dot
09/08/2006, 00:30
بقلم :د. عمار سليمان علي
منذ فترة ليست طويلة دار بيني وبين أحد أصدقائي الحوار التالي:
ـ هل أنت من المعارضة أم من الموالاة؟
ـ أنا من الشعب.
ـ وهل الشعب موالاة أم معارضة؟
ـ تقول السلطة: إن 99 بالمائة من الشعب موالون.
وتقول المعارضة: إن 99 بالمائة من الشعب معارضون!
ـ وأنت, ماذا تقول؟
ـ واضحة. المعارضة هي الوجه الآخر للسلطة!
ـ هلا وضحت أكثر؟
ـ تدّعي السلطة أنها تمتلك حصرياً المعرفة بكل ما يحقق خير الوطن ومصلحة المواطن.
وتدّعي المعارضة أنها تمتلك حصرياً العلم بكل ما يحقق خير المواطن ومصلحة الوطن!
ـ زدني!
ـ المعارضة هي السلطة البديلة, ولن تختلف جوهرياً عن السلطة الأصيلة. بل ربما كان الأصل أكثر جودة!
* * *
وأنا أتذكر اليوم هذا الحديث, أجدني مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بكل ما قاله صديقي الذي أضاف (حسب ما تسعفني الذاكرة):
أعتبر نفسي من الشعب الذي يشكل الغالبية (وهي حتماً ليست وهمية!), وأعطي ولائي للوطن, لأن الولاء يجب أن يكون للوطن, لا للسلطة ولا للمعارضة! وبهذا المعنى أعتبر الموالاة مصطلحاً خاطئاً.
ليست السلطة مثالية, وليست المعارضة ملائكية: للسلطة أخطاؤها, وللمعارضة مثلها, وربما...أكثر!
أنا كمواطن لا أستطيع احترام سلطة لا تحترم خياراتي, ولا أستطيع احترام معارضة (تخون) خياراتي!
بعض المعارضين يمارسون قمعاً فكرياً ودكتاتورية فكرية أقسى بكثير من قمع السلطة ودكتاتوريتها!
المعارضة البناءة هي التي تنتقد أخطاء السلطة, وتصفق لإيجابياتها! والمعارضة التي لا ترى في السلطة شيئاً إيجابياً هي معارضة عمياء!
المعارضة الحقيقية هي التي تسعى إلى أن تضعف السلطة في الداخل, وتقويها في مواجهة الخارج, وليس العكس! والمعارضة التي تقوي الخارج, أو تستقوي بالخارج هي معارضة وهمية أو واهمة.
المعارضة العاقلة هي التي توقت تحركاتها على ساعة الوطن, أما المعارضة التي توقت تحركاتها على ساعة خارجية فهي معارضة مجنونة!
المعارضة الواعية لا تتظاهر بعدم وعيها لخطورة المرحلة, وهي تتمنى في أعماقها أن تزداد خطورتها!
المعارضة الناجحة لا تكون بتبني كل رأي أو توجه مخالف لرأي السلطة, ولو كان مصيباً. ولا تكون بمد اليد إلى كل مناهض للسلطة, في الداخل أو في الخارج, القريب أو البعيد, على حد سواء!
المعارضة التي تفتقر للفعل, وتقوم على رد الفعل هي معارضة فاشلة بامتياز.
المعارضة الشريفة ليست (مجاكرة) ولا مقامرة, فهي لا تنتظر انشقاق مسؤول سابق عن السلطة لكي تحتضنه وتستقوي به, ولا تنتهز فرصة تبدل التحالفات في الجوار لكي تعقد الاجتماعات الاستعراضية, وتوقع على البيانات الدعائية, بالتزامن (سبحان الصدفة!) مع الضغوط المجلس أمنية!
* * *
على طريقة صديقي يمكنني أن أضيف:
المعارضة الوطنية لا تستقوي على السلطة بالتزامن مع استقواء الأعداء على الوطن! بل تمد يدها إلى السلطة, بكل إخلاص, في مواجهة الأعداء!
المعارضة الممثلة لشعبها لا تواصل من لا يرى فيهم الشعب إلا تجسداً للغدر في هذا الزمان الرديء!
المعارضة المخلصة لنفسها ولشعبها ولوطنها لا تتبنى بياناً يذكر مطالب الغير من الوطن, ولا يتذكر مطالب الوطن من الغير!
المعارض الرصين لا يوقع على بيان أو إعلان قبل أن يقرأه بنسخته النهائية, وإذا حدث ووقع على مسودة بيان, وأضيفت إليها لاحقاً أشياء لا يوافق عليها, ثم أبقى توقيعه, ولم يسحبه, يكون كمن خان نفسه ومبادئه قبل كل شيء, ولن يجديه ألف توضيح و ألف اعتذار!
