخيرة ضغوطا متزايدة من رفاقه في الحزب ومن مستشاريه لاعادة الضربات لرئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي حوله الى كيس للكمات الاعلامية ولرئيس هيئة الاركان الذي يتنكر في صورة وزير الدفاع.
حلوتس قال ابان خروجه من منزل عائلة شليت بان "موقف دولة اسرائيل الذي اؤيده هو عدم الخنوع لاي ابتزاز" ماذا يعني قول الجنرال رقم (1) بانه "يؤيد" موقف الدولة؟ وماذا سيحدث ان غيرت الدولة رأيها وقررت الموافقة على مبادلة الاسرى؟ هل سيقول حلوتس حينئذ انه "لا يؤيد" موقف الدولة؟
والد جلعاد شليت خرج للصحافة ورد عليه بطريقته الهادئة: "لقد طلبت من حلوتس بصفته الجندي رقم (1) في الجيش بان يمثل مصلحة جلعاد الذي هو جندي محارب ارسل الى هناك بأوامر من الجيش" نقطة .

dot
05/07/2006, 14:50
بقلم: عاموس كرميل


أهل سدروت على حق عندما يشعرون بأنهم مُهانون. منذ أشهر عديدة وهم يُعانون هجمات ارهابية من غير أن "يُجيز الجيش الاسرائيلي عملية". فجأة اختطف جندي بعملية غير موجهة الى مواطنين بل الى جنود، وخرج الجهاز عن طوره. ليس هذا مسألة شرف بل تعبيرا عن تقدير اشكالي. حتى لو رُئي اختطاف الجندي عملية ارهابية، لحقيقة أنه نفذته منظمة ارهابية، فمن الواضح أن الحديث عن عملية أقل شدة من مهاجمة أبرياء. هاجم محاربو الطرف الثاني، بنجاح نسبي، محاربين مسلحين من الطرف الأول، محاربين قاموا حُراسا واحتسبوا امكانية مهاجمتهم. ردت دولة اسرائيل على العمليات الانتحارية أو على قصف مواطنين يهدف الى المس بأكبر عدد مستطاع من الأبرياء، بضبط نفس أكبر كثيرا. يبدو أن الرد الاسرائيلي انفعالي غير عقلاني. مهانة الجيش الاسرائيلي، وفكرة أن واحدا منا، عاجزا، موجود في أيدي الطرف الثاني والخوف مما قد يفعلون بالمختطف، يثير فينا الخوف والارتداع الانفعالي الذي يجعلنا نعمل "من البطن" لا من الرأس. كان يحسُن الفصل بين المشكلتين - اطلاق صواريخ القسام والاختطاف - واعطاء كل واحدة الوزن الذي تستحقه والعلاج المناسب. يعالجون الاختطاف، حتى لو كان على أيدي مجرمين أو مجانين، علاجا عينيا.
يُخففون من شدة النار قدر الامكان، ويُجرون تفاوضا، ويفحصون عن امكانات التخليص؛ لا يخرجون في حرب. لم تخرج دولة اسرائيل في حرب على لبنان عندما اختطف حزب الله جنودا في الشمال. وبحق. يأخذون في الحسبان، أنه مع كل الأسف الذي يصحب ذلك، فربما تنتهي العملية الى نهاية غير حسنة. الجنود يُقتلون في الحروب.
الهجمات المتكررة على المواطنين، بمقابلة ذلك، هي بالتأكيد "كازوز بلي". لا يجب الخروج الى حرب، لكن يُحتاج الى رد شديد يُبين للطرف الثاني أنه قد اجتيزت خطوط حمراء. السؤال هو كيف نرد. الى الآن عملت اسرائيل في الأساس في إهانة الطرف الثاني: اعتقال مسؤولين كبار، وقصف مكتب رئيس الحكومة الفلسطيني - كل ذلك نراه تلويحا بالتحذير. المشكلة هي أن هذه تلويحات كثيرة الاشكالية. كان يحسُن حصر العناية في العمليات التي تمس مصالح النخبة الحاكمة لا الكرامة الوطنية. الهدف، بعد كل شيء، هو جعل الطرف الثاني ينطوي على نفسه من غير أن يفقد كرامته. لأنه في نظر المُلوحين، تُرى العمليات الاسرائيلية عمليات تهدف الى هدف واحد: لا تحقير الفلسطينيين فقط، بل العرب كلهم، ودوس كرامتهم والتعالي عليهم. هذه الخطوات ليست فعالة جدا. انها لا تشجع على النزول عن الشجرة بل على تسلق أعلى نحو قمتها. والاسوأ من ذلك، أنها جزء من توقعات العرب. هذه بالضبط صورة "الصهاينة" في نظرهم، فهم متعجرفون، مؤمنون بالقوة، وبلا كرامة. الرد على الاهانة ليس الخضوع، بل توحيد الصفوف. يرد الفلسطينيون - كما هو متوقع - بالاستفزاز. ولأننا مسسنا بكرامتهم، فانهم يخططون لعمليات تمس بكرامتنا. لن يكون نتاج هذا خيرا - لا للجندي المختطف، ولا لسكان سدروت ولا لكل سكان المنطقة.
يجب على التفاوض - سواء أُجري بالكلمات أو بالأفعال - أن ينقل رسائل وأن يُمكّن الطرفين من التوصل الى نتيجة محتملة. بدل تعزيز التصور السلبي عنها، وهو تصور يمنع التواصل، كان يجب انشاء تصور آخر. من غير أية صلة بالازمة الحالية، لاسرائيل مصلحة عميقة في أن تنقل الى الفلسطينيين الاحساس بأننا نُجلهم وأننا نُحس بأحاسيسهم وبمصيرهم. يحتاج هذا الى تفكير أقل التواءا ويحتاج الى قدر أقل من العجرفة. ما ظللنا نعتقد أنه يكفي الكشف عن قوتنا العسكرية للحصول على نتائج، فسنجد أنفسنا ننتظر أمطارا في الصيف. في منطقتنا لا تسقط الأمطار في الصيف.