Fares
17/04/2005, 20:01
والله الموفق ((زكريا تامر))
عما قريب ستتبدل أحوالنا العربية وتتغير بإذن الله:
سنتوحد في دولة واحدة عظمى، ولن يتحول كل فرد منا إلى دولة مستقلة ذات سيادة..
سيخترع تلامذتنا في المدارس الابتدائية قنابل جديدة ستبدو القنابل النووية أمامها مجرد دمى تصلح لعبث الأطفال المعوقين..
ستنمو سنابل القمح في حقولنا بطول المآذن، وسنعجز عن حصادها، وقد نطلب عوناً دولياً..
سنغزو الفضاء، ونرغم كل الكواكب على استيراد الكتّاب من بلادنا، فعندنا منهم ما يفوق حاجتنا ويصلح للتصدير بأسعار مخفضة لا تقبل المزاحمة..
سنتذمر من كثرة المياه، وستظل السحب تحلق فوق رؤوسنا منتظرة إشارة صغيرة من أصابعنا..
سينال أدباؤنا الجوائز العالمية حتى التخمة، وسيرفض صغار أدبائنا جائزة نوبل بحجة أنها لا تليق بالقمم..
سنكف عن استيرادالسجائر الأجنبية ونصون ثروتنا من التبدد، ونصدر نراجيلنا التي ستكتسح العالم بغير منافس ذي قيمة..
ستباع صور مغنياتنا وراقصاتنا المحجبات في شتى بلدان الدنيا بأبهظ الأسعار، ولن تجد مادونا بيتاً يوافق على أن تعمل فيه خادماً..
سيوفق رجال شرطتنا البسلاء في القبض على المدعو الجوع، وسيشنق أمام الجماهير المزغردة..
ستطلب واشنطن وموسكو وباريس ولندن وبرلين وطوكيو وبكين من جامعتنا العربية الموافقة على اعتبارها عواصم عربية حتى تظفر ببعض الذكر الحسن في كتب التاريخ..
سيتوافد السياح الأجانب إلى بلادنا الغراء للتمتع بالإقامة أياماً في سجوننا والظفر بإجازة يخلد فيها العقل للنوم العميق..
ستناشد الدول الكبرى جيوشنا أن تكفل لها القليل من الحماية، ولكن تلك المناشدة لن يكون نصيبها سوى الإهمال..
سيمتلك زعماؤنا حناجر جديدة تغنيهم عن استخدام مكبرات الصوت، فتسمع الكرة الأرضيةخطبهم البليغة ليلاً نهاراً، ما ستسمعه ستحولها بلا إكراه كرة تتقاذفها الأقدام والأقدار..
سننام من نهاية القرن العشرين إلى نهاية القرن الثلاثين طلباً لبعض الراحة، ونكتشف بعد فوات الأوان أن نومنا لم يكن سوى موت..
زكريا تامر..
من كتاب: هجاء القتيل لقاتله..
عما قريب ستتبدل أحوالنا العربية وتتغير بإذن الله:
سنتوحد في دولة واحدة عظمى، ولن يتحول كل فرد منا إلى دولة مستقلة ذات سيادة..
سيخترع تلامذتنا في المدارس الابتدائية قنابل جديدة ستبدو القنابل النووية أمامها مجرد دمى تصلح لعبث الأطفال المعوقين..
ستنمو سنابل القمح في حقولنا بطول المآذن، وسنعجز عن حصادها، وقد نطلب عوناً دولياً..
سنغزو الفضاء، ونرغم كل الكواكب على استيراد الكتّاب من بلادنا، فعندنا منهم ما يفوق حاجتنا ويصلح للتصدير بأسعار مخفضة لا تقبل المزاحمة..
سنتذمر من كثرة المياه، وستظل السحب تحلق فوق رؤوسنا منتظرة إشارة صغيرة من أصابعنا..
سينال أدباؤنا الجوائز العالمية حتى التخمة، وسيرفض صغار أدبائنا جائزة نوبل بحجة أنها لا تليق بالقمم..
سنكف عن استيرادالسجائر الأجنبية ونصون ثروتنا من التبدد، ونصدر نراجيلنا التي ستكتسح العالم بغير منافس ذي قيمة..
ستباع صور مغنياتنا وراقصاتنا المحجبات في شتى بلدان الدنيا بأبهظ الأسعار، ولن تجد مادونا بيتاً يوافق على أن تعمل فيه خادماً..
سيوفق رجال شرطتنا البسلاء في القبض على المدعو الجوع، وسيشنق أمام الجماهير المزغردة..
ستطلب واشنطن وموسكو وباريس ولندن وبرلين وطوكيو وبكين من جامعتنا العربية الموافقة على اعتبارها عواصم عربية حتى تظفر ببعض الذكر الحسن في كتب التاريخ..
سيتوافد السياح الأجانب إلى بلادنا الغراء للتمتع بالإقامة أياماً في سجوننا والظفر بإجازة يخلد فيها العقل للنوم العميق..
ستناشد الدول الكبرى جيوشنا أن تكفل لها القليل من الحماية، ولكن تلك المناشدة لن يكون نصيبها سوى الإهمال..
سيمتلك زعماؤنا حناجر جديدة تغنيهم عن استخدام مكبرات الصوت، فتسمع الكرة الأرضيةخطبهم البليغة ليلاً نهاراً، ما ستسمعه ستحولها بلا إكراه كرة تتقاذفها الأقدام والأقدار..
سننام من نهاية القرن العشرين إلى نهاية القرن الثلاثين طلباً لبعض الراحة، ونكتشف بعد فوات الأوان أن نومنا لم يكن سوى موت..
زكريا تامر..
من كتاب: هجاء القتيل لقاتله..