dot
07/07/2006, 17:44
عالم صوفي": من دهشة السؤال إلى حيرة البحث عن جواب
محمد الرميحي
"الذي لا يعرف كيف يتعلم من دروس ثلاثة آلاف سنة الأخيرة يبقى في العتمة" هذه هي دعوة الأديب الألماني الشهير "جوته" للانفتاح على تاريخ الحضارة البشرية وتمثلها. جاءت كمقدمة لعصر التنوير الذي أحدث تلك النقلة الهائلة التي يعيشها الغرب الآن. فالأفكار لا تولد من فراغ، ولكنها حصيلة خبرة بشرية متراكمة. وهذا هوالهدف الذي سعت له تلك الرواية التي نتعرض لها اليوم.. "عالم صوفي" فهي ليست رواية عادية، ولكنها رواية عن تاريخ الفلسفة بشكل خاص وتاريخ الفكر الغربي بشكل عام. مؤلفها الكاتب النرويجي "جوستاين جاردر" يعمل مدرسا للفلسفة ولعل هذا كان دافعه الأول لتأليف هذه الرواية التي تحاول أن تستعرض كل تاريخ التفلسف منذ أن حاول البشر أن يجدوا تفسيرا لظواهر الكون بواسطة الأسطورة إلى ظهور الفلسفة وصراع الأفكار والأديان حتى عصرنا الحالي. ولعل الذين يشاركونني نفس المرحلة العمرية يتذكرون كتاب "مباهج الفلسفة" الذي كتبه "وول ديورانت" مؤلف "قصة الحضارة" الشهير. لقد حاول في هذا الكتاب - كما يحاول مؤلفنا النرويجي المعاصر - أن يقرب الأفكار الفلسفية المجردة والصعبة، بأسلوب سلس وجذاب، لعامة الناس وقد اتبع في الكتاب أسلوب المحاورة الذي كان أفلاطون هو أول من استخدمه منذ آلاف السنين. واختار مؤلف "عالم صوفي" نفس الأسلوب بطريقة متشابهة. وجوستاين جاردر ولد في عام 1952 وعمل أستاذا في الفلسفة وتاريخ الفكر قبل أن يتجه إلى التأليف الروائي. ولم تلفت أعماله الأولى الأنظار. ولكن روايته الثالثة "سر الصبر"لفتت إليه الأنظار ونال عنها جائزة النقد الكبرى. ولم تواته الشهرة العالمية إلا مع "عالم صوفي: فقد ترجم هذا الكتاب إلى حوالي 38 لغة منها العربية وأثار حماسا في كل مكان نشر فيه خاصة في ألمانيا التي يغلب على قرائها المزاج الفلسفي حيث تعدت المبيعات مليون نسخة.
"لقد حاول المؤلف أن يقدم مدخلا سهلا إلى الفلسفة، التي هي أم العلوم، يتوجه للجميع، ويقدم منهجا جديدا غير المناهج التقليدية، فهولا يقتفي خطى كبار الفلاسفة فقط، ولكنه يمزج ذلك بالتأثيرات الفلسفية في مجال الفن والعلم والأدب، أي أنه يتتبع التغيرات التي تحدثها الفلسفة في حياة الإنسان العادي، ليؤكد أنه ليس فكرا مقصورا على الصفوة فقط ولكنه أداة فكرية لفهم العالم الذي يحيط به.
حيرة الأسئلة
وبطلة الرواية "صوفي" طالبة في الرابعة عشرة من عمرها تعيش مع أمها وحدهما لأن أباها دائم السفر حتى أنه لا يكاد يوجد. ونمط الأمهات الوحيدات أصبح شائعا في المجتمعات الغربية. وتبدأ الرواية برسالتين بلا توقيع تتلقاهما صوفي، كلتاهما تحتوي على سؤال واحد شديد الإيجاز.. "من أنت؟.. ومن أين جاء العالم"، إنها أسئلة الدهشة الأولى التي واجهت الإنسان البدائي وهو يحاول استكشاف عالمه. وتفعل هذه الأسئلة فعلها في صوفي الصغيرة التي كانت تحسب أن كل الأجوبة موجودة في كتب المدرسة أو في التلفزيون.. ويبدأ سيل من الأسئلة واحدا تلو الآخر كلها تأتي من فيلسوف مجهول يغير اسمه ومكانه باستمرار.