* * *
وتصبحون على معارضة.
منذ فترة ليست طويلة دار بيني وبين أحد أصدقائي الحوار التالي:
ـ هل أنت من المعارضة أم من الموالاة؟
ـ أنا من الشعب.
ـ وهل الشعب موالاة أم معارضة؟
ـ تقول السلطة: إن 99 بالمائة من الشعب موالون.
وتقول المعارضة: إن 99 بالمائة من الشعب معارضون!
ـ وأنت, ماذا تقول؟
ـ واضحة. المعارضة هي الوجه الآخر للسلطة!
ـ هلا وضحت أكثر؟
ـ تدّعي السلطة أنها تمتلك حصرياً المعرفة بكل ما يحقق خير الوطن ومصلحة المواطن.
وتدّعي المعارضة أنها تمتلك حصرياً العلم بكل ما يحقق خير المواطن ومصلحة الوطن!
ـ زدني!
ـ المعارضة هي السلطة البديلة, ولن تختلف جوهرياً عن السلطة الأصيلة. بل ربما كان الأصل أكثر جودة!
* * *
وأنا أتذكر اليوم هذا الحديث, أجدني مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بكل ما قاله صديقي الذي أضاف (حسب ما تسعفني الذاكرة):
أعتبر نفسي من الشعب الذي يشكل الغالبية (وهي حتماً ليست وهمية!), وأعطي ولائي للوطن, لأن الولاء يجب أن يكون للوطن, لا للسلطة ولا للمعارضة! وبهذا المعنى أعتبر الموالاة مصطلحاً خاطئاً.
ليست السلطة مثالية, وليست المعارضة ملائكية: للسلطة أخطاؤها, وللمعارضة مثلها, وربما...أكثر!
أنا كمواطن لا أستطيع احترام سلطة لا تحترم خياراتي, ولا أستطيع احترام معارضة (تخون) خياراتي!
بعض المعارضين يمارسون قمعاً فكرياً ودكتاتورية فكرية أقسى بكثير من قمع السلطة ودكتاتوريتها!
المعارضة البناءة هي التي تنتقد أخطاء السلطة, وتصفق لإيجابياتها! والمعارضة التي لا ترى في السلطة شيئاً إيجابياً هي معارضة عمياء!
المعارضة الحقيقية هي التي تسعى إلى أن تضعف السلطة في الداخل, وتقويها في مواجهة الخارج, وليس العكس! والمعارضة التي تقوي الخارج, أو تستقوي بالخارج هي معارضة وهمية أو واهمة.
المعارضة العاقلة هي التي توقت تحركاتها على ساعة الوطن, أما المعارضة التي توقت تحركاتها على ساعة خارجية فهي معارضة مجنونة!
المعارضة الواعية لا تتظاهر بعدم وعيها لخطورة المرحلة, وهي تتمنى في أعماقها أن تزداد خطورتها!
المعارضة الناجحة لا تكون بتبني كل رأي أو توجه مخالف لرأي السلطة, ولو كان مصيباً. ولا تكون بمد اليد إلى كل مناهض للسلطة, في الداخل أو في الخارج, القريب أو البعيد, على حد سواء!
المعارضة التي تفتقر للفعل, وتقوم على رد الفعل هي معارضة فاشلة بامتياز.
المعارضة الشريفة ليست (مجاكرة) ولا مقامرة, فهي لا تنتظر انشقاق مسؤول سابق عن السلطة لكي تحتضنه وتستقوي به, ولا تنتهز فرصة تبدل التحالفات في الجوار لكي تعقد الاجتماعات الاستعراضية, وتوقع على البيانات الدعائية, بالتزامن (سبحان الصدفة!) مع الضغوط المجلس أمنية!
* * *
على طريقة صديقي يمكنني أن أضيف:
المعارضة الوطنية لا تستقوي على السلطة بالتزامن مع استقواء الأعداء على الوطن! بل تمد يدها إلى السلطة, بكل إخلاص, في مواجهة الأعداء!
المعارضة الممثلة لشعبها لا تواصل من لا يرى فيهم الشعب إلا تجسداً للغدر في هذا الزمان الرديء!
المعارضة المخلصة لنفسها ولشعبها ولوطنها لا تتبنى بياناً يذكر مطالب الغير من الوطن, ولا يتذكر مطالب الوطن من الغير!
المعارض الرصين لا يوقع على بيان أو إعلان قبل أن يقرأه بنسخته النهائية, وإذا حدث ووقع على مسودة بيان, وأضيفت إليها لاحقاً أشياء لا يوافق عليها, ثم أبقى توقيعه, ولم يسحبه, يكون كمن خان نفسه ومبادئه قبل كل شيء, ولن يجديه ألف توضيح و ألف اعتذار!
* * *
وتصبحون على معارضة.