المساهم بالاقتصاد السوري
21/08/2006, 12:22
لقد فكرت كثيراً في مطلع هذا الكلام بهدف شدّ انتباه الناس جميعا إلى ضرورة ما يحتويه مقالنا من إرهاب حقيقي للفكر الوطني الذي تحتمي به شرائح المجتمع السوري. واستقر عندي أن القراء في هذه الأيام استوت عندهم مفاهيم كثيرة وخاصة إذا كانت تتعلق بآل مخلوف وما أدراك ما آل مخلوف يوم تنكشف السرائر وحينها ليس لك إلا التفجع وآخره التوجع، وبدا لي أن المقدمات في زمن المرارة ولّى، فإذا لم تستطع أسر قرائك من الأسطر الأولى فعلى كلامك النسيان وعلى ما فيه متابعة الاستمراء والاستمرار.
في عقول الفقراء تجد البحث عن الوصول إلى مستوى الأغنياء يأخذ كثيرا من تفكيرهم وقد يضيع عليهم عددا من سانحات لهم تركوها، وهم يظنون أن الأمر أعقد من هذا بكثير، وقد فاتهم أن الدوران الآن في سورية في فلك رجل واحد أو رجلين خير من الدوران في فلك الوطن والوطنية، إلا أن الفقير قد أشبع وهو صغير أن للآثار دورا لا يقل أهمية عن أن تكون مسؤولا في سورية لتقبر الفقر وكل الفقراء الذين تعرفهم أوقد تعرفهم، فيشب الفقير على فكرة أن الغنى السريع لا يبتعد خطه عن الاقتراب من موضوع الآثار لأنه قد سمع الكثير وما زال يسمع أن الأعمال الشريفة لا تجعلك تنسى الفقراء وهو يريد أن ينسى لأنه لا يريد أن تغنى جيبه ويبقى فكره وتفكيره مسجونا بأفكار الفقراء، فاذهب فما بك والأيام من عجب.
وهذا حال المخلوف ابن المخلوف فقد شب وهو يفكر بما يفكر من ثراء سريع لا يكون فقط على حساب السلطة فقط وإنما على حساب ما هو يعيش بداخله لعله يتخلص من سطوة الجبل المليء بالصقيع وبعض الحشائش التي تبعث على حقيقته الممجوجة من كل ذرة فيه لأنه لا يريد إلا أن يخرج من جلده ليلبس جلدا آخر يكون له عزاء لدوامة تلاحقه ليل نهار.
فكانت الأرض المقابلة لفندق الشيرتون وهي أرض مسجلة تحت بند الآثار في دمشق التي يحاولون جاهدين أن يتخلصوا من كل شبر فيها لأنها تقهرهم في داخلهم، ومَن غيرُ الرامي لمثل هذه الرمية السريعة المستحبة التي تحك له على شيء قديم يبعث لديه كل لواعج قهره الداخلي.
وبدأت القصة بقيام أحد أزلام النظام وهو وزير السياحة الأسبق باقتطاع هذه الأرض من سجل الآثار ووضع جزء منها باسم أقاربه حينا وباسم بعض الزباينة حينا آخر، ومضت الأيام وإذ بهذا الوزير يكشف عن شيء من ألاعيبه القديمة وقد اعتقد أنه من القبضة المخلوفية قد فلت أو قد انفك أو قد هرب، فظهرت أوراقه التي تطالب بترخيص لمشرع سياحي كبير وقد استعان ببعض المستثمرين من خارج القطر ليقول إنه يريد أن يستثمر لبلده ويكون أحد الذين يدعمون القطاع السياحي لما له من فضل عليه، ويحقق الجدوى من القانون رقم 10، وهو بذلك نسي أن بلده مزرعة وصاحب هذه المزرعة لكل من حاول أن يظهر فيها فهو له بالمرصاد.
وما حصل أنه تفاجأ أن الترخيص قد ردّ له بالرفض، وبدأ السؤال الكبير عن أسباب هذا حتى جاءه اليقين بأن عميد المزرعة السورية المخلوفية يريد منه أن يفض ما كان قد اتفق عليه مع المستثمرين ليكون هو شريكه الأوحد إذ لا شريك في سورية إلا هو، وهذا قد جعل المستثمرين الذين تربطهم بالوزير وثائق موقعة ومصدقة يرفضون الأمر والانسحاب لصالح الرابح دوما، وحينها من في القطر أو الحكومة أو الوزارة أو ما شئت من تسميات تذوب أمام حرف واحد فقط من ذلك الاسم الشهير الذي ملأ البلاد مشاريع يعود ريعها إلى فقراء جاءوا من بعيد يريدون لهذا الوطن أن تنهض سهوله فتصبح بمستوى الجبال، ليكون كل شيء بالتساوي والعدل، وقد أصابوا كثيرا مما أرادوا، وما في دمشق يشهد على براعتهم في هذا.
