dot
29/07/2006, 02:37
«ايام النكسة»، هي افضل تعبير يمكن ان يطلق على المعارك التي يخوضها العدو الصهيوني في جنوب لبنان، اذ استطاعت المقاومة الاسلامية وقيادتها خلال الستة عشر يوماً ان تنزل بالاسرائيليين افظع الهزائم.
هكذا هي حال الجيش الاسرائيلي دون مبالغة، والدليل ان الجندي الصهيوني الذي تعتبره حكومته من الجنود النوعيين، هذا الجندي «إختبأ» على تلال مارون الراس وبنت جبيل بجثة رفيقه وجعل منها كيسا من الرمل واذا لم يجد تلك الجثة استعمل جسد رفيقه الجريح ليلوذ من رصاص رجال المقاومة، هذه بلا مبالغة حال جنود الجيش الصهيوني.
اما الصراخ والأنين والخوف والفزع مفردات لا يمكن التعبير عنها بكتابات او وصفها بعبارات، ولا بد للاعلام الحربي في المقاومة ان يمنح اللبنانيين فرصة حقيقية لمشاهدة كيف تجري المعارك، وكيف ان وحدات الجيش الذي لا يقهر تقهقر لدى صرخة احد المجاهدين.
وهذا يدل على ان هؤلاء ليسوا مقتنعين بانهم يقاتلون من اجل قضية. بل هم يعلمون ان حكومتهم ورطتهم في معركة، نيابة عن الادارة الاميركية، وبعض اركانها، اضافة الى معركة بعض الانظمة العربية التي تريد الانتهاء من الحالة الشريفة التي قدمها حزب الله عن كل العرب.
اول من امس كان يوما تاريخيا بحق اعترفت به قيادة أركان الجيش الاسرائيلي، فإضافة للتقرير الذي نقلناه أمس يمكن القول أن رجال المقاومة في بنت جبيل وتلة مسعود وعيترون وتلال مارون الراس سجلوا في التاريخ (تاريخهم) أنهم هزموا الجيش الاسرائيلي برياً، مما يؤشر بوضوح عن الهزائم التي ستنتظره في الأيام المقبلة، وسوف تكون كما تدل المؤشرات هزائم نوعية سيراها أو يسمع عنها اللبنانيون والشعوب في العالمين العربي والإسلامي.
بعد ظهر أول امس كمن رجال المقاومة بين مارون الراس وبنت جبيل لسيارة من المخابرات الإسرائيلية العسكرية، وعندما وصل عناصر المخابرات الى النقطة حيث الكمين هاجمهم رجال المقاومة واطلقوا النار عليهم عن بعد عشرة أمتار وأجهزوا عليهم جميعاً، فيما أصاب آليتهم صاروخ مباشر فأحرقها. واللافت أن وحدات الانقاذ والمساندة العسكرية تركت هؤلاء العناصر المخابراتية على الأرض جثثاً هامدة و«مخردقة» لوقت من الزمن، حينها جاءت الطائرات الحربية لتقصف المكان وهذا ما حدث بالفعل، إلاّ أن ما لاحظه المقاومون أن الطائرات قصفت جثث الجنود الإسرائيليين فوزعت بعضها أشلاء متناثرة تماماً كما حصل في تلة مارون الراس، حيث حاصرت مجموعة من المقاومة القوة الإسرائيلية المتقدمة ورمتها بالصواريخ المضادة للدروع وبرصاصها من مختلف الأعيرة فرمتهم بين قتيل وجريح، وظل الجنود محاصرين طوال ما بعد الظهر (طبعاً الجنود والقتلى) وحتى قبل ظهر أمس.
المقاومون في حزب الله في بعض المحاور بين مارون الراس وبنت جبيل، وبنت جبيل ـ عيترون لم ينتظروا القوات الاسرائيلية حتى تتقدم، بل هاجموها في مارون الراس تحديداً وحصلت المواجهات على بُعد عشرين متراً، وبعض الأحيان أقل من هذه المسافة. وهنا بدأت وحدات النخبة تتقهقر وأنزلت المقاومة فيها الخسائر الكبيرة. وهنا في هذه المعركة جعل جنود النخبة جثث رفاقهم أكياس رمل يحتمون بها بعد ان اخترقت دباباتهم أو أعطبت واصبحت مرمى للصواريخ. وحتى ظهر أمس كان رجال المقاومة رجال حزب الله يحاصرون بالنار بعض جثث الصهاينة، حيث لم تستطع قوات المساندة من سحبها بإتجاه مستوطنة افيفيم (أي قرية صالحة اللبنانية وهي ضمن القرى السبع).