ولا تكون عقدة الرواية بمثل هذه البساطة، ولكن المؤلف يحاول استخدام حيل روائية أكثر تعقيدا حين تتلقى صوفي، بالإضافة إلى رسائلها الفلسفية، بطاقات بريدية قادمة من لبنان. بطاقات يرسلها ميجور نرويجي يعمل في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب اللبناني يرسلها إلى ابنته "هيلدا" التي هي في عمر صوفي تقريبا. بل وتعاني نفس تجربتها بسبب غياب الأب. وتظل هذه البطاقات غامضة المصدر حتى ندرك - في منتصف الرواية تقريبا - أن عالم صوفي كله ما هوإلا جزء من رواية يكتبها الأب العامل في قوات حفظ السلام وتقرؤها الابنة. وهنا تتداخل الخيوط في الرواية التي تصبح رواية داخل رواية أو بالأحرى يختلط منطق الحلم بمنطق الواقع. ويتعرض الكاتب إلى عقيدة الرواية بطريقة غير مباشرة حين يشير إلى كلمات الحكيم الصيني القديم تشوانج تسي الذي عاش حوالي عام 350 قبل الميلاد "حلمت يوما بأنني فراشة. والآن لم أعد أعرف ما إذا كنت فراشة تحلم بأنها تشوانج - تسي، أم أن تشوانج - تسي الذي يحلم بأنه فراشة.." ومن الذي يتأتى له أن يعرف جوابا عن مثل هذا التساؤل..؟ الرواية إذن وبرغم هذا التعقيد البسيط رواية تقدم تاريخ الفلسفة وتطور الفكر البشري استجابة لمطلب "جوته" وعلينا أن نتبع هذه الرحلة التي نجح المؤلف في جعلها ممتعة بالفعل. فالرواية البسيطة بشخصياتها تمتلئ فجأة بالأفكار المتوهجة والأزمنة المتداخلة والتغيرات العظيمة، وتتحول تجربة الفتاة الصغيرة "صوفي" إلى تجربة كل البشر.
علم الدهشة
ولكن ما هي الفلسفة؟ الكتاب يحاول التصدي للإجابة عن هذا السؤال عبر استعراض مئات الأسئلة، وآلاف الإجابات الناقصة التي يكمل التاريخ حلقاتها واحدة تلو الأخرى. إنه علم التساؤل الدائم. فقد ولدت الفلسفة من خلال دهشة البشر. وعلى حد تعبير فيلسوف إغريقي عاش قبل ألف عام "إن كون الإنسان حيا هو شيء من الغرابة بحيث تظهر الأسئلة الفلسفية من تلقاء نفسها".
والأسئلة التي تطرحها الفلسفة تتعدى الحاجات الأولية للبشر. فالإنسان لا يحيا بالخبز وحده ولكنه يرغب في معرفة من هو ولماذا يعيش؟ وكيف خلق الكون؟ وهل ما وراء كل ما يحدث إرادة أم حس؟ وهل توجد حياة أخرى بعد الموت؟
في البداية حاول البشر الإجابة عن كل هذه الأسئلة من خلال الأسطورة. لقد وضعوا تصورا أسطوريا يتصل بالصراع بين الآلهة لتفسير كل الظواهر الطبيعية في الكون. وجاء الفلاسفة بأسلوب مغاير يحاول أن يتخلص من الأسطورة ويعيد الفكر إلى جهد العقل الإنساني.
