omega
17/08/2006, 22:27
المكان: مطعم في دمشق القديمة.
الزمان: 9/نيسان/2006
ـ زجاجة ويسكي J&Bوبيرة لو سمحت.
ـ أستميحك عذرا سيدي،لن نقدم اليوم المشروبات الروحية.
ـ ولماذا اليوم بالذات؟
ـ كما تعلم غدا عيد المولد.
ـ أعرف ذلك، كل عام وأنت بخير، من جهتي أنا لست محتفلا.
ـ أعلم سيدي، ولكن الأوامر وصلتنا اليوم بعدم تقديم المشروبات الروحية احتراما لقدسية المناسبة.
ـ ولكن مطعمكم يغص بالسياح الأجانب، والأمر لا يعنيهم.
ـ الأوامر سيدي، الأوامر.....
****************
أعذروني لأني استهليت حديثي بهذه الطريقة، لكني وجدتها الأفضل لأنها تختصر الكثير من الكلام الذي يمكن أن يقال عن الأجواء المرافقة لمناسبة المولد النبوي، واسمحوا لي هنا أن أتوجه بتهنئة للأمة الإسلامية بهذا العيد..ولكن مهلا.. تهنئة؟ أعتقد أني بدأت (ألخبط).
هل يعتقد أحدكم أن كلمة تهنئة تفي بالغرض. سنرى بعد قليل.
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
قد تكون رحمة يا سيدي، من يدري..لكن وصفك بالرحمة يجب أن يأتي بعد سلسلة من الأشياء التي عليك إثباتها.
ولدت يتيما وفقيرا، أنا لا أشك في ذلك، لكن الملايين غيرك أيضا ولدوا على هذا الحال.
لم تعش حياة عز في شبابك، واشتغلت برعي الغنم، وإن يكن؟ الشغل ليس عيبا.
الله فتحها عليك وتزوجت امرأة تكبرك بالسن، لنقل أنها ميسورة الحال، أين الخطأ؟ كثيرون غيرك تزوجوا زيجات مماثلة.
لكن اعذرني.. كل ما سبق لا يكفي لأن تكون رحمة.
لن أخوض في سيرتك كثيرا، لكني سأطرح عليك بضعة أسئلة:
هل الرحمة في أن تطبق مبدأ(تمسكن حتى تتمكن)؟
هل الرحمة أن تناصب العداء كل إنسان خالف الشريعة التي ابتدعتها؟
أم الرحمة هي أن ترسل من يغتال امرأة مرضعة تارة وعجوزا مسنا تارة أخرى؟
لا تزعل مني الآن، لكن هذه الأفعال لا يأتيها أي كان، وأعتقد أنك بدأت تبتعد قليلا، وقليلا فقط عن الرحمة.
آه لعلك كنت تظن الرحمة هي في نشر الدعوة بحد السيف؟
دعني هنا أنصحك نصيحة لوجه الله تعالى: الدعوة إلى دين ما، أي دين، يجب أن تتم بطريقة سليمة اسمها: التبشير.
والتبشير من بشر، لن نختلف أنا وأنت على معنى(بشر).
لكنك (انفعلت) قليلا أثناء تبشيرك وبطريقك حصدت بعض الأرواح والرؤوس...(بالغلط، لم تكن منتبها).
قد تقول لي الآن: لقد تزوجت من فتاة لم تكمل العقد الأول من عمرها وكنت قد تجاوزت عقدي الخامس؟ أفليست هذه رحمة؟
لقد نسيت شيئا يا صاحبي، هو أن طابور النساء في حياتك طويل طويل، من زوجات وجوار وسبايا (حيث أنك أثناء التبشير سبيت بعض النساء... بالغلط أيضا)
ثم ما تكلمت عنه ليس زواجا، إنه اغتصاب يا طويل العمر.
كل ما تكلمت عنه حتى الآن لا يخولك لتصبح رحمة.
*************
(إلا رسول الله..)
أهانوك؟..يا عيب الشوم...
ولكن ألا ترى معي أن ردة الفعل كان مبالغا بها قليلا؟
ما أعنيه هنا هو أن (الخرابيش) التي خطتها بعض الأقلام المغرضة لا تهينك كثيرا، فلم يبصق في وجهك بعد.
والرسوم التي نشرتها الصحافة الصفراء لا تؤذيك أذية خطرة جدا، فأنت لم تجلد بعد.
حتى الحملة الكبيرة التي يشنها الغرب عليك ليست بشيء، فأنت لم تصلب بعد.
أنت محظوظ، صدقني، لم تطعن بحربة، ولم يدم رأسك إكليل شوك، ولم تعصر قلبك رؤية أمك تبكي على طريق الجلجلة.