لم ينتظر الاسرائيليون ان يهاجمهم المقاومون وراء الخطوط فكان الجنود في الخطوط الخلفية في حالة استرخاء، بعضهم يرفع رأسه ويخفضه. إلا ان قصة المقاومة الاسلامية هي غير القصص التي مرت في التاريخ العربي الواهن. لذا انطلقت مجموعة من أفراد قليلي العدد، الا انهم أشداء على الصهاينة، فنفذوا عملية التفاف نوعية واشتبكوا مع وحدة من لواء «غولاني» و«المظليين» وأردوا منها 12 جنديا على الفور واخترقوا صفوف الوحدة من وسطها، ودارت اشتباكات حيث استطاع المقاومون تشتيت قوة الوحدة الصهيونية الى مجموعتين، والحقيقة التي لم يكشف عنها انه دارت في ذلك الوقت اشتباكات بين قوة الوحدة نفسها، فيما كان رجال حزب الله انسحبوا من الوسط وبدأوا يساعدون القوة الاسرائيلية على تقتيل بعضهم البعض. واستمر الحال لساعات طويلة وانجلت المواجهة بأن سقط افراد الوحدة من (غولاني) و(المظليون) بين قتيل وجريح وانسحب المقاومون دون ان يسقط بينهم اي جريح.
امس طوال قبل الظهر يمكن القول ان الجبهة كانت أقل توتراً، والسبب ليس لأن المعركة، خفت حدتها، بل لأن وحدات الجيش الاسرائيلي التي استقدمت عن الطريق الشمالي لمتسوطنة «افيفيم» استهلكت قتالياً وفي الحقيقة هناك عدد كبير من الجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي مما اضطر «الأباتشي» ان تتحول الى طائرة لنقل الجرحى، بعد أن استطاع حزب الله «شبه» تعطيلها في المعركة، وقد عمدت خمس طائرات من الأباتشي الى «تكديس» الجرحى الصهاينة فوق بعضهم البعض ونقلهم، وهذا التكديس على عكس عادة الجيش الاسرائيلي، لكن القصة ان الطائرة التي تأتي وتحمل الجرحى لا تريد العودة مرة ثانية على ما يبدو، أو لأنها اذا ذهبت قد تعود وترى ان جرحى جيشها اصبحوا اهدافا للتدريب ولرمايات رصاص المقاومة الاسلامية.
الواضح امس ان القوات الاسرائيلية اعطت جنودها استراحة المحارب برياً. وإنها تعيد النظر بالخطط الهجومية، وربما باتت تجد انه الهجوم البري لا بد وان يأخذ مداه على أكثر من محور، علماً ان التركيز على بنت جبيل بالمعنى العسكري يفتح المدى امامها، اضافة لكون الحكومة الصهيونية تعتبر ان مدينة بنت جبيل هي عاصمة المقاومة في الجنوب، متناسية ان كل بيت وكل قرية جنوبية هي عاصمة وحاضرة من حواضر المقاومة التي ستلقى فيها القتال نفسه الذي تجده في مارون الراس وبنت جبيل.
هكذا هي حال الجيش الاسرائيلي دون مبالغة، والدليل ان الجندي الصهيوني الذي تعتبره حكومته من الجنود النوعيين، هذا الجندي «إختبأ» على تلال مارون الراس وبنت جبيل بجثة رفيقه وجعل منها كيسا من الرمل واذا لم يجد تلك الجثة استعمل جسد رفيقه الجريح ليلوذ من رصاص رجال المقاومة، هذه بلا مبالغة حال جنود الجيش الصهيوني.
اما الصراخ والأنين والخوف والفزع مفردات لا يمكن التعبير عنها بكتابات او وصفها بعبارات، ولا بد للاعلام الحربي في المقاومة ان يمنح اللبنانيين فرصة حقيقية لمشاهدة كيف تجري المعارك، وكيف ان وحدات الجيش الذي لا يقهر تقهقر لدى صرخة احد المجاهدين.
وهذا يدل على ان هؤلاء ليسوا مقتنعين بانهم يقاتلون من اجل قضية. بل هم يعلمون ان حكومتهم ورطتهم في معركة، نيابة عن الادارة الاميركية، وبعض اركانها، اضافة الى معركة بعض الانظمة العربية التي تريد الانتهاء من الحالة الشريفة التي قدمها حزب الله عن كل العرب.
اول من امس كان يوما تاريخيا بحق اعترفت به قيادة أركان الجيش الاسرائيلي، فإضافة للتقرير الذي نقلناه أمس يمكن القول أن رجال المقاومة في بنت جبيل وتلة مسعود وعيترون وتلال مارون الراس سجلوا في التاريخ (تاريخهم) أنهم هزموا الجيش الاسرائيلي برياً، مما يؤشر بوضوح عن الهزائم التي ستنتظره في الأيام المقبلة، وسوف تكون كما تدل المؤشرات هزائم نوعية سيراها أو يسمع عنها اللبنانيون والشعوب في العالمين العربي والإسلامي.