وقد أطلق على فلاسفة الإغريق الأوائل "فلاسفة الطبيعة" لأنهم كانوا يهتمون بشكل أساسي بالطبيعة وظواهرها. وكان هدف فلسفتهم هو إيجاد القوانين الأبدية التي تحكم ظواهر الطبيعة دون اللجوء لتفسيرات أسطورية. وما وصلنا منهم قليل. ولكن الازدهار الحقيقي الذي شهده التفكير الفلسفي كان بلا شك على يد سقراط أوالمعلم الأول كما يطلق عليه.
لم يكتب سقراط سطرا واحدا. ومع ذلك فهو واحد من أكثر الذين أثروا في الفكر الأوربي. ويعود الفضل في معرفتنا بآرائه الفلسفية إلى تلميذه أفلاطون الذي كتب على لسانه العديد من الحوارات الفلسفية. لقد هبط سقراط بالفلسفة من الصفوة إلى عامة الناس في أسواق أثينا ولم يجعل من نفسه معلما لهم بقدر ما أخذ يحاورهم حتى يتبينوا الصواب من الخطأ. ويقال إن أمه كانت قابلة، لذلك فقد كان يقارن دائما بين الفلسفة وفن توليد النساء. فليست القابلة هي التي تضع المولود وإنما تساعده فقط على الخروج إلى الحياة. ومهمة الفيلسوف هي توليد الأفكار الصحيحة الراقدة في رحم العقول.
ويقول المؤرخين إن هناك شبها كبيرا بين سقراط والسيد المسيح. فقد اعتبرهما معاصروهما شخصيتين غامضتين. وكلاهما لم يترك أثرا مكتوبا على رسالته. وكانا خبيرين بفن الحوار بطريقة تجعل المحاور يقع تحت تأثيرهما، وكلاهما كان يحمل للناس شيئا كبيرا يتحدى النظم القائمة، وكذلك تتشابه محاكمتا سقراط والمسيح. كل منهما كان بإمكانه التنازل وطلب العفو. ولكنهما كانا يدركا أنهما مكلفان برسالة وأنهما سيخونان هذه الرسالة إذا لم يمضيا إلى النهاية.
محمد الرميحي
"الذي لا يعرف كيف يتعلم من دروس ثلاثة آلاف سنة الأخيرة يبقى في العتمة" هذه هي دعوة الأديب الألماني الشهير "جوته" للانفتاح على تاريخ الحضارة البشرية وتمثلها. جاءت كمقدمة لعصر التنوير الذي أحدث تلك النقلة الهائلة التي يعيشها الغرب الآن. فالأفكار لا تولد من فراغ، ولكنها حصيلة خبرة بشرية متراكمة. وهذا هوالهدف الذي سعت له تلك الرواية التي نتعرض لها اليوم.. "عالم صوفي" فهي ليست رواية عادية، ولكنها رواية عن تاريخ الفلسفة بشكل خاص وتاريخ الفكر الغربي بشكل عام. مؤلفها الكاتب النرويجي "جوستاين جاردر" يعمل مدرسا للفلسفة ولعل هذا كان دافعه الأول لتأليف هذه الرواية التي تحاول أن تستعرض كل تاريخ التفلسف منذ أن حاول البشر أن يجدوا تفسيرا لظواهر الكون بواسطة الأسطورة إلى ظهور الفلسفة وصراع الأفكار والأديان حتى عصرنا الحالي. ولعل الذين يشاركونني نفس المرحلة العمرية يتذكرون كتاب "مباهج الفلسفة" الذي كتبه "وول ديورانت" مؤلف "قصة الحضارة" الشهير. لقد حاول في هذا الكتاب - كما يحاول مؤلفنا النرويجي المعاصر - أن يقرب الأفكار الفلسفية المجردة والصعبة، بأسلوب سلس وجذاب، لعامة الناس وقد اتبع في الكتاب أسلوب المحاورة الذي كان أفلاطون هو أول من استخدمه منذ آلاف السنين. واختار مؤلف "عالم صوفي" نفس الأسلوب بطريقة متشابهة. وجوستاين جاردر ولد في عام 1952 وعمل أستاذا في الفلسفة وتاريخ الفكر قبل أن يتجه إلى التأليف الروائي. ولم تلفت أعماله الأولى الأنظار. ولكن روايته الثالثة "سر الصبر"لفتت إليه الأنظار ونال عنها جائزة النقد الكبرى. ولم تواته الشهرة العالمية إلا مع "عالم صوفي: فقد ترجم هذا الكتاب إلى حوالي 38 لغة منها العربية وأثار حماسا في كل مكان نشر فيه خاصة في ألمانيا التي يغلب على قرائها المزاج الفلسفي حيث تعدت المبيعات مليون نسخة.