الرحمة يا صاحبي هي القوة المطلقة، التي تجعلك وأنت في عز ألمك وعذابك تصرخ طالبا المغفرة لجلاديك.
ليتك طلبت المغفرة للذين أساؤوا (فرضا) إليك، عندها سأذكي الأمل في قلبي.
لكنك بواسع رحمتك وسعة حيلتك ابتدعت كتابا ما زال منذ 1400 عاماً وحتى اللحظة المصدر الوحيد للتشريع والتربية والثقافة، وحتى أنه المرجع الأوحد الذي يعتمده أتباعك في اختيار لون فرشاة أسنانهم، في حين أن العالم من حولهم يفكر بكيفية قضاء(الويك اند) على سطح المريخ.
كتابك فيه إعجاز حقا،كذب من يقول العكس، وربي على ما أقول شهيد، لم يتوصل العقل البشري إلى اختراع آلة لغسل الدماغ بعد، لكن كتابك العجيب سلب أتباعك عقولهم كل هذه السنين، فباتوا عاجزين عن النهوض، ألا ليت شعري هل تخترع لهم ما يوقظهم من سباتهم، ليكفوا عن ترديد بسم الله على كل شاردة وواردة (صلاة، قيام، قعود، وضوء، ذبح غنمة، نحر إنسان...)
ولكن عبثا أستجديك...
هل البيئة القاحلة التي نشأت فيها جعلتك تشب على هذه الشاكلة؟ هل كان من الممكن أن تكون إنسانا أفضل؟ هل كنت ستصبح رحمة فعلا؟ أتمنى ذلك، فما أحوجنا للرحمة في هذا الزمن الأغبر.
هل أسامحك على ما فعلته بي اليوم يا منظوم؟
كنت أسمع أغنية فيروز أعطني الناي وغن... أثناء عملي، لكن بعض الزملاء كتموا صوت الملاك ليسمعوني زعيق الشياطين، أخرسوا نغمات الفردوس ليسمعوني عويل جهنم، حطموا الناي ولعنوا الغناء، وقالوا:الله أكبر..حي على الصلاة...
قل لي مالذي سأغفره؟ أنا أعجز عن المغفرة هنا، لست ملاكا.
أبعد كل هذا، هل يود أحدكم سماع كلمة تهنئة؟
الزمان: 9/نيسان/2006
ـ زجاجة ويسكي J&Bوبيرة لو سمحت.
ـ أستميحك عذرا سيدي،لن نقدم اليوم المشروبات الروحية.
ـ ولماذا اليوم بالذات؟
ـ كما تعلم غدا عيد المولد.
ـ أعرف ذلك، كل عام وأنت بخير، من جهتي أنا لست محتفلا.
ـ أعلم سيدي، ولكن الأوامر وصلتنا اليوم بعدم تقديم المشروبات الروحية احتراما لقدسية المناسبة.
ـ ولكن مطعمكم يغص بالسياح الأجانب، والأمر لا يعنيهم.
ـ الأوامر سيدي، الأوامر.....
****************
أعذروني لأني استهليت حديثي بهذه الطريقة، لكني وجدتها الأفضل لأنها تختصر الكثير من الكلام الذي يمكن أن يقال عن الأجواء المرافقة لمناسبة المولد النبوي، واسمحوا لي هنا أن أتوجه بتهنئة للأمة الإسلامية بهذا العيد..ولكن مهلا.. تهنئة؟ أعتقد أني بدأت (ألخبط).
هل يعتقد أحدكم أن كلمة تهنئة تفي بالغرض. سنرى بعد قليل.
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
قد تكون رحمة يا سيدي، من يدري..لكن وصفك بالرحمة يجب أن يأتي بعد سلسلة من الأشياء التي عليك إثباتها.
ولدت يتيما وفقيرا، أنا لا أشك في ذلك، لكن الملايين غيرك أيضا ولدوا على هذا الحال.
لم تعش حياة عز في شبابك، واشتغلت برعي الغنم، وإن يكن؟ الشغل ليس عيبا.
الله فتحها عليك وتزوجت امرأة تكبرك بالسن، لنقل أنها ميسورة الحال، أين الخطأ؟ كثيرون غيرك تزوجوا زيجات مماثلة.
لكن اعذرني.. كل ما سبق لا يكفي لأن تكون رحمة.