بعد ظهر أول امس كمن رجال المقاومة بين مارون الراس وبنت جبيل لسيارة من المخابرات الإسرائيلية العسكرية، وعندما وصل عناصر المخابرات الى النقطة حيث الكمين هاجمهم رجال المقاومة واطلقوا النار عليهم عن بعد عشرة أمتار وأجهزوا عليهم جميعاً، فيما أصاب آليتهم صاروخ مباشر فأحرقها. واللافت أن وحدات الانقاذ والمساندة العسكرية تركت هؤلاء العناصر المخابراتية على الأرض جثثاً هامدة و«مخردقة» لوقت من الزمن، حينها جاءت الطائرات الحربية لتقصف المكان وهذا ما حدث بالفعل، إلاّ أن ما لاحظه المقاومون أن الطائرات قصفت جثث الجنود الإسرائيليين فوزعت بعضها أشلاء متناثرة تماماً كما حصل في تلة مارون الراس، حيث حاصرت مجموعة من المقاومة القوة الإسرائيلية المتقدمة ورمتها بالصواريخ المضادة للدروع وبرصاصها من مختلف الأعيرة فرمتهم بين قتيل وجريح، وظل الجنود محاصرين طوال ما بعد الظهر (طبعاً الجنود والقتلى) وحتى قبل ظهر أمس.
المقاومون في حزب الله في بعض المحاور بين مارون الراس وبنت جبيل، وبنت جبيل ـ عيترون لم ينتظروا القوات الاسرائيلية حتى تتقدم، بل هاجموها في مارون الراس تحديداً وحصلت المواجهات على بُعد عشرين متراً، وبعض الأحيان أقل من هذه المسافة. وهنا بدأت وحدات النخبة تتقهقر وأنزلت المقاومة فيها الخسائر الكبيرة. وهنا في هذه المعركة جعل جنود النخبة جثث رفاقهم أكياس رمل يحتمون بها بعد ان اخترقت دباباتهم أو أعطبت واصبحت مرمى للصواريخ. وحتى ظهر أمس كان رجال المقاومة رجال حزب الله يحاصرون بالنار بعض جثث الصهاينة، حيث لم تستطع قوات المساندة من سحبها بإتجاه مستوطنة افيفيم (أي قرية صالحة اللبنانية وهي ضمن القرى السبع).
لم ينتظر الاسرائيليون ان يهاجمهم المقاومون وراء الخطوط فكان الجنود في الخطوط الخلفية في حالة استرخاء، بعضهم يرفع رأسه ويخفضه. إلا ان قصة المقاومة الاسلامية هي غير القصص التي مرت في التاريخ العربي الواهن. لذا انطلقت مجموعة من أفراد قليلي العدد، الا انهم أشداء على الصهاينة، فنفذوا عملية التفاف نوعية واشتبكوا مع وحدة من لواء «غولاني» و«المظليين» وأردوا منها 12 جنديا على الفور واخترقوا صفوف الوحدة من وسطها، ودارت اشتباكات حيث استطاع المقاومون تشتيت قوة الوحدة الصهيونية الى مجموعتين، والحقيقة التي لم يكشف عنها انه دارت في ذلك الوقت اشتباكات بين قوة الوحدة نفسها، فيما كان رجال حزب الله انسحبوا من الوسط وبدأوا يساعدون القوة الاسرائيلية على تقتيل بعضهم البعض. واستمر الحال لساعات طويلة وانجلت المواجهة بأن سقط افراد الوحدة من (غولاني) و(المظليون) بين قتيل وجريح وانسحب المقاومون دون ان يسقط بينهم اي جريح.
امس طوال قبل الظهر يمكن القول ان الجبهة كانت أقل توتراً، والسبب ليس لأن المعركة، خفت حدتها، بل لأن وحدات الجيش الاسرائيلي التي استقدمت عن الطريق الشمالي لمتسوطنة «افيفيم» استهلكت قتالياً وفي الحقيقة هناك عدد كبير من الجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي مما اضطر «الأباتشي» ان تتحول الى طائرة لنقل الجرحى، بعد أن استطاع حزب الله «شبه» تعطيلها في المعركة، وقد عمدت خمس طائرات من الأباتشي الى «تكديس» الجرحى الصهاينة فوق بعضهم البعض ونقلهم، وهذا التكديس على عكس عادة الجيش الاسرائيلي، لكن القصة ان الطائرة التي تأتي وتحمل الجرحى لا تريد العودة مرة ثانية على ما يبدو، أو لأنها اذا ذهبت قد تعود وترى ان جرحى جيشها اصبحوا اهدافا للتدريب ولرمايات رصاص المقاومة الاسلامية.
الواضح امس ان القوات الاسرائيلية اعطت جنودها استراحة المحارب برياً. وإنها تعيد النظر بالخطط الهجومية، وربما باتت تجد انه الهجوم البري لا بد وان يأخذ مداه على أكثر من محور، علماً ان التركيز على بنت جبيل بالمعنى العسكري يفتح المدى امامها، اضافة لكون الحكومة الصهيونية تعتبر ان مدينة بنت جبيل هي عاصمة المقاومة في الجنوب، متناسية ان كل بيت وكل قرية جنوبية هي عاصمة وحاضرة من حواضر المقاومة التي ستلقى فيها القتال نفسه الذي تجده في مارون الراس وبنت جبيل.