dot
20/08/2006, 19:16
كتب حكيم المرزوقي في جريدة "المبكي" الأسبوعية الدمشقية:
دخلت أربع مؤخرات على مجلس كرسي مهيب كي تقدّمن له فروض الطاعة والولاء، وتأمل كل واحدة منهن (أي المؤخرات) في الفوز بحضنه الدافئ. قال الكرسي وهو يبسط ساقيه الأماميتين: "لتتقدم كل واحدة منكن ولتقل ما عندها بهدوء واختصار وعجالة كي أختار الأجدر بالجلوس فوقي".
قالت الأولى: إيه يا سيدي، يا سليل الأشجار الشامخة والمسنة، بوركت يدا النجار الذي فصّلك وسوّاك وكأنه يعرف مقاسي ومقاسك ـ (ما فيني بلاك) ـ
قالت الثانية: يا صاحب السيقان المتجذّرة في الأرض والمسد الذي تمسح رأسه السماء، صُنعت من مخمل فاخر وأنا خُلقت لهذا المخمل. نجّدوك فمجّدوك وخلّدوك كي أجلس عليك وأعتلي.
قالت الثالثة: أنت لي، ضمّني أيها الخالد، يا من تنحني له الرؤوس وتعجز على كسره كل الفؤوس. أعرفك يا سيدي وأعرف جدّك منذ أن كان "طرّاحة" في خيمة في مضارب العرب، وحينما يُعرف السبب يبطل العجب.
قالت الرابعة: أنا الرابعة وهل يستوي قوامك واتّزانك بغير الرابعة يا سيدي؟ أنا مسك الختام وأنت ختام مسكي. لم أكن أصلح إلا لك ولم تكن تصلح إلا لي. بوركت كل المسامير التي دُقّت في خاصرتك ياسيدي كي تبقى لي، أبقى لك (... يا متلك).
وهنا وضع الكرسي الساق على الساق واحمر مخمله خجلاً من الإطراء ثم أردف يقول:
"عذراً، أيتها المتقدّمات من المؤخرات، إني وخالقي معجب بفصاحتكن وبلاغتكن، كما أنكن كلكن طريّات في حضني وبين ذراعي، لكني أخشى عليكن أيتها المخلصات من الديسك وانقراص الفقرات لكثرة الجلوس بين أحضاني. فلقد جلس فوقي والله أناس كثيرون، إلا أن عيونهم كانت عليّ ومؤخراتهم على مصلحة الناس. ولم أجد من تكون مؤخرته عليّ وعيونه على مصلحة المواطنين، لذلك قررت أن أجعل قاعدتي من "تيفال"... أما أنتن فلن أخيب آمالكن وقررت أن أستقبلكن أنتن الأربع فتفضلن بالجلوس أيها المنافقات"
وانقلب الكرسي على رأسه ورفع سيقانه الأربع فلاذت المؤخرات بالفرار.
من يومها ولدت نصيحة تقول: "لا تتقرب من كرسي، اجعله يتقرب منك وإذا رأيت كرسياً مقلوباً فوق طاولة فهذا يعني أحد أمرين إما أنه لا يريد استقبالك وإما أنه محجوز لأربعة غيرك".
دخلت أربع مؤخرات على مجلس كرسي مهيب كي تقدّمن له فروض الطاعة والولاء، وتأمل كل واحدة منهن (أي المؤخرات) في الفوز بحضنه الدافئ. قال الكرسي وهو يبسط ساقيه الأماميتين: "لتتقدم كل واحدة منكن ولتقل ما عندها بهدوء واختصار وعجالة كي أختار الأجدر بالجلوس فوقي".
قالت الأولى: إيه يا سيدي، يا سليل الأشجار الشامخة والمسنة، بوركت يدا النجار الذي فصّلك وسوّاك وكأنه يعرف مقاسي ومقاسك ـ (ما فيني بلاك) ـ
قالت الثانية: يا صاحب السيقان المتجذّرة في الأرض والمسد الذي تمسح رأسه السماء، صُنعت من مخمل فاخر وأنا خُلقت لهذا المخمل. نجّدوك فمجّدوك وخلّدوك كي أجلس عليك وأعتلي.
قالت الثالثة: أنت لي، ضمّني أيها الخالد، يا من تنحني له الرؤوس وتعجز على كسره كل الفؤوس. أعرفك يا سيدي وأعرف جدّك منذ أن كان "طرّاحة" في خيمة في مضارب العرب، وحينما يُعرف السبب يبطل العجب.
قالت الرابعة: أنا الرابعة وهل يستوي قوامك واتّزانك بغير الرابعة يا سيدي؟ أنا مسك الختام وأنت ختام مسكي. لم أكن أصلح إلا لك ولم تكن تصلح إلا لي. بوركت كل المسامير التي دُقّت في خاصرتك ياسيدي كي تبقى لي، أبقى لك (... يا متلك).
وهنا وضع الكرسي الساق على الساق واحمر مخمله خجلاً من الإطراء ثم أردف يقول:
"عذراً، أيتها المتقدّمات من المؤخرات، إني وخالقي معجب بفصاحتكن وبلاغتكن، كما أنكن كلكن طريّات في حضني وبين ذراعي، لكني أخشى عليكن أيتها المخلصات من الديسك وانقراص الفقرات لكثرة الجلوس بين أحضاني. فلقد جلس فوقي والله أناس كثيرون، إلا أن عيونهم كانت عليّ ومؤخراتهم على مصلحة الناس. ولم أجد من تكون مؤخرته عليّ وعيونه على مصلحة المواطنين، لذلك قررت أن أجعل قاعدتي من "تيفال"... أما أنتن فلن أخيب آمالكن وقررت أن أستقبلكن أنتن الأربع فتفضلن بالجلوس أيها المنافقات"
وانقلب الكرسي على رأسه ورفع سيقانه الأربع فلاذت المؤخرات بالفرار.
من يومها ولدت نصيحة تقول: "لا تتقرب من كرسي، اجعله يتقرب منك وإذا رأيت كرسياً مقلوباً فوق طاولة فهذا يعني أحد أمرين إما أنه لا يريد استقبالك وإما أنه محجوز لأربعة غيرك".