dot
08/08/2006, 17:59
بقلم:د. عمار سليمان علي
الرياضيات ـ سواء أحببناها أم كرهناها ـ من العلوم الأساسية, وقد تطورت على مدى التاريخ وتعقدت وتشعبت, واستجدت فيها العديد العديد من النظريات المبتكرة والفروع الجديدة. وقد كان للعرب دور بارز ومهم في تطوير العلوم الرياضية عبر التاريخ, ولا سيما خلال القرون الوسطى الأوروبية, ثم تراجعت إسهاماتهم تدريجياً حتى كادت تغيب في العصور الحديثة, إلى أن أعلن منذ فترة قريبة عن ظهور فرع جديد مبتكر من فروع الرياضيات, لم يتطرق إليه أحد فيما مضى, ولم يحظ سابقاً بأي اهتمام, حتى انبرى له ثلة من جهابذة الأمة العربية وحكمائها ومثقفيها, أماطوا عنه اللثام, ومحصوه درساً, وأشبعوه تحليلاً, وألقوا حوله المحاضرات, وكتبوا فيه المطولات, وسموه "حساب المغامرات".
الأمر الملفت, بداية, هو أن أحداً من هؤلاء "المكتشفين" ليس متخصصاً بالرياضيات, بل إن بعضهم لا يفقهون فيها شيئاً, وكانوا ـ خلال فترة دراستهم ـ يحصّلون علامة النجاح في الرياضيات بصعوبة بالغة!.
سألت صديقي, وهو أستاذ رياضيات عتيق, عن رأيه في هذه المفارقة؟ فقال: هؤلاء "الحَسَبة الجدد" (على وزن المحافظين الجدد!) متطفلون على الرياضيات, وعلى الحساب, ولست في حاجة للعودة إلى جلاءاتهم المدرسية للتأكد من هذا, بل يكفيك أن تسمع أو ترى أحدهم يقرأ تصريحاً مكتوباً أو مرتجلاً لتدرك مدى ضعفه باللغة العربية والتاريخ والمنطق... والرياضيات!!.
ثم وضح لي أن أحد أهم وأبسط مبادئ الرياضيات هو التمييز بين الأعداد السالبة والموجبة, وهو ما لا يفهمه هؤلاء على ما يبدو, فهم يعتبرون النتائج السالبة موجبة, والنتائج الموجبة سالبة!, كما فعلوا مؤخراً مع "مغامرة" حزب اللـه والسيد حسن نصر اللـه, فبعدما جمعوا وطرحوا وقسموا وضربوا (أخماساً بأسداس لا غير, فهذا هو فن الضرب الوحيد الذي يتقنونه!) استنتجوا أن النتيجة سالبة, بينما هي ـ كما نرى وباعتراف العدو ـ موجبة!.
سألت صديقي: ولكن, أليس لديهم في فريقهم واحد على الأقل ينتبه لهذا الخلل؟!
قال: لا يبدو ذلك. وأنا أعتقد أنهم أوقعوا أنفسهم في مطب الخطأ منذ البداية, لأنهم اعتبروا "إسرائيل" هي "العنصر الماص", أي الذي ينتج عن أية عملية رياضية بينه وبين أي عنصر آخر العنصر الماص نفسه, بحيث يمص ويلغي كل العناصر الأخرى. أضاف صديقي: بكلام أوضح الصفر هو العنصر الماص في عملية الضرب, أي إن حاصل ضرب أي عنصر بالصفر هو الصفر, وهم اعتبروا "إسرائيل" هي الصفر الذي يمص كل الآخرين, ناسين أو متناسين أن الصفر يبقى صفراً ولا قيمة له بنفسه, بل بما يأتيه من عناصر مساعدة عن شماله حصراً, وليس عن يمينه, وإلا كان صفراً على الشمال. ولو فقدت "إسرائيل" العناصر المساعدة العربية عن شمالها, وبقي لها فقط العناصر المساعدة الغربية عن يمينها, فلن تكون أكثر من صفر على الشمال!.
ثم أنهى صديقي حديثه الممتع قائلاً:إن دروس التاريخ التي تتقاطع مع دروس الحساب والرياضيات تعلمنا أن المقاومات الشعبية كانت دوماً وأبداً هي العنصر الماص, وما حزب اللـه وسماحة السيد حسن نصر اللـه إلا البرهان الحي جداً والمعاصر جداً على هذا الاستنتاج!.
فيا ليت أولئك "الحَسَبة الجدد" يعودون قليلاً إلى الصفوف الدراسية, ليدرسوا مبادئ الرياضيات والحساب من جديد, قبل أن يطلعوا علينا وعلى العالم بنظرياتهم المضحكة عن "المغامرات غير المحسوبة"!. وليحاسبهم اللـه!.