فإلى متى يا أيها المعربدون القادمون من لا شيء إلى كل شيء، إلى متى ستصبر عليكم دمشق وتمنحكم الفرصة بعد الأخرى، يبدو أنكم نسيتم أن دمشق يطول صبرها لكنها لا تنسى من حاول أن يقترب من خطوطها الحمراء، ومعالمها هي خطوطها الحمراء، عودوا إلى التاريخ واقرؤوه جيدا لعلكم تجدون فيه ما يرشدكم إلى أن نهاية كل شيء لا تكون إلا في آخره، وانظروا إلى أنفسكم ستجدون أنكم ما تركتم شيئا أبدا لأحد، وأنكم أنهيتم كل شيء وأخذتم كل شيء، وحينها تدركون أنكم أصبحتم في نهاية الطريق، ونهايته هي نهايتكم وإن غدا لناظره قريب، لأنكم تزرعون الشرر الذي سيحرقكم وتدوسون بأقدامكم على ما سينفجر بكم، وما ذلك على الله بعزيز، وما ذلك على الشعب الذي يسجل كل شيء لكم بصعب المنال، إنه سيلاحقكم حتى في أحلامكم وخيالكم، فتوبوا إلى أبناء جلدتكم في الخرائط الورقية فقط.
أيعقل أن تسكت دمشق على هتك معالم حضارتها لتكون مشاريع مخلوفية، هل نسيتم التاريخ، هذه دمشق. وإذا غضبت فلا يمكن أن يشبع ظمأها من الانتقام إلا الوقوف على الجبال أو النزول في البحار، اتركوا الآثار إنها حمراء عليكم وعلى غيركم، فالمصيبة أن المشروع في أرض ليست ملكا خاصا، وأنه على أرض لا تصلح أن تغير معالمها لأنها بحد ذاتها أكبر مشروع سياحي، وأن المخلوف ابن المخلوف وضع يده على المشروع وقدم صورة (مشرقة جدا) لمن أراد أن يستثمر في سورية، وأن المشروع وقف كله ولم يقم في أرض أخرى، لأن هؤلاء المستثمرين لما وجدوا الأمور على هذه الحال رفضوا كل العروض وطالبوا بحقوقهم، ومن الذي سيعطيهم حقوقهم إذا كانت تتعلق بعميد الاستثمار وعميد السياحة وعميد الاقتصاد وعميد كل من فكّر أو نظر وعميد كل من حاول أن يستثمر، قُتل كيف قدّر، قُتل كيف قدّر
في عقول الفقراء تجد البحث عن الوصول إلى مستوى الأغنياء يأخذ كثيرا من تفكيرهم وقد يضيع عليهم عددا من سانحات لهم تركوها، وهم يظنون أن الأمر أعقد من هذا بكثير، وقد فاتهم أن الدوران الآن في سورية في فلك رجل واحد أو رجلين خير من الدوران في فلك الوطن والوطنية، إلا أن الفقير قد أشبع وهو صغير أن للآثار دورا لا يقل أهمية عن أن تكون مسؤولا في سورية لتقبر الفقر وكل الفقراء الذين تعرفهم أوقد تعرفهم، فيشب الفقير على فكرة أن الغنى السريع لا يبتعد خطه عن الاقتراب من موضوع الآثار لأنه قد سمع الكثير وما زال يسمع أن الأعمال الشريفة لا تجعلك تنسى الفقراء وهو يريد أن ينسى لأنه لا يريد أن تغنى جيبه ويبقى فكره وتفكيره مسجونا بأفكار الفقراء، فاذهب فما بك والأيام من عجب.
وهذا حال المخلوف ابن المخلوف فقد شب وهو يفكر بما يفكر من ثراء سريع لا يكون فقط على حساب السلطة فقط وإنما على حساب ما هو يعيش بداخله لعله يتخلص من سطوة الجبل المليء بالصقيع وبعض الحشائش التي تبعث على حقيقته الممجوجة من كل ذرة فيه لأنه لا يريد إلا أن يخرج من جلده ليلبس جلدا آخر يكون له عزاء لدوامة تلاحقه ليل نهار.
فكانت الأرض المقابلة لفندق الشيرتون وهي أرض مسجلة تحت بند الآثار في دمشق التي يحاولون جاهدين أن يتخلصوا من كل شبر فيها لأنها تقهرهم في داخلهم، ومَن غيرُ الرامي لمثل هذه الرمية السريعة المستحبة التي تحك له على شيء قديم يبعث لديه كل لواعج قهره الداخلي.
