-
دخول

عرض كامل الموضوع : خبراء: اشارات خطيرة في خطاب الأسد للجيش


مجد محمد
02/08/2006, 16:41
رأى محللون سوريون ان الرسالة التي وجهها الرئيس بشار الأسد إلى القوات المسلحة السورية وذلك بمناسبة يوم الجيش المصادف الأول من أغسطس من كل عام قد انطوت على اشارات ومواقف في غاية الخطورة والأهمية بالنظر إلى تسارع الأحداث وتطوراتها سواء في لبنان أو فلسطين وتوقف هؤلاء عند أمرين بارزين الأول تأكيد الرئيس بشار الأسد ان المعركة في لبنان مستمرة والنصر قادم بإذن الله وان سوريا اليوم أشد قوة وأقصى عزيمة في الوقوف إلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني في تصديها لعدوان اسرائيل الغاشم مؤكدين ان القراءة المعمقة للمواقف التي أعلنها الرئيس الأسد تقود إلى تسجيل عدة أمور في غاية الأهمية ومن أبرزها ان احتمالات توسيع العدوان باتجاه سوريا ما تزال قائمة وهذا يفسر الأمر العسكري المباشر الذي وجهه الرئيس الأسد باعتباره القائد العام للجيش والقوات المسلحة إلى ضباط وصف ضباط وأفراد الجيش السوري بضرورة رفع الجاهزية القتالية لهم لمواجهة التحديات الإقليمية والتطورات الدولية الخطيرة الناجمة عن استمرار العدوان الاسرائيلي على الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة وفي هذا السياق أعرب مراقبون في دمشق عن اعتقادهم بأن رفع درجة الجاهزية لدى القوات المسلحة السورية إلى اللون الأحمر يشير بوضوح إلى ان القيادة السورية باتت على قناعة راسخة بأن حدود العدوان الاسرائيلي لن تقف عند لبنان بل هي قد تمتد إلى سوريا التي أصبحت مستهدفة مباشرة من قبل واشنطن وتل أبيب لافتين إلى خطورة التهديدات التي وجهها الرئيس الأميركي جورج بوش لكل من سوريا وايران حين دعا دمشق إلى التوقف نهائيا عن دعم ما أسماه الارهاب وتزويد حزب الله بالسلاح ويجري التأكيد ان اسرائيل تسعى إلى استهداف سوريا بطلب وتحريض من الادارة الأميركية التي ترى في العدوان فرصة هامة جدا لتغيير كل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق المشروع الأميركي خاصة ان بوش اعتبر ان المواجهة الدائرة في لبنان هي صراع بين قوى الحرية والارهاب في الشرق الأوسط الأمر الذي يظهر حجم المخاطر والتهديدات المحدقة بسوريا ودول المنطقة كافة من جراء استمرار العدوان الصهيوني على لبنان وعلى الرغم من ان المراقبين هنا لا يرون ان هناك قرارا سوريا بالدخول إلى ساحة الصراع مباشرة إلا ان الانطباع السائد ان اسرائيل لن توقف العدوان قبل ان تجر سوريا إلى المواجهة ربما يطلب من الجانب الأميركي الذي يريد التغطية على هزيمته ومأزقه الكبير في العراق وبالتالي فإن دمشق تنظر إلى تصريحات بوش الأخيرة بضرورة حل الأزمة من جذورها وليس مجرد وقف اطلاق النار، دعوة خطيرة وواضحة إلى توسيع دائرة العدوان باتجاه سوريا وكانت القيادة السورية تحملت الكثير من الضغوط الشعبية التي دعت وطالبت صراحة ليس فقط بالدخول إلى ساحة الصراع مع اسرائيل من منطلق ان نصرة المقاومة اللبنانية تشكل فرصة تاريخية أمام دمشق لخوض معركة تحرير الجولان ولكن حتى الذهاب إلى أبعد من ذلك وفتح جبهة الجولان المحتل أمام حركة مقاومة شعبية مسلحة على غرار المقاومة اللبنانية وحزب الله في جنوب لبنان.</B>
وفي هذا السياق يشير المراقبون إلى خطورة الحادث الذي تم الاعلان عنه مساء أمس عندما ذكر التليفزيون الاسرائيلي ان انفجارا كبيرا وقويا استهدف دورية عسكرية اسرائيلية في الجولان السوري المحتل لافتين إلى أنه في زحمة تطور العدوان الاسرائيلي المتصاعد علي لبنان فإن الأمر لم يلق الاهتمام السياسي والاعلامي الكافي وبالتالي هناك من يؤكد ان الصمود البطولي الذي أظهرته المقاومة اللبنانية في التصدي للعدوان الاسرائيلي ولآلة الحرب الاسرائيلية التي تعتبر الأقوى والأكثر تطورا في المنطقة والعالم قد يدفع بالقيادة السورية إلى التفكير جديا بتهيئة الظروف والأجواء المناسبة أمام قيام مقاومة مماثلة في الجولان السوري المحتلة وذلك في ظل اختلال ميزان القوى العسكري والاستراتيجي بين سوريا واسرائيل وتؤكد المصادر السورية المعنية ان رسالة الرئيس بشار الأسد أمس إلى القوات المسلحة السورية تنطوي بالفعل على الدلالات والاشارات التي تؤكد ان القيادة السورية تدرس بجدية اعتماد خيار المقاومة الشعبية المسلحة لتحرير أرض الجولان المحتل حيث هناك اشارة قوية وواضحة من الرئيس السوري إلى ان عصر المقاومة الشعبية والوطنية قد بدأ بالفعل في المنطقة العربية تأسيسا على صمود وانتصار المقاومة اللبنانية ويجري الحديث منذ بعض الوقت عن وجود خلايا مقاومة سرية قائمة في الجولان المحتل وهي تنتظر الوقت المناسب للتحرك واطلاق سلسلة من العمليات العسكرية المكثفة والفاعلة وربما كخيار جديد يعبر عن الاحباط السوري الشديد إزاء موت عملية السلام ورفض اسرائيل الواضح والقوي لهذا الخيار وتمسكها بسياسة الحرب والعدوان الأمر الذي يدفع بدمشق إلى التفكير الجدي بتجربة المقاومة اللبنانية الناجحة في جنوب لبنان وكان قد تم الاعلان الشهر الماضي عن تأسيس الهيئة الشعبية السورية لدعم المقاومة الوطنية في الجولان السوري المحتل في اطار خطوة هامة ترمي إلى توجيه رسالة واضحة إلى الطرف الآخر أن سوريا لا تستطيع ان تبقي جبهة الجولان المحتل هادئة طوال الوقت خاصة أنه لا توجد أي بوادر عن امكانية استئناف مفاوضات السلام على المسار السوري وقد جاء حادث تفجير دورية عسكرية اسرائيلية في الجولان المحتل أمس الأول ليؤكد ان الهدوء السائد على الجبهة السورية- الاسرائيلية قد يكون مخادعا وهشا وربما حملت الأيام القادمة معها الكثير من التطورات والتحولات الدراماتيكية في المواقف في ضوء استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان وفشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في تحقيق وقف سريع لاطلاق النار الأمر الذي تعتبره دمشق بأنه بمثابة تمديد للعدوان وتوسيع مداه الجغرافي وربما كان المقصود هو جر سوريا إلى مواجهة عسكرية لابد ان تكون على درجة خطيرة وكبيرة جدا من القسوة والشمولية وقد تكون مفتوحة.


المصدر : جريدة الوطن الاماراتية