الرياضيات ـ سواء أحببناها أم كرهناها ـ من العلوم الأساسية, وقد تطورت على مدى التاريخ وتعقدت وتشعبت, واستجدت فيها العديد العديد من النظريات المبتكرة والفروع الجديدة. وقد كان للعرب دور بارز ومهم في تطوير العلوم الرياضية عبر التاريخ, ولا سيما خلال القرون الوسطى الأوروبية, ثم تراجعت إسهاماتهم تدريجياً حتى كادت تغيب في العصور الحديثة, إلى أن أعلن منذ فترة قريبة عن ظهور فرع جديد مبتكر من فروع الرياضيات, لم يتطرق إليه أحد فيما مضى, ولم يحظ سابقاً بأي اهتمام, حتى انبرى له ثلة من جهابذة الأمة العربية وحكمائها ومثقفيها, أماطوا عنه اللثام, ومحصوه درساً, وأشبعوه تحليلاً, وألقوا حوله المحاضرات, وكتبوا فيه المطولات, وسموه "حساب المغامرات".
الأمر الملفت, بداية, هو أن أحداً من هؤلاء "المكتشفين" ليس متخصصاً بالرياضيات, بل إن بعضهم لا يفقهون فيها شيئاً, وكانوا ـ خلال فترة دراستهم ـ يحصّلون علامة النجاح في الرياضيات بصعوبة بالغة!.
سألت صديقي, وهو أستاذ رياضيات عتيق, عن رأيه في هذه المفارقة؟ فقال: هؤلاء "الحَسَبة الجدد" (على وزن المحافظين الجدد!) متطفلون على الرياضيات, وعلى الحساب, ولست في حاجة للعودة إلى جلاءاتهم المدرسية للتأكد من هذا, بل يكفيك أن تسمع أو ترى أحدهم يقرأ تصريحاً مكتوباً أو مرتجلاً لتدرك مدى ضعفه باللغة العربية والتاريخ والمنطق... والرياضيات!!.
ثم وضح لي أن أحد أهم وأبسط مبادئ الرياضيات هو التمييز بين الأعداد السالبة والموجبة, وهو ما لا يفهمه هؤلاء على ما يبدو, فهم يعتبرون النتائج السالبة موجبة, والنتائج الموجبة سالبة!, كما فعلوا مؤخراً مع "مغامرة" حزب اللـه والسيد حسن نصر اللـه, فبعدما جمعوا وطرحوا وقسموا وضربوا (أخماساً بأسداس لا غير, فهذا هو فن الضرب الوحيد الذي يتقنونه!) استنتجوا أن النتيجة سالبة, بينما هي ـ كما نرى وباعتراف العدو ـ موجبة!.
سألت صديقي: ولكن, أليس لديهم في فريقهم واحد على الأقل ينتبه لهذا الخلل؟!
قال: لا يبدو ذلك. وأنا أعتقد أنهم أوقعوا أنفسهم في مطب الخطأ منذ البداية, لأنهم اعتبروا "إسرائيل" هي "العنصر الماص", أي الذي ينتج عن أية عملية رياضية بينه وبين أي عنصر آخر العنصر الماص نفسه, بحيث يمص ويلغي كل العناصر الأخرى. أضاف صديقي: بكلام أوضح الصفر هو العنصر الماص في عملية الضرب, أي إن حاصل ضرب أي عنصر بالصفر هو الصفر, وهم اعتبروا "إسرائيل" هي الصفر الذي يمص كل الآخرين, ناسين أو متناسين أن الصفر يبقى صفراً ولا قيمة له بنفسه, بل بما يأتيه من عناصر مساعدة عن شماله حصراً, وليس عن يمينه, وإلا كان صفراً على الشمال. ولو فقدت "إسرائيل" العناصر المساعدة العربية عن شمالها, وبقي لها فقط العناصر المساعدة الغربية عن يمينها, فلن تكون أكثر من صفر على الشمال!.
ثم أنهى صديقي حديثه الممتع قائلاً:إن دروس التاريخ التي تتقاطع مع دروس الحساب والرياضيات تعلمنا أن المقاومات الشعبية كانت دوماً وأبداً هي العنصر الماص, وما حزب اللـه وسماحة السيد حسن نصر اللـه إلا البرهان الحي جداً والمعاصر جداً على هذا الاستنتاج!.
فيا ليت أولئك "الحَسَبة الجدد" يعودون قليلاً إلى الصفوف الدراسية, ليدرسوا مبادئ الرياضيات والحساب من جديد, قبل أن يطلعوا علينا وعلى العالم بنظرياتهم المضحكة عن "المغامرات غير المحسوبة"!. وليحاسبهم اللـه!.