abu alameer
26/07/2006, 15:13
أنا معجب بـ "لو" وأحب "لولا" وشقيقتها "لوما"، وأعشق الجمل الاعتراضية لدرجة الجنون. فـ "لو" ـ لا أراكم الله مكروها بـ "لو" ـ تحثّ على المستحيل وتدعو إليه، وتحبب فيه، وتدفع للثورة والتمرد، بما تثيره في النفس من معاني اللوعة والألم والندم. وهي لدى العرب ـ بائدة وعاربة ومستعربة ومتأمركة ومتصهينة ـ توحي بالخنوع والخضوع والاستكانة، فقد قرّ في يقينهم، ورسخ في أعماقهم، أن "لو" تفيد امتناع الامتناع ـ أي امتناع أن يتحقق جوابها ـ لامتناع تحقق شرطها، ولذا كان التفكير فيها مدعاة للعبث، ومضيعة للوقت، وإهدارا للجهد، فحقائقها راسخة رسوخ الجبال، ومعانيها مغلقة لا لتغييرها من سبيل.
فلو قلنا مثلا: لو أتحدت العرب لانتصرت على إسرائيل ـ لوجدنا أن نصر العرب " وهو جواب لو " لم يتحقق في الجملة ـ ولا في الواقع ـ لأنه مقيد بالأساس بشرط "لو" وهو هنا الوحدة وتوفر الإرادة، ولاحظوا أن شرط "لو" وجوابها، كلاهما مستغرق في الماضي، لأن "لو" لا تعمل في الحاضر فشرطها دائما تعجيزي موغل في المضي ويحتاج الى إرادة العمل حتى يأتي أو كله في الحاضر.
و"لو" رشيقة مموسقة محببة لذلك استخدمها الباري ـ سبحانه ـ في واحدة من أعجز آياته ونهض بها دليلا على وحدانيته بقوله : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتنا) أما "لولا" على ما فيها من "لو" إلا أنها أقل عسرا، وأكثر يسرا منها، وأوفر حظا في المدلول والانتشار، ولذلك أكثرت العرب من استخدامها لأن شرطها سبب لعدم وقوع جوابها، فاستخدموها في الدعابة وقالوا: "لولا اليمين لقبلت اليمين" وقال شاعرهم: لولا الحياء لعادني استعبار، وقال كتابهم: لولا الضوء الأخضر الأمريكي ما تمادت إسرائيل في عدوانها على لبنان. وقال ساستهم: لولا حزب الله لما انكشفت عوراتنا. وقال أعداؤهم: لولا صورايخ حزب الله لما ضرب لبنان. أما أنا ـ والعياذ بالله ـ فأحب "لولا" لسبب مغاير تماما فهي غامضة عليه جلية ، مشبعة بالتبرير لا يستخدمها إلا مضطر أو مزنوق في "خانة إليك". فيا حبذا " لولا" بعد " لو" ، ولا حبذا "لو" بعد "لولا"
في فوبيا "لو"/ بقلم :موسى أبو كرش
فلو قلنا مثلا: لو أتحدت العرب لانتصرت على إسرائيل ـ لوجدنا أن نصر العرب " وهو جواب لو " لم يتحقق في الجملة ـ ولا في الواقع ـ لأنه مقيد بالأساس بشرط "لو" وهو هنا الوحدة وتوفر الإرادة، ولاحظوا أن شرط "لو" وجوابها، كلاهما مستغرق في الماضي، لأن "لو" لا تعمل في الحاضر فشرطها دائما تعجيزي موغل في المضي ويحتاج الى إرادة العمل حتى يأتي أو كله في الحاضر.
و"لو" رشيقة مموسقة محببة لذلك استخدمها الباري ـ سبحانه ـ في واحدة من أعجز آياته ونهض بها دليلا على وحدانيته بقوله : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتنا) أما "لولا" على ما فيها من "لو" إلا أنها أقل عسرا، وأكثر يسرا منها، وأوفر حظا في المدلول والانتشار، ولذلك أكثرت العرب من استخدامها لأن شرطها سبب لعدم وقوع جوابها، فاستخدموها في الدعابة وقالوا: "لولا اليمين لقبلت اليمين" وقال شاعرهم: لولا الحياء لعادني استعبار، وقال كتابهم: لولا الضوء الأخضر الأمريكي ما تمادت إسرائيل في عدوانها على لبنان. وقال ساستهم: لولا حزب الله لما انكشفت عوراتنا. وقال أعداؤهم: لولا صورايخ حزب الله لما ضرب لبنان. أما أنا ـ والعياذ بالله ـ فأحب "لولا" لسبب مغاير تماما فهي غامضة عليه جلية ، مشبعة بالتبرير لا يستخدمها إلا مضطر أو مزنوق في "خانة إليك". فيا حبذا " لولا" بعد " لو" ، ولا حبذا "لو" بعد "لولا"
في فوبيا "لو"/ بقلم :موسى أبو كرش