وبدأت القصة بقيام أحد أزلام النظام وهو وزير السياحة الأسبق باقتطاع هذه الأرض من سجل الآثار ووضع جزء منها باسم أقاربه حينا وباسم بعض الزباينة حينا آخر، ومضت الأيام وإذ بهذا الوزير يكشف عن شيء من ألاعيبه القديمة وقد اعتقد أنه من القبضة المخلوفية قد فلت أو قد انفك أو قد هرب، فظهرت أوراقه التي تطالب بترخيص لمشرع سياحي كبير وقد استعان ببعض المستثمرين من خارج القطر ليقول إنه يريد أن يستثمر لبلده ويكون أحد الذين يدعمون القطاع السياحي لما له من فضل عليه، ويحقق الجدوى من القانون رقم 10، وهو بذلك نسي أن بلده مزرعة وصاحب هذه المزرعة لكل من حاول أن يظهر فيها فهو له بالمرصاد.
وما حصل أنه تفاجأ أن الترخيص قد ردّ له بالرفض، وبدأ السؤال الكبير عن أسباب هذا حتى جاءه اليقين بأن عميد المزرعة السورية المخلوفية يريد منه أن يفض ما كان قد اتفق عليه مع المستثمرين ليكون هو شريكه الأوحد إذ لا شريك في سورية إلا هو، وهذا قد جعل المستثمرين الذين تربطهم بالوزير وثائق موقعة ومصدقة يرفضون الأمر والانسحاب لصالح الرابح دوما، وحينها من في القطر أو الحكومة أو الوزارة أو ما شئت من تسميات تذوب أمام حرف واحد فقط من ذلك الاسم الشهير الذي ملأ البلاد مشاريع يعود ريعها إلى فقراء جاءوا من بعيد يريدون لهذا الوطن أن تنهض سهوله فتصبح بمستوى الجبال، ليكون كل شيء بالتساوي والعدل، وقد أصابوا كثيرا مما أرادوا، وما في دمشق يشهد على براعتهم في هذا.
فإلى متى يا أيها المعربدون القادمون من لا شيء إلى كل شيء، إلى متى ستصبر عليكم دمشق وتمنحكم الفرصة بعد الأخرى، يبدو أنكم نسيتم أن دمشق يطول صبرها لكنها لا تنسى من حاول أن يقترب من خطوطها الحمراء، ومعالمها هي خطوطها الحمراء، عودوا إلى التاريخ واقرؤوه جيدا لعلكم تجدون فيه ما يرشدكم إلى أن نهاية كل شيء لا تكون إلا في آخره، وانظروا إلى أنفسكم ستجدون أنكم ما تركتم شيئا أبدا لأحد، وأنكم أنهيتم كل شيء وأخذتم كل شيء، وحينها تدركون أنكم أصبحتم في نهاية الطريق، ونهايته هي نهايتكم وإن غدا لناظره قريب، لأنكم تزرعون الشرر الذي سيحرقكم وتدوسون بأقدامكم على ما سينفجر بكم، وما ذلك على الله بعزيز، وما ذلك على الشعب الذي يسجل كل شيء لكم بصعب المنال، إنه سيلاحقكم حتى في أحلامكم وخيالكم، فتوبوا إلى أبناء جلدتكم في الخرائط الورقية فقط.
أيعقل أن تسكت دمشق على هتك معالم حضارتها لتكون مشاريع مخلوفية، هل نسيتم التاريخ، هذه دمشق. وإذا غضبت فلا يمكن أن يشبع ظمأها من الانتقام إلا الوقوف على الجبال أو النزول في البحار، اتركوا الآثار إنها حمراء عليكم وعلى غيركم، فالمصيبة أن المشروع في أرض ليست ملكا خاصا، وأنه على أرض لا تصلح أن تغير معالمها لأنها بحد ذاتها أكبر مشروع سياحي، وأن المخلوف ابن المخلوف وضع يده على المشروع وقدم صورة (مشرقة جدا) لمن أراد أن يستثمر في سورية، وأن المشروع وقف كله ولم يقم في أرض أخرى، لأن هؤلاء المستثمرين لما وجدوا الأمور على هذه الحال رفضوا كل العروض وطالبوا بحقوقهم، ومن الذي سيعطيهم حقوقهم إذا كانت تتعلق بعميد الاستثمار وعميد السياحة وعميد الاقتصاد وعميد كل من فكّر أو نظر وعميد كل من حاول أن يستثمر، قُتل كيف قدّر، قُتل كيف قدّر