Danito
18/08/2006, 14:09
الحمد لله اننا لم ننتصر
مساهمات القراء
تحدث الكاتب الاسرائيلي جدعون ليفي في صحيفة "هارتس" الاسرائيلية عن الفشل الذريع الذي لحق باسرائيل في عدوانها على لبنان قائلا "إن هناك أخبارا سيئة ومتوقعة تفيد بأن اسرائيل على وشك الخروج من الحرب في لبنان وهي خاسرة،
وهناك أيضا أخبار طيبة ومفاجئة في نفس الوقت تفيد أن هذا الفشل المدوي يبشر بأخبار جيدة".ومضي ليفي بالقول "لو أن اسرائيل نجحت بالمعارك وحققت نصرا سهلا وجارفا لكان قد لحق بسياسة الأمن الاسرائيلية ضرر فظيع، ووقعت كارثة على اسرائيل، إذ كان قد أصابنا الغرور وأردنا تطبيق انتصارنا هذا على جبهات أخري وكانت هناك نيران تهدد المنطقة بأكملها ونتائجها لا يحمد عقباها "
ويضيف ليفي القول إن "هزيمة اسرائيل في هذه الحرب الصغيرة من شأنها أن تعلمنا درسا هاما للمستقبل وربما تؤثر علينا لتغير اللغة التي نتحدث بها اليوم مع جيراننا، ألا وهي لغة العنف والقوة.فالقاعدة التي تقول إن " اسرائيل لا تستطيع أن تسمح لنفسها بالهزيمة في ميدان القتال " قد ظهرت كعنوان كبير فارغ من مضمونه، إن هذا الفشل ليس فقط سيفيد اسرائيل بل من شأنه أن يكون قد لقن الأميركيين درسا هاما مفاده أنه ليس هناك من فائدة تجني من وراء دفع اسرائيل لخوض مغامرات عسكرية ".ويضيف ليفي أن "هذه الحرب والفشل فيها ربما تجعل اسرائيل تهبط على أرض الواقع الذي يفيد أن القوة العسكرية تبقي قوة عسكرية لا تقود إلا للدمار والتسبب بالتعاسة لمئات الآلاف من المدنيين مثلما فعلنا في لبنان، فالحرب ليس فقط جريمة بل هي أيضا دون جدوى لإسرائيل مع الفلسطينيين ، لقد كانت اسرائيل تسجل لنفسها "انتصارات " و"انجازات" لكن على ماذا حصلت ؟ هل حصلت على الردع ؟ هل تنازل الفلسطينيون عن حلمهم بالعيش ابناء حرية في بلادهم ؟ ويمضي ليفي بالقول إن "هزيمة الجيش الاسرائيلي أمام حزب الله ليست هزيمة مصيرية فاسرائيل قتلت ومنيت بالخسائر لكن وجودها أو أي جزء من أرضها لم يكن عرضة للخطر
لقد اكتشفنا في الحرب مع حزب الله أن قوة الجيش الاسرائيلي محدودة أكثر بكثير مما كانوا يخبروننا به إن قدرة الردع من شأنها أن تكون بالاتجاه المعاكس ، يجب أن نأمل بأن على اسرائيل أن تفكر مرتين قبل أن تدخل لمغامرة عسكرية خطيرة أخرى ، لكن هناك خطورة بأن يرغب الجيش الاسرائيلي باستعادة كرامته التي فقدها على يد المقاومة اللبنانية وحزب الله على حساب الفلسطينيين الذين لا حول لهم ولا قوة ، فالشئ الذي لم يستطع جيش اسرائيل تحقيقه في قرية بنت جبيل سيعتقد أن بامكانه تحقيقه في نابلس ".ويقول ليفي إن "على حكومة اسرائيل أن تضع حدا لحربها المجنونة وتدرك أن الشئ الذي لا يتحقق بالقوة لا يمكن أن يتحقق بالمزيد من القوة إن هذه الحرب من شأنها أن تقودنا الى طاولة المفاوضات ، يمكن أن يدرك المستوي السياسي في اسرائيل من الآن فصاعدا إن الرد على الأخطار المحدقة باسرائيل ليس من خلال القوة وإن الرد على المطالب الشرعية للفلسطينيين لا يتأتي من خلال القيام بعشرات العمليات العسكرية ضدهم بل من خلال احترام حقوقهم ، وإن الرد على التهديد السوري هو بإعادة هضبة الجولان لأصحابها الشرعيين بدون أي تأخير وأيضا الرد على الخطر الايراني يكون من خلال تسكين الكراهية تجاهنا في العالم العربي والاسلامي".وينتهي الكاتب الاسرائيلي الى القول "بعد أن تنتهي هذه الحرب ربما يسال الكثير من الاسرائيليين انفسهم لماذا نقتل ونقتل وربما يفهموا مرة أخري أن كل هذا كان عبثا ، ربما يكمن انجاز هذه الحرب بأن هذا الفشل سيعمق الوعي لدى الاسرائيليين وبفضل هذا الفشل ايضا ستسلك اسرائيل طريقا آخر تكون أقل عنفا وأقل همجية ، في العام 1967 كتب افرايم كيشون يقول " عفوا لاننا انتصرنا " وهذه المرة يمكن تقريبا القول " حسنا اننا لم ننتصر .