"لقد حاول المؤلف أن يقدم مدخلا سهلا إلى الفلسفة، التي هي أم العلوم، يتوجه للجميع، ويقدم منهجا جديدا غير المناهج التقليدية، فهولا يقتفي خطى كبار الفلاسفة فقط، ولكنه يمزج ذلك بالتأثيرات الفلسفية في مجال الفن والعلم والأدب، أي أنه يتتبع التغيرات التي تحدثها الفلسفة في حياة الإنسان العادي، ليؤكد أنه ليس فكرا مقصورا على الصفوة فقط ولكنه أداة فكرية لفهم العالم الذي يحيط به.
حيرة الأسئلة
وبطلة الرواية "صوفي" طالبة في الرابعة عشرة من عمرها تعيش مع أمها وحدهما لأن أباها دائم السفر حتى أنه لا يكاد يوجد. ونمط الأمهات الوحيدات أصبح شائعا في المجتمعات الغربية. وتبدأ الرواية برسالتين بلا توقيع تتلقاهما صوفي، كلتاهما تحتوي على سؤال واحد شديد الإيجاز.. "من أنت؟.. ومن أين جاء العالم"، إنها أسئلة الدهشة الأولى التي واجهت الإنسان البدائي وهو يحاول استكشاف عالمه. وتفعل هذه الأسئلة فعلها في صوفي الصغيرة التي كانت تحسب أن كل الأجوبة موجودة في كتب المدرسة أو في التلفزيون.. ويبدأ سيل من الأسئلة واحدا تلو الآخر كلها تأتي من فيلسوف مجهول يغير اسمه ومكانه باستمرار.
ولا تكون عقدة الرواية بمثل هذه البساطة، ولكن المؤلف يحاول استخدام حيل روائية أكثر تعقيدا حين تتلقى صوفي، بالإضافة إلى رسائلها الفلسفية، بطاقات بريدية قادمة من لبنان. بطاقات يرسلها ميجور نرويجي يعمل في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب اللبناني يرسلها إلى ابنته "هيلدا" التي هي في عمر صوفي تقريبا. بل وتعاني نفس تجربتها بسبب غياب الأب. وتظل هذه البطاقات غامضة المصدر حتى ندرك - في منتصف الرواية تقريبا - أن عالم صوفي كله ما هوإلا جزء من رواية يكتبها الأب العامل في قوات حفظ السلام وتقرؤها الابنة. وهنا تتداخل الخيوط في الرواية التي تصبح رواية داخل رواية أو بالأحرى يختلط منطق الحلم بمنطق الواقع. ويتعرض الكاتب إلى عقيدة الرواية بطريقة غير مباشرة حين يشير إلى كلمات الحكيم الصيني القديم تشوانج تسي الذي عاش حوالي عام 350 قبل الميلاد "حلمت يوما بأنني فراشة. والآن لم أعد أعرف ما إذا كنت فراشة تحلم بأنها تشوانج - تسي، أم أن تشوانج - تسي الذي يحلم بأنه فراشة.." ومن الذي يتأتى له أن يعرف جوابا عن مثل هذا التساؤل..؟ الرواية إذن وبرغم هذا التعقيد البسيط رواية تقدم تاريخ الفلسفة وتطور الفكر البشري استجابة لمطلب "جوته" وعلينا أن نتبع هذه الرحلة التي نجح المؤلف في جعلها ممتعة بالفعل. فالرواية البسيطة بشخصياتها تمتلئ فجأة بالأفكار المتوهجة والأزمنة المتداخلة والتغيرات العظيمة، وتتحول تجربة الفتاة الصغيرة "صوفي" إلى تجربة كل البشر.