لن أخوض في سيرتك كثيرا، لكني سأطرح عليك بضعة أسئلة:
هل الرحمة في أن تطبق مبدأ(تمسكن حتى تتمكن)؟
هل الرحمة أن تناصب العداء كل إنسان خالف الشريعة التي ابتدعتها؟
أم الرحمة هي أن ترسل من يغتال امرأة مرضعة تارة وعجوزا مسنا تارة أخرى؟
لا تزعل مني الآن، لكن هذه الأفعال لا يأتيها أي كان، وأعتقد أنك بدأت تبتعد قليلا، وقليلا فقط عن الرحمة.
آه لعلك كنت تظن الرحمة هي في نشر الدعوة بحد السيف؟
دعني هنا أنصحك نصيحة لوجه الله تعالى: الدعوة إلى دين ما، أي دين، يجب أن تتم بطريقة سليمة اسمها: التبشير.
والتبشير من بشر، لن نختلف أنا وأنت على معنى(بشر).
لكنك (انفعلت) قليلا أثناء تبشيرك وبطريقك حصدت بعض الأرواح والرؤوس...(بالغلط، لم تكن منتبها).
قد تقول لي الآن: لقد تزوجت من فتاة لم تكمل العقد الأول من عمرها وكنت قد تجاوزت عقدي الخامس؟ أفليست هذه رحمة؟
لقد نسيت شيئا يا صاحبي، هو أن طابور النساء في حياتك طويل طويل، من زوجات وجوار وسبايا (حيث أنك أثناء التبشير سبيت بعض النساء... بالغلط أيضا)
ثم ما تكلمت عنه ليس زواجا، إنه اغتصاب يا طويل العمر.
كل ما تكلمت عنه حتى الآن لا يخولك لتصبح رحمة.
*************
(إلا رسول الله..)
أهانوك؟..يا عيب الشوم...
ولكن ألا ترى معي أن ردة الفعل كان مبالغا بها قليلا؟
ما أعنيه هنا هو أن (الخرابيش) التي خطتها بعض الأقلام المغرضة لا تهينك كثيرا، فلم يبصق في وجهك بعد.
والرسوم التي نشرتها الصحافة الصفراء لا تؤذيك أذية خطرة جدا، فأنت لم تجلد بعد.
حتى الحملة الكبيرة التي يشنها الغرب عليك ليست بشيء، فأنت لم تصلب بعد.
أنت محظوظ، صدقني، لم تطعن بحربة، ولم يدم رأسك إكليل شوك، ولم تعصر قلبك رؤية أمك تبكي على طريق الجلجلة.
الرحمة يا صاحبي هي القوة المطلقة، التي تجعلك وأنت في عز ألمك وعذابك تصرخ طالبا المغفرة لجلاديك.
ليتك طلبت المغفرة للذين أساؤوا (فرضا) إليك، عندها سأذكي الأمل في قلبي.
لكنك بواسع رحمتك وسعة حيلتك ابتدعت كتابا ما زال منذ 1400 عاماً وحتى اللحظة المصدر الوحيد للتشريع والتربية والثقافة، وحتى أنه المرجع الأوحد الذي يعتمده أتباعك في اختيار لون فرشاة أسنانهم، في حين أن العالم من حولهم يفكر بكيفية قضاء(الويك اند) على سطح المريخ.
كتابك فيه إعجاز حقا،كذب من يقول العكس، وربي على ما أقول شهيد، لم يتوصل العقل البشري إلى اختراع آلة لغسل الدماغ بعد، لكن كتابك العجيب سلب أتباعك عقولهم كل هذه السنين، فباتوا عاجزين عن النهوض، ألا ليت شعري هل تخترع لهم ما يوقظهم من سباتهم، ليكفوا عن ترديد بسم الله على كل شاردة وواردة (صلاة، قيام، قعود، وضوء، ذبح غنمة، نحر إنسان...)
ولكن عبثا أستجديك...
هل البيئة القاحلة التي نشأت فيها جعلتك تشب على هذه الشاكلة؟ هل كان من الممكن أن تكون إنسانا أفضل؟ هل كنت ستصبح رحمة فعلا؟ أتمنى ذلك، فما أحوجنا للرحمة في هذا الزمن الأغبر.
هل أسامحك على ما فعلته بي اليوم يا منظوم؟
كنت أسمع أغنية فيروز أعطني الناي وغن... أثناء عملي، لكن بعض الزملاء كتموا صوت الملاك ليسمعوني زعيق الشياطين، أخرسوا نغمات الفردوس ليسمعوني عويل جهنم، حطموا الناي ولعنوا الغناء، وقالوا:الله أكبر..حي على الصلاة...
قل لي مالذي سأغفره؟ أنا أعجز عن المغفرة هنا، لست ملاكا.
أبعد كل هذا، هل يود أحدكم سماع كلمة تهنئة؟