منقول
مساهمات القراء
تحدث الكاتب الاسرائيلي جدعون ليفي في صحيفة "هارتس" الاسرائيلية عن الفشل الذريع الذي لحق باسرائيل في عدوانها على لبنان قائلا "إن هناك أخبارا سيئة ومتوقعة تفيد بأن اسرائيل على وشك الخروج من الحرب في لبنان وهي خاسرة،
وهناك أيضا أخبار طيبة ومفاجئة في نفس الوقت تفيد أن هذا الفشل المدوي يبشر بأخبار جيدة".ومضي ليفي بالقول "لو أن اسرائيل نجحت بالمعارك وحققت نصرا سهلا وجارفا لكان قد لحق بسياسة الأمن الاسرائيلية ضرر فظيع، ووقعت كارثة على اسرائيل، إذ كان قد أصابنا الغرور وأردنا تطبيق انتصارنا هذا على جبهات أخري وكانت هناك نيران تهدد المنطقة بأكملها ونتائجها لا يحمد عقباها "
ويضيف ليفي القول إن "هزيمة اسرائيل في هذه الحرب الصغيرة من شأنها أن تعلمنا درسا هاما للمستقبل وربما تؤثر علينا لتغير اللغة التي نتحدث بها اليوم مع جيراننا، ألا وهي لغة العنف والقوة.فالقاعدة التي تقول إن " اسرائيل لا تستطيع أن تسمح لنفسها بالهزيمة في ميدان القتال " قد ظهرت كعنوان كبير فارغ من مضمونه، إن هذا الفشل ليس فقط سيفيد اسرائيل بل من شأنه أن يكون قد لقن الأميركيين درسا هاما مفاده أنه ليس هناك من فائدة تجني من وراء دفع اسرائيل لخوض مغامرات عسكرية ".ويضيف ليفي أن "هذه الحرب والفشل فيها ربما تجعل اسرائيل تهبط على أرض الواقع الذي يفيد أن القوة العسكرية تبقي قوة عسكرية لا تقود إلا للدمار والتسبب بالتعاسة لمئات الآلاف من المدنيين مثلما فعلنا في لبنان، فالحرب ليس فقط جريمة بل هي أيضا دون جدوى لإسرائيل مع الفلسطينيين ، لقد كانت اسرائيل تسجل لنفسها "انتصارات " و"انجازات" لكن على ماذا حصلت ؟ هل حصلت على الردع ؟ هل تنازل الفلسطينيون عن حلمهم بالعيش ابناء حرية في بلادهم ؟ ويمضي ليفي بالقول إن "هزيمة الجيش الاسرائيلي أمام حزب الله ليست هزيمة مصيرية فاسرائيل قتلت ومنيت بالخسائر لكن وجودها أو أي جزء من أرضها لم يكن عرضة للخطر
لقد اكتشفنا في الحرب مع حزب الله أن قوة الجيش الاسرائيلي محدودة أكثر بكثير مما كانوا يخبروننا به إن قدرة الردع من شأنها أن تكون بالاتجاه المعاكس ، يجب أن نأمل بأن على اسرائيل أن تفكر مرتين قبل أن تدخل لمغامرة عسكرية خطيرة أخرى ، لكن هناك خطورة بأن يرغب الجيش الاسرائيلي باستعادة كرامته التي فقدها على يد المقاومة اللبنانية وحزب الله على حساب الفلسطينيين الذين لا حول لهم ولا قوة ، فالشئ الذي لم يستطع جيش اسرائيل تحقيقه في قرية بنت جبيل سيعتقد أن بامكانه تحقيقه في نابلس ".ويقول ليفي إن "على حكومة اسرائيل أن تضع حدا لحربها المجنونة وتدرك أن الشئ الذي لا يتحقق بالقوة لا يمكن أن يتحقق بالمزيد من القوة إن هذه الحرب من شأنها أن تقودنا الى طاولة المفاوضات ، يمكن أن يدرك المستوي السياسي في اسرائيل من الآن فصاعدا إن الرد على الأخطار المحدقة باسرائيل ليس من خلال القوة وإن الرد على المطالب الشرعية للفلسطينيين لا يتأتي من خلال القيام بعشرات العمليات العسكرية ضدهم بل من خلال احترام حقوقهم ، وإن الرد على التهديد السوري هو بإعادة هضبة الجولان لأصحابها الشرعيين بدون أي تأخير وأيضا الرد على الخطر الايراني يكون من خلال تسكين الكراهية تجاهنا في العالم العربي والاسلامي".وينتهي الكاتب الاسرائيلي الى القول "بعد أن تنتهي هذه الحرب ربما يسال الكثير من الاسرائيليين انفسهم لماذا نقتل ونقتل وربما يفهموا مرة أخري أن كل هذا كان عبثا ، ربما يكمن انجاز هذه الحرب بأن هذا الفشل سيعمق الوعي لدى الاسرائيليين وبفضل هذا الفشل ايضا ستسلك اسرائيل طريقا آخر تكون أقل عنفا وأقل همجية ، في العام 1967 كتب افرايم كيشون يقول " عفوا لاننا انتصرنا " وهذه المرة يمكن تقريبا القول " حسنا اننا لم ننتصر .
منقول