علم الدهشة
ولكن ما هي الفلسفة؟ الكتاب يحاول التصدي للإجابة عن هذا السؤال عبر استعراض مئات الأسئلة، وآلاف الإجابات الناقصة التي يكمل التاريخ حلقاتها واحدة تلو الأخرى. إنه علم التساؤل الدائم. فقد ولدت الفلسفة من خلال دهشة البشر. وعلى حد تعبير فيلسوف إغريقي عاش قبل ألف عام "إن كون الإنسان حيا هو شيء من الغرابة بحيث تظهر الأسئلة الفلسفية من تلقاء نفسها".
والأسئلة التي تطرحها الفلسفة تتعدى الحاجات الأولية للبشر. فالإنسان لا يحيا بالخبز وحده ولكنه يرغب في معرفة من هو ولماذا يعيش؟ وكيف خلق الكون؟ وهل ما وراء كل ما يحدث إرادة أم حس؟ وهل توجد حياة أخرى بعد الموت؟
في البداية حاول البشر الإجابة عن كل هذه الأسئلة من خلال الأسطورة. لقد وضعوا تصورا أسطوريا يتصل بالصراع بين الآلهة لتفسير كل الظواهر الطبيعية في الكون. وجاء الفلاسفة بأسلوب مغاير يحاول أن يتخلص من الأسطورة ويعيد الفكر إلى جهد العقل الإنساني.
وقد أطلق على فلاسفة الإغريق الأوائل "فلاسفة الطبيعة" لأنهم كانوا يهتمون بشكل أساسي بالطبيعة وظواهرها. وكان هدف فلسفتهم هو إيجاد القوانين الأبدية التي تحكم ظواهر الطبيعة دون اللجوء لتفسيرات أسطورية. وما وصلنا منهم قليل. ولكن الازدهار الحقيقي الذي شهده التفكير الفلسفي كان بلا شك على يد سقراط أوالمعلم الأول كما يطلق عليه.
لم يكتب سقراط سطرا واحدا. ومع ذلك فهو واحد من أكثر الذين أثروا في الفكر الأوربي. ويعود الفضل في معرفتنا بآرائه الفلسفية إلى تلميذه أفلاطون الذي كتب على لسانه العديد من الحوارات الفلسفية. لقد هبط سقراط بالفلسفة من الصفوة إلى عامة الناس في أسواق أثينا ولم يجعل من نفسه معلما لهم بقدر ما أخذ يحاورهم حتى يتبينوا الصواب من الخطأ. ويقال إن أمه كانت قابلة، لذلك فقد كان يقارن دائما بين الفلسفة وفن توليد النساء. فليست القابلة هي التي تضع المولود وإنما تساعده فقط على الخروج إلى الحياة. ومهمة الفيلسوف هي توليد الأفكار الصحيحة الراقدة في رحم العقول.
ويقول المؤرخين إن هناك شبها كبيرا بين سقراط والسيد المسيح. فقد اعتبرهما معاصروهما شخصيتين غامضتين. وكلاهما لم يترك أثرا مكتوبا على رسالته. وكانا خبيرين بفن الحوار بطريقة تجعل المحاور يقع تحت تأثيرهما، وكلاهما كان يحمل للناس شيئا كبيرا يتحدى النظم القائمة، وكذلك تتشابه محاكمتا سقراط والمسيح. كل منهما كان بإمكانه التنازل وطلب العفو. ولكنهما كانا يدركا أنهما مكلفان برسالة وأنهما سيخونان هذه الرسالة إذا لم يمضيا إلى النهاية.