tiger
05/08/2006, 18:19
أكثر ما يخيف في سلوك الرئيس جورج بوش وهو في موقعه، نزعته الخلاصية التبشيرية. منها ينطلق، معتبراً نفسه صاحب رسالة لنشرها بشتى الوسائل. هو في هذا المعنى يشبه أسامة بن لادن. ارتباطه بالتوراة في عهدها القديم يعزز لديه الارتباط باسرائيل، والدفاع عنها.
ويعزز تعاليه على البشر الى حد العنصرية. لا يقيم وزناً للضحايا سواء في العراق أو لبنان أو افغانستان، البشر بالنسبة اليه وسيلة لتحقيق رؤاه.
لكن عندما تصطدم الرؤى بالواقع تحل المآسي. لنتذكر رؤيته الى دولتين: فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنباً الى جنب. لنتذكر خريطة الطريق التي ما زال بعضهم مقتنعاً بها، بعدما أشبعها ارييل شارون موتاً، وبعدما قرر ايهود اولمرت خطة الانطواء، وبعد الانسحاب الآحادي من غزة. ليشن عليها حرباً جديدة تمتزج فيها الايديولوجيا الدينية بالغطرسة العسكرية.
أما في لبنان فأصبح من نافلة القول ان اسرائيل تخوض الحرب نيابة عن نفسها وعن الولايات المتحدة التي لم توفر جهداً في الدعم السياسي واللوجيستي للدولة العبرية. باعتبارها تدافع عن نفسها، على ما قال بوش نفسه في بداية الحرب.
وإذا سأل أحد عن الأهداف الأميركية من هذا العدوان على لبنان يأتيه جواب وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس واضحاً: انها حرب من أجل شرق أوسط جديد. أي من أجل شرق أوسط خالٍ من أي مقاومة للمشروع الأميركي المتماهي مع المشروع الاسرائيلي.
شعار رايس ليس جديداً، ولن يغطي الجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي. فالتجربة في العراق أثبتت أن كل الشعارات التي أطلقتها واشنطن، منذ بداية الحرب حتى الآن، لم تستطع تغطية الفظائع التي ترتكب يومياً في هذا البلد، وهي فظائع يرتكبها عراقيون «ديموقراطيون» افرزتهم الحرب. والجيش الأميركي ليس بعيداً عنهم وعنها.
العراق وبعد ثلاث سنوات من المجازر اليومية، يتجه اليوم باعتراف الجنرال جون ابي زيد الى حرب أهلية مذهبية، هذا ما اكتشفه الجنرال أول من أمس. يؤيده في ذلك زميله رئيس هيئة الأركان الجنرال بيتر بايس. والحرب الأهلية تعني تكريس تقسيم العراق، بعد مجازر رهيبة أين منها مجازر اليوم. وستقوم دول على أساس مذهبي، ليبدأ عصر الدولة الطائفية بدلاً من الدولة الأمة.
التجربة العراقية أثبتت، بما لا يدع مجالاً للشك، ان الشعارات الأميركية غير قابلة للتطبيق، ولن يكون شعار رايس أفضل منها. إذ ان لبنان الذي دمرت كل مرافقه وهجر سكان من الجنوب، والسعي جارٍ الى طردهم من جنة الشرق الأوسط الجديد الموعودة، بحجة أنهم يحضنون «حزب الله». لبنان هذا، اذا استمرت الحرب طويلاً، وتحولت الى حروب داخلية لن يكون مصيره أفضل من مصير العراق، فالطوائف جاهزة لتلعب دورها، على رغم توحدها الظاهري الآن.
مصطفى الزين
ويعزز تعاليه على البشر الى حد العنصرية. لا يقيم وزناً للضحايا سواء في العراق أو لبنان أو افغانستان، البشر بالنسبة اليه وسيلة لتحقيق رؤاه.
لكن عندما تصطدم الرؤى بالواقع تحل المآسي. لنتذكر رؤيته الى دولتين: فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنباً الى جنب. لنتذكر خريطة الطريق التي ما زال بعضهم مقتنعاً بها، بعدما أشبعها ارييل شارون موتاً، وبعدما قرر ايهود اولمرت خطة الانطواء، وبعد الانسحاب الآحادي من غزة. ليشن عليها حرباً جديدة تمتزج فيها الايديولوجيا الدينية بالغطرسة العسكرية.
أما في لبنان فأصبح من نافلة القول ان اسرائيل تخوض الحرب نيابة عن نفسها وعن الولايات المتحدة التي لم توفر جهداً في الدعم السياسي واللوجيستي للدولة العبرية. باعتبارها تدافع عن نفسها، على ما قال بوش نفسه في بداية الحرب.
وإذا سأل أحد عن الأهداف الأميركية من هذا العدوان على لبنان يأتيه جواب وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس واضحاً: انها حرب من أجل شرق أوسط جديد. أي من أجل شرق أوسط خالٍ من أي مقاومة للمشروع الأميركي المتماهي مع المشروع الاسرائيلي.
شعار رايس ليس جديداً، ولن يغطي الجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي. فالتجربة في العراق أثبتت أن كل الشعارات التي أطلقتها واشنطن، منذ بداية الحرب حتى الآن، لم تستطع تغطية الفظائع التي ترتكب يومياً في هذا البلد، وهي فظائع يرتكبها عراقيون «ديموقراطيون» افرزتهم الحرب. والجيش الأميركي ليس بعيداً عنهم وعنها.
العراق وبعد ثلاث سنوات من المجازر اليومية، يتجه اليوم باعتراف الجنرال جون ابي زيد الى حرب أهلية مذهبية، هذا ما اكتشفه الجنرال أول من أمس. يؤيده في ذلك زميله رئيس هيئة الأركان الجنرال بيتر بايس. والحرب الأهلية تعني تكريس تقسيم العراق، بعد مجازر رهيبة أين منها مجازر اليوم. وستقوم دول على أساس مذهبي، ليبدأ عصر الدولة الطائفية بدلاً من الدولة الأمة.
التجربة العراقية أثبتت، بما لا يدع مجالاً للشك، ان الشعارات الأميركية غير قابلة للتطبيق، ولن يكون شعار رايس أفضل منها. إذ ان لبنان الذي دمرت كل مرافقه وهجر سكان من الجنوب، والسعي جارٍ الى طردهم من جنة الشرق الأوسط الجديد الموعودة، بحجة أنهم يحضنون «حزب الله». لبنان هذا، اذا استمرت الحرب طويلاً، وتحولت الى حروب داخلية لن يكون مصيره أفضل من مصير العراق، فالطوائف جاهزة لتلعب دورها، على رغم توحدها الظاهري الآن.
مصطفى الزين