قرأت الموضوع اللذي سبق وعنوانه ((هل تقبل بأن تحضر زواج من أحببت ؟؟)) للكاتب المشاكس تايغر .. وأول فكرة خطرت لي : ما هو مفهوم الزواج ؟؟ .. وكيف ينظر جيل الشباب إلى هذه المؤسسة؟؟ .. لماذا تحور هذا المفهوم وتقولب في عدة أشكال بعيدة عن القدسية الأساسية التي يحملها هذا المصطلح ؟؟ ..
كثرت النقاشات التي سمعتها وشاركت بها في هذا السياق .. وتعددت الآراء .. وطبعاً كل شخص أدلى بدلوه في هذا الموضوع لم يأتي رأيه من فراغ .. بل مستنداً إلى ثقافته وانحداره من احدى المجتمعات منفتحة كانت أم متعصبة ..
موضوع الأخ تايغر كان مؤثر للغاية ودعاني لمناقشة مسألة مهمة جداً .. تتمحور حول ماهية الزواج .. وهي مسألة متشعبة جداً لأنها تحمل في طياتها موضوع المساواة بين الرجل والمرأة .. واعتبار المرأة كائن لا يمكن تهميشه مهما بلغت الشدة من ذكورية المجتمع ..
سوف أطرح رأي شخصي جداً .. ونسبي إلى أبعد الحدود .. ودعونا نناقش الأمر بكل تجرد وحيادية وبعيداً عن المسائل الدينية ..
مفهوم الزواج بالمعنى العلمي للكلمة والمفهوم الفزيولوجي البحت لها .. هو علاقة جسدية لها مكوناتها وقواعدها التى لابد أن تستند عليها .. وأول هذه القواعد هو تقبل كل من الجسدين للآخر .. وهذا الموضوع لا يتكون إلا بالعلاقة العاطفية والتي تبدأ صغيرة ثم تكبر وتتضخم وتأخذ البعد العاطفي الطبيعي لها .. وفي قيمها العظمى تتحول إلى علاقة جسدية تسمى الزواج .. ولا نستطيع حرق أي مرحلة من المراحل السابقة لهذه العلاقة ..
أما الذي نراه في مجتمعاتنا الشرقية .. هو حرق لكل هذه المراحل .. فيكتفي الذكر بالإعجاب بتلك الانثى وارسال الاهل لاتمام البروتوكولات اللازمة .. وبمجرد الموافقة يكون قد انتهى الأمر ..
ما هو الاعجاب الذي تشكل لدى الذكر عن مفاتن تلك الانثى ؟؟ ..
من الطبيعي أن يكون اعجاب جسدي بحت !! ..
وفي هذه الحالة من الزواج تكون الانثى عبارة عن إحدى ممتلكات الذكر .. فقد اعجب بها واراد امتلاكها كما لو كانت سيارة معروضة للبيع .. أو أثاث منزل .. ومن الطبيعي أن يكون تعامله معها تماماً كتعامله مع السيارة أو الأثاث ..
فقبل مرحلة الزواج .. سوف يكون الطموح الأول لدى الذكر هو الهاجس الجسدي .. والطموح الثاني هو تكوين اسرة .. والثالث هو الاستقرار .. أما الأداة التي سوف تحقق له كل هذا الطموح فهي عنصر ثانوي جداً .. وأي أداة تستطيع القيام بكل هذه الامور .. بغض النظر عن أن هذه الاداة سوف تحمل مشاعر وأحاسيس ..
والمجتمع هنا يلعب الدور الأكبر في تحجيم هذه الأداة ((أي الأنثى جدلاً )) والضغط عليها .. وتفريغها من كل الصفات البشرية .. وتسييرها لتصبح شيئاً يباع ويشترى .. وسوف تخرج من منزل والدها لتدخل منزل زوجها .. وهو ما يريده الرجل الشرقي ..
هو مسموح له إقامة العلاقات العاطفية وحتى الجسدية منها .. حتى لو تعددت هذه العلاقات .. أما هي فلا ..
هذا النوع من العلاقات سوف يكون في أغلب أحواله مرضي جسدياً وعاطفياً للطرفين في بداياته .. ولكن ما ان يدخل مرحلة الروتين اليومي .. والملل .. حتى يتحول إلى مشكلة نراها بكثرة في مجتمعاتنا الشرقية .. وهي الخيانة الزوجية ..
سوف يتجدد عند الذكر الفراغ العاطفي والجسدي الذي كان قد عبء في المراحل الأولى للزواج .. وسوف يتجه إلى إكتشاف متعه جنسية وعاطفية مع أداه اخرى .. إما بالطريقة الشرعية أو غير الشرعية للعلاقة ..
في علاقة الزواج .. هناك رابطان لا بد من وجودهما لاستمرار هذه العلاقة .. أول رابط هو التفاهم الروحي والثقافي والجسدي .. والرابط الثاني وهو الأهم هو الحب .. وفي حال أحد هذه الروابط .. سوف يؤدي إلى انكسار العلاقة بشكل كامل ..
توصلت الجمعيات النسائية إلى طلب جدا مهم وخطير في تاريخ القانون السوري والشرقي بشكل عام ..
كلنا نعرف قانون جرائم الشرف .. الذي ينص بمفهومه العام .. أن إذا رأى أي قريب من الدرجة الأولى قريبته بوضع مشكك أو مشين .. وأقدم على قتلها .. فهو مسموح به في القانون ولا يحاسب ..
فكان الطلب من قبل الجمعيات النسائية هو المساواة .. أي أن يحق للانثى ما يحق للرجل .. ويحق لها ان تقتله في حال رأته في نفس الموقف وبالأخص في المسائل الزوجية ..
وأحتاج إلى آرائكم في هذه المسألة بشكل عام .. في الزواج التقليدي ومسألة الحب قبل الزواج .. وهل تستحق المرأة مساواة في فوضى المجتمع الذكوري ؟؟
وعذراً على الإطالة